المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة الأنعام [8] {وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ} (عس) (1) : قيل: إنها نزلت - تفسير مبهمات القرآن - جـ ١

[البلنسي]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأوّلعصر البلنسيّ. وفيه أربعة مباحث

- ‌المبحث الأولالحالة السياسية

- ‌المبحث الثانيالحالة الاجتماعية

- ‌المبحث الثالثالحالة العلمية

- ‌المبحث الرابعمدى تأثر البلنسيّ بهذه الأحوال

- ‌الفصل الثانيحياة المؤلف

- ‌المبحث الأولفي حياته الاجتماعية

- ‌المطلب الأول: اسمه، ونسبه، وأصله، وكنيته:

- ‌المطلب الثاني: موطنه، مولده، نشأته، أسرته:

- ‌المبحث الثانيفي حياته العلمية

- ‌المطلب الأول: طلبه للعلم وأشهر شيوخه:

- ‌المطلب الثاني: مكانته بين أقرانه:

- ‌المطلب الثالث: ثناء العلماء عليه:

- ‌المطلب الرابع: تلاميذه:

- ‌المطلب الخامس: آثاره العلمية ووفاته:

- ‌أ - آثاره العلمية:

- ‌ب - وفاته:

- ‌الفصل الثالثفي التعريف بعلم المبهمات ودراسةكتاب صلة الجمع

- ‌المبحث الأولفي التعريف بعلم المبهمات

- ‌المطلب الأول: تعريف المبهم لغة واصطلاحا

- ‌المطلب الثاني: الأصل في علم المبهمات:

- ‌المطلب الثالث: أسباب ورود الإبهام في القرآن الكريم:

- ‌المطلب الرابع: الطريق إلى معرفة المبهم:

- ‌المطلب الخامس: الكتب المؤلفة في هذا الفن:

- ‌المبحث الثانيفي دراسة كتاب صلة الجمع والباعث على تأليفه

- ‌المطلب الأول: الباعث إلى تأليفه:

- ‌المطلب الثاني: في منهجه:

- ‌أولا: منهجه في الكتاب:

- ‌ثانيا: منهجه في بيان المبهم:

- ‌المطلب الثالث: مصادره:

- ‌أولا: كتب العقائد:

- ‌ثانيا: التفسير وعلومه:

- ‌ثالثا: في الحديث وعلومه:

- ‌رابعا: اللغة والنحو والبلاغة والأدب:

- ‌خامسا: السير والتاريخ والتراجم:

- ‌سادسا: مصادر عامة:

- ‌المطلب الرابع: في قيمته العلمية، وفيه مسألتان:

- ‌المسألة الأولى: أهمية الكتاب:

- ‌المسألة الثانية: فيما يؤخذ عليه:

- ‌المبحث الثالثعملي في التحقيق

- ‌المطلب الأول: عنوان الكتاب:

- ‌المطلب الثاني: توثيق نسبته إلى المؤلف:

- ‌المطلب الثالث: وصف النّسخ الخطيّة:

- ‌1 - نسخة الأصل:

- ‌2 - نسخ ق:

- ‌3 - نسخة م:

- ‌4 - نسخة ع:

- ‌المطلب الرابع: منهج التحقيق:

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌فائدة:

- ‌تحقيق:

- ‌تكميل:

- ‌تحقيق:

- ‌تحقيق:

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النّساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌فائدة:

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التّوبة

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌أ - المخطوطات

- ‌ب - المطبوعات

الفصل: ‌ ‌سورة الأنعام [8] {وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ} (عس) (1) : قيل: إنها نزلت

‌سورة الأنعام

[8]

{وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ}

(عس)

(1)

: قيل: إنها نزلت في زمعة بن الأسود

(2)

، والنّضر بن الحارث

(3)

، والأسود بن عبد يغوث

(4)

، والعاص بن وائل قالوا للنّبيّ صلى الله عليه وسلم يا محمد لو جعل معك ملك يحدث عنك النّاس، ويدبر معك، فنزلت الآية.

حكاه ابن إسحاق

(5)

.والله أعلم.

[19]

{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً} .

(1)

التكميل والإتمام: (28 أ، 28 ب).

(2)

زمعة بن الأسود بن عامر القرشي، من بني عامر بن لؤي صحابي جليل، كان من أمراء الأجناد الذين عقد لهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وهو على شرط الصحبة، لأنه لم يبق بعد حجة الوداع منهم أحد على الشرك، وشهدوا حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم جميعا. راجع الإصابة: 2/ 567.

(3)

هو النضر بن الحارث بن كلدة من بني عبد الدار بن قصي، من أشراف قريش وخرج مع المشركين في غزوة بدر وأسره المسلمون، فقتله علي بن أبي طالب. راجع المغازي للواقدي: 1/ 37، والسيرة لابن هشام القسم الأول: 295، وتاريخ الطبري: 2/ 437.

(4)

الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، أحد مشركي مكة، كان ممن ذهب إلى أبي طالب يكلمونه في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكف عن سب آلهتهم. السيرة لابن هشام، القسم الأول: 282، وتاريخ الطبري: 2/ 324.

(5)

السيرة لابن هشام، القسم الأول: 395، وذكر معهم - أيضا -:«أبي بن خلف» . وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 67، تفسير سورة الأعراف، عن محمد بن إسحاق.

ص: 421

(عس)

(1)

: روي أنها نزلت في النّحام بن زيد

(2)

، وقردم بن كعب

(3)

، وبحري بن عمرو أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد ما تعلم مع الله إلها آخر، فأنزل الله الآية حكاه ابن إسحاق

(4)

.

وقوله في الآية: {وَمَنْ بَلَغَ} معطوف على الضمير في (أنذركم)

(5)

.

والمعنى: لأنذركم به، وأنذر من بلغه القرآن من العرب والعجم. والله أعلم.

[25]

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} .

(عس)

(6)

: روي

(7)

أنه اجتمع أبو سفيان، والوليد

(8)

،

= وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 251 وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن محمد بن إسحاق أيضا.

(1)

التكميل والإتمام: 28 ب

(2)

هو النحام بن زيد، من يهود بني قريظة، ومن المعادين لرسول الله ودعوته وأصحابه. راجع السيرة لابن هشام، القسم الأول:515.

(3)

قردم بن كعب من يهود بني عمرو بن عوف، كان مع الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم عند صرف القبلة إلى الكعبة: يا محمد ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك. راجع السيرة لابن هشام، القسم الأول:515.

(4)

السيرة لابن هشام، القسم الأول:568. كما أخرجه الطبري في تفسيره: 11/ 293 عن ابن عباس أيضا. وقال: «وقد ذكر أن هذه الآية نزلت في قوم من اليهود بأعيانهم، من وجه لم تثبت صحته» .وساق الرواية عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(5)

انظر إعراب القرآن للنحاس: 2/ 59، والتبيان للعكبري: 1/ 486.

(6)

التكميل والإتمام: 28 ب.

(7)

نقله الواحدي في أسباب النزول: 209، عن ابن عباس من رواية أبي صالح، والبغوي في تفسيره:(2/ 90، 91) عن الكلبي. وانظر زاد المسير: 3/ 18، والكشاف: 2/ 11.

(8)

هو الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم أحد كبار المعاندين من كفار قريش ومن أشدهم عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم كان ممن ذهب إلى أبي طالب يكلمونه في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكف عن سب آلهتهم. السيرة لابن هشام، القسم الأول: 265، وتاريخ الطبري:(2/ 287، 288).

ص: 422

والنضر وعتبة

(1)

، وشيبة

(2)

، وأبو جهل، وأضرابهم يستمعون تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا للنضر: يا أبا قتيلة ما يقول محمد؟ فقال: والذي جعلها

(3)

بنية - يعني الكعبة - ما أدري ما يقول إلا أنه يحرك لسانه ويقول أساطير الأولين، مثل ما حدثتكم عن القرون الماضية، فقال أبو سفيان: لا أراه حقا، فقال أبو جهل:

كلا، فنزلت الآية. والله أعلم.

[25]

{يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاّ أَساطِيرُ/الْأَوَّلِينَ} . [/61 ب]

(سه)

(4)

: حيثما جاء في القرآن ذكر {أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ} فقائلها هو النضر ابن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار، وإنما كان يقول ذلك لأنه قد دخل بلاد فارس، وتعلم أخبار أسبندياد

(5)

ورستم الشيذ ونحوهما، فكان يقول: أنا أحدثكم بأحسن مما [يحدثكم]

(6)

به محمد. فيحدث بتلك الأخبار، ويقول في قصص القرآن وأخباره: أساطير الأولين. ليزهد الناس فيه. وفيه نزلت {وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ}

(7)

وقتله النبي صلى الله عليه وسلم صبرا يوم بدر

(8)

.

(1)

هو عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، أبو الوليد، أحد سادات قريش في الجاهلية وكان موصوفا بالحلم والفضل ووجاهة الرأي، قتل يوم بدر كافرا. السيرة لابن هشام، القسم الأول: 295، وتاريخ الطبري: 2/ 323.

(2)

شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، أحد وجهاء قريش في الجاهلية، ومن أشد معاندي قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته، قتل يوم بدر كافرا. راجع تاريخ الطبري: 2/ 426.

(3)

أي: الهيئة التي بني عليها.

(4)

التعريف والإعلام: 35.

(5)

وقيل في اسمه: «إسفنديار» راجع تاريخ الطبري: 2/ 562، والكامل لابن الأثير: 1/ 154.

(6)

في الأصل، (م):«يحدث» ، والمثبت في النص من (ق)، (ع) ومن التعريف والإعلام للسهيلي.

(7)

سورة الأنعام: آية: 93. وأورد السيوطي رحمه الله هذا القول في الدر المنثور: 3/ 318 وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن عكرمة.

(8)

المغازي للواقدي: (1/ 106، 107) والطبقات لابن سعد: 2/ 18.

ص: 423

(عس)

(1)

: أما أسبندياد فهو ابن كي كستاسب

(2)

من ملوك الفرس وكان أبوه قد سجنه ثم أخرجه وولاه أمر جيوشه وقتال الترك

(3)

.

ورستم هو ابن ريسان

(4)

، ويعرف برستم الشيذ

(5)

، والشيذ بلغة فارس شعاع الشمس، فينسبون لذلك كل جميل، وهو من ملوك الترك، وكان يقاتل إسبنديار. وبينهما وقائع، حكاها الطبري

(6)

وغيره

(7)

إلى أن قتل إسبنديار رستم، واستباح بلاده، وأخبارهما يطول ذكرها، والله أعلم بصحتها.

قال المؤلف - وفقه الله - وضربت عنق النضر بالصفراء

(8)

في موضع يقال له: الأثيل

(9)

، وكان الذي أسره المقداد. ذكر ذلك (عط)

(10)

.

[26]

{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} .

(عس)

(11)

: روي

(12)

: أنها نزلت في أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، ومعناها:

(1)

التكميل والإتمام: 30 ب.

(2)

في تاريخ الطبري: 1/ 561: «بشتاسب بن كي لهراسب» وفي مروج الذهب للمسعودي: 1/ 230: «إسفنديار بن يستاسف بن بهراسف» .

(3)

انظر تاريخ الطبري: (1/ 562، 563)، والكامل لابن الأثير: 1/ 273.

(4)

في التكميل والإتمام: «رسيان» ، وفي تاريخ الطبري: 1/ 568: «ستان» ، وكذا في التنبيه والإشراف للمسعودي: 98، ونسبه ابن الأثير في الكامل: 1/ 245: رستم بن داستان بن نريمان بن جوذنك بن كرشاسب».

(5)

في الكامل لابن الأثير: 1/ 245: «الشديد» .

(6)

تاريخ الطبري: 1/ 564.وفيه خبر قتل إسفنديار على يد رستم.

(7)

المسعودي في مروج الذهب: 1/ 226، وابن الأثير في الكامل: 1/ 275.

(8)

الصفراء: على لفظ تأنيث أصفر: قرية فوق ينبع، قريبة من بدر. معجم ما استعجم: 3/ 836، ومعجم البلدان: 3/ 412.

(9)

الأثيل: بضم أوله مصغر: واد بين الصفراء وبدر بينه ميلان. ما استعجم: 1/ 109، ومعجم البلدان: 1/ 93، والروض المعطار:11.

(10)

المحرر الوجيز: 6/ 277، وانظر السيرة لابن هشام القسم الأول: 644، والمغازي للواقدي: 1/ 107 والطبقات لابن سعد: 2/ 18.

(11)

التكميل والإتمام: (28 ب، 29 أ).

(12)

أخرجه الطبري في تفسيره: (11/ 313، 314) عن ابن عباس، وعطاء بن دينار،

ص: 424

ينهون عن إذاية النبي عليه السلام، وينأون عن الإيمان، ويروى

(1)

أن أشياخ قريش اجتمعوا إلى أبي طالب، وأرادوا برسول الله صلى الله عليه وسلم سوءا فقال أبو طالب

(2)

: /. [/62 أ]

والله لن يصلوا إليك بجمعهم

حتى أوسد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة

وابشر بذاك وقر منه عيونا

ودعوتني وزعمت أنك ناصح

ولقد صدقت وكنت ثم أمينا

وعرضت دينا لا محالة أنه

من خير أديان البرية دينا

لولا الملامة أو حذاري سبة

لوجدتني سمحا بذاك مبينا

فأنزل الله عند ذلك الآية. والله أعلم.

[33]

{فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ} .

(عس)

(3)

: نزلت في أبي جهل بن هشام، روي أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نكذبك، ولكن نكذب ما جئت به

(4)

.

= والحاكم في المستدرك: 2/ 315، كتاب التفسير، «تفسير سورة الأنعام» عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال:«صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. كما أخرجه الواحدي في أسباب النزول: 209 عن ابن عباس أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 260 وزاد نسبته إلى الفريابي وعبد الرزاق، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر والطبراني، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، والبيهقي في الدلائل - كلهم - عن ابن عباس.

(1)

نص هذه الرواية في الكشاف: 2/ 12، ونقله الواحدي في أسباب النزول: 210، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 21 عن مقاتل. وعزاه الحافظ في الكافي الشاف: 61 إلى البيهقي في الدلائل.

(2)

جاء بعده في (ق): «في الكامل» . انظر هذه الأبيات في غاية المطالب في شرح ديوان أبي طالب: (176، 177)، وأسباب النزول للواحدي: 210، وتفسير البغوي: 2/ 91، والكشاف: 2/ 12، وزاد المسير: 3/ 21، وتفسير القرطبي: 6/ 406.

(3)

التكميل والإتمام: 29 أ.

(4)

أخرجه الترمذي في سننه: 5/ 561، كتاب التفسير، باب «ومن سورة الأنعام» عن ناجية

ص: 425

ويروى أن الأخنس بن شريق قال لأبي جهل: يا أبا الحكم أخبرني عن محمد، أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس عندنا أحد غيرنا فقال له: والله إن محمدا لصادق، وما كذب قط، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والنبوة فما يكون لسائر قريش؟ فنزلت الآية. حكاه الطبري

(1)

.والله أعلم.

(سي): وحكى النقاش

(2)

أن الآية نزلت في الحارث بن [عامر]

(3)

بن نوفل بن عبد مناف، فإنه كان يكذب في العلانية ويصدق في السر. ويقول:

نخاف أن تخطفنا

(4)

العرب.

