الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الفاتحة
[7]
قوله تعالى: {الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} .
(سه)
(1)
هم الذين ذكرهم الله تعالى في سورة النساء حيث قال:
{فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحِينَ
…
}
(2)
الآية.
وانظر إلى قوله: {وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً}
(3)
، واجمع بينه وبين قوله:
{صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} تجده شرحا له؛ لأن الصراط: الطريق
(4)
، ومن شأن سالك الطريق الحاجة إلى الرفيق، فلذلك قال:{وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً} ولذلك قال عليه السلام: «اللهم الرفيق الأعلى»
(5)
.
(1)
التعريف والإعلام: 9.
(2)
سورة النساء: آية: 69.
(3)
سورة النساء: آية: 69.
(4)
وهو نظير قوله تعالى: وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ الأنعام: الآية: 153، ومن شواهد ذلك قول جرير: أمير المؤمنين على صراط إذا اعوج الموارد مستقيم راجع شرح ديوان جرير: 507، واللسان: 7/ 313 (سرط).
(5)
أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 144، كتاب المغازي باب «آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم» والإمام مسلم في صحيحه: 4/ 1894، كتاب فضائل الصحابة، باب «في فضل عائشة، رضي الله تعالى عنها» .
وانظر إلى قوله عليه السلام: «خير الرفقاء أربعة»
(1)
تجده ينظر إلى قوله [/3 ب] تعالى: {مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ/وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحِينَ} فذكر أربعة.
(عس)
(2)
وهذا الذي ذكره مرويّ عن ابن عباس وعليه جمهور المفسرين
(3)
، وقد قيل في ذلك إنهم: المؤمنون على العموم
(4)
، وقيل: إنهم أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم
(5)
، وقيل: هم مؤمنو بني إسرائيل خاصة
(6)
، واحتج صاحب
(1)
هذا جزء من حديث أخرجه ابن ماجه في السنن: 2/ 944، كتاب الجهاد، باب «السرايا» ونقل المحقق عن الزوائد ما يلي: «في إسناده عبد الملك بن محمد الصنعاني، وأبو سلمة العاملي وهما ضعيفان. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 9/ 383، 384 في ترجمة العاملي: «
…
سألت أبي عنه فقال: كذاب متروك الحديث، والحديث الذي رواه باطل». وترجمه الحافظ في التقريب: 2/ 430، 431، وقال:«متروك، ورماه أبو حاتم بالكذب» .إذا فإسناد الحديث متروك.
(2)
التكميل والإتمام: 5 أ.
(3)
أخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 178، واختاره الطبري ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 121، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 15 عن ابن عباس أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 41، وزاد نسبته لابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر تفسير القرطبي: 1/ 149. وهذا القول هو الراجح من بين الأقوال المتعددة في بيان المراد من هذه الآية، وإن كان غيره يدخل فيه ضمنا. والله أعلم.
(4)
أخرجه الطبريّ في تفسيره: 1/ 178 عن ابن عباس رضي الله عنهما، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 122 عن ابن عباس أيضا.
(5)
نقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 122 عن الحسن البصري رضي الله عنه، ونقل البغوي في تفسيره: 1/ 41 عن شهر بن حوشب قال: هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته.
(6)
نقله البغوي في تفسيره: 1/ 41، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 122، وعزاه لمكي بن أبي طالب القيسي عن فرقة من المفسرين. قال مكي في تفسيره: الهداية: 1/ 15 أ: «قال ابن عباس: هم أصحاب موسى قبل أن يبدّلوا، وهذا دعاء أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أن يدعوا بها، وألا يكونوا مثل
هذا القول بقوله تعالى: {يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}
(1)
…
الآية.
(سي): وقيل: المنعم عليهم محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، حكاه مكي
(2)
عن أبي العالية
(3)
، وذكر هذا القول للحسن
(4)
فقال: صدق أبو العالية، ونصح.
= الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وهم اليهود، ولا مثل الضّالِّينَ وهم النصارى، ولا على صراطهم».
(1)
سورة البقرة: آية: 40.
