الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من اسمه النعمان
4839 - (ع) النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن الجلاس، ويقال: خلاش أبو عبد الله المدني، الأنصاري الخزرجي
.
في كتاب العسكري: ولاه معاوية اليمن، فأقره يزيد بن معاوية عليها، وروي أن مروان كتب إليه يخطب ابنته على ابنه عبد الملك، فرده النعمان وكتب إليه أبياتا فيها:
فلو أن نفسي طاوعتني لأصبحت
…
لها حفد بما يعد كثير
ولكنها نفس علي كريمة
…
عيوف لأصهار اللئام قذور
لنا في بني العنقاء وابن محرق
…
مصاهرة يسنى بها – []
وفي الكلاباذي عن محمد بن عمر: ولد في جمادى الأولى في السنة التي هاجر فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الصريفيني: [في جمادى] الأولى سنة اثنين من الهجرة، وكان له يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم – ثمان سنين وتسعة أشهر واثنا عشر يوما، ولما هجا الأخطل الأنصار بقوله:
ذهبت قريش بالمفاخر والعلى
…
واللؤم تحت عمائم الأنصار
دخل على معاوية فقال: أترى لؤما؟ فقال: بل أرى كرما، فأنشد:
معاوي ألا تعطينا الحق تعرف
…
لحي الأزد مسند ولا عليها العمائم
أسميتنا عبد الأراقم ضلة
…
فماذا الذي تجدي عليك الأراقم
فما لي ثأر دون قطع لسانه
…
فدونك من ترضه عنك الدراهم
ألم تنذركم يوم بدر سيوفنا
…
وطارت أكف منكم وجماجم
وأحلف بالله الذي أنا أعبده
…
لتصطعقن يوما عليك المأثم
قال أبو الفرج الأصبهاني: قدم وفد الأنصار على معاوية، وعليهم النعمان، فقالوا لحاجبه: استأذن للأنصار، فلما استأذن لهم قال عمرو: ما هذا اللقب الجديد؟ اخرج فقل: من كان هنا من أولاد عمرو بن عامر فليدخل، فدخل ناس، ولم يدخل الأنصار، فقال: من كان هنا من أولاد قتلة فليلج، فلم يدخل أحد، فقال: من كان هنا من الأوس والخزرج فليلج، فلم يدخل أحد، فقال معاوية: هذا عملك، اخرج فأذن للأنصار، فدخلوا يقدمهم النعمان، وهو يقول:
يا عمرو لا تعد الدعاء فما لنا
…
نسب نجيب به سوى الأنصار [ق168/ب]
نسب تخيره الإله لصحبنا
…
أثقل به نسبا على الكفار
إن الذين فروا ببدر منكم
…
يوم القليب هم وقود النار
وكان جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم – ورجل آخر ليشهدا غزوة له فيما قيل، فاستصغرهما فردهما، وكان النعمان عثمانيا، وشهد مع معاوية صفين، ولم يكن معه من الأنصار غيره. وكان كريما عليه، مرضيا، أثيرا، مقدما، مكينا عنده، وعند يزيد بعده، ولما أمر معاوية لأهل الكوفة بزيادة عشرة دنانير لكل واحد، وكان النعمان عليها؛ لم ينفذ لهم ذلك، لرأيهم في علي، فكانوا يسألونه، فيأبى، ويقول لهم على المنبر: لا ترون على منبركم بعدي من يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم –، فقال عبد الله بن همام السلولي من أبيات:
زيادتنا نعمان لا تحبسنها
…
خف الله فينا والكتاب الذي تتلو
وقد نلت سلطانا عظيما فلا تكن
…
لغيرك جمات الندى ذلك البخل
وأنت امرؤ حلو اللسان بليغه
…
فما باله عند الزيادة لا يحلو
فقال: والله لا أجيزها أبدا، وعن خالد بن كلثوم: خرج النعمان في ركب
من قومه، وهو يومئذ حديث السن، فنزلوا الأردن، فتذاكروا الشعر، فقال بعضهم: يا نعمان، هل قلت شعرا؟ قال: لا والله. فقال شيخ من بني الحارث بن الخزرج - يقال له: ثابت بن سماك -: أقسم بالله لتربطن إلى ثنية السرحة، فلا تفارقها حتى يرتحل القوم أو تقول شعرا، فقال عند ذلك - وهو أول شعر قاله -:
يا خليلي ودعا دار ليلى
…
ليس مثل تحل دار الهوان
إن قتيبة تحل محلا
…
بحضير فخيلتني ترفلان
لا تؤاتيك في الغيب إذا ما
…
حال من دونها فروع قنان
وكان النعمان من المغرقين في الشعر سلفا وخلفا، جده شاعر، وأبوه وعمه شاعران، وهو وأولاده وأولاد أولاده شعراء، وابنته حميدة كانت شاعرة ذات لسان وعلم وشعر، وكانت تهجو أزواجه، وكذا هند ابنته.