[52، 53]{وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} - إلى قوله - {أَهؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا

} الآية.

= ابن كعب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأخرج - نحوه - عن ناجية، وقال في الأخير:«وهذا أصح» وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 169، تفسير سورة الأنعام عن علي بن أبي طالب، والحاكم في المستدرك:(2/ 315، 316) كتاب التفسير، تفسير سورة الأنعام عن علي بن أبي طالب وقال:«صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» وقال الذهبي: «قلت ما خرجا لناجية شيئا» وأخرجه الطبري في تفسيره: 11/ 334 عن ناجية بن كعب. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 263 وزاد نسبته إلى أبي الشيخ، وابن مردويه، والضياء في المختارة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره: 11/ 333 عن السدي، كما نقله الواحدي في أسباب النزول: 211، وانظر تفسير البغوي:(2/ 93، 94) وزاد المسير: 3/ 43، وتفسير ابن كثير:(3/ 246، 247).

(2)

قول النقاش هذا في المحرر الوجيز: 5/ 182، والبحر المحيط: 4/ 110. ونقله الواحدي في أسباب النزول: 211 عن مقاتل.

(3)

في جميع نسخ الكتاب «عمرو» وهو المثبت - أيضا - في المحرر الوجيز لابن عطية والبحر المحيط لأبي حيان. والصواب ما أثبت من طبقات ابن سعد: 2/ 18، والمنمق لابن حبيب: 60، والمعارف لابن قتيبة: 154، وأسباب النزول للواحدي:211.

(4)

الخطف: استلاب الشيء وأخذه بسرعة، يقال: خطف الشيء يخطفه واختطفه يختطفه. النهاية لابن الأثير: 2/ 49.

ص: 426

(سه)

(1)

: هم بلال بن رباح، واسم أمه حمامة

(2)

، وعمار بن ياسر العنسي حليف بني مخزوم، وسلمان الفارسي أيضا

(3)

، إلا أن سلمان الأصح فيه أنه أسلم بالمدينة، والسورة مكية. ومنهم أيضا: جبر

(4)

، غلام الفاكه بن المغيرة، والذين أسلموا من الموالي والعبيد. فكان أشراف قريش يأنفون من أجل هؤلاء، ويقولون:{أَهؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا} .

(عس)

(5)

: وقد حكى المهدوي

(6)

أن منهم صهيب بن/سنان وابن [/62 ب] مسعود. ولم يسمهما الشيخ، والله أعلم.

(1)

التعريف والإعلام: (35، 36).

(2)

طبقات ابن سعد: 2/ 232، والاستيعاب: 1/ 179، وأسد الغابة: 1/ 243، والإصابة: 1/ 326.

(3)

ورد ذكر سلمان في نزول هذه الآية الكريمة في رواية أخرجها ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 261، «تفسير سورة الأنعام» عن الربيع بن أنس، وكذا الواحدي في أسباب النزول: 213، وأوردها السيوطي في الدر المنثور: 3/ 274 وزاد نسبتها إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ عن الربيع بن أنس أيضا.

(4)

لم أجد له ترجمة، وقد أورد الحافظ في الإصابة:(1/ 452، 453) في ترجمة جبر مولى بني عبد الدار أنه كان بمكة وأنه كان مستضعفا بها، ونقل عن الطبري أن قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ سورة الأنعام: آية: 93.قد نزل في جبر - هذا - وفي عمار بن ياسر. فلعله هو - والله أعلم.

(5)

التكميل والإتمام: 30 ب.

(6)

التحصيل: 2/ 35 ب. وقد ثبت وجود صهيب الرومي معهم في رواية الإمام أحمد في مسنده: 1/ 420 عن عبد الله بن مسعود. وفي سنن ابن ماجه: 2/ 1383، كتاب الزهد، باب «مجالسة الفقراء» عن خباب رضي الله عنه، وقال في الزوائد:«إسناده صحيح، ورجاله ثقات» ، وثبت ذلك - أيضا - في تفسير الطبري: 11/ 376، وأسباب النزول للواحدي:212. أما عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقد ورد ذكره في رواية الإمام مسلم في صحيحه: 4/ 1878، كتاب فضائل الصحابة، باب «في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه». وانظر المصادر التي ورد فيها صهيب عدا مسند الإمام أحمد.

ص: 427

(سي): وذكر أن منهم مرثد الغنوي، وخبابا

(1)

، وذا الشمالين

(2)

، والمقداد بن عمرو، وسبب الآية: أن أبا طالب قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم على جهة النصح له: لو أزلت هؤلاء وتركتهم عنك لاتبعك أشراف قومك.

فصوب هذا الرأي من أبي طالب عمر بن الخطاب وغيره من المؤمنين رضي الله عنهم فنزلت الآية

(3)

:

وحكى الطبري

(4)

أن الأقرع بن حابس

(5)

ومن شابهه من أشراف العرب

(6)

، قالوا للنبي عليه السلام: اجعل لنا منك مجلسا لا يخالطنا فيه

(1)

هو خباب بن الأرت رضي الله عنه.

(2)

هو عمير بن عبد عمرو بن نضلة، مر ذكره عند تفسير قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْااتٌ، سورة البقرة: آية: 154. وانظر الخلاف في اسمه ص: (187).

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: (11/ 379، 380) عن عكرمة ونقله الواحدي في أسباب النزول: 214 عن عكرمة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 272 وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن عكرمة أيضا.

(4)

أخرج - نحوه - الطبري في تفسيره: 11/ 376 عن خباب وكذا ابن ماجه في السنن: 2/ 1383، كتاب الزهد، باب «مجالسة الفقراء» ، وابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 256، «تفسير سورة الأنعام» ، والواحدي في أسباب النزول:212. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 273 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وأبي يعلى، وأبي نعيم في الحلية وابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل - كلهم - عن خباب رضي الله عنه.

(5)

هو الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان التميمي المجاشعي الدارمي، صحابي جليل، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مكة وحنينا ومكة، وهو من المؤلفة قلوبهم. ترجمته في الاستيعاب: 1/ 103، وأسد الغابة:(1/ 128 - 130)، والإصابة:(1/ 101 - 103).

(6)

ذكر منهم: عيينة بن حصن الفزاري، وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، ومطعم بن عدي، والحارث بن نوفل وقرظة بن عبد عمرو بن نوفل. انظر تفسير الطبري:(11/ 376، 379)، وأسباب النزول للواحدي:214.

ص: 428

العبيد والحلفاء، يعرف به فضلنا، واكتب لنا بذلك كتابا، فهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك فنزلت الآية.

قال (عط)

(1)

: وهذا التأويل بعيد، لأن الآية مكية وإسلام هؤلاء كان بالمدينة، وقد يمكن أن يقع هذا القول منهم بعد نزول الآية، اللهم إلا أن تكون الآية مدنية فحينئذ يصح هذا التأويل والله أعلم.

[54]

{كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ

} الآية.

(عس)

(2)

قيل

(3)

: إنها نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بإجابة الكفرة إلى ما سألوا من إقامة ضعفاء المسلمين عنهم إذا قعدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم الذين نزلت فيهم:{وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ}

(4)

وكان عمر قد أراد ذلك طمعا في [إسلامهم]

(5)

حتى دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحيفة وبعلي ليكتب بذلك كتابا فنزلت الآية الأولى قوله {وَلا تَطْرُدِ} فرمى علي بالصحيفة، واعتذر عمر عن مقالته، فلم يعلم أنها مفسدة. فنزلت الآية/، والله أعلم. [/63 أ]

(1)

المحرر الوجيز: 5/ 209.

(2)

التكميل والإتمام: (29 أ، 29 ب).

(3)

نص هذا القول في الكشاف: (2/ 22، 23)، وأخرج الطبري رحمه الله في تفسيره:(11/ 376 - 380) - نحوه - في أثرين عن خباب، وعكرمة. وقد جاء في روايته عن خباب أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ألقى الصحيفة من يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وانظر هذا القول في أسباب النزول للواحدي:214. وأورده السيوطي في الدر المنثور: (3/ 272، 273)، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وأبي يعلى، وأبي نعيم، وابن ماجه، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل. اه .. وليس في سنن ابن ماجه ذكر لخبر إلقاء الصحيفة أو اعتذار عمر رضي الله عنه.

(4)

سورة الأنعام: آية: 52.

(5)

في الأصل: «إسلامه» ، والمثبت في النص من النسخ الأخرى، والتكميل والإتمام لابن عسكر.

ص: 429

[71]

{كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ} .

(عس)

(1)

: حكى المهدوي

(2)

أنها نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه، كان أبو بكر وزوجه يدعوانه إلى الإسلام فيأبى.

وقد وقع في صحيح البخاري

(3)

أن عائشة رضي الله عنها أنكرت أن يكون نزل فيهم شيء من القرآن إلا عذرها خاصة. والله أعلم.

تكميل: قال المؤلف - وفقه الله -: تضمن كلام الشيخ أبي عبد الله رضي الله عنه أن قوله تعالى: {لَهُ أَصْحابٌ} أن الأصحاب هنا أبوه وأمه.

فأما أبوه رضي الله عنه فلا خفاء في بيانه. وأما أمه التي هي زوج أبي بكر فلم يبينها الشيخ رحمه الله، وهي: أم رومان

(4)

بنت الحارث الكنانية، فعبد الرحمن شقيق عائشة رضي الله عنها وكان اسم عبد الرحمن: عبد الكعبة، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الرحمن، وكنيته: أبو عبد الله، وقيل:

أبو محمد، وأسلم رضي الله عنه في هدنة الحديبية وحسن إسلامه، وكان من خيار

(1)

التكميل والإتمام: 29 ب.

(2)

لم أجد كلام المهدوي عند تفسيره لهذه الآية في التحصيل، ولعله ذكره في موضع آخر أو كتاب آخر. ونقل ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير 3/ 67 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

(3)

صحيح البخاري: 6/ 42، كتاب التفسير، سورة الأحقاف باب قوله تعالى: وَالَّذِي قالَ لِاالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما

.

(4)

أم رومان - بفتح الراء وضمها - كذا ضبطها ابن عبد البر في الاستيعاب: 4/ 1935. وهي بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان ابن الحارث. واختلف في اسمها، فقيل زينب، وقيل دعد، خلف عليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد أن كانت تحت عبد الله بن الحارث الأزدي. توفيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي سنة وفاتها خلاف، فقيل سنة ست، وقيل أربع أو خمس. وانظر ترجمتها في طبقات ابن سعد: 8/ 202، وأسد الغابة: 7/ 329، والإصابة: 8/ 206.

ص: 430

الصحابة وشجعانهم، وأرماهم بسهم وحضر اليمامة، فقتل سبعة من كبارهم.

وكان محكم اليمامة ابن الطفيل قد سد ثلمة

(1)

من الحصن، فرماه عبد الرحمن بسهم في نحره فقتله، فدخل المسلمون من تلك الثلمة.

ذكر أنه مات فجأة بموضع يقال له: الحبشي

(2)

على نحو عشر أميال من مكة، وحمل إلى مكة فدفن بها، ويقال: إنه مات في نومة نامها بمكة قبل أن تتم البيعة ليزيد بن معاوية سنة ثلاث وخمسين، ذكره أبو عمر بن عبد البر

(3)

رضي الله عنه.

[74]

{وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ} .

(سه)

(4)

: اسم أبيه تارخ

(5)

بن ناحور، و «آزر» اسم صنم كان يعبده

(6)

،

(1)

الثلمة: الخلل في الحائط وغيره. ينظر الصحاح: 5/ 1881، واللسان: 12/ 79 (ثلم).

(2)

الحبشي: بالضم ثم السكون، والشين معجمة، والياء مشددة: جبل بأسفل مكة بنعمان الأراك. انظر معجم ما استعجم: 2/ 422، معجم البلدان: 2/ 214.

(3)

الاستيعاب: (2/ 824 - 826)، وانظر أسد الغابة: 3/ 466، والإصابة:(4/ 325 - 328).

(4)

التعريف والإعلام: 36.

(5)

كذا في المعارف لابن قتيبة: 30، وتاريخ الطبري: 1/ 33: «تارخ» ، آخره خاء معجمة، وفي الجمهرة لابن حزم: 462، وكتاب القوم: 14، وسفر التكوين، الإصحاح الحادي عشر:«تارح» الحاء مهملة. قال الفراء في معاني القرآن: 1/ 340: «وقد أجمع أهل النسب على أنه ابن تارح» .

(6)

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 392، تفسير سورة الأنعام عن ابن عباس رضي الله عنهما، والسدي، والطبري في تفسيره:(11/ 466، 467) عن مجاهد، والسدي. عقب الطبري رحمه الله على هذا القول بقوله:«فأما الذي ذكر عن السدي من حكايته أن آزر اسم صنم، وإنما نصبه بمعنى: أتتخذ آزر أصناما آلهة، فقول من الصواب من جهة العربية بعيد، وذلك أن العرب لا تنصب اسما بفعل بعد حرف الاستفهام، لا تقول: «أخاك أكلمت» ؟ وهي تريد: أكلمت أخاك؟».

ص: 431

[/63 ب] أي: أدع آزر. وقيل

(1)

أيضا: إن «آزر» كلمة/معناها الزجر والتعنيف. وقيل

(2)

أيضا: إنه اسم لأبيه، وهو الصحيح.

نكتة: قال المؤلف - وفقه الله تعالى -: قرئ «آزر» بفتح الراء

(3)

.إما على البدل، أو عطف البيان إن جعلته اسما للأب، أو نصبا على إضمار فعل إن جعلته اسم صنم. وقرئ بضم الراء

(4)

على النّداء والمعنى: يا آزر

(5)

.

(1)

أخرج نحوه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 396، تفسير سورة الأنعام عن سليمان ابن طرخان التيمي. وقال الفراء في معاني القرآن: 1/ 340: «وقد بلغني أن معنى آزر في كلامهم معوج، كأنه عابه بزيغه وبعوجه عن الحق» .

(2)

وقد جاء في صحيح البخاري: 4/ 110، كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً

ما يدل على صحة هذا القول ورجحانه، فقد أخرج البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وعبرة فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصيني، فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك

». وللأستاذ أحمد شاكر - رحمه الله تعالى - تحقيق جيد في أنه اسم أبي إبراهيم عليه السلام حيث قال أما أن اسم والد إبراهيم «آزر» فإنه عندنا أمر قطعي الثبوت بصريح القرآن في هذه الآية بدلالة الألفاظ على المعاني وأما التأويل والتلاعب بالألفاظ فما هو إلا إنكار مقنع لمضمون الكلام ومعناه، وسواء أكان اسمه في قول أهل النسب نقلا عن الكتب السابقة «تارح» أو لم يكن، فلا أثر له في وجوب الإيمان بصدق ما نص عليه القرآن، وبدلالة لفظ لِأَبِيهِ على معناه اللفظي في اللغة، والقرآن هو المهيمن على ما قبله من كتب الأديان السابقة. ثم يقطع كل شك، ويذهب بكل تأويل الحديث الصحيح الذي رواه البخاري

وليس بعد هذا النص مجال للتلاعب». انظر المعرب للجواليقي: (407 - 413) تحقيق أحمد شاكر.

(3)

رجح الطبري رحمه الله هذه القراءة في تفسيره: (11/ 467، 468).