(2)
مكي: (355 - 437 هـ). هو مكي بن أبي طالب حمّوش - بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم المضمومة وسكون الواو وبعدها شين معجمة - بن محمد القيسي القيرواني، أبو محمد، الإمام النحوي، اللغوي، المفسر، الفقيه. ألف: مشكل إعراب القرآن، والعمدة في غريب القرآن والهداية في التفسير
…
وغير ذلك. أخباره في: بغية الملتمس: 455، والديباج المذهب: 2/ 342، 343، وطبقات المفسرين للداودي: 2/ 331. ونص كلامه في الهداية: 1/ 15 أ، وأخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 175، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 39، 40، وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن جريج وابن أبي حاتم، وابن عدي، وابن عساكر من طريق عاصم الأحول عن أبي العالية. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 259، كتاب التفسير «تفسير سورة الفاتحة» ، عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(3)
أبو العالية: (؟ - 90 هـ). هو: رفيع بن مهران الرياحي البصري، الإمام الحافظ التابعي الكبير. قال الذهبي: كان أبو العالية إماما في القرآن والتفسير والعلم والعمل. معرفة القراء الكبار: 1/ 60، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 178.
(4)
الحسن: 21 - 110 هـ). هو: الحسن بن يسار البصري، أبو سعيد، الإمام التابعي الجليل، إمام أهل البصرة، وحبر الأمة، الفقيه، الفصيح، الزاهد.
ولا يتم هذا القول إلا أن يكون في قوله أولا {اِهْدِنَا الصِّراطَ} حذف تقديره:
اهدنا منهاج أصحاب الصراط المستقيم، أو نحو هذا والله أعلم.
[7]
{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}
…
الآية:
(سه)
(1)
: هم اليهود والنّصارى، جاء ذلك مفسرا عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في حديث عدي بن حاتم وقصة إسلامه
(2)
.
ويشهد لهذا التفسير قوله سبحانه في اليهود: {وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ}
(3)
وقال في النّصارى: {قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَااءِ السَّبِيلِ}
(4)
وسمّيت اليهود بيهوذا بن يعقوب انتسبوا إليه عند بعض الملوك لسبب يطول ذكره، ثم عرّبته العرب بالدال
(5)
.وسمّيت النّصارى بناصرة
(6)
قرية بالشّام، كان أصل دينهم منها
(7)
، والله أعلم.
= أخباره في: حلية الأولياء: 2/ 131، وفيات الأعيان: 2/ 69 - 73، وسير أعلام النبلاء: 4/ 563 - 588.
(1)
التعريف والإعلام: 9
(2)
حديث عدي وقصة إسلامه في مسند الإمام أحمد: 4/ 378، وسنن الترمذي: 5/ 202 - 204، كتاب التفسير، باب «ومن سورة الفاتحة» ، وطبقات ابن سعد: 1/ 322. وهو: عدي بن حاتم بن عبد الله الطائي، أبو وهب وأبو طريف، الصحابي الجليل. كان نصرانيا قبل إسلامه، مات بعد الستين. ترجمته في: أسد الغابة: 3/ 392، والإصابة: 4/ 469 - 472، وتقريب التهذيب: 2/ 16.
(3)
سورة البقرة: آية: 61.
(4)
سورة المائدة: آية: 77.
(5)
المعرب للجواليقي: 405، واللسان: 3/ 439 (هود).
(6)
الناصرة: قرية بينها وبين طبرية ثلاثة عشر ميلا، ومن الناصرة اشتق اسم النصارى، وهي الآن في فلسطين المحتلة، أعادها الله إلى حوزة المسلمين. ينظر معجم ما استعجم: 2/ 1310، ومعجم البلدان: 5/ 251، والروض المعطار:571.
(7)
أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 145 عن ابن عباس، وقتادة، وأخرجه ابن سعد في
(عس)
(1)
: وهاهنا سؤال! وهو أن يقال: أوليس اليهود على ضلالة كالنّصارى فلم خصّهم بالغضب؟ والجواب: أنهم وإن تساووا في الضلال، فأفعال اليهود وأقوالهم مع كثرة الآيات عندهم، وظهور المعجزات قبلهم توجب الغضب عليهم، فخصّوا به والنّصارى في ذلك أقل أفعالا، فبقي عليهم اسم الضلالة خاصة والله أعلم/. [/4 أ]
وقدّم ذكر اليهود على النّصارى لتقدم زمانهم عليهم.
وقيل
(2)
إنّ اليهود سمّوا بقولهم: {إِنّا هُدْنا إِلَيْكَ}
(3)
أي: تبنا إليك، وقيل: هو اسم علم لهم
(4)
.وقد قيل
(5)
: إنّ النّصارى سمّوا بذلك لقولهم:
(6)
وواحدهم قيل فيه: نصران، كندمان
(7)
، وقيل أيضا:
= الطبقات: 1/ 53، 54 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وانظر زاد المسير: 1/ 91، وتفسير ابن كثير: 1/ 148.
(1)
التكميل والإتمام: 4 ب، 5 أ.
