المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فأمّا أبوه فعبد الله بن عبد المطلب مشهور (1) ، وأمّا أمّه - تفسير مبهمات القرآن - جـ ١

[البلنسي]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأوّلعصر البلنسيّ. وفيه أربعة مباحث

- ‌المبحث الأولالحالة السياسية

- ‌المبحث الثانيالحالة الاجتماعية

- ‌المبحث الثالثالحالة العلمية

- ‌المبحث الرابعمدى تأثر البلنسيّ بهذه الأحوال

- ‌الفصل الثانيحياة المؤلف

- ‌المبحث الأولفي حياته الاجتماعية

- ‌المطلب الأول: اسمه، ونسبه، وأصله، وكنيته:

- ‌المطلب الثاني: موطنه، مولده، نشأته، أسرته:

- ‌المبحث الثانيفي حياته العلمية

- ‌المطلب الأول: طلبه للعلم وأشهر شيوخه:

- ‌المطلب الثاني: مكانته بين أقرانه:

- ‌المطلب الثالث: ثناء العلماء عليه:

- ‌المطلب الرابع: تلاميذه:

- ‌المطلب الخامس: آثاره العلمية ووفاته:

- ‌أ - آثاره العلمية:

- ‌ب - وفاته:

- ‌الفصل الثالثفي التعريف بعلم المبهمات ودراسةكتاب صلة الجمع

- ‌المبحث الأولفي التعريف بعلم المبهمات

- ‌المطلب الأول: تعريف المبهم لغة واصطلاحا

- ‌المطلب الثاني: الأصل في علم المبهمات:

- ‌المطلب الثالث: أسباب ورود الإبهام في القرآن الكريم:

- ‌المطلب الرابع: الطريق إلى معرفة المبهم:

- ‌المطلب الخامس: الكتب المؤلفة في هذا الفن:

- ‌المبحث الثانيفي دراسة كتاب صلة الجمع والباعث على تأليفه

- ‌المطلب الأول: الباعث إلى تأليفه:

- ‌المطلب الثاني: في منهجه:

- ‌أولا: منهجه في الكتاب:

- ‌ثانيا: منهجه في بيان المبهم:

- ‌المطلب الثالث: مصادره:

- ‌أولا: كتب العقائد:

- ‌ثانيا: التفسير وعلومه:

- ‌ثالثا: في الحديث وعلومه:

- ‌رابعا: اللغة والنحو والبلاغة والأدب:

- ‌خامسا: السير والتاريخ والتراجم:

- ‌سادسا: مصادر عامة:

- ‌المطلب الرابع: في قيمته العلمية، وفيه مسألتان:

- ‌المسألة الأولى: أهمية الكتاب:

- ‌المسألة الثانية: فيما يؤخذ عليه:

- ‌المبحث الثالثعملي في التحقيق

- ‌المطلب الأول: عنوان الكتاب:

- ‌المطلب الثاني: توثيق نسبته إلى المؤلف:

- ‌المطلب الثالث: وصف النّسخ الخطيّة:

- ‌1 - نسخة الأصل:

- ‌2 - نسخ ق:

- ‌3 - نسخة م:

- ‌4 - نسخة ع:

- ‌المطلب الرابع: منهج التحقيق:

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌فائدة:

- ‌تحقيق:

- ‌تكميل:

- ‌تحقيق:

- ‌تحقيق:

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النّساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌فائدة:

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التّوبة

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌أ - المخطوطات

- ‌ب - المطبوعات

الفصل: فأمّا أبوه فعبد الله بن عبد المطلب مشهور (1) ، وأمّا أمّه

فأمّا أبوه فعبد الله بن عبد المطلب مشهور

(1)

، وأمّا أمّه فهي: آمنة بنت [/15 أ] وهب بن عبد مناف/ابن زهرة بن كلاب

(2)

وماتت بعد عبد الله بخمس سنين بالأبواء

(3)

، وهو موضع بين مكة والمدينة سمّي بذلك لتبوؤ السيول فيه، ذكره قاسم بن ثابت، وكانت منصرفة من المدينة من زيارة أخواله، وتركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس سنين

(4)

، وقيل إلاّ شهرين.

وروي

(5)

: أنّ رجلا قال يا رسول الله: أين أبي فقال: «في النّار فلمّا ولى الرجل قال: إنّ أبي وأباك في النّار» .

‌تحقيق:

قال الشّيخ أبو زيد في كتاب: «الروض الأنف»

(6)

: «ليس لنا أن نقول نحن هذا في أبويه عليه السلام» .

لقوله: «لا تسبوا الأموات فتؤذوا بهم الأحياء»

(7)

وإنما قال عليه السلام لهذا الرجل هذه المقالة، لأنه وجد في نفسه.

= القرظي ونقل عن غيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم. سأل أيّ أبويه أحدث موتا.

(1)

و

(2)

أخبارهما في: المحبّر لابن حبيب: 9، والمنمّق في أخبار قريش لابن حبيب أيضا: 221، 222، ونسب قريش للزبيري: 261، والجمهرة لابن حزم: 14 - 17.

(3)

جاء في هامش الأصل و (ق)، (م):(سي): الأبواء - بفتح الهمزة، وباء ساكنة بواحدة ممدود -: قرية من عمل الفرع مما يلي المدينة، بينها وبين الجحفة ثلاثة وعشرون ميلا. وقيل: إنها سمّيت بذلك للوباء فيها، وهذا لا يصح إلاّ بالقلب وكان أصله «أوبا». ذكره صاحب المشارق «اه.». ينظر مشارق الأنوار للقاضي عياض: 1/ 57، ومعجم البلدان: 1/ 79، والروض المعطار:6.

(4)

ذكر ابن هشام في السيرة، القسم الأول: 168، والطبري في تاريخه: 2/ 165: أن آمنة توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ست سنين.

(5)

أخرجه الإمام مسلم - رحمه الله تعالى - في صحيحه: 1/ 191، كتاب الإيمان، باب: «بيان أن من مات على الكفر فهو في النّار

» عن أنس رضي الله تعالى عنه.

(6)

الروض الأنف: 1/ 194.

(7)

أخرجه الترمذي - رحمه الله تعالى - في سننه: 4/ 353، كتاب البر والصلة، باب «ما جاء

ص: 176

قال: وقد وجدت بخط جدي أبي عمر أحمد بن أبي الحسن القاضي

(1)

بسند فيه مجهولون حديثا غريبا - لعله أن يصح - عن عروة عن عائشة: «أنها أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يحيي أبويه، فأحياهما له، وآمنا به. ثم أماتهما

(2)

».

قال والله - تعالى - قادر على كل شيء، وليس تعجز رحمته وقدرته عن شيء ونبيه عليه السلام أهل أن يخصه بما شاء من فضله، وينعم عليه بما شاء من كرامته صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم.

[125]

{

وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى

}.

(سي): {مَقامِ إِبْراهِيمَ} : هو الحجر الذي ارتفع عليه إبراهيم حين

= في الشتم» عن المغيرة بن شعبة مرفوعا. وقال: «وقد اختلف أصحاب سفيان في هذا الحديث، فروى بعضهم مثل رواية الحفري، وروى بعضهم عن سفيان عن زياد بن علاقة قال: سمعت رجلا يحدث عند المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه» . وأخرج الإمام أحمد رحمه الله في مسنده: 1/ 300 عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «

فلا تسبوا موتانا فتؤذوا أحياءنا

». وفي إسناده عبد الأعلى الثعلبي قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: «إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي. وقد ورد هذا المعنى في أحاديث كثيرة

».

(1)

هو أحمد بن أبي الحسن أصبغ بن حسين بن سعد بن رضوان قال المراكشي: «كان من أهل العلم، واستقضى» . انظر الذيل والتكملة: 1/ 72.

(2)

قال السيوطي - رحمه الله تعالى - في مسالك الحنفاء: 68: «

وهذا المسلك مال إليه طائفة كبيرة من حفاظ المحدثين وغيرهم، منهم ابن شاهين، والحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي، والسهيلي، ونبه إلى أن الحديث ضعيف باتفاق المحدثين، بل قيل: إنه موضوع، لكن الصواب ضعفه لا وضعه

»، وذكر رواية السهيلي هذه التي في النص. وأورد محقق «السابق واللاحق» هذه الرواية في ملحق ألحقه بالكتاب، لعدم وجودها في النسخة التي اعتمد عليها في تحقيقه، معتمدا في ذلك على نقل السهيلي وغيره هذه الرواية عن الخطيب البغدادي. راجع السابق واللاحق: 377، 378.

ص: 177

ضعف عن رفع الحجارة التي كان يناوله إسماعيل عليهما السلام لبناء البيت.

قاله ابن عباس

(1)

، ووقع في صحيح البخاري

(2)

:

وقيل

(3)

: هو الحجر الذي جعل عليه إبراهيم رجله حين غسلت أم إسماعيل

(4)

رأسه وهو موضوع بإزاء البيت من ناحية الركن العراقي.

[/15 ب] قال ابن العربي في كتاب «الأحكام»

(5)

: «وقد رأيت بمكة صندوقا/فيه حجر، عليه أثر قدم قد انمحى واخلولق

(6)

، فقالوا كلهم: هذا أثر قدم إبراهيم، وهو موضوع بإزاء الكعبة.

[129]

{رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ

} الآية.

(سه)

(7)

: هو: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من ذرية إسماعيل

(8)

، لأن العرب هم بنو نبت بن إسماعيل، أو بنو تيمن بن إسماعيل، ويقال: قيذر

(9)

بن نبت بن إسماعيل.

(1)

أخرجه الطبري رحمه الله في تفسيره: 3/ 34، 35، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وذكره الأزرقي في تاريخ مكة: 59 عن ابن عباس أيضا.

(2)

هذا جزء من حديث طويل أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 4/ 116، 117، كتاب الأنبياء، باب «يزفون النسلان في المشي» عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا.

(3)

ذكره ابن العربي - رحمه الله تعالى - في أحكام القرآن: 1/ 39 دون عزو. وذكره محب الدين الطبري في «القرى لقاصد أم القرى» : 343 عن ابن عباس، وابن مسعود.

(4)

في أحكام القرآن لابن العربي: 1/ 39: «زوج إسماعيل» وكذلك في «القرى» .

(5)

المصدر السابق.

(6)

اخلولق: املاس ولان واستوى. اللسان: 10/ 90 (خلق).

(7)

التعريف والإعلام: 13، 14.

(8)

في (م): «وذريتهما العرب، لأنهم بنو نبت وهو من ذرية إسماعيل

» وهو المثبت في التعريف والإعلام للسهيلي.

(9)

جاء في هامش الأصل و (م)، (ق):(سي): «قيذر - بذال معجمة وراء مهملة، ونابت، يقال مكان نبت» انظر السيرة لابن هشام، القسم الأول: 7، 8، 128 وتاريخ الطبري: 1/ 314.

ص: 178

أما العدنانية فمن نبت، وأما القحطانية فمن قيذر بن نبت إسماعيل، أو تيمن بن إسماعيل على الخلاف

(1)

، لأن قحطان اسمه مهزم بن الهميسع بن تيمن، وتفسير الهميسع: الصراع

(2)

.

وهذا خلاف قول ابن إسحاق وجماعة

(3)

، فإنهم زعموا أن قحطان هو ابن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح.

وقد قيل: هو أخو هود عليه السلام. والأصح أن هودا هو ابن عبد الله بن رياح لا ابن عابر، والقول الأول في العرب أظهر لقول أبي هريرة في هاجر:

«هي أمكم يا بني ماء السماء»

(4)

وبنو ماء السماء: هم بنو عمرو بن عامر من الأزد، والأزد من سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، فقحطان إذا من إسماعيل

(5)

.

(1)

علق ابن حزم على ذلك في جمهرة الأنساب: 7 قائلا: «وهذا باطل بلا شك، إذ لو كانوا من ولد إسماعيل، لما خص رسول الله صلى الله عليه وسلم بني العنبر بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بأن تعتق منهم عائشة. وإذ كان عليها نذر عتق رقبة من بني إسماعيل، فصح بهذا أن في العرب من ليس من ولد إسماعيل» .

(2)

ويقال أيضا: السراع. وفي اللسان: 8/ 376 (همسع): «الهميسع» : القوي الذي لا يصرع جنبه». وانظر الروض الأنف: 1/ 19.

(3)

السيرة لابن هشام، القسم الأول:4.وانظر تاريخ الطبري: 1/ 205، والجمهرة لابن حزم: 8، والروض الأنف: 1/ 19.

(4)

أخرجه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: 6/ 121، كتاب النكاح، باب «اتخاذ السراري ومن أعتق جارية ثم تزوجها» ، والإمام مسلم رحمه الله في صحيحه: 4/ 1841، كتاب الفضائل، باب «فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم». وانظر الروض الأنف: 1/ 19.

(5)

ذكر الطبري هذا القول في تاريخه: 1/ 205 دون عزو. وذكره ابن حزم في الجمهرة: 7 وقال: «وهذا باطل بلا شك

».

ص: 179

وأقوى من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لخزاعة - أو لأسلم -: «ارموا يا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا»

(1)

.

وخزاعة وأسلم هم بنو عمرو بن ربيعة، وربيعة هو لحي بن حارثة

(2)

بن عمرو بن عامر، من الأزد.

وقد روي أن قوله عليه السلام «ارموا» إنما قاله لبني أسلم بن أفصى بن حارثة، وهم من الأزد أيضا. غير أنه قد قيل في خزاعة.

قول آخر، إنهم بنو عمرو بن لحي بن قمعة - واسمه عمير - بن إلياس بن مضر

(3)

، فعلى هذا ليسوا من الأزد، وإنما هم من معد بن عدنان.

[/16 أ] وهاجر هذه المذكورة التي هي أم بني عدنان باتفاق، /وأم جميعهم على الخلاف المتقدم فيهم، هي امرأة من القبط من أهل مصر، ولذلك قال عليه السلام:«إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم نسبا وصهرا»

(4)

.

فهذا هو النسب. ولما حاصر عمرو بن العاص مصر قال لأهلها هذا الحديث، وقال

(5)

: قد أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم بكم خيرا. فقالوا له: هذه وصية لا يوصي بها إلا نبي فإنه نسب بعيد، ولا يرعى حرمته إلا نبي نعم قد كانت هذه المرأة بنت ملك

(1)

أخرجه الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه: 4/ 119، كتاب المناقب، باب قول الله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ والحديث مروي عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: «مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم

». وانظر الجمهرة لابن حزم: 234، 235.

(2)

في الروض الأنف: 1/ 19: «بنو حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، وهم من سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان» .

(3)

راجع المعارف لابن قتيبة: 64، والجمهرة لابن حزم: 10، 467، 480.

(4)

أخرجه مسلم - رحمه الله تعالى - في صحيحه: 4/ 1970، كتاب فضائل الصحابة، باب:«وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر» عن أبي ذر رضي الله عنه. وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده: 5/ 174 عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه، أخرجاه باختلاف يسير في اللفظ.

(5)

تاريخ الطبري: 4/ 107.

ص: 180

لنا، فحاربنا أهل عين الشمس

(1)

فغلبونا وسبوها، فمن هناك تصيرت إلى أبيكم إبراهيم. وكان الذي وهبها لسارة - امرأة إبراهيم - ملك الأردن، واسمه صادوف فيما قاله القتبي

(2)

.

وسبب ذلك مذكور في الصحيحين

(3)

.

ويقال: إن الملك هو سنان بن علوان، وكان في أحد الأقوال أخا الملك الضحاك الذي ملك الأقاليم كلها.

وذكر ابن هشام

(4)

في «التيجان»

(5)

أن الملك الذي أراد أخذ سارة امرأة إبراهيم من إبراهيم وأخدمها هاجر هو عمرو بن امرئ القيس بن بابليون بن سبأ ابن يشجب بن يعرب. وكان على مصر إذ ذاك والله أعلم.

وأما الصهر الذي ذكره عليه السلام للقبط، فإن مارية بنت شمعون أم ولده إبراهيم كانت منهم، من أهل كورة «أنصنا»

(6)

أهداها إليه المقوقس، واسمه:

(1)

عين شمس: اسم مدينة فرعون موسى بمصر، مما يلي جبل المقطم، قريبة من الفسطاط. انظر: معجم ما استعجم: 3/ 987، ومعجم البلدان: 4/ 178، والروض المعطار:422.

(2)

المعارف: 32، ويقال:«صادوق» ، ثبت ذلك في بعض نسخ المعارف.

(3)

أخرجه الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه: 3/ 38، 39، كتاب البيوع، باب «شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه» عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - مرفوعا. والإمام مسلم - رحمه الله تعالى - في صحيحه: 4/ 1840، 1841، كتاب الفضائل، باب «فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم» عن أبي هريرة أيضا.

(4)

ابن هشام: (؟ - 213 هـ وقيل 218 هـ). هو عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري، جمال الدين أبو محمد المؤرخ، النسابة. ولد ونشأ في البصرة وتوفي بمصر. أخباره في الروض الأنف: 1/ 7، وفيات الأعيان: 3/ 177 بغية الوعاة: 2/ 115.

(5)

عنوان الكتاب: «التيجان لمعرفة ملوك الزمان» .

(6)

أنصنا: بالفتح ثم السكون، وكسر الصاد المهملة والنون مقصور مدينة في صعيد مصر على شرقي النيل.

ص: 181

جريج بن ميناء، هي [وغلاما]

(1)

اسمه: مابور، وبغلة اسمها دلدل، وقدحا من قوارير كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب به كذلك رواه البزار

(2)

من طريق ابن عباس رضي الله عنهما.

وكان الذي جاءه بها من عند المقوقس حاطب بن أبي بلتعة

(3)

ورجل اسمه جبر بن عبد الله القبطي

(4)

، مولى أبي رهم الغفاري

(5)

.

[/16 ب](عس)

(6)

: وذكر الشيخ رضي الله عنه /في كتاب «الروض الأنف»

(7)

هذا الخلاف، وصحح القول الأول أن قحطان لا ترجع إلى إسماعيل وإنما هي من ولد عابر بن شالخ، بخلاف ما ذهب إليه هنا وذكر الحديثين المتقدمين وقال:

= معجم ما استعجم: 1/ 199، ومعجم البلدان: 1/ 265، 266 وقد ذكر ابن هشام في السيرة، القسم الأول: 7 أنها كانت من قرية حفن التابعة لهذه الكورة.

(1)

في الأصل و (ع): «وغلام» ، والمثبت في النص من (ق).

(2)

البزار: (؟ - 292 هـ). هو: أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، البصري، أبو بكر الإمام الحافظ صاحب المسند. أخباره في: تاريخ بغداد: 4/ 334، وميزان الاعتدال: 1/ 124، 125، الرسالة المستطرفة:51.

(3)

حاطب بن أبي بلتعة - بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها مثناة ثم مهملة - واسم أبي بلتعة عمرو بن عمير بن سلمة من بني خالفة بطن من لخم. كان حاطب ممن شهد بدرا من الصحابة، توفي سنة ثلاثين للهجرة وكان عمره خمسا وستين سنة. ترجمته وقصة بعثه إلى المقوقس في أسد الغابة: 1/ 431 - 433، والإصابة: 2/ 4 - 6.

(4)

ترجمته في أسد الغابة: 1/ 317، والإصابة: 1/ 451.

(5)

أبو رهم الغفاري: اسمه كلثوم بن الحصين وقيل: ابن حصن، صحابي جليل، أسلم بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وشهد أحدا وبيعة الرضوان وبايع تحت الشجرة. ترجمته في: أسد الغابة: 6/ 117، والإصابة: 7/ 141، 142.

(6)

التكميل والإتمام: 13 أ.

(7)

الروض الأنف: 1/ 19.

ص: 182

ولا حجة عندي في ذلك، لأن اليمن وهي قحطان لو كانت ولد إسماعيل لكان جميع العرب من ولد إسماعيل، فلم يكن لتخصيصه بقوله:«يا بني إسماعيل» معنى لأن غيرهم من بني إسماعيل. قال وإنما هذا الحديث حجة على أن خزاعة من بني قمعة بن إلياس، فترجع إلى عدنان فليست من قحطان قال: وكذلك الحديث الثاني وهو قول أبي هريرة: «يا بني ماء السماء» يحتمل أن يكون تأول في قحطان ما تأوله غيره، ويحتمل أن يكون نسبهم إلى ماء السماء على زعمهم، كما ينسب كثير من العرب إلى حاضنهم [ورابهم]

(1)

، وكلامه في «الروض» أظهر، وعليه من النساب الأكثر

(2)

.

[130]

{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ

} الآية.

(عس)

(3)

: روي

(4)

أن عبد الله بن سلام

(5)

دعا ابني أخيه سلمة

(6)

ومهاجرا إلى الإسلام فقال لهما: قد علمتما أن الله قال في التوراة

(7)

: إني باعث

(1)

في الأصل «ورائيهم» ، والمثبت في النص من (ع)، والروض الأنف للسهيلي، وفيه أي: زوج أمهم.

(2)

راجع السيرة لابن هشام، القسم الأول: 5، والمعارف لابن قتيبة: 27، وتاريخ الطبري: 1/ 205، والجمهرة لابن حزم: 7، 8، والقصد والأمم لابن عبد البر:28.

(3)

التكميل والإتمام: /7 ب، 8 أ.

(4)

نص هذه الرواية في تفسير البغوي: 1/ 117 دون عزو، وأورد نحوها ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 147 ونسبها السيوطي في لباب النقول: 29 إلى سفيان بن عيينة.

(5)

عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي، ثم الأنصاري، صحابي جليل، أسلم بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، كان اسمه في الجاهلية الحصين فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلم عبد الله. توفي سنة ثلاث وأربعين للهجرة. ترجمته في: أسد الغابة: 3/ 264، 265، والإصابة: 4/ 118 - 120.

(6)

سلمة بن سلام الإسرائيلي ابن أخي عبد الله بن سلام، كان أحد الذين نزل فيهم قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ

(سورة النساء: آية: 136)، لأنه كان من مؤمني أهل الكتاب. ترجمته في: أسد الغابة: 2/ 428، والإصابة: 3/ 148.

(7)

من المؤكد أن البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم كانت في التوراة قبل تحريفها، فليس في نسخ التوراة

ص: 183

من ولد إسماعيل نبيا اسمه أحمد، فمن آمن فقد اهتدى ورشد، ومن لم يؤمن به فهو ملعون، فأسلم سلمة وأبى مهاجر، فنزلت الآية، والله أعلم.

[133]

{إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي

}.

(سي): هم اثنا عشر رجلا وهم الأسباط

(1)

، سموا بذلك لأنه كان من كل واحد سبط وهو في بني إسرائيل مثل القبيلة في العرب، ولم يستوف الشيخان أسماءهم في سورة يوسف وهم: روبيل

(2)

، شمعون، لاوي، يهوذا، زبوليون

(3)

، يشجر

(4)

، أمهم: ليا

(5)

، ثم خلف على أختها راحيل فولدت له يوسف، [/17 أ] وبنيامن، وولد له من سريتين

(6)

دان، وثفثالي، وجاد، وآشر

(7)

/.والله أعلم.

= المتداولة بين اليهود اليوم تصريح بذلك. وقد ثبتت هذه البشارة في إنجيل برنابا: 161، 162 (الفصل السابع والتسعون).

(1)

جاء في هامش الأصل و (ق): (سي): قولي: وهم الأسباط» عبارة أكثر المفسرين، وفيه استعمال السبط للواحد. قال عياض: السبط: جماعة لا يقال للواحد، قال ولا يصح على هذا قول من يقول: الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يقال عنهما: سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: ولده. قاله ابن دريد. وقد جاء في الحديث «سبط رسول الله» فعلى هذا يصح كلام المفسرين. قاله عياض في «المشارق» .اه. ينظر: مشارق الأنوار: 2/ 204.

(2)

كذا في المحبر لابن حبيب: 386، وتفسير الطبري: 3/ 112 وفي كتاب بني إسرائيل الذي بين أيدينا: «رأوبين» .ينظر سفر التكوين إصحاح: 29. وفي التعليقات التالية سأذكر كتابهم ب «كتاب القوم» اقتباسا عن الأستاذ محمود شاكر في تحقيق تفسير الطبري.

(3)

في المحبر: 386: «زبلون» .وفي تفسير الطبري: 3/ 112: «رياليون» ، وفي كتاب القوم:«زبولون» .

(4)

كذا في تفسير الطبري، وفي كتاب القوم:«يساكر» .

(5)

كذا في تفسير الطبري، وفي كتاب القوم:«ليئة» .

(6)

ذكرهما الطبري في تفسيره: 3/ 112 وهما: زلفة وبلهية. وهما مذكورتان - أيضا - في كتابهم سفر التكوين إصحاح: 35.

(7)

في تفسير الطبري: 3/ 112: «اشرب» ، وفي المحبر: 386، وكتاب القوم:«أشير» .

ص: 184

[135]

{وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا

}.

(عس)

(1)

: روي

(2)

أنها نزلت في عبد الله بن صوريا الأعور قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما الهدى إلا ما نحن عليه فاتبعنا يا محمد تهتد، فنزلت الآية. والله أعلم.

[138]

/ {صِبْغَةَ اللهِ

} الآية.

(سي): لما كانت هذه الآية بمفهومها ترد على النّصارى صبغ أولادهم في ماء معلوم عندهم، وجب بشرط الكتاب أن نذكر اسمه وذكر العلماء

(3)

أن النصارى كان لهم ماء يسمى العمودية، يصبغون فيه أولادهم تدينا منهم بذلك، فأخبر الله تعالى أن صبغته التي هي شريعته أحسن من صبغتهم

(4)

، ونصب (الصبغة) إما بإضمار فعل، وإما على البدل من {مِلَّةِ}

(5)

واستعير للملة لفظة الصبغ من حيث كانت أعمالها تظهر على المتدين كما يظهر الصبغ. والله أعلم.

[142]

{سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النّاسِ

}.

(عس)

(6)

: هم اليهود قالوا عند ما صرفت القبلة إلى الكعبة وذلك بعد

(1)

هذه الآية وشرحها ساقطة من النسخة الخطية للتكميل والإتمام المعتمدة هنا، وأثبتها محقق التكميل:56.