(4)

وهي قراءة أبي، وابن عباس، والحسن البصري، ومجاهد والضحاك، وأبي يزيد المديني، وسليمان التميمي. انظر تفسير الطبري: 11/ 467، والكشاف: 2/ 30، وتفسير القرطبي: 7/ 23، والبحر المحيط: 4/ 164، والنشر في القراءات العشر:(3/ 54، 55)، ومعجم القراءات القرآنية: 2/ 283.

(5)

انظر معاني القرآن للفراء: 1/ 340، ومعاني الأخفش: 2/ 278، ومشكل إعراب القرآن

ص: 432

قال فخر الدين

(1)

: «فإن قلت: فما الحكمة في إجماع القراء على البدل أو عطف البيان في «هارون» ، من قوله تعالى:{وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي}

(2)

وقراءتهم «آزر» هنا بالوجهين؟.

فالجواب: أن النداء بالاسم العلم فيه احتقار ووهن بالمخاطب وهو لائق بآزر لأن الموضع موضع زجر وتعنيف، وتسفيه رأي، ولم يقرأ بنداء هارون، لأن الموضع موضع لين. وأنس، وتقريب من النفس. والله تعالى أعلم.

قال المؤلف - وفقه الله -: وقرئ بضم هارون على النداء، حكاه الزمخشري

(3)

.فبطل ما رتبه الإمام فخر الدين.

[76]

{رَأى كَوْكَباً

} الآية.

(سه)

(4)

: هي الزهرة

(5)

، ويقال المشتري - فيما ذكروا - وهو قول الطبري

(6)

وكانوا يعبدون الكواكب.

(سي): و «الليل» الذي جنّ عليه ليلة أربع عشرة وقل: ليلة خمس عشرة

(7)

.

= لمكي: 1/ 273.

(1)

تفسير الفخر الرازي: (13/ 42، 43).

(2)

سورة الأعراف: آية: 142.

(3)

الكشاف: 2/ 111. وانظر البحر المحيط: 4/ 381.

(4)

التعريف والإعلام: 36.

(5)

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 409، تفسير سورة الأنعام عن زيد بن علي. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 73، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 306 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ عن زيد بن علي أيضا.

(6)

تاريخ الطبري: 1/ 237، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 410، تفسير سورة الأنعام عن السدي. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 73 عن مجاهد.

(7)

قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 5/ 261: «وهذا الترتيب يستقيم في الليلة الخامسة عشر من الشهر إلى ليلة عشرين، وليس يترتب في ليلة واحدة كما أجمع أهل التفسير إلا في هذه الليالي، وبذلك التجوز في أفول القمر» .

ص: 433

والهلال إذا استدار وحجر يقال له: قمر

(1)

.

وقال الزجاج في كتاب: «الأنواء»

(2)

: اسم القمر: الزبرقان.

و «الدّارة» التي حوله يقال لها: «الهالة»

(3)

، وظل القمر يقال له: السمر والفخت

(4)

.ومن هذا قيل للرجل: «أسمر» ومن هذا سميت «الفاختة»

(5)

، لأن لونها أغبر.

زاد ابن السيد

(6)

للقمر ثمانية أسماء: البدر

(7)

، الماهو

(8)

السنمار

(9)

، البطوس، الجلم، المتسق

(10)

، الوباص، الغاسق فكملت له عشرة أسماء.

[/64 أ] وأما الشّمس فتسمّى سراجا. صرح بذلك القرآن

(11)

/.

(1)

جاء في تهذيب الألفاظ: 402: «ويقال: قد حجر القمر إذا استدار بخط دقيق من غير أن يغلظ» .

(2)

لم أقف على كتاب الزجاج هذا، وقد سبق للمؤلف رحمه الله أن نقل عنه غير مرة. انظر هذا الاسم للقمر في الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب: 18، وتهذيب الألفاظ:395.

(3)

الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب: 18، وتهذيب الألفاظ:400.

(4)

الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب: 18، والأيام والليالي والشهور للفراء: 100، وانظر: الصحاح: 1/ 259 واللسان: 2/ 65 (فخت).

(5)

الفاختة: ضرب من الحمام المطوق. الصحاح: 1/ 259، واللسان: 2/ 65 (فخت).

(6)

لم أقف على كلامه فيما تيسر لي من كتبه. انظر أسماء القمر وأوصافه في الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب: 18، والأيام والليالي والشهور للفراء: 100، وتهذيب الألفاظ:(394 - 403).

(7)

جاء في تهذيب الألفاظ: 397: «وإنما سمي البدر لأنه يبادر الشمس» .

(8)

كذا في جميع النسخ، وفي تهذيب الألفاظ: 401: «ويقال لسواد القمر: المحو

».

(9)

ذكره الفراء في الأيام والليالي والشهور: 96، ونقل عن الكلابي: «ويقال: قمر سنمار، إذا كان مضيئا

»

(10)

جاء في تهذيب الألفاظ: 401: «واتساقه استواؤه. قال الله عز وجل: وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ» .

(11)

في قوله تعالى: وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً سورة نوح: آية: 16.

ص: 434

وتسمى أيضا: جونة

(1)

.

قال الشاعر

(2)

:

* يبادر الجونة أن تغيبا *

سميت بذلك لأن الجون عند قوم: كل سواد يخالطه نور، أو نور يخالطه سواد

(3)

، فالشمس لشدة شعاعها تكسب الناظر إليها ظلمة، وتسمى أيضا:

«ذكاء»

(4)

بالمد وعدم الصرف.

قال الشاعر

(5)

:

فوردت قبل انبلاج الفجر

وابن ذكاء كامن في كفر

يعني ب «ابن ذكاء» : الصبح

(6)

، نسب إلى الشمس، لأنه عن الشمس يكون.

وإنما سمّيت ذكاء، لضوئها وتوقدها. يقال: ذكيت النّار تذكية وذكاء: إذا

= انظر أسماء الشمس وصفاتها في: الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب: (14، 15)، والأيام والليالي والشهور:(97، 98)، وتهذيب الألفاظ: 387، والألفاظ الكتابية للهمذاني:(285، 286).

(1)

ذكره قطرب في الأزمنة وتلبية الجاهلية: 13، والفراء في الأيام والليالي:(96، 97).

(2)

قال الجوهري في الصحاح: 5/ 2095 (جون): والجونة: عين الشمس، وإنما سميت جونة عند مغيبها، لأنها تسود حين تغيب»، وأنشد البيت، ونسبه إلى الأجلح بن قاسط الضبابي. وانظر اللسان: 3/ 102 (جون).

(3)

فهو من الأضداد. ينظر الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب: 14، والأضداد لابن الأنباري:113.

(4)

الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب: 14، وتهذيب الألفاظ: 387، والزاهر لابن الأنباري: 1/ 362.

(5)

هو حميد الأرقط، والبيت له في تهذيب الألفاظ: 387 والصحاح: 2/ 807، واللسان: 5/ 148 (كفر).

(6)

الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب: 14، وتهذيب الألفاظ:387.

ص: 435

ألهبتها. ومن أسمائها: الغزالة، سمّيت بذلك لسرعة دورانها، ومنه المغزل، والغزال، قال ذو الرمة

(1)

:

وأشرقت الغزالة رأس حوضي

أسائلهم وما أغنى قبالا

قال ابن السكّيت

(2)

: ويقال لها أيضا: «الجارية» ، لجريانها من المشرق إلى المغرب. ويقال لها أيضا «البيضاء»

(3)

، و «يوح»

(4)

يقال: قد طلعت يوح.

ويقال لها أيضا: «براح ومهات»

(5)

.

قال الشاعر

(6)

:

ثم [يجلو الظلام]

(7)

رب كريم

بمهاة شعاعها منشور

ويقال لدارتها: «الطّفاوة»

(8)

.ولعاب الشّمس: هو الذي تراه في شدة

(1)

ذو الرمة: (77 - 117 هـ). هو غيلان بن عقبة بن بهيش بن مسعود العدوي المضري أبو الحارث. أخباره في طبقات فحول الشعراء: 2/ 534، والشعر والشعراء:(2/ 524 - 536)، وخزانة الأدب:(1/ 106 - 110). والبيت له في ديوانه: 3/ 1508.

(2)

تهذيب الألفاظ: (389، 390)، وانظر الألفاظ الكتابية:285.

(3)

الألفاظ الكتابية للهمذاني: 285، واللسان 7/ 123، (بيض).

(4)

ويقال: «بوح» بالباء الموحدة. انظر الأيام والليالي والشهور للفراء: 97، وتهذيب الألفاظ:390.

(5)

الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب: 16، وأنشد: هذا مقام قدمي رباح للشمس حتى طلعت براح وانظر غريب الحديث لأبي عبيد: 4/ 371، والصحاح: 1/ 355 (برح).

(6)

هو أمية بن أبي الصلت، والبيت في ديوانه: 391، وانظر تهذيب الألفاظ: 390، والألفاظ الكتابية:286.

(7)

في الأصل: «يحلو الغلام

»، والمثبت في النص من (ق)، (م).

(8)

الطفاوة: بضم الطاء. انظر الأيام والليالي والشهور للفراء: 98، وتهذيب الألفاظ: 391، والصحاح: 6/ 2413، واللسان: 15/ 10، (طفا).

ص: 436

الحر يبرق مثل نسج العنكبوت، أو السراب

(1)

.

أنشد الأصمعي

(2)

:

وذاب للشّمس لعاب فنزل

وقام ميزان النّهار فاعتدل

تحقيق: قال المؤلف - وفقه الله -: تنازع النّاس في قول إبراهيم: {هذا رَبِّي} فمنهم من قال: كان ذلك منه قبل البلوغ في المغارة التي خبأته فيها أمه، حين أمر النمروذ بقتل الولدان، فأتاه جبريل/بعد ذلك وعلّمه دينه

(3)

. [/64 ب]

وهذا التأويل يبطله قوله بعد ذلك: {إِنِّي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ}

(4)

، والصحيح أن هذه الواقعة كانت منه عليه السلام في حال التكليف، وأنه

(1)

تهذيب الألفاظ: 391، والصحاح: 1/ 220، واللسان: 1/ 741 (لعب).

(2)

لم أجد هذا البيت في الأصمعيات. وهو في تهذيب الألفاظ غير منسوب.

(3)

هذا جزء من أثر طويل أخرجه الطبري في تفسيره: (11/ 481، 482)، وفي تاريخه:(1/ 234، 235) عن ابن إسحاق. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: (3/ 72، 73) عن ابن عباس من رواية أبي صالح. قال الطبري رحمه الله معقبا: «وأنكر قوم من غير أهل الرواية هذا القول الذي روي عن ابن عباس وعمن روى عنه، من أن إبراهيم قال للكواكب أو للقمر: هذا رَبِّي وقالوا: غير جائز أن يكون لله نبي ابتعثه بالرسالة، أتى عليه وقت من الأوقات وهو بالغ إلا وهو لله موحد، وبه عارف، ومن كل ما يعبد من دونه بريء. قالوا: ولو جاز أن يكون قد أتى عليه بعض الأوقات وهو به كافر، لم يجز أن يختصه بالرسالة، لأنه لا معنى فيه إلا وفي غيره من أهل الكفر به مثله، وليس بين الله وبين أحد من خلقه مناسبة، فيحابيه باختصاصه بالكرامة» وقال ابن عطية رحمه الله في المحرر الوجيز: (5/ 259، 260): «ويضعف عندي أن تكون هذه القصة في الغار لقوله في آخرها: إِنِّي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ وهي ألفاظ تقتضي محاجة وردا على قوم، وحاله في الغار بعيدة عن مثل هذا، اللهم إلا أن يتأول في ذلك أنه قالها بينه وبين نفسه، أي قال في نفسه معنى العبارة عنه: يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ

ومع هذا فالمخاطبة تبعده

».

(4)

سورة الأنعام: آية: 78، وهو معنى كلام ابن عطية في المحرر الوجيز كما مضى في التعليق السابق.

ص: 437

- عليه السلام أراد أن ينبههم على الخطأ في دينهم، وأن شيئا من ذلك لا يصح أن يكون إلها لقيام دليل الحدوث فيه، وأن لها محدثا أحدثها، ومدبرا دبر طلوعها وأفولها، فذكر هذا على سبيل الفرض، ليبطله بعد ذلك، كالواحد منا إذا أراد أن يبطل القول بقدم الأجسام، فيقول أولا: الجسم قديم. أي: هكذا يقول الخصم، ثم يقول: لو كان قديما لم يكن متغيرا. فكذا هاهنا قال: {هذا رَبِّي} أي كذا تقولون ثم قال: {لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} أي لو كان ربا لما تغير

(1)

.

نكتة: قال القشيري

(2)

رحمه الله: رأى كوكب الخوف والرجاء. وقمر المحبة. وشمس المعرفة في ليلة الشرف في قلبه. فقال: هذا من عطاء ربي، فلما أفلت أي: جاوزت المعرفة إلى المعروف، ووجد المعروف قال:{وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماااتِ وَالْأَرْضَ} .

[82]

{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ

}.

(سى): عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: المراد بهذه الآية إبراهيم عليه السلام خاصة

(3)

، وقيل

(4)

: نزلت في المهاجرين خاصة.

وقيل (4): هي عامة في كل مؤمن. و «الظلم» على هذا القول يراد به: الشرك.

(1)

كما يدل على أن هذا القول من إبراهيم عليه السلام كان في مقام المناظرة مع قومه، لا في مقام نظر قوله تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [سورة النحل: آية 120].

(2)

لطائف الإشارات: 1/ 485، أورد معناه دون لفظه.

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 11/ 503، وابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 438، تفسير سورة الأنعام، والحاكم في المستدرك: 2/ 316، كتاب التفسير، «تفسير سورة الأنعام» ، وقال:«هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ولم يعقب عليه الذهبي بشيء. وقد ضعف الشيخ أحمد شاكر رحمه الله إسناد هذا الخبر لجهالة أحد رواته قائلا: «والخبر ضعيف، لجهالة زياد بن حرملة

».

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 11/ 503 عن عكرمة. ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 5/ 267، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 77 عن عكرمة أيضا.

ص: 438

كما قال لقمان لابنه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}

(1)

روي هذا التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حكاه أبو محمد بن عطية

(2)

.

[84]

{وَأَيُّوبَ}

(3)

.

(سه)

(4)

: هو أيوب

(5)

بن موص بن رعويل بن عيصو بن إسحاق

(6)

وقد قيل

(7)

في «ذى الكفل» : إنه بشر بن أيوب، وأنه تكفل لملك من الملوك أمر قومه، فسمي/ذا الكفل

(8)

[/65 أ]

[86]

{وَالْيَسَعَ}

(9)

.

(1)

سورة لقمان: آية: 13.

(2)

المحرر الوجيز: (5/ 266، 267) وأخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 193، كتاب التفسير، باب وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ. والإمام مسلم في صحيحه: 1/ 114، كتاب الإيمان، باب «صدق الإيمان وإخلاصه» عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:«لما نزلت وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس هو كما تظنون. إنما هو كما قال لقمان لابنه: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم» .

(3)

والآية بتمامها: وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ.

(4)

التعريف والإعلام: 36.

(5)

جاء في هامش الأصل ونسخة (ق)، (م):(سي): «هو فيعول من آب يئوب» .