(2)
أخرج هذا القول الطبري في تفسيره: 2/ 143 عن ابن جريج، وأخرج ابن حاتم في تفسيره، تفسير سورة الأعراف: 2/ 551: عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: نحن أعلم الناس من أين تسمت اليهود باليهودية بكلمة موسى عليه السلام: إِنّا هُدْنا إِلَيْكَ ولم تسمت النصارى بالنصرانية، من كلمة عيسى عليه السلام كُونُوا أَنْصارَ اللهِ. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 182، وزاد نسبته لأبي الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه. وانظر المهذب للسيوطي:153.
(3)
سورة الأعراف: آية 156.
(4)
لم أعثر على قائله. قال ابن دريد في الجمهرة: 2/ 306: «وإما أن يكونوا سمّوا بالمصدر من هاد يهود هودا
…
وهو من هذا إن شاء الله».
(5)
راجع التعليق على قوله تعالى: إِنّا هُدْنا إِلَيْكَ الذي تقدم قبل قليل.
(6)
سورة آل عمران: آية: 52.
(7)
قاله سيبويه في الكتاب: 3/ 255، وانظر تفسير الطبريّ: 2/ 143، والمحرر الوجيز: 1/ 327، وتفسير القرطبي: 1/ 433.
نصري
(1)
، وقيل: نصراني
(2)
.
تكميل: (عس)
(3)
تكلّم الشّيخ أبو زيد رحمه الله على المبهمة أسماؤهم في هذه السورة فرأيت أن أذكر من فوائدها ما يقرّب من غرضنا، وهو الكلام على أسماء السورة نفسها، وقد ذكر النّاس لها أسماء كثيرة، لوحظ في كل اسم منها معنى من معانيها وفائدة من فوائدها، فمنها: أم القرآن
(4)
، وهي تسمّى بذلك لاشتمالها على المعاني التي في القرآن من الثناء على الله بما هو أهله، ومن التعبد بالأمر والنهي، ومن الوعد والوعيد والدعاء ولهذا قال أبو بكر ابن العربي
(5)
رحمه الله: إنّها عشرون كلمة تضمنت جميع علوم القرآن
(6)
.وقد
(1)
ذكره سيبويه في الكتاب: 3/ 411، وعزاه للخليل بن أحمد ورجح سيبويه القول الأول، وقال: (
…
جمع نصران أقيس، إذ لم نسمعهم قالوا: نصري).
(2)
قال الطبري في تفسيره: 2/ 143 (
…
المستفيض من كلام العرب في واحد «النصارى» «نصراني» ).
(3)
التكميل والإتمام: 3 أ، 3 ب.
(4)
ثبتت هذه التسمية من حديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 222، كتاب التفسير، باب قوله: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني
…
». وأخرج الإمام مسلم في صحيحه: 1/ 295، كتاب الصلاة باب «وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة
…
» عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن» وانظر تفسير الطبري: 1/ 107.
(5)
ابن العربي: (468 - 543 هـ). هو محمد بن عبد الله بن محمد المعافري الإشبيلي، المالكي أبو بكر بن العربي القاضي، المفسر، المحدث، الأديب، الفقيه. قال ابن بشكوال: ختام علماء الأندلس، وآخر أئمتها وحفاظها. صنف أحكام القرآن، وقانون التأويل، والعواصم من القواصم
…
وغير ذلك. أخباره في: الصلة لابن بشكوال: 2/ 590، 591، المرقبة العليا: 105، والديباج المذهب: 2/ 252 - 256، ونفح الطيب: 2/ 25 - 29. لم أقف على هذا القول المنسوب لابن العربي في أحكام القرآن، ولعله في تفسيره الذي لا يزال بعضه مخطوطا ولم يتيسر لي الاطلاع عليه.
(6)
لم أجد أحدا ذكر أنها عشرون كلمة غير ما نسب إلى ابن العربي هنا وجزم القرطبي رحمه
قيل: إنّها سمّيت بذلك لأنها مبتدأ القرآن وأصله، وأم كل شيء أصله
(1)
.
قال العجاج
(2)
:
* ما عندهم من الكتاب أمّ *
ومنها سورة الحمد، والفاتحة
(3)
، سورة الصلاة
(4)
، والمثاني
(5)
ومعانيها ظاهرة، أما سورة الحمد فلأنها مفتتحة بحمد الله تعالى، وأما الفاتحة فلأنها يفتتح بها القرآن أو الصلاة، وأما سورة الصلاة، فلأنها لا تجزئ الصلاة أو لا تكمل إلاّ بها، وأمّا المثاني فلأنها تثنّى في كل ركعة، ومنها سورة الشفاء والشافية وذلك - والله أعلم - لما وقع في صحيح مسلم
(6)
وغيره
(7)
من قصّة اللّديغ الذي رقاه أحد الصحابة
(8)
رضي الله عنهم بأم القرآن، فبرأ وبعد تمام الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما كان يدريه أنها رقية
…
».