(2)

ذكر ذلك ابن إسحاق في السيرة، القسم الأول:549.وأخرجه الطبري - رحمه الله تعالى - في تفسيره: 30/ 101، 102، وابن أبي حاتم رحمه الله: 2/ 632، تفسير سورة البقرة عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 337 وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن ابن عباس أيضا.

(3)

انظر معاني القرآن للفراء: 1/ 82، وتأويل مشكل القرآن لابن قتيبة: 149، وتفسير البغوي: 1/ 121، والمحرر الوجيز: 1/ 505.

(4)

نقل الواحدي في أسباب النزول: 38، والبغوي في تفسيره: 1/ 121 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «إن النصارى كان إذا ولد لأحدهم ولد فأتي عليه سبعة أيام صبغوه في ماء لهم يقال له: المعمودي، ليطهروه بذلك، ويقولون: هذا طهور مكان الختان. فإذا فعلوا ذلك قالوا: الآن صار نصرانيا حقا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

(5)

راجع معاني القرآن للفراء: 1/ 83، والتبيان للعكبري: 1/ 122.

(6)

التكميل والإتمام: 8 أ.

ص: 185

مقدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة بستة عشر شهرا، وذلك قبل بدر بشهرين، وقائلها

(1)

منهم رفاعة بن قيس

(2)

وقردم بن عمرو

(3)

، وكعب بن الأشرف، ورافع بن حريملة والحجاج بن عمرو

(4)

، والربيع بن الربيع بن أبي الحقيق

(5)

.ذكرهم ابن إسحاق

(6)

.

[154]

{وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ

} الآية.

(عس)

(7)

: روي أنهم شهداء بدر [وهم]

(8)

أربعة عشر رجلا، ستة من المهاجرين وهم: عبيدة بن الحارث

(9)

، وعمير بن أبي وقاص

(10)

وذو

(1)

في (ق): «وقائلوها» .

(2)

رفاعة بن قيس: أحد أحبار اليهود من بني قينقاع. أخباره في: السيرة لابن هشام، القسم الأول: 514، والبداية والنهاية: 3/ 235.

(3)

قردم بن عمرو: من يهود بني عمرو بن عوف، كان ممن ناصب العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته. أخباره في: السيرة لابن هشام، القسم الأول: 516، والبداية والنهاية: 3/ 236.

(4)

الحجاج بن عمرو: من يهود بني النضير، ومن أحبارهم الذين عادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. كان حليفا لكعب بن الأشرف. أخباره في: السيرة لابن هشام، القسم الأول: 514، والبداية والنهاية: 3/ 235.

(5)

الربيع بن الربيع بن أبي الحقيق: حبر من أحبار يهود بني النضير السيرة لابن هشام، القسم الأول:514.

(6)

السيرة لابن هشام، القسم الأول:550. وجاء في هامش الأصل و (ق): «نقصه مما ذكر ابن إسحاق كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وقال ابن إسحاق: رافع بن أبي رافع» اه ..

(7)

التكميل والإتمام: 8 أ.

(8)

«وهم» سقطت من الأصل، وأثبت من (ق)، والتكميل والإتمام.

(9)

عبيدة - بضم العين وفتح الباء - هو ابن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي، أبو الحارث أحد أبطال قريش في الجاهلية والإسلام. ترجمته في: أسد الغابة: 3/ 553، 554، والإصابة: 4/ 424، 425.

(10)

هو عمير بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف القرشي. أخو سعد، أسلم قديما، وشهد بدرا واستشهد. ترجمته في: أسد الغابة: 4/ 299، 300، والإصابة: 4/ 725، 726.

ص: 186

الشمالين

(1)

بن عبد عمرو - حليف بني زهرة -، وعاقل بن البكير

(2)

حليف بني عدي، ومهجع

(3)

مولى عمر بن الخطاب، وصفوان بن بيضاء

(4)

.

ومن الأنصار ثمانية وهم: سعد بن خيثمة

(5)

، ومبشر بن عبد المنذر

(6)

، ويزيد بن الحارث

(7)

، وعمير بن الحمام

(8)

، ورافع بن المعلى

(9)

، وحارثة بن

(1)

ذو الشمالين: عمير بن عبد عمرو بن نضلة الخزاعي. قيل في اسمه: عمرو، وقيل أيضا: عبد عمرو. ترجمته في: أسد الغابة: 2/ 174، 175، والإصابة: 2/ 414.

(2)

عاقل بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة الليثي. كان من السابقين الأولين، شهد بدرا هو واخوته: أياس، وعمالة، وعامر، واستشهد عاقل ببدر. ترجمته في: أسد الغابة: 3/ 116، والإصابة: 3/ 575.

(3)

مهجع - بكسر أوله وسكون الهاء بعدها جيم مفتوحة ثم عين مهملة. هو مهجع العكي، مولى سيدنا عمر - رضي الله تعالى عنه -. كان من السابقين إلى الإسلام، وشهد بدرا، واستشهد. قال ابن الأثير:«هو أول قتيل من المسلمين يوم يدر» . ترجمته في: أسد الغابة 5/ 280، والإصابة: 6/ 231، 232.

(4)

صفوان بن بيضاء الفهري، والبيضاء أمّه وهو صفوان بن سهل، عدّه ابن إسحاق من شهداء بدر. ترجمته في: السيرة لابن هشام، القسم الأول: 707، والإصابة: 3/ 434.

(5)

سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك الأنصاري الأوسي أبو خيثمة. كان أحد النقباء بالعقبة. ترجمته في: أسد الغابة: 2/ 346، 347، والإصابة: 3/ 55، 56.

(6)

مبشر بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد الأنصاري الأوسي أخو أبو لبابة. ترجمته في: أسد الغابة: 5/ 58.

(7)

يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك، ويعرف بابن فسحم وفسحم اسم أمه. ترجمته في: أسد الغابة: 5/ 483، 484، والإصابة: 6/ 652، 653.

(8)

عمير بن الحمام - بضم المهملة وتخفيف الميم - بن الجموح بن سلمة الأنصاري السلمي. قال ابن الأثير: «وهو أول قتيل من الأنصار في الإسلام في حرب» . ترجمته في: أسد الغابة: 4/ 290، 291، والإصابة: 4/ 715، 716.

(9)

رافع بن المعلى بن لوذان الأنصاري الخزرجي. قتله ببدر عكرمة بن أبي جهل.

ص: 187

[/17 ب] سراقة

(1)

، وعوف

(2)

ومعوذ

(3)

ابنا الحارث/وهما ابنا عفراء فهؤلاء هم شهداء بدر الذين نزلت فيهم الآية على ما حكاه بعض المفسرين

(4)

.

[160]

{إِلَاّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا

} الآية.

(سي): هم من أسلم من اليهود والنصارى

(5)

كعبد الله بن سلام، وبحيرا

= ترجمته في: أسد الغابة: 2/ 199، 200، والإصابة: 2/ 445.

(1)

حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن النجّار، الأنصاري الخزرجي. ترجمته في: أسد الغابة: 1/ 425، 426، والإصابة: 1/ 614، 615.

(2)

عوف بن الحارث بن رفاعة بن سواد. أمه عفراء ترجمته في: الإصابة: 4/ 739.

(3)

معوذ بن الحارث بن رفاعة بن سواد. وهو الذي قتل أبا جهل يوم بدر، ثم قاتل حتى قتل شهيدا. ترجمته في: أسد الغابة: 5/ 240، والإصابة: 6/ 193 اه .. جاء في هامش الأصل و (ق)، (م):(سى): «معوذ» بضم الميم، وفتح العين، وأما الواو فبالفتح لا غير عن أبي بحر، وبالكسر عن القاضي أبي علي وغيره. قاله عياض. وعفراء اسم أمه. اه .. ينظر مشارق الأنوار: 1/ 397.

(4)

نقله الفخر الرازي رحمه الله في تفسيره: 4/ 160 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وذكر نحوه الواحدي في أسباب النزول: 40، 41، والبغوي في تفسيره: 1/ 129 دون عزو، ودون تسمية الشهداء.

(5)

أخرج الطبري رحمه الله في تفسيره: 3/ 260 عن ابن زيد قال في قوله تعالى إِلَاّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا: بينوا ما في كتاب الله للمؤمنين وما سألوهم عنه من أمر النبي صلى الله عليه وسلم. هذا كله في يهود. قال الطبري رحمه الله: «والذين استثنى الله من الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى من بعد ما بينه للناس في الكتاب، عبد الله بن سلام وذووه من أهل الكتاب، الذين أسلموا فحسن إسلامهم واتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم» . ونقل ابن الجوزي رحمه الله في زاد المسير: 1/ 166 عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إلا الذين تابوا من اليهود وأصلحوا أعمالهم، وبينوا صفة رسول الله في كتابهم.

ص: 188

الراهب

(1)

، ومخيريق

(2)

، وأشباههم. ومعنى {بَيَّنُوا} أي: أظهروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يكتموها

(3)

.

[168]

{يا أَيُّهَا النّاسُ كُلُوا مِمّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً

}.

(سي): قال النقاش

(4)

: هذه الآية نزلت في ثقيف، وخزاعة وبني الحارث ابن كعب. وقيل

(5)

: الخطاب عام.

قال الحسن

(6)

: نزلت فيما سنوه من البحيرة، والسائبة والله أعلم.

[170]

{وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ

} الآية.

(عس)

(7)

: روي

(8)

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا يهود إلى الإسلام ورغبهم فيه،

(1)

بحيرا - بفتح أوله وكسر ثانيه - كان عالما نصرانيا. رأى النبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه، وآمن به. ترجمته في: أسد الغابة: 1/ 199، والإصابة: 1/ 271، 352 - 354.

(2)

هو: مخيريق النضري الإسرائيلي، استشهد يوم أحد. ترجمته في: الإصابة: 6/ 57، 58.

(3)

راجع تفسير الطبري: 3/ 260.

(4)

قول النقاش هذا في: المحرر الوجيز: 2/ 61. ونقل الواحدي في أسباب النزول: 43، 44 عن الكلبي عن أبي صالح أنها نزلت في ثقيف، وخزاعة، وعامر بن صعصعة حرموا على أنفسهم من الحرث والأنعام، وحرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي. وذكر نحوه البغوي في تفسيره: 1/ 138 دون عزو، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 172 وعزاه لابن السائب الكلبي والفخر الرازي في تفسيره: 5/ 2 عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(5)

ذكره ابن عطية رحمه الله في المحرر الوجيز: 2/ 60 والقرطبي في تفسيره: 2/ 207.

(6)

أورده ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 61.

(7)

التكميل والإتمام: 8 أ 8 ب.

(8)

أخرجه ابن إسحاق في السيرة، القسم الأول: 552، والطبري في تفسيره: 3/ 305، 306 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله البغوي في تفسيره: 1/ 138 عن ابن عباس رضي الله عنهما.

ص: 189

وحذرهم عذاب الله ونقمته، فقال له رافع بن خارجة

(1)

، ومالك بن عوف

(2)

:

بل نتبع - يا محمد - ما وجدنا عليه آباءنا، فهم كانوا أعلم وخيرا منا. فنزلت الآية.

[177]

{وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ

}.

(سي): ذكر صاحب «روض التحقيق»

(3)

أنه عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: وذلك أن عثمان رأى درعا تباع في السوق فقال للمنادي لمن هذه الدرع؟ قال: لعلي بن أبي طالب، يريد أن ينفق ثمنها في عرس فاطمة رضي الله عنها، قال: فوزن عثمان رضي الله عنه أربعمائة درهم، ورد الدرع إلى المنادي وقال له: اذهب بها واطرحها في دار علي بن أبي طالب مع الدراهم قال: ففعل المنادي ذلك، فلما علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«أخلف الله عليك يا عثمان في الدنيا والآخرة» فلما رجع عثمان إلى منزله، رأى ذلك الكيس كما كان، وبجنبه عشرة أكياس في كل كيس أربعمائة درهم، مكتوب عليها: هذا من ضرب الرحمن ضربها لعثمان بن عفان.

[183 - 184]{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى} [/18 أ] {الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ/تَتَّقُونَ. أَيّاماً مَعْدُوداتٍ

}.

(سي): {الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} فيهم ثلاثة أقوال: قيل

(4)

هم اليهود،

= وأورده السيوطي في الدر المنثور، 1/ 405 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس أيضا.

(1)

رافع بن خارجة: يهودي من بني قينقاع، كان من أشد اليهود عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. السيرة لابن هشام، القسم الأول: 515، 552.

(2)

مالك بن عوف: أحد أحبار اليهود من بني قينقاع، ومن أشدهم عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم ودعوته. السيرة لابن هشام، القسم الأول: 515، 552.

(3)

كذا في (م)، وفي النسخ الأخرى:«روضة التحقيق» وفي فهرسة ابن خير: 294: «روضة الحقائق» منسوب إلى الخلال.

(4)

أخرج الطبري رحمه الله في تفسيره: 3/ 412 عن مجاهد قال: هم أهل الكتاب. وذكر نحو هذا القول ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 184، وقال: رواه عطاء الخراساني

ص: 190

وقيل

(1)

: هم النصارى، وقيل

(2)

: هم جميع الناس و «الأيام المعدودات» فيها أيضا ثلاثة أقوال:

الأول: أنه شهر رمضان كان قد فرض على النصارى صومه، فكان يأتي عليهم في الحر والأيام الطويلة، ثم يأتي عليهم أيضا في الأيام الشديدة البرد، فاتفق رأيهم أن يردوه في الزمان المعتدل، وأن يزيدوا على وجه الحوطة عشرة أيام، فكانوا يصومون أربعين يوما

(3)

.

الثاني: أن ذلك ثلاثة أيام من كل شهر، كان صومها فرضا

(4)

.

= عن ابن عباس. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 428 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. ورجح الطبري رحمه الله هذا القول.

(1)

أخرجه الطبري رحمه الله في تفسيره: 3/ 410، 411، عن الشعبي، والسدي. وأورده ابن عطية رحمه الله في المحرر الوجيز: 2/ 101 ونسبه إلى الشعبي. وذكره ابن الجوزي رحمه الله في زاد المسير: 1/ 184 ونسبه إلى الشعبي، والربيع بن أنس.

(2)

أخرجه الطبري رحمه الله في تفسيره: 3/ 412 عن قتادة. ونقلة ابن الجوزي رحمه الله في زاد المسير: 1/ 184 عن أبي صالح عن ابن عباس. وقد رد ابن العربي رحمه الله هذا القول في أحكام القرآن: 1/ 74، بقوله: «وهذا القول الأخير ساقط، لأنه قد كان الصوم على من قبلنا بإمساك اللسان عن الكلام، ولم يكن في شرعنا، فصار ظاهر القول راجعا إلى النصارى لأمرين: أحدهما أنهم الأدنون إلينا. الثاني: أن الصوم في صدر الإسلام كان إذا نام الرجل لم يفطر، وهو الأشبه بصومهم.

(3)

الذي وقع في التفاسير أنهم ضاعفوه حتى صار إلى خمسين يوما. أخرج ذلك الطبري رحمه الله في تفسيره: 3/ 410، 411 عن الشعبي، والسدي. وذكره البغوي رحمه الله في تفسيره: 1/ 149، وابن عطية رحمه الله في المحرر الوجيز: 2/ 101 عن الشعبي.

(4)

أخرجه الطبري رحمه الله في تفسيره: 3/ 414، 415، عن ابن عباس، وعطاء بن يسار، وقتادة. ونقله ابن عطية رحمه الله في المحرر الوجيز: 2/ 102 عن عطاء. وأورده السيوطي رحمه الله في الدر المنثور: 1/ 429، 430 وزاد نسبته إلى ابن

ص: 191

الثالث: أن ذلك كناية عن يوم عاشوراء، كان صومه هو الفريضة ثم نسخ بشهر رمضان. وقع ذلك في صحيح البخاري

(1)

ومسلم

(2)

.

قال ابن العربي

(3)

: «ووصفها بأنها {مَعْدُوداتٍ} يدل على أن المراد بها رمضان لا عاشوراء» .

قال المؤلف - وفقه الله -: وهذا لا دليل فيه لإمكان أن يكون عبر عنه بأنه معدود وإن كان في الحقيقة [واحدا]

(4)

اعتبارا بتكرره في العمر. قاله الشيخ أبو الطاهر بن بشير

(5)

، والله أعلم.

نكتة: اعتذر الله لعباده في هذه الآية بعذرين تلطّفا منه بهم وتأنيسا لهم:

أحدهما: قوله: {كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} أي: لم أفردكم بمشقة الصيام دون غيركم فلا تضجروا منه.

الثاني: قوله: {أَيّاماً مَعْدُوداتٍ} أي: قلائل تنقضي سريعا، ويبقى ثوابها فتنشطوا لها، ذكرهما القشيري

(6)

رحمه الله.

= أبي حاتم عن ابن عباس وعطاء، والضحاك. كما نسب إخراجه أيضا إلى عبد بن حميد عن قتادة.

(1)

صحيح البخاري: 5/ 154، 155 كتاب التفسير، باب يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ

، عن عائشة رضي الله تعالى عنها.

(2)

صحيح مسلم: 2/ 792 كتاب الصيام، باب «صوم يوم عاشوراء» ، عن عائشة رضي الله تعالى عنها. وانظر تفسير البغوي: 1/ 149، أحكام القرآن لابن العربي: 1/ 75، والمحرر الوجيز: 2/ 102، وتفسير ابن كثير: 1/ 307، والدر المنثور: 1/ 430.

(3)

أحكام القرآن: 1/ 76.

(4)

في الأصل: «واحد» ، وأثبت من (ق)، (ع).

(5)

لم أجد له ترجمة.

(6)

القشيري: (376 - 465 هـ). هو: عبد الكريم بن عبد الملك النيسابوري القشيري، أبو القاسم المفسر، الفقيه،

ص: 192

[185]

{شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} .

(سي): إنما سمي الشهر شهرا لشهرته

(1)

، ورمضان: مشتق من الرمض، وهو شدة الحر فعلقه هذا الاسم من زمنه الذي كان

(2)

فيه كما سمي ربيع من مدة الربيع، وجمادي من مدة الجمود

(3)

.

قال الزجاج في كتاب «الأنواء»

(4)

: «وكان اسمه قديما عند/العرب [/18 ب] العاربة «ناتقا» ، [لأنه]

(5)

كان يؤثل

(6)

لهم في الغارات الأموال. ويقال: نتقت المرأة إذا أكثرت الولد»

(7)

.

وقال الزمخشري

(8)

: «إنما سمى ناتقا، لأنه كان ينتقهم أي: يزعجهم إضجارا لشدته عليهم» .

وروي عن مجاهد

(9)

أنه كره أن يقال: صمت رمضان، دون أن يذكر

= الصوفي، صاحب الرسالة. له أيضا: التيسير في التفسير، ولطائف الإشارات،

وغير ذلك. أخباره في: تاريخ بغداد: 11/ 83، وفيات الأعيان: 2/ 205، سير أعلام النبلاء: 8/ 227، وطبقات المفسرين للداودي: 1/ 344.

(1)

اللسان: 4/ 432 (شهر).

(2)

ينظر: الأيام والليالي والشهور للفراء: 45، وكتاب الأزمنة لقطرب: 38، والزاهر لابن الأنباري: 2/ 368، الصحاح: 3/ 1080، اللسان: 7/ 160 (رمض).

(3)

ينظر الأيام والليالي والشهور: 42، الأزمنة لقطرب: 38، الزاهر: 2/ 368.

(4)

لم أجد لهذا الكتاب ذكرا إلا في الفهرست للنديم: 97، الذي نسبه إلى الزجاج، وغالب الظن فيه أنه مفقود.

(5)

في الأصل: «كأنه» ، والمثبت في النص من النسخ الأخرى.

(6)

أي: يجمع. اللسان: 11/ 722 (وثل).

(7)

ينظر الصحاح: 4/ 1558، اللسان: 10/ 352 (نتق).

(8)

الكشاف: 1/ 336.

(9)

مجاهد: (21 - 104 هـ). مجاهد بن جبر - بفتح الجيم وسكون الموحدة - المكي القرشي، أبو الحجاج، الإمام

ص: 193

الشهر

(1)

.وتبعته في ذلك طائفة

(2)

، واعتل بعضهم في ذلك برواية منحولة إلى ابن عباس أن رمضان اسم من أسماء الله تعالى ولذلك أضيف إليه الشهر، والمعنى: شهر الله وهذه الرواية لا تثبت، والله أعلم.

وقد اعتنى بهذه المسألة أبو عبد الرحمن النسوي

(3)

، في «مصنفه» فقال:

«باب جواز أن يقال: دخل رمضان، أو: صمت رمضان»

(4)

.

وكذلك فعل البخاري

(5)

رحمه الله وأوردا

(6)

قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار

» الحديث، وقوله - عليه

= التابعي الثبت، المقرئ المفسر، الحافظ. ترجمته في: ميزان الاعتدال: 3/ 339، 340، تهذيب التهذيب: 10/ 42 - 44.

(1)

أخرج الطبري رحمه الله هذا القول في تفسيره: 3/ 444 - 445 عن مجاهد. وأورد السيوطي رحمه الله نحو هذا القول في الدر المنثور: 1/ 443 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن عدي، والبيهقي في سننه، والديلمي كلهم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(2)

نقل الفراء رحمه الله في كتابه الأيام والليالي والشهور: 45، 46 عن شيخه أبي جعفر الروّاس وشيوخه أنهم كرهوا ذكر «رمضان» دون الشهر.

(3)

النسوي: (215 - 303 هـ). هو: أحمد بن علي بن شعيب بن علي النسائي، الإمام الحافظ صاحب السنن. والنسائي: نسبة إلى «نساء» بلدة مشهورة بخراسان وقد يقال في نسبه: نسوى. أخباره في العبر: 2/ 129، 130، وطبقات الشافعية للسبكي: 3/ 14 - 16، وتهذيب التهذيب: 1/ 36.

(4)

قال النسائي في سننه: (4/ 130، 131): «الرخصة في أن يقال لشهر رمضان. رمضان» وأورد بعده حديثين.

(5)

صحيح البخاري: 2/ 227، كتاب الصوم، باب «هل يقال رمضان أو شهر رمضان

» عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، واللفظ فيه: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم

». وحديث آخر أخرجه الإمام البخاري رحمه الله في الباب نفسه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة» .

(6)

كذا في (ق)، وفي (م)، (ع):«وأورد» ، وهو المثبت في نتائج الفكر.

ص: 194

السلام -: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»

(1)

.

نكتة: فإن قلت: الحكمة في إثبات لفظ الشهر في الآية وإسقاطه من الحديث؟ وما الفرق بينهما؟ فالجواب: إن في إثباته في الآية فائدتين:

إحداهما: أن القاعدة أن أسماء الشهور كمحرم، وصفر ورمضان إذا وقع الفعل عليها تناول جميعها وانتصب انتصاب المفعول على السعة ولا تكون ظروفا مقدرة بفي، لأنها لا أصل لها في الظرفية، لأنها أعلام، فلو قال تعالى:

{رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} لاقتضى اللفظ وقوع الانزال فيه جميعه، وإنما أنزل في ليلة واحدة منه، في ساعة منها، فكيف يتناول جميع الشهر؟ فكان ذكر «الشهر» - الذي هو غير علم - موافقا للمعنى كما تقول:«سرت شهر كذا» ، فلا يكون السير متناولا لجميع الشهر.

الفائدة الثانية: /إن في ذكر الشهر تبيينا للأيام المعدودات لأن الأيام [/19 أ].

تتبين بالأيام وبالشهر ونحوه. ولا تتبين بلفظ {رَمَضانَ} ، لأنه كما تقدم لفظ مأخوذ من مادة أخرى، وهو علم، وأما قوله عليه السلام:«من قام رمضان» فالفائدة في إسقاط الشهر منه تناول القيام جميع الشهر.

فلو قال عليه السلام: «من قام شهر رمضان» لصار ظرفا مقدرا بفي ولم يتناول القيام جميعه. فرمضان في هذا الحديث مفعول على السعة، مثل قوله تعالى:{قُمِ اللَّيْلَ إِلاّ قَلِيلاً}

(2)

لأنه لو كان ظرفا لم يحتج إلى قوله: {إِلاّ قَلِيلاً} ، وقد اتضح الفرق بين الحديث والآية.

فإن فهمت فرق ما بينهما بعد تأمل ما ذكرنا، لم تعدل عندك هذه الفائدة جميع الدنيا [بحذافيرها]

(3)

، والله المستعان على واجب شكرها.

(1)

صحيح البخاري: 1/ 14، كتاب الإيمان، باب «تطوع قيام رمضان من الإيمان» عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.

(2)

سورة المزمل: آية: 2.

(3)

في الأصل، (ق)، (م):«بزويرها» ، والمثبت في النص من (ع).

ص: 195

كل هذا من كلام الشيخ أبي زيد في كتابيه «نتائج الفكر»

(1)

و «الروض الأنف»

(2)

رحمة الله عليه.

[187]

{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ

}.

(عس)

(3)

: نزلت في أبي قيس بن صرمة

(4)

من بني الحارث بن الخزرج، وقد قيل في اسمه: صرمة بن أنس، أكل بعد الرقاد فخاف من ذلك فنزلت الآية.

وروي

(5)

: أنها نزلت في عمر بن الخطاب، واقع أهله بعد العتمة وكان

(1)

نتائج الفكر: 383 - 386.

(2)

الروض الأنف: 1/ 276.

(3)

التكميل والإتمام: 8 ب.