(6)

في المحبر لابن حبيب: 388: «أيوب بن زارح بن أموص بن ليفزر بن العيص ابن إسحاق» . ونقل ابن قتيبة في المعارف: 42 عن وهب بن منبه قال: «هو أيوب بن موص بن رغويل (بعين معجمة)» . وفي تفسير الطبري: 11/ 508: «أيوب بن موص بن رازح بن عيص بن إسحاق» . راجع الاختلاف في اسمه في تاريخ الطبري: 1/ 322.

(7)

ذكره الطبري في تاريخه: 1/ 325 دون عزو.

(8)

نقله ابن قتيبة في المعارف: 55 عن وهب بن منبه وذكر اسم هذا الملك وهو «كنعان» .

(9)

والآية بتمامها: وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلاًّ فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ.

ص: 439

هو ابن خاطوب

(1)

، صاحب إلياس عليهما السلام.

(عس)

(2)

: ذكر الشيخ أبو زيد رحمه الله من أسماء الأنبياء المسمين في قوله تعالى: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ

} إلى آخرها. اثنين وهما: أيوب واليسع.

وذكر معهما ذا الكفل، وليس مذكورا في الآية، ولم يعرض لسواهم.

فرأيت أن أنبه على جميعهم بحول الله تعالى.

فأقول: ابتداء الآية في ذكر إبراهيم عليه السلام ونسبه مشهور في السير

(3)

وغيره في نسب النبي صلى الله عليه وسلم.

وهو إبراهيم بن تارح، وهو: آزر بن ناحور بن أسرغ

(4)

بن أرغو

(5)

ابن فالغ بن عابر

(6)

بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لامك

(7)

ابن متوشلخ

(8)

بن أهنخ

(9)

(1)

في تفسير الطبري: 11/ 510: «واليسع بن أخطوب بن العجوز» . وانظر المعارف: 52، وتاريخ الطبري: 1/ 462.

(2)

التكميل والإتمام: 30 ب.

(3)

السيرة لابن هشام، القسم الأول:(1 - 3)، والمنمق لابن حبيب:(19 - 21)، والمعارف لابن قتيبة: 30، وتاريخ الطبري:(1/ 233).

(4)

كذا في المعارف لابن قتيبة، وفي السيرة لابن هشام وتاريخ الطبري، ومروج الذهب: 1/ 44: «ساروغ» .

(5)

في (ق)، (م):«أرغو» ، وهو موافق لما جاء في المعارف، وتاريخ الطبري، وفي السيرة لابن هشام:«راعو» بالعين المهملة، وفي مروج الذهب:«رعو» .

(6)

في السيرة لابن هشام: «عبير» .

(7)

في السيرة لابن هشام: «لمك» ، وضبطه الحافظ في الفتح: 6/ 373: «لمك - بفتح اللام وسكون الميم -» ، وما ورد في النص موافق لما جاء في كتاب القوم.

(8)

ضبطه الحافظ في الفتح: - بفتح الميم وتشديد المثناة المضمومة بعدها واو ساكنة وفتح الشين المعجمة واللام بعدها معجمة -.وفي كتاب القوم: «متوشالح» .

(9)

في السيرة لابن هشام، وكتاب القوم:«أخنوخ» . راجع سفر التكوين، الإصحاح الخامس.

ص: 440

ابن يرد بن مهلائل

(1)

بن قائن

(2)

بن أنوش

(3)

بن شيث بن آدم عليه السلام.

ثم قال تعالى: {

وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ

}

(4)

.

والهاء من {ذُرِّيَّتِهِ»} عائدة على «نوح» عليه السلام، لا على «إبراهيم»

(5)

، بدليل أنه ذكر في الآية {لُوطاً»} .وليس من ذرية إبراهيم، وإنما هو من ذرية نوح عليهما السلام حسبما أذكره بعد بحول الله تعالى.

فمن المذكورين في الآية: «داود» وهو ابن إيشا

(6)

بن عويذ

(7)

بن باعز بن سلمون بن محسون

(8)

بن عمي بن يا رب

(9)

بن زام

(10)

بن حصرون بن فارض

(11)

ابن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.

كذا نسبه الطبري في «تاريخه الكبير»

(12)

.

و «سليمان» وهو ابن داود. و «أيوب» - قد نسبه الشيخ رضي الله عنه،

= وذكر الحافظ في الفتح: «خنوخ - بفتح المعجمة وضم النون الخفيفة بعدها واو ساكنة ثم معجمة» .

(1)

في السيرة لابن هشام: «مهليل» ، وفي كتاب القوم:«مهلائيل» .

(2)

في السيرة لابن هشام: «قينن» ، وفي كتاب القوم:«قينان» .

(3)

كذا في كتاب القوم، وفي السيرة لابن هشام:«يانش» .

(4)

سورة الأنعام: آية: 84.

(5)

انظر معاني القرآن للفراء: 1/ 342، وتفسير الطبري: 11/ 507، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 79، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 275، والتبيان للعكبري: 1/ 515. ونقل المهدوي في تفسيره: 41 أعن الزجاج أنه قال إن الهاء عائدة على إبراهيم ورجح المهدوي القول الأول.

(6)

كذا في تفسير الطبري، وفي المحبر: 5، وتاريخ الطبري: 1/ 476: «إيشي» .

(7)

في المحبر: «عوبذ» .

(8)

كذا في جميع النسخ، وفي تاريخ الطبري والمحبر:«نحشون» .

(9)

في تاريخ الطبري: «نادب» ، وفي المحبر:«ناذب» .

(10)

في المحبر، وتاريخ الطبري:«رام» ، براء مهملة.

(11)

في المحبر، وتاريخ الطبري:«فارص» ، الصاد مهملة.

(12)

تاريخ الطبري: 1/ 476، وانظر المحبر لابن حبيب: 5

ص: 441

وقال في نسبه: ابن موص بن رعويل

(1)

.

وقال الطبري

(2)

: ابن موص بن رزاح، والله أعلم.

ويوسف بن يعقوب بن إسحاق عليهم السلام.

[/65 ب] وموسى وهارون/قد تقدم الكلام في نسبهما في سورة البقرة

(3)

.

و «زكريا»

(4)

هو ابن آذن بن بركيا

(5)

«يحيي» هو ابن زكريا.

و «عيسى» هو ابن مريم ابنة عمران بن ماثان، هكذا نسبه بعض المفسرين. وقد تقدم ذكر ذلك في سورة آل عمران

(6)

.

ونسبه الطبري

(7)

فقال: «عيسى بن مريم ابنة عمران بن ياشهم بن أمون ابن حزقيا» ، والله أعلم.

و «إلياس»

(8)

(1)

«رعويل» كذا في التعريف والإعلام للسهيلي، وفي المعارف: 42، وتاريخ الطبري: 1/ 322: «رغويل» بعين معجمة.

(2)

تاريخ الطبري: 1/ 322، وفيه بن «رازح» ، وفي المحبر: 5: «زارح» .

(3)

عند تفسير قوله تعالى: وَإِذْ ااعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً

آية: 51.من ص (151) إلى ص (154).

(4)

من الآية: 85، وتمامها: وَزَكَرِيّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحِينَ

(5)

في المحبر: 387: «زكريا بن بشوي» . هكذا نسبه ابن قتيبة في المعارف: 52، دون ذكر جده بركيا، وفي المحبر: 387: «زكريا بن بشوي» ، وفي تفسير الطبري: 11/ 508: «زكريا بن أدو بن رخيا» . وانظر تاريخ الطبري: 1/ 585.

(6)

عند تفسير قوله تعالى: إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ آية: 33 ص (277) إلى ص (281).

(7)

تفسير الطبري: 11/ 509، وتاريخه: 1/ 586.

(8)

جاء في هامش الأصل، (ق)، (م):(سي): «إلياس - اسم النبي عليه السلام: بكسر الهمزة، وهو من قولهم: رجل أليس من قوم ليس، وهو غاية ما يوصف به الرجل الشجاع. قال ابن أبان في «اشتقاق أسماء القبائل» أما إلياس بن مضر فيضبط بفتح الهمزة وكسرها قال ابن دريد: سمي بضد الرجاء. ذكره صاحب المشارق. اه ..

ص: 442

هو ابن نسي

(1)

بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران

(2)

.

وقد حكى الطبريّ في بعض الأقوال إنه قيل: إن إلياس هو إدريس

(3)

.

وهذا لا يصح، لأنه قد نسب إلياس في هذه الآية إلى نوح حيث قال:{وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ} وإدريس جد لنوح

(4)

فكيف يكون من ذريته. والله أعلم.

{وَيُونُسَ}

(5)

هو ابن متى من قرية من قرى الموصل، يقال لها: نينوى

(6)

وكان

= انظر اللسان: 6/ 213 (ليس): قال: «وإلياس وآلياس: اسم قال ابن سيدة: أراه عبرانيا» .

(1)

في المحبر: 388: «إلياس بن تشبين بن العازر بن الكاهن بن هارون» .وفي تفسير الطبري: 11/ 509: «يسي» وفي تاريخه: 1/ 461: «بن ياسين» .

(2)

راجع تفسير الطبري: 11/ 509، وتاريخه: 1/ 461.

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 11/ 509 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والإمام البخاري - تعليقا - في صحيحه: 4/ 106، كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ

عن ابن مسعود، وابن عباس. قال الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق: 4/ 9: «أما قول ابن مسعود، فقال عبد بن حميد في التفسير: حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة، عن عبد الله بن مسعود، قال: إلياس هو إدريس ويعقوب هو إسرائيل. وانظر فتح الباري: 6/ 373.

(4)

أفرد له الإمام البخاري في صحيحه: 4/ 106، كتاب الأنبياء بابا حيث قال:«باب ذكر إدريس عليه السلام وهو جد أبي نوح، ويقال جد نوح عليهما السلام. قال الحافظ في الفتح: 6/ 375: «قلت الأول أولى من الثاني كما تقدم (في أنه جد أبي نوح)، ولعل الثاني أطلق ذلك مجازا لأن جد الأب جد. ونقل بعضهم الإجماع على أنه جد لنوح، وفيه نظر لأنه إن ثبت ما قال ابن عباس أن إلياس هو إدريس لزم أن يكون إدريس من ذرية نوح لا أن نوحا من ذريته لقوله تعالى في سورة الأنعام: وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ - إلى أن قال - وَعِيسى وَإِلْياسَ فدل على أن إلياس من ذرية نوح سواء قلنا أن الضمير في قوله وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ لنوح أو لإبراهيم، لأن إبراهيم من ذرية نوح فمن كان من ذرية إبراهيم فهو من ذرية نوح لا محالة» .

(5)

من الآية 86، والآية بتمامها: وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلاًّ فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ.

(6)

جاء في هامش الأصل وفي نسخة (ق)، (م):(سي): «هذا الموضع فيه نظر، لأن ابن

ص: 443

في أيام ملوك الطوائف. وحكى عبد الرزاق في تفسيره

(1)

: إنه منسوب إلى أمه.

والله أعلم.

و «لوط» هو ابن هاران بن تارح

(2)

، وهاران هو أخو إبراهيم عليه السلام.

وكان لتارخ ثلاثة من الولد: إبراهيم، وهاران وناحور

(3)

.

وبهاران سميت مدينة حران

(4)

، والله أعلم.

وقد قيل في لوط إنه ابن أخت إبراهيم. حكاه المهدوي

(5)

، والله أعلم.

تكميل: قال المؤلف - وفقه الله -: تكلم الشيخان رضي الله عنهما على نسب هؤلاء الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - فرأيت أن أكمل ذلك بما أمكن من ذكر صفاتهم، وملك من ملك منهم، وذكر أعمارهم وما انضاف إلى ذلك من ذكر مواضع دفنهم. وأرتب ذلك على نسق ما ذكره الشيخ أبو عبد الله، [/66 أ] فهو ترتيب ذكرهم/في الآية.

فأما إبراهيم عليه السلام فكان أبيض مشوبا بحمرة، حسن العينين أدعج

(6)

، سلت الحاجبين

(7)

، طويل الخدين، شثن

(8)

الكفين قليل شعر

= العربي ذكر إنه منسوب إلى أبيه في أول كتاب «السراج» .اه. ونينوى: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح النون والواو. معجم البلدان: 5/ 339.

(1)

لم أقف على كلامه في هذا الموضع في تفسيره، ولعله ذكره في موضع آخر. والله أعلم.

(2)

راجع المعارف: 32، وتاريخ الطبري: 1/ 292، وعرائس المجالس:90.

(3)

المعارف: 31، وتاريخ الطبري: 1/ 244.

(4)

راجع المعارف لابن قتيبة: 31، وتاريخ الطبري: 1/ 313.

(5)

التحصيل: 1/ 41 أ. وانظر المحرر الوجيز: 5/ 269.

(6)

جاء في هامش الأصل ونسخة (ق)، (م):(سي): «الدعج: شدة سواد العينين مع سعتهما، يقال: عين دعجاء» اه .. ينظر فقه اللغة للثعالبي: 115.

(7)

أي أن حاجبيه لا شعر بهما، مأخوذ من سلت رأسه أي حلقه. اللسان: 2/ 45 (سلت).

(8)

جاء في هامش الأصل ونسخة (ق)، (م):(سي): «الشثن: - بتسكين الثاء المثلثة -: هو

ص: 444

الجسد، رجل الشعر، أبيض اللحية، ليس بالطويل ولا بالقصير

(1)

.

حكاه الطبري

(2)

عن سعيد بن جبير. وفي الصحيح

(3)

من طريق أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به» .

وتوفي إبراهيم بالشام وهو ابن مائة وخمس وتسعين سنة

(4)

، وقبره بالخليل

(5)

= الخشن الغليظ ضد اللين الرخص، قال امرؤ القيس: وتعطو برخص غير شثن

البيت. ذكره الجوهري» اه.ينظر الصحاح: 5/ 2142 (شثن) وتمام البيت فيه: كأنه أساريع ظبي أو مساويك إسحل.

(1)

أخرج الإمام البخاري في صحيحه: 4/ 11، كتاب الأنبياء باب قوله تعالى: وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً

عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني الليلة آتيان فأتينا على رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا وإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم» . وفي هذا الحديث دلالة على أن إبراهيم عليه السلام كان طويلا جدا.

(2)

لم أجده في تاريخه ولا تفسيره، ولا أعلم أين ذكر الطبري ذلك.

(3)

صحيح البخاري: 4/ 125، كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً. صحيح مسلم: 1/ 154، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات، واللفظ للإمام مسلم.

(4)

ذكره ابن حبيب في المحبر: 4، وفيه خلاف كثير، فقد قيل: إنه عاش مائتي سنة، نقله ابن قتيبة في المعارف: 33 عن وهب بن منبه. وقيل: عاش مائة وخمسا وسبعين سنة، راجع الاختلاف في سنوات عمره في المحبر: 4، وتاريخ الطبري: 1/ 312، والبداية والنهاية: 1/ 163.