= الله تعالى في تفسيره: 1/ 110 أنها خمس وعشرون كلمة، وذكره ابن كثير في تفسيره: 1/ 21.
(1)
ينظر: فتح الباري: 8/ 156 كتاب التفسير باب «ما جاء في فاتحة الكتاب» ولسان العرب: 12/ 31، 32 (أمم).
(2)
العجاج: (؟ - 90 هـ). هو: عبد الله بن رؤبة بن لبيد التميمي، أبو رؤبة راجز من أهل البصرة، قوي العارضة، كثير الرجز. أخباره في: طبقات فحول الشعراء: 2/ 738، والشعر والشعراء لابن قتيبة 2/ 591 - 593 والبيت في ديوانه: 2/ 132.
(3)
وفي الحديث: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» صحيح البخاري: 1/ 184، كتاب الأذان، باب «وجوب القراءة للإمام والمأموم» .
(4)
وأصل هذه التسمية من الحديث القدسي في صحيح مسلم: 1/ 296، كتاب الصلاة، باب «وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة»: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين
…
».
(5)
تقدم وجه تسميتها بالمثاني.
(6)
صحيح مسلم: 4/ 1728، كتاب السلام، باب:«جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار» .
(7)
صحيح البخاري: 6/ 103، كتاب فضائل القرآن باب:«فاتحة القرآن» .
(8)
هو: أبو سعيد الخدري، ذكره الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: 14/ 187، وقال:(كذا جاء مبينا في غير مسلم). ونقله الحافظ في الفتح: 4/ 456 عن الأعمش.
وقد/حدّثني غير واحد من شيوخي رضي الله عنهم، منهم الأستاذ الأجل أبو علي الرّندي
(1)
وغيره عن أبي القاسم بن بشكوال
(2)
عن أبي محمد بن عتّاب
(3)
عن أبي عمر النّمري
(4)
(1)
الرندي: (547 - 616 هـ). عمر بن عبد المجيد الأزدي، المالقي، الرّندي، منسوب إلى رندة، قال ياقوت: «بضم أوله وسكون ثانية
…
وذكر من المنسوبين إليها أبو علي الرندي هذا» وهو الأستاذ النحوي، شيخ ابن عسكر، وأحد تلاميذ السهيلي، له شرح على جمل الزجاجي
…
وغير ذلك. أخباره في: بغية الوعاة: 2/ 220، نفح الطيب: 3/ 184 إيضاح المكنون: 2/ 153.
(2)
ابن بشكوال: (494 - 578 هـ). هو خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال - بفتح الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة وضم الكاف - الحافظ المؤرخ، الأديب الكبير. صنف: الصلة في تاريخ أئمة الأندلس، والغوامض والمبهمات
…
وغير ذلك. أخباره في: وفيات الأعيان: 1/ 240، 241، وسير أعلام النبلاء: 21/ 139 - 143، الديباج المذهب: 1/ 353، 354.
(3)
ابن عتاب: (433 - 520 هـ). هو: عبد الرحمن بن محمد بن عتاب الأندلسي القرطبي أبو محمد المفسر، الفقيه، اللغوي، ألف «شفاء الصدور في الرقائق». قال عنه الذهبي: الشّيخ العلاّمة، المحدث الصدوق، مسند الأندلس. أخباره في: بغية الملتمس: 344، سير أعلام النبلاء: 19/ 514، الديباج المذهب: 1/ 479، طبقات الداودي 1/ 291.
(4)
ابن عبد البر: (368 - 463 هـ). هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النّمري الأندلسي القرطبي، أبو عمر حافظ المغرب، شيخ الإسلام، المؤرخ الأديب. من تصانيفه: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، والاستيعاب في معرفة الأصحاب، والاستذكار وغير ذلك. قال الذهبي: كان إماما دينا، ثقة، متقنا، علامة متبحرا، صاحب سنة واتباع. أخباره في: بغية الملتمس: 474، سير أعلام النبلاء: 18/ 153، الديباج المذهب: 2/ 367 - 370، شجرة النور الزكية:119.