(4)

جاء في هامش الأصل ونسخة (ق)، (م):«الذي وقع في «البخاري» و «الترمذي» ، وغيرهما: أن اسمه قيس بن صرمة، لا أبو قيس. وذكروا أنه لم يأكل بعد الرقاد، بل أصبح صائما كما كان، فلما انتصف النهار غشى عليه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت أُحِلَّ لَكُمْ الآية ففرحوا بها فرحا شديدا فنزلت وَكُلُوا وَاشْرَبُوا

الآية وهذا يدل بظاهره على أن آية قيس بن صرمة هي قوله: أُحِلَّ لَكُمْ وحدها. وإن قوله كُلُوا وَاشْرَبُوا لم تنزل بسببه وحده، فتأمله، لكن الأظهر أن يكون قوله وَكُلُوا وَاشْرَبُوا قد نزل بسبب قيس. وقوله أُحِلَّ لَكُمْ نزل بسبب عمر، وعلى هذا الترتيب نزل السهيلي الآية، وهو حسن» اه .. ينظر صحيح البخاري: 2/ 230، كتاب الصوم، باب قول الله جلّ ذكره أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ

عن البراء بن عازب رضي الله عنه. وسنن الترمذي: 5/ 210، كتاب التفسير، باب «ومن سورة البقرة» عن البراء أيضا. وتفسير الطبري: 3/ 495، وأسباب النزول للواحدي: 45، 46.

(5)

أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده: 3/ 460 عن عبد الله بن كعب عن أبيه، والطبري رحمه الله في تفسيره: /3 (493 - 503) عن ابن عباس، وعبد الرحمن ابن أبي ليلى، وعكرمة والسدي، وعبد الله بن كعب عن أبيه، وثابت بن أسلم البناني.

ص: 196

ذلك محرما، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي ويلوم نفسه، فنزلت الآية. والله أعلم.

فائدة: قال الشيخ أبو عبد الله بن عسكر

(1)

: «وفي هذه الآية مسألة، وهي قوله تعالى:{مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} ، وليس للفجر خيط أسود، وإنما {الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} من الليل.

والجواب: إن قوله تعالى: {مِنَ الْفَجْرِ} متصل بقوله {الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ} ، ومعنى الآية: حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الفجر من الخيط الأسود من/الليل، لكن حذف «من الليل» لدلالة الكلام عليه، ولوقوع {مِنَ} [/19 ب]{الْفَجْرِ} في موضعه لأنه لا يصح أن يكون {مِنَ الْفَجْرِ} متعلقا بالخيط الأسود، ولو وقع {مِنَ الْفَجْرِ} في موضعه متصلا ب {الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ} لضعفت الدلالة على المحذوف، وهو {مِنَ اللَّيْلِ} فحذف {مِنَ اللَّيْلِ} للاختصار، وأخّر {مِنَ الْفَجْرِ} للدلالة عليه. وهذا يشبه قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ

}

(2)

، والتشبيه ليس هو بين {الَّذِينَ كَفَرُوا} وبين {الَّذِي يَنْعِقُ} لأن «الناعق» هو الذي يصيح بالغنم، فوجه التشبيه إنما هو أن يشبه الداعي الذي يدعو الكفار وهم لا يفهمونه ولا يعرفون قوله بالناعق الذي ينعق بالغنم وهي لا تفهم قوله، ولا يحصل لها منه أكثر من سماع صوته، من غير فهم ولا استبصار، فيكون على هذا قد حذف المشبه لدلالة المشبه به عليه، ويكون تقدير الكلام:«ومثل داعي الذين كفروا كمثل الذي ينعق» ويحتمل أن يكون المشبه هو الباقي، والمشبه به محذوف، ويكون تقدير الكلام:«ومثل الذين كفروا كمثل بهائم الذي ينعق» ، فعلى هذا كله لا بد من حذف يدل عليه الباقي، لأنه لا يصح التشبيه إلا به، ومثل هذا قول الشاعر

(3)

:

= وأخرج الواحدي في أسباب النزول: 45 عن البراء بن عازب أن هذه الآية نزلت في قيس بن صرمة، وعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما.

(1)

التكميل والإتمام: 8 ب.

(2)

سورة البقرة: آية: 171.

(3)

هو أبو صخر الهذلي، والبيت له في خزانة الأدب: 3/ 254.

ص: 197

وإنّي لتعروني [لذكراك]

(1)

فترة

(2)

كما انتفض العصفور بلّله القطر

التشبيه في اللّفظ واقع بين «الفترة» وهي السكون، وبين «الانتفاض» وهو الحركة، ولا يصح، فلا بد من محذوف يدل الباقي عليه لطلب المعنى له.

فتقدير الكلام: وإني لتعروني لذكرك فترة ثم أنتفض وأتحرك كما فتر ثم انتقض العصفور، وهذا في كلام العرب كثير

(3)

.

(سي): وقد قيل في اسم الرجل المذكور: صرمة بن قيس، ويقال: صرمة ابن مالك، ويقال: أبو أنس قيس بن صرمة

(4)

.

وروي

(5)

أنّ قوله تعالى: {مِنَ الْفَجْرِ} نزل/بعد عام من نزول {الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} .

= فيه «هزة» مكان «فترة» .

(1)

في الأصل (ق)، (م): لذكرك، والمثبت في النص من (ع).

(2)

في (ع)، (ح)، (د):«هزة» .

(3)

ينظر ما سلف في ملاك التأويل: 1/ 180 - 182.

(4)

هذه الأقوال في المحرر الوجيز: 2/ 122. وقد أسهب الحافظ في الفتح: 4/ 130، 131 في الحديث عن الأنصاري الذي نزل فيه قوله تعالى أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ

الآية، وذكر الخلاف في تحديد اسمه وأورد الأقوال في ذلك. وفعل نحو هذا في الإصابة: 3/ 422 - 425، وقال: «

فإن حمل في هذا الاختلاف على تعدد أسماء من وقع له ذلك، وإلا فيمكن الجمع برد جميع الروايات إلى واحد، فإن قيل فيه: صرمة بن قيس وصرمة بن مالك، وصرمة بن أنس. وقيل فيه: قيس بن صرمة، وأبو قيس بن صرمة، وأبو قيس بن عمرو، فيمكن أن يقال: إن كان اسمه صرمة بن قيس، فمن قال فيه قيس بن صرمة قلبه وإنما اسمه صرمة وكنيته أبو قيس أو العكس وأما أبوه فاسمه قيس أو صرمة على ما تقرر من القلب وكنيته أبو أنس. ومن قال فيه أنس حذف أداة الكنية ومن قال فيه ابن مالك نسبه إلى جد له.

(5)

أخرج الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: 2/ 231، كتاب الصوم، باب قول الله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ

والإمام مسلم رحمه الله في صحيحه: 2/ 767، كتاب الصيام، باب «بيان أن الدخول في

ص: 198

حتى روى الأئمة

(1)

: إن عدي بن حاتم قال: عمدت إلى عقالين أبيض وأسود فجعلتهما على وسادي وجعلت أنظر إليهما فلا يتبين الأبيض من الأسود، فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فضحك وقال: «إنك لعريض القفا

(2)

إنّما ذلك بياض النّهار وسواد اللّيل».

نكتة: قال المؤلف - وفقه الله -: زعم الزمخشري

(3)

أن هذا الحديث لا يصح، لأن فيه تأخير البيان عن وقت الحاجة، وذلك لا يجوز عند أكثر الفقهاء والمتكلمين، وإنما نزل من الفجر متصلا بما قبله في زمن واحد.

وقال القاضي أبو محمد بن عطية

(4)

: «في هذا القول والحديث تأخير البيان إلى وقت الحاجة» .وهو جائز إلا أنه لم يبين وجهه فأشكل الموضع إذا سلمنا صحة هذه الرواية والحديث كما يظهر من (عط).

قال المؤلف - وفقه الله -: ودفع هذا الإشكال عندي أن يقال إذا سلمنا صحة الحديث وهو الأولى، لأنه وقع في «صحيح البخاري» فلا يلزم في الآية

= الصوم يحصل بطلوع الفجر

» عن سهل بن سعد قال: «أنزلت وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ولم ينزل مِنَ الْفَجْرِ فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولم يزل يأكل حتى يتبين له رؤيتهما. فأنزل الله بعد مِنَ الْفَجْرِ فعلموا أنه إنما يعني الليل والنهار» اه .. ونحو هذه الرواية أخرج الطبري رحمه الله في تفسيره: 3/ 513 عن سهل بن سعد أيضا وليس في هذه الروايات - كما لاحظنا - تحديد للمدة التي كانت بين الآيتين، والكلام الذي ذكره البلنسي رحمه الله بنصه في المحرر الوجيز لابن عطية: 2/ 126 ولم أقف عليه عند غيره.

(1)

صحيح البخاري: 2/ 231 كتاب الصوم، باب قوله تعالى وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ

وصحيح مسلم: 2/ 766، 767، كتاب الصيام، باب «بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر

» عن عدي بن حاتم رضي الله عنه باختلاف يسير في اللفظ. وانظر تفسير الطبري: 3/ 512، 513.

(2)

قال ابن الأثير في النهاية: 3/ 210: (إن عرض القفا كناية عن السمن).

(3)

الكشاف: 1/ 339.

(4)

المحرر الوجيز: 2/ 126.

ص: 199

تأخير البيان عن وقت الحاجة كما زعم (مخ) وإنما فيه تأخير البيان إلى وقت الحاجة كما ذهب إليه (عط) وبيان ذلك أنه لما نزلت {حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ

}

الآية فهم من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون مراد الله منها، واستمر عملهم على ذلك فكانت الآية مبينة في حقهم لا مجملة، ثم إن عدي بن حاتم تأخر إسلامه حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكان مشتغلا بالصيد والبادية فلم تكن فيه حنكة أهل الحاضرة من العرب فلما سمع {حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ

} الآية، ظن أن ذلك على ظاهره ليس فيه استعارة فاستعمله، ولذلك داعبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:«إنك لعريض القفا» .فنزلت الآية تبين لعدي [/20 ب] /مراد الله عند حاجته إلى ذلك. ففي الآية تأخير البيان إلى وقت الحاجة في حق عدي بن حاتم

(1)

، ومن فعل كفعله، وهي مبينة في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وجماهير المؤمنين.

فهذا ما فتح الله لي في دفع هذا الإشكال، وفهم الآية والحمد لله.

[189]

{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ

}.

(عس)

(2)

: روي

(3)

أن معاذ بن جبل، وثعلبة بن غنم الأنصاري قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو

(4)

رقيقا مثل الخيط، ثم يزيد حتى يمتلئ ويستوي، ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ لا يكون على حالة واحدة؟ فنزلت الآية.

فائدة: قال المؤلف - وفقه الله -: وجمع وإن كان في الحقيقة هلالا واحدا، اعتبارا بتكرره في كل شهر.

(1)

انظر أحكام القرآن لابن العربي: 1/ 94.

(2)

التكميل والإتمام: 9 أ، 9 ب.

(3)

نقله الواحدي في أسباب النزول: 47، 48 عن الكلبي وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 490، ونسبه إلى ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما. وضعف السيوطي سند ابن عساكر.

(4)

في (م): «يبدوا» ، الألف زائدة، وهو خطأ.

ص: 200

والشهر في الحقيقة اسم للهلال لأنه يرى مشهورا

(1)

، قال الشاعر

(2)

:

* والشهر مثل قلامة الظفر *

يريد الهلال، ثم سموا التسعة والعشرين أو الثلاثين يوما باسم الهلال، ثم إن الهلال يسمى بذلك ليلتين من أول الشهر بلا خلاف.

ثم يقال له: «قمر» ، وقيل يستمر عليه اسم الهلال حتى يحجر ويستدير له كالخيط الرقيق. وقيل: هو هلال يبهر بضوئه السماء، وذلك ليلة سبع، فإذا كمل قيل له:«بدر» ، وذلك ليلة أربع عشرة، ثم يقال له:«قمر» إلى آخر الشهر.

ذكره الزجاج في كتاب «الأنواء» ، وغيره من أهل اللغة

(3)

.

[196]

{فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ

}.

(عس)

(4)

: نزلت في كعب بن عجرة

(5)

، مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية والهوام

(6)

تتساقط من رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتؤذيك هوامك؟

(1)

ينظر النهاية لابن الأثير: 2/ 515، واللسان: 3/ 432، (شهر).

(2)

لم أعرف هذا الشاعر. والبيت في نتائج الفكر للسهيلي: 385، وتاج العروس: 12/ 263 (شهر)، وهو فيهما غير منسوب. وقلامة الظفر: هي المقلومة عن طرف الظفر. اللسان: 12/ 491 (قلم).

(3)

ينظر الأزمنة لقطرب: 20، 21. والصحاح: 5/ 1851، واللسان: 11/ 702، 703 (هلل).

(4)

التكميل والإتمام: 9 ب.

(5)

كعب بن عجرة - بضم العين وسكون الجيم وفتح الراء - بن عدي البلوي صحابي جليل، توفي سنة إحدى وخمسين للهجرة وقيل غير ذلك. ترجمته في أسد الغابة: 4/ 481، 482، والإصابة: 5/ 599، 600.

(6)

قال الحافظ في الفتح: 4/ 14: «الهوام: بتشديد الميم: جمع هامة، وهي ما يدب من الأخشاش، والمراد بها ما يلازم جسد الإنسان غالبا إذا طال عهده بالتنظيف» وفي رواية الإمام مسلم رحمه الله تعيين للقمل.

ص: 201

فقال: نعم فنزلت الآية، رواه مسلم

(1)

وغيره

(2)

.

[197]

{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ

}.

(سي): فيها أربعة أقوال، الأول

(3)

: إنها شوال، ذو القعدة، وذو الحجة [/21 أ] كله/.

الثاني: ما ذكر وعشرة

(4)

أيام من ذي الحجة.

الثالث: ما ذكر [وعشر]

(5)

ليال من ذي الحجة.

الرابع: وآخر

(6)

أيام التشريق. من «الأحكام»

(7)

للقاضي أبي بكر بن العربي رحمه الله.

(1)

صحيح مسلم: 2/ 860، كتاب الحج، باب «جواز حلق الرأس للمحرم إذا كان به أذى» واللفظ له.

(2)

صحيح البخاري: 2/ 208 كتاب الحج، باب قول الله تعالى: «فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ وتفسير الطبري: 4/ 58 - 69، وأسباب النزول للواحدي: 52 - 54.

(3)

أخرجه الطبري رحمه الله في تفسيره: 4/ 117، 118، عن ابن عمر، وعطاء، والربيع ابن أنس، وقتادة، ومجاهد وابن شهاب. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 524 ونسبه إلى الطبراني، وابن مردويه، عن أبي أمامة مرفوعا. ونسبه إلى الخطيب عن ابن عباس رضي الله عنهما، وإلى سعيد بن منصور، وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(4)

نقله ابن العربي في أحكام القرآن: 1/ 131 عن مالك وأبي حنيفة رحمهما الله تعالى.

(5)

في الأصل: «وعشرة» ، والمثبت في النص من النسخ الأخرى. وهذا القول أخرجه الطبري رحمه الله في تفسيره: 4/ 115 - 117 عن ابن عمر، وابن عباس، والشعبي والسدي، ومجاهد، والضحاك. وهو قول الفراء في معاني القرآن: 1/ 119. وأورده السيوطي رحمه الله في الدر المنثور: 1/ 524، 525 ونسبه إلى وكيع، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير الطبري، وابن المنذر والبيهقي عن ابن عمر، وابن مسعود.

(6)

في النسخ الأخرى: «آخر» ، وفي أحكام القرآن لابن العربي:«إلى آخر أيام التشريق» .

(7)

أحكام القرآن: 1/ 131، ونسب القول الأخير إلى الإمام مالك.

ص: 202

[198]

{فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ

}.

(سي): لا خفاء في أنه اسم علم لتلك البقعة الشريفة سمي بالجمع كأذرعات، والتنوين فيه تنوين مقابلة لا تنوين صرف لأنه علم مؤنث، وسميت بذلك لأن آدم عليه السلام لما قدم من الهند لقي بها حواء فعرفها

(1)

.وقيل غير ذلك.

وتسمى أيضا: نعمان الأراك

(2)

، وفيها يقول الشاعر

(3)

:

تزودت من نعمان عود أراكة

لهند، ولكن من يبلغه هندا

و {الْمَشْعَرِ الْحَرامِ} : هو ما بين جبلى المزدلفة إلى بطن محسر

(4)

، قاله ابن عباس

(5)

رضي الله عنهما.

[199]

{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ

}.

(1)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 174.وقال: «والظاهر أنه اسم مرتجل كسائر أسماء البقاع».

(2)

نعمان: - بفتح أوله - واد قرب مكة المكرمة مشهور بشجر الأراك الذي تتخذ منه المساويك. معجم البلدان: 5/ 293، والروض المعطار:577.

(3)

هو: عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، والبيت في ديوانه:118. من أبرز شعراء قريش، عاصر جريرا والفرزدق. ولد سنة ثلاث وعشرين، وتوفي سنة ثلاث وتسعين للهجرة. أخباره في: الشّعر والشعراء: 2/ 457، وخزانة الأدب: 2/ 32، 33.

(4)

محسر: - بالضم ثم الفتح، وكسر السين المشددة، وراء -: موضع بين منى والمزدلفة. معجم ما استعجم: 4/ 1190، ومعجم البلدان: 5/ 62 والروض المعطار: 525.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 4/ 176، وأخرجه أيضا عن ابن عمر، وسعيد بن جبير، ومجاهد. وذكر ابن عطية هذا القول في المحرر الوجيز: 2/ 174، 175 وزاد نسبته إلى الربيع ابن أنس. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 539 وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما.

ص: 203

(سي): الخطاب لقريش ومن ولدت من الحمس

(1)

الذين كانوا يعظمون المحرم، ولا يقفون بعرفة

(2)

، والمراد ب {النّاسُ} إبراهيم عليه السلام، فيما ذكر (عط)

(3)

.

وذكر (مخ)

(4)

: أنه قرئ {مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ} - بكسر السين - أي: الناس وهو آدم عليه السلام، من قوله تعالى:{وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ}

(5)

يعني: إن الإفاضة من عرفات شرع قديم فلا تخالفوا عنه.

وقال (عط)

(6)

: قرأ سعيد بن جبير رضي الله عنه: {مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ} ، بإثبات الياء

(7)

- قال: ويجوز عند بعضهم تخفيف الياء فيقول: الناس كالقاض والهاد. وذلك جائز في العربية، ذكره سيبويه

(8)

، وأما جوازه مقروءا به فلا أحفظه.

(سي): من حفظ في هذه الآية حجة على من لم يحفظ، فذكر (مخ)

(1)

جاء في هامش الأصل ونسخة (ق)، (م):(سي): الحمس جمع أحمس، وهو الشديد في الدين والقتال، وكانوا لشدتهم لا يستظلون أيام منى، ولا يدخلون البيوت من أبوابها. قاله صاحب الصحاح. اه .. ينظر الصحاح: 3/ 919، 920 (حمس).

(2)

يدل عليه ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 158 كتاب التفسير، باب ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون: الحمس وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات، ثم يقف بها، ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ.

(3)

المحرر الوجيز: 2/ 177.

(4)

الكشاف: 1/ 349، والقراءة التي ذكرها الزمخشري هي قراءة ابن جبير. انظر تفسير الفخر الرازي: 5/ 197، والبحر المحيط: 2/ 100، 101.

(5)

سورة طه: آية: 115.

(6)

المحرر الوجيز: 2/ 177.

(7)

هذه القراء منسوبة له أيضا في: تفسير الفخر الرازي: 2/ 179، وتفسير القرطبي: 2/ 428، والبحر المحيط: 2/ 100، 101.

(8)

الكتاب: (4/ 183 - 185)(هارون).

ص: 204

قراءة {النّاسُ} بحذف الياء ولم يحفظها (عط) وحفظ (عط){النّاسُ} بإثبات الياء، ولم يحفظها (مخ) فصحتا جميعا والحمد لله كما يجب لذاته وكريم صفاته.

[204]

{وَمِنَ النّاسِ/مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا

} الآية. [/21 ب]

(سه)

(1)

: هو الأخنس بن شريق الثقفي، حليف

(2)

قريش واسمه أبي وقتل يوم بدر كافرا

(3)

.

(سي): وقيل: هم المنافقون عبد الله بن أبي، وغيره تكلموا في الذين

(1)

التعريف والإعلام: 15، 16.

(2)

جاء في هامش الأصل ونسخة (ق)، (م):(سي): الحليف وأحد الحلفاء وهم الأصدقاء. وبينهما حلف - بكسر الحاء وسكون اللام - أي: موالاة، وهو مأخوذ من لفظ «الحلف» ، وهو اليمين، لأنهم كانوا يتحالفون على النصرة وترك المخاذلة. ذكره الجوهري وعياض في «المشارق».اه .. ينظر الصحاح: 4/ 1346 (حلف)، ومشارق الأنوار: 2/ 57.

(3)

جاء في هامش الأصل ونسخة (ق)، (م): قوله: «وقتل يوم بدر كافرا، ثبت في بعض النسخ، وكتب عليه أبو محمد القرطبي أن قوله الأخنس أنه قتل يوم بدر كافرا خطأ، لأن الأخنس لم يشهد مع المشركين بدرا ورد حلفاءه بني زهرة، فلم يشهدها منهم أحد فتأمله. انتهى كلامه» .اه .. وقد جاء في السيرة لابن هشام، القسم الثاني: 323، ما يفيد أنه كان حيا بعد صلح الحديبية. وقال ابن هشام: «وإنما سمي الأخنس. لأنه خنس بالقوم يوم بدر، وإنما اسمه أبي

». المصدر السابق: 1/ 282. والذي قال إنه الأخنس بن شريق هو السدي، أخرج ذلك الطبري في تفسيره: 4/ 229، 230، ونقله الواحدي في أسباب النزول: 58 عن السدي، والبغوي في تفسيره: 1/ 179 عن الكلبي، ومقاتل، وعطاء، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 218، 219 عن ابن عباس، والسدي ومقاتل. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 572 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن السدي.

ص: 205

قتلوا في غزوة «الرجيع»

(1)

، عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح

(2)

، وزيد بن الدثنة

(3)

، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي

(4)

وخبيب بن عدي

(5)

، ومن كان معهم

(6)

.

وقالوا: ويح هؤلاء، لا أنهم قعدوا في بيوتهم، ولا أدوا رسالة صاحبهم!! وقصتهم بتمامها في كتاب «السيرة»

(7)

لابن هشام.

(1)

الرجيع: موضع لهذيل قرب الهدأة، ويسمّى بهذا اليوم الشام ويعرف بهذا الاسم. معجم البلدان: 3/ 29، وإنارة الدجى في مغازي خير الورى: 2/ 22.

(2)

عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري، يقال له: حمى الدبر، فبعد قتله أرسلت قريش ليؤتوا بشيء من جسده، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر، فحمته عنهم. ينظر ترجمته في: أسد الغابة: 3/ 111، 112، والإصابة: 3/ 569، 570، وفتح الباري: 7/ 379، كتاب المغازي باب «غزوة الرجيع ورعل وذكوان

».

(3)

زيد بن الدثنة - بفتح الدال وكسر المثلثة بعدها نون - ابن معاوية بن عبيد الأنصاري الخزرجي. شهد بدرا وأحدا. ترجمته في: أسد الغابة: 2/ 286، 287، والإصابة: 2/ 604، 605.

(4)

مرثد بن أبي مرثد واسمه كناز - بنون ثقيلة وزاي - الغنوي. شهد هو وأبوه بدرا. ترجمته في: أسد الغابة: 5/ 137، 138، والإصابة: 6/ 70، 71.

(5)

خبيب بن عدي بن مالك بن عامر الأنصاري الأوسي. شهدا بدرا. وهو القائل قبل استشهاده: ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي ينظر ترجمته في: أسد الغابة: 2/ 120 - 122، والإصابة: 2/ 262 - 264.

(6)

كان معهم خالد بن البكير الليثي، حلف بني عدي بن كعب، وعبد الله بن طارق حليف بني ظفر. وكان بعث هذه السرية في السنة الثالثة للهجرة. السيرة لابن هشام: القسم الثاني: 169.

(7)

السيرة لابن هشام: القسم الثاني: 169 - 179، وجاء فيه: «قال رجال من المنافقين

» وليس فيه تعيين لعبد الله بن أبي. وانظر تفسير الطبري: 4/ 230، 231، والدر المنثور: 1/ 571.

ص: 206

[207]

{وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ

} الآية.

(سه)

(1)

: هو صهيب بن سنان

(2)

، يكنى أيا يحيى، وأصله من العرب ووقع عليه سباء في الجاهلية، وكانت في لسانه لكنة رومية.

= وقيل: بل عنى بذلك جميع المنافقين، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 4/ 231، 232 عن سعيد بن جبير، وقتادة وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 219 وزاد نسبته إلى الحسن. ونقله ابن كثير في تفسيره: 1/ 359 عن قتادة ومجاهد، والربيع ابن أنس. وقال:«وهو الصحيح» .

(1)

التعريف والإعلام: 16، 17.

(2)

صهيب بن سنان بن مالك النمري، أبو يحيى. قيل له: الرومي لأن الروم سبوه صغيرا. شهد بدرا والمشاهد بعدها. مات سنة ثمان وثلاثين، وقيل سنة تسع وثلاثين للهجرة. ينظر ترجمته في: الطبقات لابن سعد: 3/ 226 - 230، وأسد الغابة: 3/ 36 - 39، والإصابة: 3/ 449 - 452. وخبر صهيب رضي الله عنه في سبب نزول هذه الآية في السيرة لابن هشام، القسم الأول: 477، وتفسير الطبري: 4/ 248 عن عكرمة، والمستدرك للحاكم: 3/ 400، كتاب معرفة الصحابة باب «ذكر مناقب صهيب

» عن صهيب «

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وخرج معه أبو بكر رضي الله عنه وكنت قد هممت بالخروج معه، فصدني فتيان من قريش فجعلت ليلتي تلك أقوم ولا أقعد، فقالوا: قد شغله الله عنكم ببطنه، ولم أكن شاكيا فقاموا، فلحقني منهم ناس بعد ما سرت بريدا ليردوني، فقلت لهم: هل لكم أن أعطيكم أواقي من ذهب وتخلون سبيلي وتفون لي؟ فتبعتهم إلى مكة فقلت لهم: احفروا تحت أسكفة الباب فإن تحتها الأوراق، واذهبوا إلى فلانة فخذوا الحلتين، وخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتحول منها، يعني: قباء فلما رآني قال: يا أبا يحيى ربح البيع. ثلاثا، فقلت: يا رسول الله ما سبقني إليك أحد وما أخبرك إلا جبريل عليه السلام».قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. وأخرج البيهقي في دلائل النبوة: 2/ 522، 523 نحو هذه الرواية عن صهيب أيضا، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 575، 576 ونسبها إلى ابن مردويه عن صهيب وإلى ابن سعد والحارث بن أسامة في مسنده، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الحلية وابن عساكر - كلهم - عن سعيد بن المسيب. قال ابن كثير في تفسيره: 1/ 361: «وأما الأكثرون فحملوا ذلك على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله

»

ص: 207

(سي): وقيل: هم شهداء غزوة «الرجيع» المذكورون قبل ذكره ابن إسحاق

(1)

.

ومن قال إن الآية المتقدمة نزلت في الأخنس بن شريق، قال: هذا في الأنصار والمهاجرين المبادرين إلى الإيمان. والله أعلم.

[208]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً،

}.

(عس)

(2)

: قيل

(3)

: إنها نزلت في ثعلبة

(4)

، وعبد الله بن سلام، وابن يامين

(5)

،

(1)

لم أجده في السيرة، وهذا الكلام الذي ذكره البلنسي رحمه الله موجود بنصه في المحرر الوجيز: 1/ 193، 194 ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 223 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الآية نزلت في الزبير، والمقداد حين ذهبا لإنزال خبيب من خشبته.

(2)

التكميل والإتمام: 9 ب.

(3)

أخرج الطبري رحمه الله هذا القول في تفسيره: 4/ 255، 256 عن عكرمة، وأخرجه الواحدي في أسباب النزول: 59 عن ابن عباس رضي الله عنهما، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 198 عن عكرمة. قال ابن كثير في تفسيره: 1/ 362: «وفي ذكر عبد الله بن سلام مع هؤلاء نظر، إذ يبعد أن يستأذن في إقامة السبت، وهو مع تمام إيمانه بتحقيق نسخه ورفعه وبطلانه والتعويض عنه بأعياد المسلمين» .

(4)

هو ثعلبة بن سعيه - بفتح السين المهملة، وسكون العين وآخره ياء تحتها نقطتان - كان أحد الثلاثة الذين أسلموا يوم قريظة، وتوفي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. قال ابن إسحاق في إسلام نفر من بني هدل: «ثم إن ثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسد بن عبيد: هم نفر من بني هدل ليسوا من بني قريظة ولا النضير نسبهم فوق ذلك، هم بنو عم القوم، أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها بنو قريظة على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم اه .. أخباره في: السيرة لابن هشام، القسم الثاني: 238، وأسد الغابة: 1/ 287، 288، والإصابة: 1/ 52.

(5)

يامين بن يامين الإسرائيلي، من مسلمي أهل الكتاب. قال ابن عبد البر:«أسلم وأحرز ماله، وحسن إسلامه وهو من كبار الصحابة» . ترجمته في: الاستيعاب: 4/ 1589، وأسد الغابة: 5/ 468، والإصابة: 6/ 641، 642.

ص: 208

وأسد وأسيد ابني كعب

(1)

، وسعية

(2)

بن عمرو وقيس بن زيد - كلهم من اليهود - قالوا: يا رسول الله، إن يوم السبت يوم كنا نعظمه فدعنا نسبت

(3)

فيه! وإن التوراة كتاب الله فدعنا فلنقم بها بالليل! فنزلت الآية. والله أعلم.

وأسند أبو نعيم

(4)

في كتاب «حلية الأولياء

(5)

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«ما أنزل الله آية فيها {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلا وعلى رأسها وأميرها» .

[211]

{وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ

} الآية.

(سي): قيل

(6)

: النعمة - هاهنا - محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك على حذف مضاف تقديره: ومن يبدل صفة نعمة الله.

(1)

أسد وأسيد ابنا كعب القرظي، كان والدهما من أحبار اليهود. أخرج الطبري في تفسيره: 7/ 123 عن ابن جريج أن قوله تعالى مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ آل عمران: 113، نزلت فيهما وفي غيرهما من اليهود. وانظر الإصابة: 1/ 53.

(2)

في الدر المنثور: 1/ 579: «سعيد» .قال الشيخ محمود شاكر في هامش تحقيقه لتفسير الطبري: 4/ 255: «والذي في أسماء يهود: «سعية» ، و «سعنة» وأكثر هذه الأسماء من أسماء يهود مما يصعب تحقيقها ويطول لكثرة الاختلاف فيها».

(3)

جاء في هامش الأصل ونسخة (ق)، (م):(سي): «نسبت أي: نقوم فيه بأمر سبتنا، ونستريح من سائر الأعمال غير تعظيمه» .اه .. ينظر الصحاح: 1/ 250، واللسان: 2/ 38 (سبت).

(4)

أبو نعيم: (336 - 430 هـ). هو أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، الإمام الحافظ المؤرخ. صنف: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، ودلائل النبوة، ومعرفة الصحابة

وغير ذلك. أخباره في: وفيات الأعيان: 1/ 91، سير أعلام النبلاء: 17/ 453، طبقات الحفاظ:423.

(5)

حلية الأولياء: 1/ 64.وذكر ابن كثير رحمه الله هذه الرواية في تفسيره: 3/ 4 ونسبها إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال: «هو أثر غريب ولفظه فيه نكارة، وفي إسناده نظر. قال البخاري: «عيسى بن راشد هذا مجهول، وخبره منكر قال ابن كثير: قلت: وعلي ابن بذيمة - وإن كان ثقة - إلا أنه شيعي غال، وخبره في مثل هذا فيه تهمة فلا يقبل

».

(6)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 202 دون عزو.

ص: 209

وقيل

(1)

: النعمة: الإسلام. وقيل

(2)

: التوراة، بدلوها بالتحريف. والله تعالى أعلم.

[/22 أ]

[212]

والمراد بقوله: / {وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا}

كفار قريش

(3)

، كانوا يغتبطون بالدنيا، ويسخرون من ضعفاء المؤمنين - الذين لا حظ لهم منها - كعمار بن ياسر، وبلال وخباب، وصهيب، وابن مسعود وغيرهم رضي الله عنهم.

[213]

{كانَ النّاسُ أُمَّةً ااحِدَةً

}.

(عس)

(4)

: قيل

(5)

: [إن]

(6)

المراد - هنا - ب {النّاسُ} ، نوح عليه السلام، ومن كان معه في السفينة. وقيل

(7)

: آدم وحواء عليهما السلام.

(1)

قاله الطبري في تفسيره: 4/ 272، وقال ابن عطية:«وهذا قريب من الأول» .

(2)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 202، وقال:«والتوراة أيضا نعمة على بني إسرائيل، أرشدتهم وهدتهم فبدلوها بالتحريف لها وجحد أمر محمد صلى الله عليه وسلم» .

(3)

أخرجه الطبري رحمه الله في تفسيره: 4/ 274 عن ابن جريج في قوله: زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا، قال: الكفار يبتغون الدنيا ويطلبونها وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا، في طلبهم الآخرة قال ابن جريج: لا أحسبه إلا عن عكرمة، قال: قالوا: لو كان محمد نبيا كما يقول، لاتبعه أشرافنا وساداتنا! والله ما اتبعه إلا أهل الحاجة مثل ابن مسعود. أورد السيوطي هذه الرواية في الدر المنثور: 1/ 581، وزاد نسبتها إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج.

(4)

التكميل والإتمام: 9 ب.

(5)

أورده الزمخشري في الكشاف: 1/ 355 دون عزو. وابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 207 عن قوم ولم يسمهم ونقله القرطبي في تفسيره: 3/ 31 عن قوم منهم الكلبي والواقدي. وذكره أبو حيان في البحر: 2/ 135 دون عزو.

(6)

«إن» ساقطة من الأصل و (م)، (ع)، والمثبت في النص من (ق) والتكميل والإتمام.

(7)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 207، والقرطبي في تفسيره: 3/ 30، وأبو حيان في البحر: 2/ 135، دون عزو.

ص: 210

(سي): وقيل

(1)

: آدم وحده. وقيل

(2)

: هم القرون العشرة التي كانت بين آدم ونوح، وكانوا على الحق حتى بعث الله نوحا.

وقيل

(3)

: هم جميع بني آدم حين أخرجهم الله نسما. والله أعلم.

و {الْكِتابَ} ، قيل

(4)

: التوراة. وقيل

(5)

: هو اسم جنس.

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره: 4/ 277 عن مجاهد، ونقله البغوي في تفسيره: 1/ 186، وابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 207، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 229، والقرطبي في تفسيره: 3/ 30، وأبو حيان في البحر المحيط: 2/ 135 عن مجاهد رحمه الله. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 582 ونسب إخراجه إلى وكيع، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن مجاهد أيضا. نقل ابن الجوزي عن ابن الأنباري قال: «وهذا الوجه جائز، لأن العرب توقع الجمع على الواحد

».

(2)

أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 4/ 275 عن ابن عباس رضي الله عنهما، والحاكم في المستدرك: 2/ 546، 547، كتاب التاريخ، «ذكر نوح النبي صلى الله عليه وسلم» عن ابن عباس أيضا. وقال:«هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وذكره البغوي في تفسيره: 1/ 186 وعزاه إلى قتادة وعكرمة. ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 207، عن ابن عباس وقتادة. قال الطبري رحمه الله في تفسيره: 4/ 276: «فتأويل «الأمة» على هذا القول الذي ذكرناه عن ابن عباس «الذين» ،

فكان تأويل الآية على معنى قول هؤلاء: كان الناس أمة مجتمعة على ملة واحدة ودين واحد فاختلفوا، فبعث الله النّبيين مبشرين ومنذرين». وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 1/ 365 عن هذا القول المنسوب إلى ابن عباس: «أصح سندا ومعنى، لأن الناس كانوا على ملة آدم عليه السلام حتى عبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم نوحا عليه السلام، فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض.

(3)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 207، وعزاه إلى أبي بن كعب، وابن زيد. ونقل عن أبي أنه كان يقرؤها كان البشر أمة واحدة. وانظر تفسير القرطبي: 3/ 30، والبحر المحيط: 2/ 135.

(4)

قاله الطبري في تفسيره: 4/ 280 على تقدير أن الألف واللام في الْكِتابَ للعهد. ينظر هذا القول المنسوب إلى الطبري في المحرر الوجيز: 2/ 209، وتفسير القرطبي: 3/ 32، والبحر المحيط: 2/ 135.

(5)

ذكره الزمخشري في الكشاف: 1/ 335، وابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 209، وابن

ص: 211

[213]

وقوله: {فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا

}.

هم أمة محمد

(1)

صلى الله عليه وسلم هداهم الله للتصديق بجميع الكتب، ولكون إبراهيم ما كان يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين

(2)

.

[215]

{يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ} .

(عس)

(3)

: عن ابن عباس

(4)

رضي الله عنهما أنه قال: «جاء عمرو بن الجموح - وهو شيخ كبير، وله مال عظيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ماذا ننفق من أموالنا؟ وأين نصرفها يا رسول الله؟ فنزلت الآية، ذكره ابن فطيس

(5)

.

= الجوزي في زاد المسير: 1/ 230، والقرطبي في تفسيره: 3/ 32، وأبو حيان في البحر المحيط: 2/ 135.

(1)

أخرج نحو هذا الطبري في تفسيره: 4/ 284 عن السدي وذكره البغوي في تفسيره: 1/ 187، وابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 210، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 231، وابن كثير في تفسيره: 1/ 365. وقيل: هداهم الله ليوم الجمعة. أخرج الإمام البخاري في صحيحه: 1/ 211، 212، كتاب الجمعة، باب: «فرض الجمعة

»، والإمام مسلم في صحيحه: 2/ 585، 586.كتاب الجمعة، باب «هداية هذه الأمة ليوم الجمعة» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد».

(2)

هو معنى الآية رقم: 67 من سورة آل عمران.

(3)

التكميل والإتمام: 9 ب، 10 أ، ونص كلام ابن عسكر كما يأتي: «نزلت في عمرو بن الجموح سأل عن مواضع النفقة فنزلت الآية، ثم سأل بعد ذلك كم النفقة؟ فنزل قوله تعالى وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ رواه ابن فطيس، والله أعلم.

(4)

نقله الواحدي في أسباب النزول: 60 من رواية أبي صالح عنه. وذكره البغوي في تفسيره: 1/ 188 دون عزو، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 233، وعزاه إلى أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 585 ونسب إخراجه إلى ابن المنذر عن ابن حبان.

(5)

ابن فطيس: (348 - 402 هـ). هو: عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس، القرطبي أبو المطرف، الإمام

ص: 212

(سي): وعمرو - هذا - هو ابن الجموح

(1)

بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب سلمة بن الأنصاري، شهد العقبة وبدرا وقتل يوم أحد شهيدا، وكان أعرج، فقال له أولاده: نحن نكفيك، وقد عذرك الله، فقال: والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي - هذه - في الجنة، فلما قتل قال عليه السلام:«لقد رأيته يطأ بعرجته في الجنة»

(2)

.ودفن هو وصهره عبد الله بن حرام في قبر واحد

(3)

.

وعبد الله - هذا - هو أبو جابر بن عبد الله رضي الله عنه وعن أبيه.

[218]

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا/فِي سَبِيلِ اللهِ

} الآية. [/22 ب]

(عس)

(4)

: قيل

(5)

: إنها نزلت في أصحاب سرية عبد الله بن جحش

(6)

،

= المفسر، المحدث ولي القضاء بقرطبة. صنف: القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن، فضائل التابعين، والناسخ والمنسوخ،

وغير ذلك. أخباره في: الصلة: 1/ 309، تاريخ قضاة الأندلس: 87، الديباج: 1/ 478.

(1)

الجموح: - بفتح الجيم وتخفيف الميم - كذا ضبطه ابن حجر في الإصابة: 4/ 615.

(2)

أخرج هذا الحديث باختلاف يسير في لفظه الإمام أحمد في مسنده: 5/ 299 عن أبي قتادة وهو أيضا في السيرة لابن هشام، القسم الأول: 90، 91. وانظر أسد الغابة: 4/ 206، 208، والإصابة: 4/ 615 - 617.

(3)

السيرة لابن هشام، القسم الأول:98.

(4)

التكميل والإتمام: 10 أ.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 4/ 305 - 319 عن جندب بن عبد الله، وعروة بن الزبير، والسدي. وأخرجه الواحدي أيضا في أسباب النزول: 60 - 64 عن عروة بن الزبير والزهري، وعن غيرهما من المفسرين. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 600 - 604 ونسبه إلى الطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني والبيهقي عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه. وقد صحح السيوطي رحمه الله سند هؤلاء عن جندب.

(6)

عبد الله بن جحش بن رياب الأسدي، من السابقين إلى الإسلام، شهد بدرا، واستشهد في أحد، وهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم. وكان أول أمير في الإسلام. ترجمته في: أسد الغابة: 3/ 194 - 196، والإصابة: 4/ 35 - 37.

ص: 213

وكانت في رجب من السنة الثانية من الهجرة

(1)

، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها عبد الله ابن جحش أميرا، وبعث معه ثمانية من المهاجرين، وهم - على ما ذكر ابن إسحاق

(2)

: أبو حذيفة بن عتبة

(3)

، وعكاشة بن محصن

(4)

، وعتبة بن غزوان

(5)

، وسعد بن أبي وقاص، وعامر بن ربيعة

(6)

، وواقد بن عبد الله

(7)

، وخالد بن البكير

(8)

، وسهيل بن بيضاء

(9)

، وقال الطبري في «التاريخ

(1)

وكانت سببا لغزوة بدر الكبرى، ذكره ابن كثير في البداية والنهاية: 3/ 247.

(2)

السيرة لابن هشام، القسم الأول: 601، 602.

(3)

أبو حذيفة بن عتبة القرشي، اسمه: مهشم، وقيل: هاشم، وقيل: قيس. من السابقين إلى الإسلام، شهد بدرا، واستشهد يوم اليمامة. ترجمته في: أسد الغابة: 6/ 70 - 72، الإصابة: 7/ 87.

(4)

عكاشة - بفتح أوله وتشديد الكاف وتخفيفها أيضا - بن محصن بن حرثان - بضم الحاء المهملة - كذا ضبطه ابن حجر - من السابقين إلى الإسلام، شهد بدرا والمشاهد كلها. واستشهد في حرب الردة. ترجمته في أسد الغابة: 4/ 67، 68، والإصابة 4/ 533، 534.

(5)

عتبة بن غزوان - بفتح المعجمة وسكون الزاي - بن جابر بن وهب المازني، أبو عبد الله، صحابي جليل، شهد غزوة بدر وما بعدها. ترجمته في: أسد الغابة: 3/ 565 - 567، والإصابة: 4/ 438، 439.

(6)

عامر بن ربيعة بن كعب العنزي، أبو عبد الله، من السابقين إلى الإسلام، شهد المشاهد - كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ترجمته في: أسد الغابة: 3/ 121، 122، والإصابة: 3/ 579، 580.

(7)

هو واقد بن عبد الله اليربوعي، صحابي جليل قديم الإسلام، شهد بدرا وما بعدها مع الرسول صلى الله عليه وسلم. ترجمته في: أسد الغابة: 5/ 434، والإصابة: 6/ 594، 595.

(8)

خالد بن البكير بن عبد ياليل الليثي، من السابقين إلى الإسلام، شهدا بدرا، واستشهد في غزوة الرجيع. ينظر السيرة لابن هشام، القسم الثاني: 169، وأسد الغابة: 2/ 91، والإصابة: 2/ 227، 228.

(9)

سهيل بن بيضاء القرشي، وبيضاء أمه، واسم أبيه: وهب بن ربيعة بن عامر القرشي. مات سهيل في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.

ص: 214

الكبير»

(1)

: كانوا تسعة، وذكر فيهم عمار بن ياسر، وأسقط بعضهم

(2)

.

وفي هذه السرية، كان أول قتيل من المشركين وأول أسير وفيها نزل قوله تعالى:{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ}

(3)

وهم المشار إليهم بقوله تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا

} الآية.

(سي): لم يسم الشيخ رحمه الله القتيل في هذه الوقعة، ولا الأسير.

فأما القتيل فكان عمرو بن الحضرمي، رماه واقد بن عبد الله بسهم فقتله. وأما الأسير فعثمان بن عبد الله بن المغيرة

(4)

، والحكم بن كيسان

(5)

، وتمام القصة في السير

(6)

.

قال المهدوي

(7)

: «سبب هذه الآية أن عمرو بن أمية

(8)

الضمري قتل رجلين من بني كلاب في رجب. فنزلت الآية».

= ترجمته في: أسد الغابة: 2/ 477، والإصابة: 3/ 208، 210.

(1)

تاريخ الطبري: 2/ 410 - 413، وانظر تفسيره: 4/ 305.

(2)

أسقط عكاشة بن محصن، وعامر بن ربيعة، وخالد بن البكير.

(3)

سورة البقرة: آية: 217.

(4)

عثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومي. لحق بمكة فمات بها كافرا. انظر السيرة لابن هشام، القسم الأول:605.

(5)

الحكم بن كيسان، مولى هشام بن المغيرة، وهشام والد أبي جهل. أسلم الحكم وحسن إسلامه، واستشهد يوم بئر معونة. ينظر السيرة لابن هشام، القسم الأول: 605، وأسد الغابة: 2/ 41، والإصابة: 2/ 109.

(6)

السيرة لابن هشام، القسم الأول: 601 - 605 والطبقات لابن سعد: 2/ 10، 11، وتاريخ الطبري: 2/ 410 - 414، والدرر لابن عبد البر: 99 - 101، والبداية والنهاية: 3/ 247 - 251.

(7)

التحصيل: 1/ 110 ب.

(8)

عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله الكناني الضمري أبو أمية. صحابي جليل، عاش إلى خلافة معاوية ومات بالمدينة. أخباره في: السيرة لابن هشام، القسم الثاني: 185، 186، وأسد الغابة: 4/ 193، 194، والإصابة 4/ 602، 603.

ص: 215

(عط)

(1)

: وهذا تخليط، وصاحبا عمرو كان عندهما عهد من رسول الله

(2)

صلى الله عليه وسلم وكان عمرو قد أفلت من قصة بئر معونة

(3)

.

[219]

{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ

} الآية.

(عس)

(4)

: كان السائل حمزة بن عبد المطلب

(5)

رضي الله عنه مع نفر من الأنصار.

تكميل: قال المؤلف - وفّقه الله -: «وفي الترمذي»

(6)

و «أحكام القرآن»

(7)

(1)

المحرر الوجيز: 2/ 220، ويضعف قول المهدوي - أيضا - قول الطبري في تفسيره: 4/ 301، 302:«ولا خلاف بين أهل التأويل جميعا أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبب قتل ابن الحضرمي وقاتله»

(2)

ذكره ابن إسحاق في السيرة، القسم الثاني: 186 وقال: «لم يعلم به - بالعهد والجوار - عمرو بن أمية، وقد سألهما حين نزلا، ممن أنتما؟ فقالا: من بني عامر فأمهلهما حتى إذا ناما، عدا عليهما فقتلهما، وهو يرى أنه قد أصاب بهما ثؤرة من بني عامر، فيما أصابوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

(3)

بئر معونة: بفتح الميم، وضم العين، وواو ساكنة ونون بعدها هاء. وهي بين أرض عامر وحرة بني سليم. كان بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب بئر معونة في شهر صفر من السنة الرابعة للهجرة، وذلك بعد أن طلب أبو براء عامر بن مالك من النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث رجالا من أصحابه إلى أهل نجد فيدعوهم إلى الإسلام. والقصة بتمامها في السيرة لابن هشام، القسم الثاني: 183 - 189، والدرر لابن عبد البر: 161 - 164، والبداية والنهاية: 4/ 74 - 76، وفتح الباري: 7/ 385 - 388، كتاب المغازي، باب «غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة

». وانظر معجم البلدان: 5/ 159.

(4)

التكميل والإتمام: 10 أ.

(5)

نقل ابن بشكوال في الغوامض والمبهمات: 2/ 596، هذا القول عن أبي الطيب الجريري البغدادي صاحب محمد بن جرير الطبري. ونقله السيوطي في مفحمات الأقران: 19، عن ابن عسكر رحمه الله.

(6)

أخرجه الترمذي في سننه: 5/ 253، 254 كتاب التفسير باب «ومن سورة المائدة» عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصححه.

(7)

أحكام القرآن: 1/ 149.

ص: 216

لابن العربي: أنّ السائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، روي أنه قال: «اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء

(1)

، فنزلت التي في «البقرة» ، {يَسْئَلُونَكَ/عَنِ} [/23 أ]{الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} ، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في سورة «النساء» ، {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى}

(2)

، فدعي فقرئت [عليه]

(3)

، ثم قال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في «المائدة» ، {إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ

}

(4)

.فدعي فقرئت عليه فقال: انتهينا انتهينا»

(5)

.

قال المؤلف - وفقه الله - ولما كانت العرب في الجاهلية تعتني بالخمر وتعظمها، جعلت لها أسماء كثيرة، فإن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى عندهم، فوجب بشرط الكتاب أن نذكر ما أمكن منها.

(1)

في (ع): «بيانا شافيا» وقد وافق لفظ الإمام أحمد والحاكم

وغيرهما.

(2)

آية: 43.

(3)

«عليه» ساقطة من الأصل، وأثبت من النسخ الأخرى.

(4)

آية: 91.وتمام الآية

وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ.

(5)

الحديث أخرجه أيضا الإمام أحمد في مسنده: 1/ 53، وأبو داود في سننه: 3/ 325، كتاب الأشربة، باب «في تحريم الخمر» ، والنسائي في سننه: 8/ 286، كتاب الأشربة، باب «تحريم الخمر». والطبري في تفسيره: 10/ 566 - 568، والحاكم في المستدرك: 2/ 278، كتاب التفسير، «من سورة البقرة» وقال:«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 605، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وأبي يعلى، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والنحاس في «ناسخه» ، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي، والضياء المقدسي في «المختارة» ، كلهم عن عمر رضي الله عنه. وقد صحح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في شرح المسند 1/ 316، 317، إسناد هذا الحديث.

ص: 217

واعلم أن الخمر اسم لكل ما خامر العقل، أي: غطاه

(1)

من أي شراب كان فهو اسم جامع لها، وأكثر ما سواه صفات

(2)

، لكنها في الغالب جارية مجرى الأسماء في كونها تستعمل موالية للعوامل وغير تابعة لما قبلها، فإن كان الشراب من التمر قيل له: الفضيخ

(3)

، بالخاء المعجمة، وإن كان من العسل قيل له: البتع

(4)

، وإن كان من البر قيل له: المزر

(5)

، - بكسر الميم وسكون الزاي - وكذلك إن كان من الذرة، ومن الشعير، ويقال لما كان من الذرة - أيضا -: السكركة

(6)

، وإن كان من الزبيب قيل له: النبيذ

(7)

، عند بعضهم.

وكذلك التمر إذا نبذ في الماء قيل له: النبيذ، لأن النبذ هو الطرح، والسكر يقع على خمر العنب والتمر خصوصا.

قال الله تعالى: {وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً

}

(8)

الآية.

وذكر صاحب الصحاح

(9)

: إن السكر اسم لشراب التمر.

(1)

ينظر الجمهرة لابن دريد: 2/ 203، والصحاح: 2/ 649، واللسان: 4/ 258 (خمر).

(2)

ذكره ابن الرقيق، انظر المختار من قطب السرور:30.

(3)

غريب الحديث لأبي عبيد: 2/ 176، 177، والجمهرة لابن دريد: 2/ 229، والصحاح: 1/ 429، واللسان: 3/ 45، (فضخ).

(4)

انظر غريب الحديث للهروي: 2/ 176، والجمهرة لابن دريد: 1/ 196، والصحاح: 3/ 1183 (بتع)، والنهاية لابن الأثير: 1/ 94.

(5)

ينظر غريب الحديث لأبي عبيد: 2/ 176، والصحاح: 2/ 816، (مزر)، والنهاية لابن الأثير: 4/ 324.