(5)

الخليل: اسم بلدة بقرب البيت المقدس، واسم هذا الموضع الأصلي حبرون. ويكاد إجماع علماء التاريخ والأثر ينعقد على تعيين قبره عليه السلام بهذا الموضع دون تحديد مكان قبره. قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: 1/ 164: «فقبره وقبر ولده إسحاق وقبر ولده يعقوب في المربعة التي بناها سليمان بن داود عليه السلام ببلد حبرون وهو البلد المعروف بالخليل اليوم وهذا تلقي بالتواتر أمة بعد أمة وجيل بعد جيل من زمن بني إسرائيل وإلى زماننا هذا أن قبره بالمربعة تحقيقا. فأما تعيينه منها فليس فيه خبر صحيح عن معصوم

». وانظر المعارف لابن قتيبة: 33، وتاريخ الطبري: 1/ 312، ومعجم البلدان: 2/ 387.

ص: 445

مشهور، بلغنا الله إليه. «وأنزل الله عليه عشر صحف بالعبرانية

(1)

، وكانت لغته سريانية، وليس بين السرياني والعبراني إلا ما بين الكلام المعرب والموقوف، وكانت الصحف أمثالا وتهليلا وتحميدا.

قاله المسعودي

(2)

: وأبو عمر بن عبد البرّ في كتاب «القصد والأمم»

(3)

له.

وأما إسحاق عليه السلام فهو أصغر من إسماعيل، وأمه سارة بنت هاران

(4)

، وتزوج بعد أبيه إبراهيم رفقا بنت ينوءيل

(5)

فولدت له: عيصو

(6)

أبا الروم، ويعقوب والد بني إسرائيل في بطن واحد، كان السابق منهما إلى الفضاء عيصو وكان سنه يوم ولادتهما ستين سنة

(7)

، وذهب بصره وتوفي وهو ابن مائة وخمس وثمانين سنة

(8)

ودفن مع أبيه الخليل

(9)

عليهما السلام.

وأما «يعقوب» فهو إسرائيل، ومعناه: عبد الله، وقد تقدم

(10)

.

(1)

أخرج نحوه الطبري في تاريخه: (1/ 312، 313) عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والذي وصف هذه الصحف بأنها عبرانية ابن عبد البر في القصد والأمم: 31.وانظر زاد المسير: 8/ 79، ونقل ابن قتيبة في المعارف: 32 عن وهب ابن منبه أن الله أنزل على إبراهيم عشرين صحيفة.

(2)

مروج الذهب: 1/ 46.

(3)

القصد والأمم: (30، 31).

(4)

في المحبر لابن حبيب: 494: «سارة بنت لابن بن بثويل

».

(5)

نقل ابن قتيبة في المعارف: 38 عن وهب بن منبه: «هي رفقا، ابنة باهر بن أزرا، بنت عمه» . وفي كتاب القوم، سفر التكوين، الإصحاح الخامس والعشرون:«رفقة بنت بتوئيل» . وفي تاريخ الطبري: 1/ 317: «رفقا بنت بتويل بن إلياس» .

(6)

كذا في المعارف: 38، وفي المحبر: 386، وتاريخ الطبري: 1/ 317: «العيص» .

(7)

تاريخ الطبري: 1/ 319.

(8)

ذكره ابن حبيب في المحبر: 4، وقال ابن قتيبة في المعارف: 38: «وعاش إسحاق مائة وثمانين سنة» .

(9)

راجع المعارف: 38، وعرائس المجالس: 90، والبداية والنهاية: 1/ 164.

(10)

صفحة (145).

ص: 446

وكان ذا غنم وبادية، ومات ببلاد مصر، وقيل: بمصر نفسها، وهو ابن مائة وأربعين سنة. فحمله يوسف حتى دفنه مع أبويه في مسجد إبراهيم

(1)

.

وأما «نوح» عليه السلام فاسمه: «عبد الغفار»

(2)

، وقيل

(3)

: «يشكر» على ما يأتي ذكره في سورة يونس

(4)

إن شاء الله.

وكان عليه السلام /مائلا إلى الأدمة، [دقيق]

(5)

الوجه في رأسه طول، [/66 ب] عظيم العينين، دقيق الساعدين، كثير لحم الفخذين، طويل شعر اللحية، طويلا جسيما، دقيق الساقين حديدا حين يغضب. حكاه الطبري عن وهب بن منبه

(6)

.وأرسله الله وهو ابن خمسين سنة. فيما ذكر الزمخشري

(7)

.

(1)

راجع البداية والنهاية: (1/ 205، 206)، وفي المعارف: 40: «وكان عمره مائة وسبعا وأربعين سنة ودفن عند قبر إبراهيم، صلوات الله عليهما» . وانظر عرائس المجالس: 124.

(2)

ذكره السهيلي في التعريف والإعلام: 50، والروض الأنف: 1/ 13.

(3)

ذكره ابن عسكر في التكميل والإتمام: 43 أ، سورة يونس وقد ورد في صحيح البخاري: 4/ 106، كتاب الأنبياء باب «قول الله عز وجل وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ في حديث الشفاعة عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا

» فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وسماك الله عبدا شكورا

». قال الحافظ - معقبا - في الفتح: 6/ 373: «وأما قولهم» وسماك عبدا شكورا «فإشارة إلى قوله تعالى: إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً. اه .. سورة الإسراء: آية: 3.

(4)

الورقة (91)، سورة يونس.

(5)

في الأصل، (م)، (ع):«رقيق» الراء مهملة والمثبت في النص من (ق) ومن المعارف لابن قتيبة: 21 ولعله أنسب للمعنى الذي أراده المؤلف رحمه الله.

(6)

لم أقف عليه في تفسيره ولا في تاريخه، وإنما حكاه عن وهب ابن قتيبة في المعارف:21.

(7)

الكشاف: 2/ 84. ونقله ابن قتيبة في المعارف: 21 عن وهب بن منبه. ونقل الطبري في تاريخه: 1/ 179 عن عون بن أبي شداد قال: إن الله تبارك وتعالى

ص: 447

ولبث في قومه يدعوهم إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما

(1)

، فهذه ألف سنة.

قال المسعودي

(2)

: «ووجدت في التوراة أن نوحا عاش بعد الطوفان ثلاثمائة سنة وخمسين سنة، فعلى هذا جميع عمره ألف سنة وثلاثمائة سنة وخمسون سنة.

وذكر الطبري

(3)

أن آدم لم يمت حتى ولد نوح في حياته، والخلاف هنا كثير، ودفن نوح عليه السلام بمكة وقبره بين الركن والمقام، حكاه أبو محمد

= أرسل نوحا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما

». وذكر ابن حبيب في المحبر: 3: «أن الله أوحى إليه وهو ابن أربعمائة وثمانين سنة» .

(1)

يريد قوله تعالى في سورة العنكبوت، الآية: 14: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّ خَمْسِينَ عاماً

.

(2)

مروج الذهب: 1/ 41. وانظر المحبر: 3، والمعارف: 24. وكتاب القوم: الإصحاح التاسع من سفر التكوين، وفيه:«وعاش نوح بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة، فكانت كل أيام نوح تسعمائة وخمسين سنة ومات» . هذا على أن نوحا عليه السلام ركب السفينة وهو ابن ستمائة سنة.

(3)

الذي ذكره الطبري في تاريخه: 1/ 174 أن مولد نوح كان بعد وفاة آدم بمائة وست وعشرين عاما. وقد تقدم في ص (211) عند تفسير قوله تعالى: كانَ النّاسُ أُمَّةً ااحِدَةً

، البقرة: 213 أن بين آدم ونوح عليهما السلام عشرة قرون كانوا على الحق حتى بعث الله نوحا، وقد ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 4/ 275، والحاكم في المستدرك: 2/ 546، كتاب التاريخ، «ذكر نوح النبي صلى الله عليه وسلم» عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال:«هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. وقال الحافظ في الفتح: 6/ 372: «وصحح ابن حبان من حديث أبي أمامة» أن رجلا قال: يا رسول الله أنبي كان آدم؟ قال: نعم. قال: فكم كان بينه وبين نوح؟ قال: عشرة قرون».

ص: 448

ابن عطية

(1)

.وكان نجارا صلّى الله على نبينا وعليه وسلّم.

وأما «داود» عليه السلام «فكان ملكه في بني إسرائيل أربعين سنة

(2)

على فلسطين والأردن، وكان عسكره ستين ألفا جردا مردا أصحاب سيف ودرقة، ذوي بأس ونجدة، وأنزل الله عليه الزبور بالعبرانية خمسين ومائة سورة، وهو مقسم أثلاث: ثلث ما يلقون من بختنصر فيما يستقبل، وثلث فيما يلقون من أهل أشور وثلث ترغيب وترهيب وتحميد وتمجيد».

قاله المسعودي

(3)

.وليس فيه أمر ولا نهي ولا تحليل ولا تحريم

(4)

.

وفي البخاري

(5)

أنه عليه السلام قال: «خفف الزبور على داود، فكان يأمر بدوابه فتسرج، فيقرأ الزبور قبل أن تسرج دوابه، ولا يأكل إلا من عمل يديه» .

يروى «تسرج» بالجيم، ويروى «تسرح» بالحاء، ذكره [الهروي]

(6)

، ودفن بالكنيسة المعروفة ب «الجسمانية» /ببيت المقدس. [/67 أ]

(1)

المحرر الوجيز: 1/ 227.

(2)

راجع تاريخ الطبري: 1/ 485، وعرائس المجالس: 260، نقلا عن أهل الكتاب. وانظر كتاب القوم، سفر الملوك الأول، الإصحاح الثاني. قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: 2/ 16: «وهذا قد يقبل نقله لأنه ليس عندنا ما ينافيه ولا ما يقتضيه» .

(3)

مروج الذهب: (1/ 56، 57).

(4)

هنا آخر النص الذي نقله البلنسي عن مروج الذهب.

(5)

صحيح البخاري: 4/ 133، كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ

. واللفظ فيه: «خفف على داود عليه السلام القرآن

» قال الثعلبي في عرائس المجالس: 245: «أراد بالقرآن: الزبور» ، وكذا قال ابن كثير في البداية والنهاية: 2/ 11.

(6)

في الأصل، (ق)، (ع):«المهدوي» ، والمثبت في النص من (ق). لم أقف على كلامه في الغريبين. والرواية في صحيح البخاري:«تسرج» بالجيم، وكذا ورد في مسند الإمام أحمد: 2/ 314.

ص: 449

وأما «سليمان» عليه السلام: فكان ملكه بعد أبيه أربعين سنة

(1)

، وقبض وهو ابن اثنين وخمسين سنة

(2)

.وكان عليه السلام أبيض جسيما وضيئا، كثير الشعر، يلبس البياض

(3)

صلى الله عليه وسلم.

وأما «أيوب» عليه السلام: فكان عمره مائة وستا وأربعين سنة

(4)

، كان عمره قبل أن يصيبه البلاء ثلاثا وسبعين سنة وزاده الله ثلاثا وسبعين بعد ما ذهب عنه البلاء. قاله الطبري

(5)

رحمه الله.

وأما «يوسف» عليه السلام: ففي الحديث

(6)

: «إنه أعطى شطر الجمال» ، وهو المراد بقوله تعالى:{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}

(7)

في قول بعضهم على ما يأتي ذكره في سورة والتين والزيتون

(8)

إن شاء الله تعالى.

(1)

ذكره ابن قتيبة في المعارف: 629، وانظر عرائس المجالس: 293، والكامل في التاريخ: 1/ 244. كما نقله ابن كثير في البداية والنهاية: 2/ 30 عن الزهري وغيره.

(2)

راجع تاريخ الطبري: 1/ 503، ونقل الثعلبي في عرائس المجالس: 293 عن أهل التاريخ أن عمر سليمان عليه السلام كان ثلاثا وخمسين سنة. وأثبته ابن الأثير في الكامل: 1/ 244.والقول الذي ذكره البلنسي نقله ابن كثير في البداية والنهاية: (2/ 29، 30) عن الزهري وغيره.

(3)

نقله الثعلبي في عرائس المجالس: 260 عن وهب بن منبه وكعب الأحبار.

(4)

جاء في المحبر لابن حبيب: 5 أنه عاش مائتي سنة.

(5)

قال الطبري في تاريخه: 1/ 324: «وذكر أن عمر أيوب كان ثلاثا وتسعين سنة» . وتبعه الثعلبي في عرائس المجالس: 144، وابن الأثير في الكامل: 1/ 136، وابن كثير في البداية والنهاية: 1/ 210.

(6)

هذا جزء من حديث طويل أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه: 1/ 146، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات وفرض الصلوات» عن أنس بن مالك - مرفوعا -: «

فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم إذ هو قد أعطى شطر الحسن

» الحديث.

(7)

سورة التين: آية: 4.

(8)

الورقة: 227، ونسب هذا القول إلى القشيري، لكني لم أجده في تفسيره القشيري (لطائف الإشارات) الذي بين أيدينا اليوم.

ص: 450

وعاش بعد أبيه ثلاثا وعشرين سنة

(1)

، ومات بمصر وهو ابن مائة وعشر سنين

(2)

، فتشاح

(3)

أهل مصر في دفنه، كل يحب أن يدفن في محلتهم، حتى همّوا بالقتال، فرأوا أن يصنعوا له صندوقا من الرخام، ففعلوا وجعلوه فيه، وشدوا عليه الرصاص، وطلوه بالأطلية الرافعة للماء، ودفنوه في نيل مصر، بمكان يمر عليه الماء ثم يصل إلى مصر ليكونوا فيه شرعا واحدا.

فروي أنه بقي هنالك إلى أن أخرجه موسى عليه السلام وحمله إلى الشام. فدفنه مع آبائه، وذلك بوحي من الله.

ذكر هذا كلّه الطبري

(4)

، وذكر أكثره المسعودي

(5)

، والزّمخشري

(6)

.

وأما «موسى» عليه السلام: فقد تقدم في سورة البقرة

(7)

وصفه، وموضع موته ودفنه، وكان عمره يوم مات مائة وعشرين سنة

(8)

.

= وأورد المؤلف رحمه الله هنالك قولا آخر في المراد ب الْإِنْسانَ وهو أنه اسم جنس، وقال:«وهو الأظهر» .

(1)

المعارف لابن قتيبة: 41، وتاريخ الطبري: 1/ 363.

(2)

وهو المثبت في كتاب القوم، سفر التكوين، الإصحاح الخمسون. وفي المحبر: 4: «إنه عمر مائة وعشرين سنة» ، وهو ما أخرجه الطبري في تاريخه: 1/ 663 عن الحسن، وذكره المسعودي في مروج الذهب: 1/ 48.

(3)

أي: تنازعوا واختلفوا في هذا الأمر. اللسان: 2/ 495 (شحح).

(4)

تاريخ الطبري: (1/ 363، 364، 386، 419).

(5)

مروج الذهب: 1/ 48.

(6)

الكشاف: 2/ 345.

(7)

صفحة: (151 - 154).

(8)

ذكر ذلك ابن حبيب في المحبر: 5. وانظر تاريخ الطبري: 1/ 434، وعرائس المجالس: 219، والكامل لابن الأثير: 1/ 199، والبداية والنهاية: 1/ 297. قال ابن قتيبة في المعارف: 44: «قال - وهب -: وقبض هارون، وهو ابن مائة سنة وسبع عشرة سنة. وعمر موسى بعده ثلاث سنين، ومات وهو في سنه يوم مات» .فكأن موسى عليه السلام عاش مائة وسبع عشرة سنة».

ص: 451

وأما «هارون» عليه السلام فكان رحب الخلق، واسع الصدر محببا في [/67 ب] بني إسرائيل

(1)

، وكان أكبر من موسى

(2)

/ عليه السلام.