وفي «حلى العلي» للقيرواني: كانوا ينسبون الأوس والخزرج، حتى سماهم النبي صلى الله عليه وسلم – الأنصار.
وفي تاريخ أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب: قتل النعمان سنة ستين من الهجرة، وقال أبو سليمان بن زبر: توفي سنة ست وستين.
وفي «الطبقات» لابن سعد: أن عمرة أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم – [ق169/أ] يوم سابعه وعليه شعر البطن، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم – أن يترك عليه، وقال: احلقوا عنه شعر البطن، فحلقوا رأسه، ثم برك عليه وقال: عقوا عنه بشاة. وذلك في شهر ربيع الآخر.
وذكر المزي قول ابن معين: ليس يروى عن النعمان حديث فيه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم –، إلا في حديث الشعبي عنه:" إن في الجسد مضغة "، والباقي من حديث النعمان إنما هو عن النبي صلى الله عليه وسلم – ليس فيه سمعت، ولم يتابعه عليه، وقد وجدنا له أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه فيها، منها:
قوله في كتاب ابن سعد: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم – يقول: " أفضل الدعاء العبادة ".
وحديث: " من لا يشكر القليل لا يشكر الكثير: عند العسكري.
وقوله في كتاب الطبراني: سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم: إذا كتب أحدكم إلي فليبدأ بنفسه.
وحديث: ذهب بي أبي بشير إلى النبي صلى الله عليه وسلم – فقال: إني نحلت ابني هذا غلاما. الحديث.
وحديث: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم – يقول: مثل المداهن في حدود الله تعالى مثل قوما ركبوا سفينة "، الحديث.
وحديث: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم – يقول: ينبغي للمؤمنين أن يكونوا فيما بينهم كمنزلة رجل واحد، إذا اشتكى عضوا من جسده تداعى سائر جسده.
وحديث: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم – يقول: أيها الناس، إن من العنب خمرا، وإن من التمر خمرا.
وحديث: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم – يقول: خذوا على أيدي سفهائكم.
وحديث: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم – يقول: لتسون صفوفكم في صلاتكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم ".
وحديث: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم – يقول: مثل الأمراء ومثل الناس: الحديث.
وحديث: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم – يقول: استقيموا لقريش ما استقاموا لكم
…
الحديث.
وحديث: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم – يظل اليوم ما يجد طعاما يملأ بطنه ".
وحديث: " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم – في سمر، فخفق رجل على راحلته، فأخذ رجل سهما من كنانة: الحديث.
وحديث: [ق169/ب] سمعت النبي صلى الله عليه وسلم – يقول: " إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة
…
" الحديث.
وحديث: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم – قال: " إن ثلاثة نفر كانوا في جبل، فوقع الجبل عليهم " الحديث.
وحديث: " قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم – ليلة سابعة وعشرين حتى خفنا أن يفوتنا الفلاح "، الحديث.
وحديث: " أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم – عنب من الطائف، فأعطاني عنقودا، فقال: اذهب به إلى أمك، فأكلته في الطريق، فقال: ما فعل العنقود؟ فقلت: أكلته، فسماني غدر ".
وحديث: " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم – فقال رجل: لا أبالي ألا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج "، الحديث.
روى عنه: ابنه بشير بن النعمان بن بشير، وطارق بن شهاب، ويزيد بن النعمان بن بشير، وإبراهيم ابن بنت النعمان بن بشير، ومجاهد بن جبر المكي، وعبد الله بن بريدة، والوليد بن عثمان خال مسعر، ووهب بن منبه، وطاوس بن كيسان، ونعيم بن زياد أبو طلحة الأنصاري، ويقال: الأنماري، وسنان أبو سعيد، وكريب اليحصبي.
وزعم المزي: أنه حكم بدينارين من كل رجل لأعشى همدان، فأعجل له عنهم أربعين ألف دينار.
والذي في كتاب أبي عمر وغيره: أنهم قالوا: يعطيه كل واحد منا دينارا، فقال النعمان: لا، إلا من كل اثنين دينارا، فجعل له النعمان في إعطائهم عشرة آلاف دينار، وكانوا عشرين ألف رجل.
وفي أبي داود: ثنا عثمان، عن وكيع، عن زكرياء بن أبي زائدة، عن أبي القاسم - يعني الحسين بن الحارث -، عن النعمان، قال:" أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم – علينا بوجهه، فقال: (أقيموا صفوفكم) ".
وقال أبو القاسم البغوي: وقد روى من أهل الكوفة غير واحد عن النعمان سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم.