الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
21 - أشكو إليك ذنوبًا
يحيى بن معاذ
أشكُو إليك ذنوبًا لستُ أنكِرُها
…
وقد رجوتُك يا ذا المنِّ تَغْفرُها
من قبلِ سُؤلك لي في الحشرِ يا أمَلي
…
يومَ الجزاءِ على الأهوالِ تذكرُها
أرجُوك تغِفُرُها في الحشرِ يا أمَلي
…
إذْ كنتَ سؤْلي كما في الأرضِ تستُرها
* * *
22 - مسلم يخاطبُ الكونَ
شعر عائض القرني
قف في الحياةِ تَرَى الجمالَ تَبَسُّما
…
والطلُّ من ثغرِ الخمائلِ قد هَمَى
وشَدَتْ مطوّقةُ العروسِ ورجَّعَتْ
…
وترعْرَعَ الفَنَنُ الجميلُ وقد نما
وسرى النسيمُ يهزُّ عطْفَ عبيره
…
والماءُ في عطْفِ الجَدَاوِلِ تَمْتَمَا
وتفتّحَ الأزهارُ واعتنَقَ النَّدَى
…
هدرَ الغديرُ وكان قبلُ ملثَّما
والنبتُ قد شقَّ الثَّرى فعيونُه
…
تاقَتْ إلى ضوءٍ تألَّقَ في السَّمَا
والشمسُ أرَسَلتِ الأشعَّةَ في الفَضَا
…
بَدَدًا وَقَبَّلَتِ الجليدَ فَهَمْهَمَا
وَسَرتْ طيورُ القاعِ تنشُدُ في الرُّبا
…
بيتَ القَصيدِ سعادةً وترنُّما
والنحلُ قد تَرَك الخليةَ مولعًا
…
برحيقِ زهرٍ ظلَّ يسكُبُ في اللَّمَّا
وفراشَةُ البستانِ ألقتْ نفسَها
…
في سندسٍ فوقَ البطائِحِ وسّما
وبكى الغمامُ من الفراقِ مشامتٌ
…
في الأرضِ يضحَكُ ترحةً وتلوّما
وتطاولَتْ شممُ الجبالِ ونافرتْ
…
قِمَم التلالِ فلم تُكُنْ أبدًا كما
والمؤمنُ اطلعَ الوجودَ مسلَّمًا
…
أهلًا بمن حازَ الجمالَ مسلّما
فجثَتْ لطلعَتِه الجبالُ وأذعنتْ
…
إذ كان منها في الحقيقةِ أعظَما
وقد اشْرَأَبتْ كلُّ كائنةٍ له
…
فكأنه مَلِكٌ يسيرُ مُعَلِّما
ورأى الحياةَ بنظرةٍ قدسيةٍ
…
وبها إلى عزّ المهيمنِ قد سمَا
كشفَ الحجابَ عن الغيوبِ فَأَشْرَقَتْ
…
سبلُ الهدايةِ قبلَه فتقدَّما
عرفَ الحقيقةَ فاسْتَنَار بنورِها
…
وتراهُ في عُمْقِ التفَكُّرِ مُلَهمًا
في كلّ ماثلةٍ تمرُّ بعينِه
…
عِبَرٌ تُعرِّفه الإلهَ الأعْظَما
حَبْلُ الرجاءِ غدا به متمسِّكًا
…
أنعِمْ بحَبْلٍ قطُّ لن يَتَصَرَّما
أَتَرَى الجمالَ بغيرِ منظارِ التُّقى
…
حسنًا ولو مَلَكَتْ يداك الأنجُما
أتظنُّ أن الأُنسَ يَسْكُنُ بُرهةً
…
قلبًا ولم يكُ في الحقيقةِ مُسْلِما؟!
لا والذي جمعَ الخلائقَ في مِنًى
…
وبدا فأعطَى من أحَلَّ وأحْرَما
ما في ربوعِ الكونِ أجملُ منظرٍ
…
من مؤمنٍ للسْعِد جدَّ ويمَّمَا
إن متَّ يا جَامِي الحياةِ فإنَّما
…
هي نقلةٌ تلقَى حياةً أوسَما
في ظلِّ ربٍّ كنتَ قد وحَّدتَه
…
تلقاه في الأخْرَى أبرَّ وأكرَما
بل كيفَ ترحَلُ والحياةُ تقدما
…
ما للعوالمِ حَوْلَ قبرِك جُثَّما
فاسَعْد فقد ظَفَرَتْ يداك بصَفْقةٍ
…
واهنا فإنك بعدُ لن تَتَنَدَّما (1)
(1) عائض القرني، واإسلاماه (ص:18 - 21).