«وقبضه الله قبل وفاة موسى بثلاث سنين

(3)

، وقيل

(4)

: بسبعة أشهر، وهو ابن مائة وعشرين سنة

(5)

، ودفن بجبل «موار»

(6)

- بالراء -.ويقال: «موات» - بالتاء - نحو جبال [الشراة]

(7)

مما يلي الطور، وقبره مشهور في مغارة هنالك، يسمع فيها من بعض الليل دوي عظيم يجزع منه كل ذي روح، وقيل: إنه غير مدفون، بل موضوع في تلك المغارة على وجه الأرض، قاله المسعودي

(8)

.

وذكر الشيخ أبو زيد في كتاب «الروض الأنف»

(9)

، وأبو الربيع بن سالم

(10)

(1)

تاريخ الطبري: 1/ 432، وعرائس المجالس للثعلبي:218.

(2)

المحبر: 5، والمعارف: 44، وتاريخ الطبري: 1/ 392.

(3)

نقله ابن قتيبة في المعارف: 44 عن وهب بن منبه. وانظر مروج الذهب: 1/ 50.

(4)

ذكره المسعودي في مروج الذهب: 1/ 50.

(5)

في المحبر: 5: «عاش مائة وثلاثا وعشرين سنة» ، ونقل ابن قتيبة في المعارف: 44 عن وهب بن منبه أنه قبض وهو ابن مائة سنة وسبع عشرة سنة.

(6)

لم أجد لهذا الموضع ذكرا فيما تيسر لي من المعاجم الجغرافية.

(7)

في جميع نسخ الكتاب: «السراة» بالسين المهملة والمثبت في النص من مروج الذهب وهو المصدر الذي ينقل عنه المؤلف. والشراة: موضع بالشام. معجم ما استعجم: 3/ 789، ومعجم البلدان: 3/ 332.

(8)

مروج الذهب: (1/ 49، 50).

(9)

الروض الأنف: 3/ 159 قال: «وكانا - موسى وهارون عليهما السلام قد مرا بأحد حاجين، أو معتمرين، روي هذا المعنى في حديث أسنده الزبير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب «فضائل المدينة» .

(10)

أبو الربيع بن سالم: (565 - 634 هـ). هو سليمان بن موسى بن سالم بن حسان الكلاعي الحميري أبو الربيع، الإمام الحافظ، الأديب، البليغ.

ص: 452

في كتاب «الاكتفاء»

(1)

له، إنه مدفون في جبل أحد، مات بعد أن حج إلى الكعبة، فالله أعلم.

قال المسعودي

(2)

: «ولم يحدث لموسى ولا لهارون شيء من الشيب ولا حالا عن صفات الشباب» .

وأما «زكريا» عليه السلام ففي «صحيح مسلم»

(3)

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كان زكرياء نجارا.

وروي «أن اليهود لما همت بقتله لأمر أشاعوه وافتروه عليه أحس بهم فلجأ إلى شجرة فدخل في جوفها، فدلهم عليه - عدو الله - إبليس. وقيل: بقي طرف ردائه ظاهرا فنشروا الشجرة وقطعوه معها»

(4)

.

ومر بي قديما في بعض الدواوين أنه مدفون في مسجد دمشق وأظن الذي

= صنف الاكتفاء بسيرة المصطفى والثلاثة الخلفاء، وأخبار البخاري وترجمته، وغير ذلك. أخباره في العبر: 5/ 137، سير أعلام النبلاء: 23/ 134، المرقبة العليا: 119، طبقات الحفاظ:497.

(1)

لم أقف على كلامه في القسم المطبوع من هذا الكتاب.

(2)

مروج الذهب: 1/ 50.

(3)

صحيح مسلم: 4/ 1874، كتاب الفضائل، باب «من فضائل زكريا عليه السلام» عن أبي هريرة رضي الله عنه. وانظر المعارف لابن قتيبة:52.

(4)

هذا جزء من رواية طويلة أخرجها الطبري في تاريخه: (1/ 599 - 601) عن ابن عباس وعن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونقله ابن قتيبة في المعارف: 52 عن وهب بن منبه، ونقله الثعلبي في عرائس المجالس: 341، 342 عن كعب الأحبار، وقد ورد جزء من هذه الرواية في البداية والنهاية:(2/ 49، 50) قال ابن كثير: «وقد ورد معناه في حديث رواه إسحاق بن بشر في كتابه «المبتدأ» حيث قال أنبأنا يعقوب الكوفي عن عمرو بن ميمون عن أبيه عن ابن عباس» - مرفوعا - وذكر القصة، وعلق عليها قائلا:«وهذا سياق غريب جدا وحديث عجيب، ورفعه منكر، وفيه ما ينكر على كل حال ولم ير في شيء من أحاديث الإسراء ذكر زكريا إلا في هذا الحديث» .

ص: 453

ذكر ذلك هو ابن جبير

(1)

في «رحلته»

(2)

.

وأما «يحيى» عليه السلام: «فبعثه الله إلى بني إسرائيل، فقام فيهم بأمر الله ونهيه فقتلوه، وكان القاتل له «هرودس»

(3)

وبقي دمه على وجه الأرض ثائرا لا يسكن حتى أخذ الله بثأره على يدي ملك يقال له «قزدوش» قتل منهم على دم يحيى ألوفا من النّاس حتى سكن الدم بعد خطب طويل»

(4)

.

[/68 أ] وقيل

(5)

: الآخذ بثأره - حتى سكن الدم - هو بخت نصّر البابلي فالله أعلم/.

(1)

ابن جبير: (540 - 614 هـ). هو محمد بن أحمد بن جبير بن سعيد الكناني الأندلسي البلنسي، أبو الحسن الكاتب، الأديب، وصفه ابن الخطيب في الإحاطة: 2/ 231 بأنه كان أديبا بارعا شاعرا مجيدا، سنيا فاضلا، نزيه الهمة، سرى النفس، كريم الأخلاق، أنيق الطريقة، له ثلاث رحلات إلى المشرق كانت الأولى في أواخر سنة 578 هـ، ثم الثانية ابتدأها في شهر ربيع الأول سنة 585، أما الثالثة فكانت سنة 601 هـ. أخباره في سير أعلام النبلاء:(22/ 45)، وغاية النهاية: 2/ 60، ونفح الطيب:(2/ 381 - 494).

(2)

بحثت عن هذا القول في الرحلة فلم أجده، والذي ذكره ابن جبير في رحلته: 191، أن رأس يحيى بن زكريا مدفون هناك. والله أعلم.

(3)

في المعارف: 53: «هرادس» ، وفي تاريخ الطبري: 1/ 590، وعرائس المجالس: 341: «هيردوس» .

(4)

هذا النص في مروج الذهب: 1/ 63، باختلاف يسير في ألفاظه، ونقل نحو هذا الطبري في تاريخه: 1/ 590. والثعلبي في عرائس المجالس: 341 عن علماء النصارى.

(5)

أورده الطبري في تاريخه: (1/ 586 - 589) وعلق قائلا: «وهذا القول - الذي روي عمن ذكرت في هذه الأخبار التي رويت وعمن لم يذكر في هذا الكتاب، من أن بختنصر هو الذي غزا بني إسرائيل يحيى بن زكريا - عند أهل السير والأخبار والعلم بأمور الماضين في الجاهلية. وعند غيرهم من أهل الملل غلط، وذلك أنهم بأجمعهم مجمعون على أن بختنصر إنما غزا بني إسرائيل عند قتلهم نبيهم شعيا في عهد أرميا بن حلقيا، وبين عهد أرميا وتخريب بختنصر بيت المقدس إلى مولد يحيى بن زكريا أربعمائة سنة وإحدى وستون سنة في قول اليهود والنصارى

».

ص: 454

وأما «عيسى» عليه السلام: ففي البخاري

(1)

ومسلم

(2)

من رواية ابن عباس في حديث الإسراء أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت عيسى رجلا مربوع الخلق

(3)

إلى الحمرة والبياض سبط الرأس»

(4)

.

وفي الصحيحين

(5)

أيضا من طريق أبي هريرة عنه عليه السلام أنه قال:

«رأيت عيسى بن مريم ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس

(6)

يعني الحمام

».

قال المسعودي

(7)

: «ولد عيسى عليه السلام يوم الأربعاء لأربع وعشرين

(1)

صحيح البخاري: 4/ 141، كتاب الأنبياء، باب وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها.

(2)

صحيح مسلم بشرح النووي: 1/ 152، كتاب الإيمان، باب: الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات، واللفظ للإمام مسلم رحمه الله تعالى.

(3)

أي ليس بطويل جدا ولا قصير جدا بل وسط. النهاية لابن الأثير: 2/ 190، وفتح الباري: 6/ 484.

(4)

أراد بالرأس هنا الشعر. راجع كلام النووي - رحمه الله تعالى - عند شرحه لهذا الحديث: 2/ 227. والسبط: السهل الذي لا تكسر فيه. راجع غريب الحديث لأبي عبيد: 3/ 27، وغريب الخطابي: 1/ 377، والنهاية لابن الأثير: 2/ 334.

(5)

صحيح البخاري: 4/ 140، كتاب الأنبياء، باب وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها. وصحيح مسلم: 1/ 154، كتاب الإيمان، باب: الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات.

(6)

جاء في هامش الأصل ونسخة (م): (سي): «الديماس قيل: يراد به في الحديث: «الحمام» - كما جاء مفسرا فيه، وقيل: يراد به «السرب» بتحريك الراء بعد السين المهملة، وهو الماء السائل من المزادة ونحوها ذكره الجوهري، وقيل: هو «الكن» وهو الشترة، والجمع «أكنان» قاله الجوهري أيضا وعياض. ينظر الصحاح: 3/ 930 (دمس)، ومشارق الأنوار: 2/ 214 (طبعة المغرب).

(7)

مروج الذهب: (1/ 63، 64).

ص: 455

من كانون الأول، بقرية يقال [لها]

(1)

«بيت لحم» على أميال من بيت المقدس، وكانت مريم حين حملت به بنت سبع عشرة سنة، «ورفعه الله إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة»

(2)

.

وأما حيث يدفن، ففي «الترمذي»

(3)

عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: «مكتوب في التوراة محمد رسول الله وعيسى بن مريم يدفن معه. وقيل:

قد بقي في البيت

(4)

موضع قبره».من كتاب «المصابيح»

(5)

من آخر باب: فضل سيد المرسلين.

وأما «إلياس عليه السلام: فقد تكلّم عليه الشّيخ أبو عبد الله

(6)

، وأبطل قول من زعم أنه «إدريس» بما تقدم.

قال المؤلف - وفقه الله -: ولكافة رواة البخاري في كتاب الأنبياء عليهم السلام بعد قوله: {وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}

(7)

: ويذكر عن ابن عباس، وابن مسعود أن إلياس هو إدريس»

(8)

فاعتقد بهذا ما حكاه الطبريّ

(9)

آنفا.

(1)

ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، و (م)، والمثبت في النص من (ق)، (ع).

(2)

أخرجه ابن سعد في الطبقات: 3/ 590 عن سعيد بن المسيب وهو جزء من رواية طويلة أخرجها الطبري في تاريخه: 1/ 598 عن وهب بن منبه.

(3)

سنن الترمذي: 5/ 588، كتاب المناقب، باب «في فضل النبي باختلاف يسير في اللفظ، والقول الأخير لأبي مودود المدني، قال أبو عيسى - الترمذي -: هذا حديث حسن غريب.

(4)

يريد بالبيت، حجرة السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها.

(5)

مشكاة المصابيح: 3/ 1607، كتاب الفضائل والشمائل باب فضل سيد المرسلين.

(6)

راجع ص: 443.

(7)

سورة الصافات: آية: 123.

(8)

هذا النص ذكره الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - تعليقا (صحيح البخاري: 4/ 106). قال الحافظ ابن حجر في التغليق: 4/ 9: «أما قول ابن مسعود، فقال عبد بن حميد في التفسير: حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة، عن عبد الله ابن مسعود

وأما قول ابن عباس، فقال جويبر بن سعيد في تفسيره عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس

(9)

راجع ص: 443.

ص: 456

قال القاضيان أبو بكر بن العربي

(1)

وأبو الفضل عياض رضي الله عنهما: «الصحيح أن «إدريس» هو إلياس»، له اسمان وليس «إدريس» بجد لنوح، ولا هو في عمود نسبه، قالا: والدليل على ذلك أنه قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء: «مرحبا بالنبي/الصالح والأخ الصالح، وقال له آدم ونوح وإبراهيم: [/68 ب] مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح»

(2)

فلو كان في عمود نسبه لخاطبه بالبنوة كما خاطبه آدم ونوح وإبراهيم، ولم يخاطبه بالأخوة، لأن كل من خاطبه بالأخوة ليس في عمود نسبه مثل موسى وعيسى ويوسف».

قال الشيخ أبو زيد: وهذا القول عندي أقبل، والنفس إليه أميل، لما عضده من هذا التأويل. نص على هذا الشيخ أبو زيد في كتاب «الروض»

(3)

، والإمام أبو الفضل في كتاب «إكمال المعلم»

(4)

.

قال المؤلف - وفقه الله -: وسيأتي في سورة «الكهف»

(5)

وسورة «الصافات»

(6)

من الأحاديث ما يؤذن بأن «إلياس» خلاف «إدريس» إن شاء الله تعالى. فالله أعلم بحقيقة ذلك.

وحكى الطبريّ

(7)

عن وهب بن منبه أنه قال: «كان إدريس عليه السلام

(1)

لم أقف على كلامه في أحكام القرآن.

(2)

هذا جزء من حديث طويل أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 1/ 92، كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء، وورد في مناقب الأنصار، باب المعراج:(4/ 248، 249) ذكر لهارون ويحيى عليهما السلام وقالا مثل ما قاله إدريس وموسى وعيسى عليهم السلام. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه: (1/ 148 - 150) كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات، ولم أجد لنوح عليه السلام ذكرا في صحيحي البخاري ومسلم.

(3)

الروض الأنف: 1/ 14.

(4)

إكمال المعلم: 1/ 60 أ.

(5)

الورقة: 124.

(6)

الورقة: 173.

(7)

لم أقف على هذا النّص كاملا - في تفسيره وإنما نقل جزءا منه في تاريخه: 1/ 170 عن

ص: 457

رجلا طويلا، ضخم البطن، عريض الصدر، قليل شعر الجسد، كثير شعر الرأس، وكانت إحدى أذنيه أكبر من الأخرى وكانت في جسده نكتة بيضاء من غير برص، وكان رقيق الصوت، قريب الخطى إذا مشى، وكان خياطا

(1)

، وهو أول من خطّ بالقلم بعد آدم»

(2)

.

وأما إسماعيل عليه السلام فنزل الحرم

(3)

، وأنبع الله له زمزم وهو ابن ستة أشهر. وقيل: ابن خمسة أشهر، «ولم يجتمع بأبيه حتى بلغ عمره ثلاثين سنة حين قدم لبناء البيت فوجد إسماعيل وهو قاعد تحت شجرة يسوي نبله»

(4)

.