(6)

السكركة: بضم السين والكاف وسكون الراء، قال أبو عبيد في غريب الحديث: 4/ 278: «والسكركة بالحبشية وهو شرابهم» . وانظر النهاية لابن الأثير: 2/ 383، واللسان: 4/ 375، (سكر).

(7)

اللسان: 3/ 511 (نبذ).

(8)

سورة النحل: آية: 67.

(9)

هو إسماعيل بن حماد الجوهري: (؟ - 393 هـ). الإمام اللغوي المشهور.

ص: 218

والأول قول جماعة غيره

(1)

، وهو نص القرآن.

وأما الأسماء والصفات التي ذكرنا آنفا فهي ما أذكر لك.

حكى القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب: «قانون التأويل»

(2)

له، عن ابن قتيبة: الرحيق، الخندريس، المدام، المدامة، العقار، السلاف، السلافة، الخرطوم، العقيلة، /الشمول، الشمولة، الراح، الروح، القهوة، المشعشعة [/23 ب] السلسال، السلسبيل، الحميا، الجريال، القرقف، الكلفاء، المقدية، الاسفنط، الماذية، الصّهباء، القاقبة، الشمطا، المتحامية، الصفراء، الكريفية، الطلاء، الخمطة، الزرجون، أم الدهر، بنت الدن، العاتق، البكر، العجوز، الخليلة الكميت، المرة.

زاد يعقوب بن السكيت

(3)

: المعتقة، الشموس، السخامية العانية، القنديد، الفيهج، الغرب، الخمطة، الخلة المسطار، أم زنبق، السبيئة.

= أخباره في معجم الأدباء: 2/ 269، وسير أعلام النبلاء: 17/ 80 - 82، وبغية الوعاة: 1/ 446 - 448. ينظر قوله في الصحاح: 2/ 687 (سكر).

(1)

راجع هذا القول في غريب الحديث لأبي عبيد: 2/ 176 والنهاية لابن الأثير: 2/ 382، واللسان: 4/ 373، 374 (سكر).

(2)

لم أقف على كلامه هذا فيما تيسر لي من النسخ الخطية لكتاب قانون التأويل، حيث إنه لم يتطرق إلى ذكر أسماء الخمر في سورة البقرة، فلعله ذكر ذلك في سورة المائدة أو في موضع آخر. انظر هذه الأسماء في كتاب المعاني الكبير لابن قتيبة:(1/ 437 - 461)، وتهذيب الألفاظ:211.

(3)

ابن السكيت: (186 - 244 هـ). هو: يعقوب بن إسحاق بن السكيت، أبو يوسف. الإمام اللغوي، الأديب. صنف إصلاح المنطق، الألفاظ، الأضداد، القلب والإبدال،

وغير ذلك. أخباره في: طبقات النحويين للزبيدي: 221، وفيات الأعيان: 6/ 395 - 401، بغية الوعاة: 2/ 349.ينظر كلامه في تهذيب الألفاظ: 211.

ص: 219

زاد ابن الرقيق

(1)

: الرساطون، الدم، المفتاح، العانس، الزيتية، الآسرة، الثميلة، الساهرة، المسلية، المنسية، المزينة، المرينة، السارية، المعينة، النمامة، الدبابة، الطاردة، هيتية، نيسانية، بابلية، درياقة، عبد النور، فؤاد الدن، أم ليلى، وهو كنية لها.

فصل: في شرح مشكل هذه الأسماء، وبيان اشتقاقها أو أكثرها، وبه تتم الفائدة إن شاء الله تعالى:

أما «الرحيق» ، فقال بعضهم: هو الصافي من كل شيء

(2)

، وقال أبو عبيدة

(3)

: هو صفوة الخمر.

وأما «الخندريس» ، فذكر ابن السكيت

(4)

وغيره: إنها القديمة من قولهم:

(1)

ابن الرقيق: (؟ - نحو 425 هـ). هو: إبراهيم بن القاسم المعروف بالرقيق أو ابن الرقيق القيرواني، أبو إسحاق. المؤرخ، الشاعر، الأديب. صنف: تاريخ إفريقية والمغرب، الراح والارتياح، نظم السلوك في مسامرة الملوك، وقطب السرور في وصف الأنبذة والخمور،

وغير ذلك. أخباره في: معجم الأدباء: 1/ 287، والإعلان بالتوبيخ:250. ينظر هذه الأسماء وشرحها في المختار من قطب السرور: 28 - 38.

(2)

ذكره ابن الرقيق. انظر المختار من قطب السرور: 32 وذكره ابن دحية في تنبيه البصائر: 32 ب. وانظر النهاية لابن الأثير: 2/ 208، واللسان: 10/ 114 (رحق).

(3)

أبو عبيدة: (110 - 210 هـ). هو معمر بن المثنّى التيمي، البصري، أبو عبيدة. الإمام النحوي، اللغوي، الأديب. صنف مجاز القرآن، نقائض جرير والفرزدق، معاني القرآن،

وغير ذلك. أخباره في: وفيات الأعيان: 5/ 235، طبقات النحويين للزبيدي: 175 - 178، وسير أعلام النبلاء: 9/ 445. وهذا القول له في المختار من قطب السرور: 32 وتنبيه البصائر لابن دحية: 33 أ، وانظر الصحاح: 4/ 1480، (رحق).

(4)

تهذيب الألفاظ: 213، وذكره الجوهري في الصحاح: 3/ 922 (خدرس)، وابن دحية في تنبيه البصائر: 23 أ.

ص: 220

حنطة خندريس، أي: قديمة، وهو لفظ فارسي معرب

(1)

، وقيل

(2)

: هو مأخوذ من خدر العروس يريد إنها محجوبة كالعروس في الخدر.

وأما «المدام والمدامة»

(3)

، فلأنها أديمت في دنها حتى سكنت وعتقت

(4)

.وقيل

(5)

: لأن أصحابها لا يدعونها غالبا.

وأما «العقار» ، فسميت بذلك لأحد ثلاثة أشياء

(6)

:

أحدها: أنها تعقر مال شاربها، أي: تذهبه.

الثاني: أنها تعقر العقل

(7)

.

الثالث: أنها عاقرت الدن [أي]

(8)

لازمته، يقال: /عاقر الشراب إذا [/24 أ] لازمه

(9)

.

(1)

قال ابن دريد في الجمهرة: 3/ 330، «والخدرسة منه اشتقاق الخندريس، وليس بعربي محض. وقال بعض أهل اللغة: «الخندريس» رومية معربة»، ونقل الجواليقي في المعرب: 172، 173 هذا القول عن ابن دريد، ونقل عن غيره إنها معربة من الفارسية، وإنما هي «كندريش» أي: ينتف شاربها لحيته، لذهاب عقله، فعربت فقيل «خندريس». هذا الكلام الذي ذكره الجواليقي بنصه في تنبيه البصائر: 23 أ.

(2)

ذكره ابن الرقيق انظر: المختار من قطب السرور: 35، وذكره ابن دحية في تنبيه البصائر: 23 أ.

(3)

قال ابن دحية في تنبيه البصائر: 57 ب: «أدخلت فيه الهاء فقيل: مدامة لأنها تذكر وتؤنث، كما يقال: كرم وكرمة، وخمر وخمرة» .

(4)

تهذيب الألفاظ: 213، والمختار من قطب السرور: 32، ونقله ابن دحية في تنبيه البصائر: 57 ب، عن العسكري.

(5)

ذكره ابن الرقيق. انظر: المختار من قطب السرور: 32 واللسان: 12/ 214 (دوم).

(6)

في هامش (ق)، (م):«أوجه» .

(7)

ينظر الأوجه السالفة في المختار من قطب السرور: 31 والصحاح: 2/ 754، اللسان: 4/ 598 (عقر).

(8)

ساقطة من الأصل و (م)، (ع).والمثبت من (ق)، ومن تهذيب الألفاظ.

(9)

تهذيب الألفاظ: 212، والصحاح: 2/ 754 (عقر)، والنهاية لابن الأثير: 3/ 274، وذكره ابن دحية في تنبيه البصائر: 49 أ.

ص: 221

وأما «السلاف والسلافة» : فما سال منها قبل أن تعصر بيد أو رجل

(1)

.

وسلاف كل شيء أوله، ومنه: سلف القوم، أي: المتقدم منهم، وسالفة العنق مقدمها

(2)

.

وأما «الخرطوم» ، فهي - أيضا - عند ابن السكيت

(3)

وغيره ما ينزل منها قبل أن يداس عنبها. وقال بعضهم

(4)

: سميت بذلك لأن صاحبها إذا شمها قطب وصرف وجهه، كأنها حية أخذته بخرطومها.

قال الشاعر

(5)

:

ولقد شربت الخمر حتى خلتها

أفعى تكش على طريف المنخر

وأما «العقيلة» ، فهي بمعنى فاعلة، من العقل وهو الحبس

(6)

، لأنها تعقل صاحبها عن كثير من تصرفاته الدينية كالصلاة وغيرها، أي: تحبسه، وعن كثير من تصرفاته الدنيوية.

وأما «الشمول والشمولة» ، فسميت بذلك لأن لها عصفة كعصفة الريح الشمال. قاله الأصمعي

(7)

.

(1)

تهذيب الألفاظ 214/، والمختار من قطب السرور: 31، 32، والصحاح: 4/ 1377 (سلف).

(2)

ذكره ابن الرقيق. ينظر: المختار من قطب السرور: 32 وذكره ابن دحية في تنبيه البصائر: 36 ب، وانظر اللسان: 9/ 159، 160 (سلف).

(3)

تهذيب الألفاظ: 214، والنص الذي أورده المؤلف رحمه الله في المختار من قطب السرور: 32، وذكر نحوه ابن دحية في تنبيه البصائر: 23 ب، وانظر اللسان: 12/ 174 (خرطم).

(4)

ذكره ابن الرقيق. انظر: المختار من قطب السرور: 32 وذكر نحوه ابن دحية في تنبيه البصائر: 23 ب.

(5)

هو: محمد بن حبيب، ذكر ابن الرقيق هذا البيت ونسبه إليه. انظر المختار من قطب السرور:32. وأورده ابن السكيت في تهذيب الألفاظ: 214، ولم يسم قائله.

(6)

في اللسان: 11/ 458، 459 (عقل):«وسمي العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك أي: يحبسه» .

(7)

الأصمعي: (122 - 216 هـ).

ص: 222

وقال أبو عمرو بن العلاء

(1)

: سميت بذلك لأنها شملت القوم بريحها، أي: عمتهم، حكاهما يعقوب

(2)

-

وحكى ابن الرقيق

(3)

: إنها سميت بذلك لأنها تشتمل على العقول، وهو ضعيف من جهة أنه كان ينبغي أن يقال: المشتملة وقال أيضا

(4)

: سميت بذلك لأنها تجمع الشمل.

وأما «الراح» فلأن صاحبها يرتاح إذا شربها، أي: يهش للسخاء والكرم

(5)

.وقيل

(6)

: لأنها تريح من الهموم والأحزان وقيل

(7)

: لأن شاربها

= هو عبد الملك بن قريب بن علي الباهلي، أبو سعيد. الإمام اللغوي، الشاعر المشهور. صنف خلق الإنسان، والخيل، واشتقاق الأسماء،

وغير ذلك. أخباره في: تاريخ بغداد: 10/ 410، طبقات النحويين للزبيدي: 167 - 174، وبغية الوعاة: 2/ 112، 113. ذكر ابن الرقيق هذا القول دون أن ينسبه إلى الأصمعي. انظر المختار من قطب السرور:31.

(1)

أبو عمرو بن العلاء: (70 - 154 هـ). هو زبان بن عمار التميمي البصري، أبو عمرو. الإمام اللغوي، الأديب، أحد القراء السبعة. أخباره في: طبقات النحويين للزبيدي: 35 - 40، وفيات الأعيان: 3/ 466، معرفة القراء الكبار: 1/ 100 - 105.

(2)

انظر تهذيب الألفاظ: 211، 212، والمختار من قطب السرور: 31، وذكرهما ابن دحية في تنبيه البصائر: 43 أ.

(3)

انظر المختار من قطب السرور: 31.

(4)

المصدر نفسه.

(5)

تهذيب الألفاظ: 213، والمختار من قطب السرور: 28، وذكره ابن دحية في تنبيه البصائر: 33 أ، وانظر اللسان: 2/ 461 (روح).

(6)

ذكره ابن الرقيق، وأنشد قول الشاعر: * راح تريح من الأحزان والفكر * انظر المختار من قطب السرور: 28.

(7)

المصدر نفسه.

ص: 223

يستطيب ريحها، وقد جمع هذه الصفات الثلاث ابن الرومي

(1)

في قوله:

والله ما أدري لأية علة

يدعون هذا الراح باسم الراح

ألروحها أم ريحها تحت الحشا

أم لارتياح نديمها المرتاح

وأما «الروح» ، فسميت بذلك للطافتها وامتزاجها بالروح وكثرة توليدها للدم الذي هو الروح عند طائفة

(2)

.

[/24 ب] وقد قال إبراهيم النظام

(3)

في هذا المعنى فأحسن: /

ما زلت آخذ روح الدن في لطف

[وأستبيح]

(4)

دما من غير مجروح

حتى انثنيت ولي روحان في جسدي

والزق مطرح جسم بلا روح

وما «القهوة» ، فسميت بذلك لأن صاحبها يقهي عن الطعام [أي]

(5)

لا يشتهيه، يقال: أقهى عن الطعام وأقهم، إذا لم يشتهه فهو قهم

(6)

.

(1)

ابن الرومي: (221 - 283 هـ). هو: علي بن العباس بن جريج، أبو الحسن. الشاعر المشهور. أخباره في: مروج الذهب: 4/ 283، ومعجم الشعراء للمرزباني: 289، 290، ووفيات الأعيان: 3/ 358 - 362 والبيتان في ديوانه: 2/ 553، وفقه اللغة للثعالبي: 289، والمختار من قطب السرور:29.

(2)

ذكره ابن القيم في الروح: 236، ولم يبين هذه الطائفة.

(3)

النظام: (؟ - 231 هـ). هو إبراهيم بن سيار بن هانئ البصري، أبو إسحاق. أحد أئمة المعتزلة، وهو شيخ الجاحظ. له كتاب النبوة، والجواهر والأعراض،

وغير ذلك. أخباره في: تاريخ بغداد: 6/ 97، 98، واللباب لابن الأثير: 3/ 316، وسير أعلام النبلاء: 10/ 541، 542. والبيتان له في: مختلف الحديث لابن قتيبة: 15 واللباب: 3/ 316.

(4)

في الأصل: «فأستبيح» ، والمثبت في النص من النسخ الأخرى.

(5)

«أي» ساقطة من الأصل، (م)، (ع) وأثبتّ من (ق) وتهذيب الألفاظ.

(6)

تهذيب الألفاظ: 212، والمختار من قطب السرور: 31، والصحاح: 6/ 2470 (قها)، وتنبيه البصائر: 54 أ.

ص: 224

وقيل: لأنها تقهي الفؤاد، أي: تستره.

وأما «المشعشعة»

(1)

، فهي التي أرق مزجها حتى يكون لها شعاع، وكل ما مزج فأرق مزجه فقد شعشع، ومنه قيل: رجل شعشع وشعشعان، إذا كان طويلا خفيفا أو خفيف اللّحم.

وأما «السلسبيل، والسلسال، والسلسل» : فهو السلس السهل الدخول في الحلق، مشتق من السلس

(2)

، وفي التنزيل:{عَيْناً فِيها تُسَمّى سَلْسَبِيلاً}

(3)

.

وأما «الحميا» ، فهي الخمر الشديدة السورة، وحميا كل شيء شدته. قاله ابن السّكّيت

(4)

.

وأما «الجريال» فسميت بذلك لحمرتها، والجريال صبغ أحمر وهو رومي معرب. قاله الأصمعي

(5)

.وقال الأعشى:

وجريال كأن اللون منها

إذا أبصرته خد معصفر

وأما «القرقف» ، فسميت بذلك لأن شاربها يقرقف عنها إذا شربها، أي:

(1)

ينظر تهذيب الألفاظ: 216، والصحاح: 3/ 1238 واللسان 8/ 182 (شعشع).

(2)

تهذيب الألفاظ: 218، والجمهرة لابن دريد: 3/ 401، والاشتقاق له أيضا: 387، والصحاح: 5/ 1732، واللسان: 11/ 343 (سلسل).

(3)

سورة الدهر: آية: 18.

(4)

تهذيب الألفاظ: 217.وقال الجوهري في الصحاح: 6/ 2320، (حمى): «وحميا الكأس: أول سورتها».وقال ابن دحية في تنبيه البصائر: 16 ب: «سميت بذلك لأنها تحمي الجسد من سورتها وحدتها» .

(5)

تهذيب الألفاظ: 214، والمعرب للجواليقي: 150، 151 وفي اللسان: 11/ 108، 109 (جرل):«وزعم الأصمعي أن الجريال اسم أعجمي رومي عرب، كأن أصله كريال» . والبيت المنسوب إلى الأعشى في تهذيب الألفاظ، والصحاح للجوهري، والمعرب للجواليقي، وتنبيه البصائر، واللسان كالآتي: وسبيئة مما تعتق بابل كدم الذبيح سلبتها جريالها وهو أيضا في ديوانه: 27.أما البيت الذي أورده البلنسي رحمه الله في النص فهو في المختار من قطب السرور: 33، غير منسوب.

ص: 225

[يرعد]

(1)

.يقال: أخذته قرقفة وقفقفة إذا ارتعد من البرد

(2)

.قال الشاعر

(3)

:

قرقفة تترك العليل صحيحا

(4)

وتعير الصحيح فتر العليل

وأما «الكلفا» ، فسميت بذلك [لتكلف]

(5)

شرابها

(6)

بها

(7)

.

وقيل

(8)

: «الكلفاء» ، الخمر التي اشتدت حمرتها حتى تضرب إلى السواد.

وأما «المقدية» ، فمنسوبة إلى «مقد»

(9)

، قرية بالشام

(10)

.

وأما «الإسفنط» ، فقال الأصمعي

(11)

: هو رومي معرب، وهو من أسماء

(1)

في الأصل: «رعد» ، وأثبت من (ق)، (م)، (ع).

(2)

هذا الكلام بنصه في تهذيب الألفاظ: 212. وانظر: الصحاح: 4/ 1416 (قرقف)، والنهاية لابن الأثير: 4/ 49.

(3)

لم أعرف قائله، والبيت في المختار من قطب السرور: 31، غير منسوب.

(4)

كذا في جميع النسخ «صحيحا» ، وأثبت محقق المختار من قطب السرور مكانه «مريضا» ، معتمدا على نسخة أخرى للكتاب.

(5)

ساقطة من الأصل، والمثبت من (ق)، (ع).

(6)

كذا في: (ق)، وفي (ع):«شاربها» .

(7)

ذكره ابن الرقيق. انظر: المختار من قطب السرور: 33 وذكره ابن دحية في: تنبيه البصائر: 55 ب.

(8)

هذا القول في تهذيب الألفاظ: 214.وقال الجوهري في الصحاح: 4/ 1423 (كلف): «والكلف لون بين السواد والحمرة

». وقال ابن دحية في تنبيه البصائر: 55 ب: «وسميت كلفا لأنها تضرب إلى السواد لطول مكثها في الدن أو الزق» .

(9)

مقد: - بفتح أوله وثانيه وبالدال المهملة مشددة - قرية بدمشق في الجبل المشرف على الغور، تنسب إليها الخمر. معجم ما استعجم: 4/ 1250 - 1251، معجم البلدان: 5/ 165.

(10)

قال الجوهري في الصحاح: 2/ 540، (مقد):«المقدي - مخففة الدال - شراب منسوب إلى قرية بالشام يتخذ من العسل» . وانظر مجمل اللغة لابن فارس: 4/ 837، واللسان: 5/ 408 (مقد).

(11)

هذا القول في تهذيب الألفاظ: 215، 216 لابن السكيت وكذا في المعرب للجواليقي:

ص: 226

الخمر. وقيل: ليس بالخمر، وإنما هو عصير عنب يطبخ ويجعل فيه [أفواه]

(1)

ويعتق.

قال أبو عمرو بن العلاء: «الإسفنط» - بفتح الفاء - يمدحونها/به أحيانا [/25 أ] ويذمونها به أحيانا

(2)

.وكسر الفاء هو الشائع

(3)

.

وأما «الماذية» ، فسميت بذلك لسهولة مدخلها في الحلق ومنه قيل: عسل ماذي، وهو الأبيض البراق، ودرع ماذية أي سهلة، لينة، حسنة البريق

(4)

، قال الشاعر

(5)

.

سلافة بيضاء ماذية

يفض المسابئ عنها الجرارا

وقال الأصمعي

(6)

: «الماذي» الخالص من كل شيء.

وأما «الصهباء» فهي الحمراء إلى البياض. وقيل: هي التي اتخذت من

= 66.أمّا في الصحاح: 3/ 1131 (سفط)، وتنبيه البصائر: 6 ب فهو عن الأصمعي كما هو منسوب في النص.

(1)

من: (ق)، وهو المثبت في تهذيب الألفاظ، والمعرب للجواليقي، وتنبيه البصائر. أما في الأصل، ونسخة:(م)، (ع) فقد ورد:«أفاويه» .

(2)

هذا القول في: تهذيب الألفاظ: 215، 216، وتنبيه البصائر: 7 ب. عن أبي حزام العكلي. ونقل الجواليقي في المعرب: 66، وابن دحية عن أبي سعيد قال:«الإسفنط والإصفند قالوا: هي أعلى الخمر وأصفاها» .

(3)

ذكره ابن دحية في تنبيه البصائر: 7 ب. وانظر القاموس المحيط: 2/ 364.

(4)

ينظر تهذيب الألفاظ: 214، 215، والمختار من قطب السرور: 33، والصحاح: 6/ 2491 (مذى). ونقله ابن دحية في تنبيه البصائر: 59 ب عن ابن السكيت

(5)

هو عوف بن الخرع التيمي. والبيت له في تهذيب الألفاظ: 215.

(6)

ذكره ابن الرقيق. انظر المختار من قطب السرور: 34.

ص: 227

العنب الأبيض

(1)

، وهي التي تشبه الأصهب

(2)

من الشعر.

وأما «الصفراء» ، فوصفها بذلك ظاهر

(3)

.قال الشاعر

(4)

:

من شراب مزعفر مثل صبغ

كان صبغا لأم ليلى العروس

فإذا ما مزجتها فهي شمس

حين دارت مصفرة في الكئوس

وأما «الطلاء» ، فهي التي طبخت حتى ذهب ثلثاها، شبهت بطلاء

(5)

الإبل.

وأما «الزرجون»

(6)

، فسميت بما نشأت عنه وهو زرجون الكرمة، أي حطبها.

وأما «أم الدهر» ، فلأن شاربها يرى أن الدهر لا قوام له إلا بها، وأن حياته لا تصلح إلا بها، كما أن الصبي لا يصلح إلا بأمه.

(1)

نقله ابن السكيت عن الأصمعي، ونقل عن غيره: «

وهي التي عصرت من عنب أبيض. ومن غيره. وذلك إذا ضربت إلى البياض».تهذيب الألفاظ: 214. وانظر المختار من قطب السرور: 33، واللسان: 1/ 533 (صهب).

(2)

قال ابن الأثير في النهاية: 3/ 62: «الأصهب: الذي يعلو لونه صهبة، وهي كالشقرة» .

(3)

قال ابن دحية في تنبيه البصائر: 46 ب: هي العتيقة التي عتقت في الدن حولين، فعتقت واصفرت، ومن أوصافهم لها: شراب أصفر رقيق مر».

(4)

لم أعرف من هو، والبيتان في المختار من قطب السرور: 43، غير منسوب.

(5)

ذكره أبو عبيد في غريب الحديث: 2/ 177، وذكره ابن الرقيق. انظر المختار من قطب السرور: 33، وقال الجوهري في الصحاح: 6/ 2414 (طلا): «وبعض العرب يسمي الخمر الطلاء، يريد بذلك تحسين اسمها، لا أنها الطلاء بعينه

». وذكر هذا المعنى - أيضا - ابن دحية في تنبيه البصائر: 49 أ، وابن الأثير في النهاية: 3/ 137.

(6)

نقل الجوهري في الصحاح: 5/ 2131، (زرجن) عن الأصمعي أنها فارسية معربة، ومعناها بالفارسية: لون الذهب. وذكره الجواليقي في المعرب: 213، وقال:«وأصله «زركون» أي: لون الذهب»، ونقل عن النضر بن شميل: الزرجون: شجر العنب، كل شجرة زرجونة». وانظر اللسان: 13/ 296 (زرجن).

ص: 228

وأما «بنت الدن» ، فلأنها كالبنت المحجوبة الملازمة لخدرها، وهو الدن.

وكل ملازم لشيء يقال له: ابن فلان، قال عليه السلام:«لا يدخل الجنة ابن زنا»

(1)

أي: مدمنه وملازمه

(2)

.

وأما «العاتق والبكر» ، فسميت بهما إذا لم تمس ولم يفض عنها طينها وختامها

(3)

.

وأما «العجوز» ، فهي التي عتقت وقدمت جدا وصارت كالمرأة العجوز

(4)

، وذلك ظاهر.

وأما «الخليلة» ، فسميت بذلك لمخالة شرابها لها وصفاء مودتهم فيها، حتى لا يسمعون فيها لوم لائم. ولا عذل عاذل فهي عندهم من أعظم الأخلاء.

وقيل: لتخللها الأعضاء.

وأما «الكميت» ، فسميت بذلك لأنها بشدة حمرتها تضرب إلى/السواد، [/25 ب] كالكميت من الخيل

(5)

.

(1)

لم أعثر عليه بهذا اللفظ. وأخرج الإمام أحمد في مسنده: 11/ 118، 119 عن عبد الله ابن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: «لا يدخل الجنة عاق، ولا مدمن خمر، ولا منان، ولا ولد زنية» .قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح. وأخرج نحوه الدارمي في سننه: 2/ 112، كتاب الأشربة باب «في مدمن الخمر» عن عبد الله بن عمرو أيضا.