عن أبي عمر أحمد بن عبد الله
(1)
عن [الحسن]
(2)
بن إسماعيل عن عبد الملك ابن بحر الجلاب
(3)
عن محمد بن إسماعيل الصائغ
(4)
قال: حدثنا سعيد بن منصور
(5)
، قال: حدثنا سلاّم الطويل
(6)
عن زيد
(1)
هو ابن الباجي: (332 - 396 هـ). وهو: أحمد بن عبد الله بن محمد اللّخمي الإشبيلي، أبو عمر الإمام الحافظ، الفقيه. حدث عنه ابن عبد البرّ وغيره كثير. أخباره في: الصلة: 1/ 11، 12، سير أعلام النبلاء: 17/ 74، 75، الديباج المذهب: 1/ 234، 235، طبقات الحفاظ:414.
(2)
في جميع النسخ: «الحسين» والمثبت في النّص من التكميل والإتمام لابن عسكر وهو الصواب إن شاء الله. وهو الحسن بن إسماعيل بن محمد الضّرّاب المصري، أبو محمد. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: 16/ 541، 542:«الظاهر من حاله أنه ثقة، صاحب حديث، ومعرفته متوسطة» . راجع أيضا الإكمال: 5/ 207.
(3)
هو: عبد الملك بن بحر بن شاذان، أبو مروان المكي كذا ذكره الصيداوي في معجمه: 315، وذكر أنه سمع من محمد بن إسماعيل الصائغ المذكور هنا أيضا. قال محقق المعجم: لم أجد له ترجمة.
(4)
الصائغ: (188 - 276 هـ). هو: محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ البغدادي، أبو جعفر. قال الحافظ الذهبي: الإمام، المحدّث، الثقة، شيخ الحرم. كان والده من شيوخ مسلم. وقال عنه الحافظ ابن حجر: صدوق. ترجمته في: تاريخ بغداد: 2/ 38، سير أعلام النبلاء: 13/ 161، تقريب التهذيب: 2/ 145.
(5)
سعيد بن منصور: (؟ - 227 هـ). هو: سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني، أبو شعبة. صاحب السنن. قال عنه الذهبي: الحافظ الثقة، وقال ابن حجر: ثقة مصنف، وكان لا يرجع عما في كتابه لشدة وثوقه به. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء: 10/ 586، ميزان الاعتدال: 2/ 159، تقريب التهذيب: 1/ 306.
(6)
سلاّم الطويل: (؟ - 177 هـ).
العمّي
(1)
، عن ابن سيرين
(2)
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(3)
.
ومنها «سورة الكنز» ، لما روي
(4)
أنها أنزلت هي وأواخر سورة البقرة من كنز تحت العرش. ومنها: الواقية؛ لأنها تقي من العذاب، كما روي
(5)
عن
= هو: سلاّم: بالتشديد ابن سليم أو سلم، أبو سليمان الطويل المدائني. قال الحافظ ابن حجر في التقريب: 1/ 342: «متروك من السابعة» . وانظر تهذيب التهذيب: 4/ 281.
(1)
هو: زيد بن الحواري - بفتح الحاء المهملة - العمّي أبو الحواري البصري، قاضي هراة. قال الحافظ في التقريب: 1/ 274: «ضعيف من الخامسة» وانظر ترجمته في: ميزان الاعتدال: 2/ 102، وتهذيب التهذيب: 3/ 407.
(2)
ابن سيرين: (21 - 110 هـ). هو: محمد بن سيرين الأنصاري البصري، أبو بكر، التابعي الجليل، الإمام الفقيه. ترجمته في: حلية الأولياء: 2/ 263، سير أعلام النبلاء: 4/ 606، تقريب التهذيب: 2/ 169.
(3)
إسناد هذا الحديث متروك لوجود سلاّم الطويل. لكن الحديث ورد بلفظ: «فاتحة الكتاب شفاء من كل داء» أخرجه الدارمي في سننه: 2/ 445، كتاب فضائل القرآن، باب «فضل فاتحة الكتاب». وأما الحديث الذي في النص فقد أورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 14، ونسبه إلى سعيد بن منصور في سننه والبيهقي في شعب الإيمان، عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
(4)
لم أعثر عليه بهذا اللفظ، لكن ورد ما يفيد أن كلا منهما نزل من كنز تحت العرش. أخرج الواحدي في أسباب النزول: 17، والثعلبي في تفسيره: 15 ب، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:«نزلت فاتحة الكاتب بمكة من كنز تحت العرش» وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 16، ونسبه إلى إسحاق بن راهويه في مسنده عن علي بن أبي طالب أيضا. ونقل السيوطي أيضا عن أبي الشيخ، والطبراني، وابن مردويه، والديلمي، والضياء المقدسي، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع أنزلن من كنز تحت العرش لم ينزل منه شيء غيرهن أم الكتاب، وآية الكرسي، وخواتم سورة البقرة، والكوثر.