فإنه كان راميا

(5)

= ابن إسحاق وعن غيره من أهل التوراة، لكني وجدت هذا الكلام بنصه في المعارف لابن قتيبة:(20، 21) نقلا عن وهب بن منبه. وانظر عرائس المجالس: 42، والبداية والنهاية:(1/ 92، 93).

(1)

تاريخ الطبري: 1/ 170. وجاء في الوسائل إلى معرفة الأوائل للسيوطي: 79: «أول من خاط الثياب إدريس عليه السلام وكانوا يلبسون الجلود».

(2)

الوسائل إلى معرفة الأوائل: 127.

(3)

نزل مع أمه هاجر، سار بهما إبراهيم عليه السلام بأمر من الله. وتركهما هناك. والقصة بتمامها في صحيح البخاري:(4/ 113، 114) كتاب الأنبياء، باب:«يزفّون النّسلان في المشي» . وانظر المعارف لابن قتيبة: 34، وتاريخ الطبري: 1/ 257.

(4)

أخرج الإمام البخاري في صحيحه: 4/ 117، كتاب الأنبياء باب:«يزفون النّسلان في المشي» عن ابن عباس مرفوعا: «فجاء (إبراهيم عليه السلام فوافق إسماعيل من وراء زمزم يصلح نبلا له، فقال: يا إسماعيل إن ربك أمرني أن أبني له بيتا

». وانظر تاريخ الطبري: 1/ 259، وليس في روايتي البخاري والطبري تحديد لعمر إسماعيل عليه السلام.

(5)

وفي صحيح البخاري: 4/ 119، كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا

».

ص: 458

ونبّأه الله، وأرسله

(1)

إلى العماليق وجرهم

(2)

وقبائل اليمن»، فنهاهم عن عبادة الأوثان، وآمنت به طائفة، وكفر أكثرهم، وغلب على الحرم، «وتزوج في جرهم»

(3)

وولد له اثني عشر ولدا

(4)

منهم/نابت بن إسماعيل، وهو أبو [/69 أ] عدنان

(5)

.

وإسماعيل أول من فتق الله لسانه باللغة العربية المبينة وهو ابن أربع عشرة سنة

(6)

، وبقي إسحاق على لسان أبيه السرياني في بعض الأقوال التي ذكر

(1)

نقله الطبري في تاريخه: 1/ 314 عن محمد بن إسحاق وذكره الثعلبي في عرائس المجالس: 88، وجزم به ابن كثير في البداية والنهاية: 1/ 180.

(2)

جاء في هامش الأصل ونسخة (ق)، (م):(سى): «جرهم: مشتق من قولهم: جرهم الرجل على الشيء إذا أقدم عليه. قاله ابن ابام» اه. وجرهم: بطن من القحطانية، كانت تسكن اليمن، ثم انتقلوا إلى الحجاز واستوطنوا مكة. المعارف لابن قتيبة: 27، وقلائد الجمان:(13، 107).

(3)

أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 4/ 115، كتاب الأنبياء باب: يزفون النسلان في المشي عن ابن عباس مرفوعا وذكره ابن قتيبة في المعارف: 27، والثعلبي في عرائس المجالس:88.

(4)

ذكر ذلك ابن هشام في السيرة، القسم الأول:(4، 5) وذكر أسماءهم، والطبري في تاريخه: 1/ 314، والثعلبي في عرائس المجالس: 88، وابن كثير في البداية والنهاية: 1/ 180.

(5)

على خلاف بين علماء النسب، فبعضهم يقول: إنه من ولد قيذر بن إسماعيل، وقيل: ابن يحثم، وقيل: ابن ميدعة. المعارف لابن قتيبة: 34، والجمهرة لابن حزم:(7، 8) وقال السهيلي في الروض الأنف: 1/ 11: «وما بعد عدنان من الأسماء مضطرب فيه، فالذي صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه انتسب إلى عدنان ولم يتجاوزه

».

(6)

أخرج الإمام البخاري في صحيحه: 4/ 115، كتاب الأنبياء باب:«يزفون النسلان في المشي» عن ابن عباس مرفوعا: «

وتعلم العربية منهم

» أي من جرهم. ونص هذا الكلام الذي أورده المؤلف رحمه الله في القصد والأمم: 24، وهي رواية

ص: 459

أبو عمر

(1)

.وتوفي وهو ابن مائة وسبع وثلاثين سنة، وهو مدفون في المسجد الحرام بالحجر، ذكره الشيخ أبو زيد

(2)

وأبو محمد بن عطية

(3)

وغيرهما.

وأما «اليسع» فذكر الشيخ أبو زيد

(4)

أنه ابن خاطوب.

قال الطبري حاكيا عن غيره «اليسع» هو «ذو الكفل» ، وكان قبل داود.

وحكى القاضي أبو محمد بن عطية

(5)

عن زيد بن أسلم

(6)

أن «اليسع» هو «يوشع بن نون» بن أفرائيم بن يوسف عليه السلام، فإن صح هذا القول فيوشع عليه السلام هو الذي ولي الأمر بعد موت موسى

(7)

عليه السلام، فافتتح بلاد

= ابن أبي سعد الوراق عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه (زين العابدين). كما أوردها ابن كثير في البداية والنهاية: 1/ 180 عن أبي سيار الأموي مرفوعا. وانظر الوسائل إلى معرفة الأوائل للسيوطي: 117.

(1)

هو ابن عبد البر في القصد والأمم: 24.

(2)

الروض الأنف: 1/ 135. وانظر المعارف لابن قتيبة: 34، وهو أحد الأقوال التي ذكرها الطبري في تاريخه: 1/ 314، كما ذكره الثعلبي في عرائس المجالس: 88، وابن كثير في البداية والنهاية: 1/ 180، ونقل ابن إسحاق عن بعضهم أنه عاش مائة سنة وثلاثين سنة. السيرة لابن هشام، القسم الأول:5.

(3)

لم أقف على كلامه في المحرر الوجيز.

(4)

في التعريف والاعلام: 36: «ابن خاطوف» ، وفي تفسير الطبري: 11/ 510: «اليسع ابن أخطوب بن العجوز» .

(5)

لم أقف على كلامه في المحرر الوجيز.

(6)

المحرر الوجيز: 5/ 271.

(7)

هو زيد بن أسلم العدوي، المدني، الإمام التابعي الفقيه الثقة. روى عن جماعة من الصحابة، وأرسل عن جابر وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وعائشة، وعلي رضي الله عنهم، وروى عنه مالك بن أنس، وابن جريج وغيرهما. قال الحافظ ابن حجر:«ثقة عالم، وكان يرسل، من الثالثة، مات سنة ست وثلاثين ومائة» ، وذكره في المرتبة الأولى من المدلسين الذين يقبل حديثهم. ترجمته في الكاشف: 1/ 336، وتقريب التهذيب: 1/ 272 وتعريف أهل التقديس لابن حجر: 37.

ص: 460

أريحا من أرض الشام، وقتل ملك العماليق - وهو السميدع بن هوبر - واحتوى على ملكه

(1)

.

وفي ذلك يقول عوف بن سعيد الجرهمي

(2)

:

ألم تر أن العملقي ابن هوبر

بأيلة أمسى لحمه قد تمزعا

تداعت عليه من يهود حجافل

ثمانين ألفا حاسرين ودرعا

(3)

وكانت مدته في بني إسرائيل - بعد موت موسى - تسعا وعشرين سنة، فيما ذكر المسعودي

(4)

.ومات يوشع عليه السلام بالشام ودفن بداخل معرة النعمان

(5)

، وهي مدينة من مدائن الشام بمقربة من الموصل، وأهلها من «تنوخ»

(6)

، ولها سبعة أبواب، وإنما قيل لها:«معرة النعمان» لأن الجبل المطل عليها يسمى «النعمان» .

(1)

المحبر لابن حبيب: 64، والمعارف لابن قتيبة: 44، وتاريخ الطبري: 1/ 435، ومروج الذهب: 1/ 50.

(2)

هذه القصة في مروج الذهب: 1/ 50 - 52، كما أخرج نحوها الطبري في تاريخه: 1/ 435 وفيما بعدها عن ابن عباس رضي الله عنهما، وأطول منها عن السدي، وسالم ابن أبي النضر دون تعيين اسم ملك العماليق.

(3)

لم أقف له على ترجمة، والبيتان له في مروج الذهب: 1: 52، وزاد بيتين آخرين هما: فأمست عدادا للعماليق بعده على الأرض مشيا مصعدين وفزعا كأن لم يكونوا بين أجبال مكة ولم ير راء قبل ذاك السميدعا

(4)

مروج الذهب 1/ 51.وفي تاريخ الطبري: 1/ 452: «وكان تدبير يوشع أمر بني إسرائيل من لدن مات موسى إلى أن توفي يوشع، كله في زمان «منوشهر» عشرين سنة، وفي زمان «فراسياب» سبع سنين».أي أن مجموع مدته في بني إسرائيل كانت سبعا وعشرين سنة.

(5)

في تاريخ الطبري: 1/ 442: «فلما مات دفن في جبل أفراييم كذا في عرائس المجالس: 221، قال ياقوت في معجم البلدان: 5/ 156: «والصحيح أن يوشع بأرض نابلس» . ومرة النعمان: مدينة قديمة من أعمال حمص بين حلب وحماة. انظر معجم البلدان والروض المعطار: 578.

(6)

تنوخ: بفتح التاء وضم النون المخففة وفي آخرها الخاء المعجمة. وتنوخ: حي من اليمن

ص: 461

وفيها قبر عمر بن العزيز

(1)

رضي الله عنه، وفيها قبر شيث

(2)

بن آدم عليهما السلام «بدير سمعان»

(3)

- بخارجها - ويقصد إليه من الآفاق، وإليها نسب [/69 ب] أبو محمد الحريري مقامته المعرية - وهي الثامنة/.

وأما «يونس» عليه السلام فلا أحفظ له عمرا.

وأما «لوط» عليه السلام فكان ربعة أدم اللون، كأنه غضبان، حلو الشمائل، حسن الهيئة، كثير الهيبة، وهو مدفون بمكة

(4)

، صلوات الله وسلامه على نبينا وعليهم أجمعين.

[89، 90]{فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً} إلى قوله {اِقْتَدِهْ} .

= اختلف النسابون فيه. فقيل: من بني أسد بن وبرة بن تغلب بن قضاعة. وقيل: تنوخ قبائل اجتمعت وتحالفت. وقيل غير ذلك. راجع الجمهرة لابن حزم: (453، 461) واللباب لابن الأثير: 1/ 225 ومعجم قبائل العرب: (1/ 133، 134).

(1)

عمر بن عبد العزيز: (61 - 101 هـ). هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي أبو حفص. الخليفة الأموي الصالح، يقال له خامس الخلفاء الراشدين، تولى الخلافة بعد موت سليمان بن عبد الملك سنة 99 ترجمته في طبقات ابن سعد:(5/ 330)، والمحبر لابن حبيب: 27، والمعارف لابن قتيبة: 362، وتاريخ الطبري: 6/ 550. وانظر هذا الخبر الذي أورده المؤلف في طبقات ابن سعد: 5/ 408، والمحبر لابن حبيب: 28، والمعارف لابن قتيبة: 263، وتاريخ الطبري: 6/ 565.

(2)

ورد في تاريخ الطبري: 1/ 162 خلاف ما ذكره المؤلف هنا. ففيه أن شيثا أقام بمكة حتى مات، وأنه دفن مع أبويه في غار أبي قبيس. اه. والراجح من القول أنه لم يرد خبر صحيح يفيد تعيين موضع دفنه والله أعلم.

(3)

دير سمعان: يقال بكسر السين وفتحها، وسكون الميم وفتح العين المهملة دير بنواحي دمشق. معجم ما استعجم: 2/ 585، ومعجم البلدان: 2/ 517.

(4)

لم يثبت شيء من هذا. والله أعلم.

ص: 462

(عس)

(1)

قيل

(2)

: هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكل من آمن به. وقيل

(3)

: هم الأنصار. وقيل

(4)

: هم الملائكة. والله أعلم.

و «الهاء» في {اِقْتَدِهْ} هاء السكت لتبيين حركة الدال وتثبت في الوصل في قراءة من أثبتها، إما لأنه أجرى الوصل مجرى الوقف

(5)

، وإما لأنه عنده كناية عن المصدر، وأسكنها إجراء للوصل مجرى الوقف.

وأما في قراءة من وصلها بالياء - وهو ابن ذكوان

(6)

- أو كسرها ولم يصلها

(1)

التكميل والإتمام: (29 ب، 30 أ).

(2)

نص هذا القول في الكشاف: (2/ 33، 34) دون عزو وذكر نحوه المارودي في تفسيره: 1/ 542، وقال:«قاله بعض المتأخرين» .

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: (11/ 515 - 517) عن ابن عباس، وقتادة، والسدي، والضحاك، وابن جريج. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 313 وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن سعيد ابن المسيب. وانظر المحرر الوجيز: 5/ 274، وزاد المسير: 3/ 81.

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 11/ 517 عن أبي رجاء العطاردي وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 312 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن رجاء العطاردي.

(5)

وهي قراءة الجمهور. راجع حجة القراءات: 260، والتبصرة في القراءات: 196، وتفسير القرطبي: 7/ 36، قال مكي في الكشف: 1/ 439: «وقرأ الباقون بالهاء في الوصل، على نية الوقف، لا على نية الإدراج اتباعا لثباتها في الخط وإنما تثبت في الخط ليعلم أن الوقف بالهاء لئلا تثبت في الوصل» .

(6)

ابن ذكوان: (173 - 242 هـ). هو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان، الدمشقي، أبو عمرو، إمام القراء في عصره. أخباره في معرفة القراء: 1/ 198 - 201، وتهذيب التهذيب:(5/ 140، 141) وهي قراءة ابن عامر أيضا ذكر ذلك أبو عمرو الداني في التيسير: 105، وأبو حيان في البحر المحيط: 4/ 176، قال النحاس في إعراب القرآن: 2/ 81: «وهذا لحن، لأن الهاء لبيان الحركة في الوقف وليست بها إضمار ولا بعدها واو ولا ياء» .

ص: 463

بياء وهو - هشام

(1)

- فلا يصح أن تكون إلا كناية عن المصدر

(2)

وقد سألت عنها الأستاذ أبا علي

(3)

رحمه الله عند القراءة عليه فقال: تكون الهاء كناية عن المصدر وذلك لمعنى التأكيد، كأنه قال: اقتد اقتد، فكرر الفعل تأكيدا ثم حذف الفعل الثاني وأوقع المصدر موقعه، فقال: اقتد الاقتداء، ثم حذف المصدر وكنى عنه بالهاء. والله أعلم.

(سي): وقيل

(4)

: هم الفرس. والصحيح أن المراد، بقوله:{أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ} : الأنبياء المذكورون، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم في التوحيد

(5)

، وأما أعمال الشرائع فمختلفة في الأكثر، بدليل:{لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً}

(6)

، والله أعلم.

[91]

{إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ

} الآية.

(1)

هشام بن عمار: (13 - 245 هـ). هو هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي، أبو الوليد، الإمام المقرئ، القاضي، البليغ. له كتاب فضائل القرآن. أخباره في معرفة القراء:(1/ 195 - 198)، والعبر للذهبي: 1/ 445، وطبقات المفسرين للداودي: 2/ 352.