(2)

مفهوم هذا الكلام أن التائب عن ارتكاب هذه الفاحشة يدخل الجنة برحمة الله، يدل عليه ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 2/ 69، كتاب الجنائز، باب:«في الجنائز ومن كان آخر كلامه: لا إله إلا الله» ، والإمام مسلم في صحيحه: 1/ 94، كتاب الإيمان، باب «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة» عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني آت من ربي فأخبرني أو قال بشرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق» . واللفظ للبخاري.

(3)

ذكره ابن الرقيق. انظر المختار من قطب السرور: 36 وذكره ابن دحية في تنبيه البصائر: 50 أ.

(4)

ذكره ابن دحية في تنبيه البصائر: 50 ب، وانظر اللسان: 5/ 372 (عجز).

(5)

ينظر تهذيب الألفاظ: 214، والمختار من قطب السرور: 33، والصحاح: 1/ 263، واللسان: 2/ 81 (كمت).

ص: 229

وأما «المزة» ، فتضبط بضم الميم وفتحها، أما بالضم فلم يريدوا الحموضة، وإنما أرادوا لذعها للسان

(1)

.

قال أبو عمرو بن العلاء: قال عبد الملك بن مروان

(2)

للأخطل

(3)

: أراك تكثر ذكر الخمر فصفها لي فقال: أولها مر وآخرها صداع. فقال له: وما تصنع بها وهي هكذا؟ قال: إن بينهما منزلة ما يسرني بها ملكك

(4)

.

وأما «مزة» ، بفتح الميم - فهو من قولهم: هذا أمز من هذا، أي: أفضل وأكثر مزية

(5)

.

وأما «المعتّقة» ، فهي الصرف التي لم يمازجها شيء يشينها، يقال: فلان عتيق النسب ومعتقه. وقيل: هي التي أتى زمان عليها في دنها

(6)

.

وأما «الشّموس» ، فهي التي تجمح بصاحبها وتنزو عند المزاج

(7)

.

(1)

ذكره ابن الرقيق، انظر: المختار من قطب السرور: 34 والجوهري في الصحاح: 3/ 896 (مزز)، وابن دحية في تنبيه البصائر: 61 أ، 61 ب.

(2)

عبد الملك بن مروان: (26 - 86 هـ). الخليفة الأموي، تولى الخلافة بعد موت أبيه سنة خمس وستين للهجرة. أخباره في المحبّر لابن حبيب: 377، وتاريخ الطبري: 6/ 412 - 422، وتاريخ بغداد: 10/ 388 - 390.

(3)

الأخطل: (19 - 90 هـ). هو غياث بن غوث بن الصلت، من بني تغلب، أبو مالك. كان من أشعر أهل عصره، ويعد من أبرز شعراء النصرانية أخباره في: الشعر والشعراء: 1/ 483، وخزانة الأدب:(1/ 458 - 460).

(4)

ذكره ابن السكيت في تهذيب الألفاظ: 216، وابن دحية في تنبيه البصائر: 61 ب.

(5)

ذكره ابن الرقيق. انظر: المختار من قطب السرور: 34، وانظر اللسان: 5/ 409 (مزز).

(6)

ينظر تهذيب الألفاظ: 213، والصحاح: 4/ 1520 (عتق) وذكره أيضا ابن دحية في تنبيه البصائر: 58 ب.

(7)

قال ابن الرقيق: «ولست أدري أعربية أم أعجمية

»، انظر المختار من قطب السرور:35.

ص: 230

قال الشاعر

(1)

:

شموس في عنان الماء تنزو

إذا ما راضها نزو المهارى

وأما «السخامية» ، - بالخاء المعجمة -: فهي السلسلة اللّينة، ومنه قيل:

شعر سخام، أي: لين. ذكره يعقوب

(2)

.

وقال غيره

(3)

: هي التي يغلب عليها السواد. وأهل الشام يسمون الأسود:

المسخم.

وأما «العانية» ، فمنسوبة إلى «عانة»

(4)

، قرية من قرى الجزيرة اعتصرت فيها

(5)

.قال الشاعر

(6)

:

وحانية عانية بنت أدهر

ربيبة دنّ ذات كور ومعجر

= وقال ابن دحية في تنبيه البصائر: 43 أ، 43 ب: وسميت شموسا لأنها تنزو عند مزجها بالماء أي تقفز ويعلوها زبد وقيل: لأنها تشمس بشاربها، أي: تذهب عقله. قال العسكري: تشبيها بالدابة الشموس التي تجمح براكبها، ومعنى تجمح أي: تجري به بغير اختياره. قال: وهذا هو وجه الصواب من تسمية هذه الخبيثة المذهبة للألباب، فقد ألبسها السكر شماسا ونفورا وردت شاربها مذموما مدحورا». وانظر اللسان:(شمس): 6/ 114.

(1)

لم أعرف من هو هذا الشاعر، والبيت في المختار من قطب السرور: 36، غير منسوب.

(2)

تهذيب الألفاظ: 215، 671، والصحاح: 5/ 1948 (سخم).

(3)

قاله ابن الرقيق. انظر المختار من قطب السرور: 35 وقال ابن دحية في تنبيه البصائر: 41 ب، 42 أ: «وهي السوداء في لونها، منسوبة إلى السخام وهو سواد القدر والسخام أيضا: الفحم

، ومن أسخم وجها ممن شرب ما حرم الله».

(4)

عانة: موضع من أرياف العراق، مما يلي الجزيرة تنسب إليها الخمر الجيدة. ينظر معجم ما استعجم: 3/ 914، معجم البلدان: 4/ 71، 72.

(5)

ذكره ابن السكيت في تهذيب الألفاظ: 215، وابن الرقيق. انظر: المختار من قطب السرور: 37، وابن دحية في تنبيه البصائر: 49 ب، 50 أ. وانظر اللسان: 13/ 300 (عون).

(6)

لم أعرف من هو، والبيت في المختار من قطب السرور: 37، غير منسوب.

ص: 231

وأما «القنديد» ، فقال الأصمعي

(1)

: هي عصير عنب مثل الاسفنط، وقد تقدم.

وأما «الفيهج» ،: فاسم أعجمي

(2)

.قال الشاعر

(3)

:

ألا فاسقياني فيهجا جدرية

بماء سحاب يسبق الحق باطلى

و «جدر» قرية بالشام

(4)

.

و «الخمطة» : التي أخذت ريحا

(5)

.

والخلّة»: الحامضة

(6)

، قال أبو ذؤيب

(7)

:

* ولا خلة يكوي النديم شهابها *

(1)

نقله الجوهري في الصحاح: 2/ 528 (قند) عن الأصمعي. قال الجواليقي في المعرب: 309: «القند فارسي معرب. وقد جاء في الشعر الفصيح. وقد استعملته العرب. فقالوا: سويق مقنود ومقند» .

(2)

قال الجوهري في الصحاح: 1/ 336 (فهج): الفيهج: ما تكال به الخمر، فارسي معرب

».

(3)

هو: معبد بن سعنة الضبي، والبيت له في تهذيب الألفاظ: 216، واللسان: 2/ 349 (فهج) ورواية البيت فيهما: ألا يا أصبحاني فيهجا جيدرية بماء سحاب يسبق الحق باطلي والبيت باللفظ الذي أورده المؤلف رحمه الله في المختار من قطب السرور: 35. قال صاحب اللسان: «والحق: الموت. والباطل: اللهو»

(4)

جدر: بفتح أوله وثانيه: قرية بين حمص وسلمية، تنسب إليها الخمر. ينظر معجم ما استعجم: 2/ 371، ومعجم البلدان: 2/ 114.

(5)

ينظر تهذيب الألفاظ: 216، والمختار من قطب السرور: 36، والصحاح: 3/ 1125، واللسان: 7/ 596 (خمط).

(6)

تهذيب الألفاظ: 216، والصحاح: 4/ 1687، واللسان: 11/ 211 (خلل).

(7)

أبو ذؤيب: (؟ - نحو 27 هـ). هو: خويلد بن خالد بن محرث الهذلي. الشاعر المخضرم أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم. توفي في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه.

ص: 232

وأما «المسطار» ، فهي التي فيها حلاوة

(1)

.

وأما «أم زنبق»

(2)

، فقيل لها ذلك تشبيها بالزئبق

(3)

في بريقه وصفائه /، قال الشاعر

(4)

[/26 أ]

خمطة كالدهان في لون تبر

عانس عاتق لها ريح عطر

وأما «السبيئة» فهي الخمر المشتراة يقال: سبأتها أسبؤها سباء إذا اشتريتها

(5)

.

وأما «الرساطون» ، فاسم رومي عربته العرب

(6)

.قال الشاعر

(7)

:

= أخباره في: الشعر والشعراء: 2/ 653 - 658، والمؤتلف والمختلف للآمدي: 119، والإصابة: 7/ 131 - 133. والبيت له في المختار من قطب السرور: 36، والصحاح واللسان، وصدره: * عقار كماء النيء ليست بخمطة *

(1)

ذكره ابن السكيت في تهذيب الألفاظ: 217.وابن دحية في تنبيه البصائر: 59 أ، وقيل: هو رومي معرب. انظر المعرب للجواليقي: 369، واللسان: 4/ 364، 365 (سطر).

(2)

ذكر ابن دحية في تنبيه البصائر: 5 أأنه من دهن الياسمين.

(3)

في الأصل، (ع):«الزئبق» ، والمثبت من المختار من قطب السرور:36.قال الجوهري في الصحاح: 4/ 1488 (زبق): «هو فارسي معرب». وانظر المعرب للجواليقي: 218، واللسان: 10/ 137، (زبق).

(4)

لم أعرف قائله، والبيت في المختار من قطب السرور: 36، غير منسوب أيضا.

(5)

ينظر المختار من قطب السرور: 33، وفي اللسان: 1/ 93 (سبأ): «سبأ الخمر يسبؤها وسباء ومسبأ واستبأها: شراها» . وأنشد لإبراهيم بن هرمة: كأس بفيها صهباء معرقة يغلو بايدي التجار مسبؤها

(6)

المعرب للجواليقي: 205، وقال:«شراب يتخذه أهل الشام من الخمر والعسل» . وقال في اللسان: 13/ 180: «

أعجمية، لأن فعالولا وفعالونا ليسا من أبنية كلامهم».

(7)

هو الوليد بن يزيد كما ذكر ابن الرقيق، وأورد البيتين. انظر المختار من قطب السرور:36.

ص: 233

علّلاني بعاتقات الكروم

واسقياني بكأس أم حكيم

إنها تشرب الرساطون صرفا

في إناء من الزجاج القديم

وقيل

(1)

: ليس بالخمر، ولكنه شراب يتخذ بالأفاوية كالإسفنط.

وأما «الدم» فسميت بذلك لأنها تولد الدم وتزيد فيه

(2)

.قال الشاعر

(3)

:

خلطنا دما من كرمة بدمائنا

فأظهر في الألوان منّا الدّم الدّم

وقال ابن الطفيل

(4)

:

ويوم كظل الرّمح قصّر طوله

دم الزّقّ عنا واصطفاق المزاهر

وأما «هيتية، وبابلية، ونيسانية

(5)

» فمنسوبة إلى هيت

(6)

، وبابل

(7)

، ونيسان

(8)

مواضع.

وأما «عانس» ، فهي كالعجوز للخمر التي قد عمرت

(9)

.

(1)

المصدر السابق.

(2)

ذكره ابن الرقيق. انظر: المختار من قطب السرور: 30

(3)

هو مسلم بن الوليد المعروف ب «صريع الغواني» والبيت له في الشعر والشعراء: 2/ 838، وقطب السرور:674.

(4)

هو شبرمة بن الطفيل. والبيت له في شرح الحماسة للمرزوقي: 3/ 1269، ومقامات الحريري، مقامة: 27، والمختار من قطب السرور: 30

(5)

الأسماء الثلاثة في المختار من قطب السرور: 37.

(6)

جاء في هامش الأصل: «سي: هيت - بكسر الهاء - اسم بلد على الفرات، ذكره الجوهري» 10 هـ. ينظر الصحاح: 1/ 271 (هيت)، ومعجم البلدان: 5/ 420، 421، والروض المعطار:597.وانظر تنبيه البصائر: 50 أ.

(7)

سبق التعريف بها في: ص: 72.

(8)

لم أجد ل «نيسان» ذكرا فيما بين يدي من المعاجم الجغرافية، ولعله «بيسان»: - بفتح الباء وسكون الياء، وسين مهملة -: موضع بالشام تنسب إليه الخمر الطيبة. ذكره البكري في معجم ما استعجم: 1/ 292، وياقوت في معجم البلدان: 1/ 527، والحميري في الروض المعطار:119.

(9)

ينظر المختار من قطب السرور: 36.

ص: 234

وأما «الزيتية» ، فهي التي تشبه بلون الزيت ولينه

(1)

.قال الشاعر

(2)

فجاء بها زيتية ذهبية

فلم نستطع دون السّجود لها صبرا

وأما «الثميلة» ،: فاسم لما بقي في الدنّ من الخمر وآخره، والثميلة: بقية الطعام في الإناء

(3)

.

و «الآسرة» ، هي التي تأسر العقول، أي: تقودها وتقتادها

(4)

.

وأما «السامرية» ، فهي الطيبة الريح، شبهت بعطر تتخذه النساء لرءوسهن من مسك وكافور وعود وعنبر يسهر البائت معهن لشدة رائحته

(5)

.

وأما «المفتاح» ،: فسميت به لأنها مفتاح السرور

(6)

.

(1)

ذكره ابن الرقيق. انظر المختار من قطب السرور: 43، كما ذكره ابن دحية في تنبيه البصائر: 35 ب - 36 أ.

(2)

هو ابن المعتز: (247 - 296 هـ). عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس. الشاعر المشهور. البيت له في تنبيه البصائر: 36 أ، وعزا ابن دحية هذا البيت إلى كتاب ابن المعتز «تباشير الشراب». وقال:«وكذب هذا الفاسق الشاعر في نسبتها التي يود العاقل لو صفعه عليها، وزاد في التجرؤ على الله تعالى بقوله: «دون السجود» فجعلها شريكة لله تعالى في السجود له. وهل هذا إلا من الاستخفاف بالدين والخروج عن دائرة المسلمين».

(3)

ذكره ابن الرقيق. انظر: المختار من قطب السرور: 43 وقال الجوهري في الصحاح: 4/ 1648 (ثمل): «وكل بقية ثميلة» ، - قال - وقال أبو العلاء: الثملة - بالتحريك -: البقية في أسفل الإناء، وغيره، وكذلك: الثملة - بالضم -. وثمل الرجل - بالكسر - ثملا، إذا أخذ فيه الشراب فهو ثمل، أي: نشوان.

(4)

ذكره ابن الرقيق. انظر: المختار من قطب السرور: 43 وابن دحية في تنبيه البصائر: 13 ب.

(5)

ذكره ابن الرقيق. انظر: المختار من قطب السرور: 43 وذكره ابن دحية في تنبيه البصائر: 42 ب، 43 أ.

(6)

ذكره ابن الرقيق في: المختار من قطب السرور: 43، وابن دحية في تنبيه البصائر: 60 أ، وقال:«وأمحل هذا القائل، بل هي مفتاح الشرور» .

ص: 235

[/26 ب] وأما «المزينة» فلأنها تزين الغي رشدا، والفساد صلاحا

(1)

/

وأما «المرينة»

(2)

، - بالراء المهملة - فهي التي سترت القلب وحجبت

(3)

، من قوله تعالى:{كَلاّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ}

(4)

.وقال الشاعر

(5)

:

رانت على قلب [التقى]

(6)

فأصبحت

تقتاده للغي والإفساد

وأما «المسلية» ، فلأنها تسلي الفؤاد عن الأنكاد

(7)

، قال الشاعر

(8)

:

إذا ذاقها المهموم زالت همومه

وسلّته عمّا كان فيه من الهمّ

و «المنسية» أيضا كذلك.

قال الشاعر

(9)

:

شمول تنسي الهم عند حضوره

ويسلو إذا ما ذاقها كل هائم

وأما «السارية» ، فلأنها تسري في العروق والمفاصل

(10)

، قال الشاعر

(11)

:

(1)

هذا الاسم للخمر ساقط من (ع). وهو في المختار من قطب السرور: 44، وتنبيه البصائر: 60 ب.

(2)

في المختار من قطب السرور: «الراينة» .

(3)

المصدر السابق، واللسان: 13/ 193 (رين).

(4)

سورة المطففين: آية: 14.

(5)

لم أعرف قائله، وهو في المختار من قطب السرور: 44 غير منسوب أيضا.

(6)

في الأصل: «النقي» ، والمثبت في النص من (ق)، (ع).

(7)

ذكره ابن الرقيق. انظر: المختار من قطب السرور: 44 وذكره ابن دحية في تنبيه البصائر: 59 أ، 59 ب، وقال:«وكذب من قال إنها تسلي عن الهموم، بل هي رأس الغموم والداعية إلى عذاب الله في دار السموم» .

(8)

لم أعرف من هو، وهو في المختار من قطب السرور: 44 غير منسوب.

(9)

البيت في المختار من قطب السرور: 44، غير منسوب.

(10)

ذكره ابن الرقيق. انظر: المختار من قطب السرور: 45 وأورده ابن دحية في تنبيه البصائر: 42 ب، ونسبه إلى ابن المعتز، وقال:«بل تغطي عقل شاربها، وتخرجه إلى الحمق بعد العقل الحاصل» .

(11)

لم أعرف قائله، والبيت في المختار من قطب السرور: 45، غير منسوب.

ص: 236

فلم تزل تحت الضلوع تسري

محثوثة حتى بلغت سكري

وأما «المعينة» ، فلأنها تعين على الأفراح

(1)

.

وأما «النّمّامة» ، فلأنها تنمّ بروائحها. فلا تخفى في البيت، وإذا شربها الإنسان نمّت عليه

(2)

، قال الشاعر

(3)

:

نمّامة الريح لها نفحة

تقصر عنها نفحة العطر

وأما «الدبابة» ، - بالدال المهملة - فهي التي تدب في الأعضاء

(4)

، قريب من معنى السارية، قال الشاعر

(5)

:

ولها دبيب في العظام كأنّه

أخذ النّعاس وقبضة بالمفصل

وأما «الطاردة» فلأنها تطرد الهموم كالمسلية

(6)

.

قال الشاعر

(7)

:

قهوة تطرد الهموم من الصد

ر وتأتي براحة السّرّاء

وأما تسميتهم لها «فؤاد الدنّ: فلأنها منه بمنزلة الفؤاد من الإنسان

(8)

.

(1)

المختار من قطب السرور: 45.

(2)

ذكره ابن الرقيق. انظر: المختار من قطب السرور: 45 وقال ابن دحية في تنبيه البصائر: 64 أ: «لأنها تنم على شاربها إذا تنفس لقوة رائحتها، فتكشف ستره وتظهر سره. وهذا الاسم من أدل الأشياء على ذمها، وأوضح سبيل في لعنها وشتمها» .

(3)

البيت في المختار من قطب السرور: 45، وهو غير منسوب.

(4)

المختار من قطب السرور: 45، وتنبيه البصائر: 30 أ، 30 ب.

(5)

هو أبو نواس، الحسن بن هانئ، والبيت في ديوانه: 67، وهو أيضا في: المختار من قطب السرور: 45.

(6)

ذكره ابن الرقيق. انظر: المختار من قطب السرور: 45 وذكره ابن دحية في تنبيه البصائر: 49 أ، وقال:«وكذبوا بل هي جالبة للغموم، مضرة في الدين والدنيا على الخصوص والعموم» .

(7)

البيت في المختار من قطب السرور: 45 غير منسوب.

(8)

ذكره ابن الرقيق. انظر: المختار من قطب السرور: 45 وقال ابن دحية في تنبيه البصائر:

ص: 237

قال الشاعر

(1)

:

شربنا من فؤاد الدنّ حتى

تركنا الدنّ ليس له فؤاد

[/27 أ] وأما تسميتهم لها «درياقة» : فعلى التشبيه بالدرياق/النّافع من السم؛ لأنها عندهم درياق الهموم وشفاء الكروب

(2)

.

قال ابن مقبل

(3)

:

سقتني بصهباء درياقة

متى ما تلين عظامي تلن

وقال ابن الرومي

(4)

:

لطفت فكادت أن تكون حشاشة

في الجو مثل شعاعها ونسيمها

ريحانة لنديمها درياقة

لسليمها تشفي سقام سقيمها

وأما تسميتها ب «عبد النور» ، فذكر ابن الرقيق

(5)

أن في بعض الروايات أنّ الله تعالى لما أجرى في جنته نهر الخمر ونهر الماء ونهر اللبن ونهر العسل سطع نور الخمر على أنوار الأنهار الثلاثة، فقالت الملائكة: يا ربّنا ما هذا النور الذي

= 52 ب: «ذكر ذلك ابن المعتز بن المتوكل. وسميت بذلك عند أهل الجهالة وذوي الخلاعة والبطالة، لأنها فيه مثل فؤاد الإنسان.

(1)

البيت في المصدرين السابقين غير منسوب.

(2)

ينظر المختار من قطب السرور: 34، وقال الجوهري في الصحاح: 4/ 1473 (درق): «والدرياق: لغة في الترياق» . وقال الجواليقي في المعرب: 190: «وهو رومي معرب» والدرياقة: الخمر.

(3)

ابن مقبل: (؟ - بعد 37 هـ). هو تميم بن أبي بن مقبل، أبو كعب. شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وأسلم. أخباره في الشعر والشعراء: 1/ 455 - 458، والإصابة: 1/ 377. والبيت له في ديوانه: 296، والمختار من قطب السرور: 34، واللسان: 10/ 96 (درق).

(4)

ديوانه 6/ 2237، وقطب السرور:34.

(5)

ينظر المختار من قطب السرور: 46.

ص: 238

يرى في هذا الشراب قد علا هذه الأنوار وأنهارها؟ فقال لهم: «أنا النور وهذا عبدي» .

قال المؤلف - وفقه الله -: وهذا صحيح في خمر الجنة فلا تقاس بها خمر الدنيا، فالقرآن نزل بالثناء على خمر الجنة ونزل بذم خمر الدنيا وإنما حظنا منه اللفظ فقط، فالقرآن نزل بلغة القوم بلسان عربي مبين.

وأما كونها تكنى «أم ليلى» ، فروي في سبب ذلك أن امرأة من بني عدي

(1)

كان لباسها أصفر، وشرابها أصفر دون غيره من الألوان، وكانت تكنى أم ليلى، وكانت تدعى زعفرانة العرب لصفرة زيها فكنيت الخمر بها. ذكره ابن الرقيق

(2)

.

وقيل

(3)

: «أم ليلى» كنية السوداء منها.

وأما «الميسر» : فهو مفعل اسم المصدر من «يسر» كالمرجع والموعد، يقال: يسرته - بفتح السين - إذا قمرته، واشتقاقه من اليسر؛ لأنه أخذ مال الرجل بيسر وسهولة من غير كد ولا تعب

(4)

.

وقيل: هو مأخوذ من يسر لي هذا - بضم السين - إذا وجب واختلف في تعيينه على قولين، فقيل: كل قمار/ميسر من نرد وشطرنج ونحوه، حتى لعب [/27 ب] الصبيان بالجوز، قاله ابن عباس وجماعة

(5)

.

(1)

ذكر ابن دحية في تنبيه البصائر: 6 أ. إن اسمها علوة بنت هيّاس.

(2)

المختار من قطب السرور: 43، وانظر اللسان: 12/ 32 (أمم).

(3)

ذكره ابن دحية في تنبيه البصائر: 6 ب.

(4)

عن الكشاف للزمخشري: 1/ 359، والمحرر الوجيز: 2/ 233.

(5)

نقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 235، 236 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وسعيد بن المسيب، ومحمد بن سيرين، والحسن، وغيرهم. وأخرجه الطبري في تفسيره: 4/ 322 - 324، عن مجاهد وسعيد بن جبير، ومحمد بن سيرين، والحسن، وعطاء وقتادة. وأخرج عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الميسر القمار. كان الرجل في الجاهلية يخاطر على أهله وماله فأيهما قمر صاحبه ذهب بأهله وماله». راجع أيضا تفسير البغوي: 1/ 193، والدر المنثور: 1/ 605، 606.

ص: 239

وقيل

(1)

: هو لعبة كانت العرب تلعب بها في الشتوة وضيق الوقت وكلب البرد

(2)

فيعيش بها فقراء الحي. وسهام الميسر عشرة وهي القداح، والأزلام، والأقلام. ولكل واحد منها اسم علم يخصه ويمتاز به من صاحبه، فوجب بشرط الكتاب ذكرها.

واعلم أن منها سبعة لها حظوظ مكتوبة في كل واحد، وخطوط على عدة الحظوظ، وثلاثة غفل لا حظوظ لها ولا خطوط.

فأما السبعة فأولها الفذ، وله سهم، والتوأم وله سهمان والرقيب وله ثلاثة، والحلس وله أربعة، والنافس وله خمسة والمسبل وله ستة، والمعلى وله سبعة.

والثلاثة التي هي غفل: المنيح، والسفيح، والوغد

(3)

وكانوا يجعلونها في «الربابة» - وهي خريطة - وهي خريطة - ويضعونها على يدي عدل ثم يدخل يده فيخرج باسم رجل قدحا فمن خرج له قدح من ذوات الأنصباء أخذ النصيب المرسوم به ذلك القدح، ومن خرج له قدح مما لا حظ له لم يأخذ شيئا، وغرم ثمن الجزور كله.

ذكره الأئمة

(4)

.

(1)

قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 145، 146:«وكان أصحاب الثروة والأجواد في الشتاء عند شدة الزمان وكلبه ينحرون جزورا ويجزءونها أجزاء ثم يضربون عليها بالقداح، فإذا قمر القامر جعل ذلك لذوي الحاجة وأهل المسكنة» . وانظر المحرر الوجيز: 2/ 234، وزاد المسير: 1/ 240 وتفسير القرطبي: 3/ 58.

(2)

الكلبة - بالضم -: الشدة من البرد وغيره، وكذلك الكلب - بالتحريك - وقد كلب الشتاء - بالكسر -. الصحاح: 1/ 214، واللسان: 1/ 724 (كلب).

