الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
66 - تبارك الله
خير الدين وانلي
تباركَ اللهُ كم في الكونِ من عَجَبٍ؟!
…
في البرِّ والبحرِ والأفلاكِ والشهُب
طيرٌ يُهاجرُ من أقصى الشمالِ إلى
…
أقصى الجنوبِ ولا يهتمُّ بالسَّغَبِ (1)
ويقطعُ السَّمكُ الشِّلالَ مُتجهًا
…
إلى المنابعِ كي يفنَى من التعَب
وينشرُ النملُ حبًّا كي يُجِفِّفَه
…
ويصنعُ النحلُ شكلًا مُنتهى العجَب
ويحملُ (الكنغرُ) الأبناءَ يحفظُها
…
في جيبهِ سائرًا وَثْبًا على الذَّنَب
ويرفَعُ القردُ أولادًا على كَتِفٍ
…
ويزقمُ (2) الطيرُ أفراخًا ذَوِي زَغَبِ (3)
ويَجْأرُ الحوتُ في الأعماقِ مبتهجًا
…
ويُنْقِذُ الصوتُ خَفَّاشًا من العَطَب
(1) السغب: الجوع.
(2)
يزقم: يلقم.
(3)
الزغب: الريش الصغير.
ويَسْبَحُ البطُّ في أعقابِ مَوْلدِه
…
بلا مرانٍ وماءُ النهرِ في صَخَب
وَيْلقَمُ الثديَ والعينانِ مُغْمَضَةٌ
…
هِرٌّ وليدٌ وما في الثِّديِ من حَلَب
ويقفزُ المهرُ خلفَ الأمِّ مرتَجِفًا
…
ولم يزلْ عَظْمُه أوهَى من القَصَب
ويتبعُ الكلبُ ريحًا غابَ صاحبُها
…
ويسمعُ الهرُّ همسَ الفأرِ في الخِرَب
ويُبصرُ الصَّقرُ من عَلْيائِهِ جُرُذًا
…
ويُمْسِكُ القنفذُ الأفْعَى من الذَّنَب
وينقرُ الطيرُ دودًا غابَ في غَصْنٍ
…
تحتَ اللّحَاءِ وما في الغُصْنِ من ثُقَب
ويُمسِكُ البجَعُ الأسماكَ سابحةً
…
ويُرسِلُ الأخطبوطُ الرجْلَ عن جُنْب
وينفخُ الثعلبُ الأحشاءَ مرتميًا
…
حتى تُهاجِمَهُ الغِربانُ عن كَثَب
ويلْسَعُ العَنْكبوتُ الجُعلَ في عُنقٍ
…
حتى يخدِّرَه تخديرَ مُرتَقِب