(2)

انظر الكشف لمكي: 1/ 439، والتبصرة في القراءات له - أيضا -: 196، قال القرطبي في تفسيره: 7/ 36: «وهو غلط لا يجوز في العربية» .

(3)

يريد شيخه أبا علي الرندي.

(4)

نقله الزمخشري في الكشاف: 2/ 34 عن مجاهد، وذكره ابن جماعة في مبهماته:141.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 11/ 517 عن قتادة، وهو اختيار الطبري. ينظر تفسيره: 11/ 518. وأخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 194، كتاب التفسير باب قوله: أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ عن سليمان الأحول أن مجاهدا أخبره أنه سأل ابن عباس: أفي «ص» سجدة؟ فقال: نعم، ثم تلا وَوَهَبْنا إلى قوله: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ ثم قال: «هو منهم» قوله: منهم أي داود من الأنبياء المذكورين في هذه الآية.

(6)

سورة المائدة: آية: 48.

ص: 464

(عس)

(1)

: نزلت في مالك بن الصيف كان يهوديا فذكرت له التوراة، فقال هذه المقالة، فأنزل الله الآية

(2)

، والله أعلم.

(سي): وسبب قوله لهذه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم/قال له يوما: «أنشدك الله [/70 أ] الذي أنزل التوراة بطور سيناء على موسى بن عمران هل تجد فيها أن الله تعالى يبغض الحبر

(3)

السمين؟ قال: نعم».فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «قد سمنت من الذي تطعمك اليهود» ، فضحك القوم، فغضب، ثم التفت إلى عمر بن الخطاب فقال:

{ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} فقال له قومه: ويلك، ما هذا الذي بلغنا عنك، فقال: إنه أغضبني، فنزعوه، وجعلوا مكانه كعب بن الأشرف»

(4)

.

وروي

(5)

: أن القائل لهذه المقالة: فنحاص بن عازوراء. وقيل

(6)

: هم كفار قريش.

(1)

التكميل والإتمام: 30 ب.

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: (11/ 521، 522) عن سعيد بن جبير، وعكرمة. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره:(2/ 474، 475)، تفسير سورة الأنعام عن السدي، وسعيد بن جبير. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 82 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 314 ونسب إخراجه إلى ابن المنذر عن سعيد جبير.

(3)

جاء في هامش الأصل، (ق)، (م):(سي): «الحبر: بفتح الحاء المهملة وكسرها واحد أحبار اليهود وهو العالم. قال الجوهري: الكسر أفصح. وقال أبو الهيثم وثعلب: الفتح أفصح» اه .. ينظر الصحاح: (2/ 619، 620) حبر.

(4)

نص هذا الأثر في الكشاف: 2/ 34، وأخرج - نحوه - الطبري في تفسيره:(11/ 521، 522) وابن أبي حاتم في تفسيره: (2/ 475، 476) تفسير سورة الأنعام عن سعيد بن جبير ونقله الواحدي في أسباب النزول: 215 عن سعيد بن جبير أيضا.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 11/ 522 عن السدي. ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 5/ 279، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 83 عن السدي أيضا.

(6)

أخرجه الطبري في تفسيره: 11/ 524 عن ابن عباس، ومجاهد واختاره الطبري ورجحه

ص: 465

قال المؤلف - وفقه الله -: وفي هذه الآية بحث صعب، ومجال للعلماء رحب. ليس هذا موضع ذكره.

[93]

{أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} .

(سه)

(1)

: هو مسيلمة الكذاب. ومن تنبأ

(2)

كالأسود العنسي وهو أسود بن كعب، بعرف ب «عيهلة» ، يقال له: ذو الحمار أيضا، وكان يدعي أن ملكين يكلمانه اسم أحدهما:«سحيق» والآخر: «شريق» .

وأما مسيلمة وهو أبو ثمامة

(3)

، وهو ابن حبيب من بني أثال وهم حنيفة، عرفوا بأمهم، وهي بنت كاهل بن أسد بن خزيمة. وكان يزعم أن جبريل يأتيه.

فإن قيل: إن السورة مكية ولم يتنبأ مسيلمة إلاّ بقرب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

= ابن كثير في تفسيره: 3/ 293 وقال: «هو الأظهر، لأن الآية مكية، واليهود لا ينكرون إنزال الكتب من السماء، وقريش - والعرب قاطبة - كانوا يبعدون إرسال رسول من البشر، كما قال أَكانَ لِلنّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النّاسَ سورة يونس: آية 2 وقال تعالى: وَما مَنَعَ النّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلاّ أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً. قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً سورة الإسراء: آية: 94، 95.

(1)

التعريف والإعلام: (36، 37).

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: 11/ 535 عن قتادة، قال:«ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في مسيلمة. ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت فيما يرى النائم كأن في يدي سوارين من ذهب، فكبرا علي وأهمّاني، فأوحي إلى: أن انفخهما، فنفختهما فطارا فأولتهما في منامي الكذابين اللذين أنا بينهما، كذاب اليمامة مسيلمة، وكذاب صنعاء العنسي» ، وكان يقال له: الأسود». هذا الأثر رواه الإمام البخاري في صحيحه: 4/ 182، كتاب المناقب، باب:«علامات النبوة في الإسلام» . والإمام مسلم في صحيحه: (4/ 1780، 1781) كتاب الرؤيا، باب:«رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم» كلاهما عن ابن عباس رضي الله عنهما، دون ذكر أنه كان سببا لنزول الآية. وانظر أسباب النزول للواحدي:215.

(3)

السيرة لابن هشام، القسم الأول:576.

ص: 466

فالجواب: أنّ مسيلمة كان قديما يتكذّب ويتسمّى بالرحمن

(1)

.

وقيل: إنه تسمى بالرحمن قبل مولد عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم قاله وثيمة

(2)

ابن موسى بن الفرات. ثم عمر عمرا طويلا إلى أن قتل باليمامة

(3)

.

وقد قيل

(4)

: إن الإشارة بقوله: {أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ} بشيء

إلى النضر بن الحارث المتقدم ذكره.

وهذا القول أصح إن شاء الله، والأول قول قتادة. ذكره عبد الرزاق

(5)

.

ويجوز أن يكون قوله: / {أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ} قاله مسيلمة، وقوله:[/70 ب]{سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ} قاله النضر بن الحارث فيكون القولان معا صحيحين، فإن النضر لم يدع وحيا ولكنه كان يقول: أنا أحدثكم أحسن من هذا.

(عس)

(6)

: ذكر الشيخ قوله تعالى: {وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ} وقال: هو النضر بن الحارث، وقد وقع في أكثر التفاسير

(7)

أنه عبد الله بن سعد

(1)

المغازي للواقدي: 1/ 82.

(2)

هو وثيمة بن موسى بن الفرات الفارسي الفسوي، أبو يزيد، المعروف ب «الوشاء» ، المتوفى سنة 237 هـ. له كتاب في أخبار الردة، يكثر الحافظ ابن حجر النقل عنه في الإصابة. أخباره في جذوة المقتبس: 2/ 579، ومعجم الأدباء: 19/ 247، ووفيات الأعيان:(6/ 12 - 21).

(3)

تقدم ذكره في ص: 403.

(4)

نقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 5/ 287 عن الزهراوي والمهدوي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 318 وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن عكرمة.

(5)

الخبر في تفسيره: 71 (مخطوط).

(6)

التكميل والإتمام: 31 ب.

(7)

أخرجه الطبري في تفسيره: (11/ 533، 534) عن عكرمة والسدي. وأخرجه الواحدي في أسباب النزول: 216 عن شرحبيل بن سعد. ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: (5/ 285، 286) عن السدي.

ص: 467

ابن أبي سرح

(1)

وأن سبب قوله ذلك أنه كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نزلت {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ

}

(2)

إلى آخرها عجب من تفصيل خلق الإنسان فقال: تبارك {اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ}

(3)

فقال عليه السلام: «اكتبها فكذلك أنزلت» .فشك عبد الله وقال: لئن كان محمد صادقا لقد أوحى إلي كما أوحي إليه، وإن كان كاذبا لقد قلت كما قال، فارتد عن الإسلام ولحق بمكة ثم رجع مسلما قبل فتح مكة

(4)

.والله أعلم.

[94]

{لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ

} الآية.

(عس)

(5)

: قيل: إنها نزلت في النّضر بن الحارث. حكاه المهدوي

(6)

، والله أعلم.

[122]

{أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ} .

= ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 89 وقال: «رواه أبو صالح عن ابن عباس» . وانظر الدر المنثور: 3/ 317.

(1)

هو عبد الله بن سعد بن أبي السرح القرشي، العامري صحابي جليل، ومن كتاب الوحي، فاتح إفريقية، وهو أخو عثمان بن عفان رضي الله عنه من الرضاع. توفي سنة 37 هـ. ترجمته في الاستيعاب:(3/ 918 - 920)، وأسد الغابة:(3/ 259 - 261)، والإصابة:(4/ 109 - 111).

(2)

سورة المؤمنون: آية: 12.

(3)

سورة المؤمنون: آية: 14.

(4)

أسباب النزول للواحدي: 216.

(5)

التكميل والإتمام: 30 أ.

(6)

التحصيل: 2/ 42 أدون عزو. وأخرجه الطبري في تفسيره: 11/ 547، وابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 508 تفسير سورة الأنعام عن عكرمة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 323 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ عن عكرمة. وانظر المحرر الوجيز: 5/ 290، وزاد المسير: 3/ 88.

ص: 468

(سه)

(1)

: هو: عمّار بن ياسر

(2)

، وقيل

(3)

: نزلت في عمر بن الخطاب.

{كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ} هو أبو جهل [وفيهما]

(4)

نزلت.

(عس)

(5)

: وقيل

(6)

: إنها نزلت في حمزة بن عبد المطلب، وأبي جهل بن هشام. والله أعلم.

[124]

{قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتّى} تؤتى {مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ

} الآية.

(سي): روي

(7)

أن الوليد بن المغيرة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كانت النبوة حقا لكنت أولى بها منك، لأني أكبر منك سنا، وأكثر منك مالا.

(1)

التعريف والإعلام: 37.

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 90، وابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 654 تفسير سورة الأنعام عن عكرمة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 352 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر، وأبي الشيخ عن عكرمة أيضا.

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 89، وابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 652 تفسير سورة الأنعام عن الضحاك، وكذا أخرجه ابن أبي حاتم، والواحدي في أسباب النزول: 220 عن زيد ابن أسلم. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 352 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ عن زيد بن أسلم.

(4)

في الأصل: «وفيه» ، والمثبت في النص من النسخ الأخرى ومن التعريف والإعلام للسهيلي.

(5)

التكميل والإتمام: 31 ب.

(6)

نقله الواحدي في أسباب النزول: 219، والبغوي في تفسيره: 2/ 128، وابن الجوزي في زاد المسير، 3/ 116، عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 116 عن الحسن: أنها عامة في كل مؤمن وكافر». ورجح القرطبي هذا القول في تفسيره: 7/ 78.

(7)

ذكره البغوي في تفسيره: 2/ 128، والزمخشري في الكشاف: 2/ 48، والقرطبي في تفسيره: 7/ 80.

ص: 469

وروي

(1)

أن أبا جهل قال: زاحمنا بني عبد مناف في الشرف، حتى إذا صرنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي يوحى إليه. والله لا نرضى به ولا نتبعه أبدا، [/71 أ] إلا أن يأتينا/وحي كما يأتيه فنزلت الآية فيهما، ذكره (مخ)

(2)

.

[136]

{وَجَعَلُوا لِلّهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً} .

(سه)

(3)

هم حي من خولان

(4)

، يقال لهم: الأديم، وكان لهم صنم يقال [له]

(5)

: عم أنس

(6)

، فكانوا يجعلون له نصيبا ويجعلون لله نصيبا، فإذا وقع في النّصيب الذي فيه لله شيء ردوه إلى عم أنس، وقالوا: هو إله ضعيف، وإذا وقع في نصيب عم أنس شيء من النّصيب الآخر قالوا: دعوه، فإن الله غنيّ عنه وهو

(1)

نقله البغوي في تفسيره: 2/ 128، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 118 عن مقاتل، وذكره القرطبي في تفسيره: 7/ 80 دون عزو.

(2)

الكشاف: 2/ 48 دون عزو.

(3)

التعريف والإعلام: 37.

(4)

جاء في هامش الأصل ونسخة (ق)، (م):(سي): «خولان: بالخاء المعجمة المفتوحة، قبيلة باليمن سموا باسم أبيهم خولان بن عمرو. وقال ابن أبان: هو من خال يخول فهو خائل، إذا أحسن القيام على المال، فتعاهده وأصلحه. وقضاعة - بضم القاف وفتح الضاد المعجمة -: أبو حي من اليمن، وهو قضاعة بن مالك ابن حمير بن سبأ. وقيل: قضاعة بن سعد بن عدنان، والقضاعة: كلبة الماء. قاله الجوهري. وقال ابن أبان: هو مشتق من قول العرب: انقضع الرجل عن أهله إذا بعد عنهم. ومذحج: - بفتح الميم وسكون الذال المعجمة - أبو قبيلة باليمن، وهو مذحج بن مالك ابن زيد بن كهلان بن سبأ. قال سيبويه: الميم من نفس الكلمة، ذكره الجوهري. وقال ابن أبان: هو مالك بن أدد، والمذحج أكمه ولد عليها من قولهم: ذحجت الأديم وغيره إذا دلكته» اه .. ينظر الصحاح: 3/ 1266 (قضع)، 1/ 340 (مذحج). والجمهرة لابن حزم:(485، 486).

(5)

له ساقط من الأصل، والمثبت في النص من (ق)، (ع) ومن التعريف والإعلام للسهيلي.

(6)

في السيرة لابن هشام: «عميانس» .

ص: 470

إله قوي. ذكر هذا المعنى عنهم ابن إسحاق

(1)

.

وخولان هؤلاء هم: بنو عمرو بن الحاف بن قضاعة، ويقال: هم من «مذحج»

(2)

.والله أعلم.

[141]

{وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} .

(عس)

(3)

: روي أنها نزلت في ثابت بن قيس بن شماس، جذّ

(4)

نخلا فقال: لا يأتيني أحد إلاّ أطعمته، فأطعم، حتى أمسى وليست عنده تمرة، حكاه ابن فطيس

(5)

.والله أعلم.

[144]

{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ} .

(عس)

(6)

: قيل

(7)

: إنه عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضر. وهو الذي بحر البحائر وسيب السوائب، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار»

(8)

.والله أعلم.

(1)

السيرة لابن هشام: القسم الأول: 80.

(2)

الجمهرة لابن حزم: 486.

(3)

التكميل والإتمام: 30 أ.

(4)

أي: صرمه وقطعه. الصحاح: 2/ 561 (جذذ)، والنهاية لابن الأثير: 1/ 250.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 174 عن ابن جريج. وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 5/ 372 دون عزو.

(6)

التكميل والإتمام: 30 أ.

(7)

ذكره البغوي في تفسيره: 2/ 137 دون عزو، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 139 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وذكره ابن كثير في تفسيره: 3/ 346 دون عزو.

(8)

أخرجه البخاري في صحيحه: 5/ 191، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ. ومسلم في صحيحه: 4/ 2191، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء» واللفظ للإمام مسلم. ومعنى قصبه: أمعاءه. النهاية لابن الأثير: 4/ 67.

ص: 471