(3)

جاء في هامس الأصل و (ق)، (م):«سي» : المنيح - بفتح الميم وكسر النون وحاء مهملة -، والسفيح: - بفتح السين المهملة بعدها فاء مكسورة مع حاء مهملة والوغد: بفتح الواو وسكون الغين المعجمة بعدها دال مهملة. كذا ضبطه الجوهري» اه .. ينظر الصحاح: 1/ 375، 408، 2/ 552.مواد:(سفح)(منح)، (وغد).

(4)

نص الكلام الذي أورده المؤلف رحمه الله في الكشاف: 1/ 359. وانظر تفسير البغوي: 1/ 193، المحرر الوجيز: 2/ 234 وتفسير القرطبي: 3/ 58، 59.

ص: 240

[220]

{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى} .

(سي): السائل هو عبد الله بن رواحة رضي الله عنه، وذلك أن المسلمين تجنبوا مال اليتيم وعزلوهم عن أنفسهم حين نزلت: {وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ

}

(1)

فكان في ذلك مشقة عليهم. فسأل عبد الله بن رواحة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية تبيح مخالطتهم على قصد الإصلاح. ذكره (عط)

(2)

.

[221]

{وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ

} الآية.

(عس)

(3)

: قيل

(4)

: إنها نزلت بسبب أن مرثد بن أبي مرثد الغنوي أراد أن يتزوج امرأة مشركة اسمها عناق واستأمر/رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية. وحكى [/28 أ] الطبري في «التفسير»

(5)

: انها نزلت في عبد الله بن رواحة، وكانت له

(1)

سورة الأنعام: آية: 152.

(2)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 242 دون عزو وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 244، وعزاه لأبي سليمان الدمشقي. وأورده السيوطي في مفحمات الأقران: 20، ونسبه إلى ابن الفرس في «أحكام القرآن» .

(3)

التكميل والإتمام: 10 أ، 10 ب.

(4)

ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 245 وعزاه إلى ابن عباس رضي الله عنهما. وأخرج الواحدي في أسباب النزول: 66 عن مقاتل بن حيان أنه أبو مرثد الغنوي. وهو المثبت - أيضا - في تفسير البغوي: 1/ 195، والمحرر الوجيز: 2/ 244. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 614، ونسب إخراجه إلى ابن أبي حاتم، وابن المنذر عن مقاتل بن حيان. والمشهور من خبر مرثد أن الذي نزل فيه وفي عناق آية «النور» الزّانِي لا يَنْكِحُ إِلاّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً، أخرجه أبو داود في سننه: 2/ 220، 221، كتاب النكاح باب قوله تعالى: الزّانِي لا يَنْكِحُ إِلاّ زانِيَةً، والترمذي في سننه: 5/ 328، 329، كتاب التفسير، باب «ومن سورة النور» ، والنسائي في سننه: 6/ 66، 67، كتاب النكاح، باب «تزويج الزانية» . من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال الترمذي:«هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» . وانظر تفسير ابن كثير: 6/ 7 - 9.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 4/ 368، 369 عن السدي وأخرجه الواحدي في أسباب

ص: 241

أمة

(1)

سوداء فغضب عليها فلطمها. ثم فزع فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بخبرها، فقال له:

ما هي يا عبد الله؟ قال: هي يا رسول الله تصوم وتصلي وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فقال: هي مؤمنة، فأعتقها، وتزوجها، فطعن عليه ناس من المسلمين، فنزلت الآية والله أعلم.

[222]

{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ

} الآية.

(سه)

(2)

: كان السائل عباد بن بشر

(3)

، وأسيد بن الحضير

(4)

قالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا نجامع النساء في المحيض خلافا لليهود؟ فتمعّر

(5)

وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية

(6)

.

= النزول: 66 من طريق السدي عن أبي مالك عن ابن عباس. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 615 وزاد نسبته لابن أبي حاتم، وابن المنذر عن السدي. وقال في لباب النقول: 43: «أخرجه ابن جرير عن السدي منقطعا» . وقال ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 246: «وقد ذكر بعض المفسرين أن قصة عناق وأبا مرثد كانت سببا لنزول قوله تعالى: وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ، وقصة ابن رواحة كانت سببا لنزول قوله تعالى: وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ.

(1)

ذكر ابن بشكوال في الغوامض والمبهمات: 821 أنها كانت تدعى: «خنساء» .

(2)

التعريف والإعلام: 17.

(3)

هو عباد بن بشر - بكسر الموحدة وسكون المعجمة - بن وقش من بني عبد الأشهل استشهد باليمامة سنة اثنتي عشرة للهجرة. ترجمته في أسد الغابة: 3/ 150، 151، والإصابة: 3/ 611، 612.

(4)

أسيد - بضم الهمزة - بن الحضير - بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة - بن سماك ابن عتيك من بني عبد الأشهل، الأنصاري. شهد بدرا وما بعدها. ترجمته في أسد الغابة: 1/ 111 - 113، والإصابة: 1/ 83، 84.

(5)

أي: تغير. انظر النهاية لابن الأثير: 4/ 342.

(6)

جاء معنى هذا الحديث مسندا في صحيح مسلم: 1/ 246، كتاب الحيض، باب «جواز غسل الحائض رأس زوجها

»، ومسند الإمام أحمد: 3/ 132، 133 عن أنس رضي الله عنه.

ص: 242

(عس)

(1)

: وقد روي: أن السائل ثابت بن الدحداح

(2)

- ذكره الطبريّ -

(3)

والله أعلم.

[224]

{وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ

}.

(عس)

(4)

: قيل

(5)

: إنها نزلت في أبي بكر رضي الله عنه في شأن مسطح ابن أثاثة

(6)

حين حلف أبو بكر ألا ينفق عليه لأخذه في الأفك

(7)

.رواه سنيد، والله أعلم.

(سي): وروي أنها نزلت في أبي بكر الصديق مع ابنه عبد الرحمن في

= وانظر أسباب النزول للواحدي: 67 - 69، وتفسير البغوي: 1/ 196، وتفسير القرطبي: 3/ 80، 81، وتفسير ابن كثير: 1/ 378، والدر المنثور: 1/ 618.

(1)

التكميل والإتمام: 13 ب.

(2)

ثابت بن الدحداح، وقيل: الدحداحة، يكنى أبا الدحداح حليف الأنصار. استشهد يوم أحد، وقيل غير ذلك. ترجمته في أسد الغابة: 1/ 267، والإصابة: 1/ 386، 387.

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 4/ 374 عن السدي، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 247، 248 عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(4)

التكميل والإتمام: 10 ب.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 4/ 423 عن ابن جريج، ونقله البغوي في تفسيره: 1/ 200، وابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 260، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 253، عن ابن جريج أيضا.

(6)

مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي، صحابي جليل. قال الحافظ ابن حجر:«كان اسمه عوفا، وأما مسطح فهو لقبه» . توفي سنة أربع وثلاثين للهجرة، وقيل عاش إلى خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومات سنة سبع وثلاثين. ترجمته في نسب قريش للزبيري: 95، وأسد الغابة: 5/ 156، والإصابة: 6/ 93.

(7)

راجع قصة الإفك والكلام عنها في صحيح البخاري: (4/ 5 - 9) كتاب التفسير، باب لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ وأسباب النزول للواحدي:(230 - 235)، وانظر كلام الحافظ في الفتح:(8/ 451 - 482).

ص: 243

حديث الضيافة

(1)

حين حلف أبو بكر ألا يأكل الطعام.

وقيل

(2)

: نزلت في عبد الله بن رواحة مع بشير بن سعد

(3)

حين حلف ألا يكلمه. من تفسير (عط)

(4)

.

[229]

{

وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً

}.

(عس)

(5)

: قيل

(6)

: إنها نزلت في ثابت بن قيس

(7)

، وفي حبيبة ابنة

(1)

أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 7/ 105، 106، كتاب الأدب، باب:«قول الضيف لصاحبه والله لا آكل حتى تأكل» . والإمام مسلم في صحيحه: 3/ 1627 - 1629، كتاب الأشربة، باب:«إكرام الضيف وفضل إيثاره» عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما. قال: جاء أبو بكر بضيف له أو بأضياف له فأمسى عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء قالت له أمي: احتبست عن ضيفك أو أضيافك الليلة، قال: أو ما عشيتهم؟ فقالت: عرضنا عليه أو عليهم فأبوا فغضب أبو بكر فسب وجدع وحلف أن لا يطعمه

» اللفظ للإمام البخاري.

(2)

ذكره الواحدي في أسباب النزول: 72 وعزاه للكلبي ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 253 عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(3)

هو: بشير بن سعد الخزرجي الأنصاري: يكنى أبا نعمان. شهد المشاهد كلها. واستشهد يوم «عين التمر» في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما. ترجمته في أسد الغابة: 1/ 231، والإصابة: 1/ 311، 312.

(4)

المحرر الوجيز: 2/ 260، وانظر تفسير البغوي: 1/ 200، وزاد المسير: 1/ 253، وتفسير القرطبي: 3/ 93.

(5)

التكميل والإتمام: 10 ب.

(6)

أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه: 6/ 170 كتاب الطلاق، باب «الخلع وكيف الطلاق فيه وقول الله تعالى وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً

عن ابن عباس رضي الله عنهما: «أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم

» الحديث، وليس في هذه الرواية تعيين لاسم امرأة ثابت، ولم أجد أحدا ذكر حبيبة في هذه القصة، ولم أجد لها ذكرا بين الصحابيات، فلعله وهم نشأ من كنيتها التي ذكرها ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 264 عن مقاتل، وهي:«أم حبيبة» ، والله أعلم.

(7)

ثابت بن قيس بن شماس الخزرجي الأنصاري.

ص: 244

عبد الله بن أبيّ بن سلول، وكانت اشتكته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتردين عليه حديقته

(1)

؟ فقالت: نعم.

فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال: ويطيب لي ذلك، قال: نعم، قال: قد فعلت. فنزلت الآية.

وقيل

(2)

في اسمها: حبيبة ابنة سهل. والله أعلم/. [/28 ب]

(سي): وقيل

(3)

في اسمها: جميلة

(4)

بنت عبد الله بن أبي وهو أول خلع وقع في الإسلام.

[232]

{فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْااجَهُنَّ} .

= استشهد يوم اليمامة في خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنهما. ترجمته في أسد الغابة: 1/ 275، 276، والإصابة: 1/ 395، 396.

(1)

أي: بستانه. انظر النهاية لابن الأثير: 1/ 354، وفتح الباري: 9/ 400.

(2)

ثبت ذلك في رواية أخرجها الإمام مالك في الموطأ: 2/ 564 كتاب الطلاق، باب «ما جاء في الخلع». والإمام أحمد في مسنده: 6/ 433، 434، وأبو داود في سننه: 2/ 268، 269، تفريع أبواب الطلاق، باب «ما جاء في الخلع» عن عمرة بنت عبد الرحمن عن حبيبة بنت سهل أنها كانت تحت ثابت بن قيس

». وأخرج الطبري في تفسيره: 4/ 555 من هذا الطريق عن حبيبة بنت سهل نحوه. وأخرج - أيضا - عن عمرة عن عائشة: «أن حبيبة ابنة سهل

» الحديث.

(3)

ثبت اسم جميلة في سياق هذه القصة فيما أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعليقا عن عكرمة. انظر صحيح البخاري: 6/ 171، كتاب الطلاق، باب «الخلع وكيف الطلاق فيه وقوله تعالى وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً

» وثبت ذلك أيضا في رواية أخرجها ابن ماجة في سننه: 1/ 663، كتاب الطلاق، باب «المختلعة تأخذ ما أعطاها» عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورد الحافظ في الفتح: 9/ 398، 399 الأقوال المختلفة في تعيين امرأة ثابت بن قيس، ثم قال: «والذي يظهر أنهما قصتان وقعتا لامرأتين لشهرة الخبرين وصحة الطريقين واختلاف السياقين

».

(4)

انظر ترجمتهما في أسد الغابة: 7/ 54، والإصابة: 7/ 562، 563.

ص: 245

(سه)

(1)

: نزلت في معقل

(2)

بن يسار، والمرأة التي نزلت فيها الآية أخته «جميل»

(3)

، وقيل

(4)

: اسمها ليلى. وقيل: الزوج المطلق لها أبو البداح

(5)

الأنصاري فأراد أخوها معقل ألا يردها إليه، وكانت المرأة تريد الرجوع إلى زوجها، والزوج يريدها فأنزل الله تعالى هذه الآية

(6)

.

(سي): وقيل

(7)

: نزلت في جابر بن عبد الله، طلق رجل أخته. وقيل:

بنته. وقيل

(8)

: بنت عم له، وتركها حتى تمت عدتها ثم أراد ارتجاعها، فغار

(1)

التعريف والإعلام: 17.

(2)

معقل بن يسار بن عبد الله بن معبّر المزني، أسلم قبل الحديبية وشهد بيعة الرضوان. ترجمته في أسد الغابة: 5/ 232، 233، والاصابة: 6/ 184 - 186.

(3)

جميل - بضم الجيم وفتح الميم - كذا ضبطه ابن ماكولا في الإكمال: 2/ 125، وذكره الحافظ في الفتح: 9/ 186 وعزاه إلى الطبري في تفسيره، ولم أجده في تفسيره المطبوع، وقد أشار إليه الشيخ محمود شاكر في هامش: 5/ 20 وذكر أن سبب ذلك راجع إلى اختلاف نسخ تفسير الطبري. وقيل في اسمها: جمل ذكره الطبري في تفسيره: 5/ 20 عن ابن جريج، وابن بشكوال في الغوامض والمبهمات: 312، والحافظ في الإصابة: 7/ 555.

(4)

فتح الباري: 9/ 186، عن السهيلي في مبهمات القرآن، قال: «وتبعه البدري

ويحتمل التعدد بأن يكون لها اسمان ولقب أو لقبان واسم».

(5)

هو أبو البداح بن عاصم بن عدي الأنصاري، ذكره الحافظ في الفتح: 9/ 186 وعزاه إلى اسماعيل القاضي في أحكام القرآن له وإلى أبي موسى في ذيل الصحابة، والثعلبي. وصرح به ابن بشكوال في الغوامض والمبهمات:311.وقيل إنه تابعي وليس بصحابي، نقله الحافظ في الفتح عن الذهلي، وضعفه ابن عبد البر وقال: «الصحيح أن له صحبة والأكثر يذكرونه في الصحابة.

(6)

صحيح البخاري: 5/ 160، كتاب التفسير، باب وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ

وليس فيه ذكر لاسم المرأة وزوجها. وانظر: تفسير الطبري: 5/ 17 - 20، وأسباب النزول للواحدي: 73 - 76، وتفسير ابن كثير: 1/ 416.

(7)

المحرر الوجيز: 2/ 290.

(8)

أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 21، 22، والواحدي في أسباب النزول: 76، عن السدي. وذكره ابن كثير في تفسيره: 1/ 416، وصحح أن الآية نزلت في معقل بن يسار وأخته.

ص: 246

جابر وقال: تركتها وأنت أملك بها لا زوجتكها أبدا، فنزلت الآية، ذكره (مخ)

(1)

، (عط)

(2)

.

[238]

{وَالصَّلاةِ الْوُسْطى

}.

(سي): فيها خلاف كثير، لبابه عشرة أقوال، خمسة منها بحسب الصلوات الخمس، والسادس أنها صلاة الجمعة، فهي «وسطى» بمعنى: فضلى

(3)

.

السابع: أنها صلاة الظهر والعصر معا

(4)

الثامن: أنها صلاة الخوف

(5)

، التاسع:

أنها صلاة العيدين

(6)

العاشر: أنها مجهولة غير معينة كليلة القدر

(7)

.وقد بلّغها أبو علي ناصر الدين المشدّالي

(8)

إلى نحو من عشرين قولا في «شرح الرسالة» ، وبلّغها غيره إلى أكثر

(9)

.والمشهور منها ما ذكرته ولكل قول منها دليل يعضده ليس هذا موضع ذكره.

(1)

الكشاف: 1/ 369.

(2)

المحرر الوجيز: 2/ 290.

(3)

المحرر الوجيز: 2/ 332، وعزاه إلى مكي بن أبي طالب وابن حبيب. وانظر تفسير ابن كثير: 1/ 434.

(4)

المحرر الوجيز: 2/ 329.

(5)

تفسير ابن كثير: 1/ 434.

(6)

المصدر نفسه.

(7)

نقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 332 عن نافع عن ابن عمر، والربيع بن خثيم.

(8)

المشدّالي: (631 - 731 هـ). المشدالي - بفتح الميم والشين المعجمة وتشديد الدال - نسبة إلى «مشدالة» ، من قرى بجاية، وهو: منصور بن أحمد بن عبد الحق، أبو علي، الفقيه، الحافظ. له شرح على رسالة أبي زيد القيرواني ولم يستكمله. أخباره في عنوان الدراية: 229، ونيل الابتهاج: 344 ونفح الطيب: 5/ 223.

(9)

والذي يبدو أنه الراجح من هذه الأقوال أنها صلاة العصر لما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه: 3/ 233، كتاب الجهاد، باب «الدعاء على المشركين». والإمام مسلم في صحيحه: 1/ 437، كتاب المساجد، باب «الدليل لمن قال صلاة الوسطى هي صلاة العصر» عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب:

ص: 247

[243]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ

}.

(سه)

(1)

: هم من بني إسرائيل، كانوا على عهد حزقيل

(2)

النّبيّ، خرجوا فرارا من الطاعون، وكانوا أربعة آلاف

(3)

.وقد قيل: ثلاثين ألفا

(4)

.فأماتهم الله ثم أحياهم بعد ثمانية أيام

(5)

.وقيل: بعد ما ولد أولادهم. وكونهم ثلاثين أشبه بالعربية، لأن ألوفا جمع كثير، والآلاف من أبنية الجمع القليل

(6)

.

(سي): وكان منزل هؤلاء القوم/قرية قبل واسط يقال لها «داوردان»

(7)

،

= «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا» . واللفظ للإمام مسلم. وإليه ذهب الطبري في تفسيره: 5/ 227، وابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 331، وابن كثير في تفسيره: 1/ 434 وقال: «وكل هذه الأقوال فيها ضعف بالنسبة إلى التي قبلها، وإنما المدار ومعترك النزاع في الصبح والعصر وقد ثبتت السنة بأنها العصر، فتعين المصير إليها» .

(1)

التعريف والأعلام: 17، 18.

(2)

هو حزقيل بن بوذي، من أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بعد موسى عليه السلام. انظر: المعارف لابن قتيبة: 51، وتاريخ الطبري: 1/ 457 - 461، وقصص الأنبياء لابن كثير: 2/ 232.

(3)

أخرج هذا القول الطبري في تفسيره: 5/ 266، 267 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر زاد المسير: 1/ 288، تفسير ابن كثير: 1/ 440.

(4)

جاء بعده في التعريف والإعلام: «وهذا أقرب للصواب» .والقائل بأنهم كانوا ثلاثين ألفا أبو مالك، ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 288.

(5)

تفسير البغوي: 1/ 224 عن مقاتل والكلبي، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 288 دون عزو.

(6)

قال الطبري في تفسيره: 5/ 276: وأولى الأقوال - في مبلغ عدد القوم الذين وصف الله خروجهم من ديارهم - بالصواب، قول من حدّ عددهم بزيادة عن عشرة آلاف دون من حده بأربعة، وثمانية آلاف. وذلك أن الله تعالى ذكره، أخبر عنهم أنهم كانوا ألوفا، وما دون العشرة آلاف لا يقال لهم:«ألوف» .وإنما يقال «هم آلاف» إذا كانوا ثلاثة آلاف فصاعدا إلى العشرة آلاف. وغير جائز أن يقال هم خمسة ألوف، أو عشرة ألوف.

(7)

داوردان: - بفتح الواو، وسكون الراء، وآخره نون -: من نواحي شرقي واسط بينهما فرسخ. وواسط سميت بذلك لأنها متوسطة بين البصرة والكوفة.

ص: 248

مر عليهم حزقيل عليه السلام وقد عريت عظامهم وتفرقت أوصالهم، فتعجب من ذلك، فأوحى الله إليه: ناد فيهم أن قوموا بإذن الله. فنظر إليهم قياما يقولون:

سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت. وحكي أنهم رجعوا إلى قومهم فكان أحد منهم لا يلبس ثوبا إلا عاد كفنا دسما

(1)

حتى ماتوا لآجالهم وبقيت تلك الرائحة على نسل ذلك السبط إلى اليوم. كل ذلك من كتابي (مخ)

(2)

، (عط)

(3)

.

[245]

{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً} .

(عس)

(4)

: نزلت في أبي الدحداح، تصدق بحائط

(5)

لم يكن له فنزلت الآية. حكاه ابن فطيس

(6)

.

= انظر معجم ما استعجم: 4/ 1363، معجم البلدان: 2/ 434، 5/ 347.

(1)

يقال ثياب دسم: وسخة. وأدسم الثوب: إذا كان ثوبه متلطخا. وأكفان الموتى دسم لسيلان الدم من أجسادهم. اللسان: 12/ 199، 200 (دسم).

(2)

الكشاف: 1/ 377.

(3)

المحرر الوجيز: 2/ 344، 345.وانظر تفسير الطبري: 5/ 270، 271، وتفسير ابن كثير: 1/ 440، وذكر نحوه الشوكاني في فتح القدير: 1/ 262، وقال:«وأخرج جماعة من محدثي المفسرين هذه القصة على أنحاء، ولا يأتي الاستكثار من طرقها بفائدة» .

(4)

التكميل والإتمام: 10 ب، 11 أ.

(5)

الحائط: بستان النخيل. النهاية: 1/ 462.

(6)

روى الإمام أحمد في مسنده: 3/ 146 دون ذكر أنه سبب نزول الآية، عن أنس رضي الله تعالى عنه:«أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لفلان نخلة، وأنا أقيم حائطي بها، فأمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعطها إياه بنخلة في الجنة، فأبى، فأتاه أبو الدحداح، فقال: بعني نخلتك بحائطي ففعل، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني قد ابتعت النخلة بحائطي قال: فاجعلها له، فقد أعطيتكما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم من عذق راح، لأبي الدحداح في الجنة قالها مرارا، قال: فأتى امرأته فقال: يا أم الدحداح، اخرجي من الحائط، فإني قد بعته بنخل في الجنة. فقالت: ربح البيع، أو كلمة تشبهها» . انظر تفسير الطبري: 5/ 283 - 285، وزاد المسير: 1/ 290.

ص: 249

[246]

{إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ} .

(سه)

(1)

: هو شمويل

(2)

بن بال

(3)

بن علقمة

(4)

، ويعرف بابن العجوز

(5)

، ويقال فيه: شمعون

(6)

، وداود هو ابن أيشا

(7)

، وجالوت رجل من العماليق

(8)

.

وهم بنو عملاق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح

(9)

.

ويقال: هو من كنعان، وأن البربر من نسله في أحد الأقوال في نسبهم

(10)

.

و «النهر»

(11)

، هو نهر [فطرس]

(12)

وفلسطين.

(عس)

(13)

: وقيل

(14)

: إنه أشماويل بن هلفا

(15)

من بني إسرائيل ولم يكن

(1)

التعريف والإعلام: 18.

(2)

في كتاب القوم: «صموئيل» ، (أخبار اليوم الأول الإصحاح السادس).

(3)

في (ع): «بابل» ، وفي تفسير الطبري: 5/ 291 «بالي» ، ولم يرد له ذكر في نسب «شمويل» .

(4)

كذا في تفسير الطبري، وفي كتاب القوم:«ألقانة» .

(5)

لأن أمه كانت عجوزا فسألت الله الولد وقد كبرت وعقمت فوهبه الله تعالى لها. انظر تاريخ الطبري: 1/ 467، وتفسير القرطبي: 3/ 243.

(6)

أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 292، 293 عن السدي.

(7)

كذا في تاريخ ابن خلدون: 2/ 109، وفي الجمهرة لابن حزم: 505: «إيشاي» .

(8)

في تاريخ الطبري: 1/ 467: «وكان ملك العمالقة جالوت

».

(9)

انظر القصد والأمم لابن عبد البر: 20، والبداية والنهاية: 1/ 119.

(10)

القصد والأمم لابن عبد البر: 37، والكامل لابن الأثير:(1/ 217، 3/ 26).

(11)

هو النهر المذكور في قوله تعالى: إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاّ قَلِيلاً مِنْهُمْ [البقرة: 249].

(12)

في الأصل وجميع النسخ «قطرس» - بالقاف -، وهو تصحيف وفي التعريف والإعلام:«قرطس» ، ولم أجد له ذكرا والمثبت في النص:«فطرس» - بالفاء المضمومة، وسكون الطاء، وضم الراء، وسين مهملة -: اسم نهر قرب الرملة بفلسطين. انظر معجم البلدان: (4/ 267، 5/ 315).

(13)

التكميل والإتمام: 11 أ، 13 ب.

(14)

ذكره ابن قتيبة في المعارف: 44.

(15)

كذا في: (ق)، (م)، وفي (ع):«هلفان» .

ص: 250

بينه وبين يوشع نبي، واسم أمه حنة. وقد قيل: إنه يوشع بن نون

(1)

.حكاه المهدوي

(2)

.

وقيل

(3)

: إن النّهر نهر [بين]

(4)

فلسطين والأردن.

تكميل: قال المؤلف - وفقه الله -: ويضعف قول من قال: إنه يوشع بن نون، لأن مدة داود هي بعد مدة موسى عليه السلام بقرون من النّاس، ويوشع هو فتى موسى

(5)

عليه السلام.

وذكر أبو عمر بن عبد البر عن

(6)

علي بن عبد العزيز الجرجاني

(7)

- النّسابة - أنه قال: «لا أعلم شيئا يقارب الصحة في البربر إلا قول من قال:

إنهم من ولد جالوت، من بني قوط، أو قفط

(8)

بن حام لا من العرب ولا من ولد

(1)

يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. فتى موسى عليه السلام، ابتعثه الله بعد موسى وأمره الله بالسير إلى أريحا لقتال الجبارين واختلف أهل العلم في تفاصيل ذلك. انظر المعارف لابن قتيبة: 44، وتاريخ الطبري: 1/ 435 - 438.