(5)
أخرجه الثعلبي في تفسيره: 16 أ، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه مرفوعا ونقله الزمخشري في الكشاف: 1/ 75، وذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الكافي
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ العذاب لينزل بالقوم فيقرأ صبيّ من صبيانهم: {الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} فيرفع عنهم أربعين سنة» والله أعلم.
(سي): قال الأئمة رضي الله عنهم: كثرة الأسماء تدل على شرف المسمّى، وقد ذكر الإمام فخر الدين
(1)
رضي الله عنه لها أسماء أخر غير ما تقدم فمنها سورة الأساس
(2)
لأنها أولا
(3)
ولاشتمالها على أشرف المطالب، وذلك هو الأساس.
ومنها: الوافية
(4)
- بالفاء - لأنها لا تقبل التنصيف في الصلاة.
= الشاف: 4/ 3 وقال: أخرجه الثعلبي من رواية أبي معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي عنه - أي: عن حذيفة. قال الحافظ: «إلاّ أن دون أبي معاوية من لا يحتج به وله شاهد في مسند الدارمي عن ثابت بن عجلان قال: «كان يقال إن الله ليريد العذاب بأهل الأرض فإذا سمع تعليم الصبيان بالحكمة صرف ذلك عنهم، قال الحافظ: يعنى بالحكمة: القرآن.
(1)
الرازي: (544 - 606 هـ). هو: محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن التيميّ البكريّ الطبرستاني الرازي، فخر الدين، أبو عبد الله الإمام المفسر، المتكلم، الأصولي. قال ابن خلكان: فريد عصره ونسيج وحده، فاق أهل زمانه في علم الكلام والمعقولات وعلم الأوائل. ألف: التفسير الكبير، وأساس التقديس، والمحصول في أصول الفقه
…
وغير ذلك. أخباره في: وفيات الأعيان: 4/ 248 - 252، وسير أعلام النبلاء: 21/ 500، 501، وطبقات المفسرين للسيوطي: 115 ونص كلامه في التفسير الكبير: 1/ 182، 183.
(2)
أخرج الثعلبي في تفسيره: 1/ 36 أعن الشعبي أنّ رجلا شكا إليه وجع الخاصرة فقال: عليك بأساس القرآن قال: وما أساس القرآن؟ قال: فاتحة الكتاب. وانظر تفسير القرطبي: 1/ 113.
(3)
أي: لأنها أول سورة من القرآن، فهي كالأساس. راجع تفسير الفخر الرازي: 1/ 182.
(4)
أخرجه الثعلبي في تفسيره: 1/ 35 ب، 36 أ، عن عبد الجبار بن العلاء قال: كان سفيان ابن عيينة يسمّي فاتحة الكتاب: الوافية. وهذا اجتهاد من سفيان رحمه الله تعالى بدليل قوله بعد ذلك: «إنها لا تنتصف ولا=
ومنها: الكافية
(1)
لأنها تكفي عن غيرها، ولا يكفي غيرها عنها.
ومنها: سورة الشكر
(2)
، لأنها ثناء على الله بالفضل والكرم.
ومنها: سورة الدّعاء والسؤال
(3)
، لاشتمالها على قوله:{اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ} .
فصل (عس)
(4)
: ينبغي أن نذكر هنا لقربه من غرضنا قوله تعالى:
{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} وذلك لاختلاف النّاس في {الرَّحْمنِ} هل هو اسم علم؟ أو صفة جارية؟ فقد ذهب بعض النّاس
(5)
إلى أنه اسم علم منقول من صفة كالحارث والعبّاس واستدل قائل هذا القول بأنه ورد غير تابع لما قبله في مواضع كثيرة، وردّ الشيخ أبو علي
(6)
رحمه الله ذلك؛ بأنّ الصفة قد ترد [/5 أ] /مقامة مقام الموصوف، فيستغنى عن ذكره، واستدل على أنه صفة بجريانه على اسم الله تعالى. قال: ولا يصح أن يكون على البدل لأن الأول أبين وأشهر، والبدل بالعكس، فلم يبق إلاّ أن يكون صفة، وهو مذهب الشّيخ أبي
= تحتمل الاختزال، وأن كل سورة من القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزا ولو نصفت فاتحة الكتاب لم يجز». راجع أيضا تفسير الفخر الرازي: 1/ 182، وتفسير القرطبي: 1/ 113، والدر المنثور: 1/ 12.
