الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني
في حياته العلمية
المطلب الأول: طلبه للعلم وأشهر شيوخه:
تلقى الإمام البلنسيّ - رحمه الله تعالى - العلم عن جماعة من أجلّ علماء عصره من أشهرهم:
1 -
محمد بن علي بن أحمد الخولاني أبو عبد الله، ويعرف ب «ابن الفخار» وب «البيري»
(1)
، الإمام النّحوي الفقيه، المقرئ، المفسر، شيخ النّحاة في عصره.
وصفه ابن الخطيب
(2)
بقوله: «أستاذ الجماعة، وعلم الصّناعة، وسيبويه العصر
…
إمام الأئمة من غير مدافع، مبرزا أمام أعلام البصريين من النّحاة، منتشر الذكر، بعيد الصّيت، عظيم الشهرة
…
قل أن يقرأ عليه أحد إلا نجب.
درّس ابن الفخار رحمه الله بالمدرسة النّصرية وقرأ عليه البلنسيّ مصنفات كثيرة، ذكر جملة منها المنتوري - تلميذ البلنسيّ - في برنامجه
(3)
منها كتاب التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام لأبي زيد السهيليّ المتوفى سنة (581 هـ).
وكتاب التكميل والإتمام لكتاب التعريف والإعلام لابن عسكر الغساني المتوفى سنة (636 هـ)، وكتاب الجمل لأبي القاسم الزجاجي المتوفى سنة (340 هـ) وبرنامج الأستاذ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عيسى الغافقي المتوفى سنة (716 هـ)، وتآليف الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن يحيى بن إبراهيم بن القطان الحميري المتوفى سنة (628 هـ).
(1)
البيري: بكسر الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحتها وفي آخرها الراء نسبة إلى مدينة البيرة بالأندلس، معجم البلدان: 1/ 526، واللباب لابن الأثير: 1/ 197.
(2)
الإحاطة: (3/ 35 - 38)، وانظر ترجمته في غاية النهاية:(2/ 200، 201)، وبغية الوعاة:(1/ 174، 175)، ونفح الطيب:(5/ 355)، وشجرة النور الزكية:228.
(3)
برنامج المنتوري: (30، 31، 92، 111، 192، 193، 194، 203).
وتآليف ابن عسكر الغساني، وتآليف الشيخ أبي العباس أحمد ابن يوسف السلمي المعروف ب «ابن فرتون» المتوفى سنة (660 هـ) وغير ذلك من التصانيف الكثيرة، فكان جلّ انتفاع البلنسي رحمه الله عن شيخ الجماعة ابن الفخار كما وصفه بذلك ابن الخطيب
(1)
.
2 -
كما تلقى البلنسيّ العلم على يد محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن جزي الكلبي، أبو القاسم، الغرناطي الأندلسي، الإمام المفسر، الفقيه، اللّغوي، صاحب كتاب التسهيل لعلوم التنزيل، في التفسير، وتقريب الوصول إلى علم الأصول، والبارع في قراءة نافع ووسيلة المسلم في تهذيب صحيح مسلم.
وصفه ابن الخطيب
(2)
بقوله: (كان رحمه الله على طريقة مثلى من العكوف على العلم، والاشتغال بالنظر والتقييد والتدوين، فقيها حافظا، قائما على التدريس، مشاركا في فنون من العربيّة، والفقه والأصول، والقراءات، والحديث، والأدب، حفظة للتفسير مستوعبا للأقوال، جمّاعة للكتب، ملوكي الخزانة، حسن المجلس، ممتع المحاضرة، قريب الغور صحيح الباطن. تقدم خطيبا بالمسجد الأعظم من بلده على حداثة سنه
…
).
قرأ عليه البلنسيّ كتاب «حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع» للإمام القاسم بن فيرة الشاطبي المتوفى سنة (590 هـ).
ذكر ذلك تلميذ البلنسي محمد بن عبد الملك المنتوري في برنامجه
(3)
.
توفي الإمام ابن جزي الكلبي شهيدا في معركة طريف مع النّصارى
(4)
.
(1)
الإحاطة: 3/ 39.
(2)
الإحاطة: (3/ 20، 21).
(3)
برنامج المنتوري: 6 (مخطوط).
(4)
الإحاطة: 23، وانظر ترجمته في الكتيبة الكامنة لابن الخطيب:(46 - 48)، والدرر الكامنة: 3/ 446، ونفح الطيب:(5/ 514 - 517).
3 -
ومن شيوخه أيضا: القاضي الشريف الحسن بن يوسف بن يحيى الحسيني السبتي، أبو علي.
رحل إلى المشرق فلقي ابن دقيق العيد ثم رجع فاستوطن تلمسان إلى أن مات بها سنة (754 هـ)، وقيل سنة (753 هـ)
(1)
.
قرأ عليه البلنسي
(2)
تأليف الأستاذ أبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيدة الأنصاري النّحوي.
4 -
ومن العلماء البارزين الذين أخذ عنهم البلنسيّ الشيخ محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن مرزوق التلمساني أبو عبد الله.
المشهور بالخطيب وبالجد ابن مرزوق الملقّب بشمس الدين، قدم الأندلس في أواخر عام (748 هـ) وقعد للإقراء بالمدرسة النّصرية عام (753 هـ)، وخطب في المسجد الأعظم بغرناطة.
توفي عام (781 هـ)
(3)
.
5 -
محمد بن علي بن أحمد بن هذيل بن الفخار الخولاني ذكره المنتوري في برنامجه
(4)
، وأنه قرأ تآليفه على البلنسيّ رحمه الله ولم أقف له على ترجمة.
هؤلاء الشيوخ الخمسة التي وجدت تصريحا في كونهم شيوخ البلنسي وممن كان يدرس في المدرسة النّصرية في زمن تلقي البلنسيّ للعلم الشّيخ محمد بن إبراهيم السياري ويعرف ب «البياني» ، وكان يتولى تدريس الفقه بالمدرسة المذكورة، توفي عام (753 هـ)
(5)
.
(1)
نفح الطيب: 5/ 232، وانظر: الإحاطة: 4/ 458، وثبت أبي جعفر البلوي:(265، 270).
(2)
برنامج المنتوري: 213 (مخطوط).
(3)
ترجمته في: الديباج المذهب: 2/ 290، وبغية الوعاة:(1/ 46، 47)، ونيل الابتهاج:(267 - 270)، ونفح الطيب:(5/ 412 - 418).
(4)
برنامج المنتوري: 224 (مخطوط).
(5)
ترجمته في: الإحاطة: 1/ 210، الديباج المذهب:(2/ 276، 277)، والدرر الكامنة: 3/ 382، وتاريخ التعليم في الأندلس:404.