(1)
أخرجه الثعلبي في تفسيره: 1/ 36 أعن عبد الله بن يحيى بن كثير. وانظر تفسير الفخر الرازي: 1/ 182، وتفسير القرطبي: 1/ 113.
(2)
و
(3)
لم أقف على قائليهما.
(4)
التكميل والإتمام: 3 ب.
(5)
ذكره أبو حيان في النهر الماد: 1/ 15 عن ابن طاهر، والأعلم. وانظر تفسير القرطبي: 1/ 104، 105، واللسان: 2/ 230 - 231 (رحم).
(6)
أبو علي الفارسي: (288 - 377 هـ). هو: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي، أبو علي الإمام النّحوي، اللغوي. قال عنه الذهبي: ومصنفاته كثيرة نافعة. وكان فيه اعتزال. من تصانيفه: الحجة في علل القراءات، والإغفال والمسائل العسكرية
…
وغير ذلك. أخباره في: وفيات الأعيان: 2/ 80، وسير أعلام النبلاء 16/ 379، 380، بغية الوعاة: 1/ 496 - 498.
زيد
(1)
رحمه الله، فإذا ثبت أنه صفة فهو للمبالغة، و {الرَّحِيمِ} أيضا صفة مبالغة فذهب أكثر الشّيوخ إلى أن {الرَّحْمنِ} أبلغ من {الرَّحِيمِ} وبهذا قال شيوخنا رضي الله عنهم وأكثر من تقدمهم، ونصّ عليه الزمخشري في تفسيره
(2)
واحتج الأستاذ أبو زيد رضي الله عنه لذلك بأنه ورد بلفظ التثنية، والتثنية تضعيف، فكأن البناء تضاعفت فيه الصفة.
وذكر أبو بكر بن الأنباري
(3)
في كتاب «الزّاهر»
(4)
قال: {الرَّحْمنِ} :
الرقيق و {الرَّحِيمِ} : أرق منه. فهذا خلاف لما تقدم.
وحكى عن قطرب
(5)
أنه قال: المعنى فيهما واحد، وجمع بينهما للتوكيد، وقال ثعلب
(6)
: {الرَّحْمنِ} عبراني وأصله: يا رحمان.
(1)
ذكره الإمام السهيلي في كتابه في النحو المسمّى نتائج الفكر: 53، 54.
(2)
الكشاف: 1/ 41، ومأخذه - فيما يظهر - من الحجة لأبي علي الفارسي: 1/ 13.
(3)
أبو بكر بن الأنباري: (271 - 328 هـ). هو: محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري البغدادي، أبو بكر، الإمام المقرئ النّحوي. صنف الزاهر، والوقف والابتداء
…
وغير ذلك. أخباره في: طبقات النحويين واللغويين: 153، وفيات الأعيان: 4/ 341، بغية الوعاة: 1/ 212 - 214.
(4)
ينظر الزاهر: 1/ 152، 153، والأسماء والصفات للبيهقي 70، 71، وتفسير القرطبي: 1/ 106.
(5)
قطرب: (؟ - 206 هـ). هو: محمد بن المستنير بن أحمد البصري، أبو علي النّحوي، اللغوي. تلميذ امام النحو سيبويه. قال ابن خلكان: كان من أئمة عصره. صنف معاني القرآن، والأضداد، وغريب الحديث
…
وغير ذلك. أخباره في: طبقات النّحويين واللّغويين: 99، 100، وفيات الأعيان: 4/ 312، بغية الوعاة: 1/ 242، 243.
(6)
ثعلب: (200 - 291 هـ). هو: أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني، أبو العباس، الإمام العلامة،
وأنشد لجرير
(1)
:
[لن]
(2)
…
تدركوا المجد أو تشروا عباءتكم
(3)
بالخز أو تجعلوا التنوم
(4)
ضمرانا
(5)
[هل تتركنّ]
(6)
…
إلى القسّين هجرتكم
ومسحكم وجه يا رحمان قربانا
قال: فلما نقل إلى العربية، اتبع الرحيم، لأنه لفظ عربي ليكون بيانا له، والذي يقوى عندي من هذه الوجوه - والله أعلم - أن {الرَّحِيمِ} أبلغ من {الرَّحْمنِ} في الوصف لوجوه منها: أن {الرَّحْمنِ} جاء متقدما على {الرَّحِيمِ} ، ولو كان أبلغ منه لكان متأخرا عنه، لأنه في كلامهم إنما يخرجون من العالي إلى الأعلى ويترقّون من الأقل إلى الأكثر، فيقولون: فقيه عالم، وشجاع باسل، وجواد فيّاض، ولا يعكسون هذا لفساد المعنى، وذلك أنه لو تقدم الأبلغ لكان الثاني داخلا تحته، فلم يكن لذكره معنى.
ومنها: أن أسماء الله تعالى إنّما يقصد بها المبالغة في حقه، والنهاية في صفاته، وأكثر صفاته - تعالى - جاءت على «فعيل، كرحيم، وقدير، وعليم،
= المحدث، اللغوي، النحوي. من مصنفاته: الفصيح، وقواعد الشعر، ومجالس ثعلب ومعاني القرآن
…
وغير ذلك. أخباره في: طبقات النحويين واللغويين: 141، وتاريخ بغداد: 5/ 204، بغية الوعاة: 1/ 396 - 398. راجع قوله في الزاهر: 1/ 153، واللسان: 12/ 231 (رحم)
(1)
جرير: (28 - 110 هـ). هو: جرير بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي التميميّ أبو حزرة، الشاعر المشهور. أخباره في: طبقات فحول الشعراء: 1/ 374. ينظر ديوانه: 1/ 167.
(2)
في جميع النسخ: «إن» ، والمثبت في النص من الديوان.
(3)
في جميع النسخ: «عباكم» ، والمثبت في النص من الديوان.
(4)
التنّوم: شجر له حمل صغار، ينفلق عن حبّ يأكله أهل البادية.
(5)
الضمران: بفتح الضاد وسكون الميم: ضرب من الشجر. اللسان: 4/ 493 (ضمر).
(6)
في جميع النسخ: «أو تتركون» ، والمثبت في النص من الديوان.
وحكيم
…
وما لا يأخذه الحصر/ولم يأت على «فعلان» إلا قليل، ولو كان [/5 ب]«فعلان» أبلغ لكانت صفات الباري تعالى عليه أكثر.
ومنها: أنه إن كانت المبالغة في فعلان من جهة موافقة لفظ التثنية - كما قال الشّيخ رضي الله عنه ففعيل من أبنية الجمع الكثير كعبد وعبيد، وكلب وكليب.
ولا شك أن الجمع أكثر من التثنية، فصح هذا المذهب إن شاء الله.
وإليه أشار ابن الأنباري بقوله المتقدم، وقد أشار إليه ابن عزير
(1)
في غريبه»
(2)
، فقال: رحمان ذو الرحمة، ورحيم عظيم الرحمة.
وأما قول قطرب
(3)
: «أنّ المعنى فيهما واحد» ، ففاسد لأنهما لو تساويا في المعنى لتساويا في التقديم والتأخير، وهذا ممتنع فيهما، فدل على امتناع التساوي في المعنى، والله أعلم.
وأما قول ثعلب فظاهر الفساد، لأن {الرَّحْمنِ} معلوم الاشتقاق، وجاء على أبنية الأسماء العربية كغضبان، وسكران والعبرانيّ لا يعلم له اشتقاق، ولا يجري على أبنية العربي في الأكثر. والله أعلم.
فصل: (عس)
(4)
: ولو أفرد عن الألف واللاّم لم يصرف على القولين، لثبات الألف والنون الزائدتين في آخره مع العلمية أو الصفة.
(1)
السّجستاني: (؟ - 330 هـ). هو: محمد بن عزير السجستاني، أبو بكر. الإمام المفسر. و «عزير» قيل في الزاي الثانية: مهملة. وخطّأ ابن الأثير في اللباب: 2/ 338 من قاله بزاءين. قال الذهبي: والصحيح عزير براء. ترجمته في: وفيات الأعيان: 4/ 308، سير أعلام النبلاء: 15/ 216، 217، بغية الوعاة: 1/ 171، 172، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 195.
(2)
ينظر غريب القرآن: 96.
(3)
عن الزاهر لابن الأنباري.
(4)
التكميل والإتمام: 4 ب.
فإن قلت: وهل يمتنع فعلان صفة من الصرف إلا إذا كان مؤنثه فعلى، كغضبان وغضبى وما لم يكن مؤنثه فعلى ينصرف كندمان وندمانة؟ .
فالجواب: أن هذا وإن لم يكن له فعلى، فليس له فعلانه لأنه اسم مختص بالله تعالى فلا مؤنث له من لفظه، فإذا عدم ذلك فيه رجع إلى القياس، وكل ألف ونون زائدتين فهما محمولتان على منع الصرف. والله أعلم.