(2)

التحصيل: 1/ 134 ب، عن قتادة، وأخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 293 عن قتادة، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 352 وضعفه. وانظر زاد المسير: 1/ 292، ومفحمات الأقران:21.

(3)

راجع هذا القول في تاريخ الطبري: 1/ 469 عن السدي وأخرج في تفسيره: 5/ 340 عن ابن عباس، وقتادة، والربيع أنه نهر بين فلسطين والأردن.

(4)

«بين» ساقطة من جميع النسخ، وكذلك من التكميل والإتمام، وأثبتها محقق التكميل لكي يستقيم الكلام ولأنها ثابتة في جميع التفاسير التي ذكرت هذا القول.

(5)

عن المحر الوجيز: 2/ 352.

(6)

القصد والأمم: 37، 38.

(7)

الجرجاني: (؟ - 392 هـ). هو علي بن عبد العزيز بن الحسن الجرجاني، أبو الحسن الأديب، القاضي، الفقيه. صاحب كتاب «الوساطة بين المتنبي وخصومه». أخباره في يتيمة الدهر: 4/ 3، وفيات الأعيان: 3/ 278، وطبقات السبكي: 3/ 459.

(8)

في القصد والأمم: «قبط» ، وفي المعارف لابن قتيبة: 26، وتاريخ الطبري: 1/ 202:

ص: 251

/سام بن نوح. وقيل: بل جالوت، من ولد سكلوجيم بن نصريم

(1)

بن حام بن نوح».

وكانت بيضته التي يضعها في رأسه في الحرب من ثلاث مائة رطل رماه داود عليه السلام بحجر كان في مخلاته. وقيل كانت ثلاثة أحجار التأمت فصارت حجرا واحدا على رأسه فقتله

(2)

، وذلك ببيسان

(3)

من أرض الغور من بلاد الأردن. وأما طالوت فأغفل ذكر اسمه الشيخان رحمهما الله، واسمه فيما ذكر المسعودي

(4)

: سارد

(5)

بن بيشر بن أثيال بن سرون بن يحروب بن السميدع بن بنيامن بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله. وكان دباغا يعمل الأدم

(6)

.

وقيل

(7)

: كان سقاء فخرج يوما في طلب حماره الذي كان يسقي عليه وقد

= «قوط بن حام» قال ابن عبد البر: «وقد قيل: إن قوط بن حام هو قبط بن حام» انظر القصد والأمم: 34.

(1)

في القصد والأمم: «مصريم» .

(2)

تاريخ الطبري: 1/ 472، 473 عن السدي. وانظر تفسيره: 5/ 363 - 366، ومروج الذهب: 1/ 54.

(3)

بيسان: - بالفتح ثم السكون، وسين مهملة، ونون -: مدينة بالأردن بالغور الشامي، وهي بين حوران وفلسطين. ينظر معجم ما استعجم: 1/ 292، معجم البلدان: 1/ 527 والروض المعطار: 119.

(4)

مروج الذهب: 1/ 54، وفيه:«ساود بن بشر بن إينال بن بحرون بن أفيح بن سميداح بن فالح بن بنيامين بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام» . ونقل ابن قتيبة في المعارف: 45 عن وهب بن منبه أنه من سبط بنيامين بن يعقوب.

(5)

في (ق): «ساود» ، موافقا لما جاء في مروج الذهب.

(6)

تفسير الطبري: 5/ 307، وزاد المسير: 1/ 293، والبداية والنهاية: 2/ 7.عن وهب بن منبه. والأدم: جمع أديم وهو الجلد أول دبغه. انظر النهاية لابن الأثير: 1/ 32.

(7)

ذكره الطبري في تفسيره: 5/ 309 عن السدي، وعكرمة. وانظر زاد المسير: 1/ 293، والبداية والنهاية: 2/ 7.

ص: 252

أضله فقصد شمويل عسى أن يدعو له في أمر الدابة، وكان قد أوحي إلى شمويل أنه من دخل عليك فنش

(1)

الدهن من القرن

(2)

الذي في بيتك فهو ملك بني إسرائيل، فدخل طالوت فنش الدهن، وهو دهن القدس - فيما يزعمون - فقام إليه وقال له: أنت ملك بني إسرائيل الذي أمرني الله تعالى بتقديمه. و «طالوت» فعلوت من الطول، لأنه روي أن أطول رجل في بني إسرائيل كان إنما يبلغ منكبه، وكذا ذكر أبو محمد بن عطية

(3)

.

قال المؤلف - وفقه الله -: والصحيح أن «طالوت وجالوت» ليس وزنهما فعلوت من الطول والجولان، وإنما هما على مثال رغبوت ورهبوت، وليسا بمشتقين، لأنهما غير منصرفين في التنزيل ولو لم يكونا أعجميين لصرفا لأنك لو سميت رجلا بمثل:«رغبوت» لصرفته في المعرفة، قاله أبو علي «الحلبيات»

(4)

.

وكانت مدة ملك طالوت عشرين سنة، ثم ملك داود عليه السلام وألان الله له الحديد، وسخر له الجبال

(5)

، وكان ملكه أربعين سنة/على فلسطين [/30 أ] والأردن

(6)

.

و «القليل» الذي لم يشربوا، وثبتوا مع طالوت، حتى هزموا عسكر جالوت ثلاث مائة عشر رجلا على عدد أهل بدر

(7)

.والله أعلم.

(1)

نش الماء ينش نشا ونشيشا ونشش: صوت عند الغليان أو الصب. اللّسان 6/ 352 (نشش).

(2)

القرن - بالتحريك -: الجعبة المصنوعة من الجلد. انظر الصحاح: 6/ 2180 (قرن).

(3)

المحرر الوجيز: 2/ 355، 356.

(4)

الحلبيات: 353. وانظر: المعرب للجواليقي: (152، 275، 276)، والكشاف: 1/ 379، وتفسير القرطبي: (3/ 245، 246)، والبحر المحيط: 2/ 260.

(5)

هو معنى قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنّا لَهُ الْحَدِيدَ (سبأ: 10). وقال تعالى: إِنّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ ص: 18.

(6)

مروج الذهب للمسعودي: (1/ 56، 57).

(7)

ثبت ذلك في رواية أخرجها الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 5، كتاب المغازي، باب:

ص: 253

[248]

{فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ

} الآية.

(سي): {التّابُوتُ} : صندوق التوراة، وكان من خشب الشمشار وهو «البقص»

(1)

، فيما ذكر (عط)

(2)

مموها بالذهب نحوا من ثلاث أذرع في ذراعين.

وذكر المسعودي

(3)

: أنّ موسى عليه السلام كان قد ضرب التابوت من ستمائة ألف مثقال من الذهب وسبعمائة وخمسين مثقالا.

قال وهب

(4)

: كان أمر التابوت أنه كان عند بني إسرائيل يغلبون به من قاتلهم حتى عصوا فغلبهم عليه أهل بابل، فلما كان أمر طالوت وضعوه في كنيسة فيها أصنام، فكانت الأصنام تصبح منكسة، فجعلوه في قرية فأصابهم أوجاع، فقالوا: ما هذا إلا من قبل هذا التابوت، فلنرده، فجعلوه في عجلة

= «عدة أصحاب بدر» عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا النهر ولم يجاوز معه إلا مؤمن بضعة عشر وثلاثمائة» . الحديث أخرجه - أيضا - الإمام أحمد في مسنده: 4/ 290، عن البراء، والطبري في تفسيره:(5/ 346 - 351) عن البراء، وقتادة، والسدي. وانظر تاريخه: 2/ 433.

(1)

انظر تاج العروس: (15/ 460، 461)(بقس).

(2)

المحرر الوجيز: 2/ 359، والكلام الذي أورده المؤلف رحمه الله بنصه في: الكشاف: 1/ 380، ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 294 عن ابن عباس أنه قال: «كان التابوت من عود الشمشار عليه صفائح الذهب

» وانظر تفسير الطبري: 5/ 325.

(3)

مروج الذهب: 1/ 50.

(4)

وهب بن منبه: (34 - 114 هـ، وقيل غير ذلك). هو: وهب بن منبه الأبناوي الصنعاني، أبو عبد الله. التابعي والمؤرخ المشهور. أخباره في طبقات ابن سعد: 5/ 543، والمعارف لابن قتيبة: 459، وفيات الأعيان: 6/ 35، 36. ينظر كلامه في تفسير الطبري: 5/ 318 - 320، وتاريخه: 1/ 470، 471، والمحرر الوجيز: 2/ 358، 359.

ص: 254

وربطوها ببقرتين وأرسلوهما في الصحراء فبعث الله الملائكة فساقوا البقرتين حتّى دخلتا بالتابوت على بني إسرائيل فأيقنوا بالنّصر.

و «السكينة» : ريح هفافة

(1)

لها رأسان ووجه كوجه الإنسان

(2)

وقيل

(3)

:

صورة من زبرجد وياقوت لها رأس كرأس الهر وذنب كذنبه وقيل

(4)

: رأس هرة ميتة إذا صرفت أيقنوا بالنصر، وقيل

(5)

: طست من ذهب من الجنة كان يغسل فيه قلوب الأنبياء، وقيل

(6)

: هي روح من الله تتكلم إذا اختلفوا في شيء أخبرتهم ببيان ما يريدون. وبالجملة فكانوا يعظمونه ويسكنون إليه، ويقاتلون دونه تبركا ويمنا به

(7)

.

(1)

أي: الساكنة الطيبة. اللسان 9/ 348 (هفف)

(2)

أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 5/ 326، 327 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وانظر زاد المسير: 1/ 294، وتفسير ابن كثير: 1/ 445.

(3)

أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 5/ 327، 328 عن مجاهد. وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 360، وابن كثير في تفسيره: 1/ 445 عن مجاهد أيضا.

(4)

أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 5/ 328 عن وهب بن منبه، عن بعض أهل العلم من بني إسرائيل. وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 360، وابن كثير في تفسيره: 1/ 445.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 328 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر: المحرر الوجيز: 2/ 360، وزاد المسير: 1/ 294 وتفسير ابن كثير: 1/ 445.

(6)

أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 328، 329 عن وهب بن منبه، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 360، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 295.

(7)

قال الطبري في تفسيره: 5/ 329، 330:«وأولى هذه الأقوال بالحق في معنى «السكينة» ما قاله عطاء بن أبي رباح: من الشيء تسكن إليه النفوس من الآيات التي يعرفونها. وذلك أن «السكينة» في كلام العرب «الفعيلة» ، من قول القائل:«سكن فلان إلى كذا وكذا «إذا اطمأن إليه وهدأت عنده نفسه» . وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 361: «والصحيح أن التابوت كانت فيه أشياء فاضلة من بقايا الأنبياء وآثارهم، فكانت النفوس تسكن إلى ذلك، وتأنس به وتقوى

».

ص: 255

و «البقية»

(1)

، قيل

(2)

: هي عصا موسى ورضاض الألواح. زاد عكرمة:

والتوراة

(3)

.وقيل

(4)

: هي عصا موسى وهارون، ولوحان من التوراة، والمن.

[/30 ب] وقيل

(5)

: /عصواهما، وثيابهما ورضاض الألواح. ومعنى رضاض الألواح: أنّ موسى لما جاء قومه بالألواح فوجدهم قد عبدوا العجل ألقى الألواح غضبا، فتكسرت، فأخذ منها ما كان صحيحا، وجمع رضاض ما تكسر منها فجعل في التابوت.

وكانت الألواح - فيما ذكر المسعودي -

(6)

من زمرد أخضر.

وقيل

(7)

: البقية قفيز

(8)

من ورضاض الألواح. وقيل

(9)

: عصا موسى

= وذهب الشوكاني في تفسيره: 1/ 267 إلى أن هذه التفاسير المتناقضة مصدرها اليهود،

قال: «والواجب الرجوع إلى معنى «السكينة» لغة، وهو معروف، ولا حاجة إلى ركوب هذه الأمور المتعسّفة المتناقضة، فقد جعل الله عنها سعة».

(1)

تتمة قوله تعالى: فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ

.

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 331، عن ابن عباس، وقتادة، والسدي. وانظر المحرر الوجيز: 2/ 361، وزاد المسير: 1/ 295، وتفسير القرطبي: 3/ 249. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 758 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 332، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 361، والقرطبي في تفسيره: 3/ 249، 250.

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 332 عن أبي صالح، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 362، والقرطبي في تفسيره: 3/ 250 عن أبي صالح أيضا.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 333 عن عطية بن سعد. وانظر المحرر الوجيز: 2/ 362، وتفسير القرطبي: 3/ 250.

(6)

مروج الذهب: 1/ 49.

(7)

أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 5/ 333 عن سفيان الثوري عن بعض أهل العلم.

(8)

القفيز: مكيال، وهو ثمانية مكاكيك. والجمع أقفزة وقفزان. الصحاح: 3/ 892 (قفز).

(9)

عن سفيان الثوري، نقلا عن بعض أهل العلم. انظر تفسير الطبري: 5/ 333، والمحرر الوجيز: 2/ 362 وزاد المسير: 1/ 296، وتفسير القرطبي: 3/ 250.

ص: 256

والنعلان. وقيل

(1)

: البقية الأمر بالجهاد وقتال الأعداء.

قال المسعودي

(2)

: «وكان مدة ما مكث التابوت ببابل عشر سنين» .

قال المؤلف:

وذكرت هذه الآية لما فيها من إبهام السكينة، والبقية وجوهر التابوت.

[253]

{

وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ

}.

(عس)

(3)

: هو محمد رسول الله

(4)

صلى الله عليه وسلم والدرجة المذكورة إرساله إلى الناس كافة

(5)

.والله أعلم.

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 334 عن الضحاك، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 362، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 296، والقرطبي في تفسيره: 3/ 250 عن الضحاك أيضا. قال الطبري - بعد أن ذكر الأقوال السالفة - معقبا: «وأولى الأقوال بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر عن التابوت الذي جعله آية لصدق قول نبيه صلى الله عليه وسلم الذي قال لأمته: «إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا» - إن فيه سكينة منه وبقية من تركة آل موسى وآل هارون. وجائز أن تكون تلك البقية: العصا وكسر الألواح، والتوراة، أو بعضها، والنعلين والثياب، والجهاد في سبيل الله، وجائز أن يكون بعض ذلك، وذلك أمر لا يدرك علمه من جهة الاستخراج ولا اللغة ولا يدرك علم ذلك إلا بخبر يوجب عنه العلم. ولا خبر عند أهل الإسلام في ذلك للصفة التي وصفنا. وإذ كان كذلك فغير جائز فيه تصويب قول وتضعيف آخر غيره، إذ كان جائزا فيه ما قلنا من القول انظر تفسيره: 5/ 334.

(2)

مروج الذهب: 1/ 51.

(3)

التكميل والإتمام: 11 أ.

(4)

وهو قول مجاهد، أخرج عنه الطبري في تفسيره: 5/ 378، ونقله عن مجاهد أيضا ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 375 وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 301.

(5)

راجع تفسير الطبري: 5/ 378، وزاد المسير: 1/ 301، وتفسير القرطبي: 3/ 264، ويدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي

وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة». أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: (1/ 85، 86) كتاب التيمم، باب قوله تعالى فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً

. والإمام مسلم في صحيحه: 1/ 371، كتاب المساجد ومواضع الصلاة.

ص: 257

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ} الآية.

(سه)

(1)

هو: النمروذ

(2)

بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح

(3)

، وكان ملكا على السواد

(4)

، وكان ملكه للضحاك الذي يعرف بالازدها

(5)

، واسمه: فيوراسب

(6)

بن اندراسب، وكان ملك الأقاليم كلها، وهو الذي قتله أفريدون بن أثفيان. وفيه يقول حبيب

(7)

:

وكأنه الضحاك في فتكاته

بالعالمين وأنت أفريدون

ويقال

(8)

: بل كان الضحاك في سطواته.

وكان الضحاك طاغيا جائرا ودام ملكه ألف عام فيما ذكروا. وهو أول من صلب وأول من قطع الأيدي والأرجل

(9)

، ولنمروذ ابن لصلبه يسمى «كوشا» ، أو

(1)

التعريف والإعلام: 18، 19.

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 430، 431 عن مجاهد وقتادة، والربيع بن أنس، وابن زيد والسدي.

(3)

كذا نسبه الطبري في تاريخه: 1/ 207، ونسبه ابن حبيب في المحبر: 393 فقال: «نمروذ بن كنعان بن حام بن نوح» لم يذكر «كوش» في نسبه.

(4)

أي: سواد العراق، سمي بذلك لسواده بالزروع والنخيل والأشجار، وحد السواد من الموصل طولا إلى عبادان ومن العذيب بالقادسية إلى حلوان عرضا. انظر معجم البلدان: 3/ 272.

(5)

في (م): «بالازدهاق» وكذلك في التعريف والإعلام. وتاريخ الطبري: 1/ 194.

(6)

في المعارف: 652: «بيوراسف» ، وفي تاريخ الطبري: 1/ 194: «بيوراسف» .

(7)

هو: حبيب بن أوس الطائي، أبو تمام، الشاعر الأديب ولد عام ثمانية وثمانين ومائة، وتوفي عام إحدى وثلاثين ومائتين للهجرة. أخباره في طبقات الشعراء لابن المعتز: 282 - 286، وتاريخ بغداد: 8/ 248، وفيات الأعيان:(2/ 11 - 26) والبيت في ديوانه: 3/ 321.

(8)

هذا القول غير مذكور في التعريف والإعلام، وورد في ديوان أبي تمام، وتاريخ الطبري: 1/ 194: «بل كان كالضحاك

» قال الطبري: «والعرب تسميه - (أي: الازدهاق) -: الضحاك، فتجعل الحرف الذي بين السين والزاي في الفارسية ضادا، والهاء حاء، والقاف كافا

».

(9)

تاريخ الطبري: 1/ 196.

ص: 258

نحو هذا الاسم، وله ابن يسمى نمروذ الأصغر. وكان ملك نمروذ الأصغر عاما واحدا، وكان ملك نمروذ الأكبر أربعمائة عام فيما ذكروا

(1)

.

(عس)

(2)

: وقد ذكر أكثر النّاس أن نمروذ ملك الأرض كلّها وأنه لم يكن /ملكه لأحد

(3)

. [/31 أ]

روى الطبري

(4)

وابن قتيبة

(5)

وسنيد وغيرهم: أن الأرض ملكها شرقها وغربها أربعة، مؤمنان وكافران، فأما المؤمنان: فسليمان وذو القرنين، والكافران: نمروذ وبختنصر. والله أعلم.

تذييل: قال المؤلف - وفقه الله -: ذكر الشيخ أبو زيد في نسب نمروذ:

أنه كوش بن كنعان بن حام بن نوح. ورأيت في عدة نسخ من «تفسير ابن عطية»

(6)

: أنه نمروذ بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح.

قال المؤلف - وفقه الله -: وذكر سام هنا - والله أعلم - غلط أو تصحيف من الناسخ، وليس لسام ابن يسمى كوشا، وإنما كوش ولد حام.

قال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «القصد

(7)

والأمم»

(8)

له: كان لحام أربعة من الولد: قفط بن حام، وقوط بن حام، وكوش بن حام وكنعان بن حام، إلا أن في كلام الرجلين تخليطا بعد حمل ما وقع من ذكر سام على التصحيف، لأن الشيخ أبا زيد نسب نمروذ لكوش بن كنعان بن حام. وأبو محمد بن عطية

(1)

تاريخ الطبري: 1/ 291، وتفسير القرطبي: 3/ 284.

(2)

التكميل والإتمام: 13 ب.

(3)

أورد الطبري هذا القول في تاريخه: 1/ 290 وقال: «وهذا قول يدفعه أهل العلم بسير الملوك وأخبار الماضين، وذلك أنهم لا يدفعون ولا ينكرون أن مولد إبراهيم كان في عهد الضحاك بن اندرماسب

، وأن ملك شرق الأرض وغربها يومئذ كان الضحاك».

(4)

تاريخه: 1/ 291، كما أخرجه في تفسيره: 5/ 433 عن مجاهد.

(5)

المعارف: 32، عن وهب بن منبه.

(6)

ينظر المحرر: 2: 286 (طبعة المغرب).

(7)

في (ع): «القسط» وهو تحريف.

(8)

القصد والأمم: 34.

ص: 259

نسبه لكنعان بن كوش بن حام

(1)

وبمثل هذا النسب نسبه أبو عمر بن عبد البر إلا أنه قال: وقد قيل إنه كان لكنعان ولد يدعى كوشا

(2)

.

فعلى هذا القول يصح ما نسبه السهيلي رحمه الله ولا يكون في كلامهما تخليط، وإنما هو اختلاف قول.

وأما ما حكاه ابن عطية

(3)

أيضا من أن الذي حاج إبراهيم في ربه هو نمروذ بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح فممكن، إلا أن أكثر العلماء على خلافه

(4)

.

تحقيق: قال المؤلف: وفقه الله -: قول إبراهيم: {فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ

} الآية، ولم يبطل دعوى نمروذ أنه يحيي ويميت لا يدل على كون

(5)

إبراهيم كان منقطعا في الدليل الأول كما ظن بعض المعتزلة، وإنما الدليل في الموضعين شيء واحد وهو حدوث ما لا يقدر الإنسان على [/31 ب] إحداثه/ولهذا المعنى أمثلة. أحدها: الإحياء والإماتة. والثاني: طلوع الشمس من مشرقها، فانتقل إبراهيم من مثال إلى مثال، وإنما أضرب عن المثال الأول لما أمكنت نمروذ فيه الحيلة، بأن لبّس على الحاضرين بقتل أحد الرجلين وإحياء الآخر

(6)

، فكأن إبراهيم قال له: هب أنّ الأمر كما قلت: وليس كذلك {فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ} فبهت

(7)

عدو الله وانقطع به

(8)

.

(1)

وهو المثبت في المحرر الوجيز: 2/ 396 (طبعة قطر).

(2)

راجع القصد والأمم: 34.

(3)

المحرر الوجيز: 2/ 396 دون عزو.

(4)

انظر تفسير الطبري: (5/ 430، 431)، والمحرر الوجيز: 2/ 396، وزاد المسير: 1/ 307، وتفسير القرطبي:(3/ 283، 284).

(5)

في (ع): «على أن إبراهيم

».

(6)

راجع تفسير الطبري: (5/ 433 - 437)، وزاد المسير: 1/ 308، وتفسير ابن كثير: 1/ 463.

(7)

أي: انقطعت حجته. انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 79، وغريب القرآن لابن قتيبة:94.

(8)

انظر عصمة الأنبياء للرازي: 60 - 62.

ص: 260

[259]

{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ

} - الآية.

(سه)

(1)

: هو إرميا

(2)

في قول الطبري

(3)

، وقيل

(4)

: هو عزيز وقال القتبي

(5)

: هو شعيا - في أحد قوليه - «والذي أحياها بعد خرابها كوشك

(6)

الفارسي.

و «القرية» : بيت المقدس

(7)

، وكان مقبلا من مصر.

(1)

التعريف والاعلام: 19.

(2)

كذا في كتاب القوم، انظر «سفر أرميا» ، وفي تفسير الطبري: 5/ 440: «أورميا» .

(3)

تفسير الطبري: (5/ 440، 441) عن وهب بن منبه، وعبد الله بن عبيد بن عمير.

(4)

أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (5/ 439، 440) عن قتادة، والربيع بن أنس، وعكرمة، والسدي، والضحاك وناجية بن كعب، وسليمان بن بريدة. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 282، كتاب التفسير «قصة عزيز عليه السلام عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.

(5)

لم أجد نص ابن قتيبة على أن شعيا هو المعني في هذه الآية، لكنه صرح في كتاب عيون الأخبار:(2/ 263، 264) بشعيا وأشار إلى هذه القصة». وذكر في المعارف: 48، أنه أرميا.

(6)

قال في المعارف: «وهو ملك من ملوك فارس» ، عقّب الطبري رحمه الله على هذه الأقوال قائلا: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى عجّب نبيه صلى الله عليه وسلم ممن قال - إذ رأى قرية خاوية على عروشها - أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها، مع علمه أنه ابتدأ خلقها من غير شيء، فلم يقنعه علمه بقدرته على ابتدائها حتى قال: أنّى يحييها الله بعد موتها ولا بيان عندنا من الوجه الذي يصح من قبله البيان على اسم قائل ذلك. وجائز أن يكون ذلك عزيرا، وجائز أن يكون أورميا، ولا حاجة بنا إلى معرفة اسمه، إذ لم يكن المقصود بالآية تعريف الخلق اسم قائل ذلك، وإنما المقصود بها تعريف المنكرين قدرة الله على إحيائه خلقه بعد مماتهم

». انظر تفسيره: (5/ 441، 442).

(7)

المعارف: 48، وأخرجه الطبري في تفسيره:(5/ 442، 443) عن قتادة، وعكرمة، والربيع بن أنس، والضحاك ووهب بن منبه. راجع أيضا تفسير البغوي: 1/ 243، وزاد المسير: 1/ 308، وتفسير القرطبي: 3/ 289.

ص: 261

وطعامه وشرابه المذكوران: تين أخضر وعنب

(1)

.والذي أخلى بيت المقدس حينئذ «بختنصر» ، وكان واليا على العراق للهراسب ثم ليستاسب بن لهراسب بن كي

(2)

أخو والد اسبندياد.

(سي): وقيل

(3)

: هو الخضر. وقيل

(4)

: غلام لوط عليه السلام.

وزعم ابن إسحاق أن إرميا هو الخضر

(5)

.

ونقد (عط)

(6)

هذا القول بأن قال: الخضر معاصر لموسى عليه السلام، وهذا بعده بزمن.

قال المؤلف - وفقه الله -:

وهذا النقد لا يلزم، لإمكان أن يكون الخضر حيا في ذلك الزمن وقد صح أنه عاش إلى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما حكى الشيخ أبو زيد في سورة الكهف

(7)

.

(1)

ذكره ابن قتيبة في المعارف: 48، والطبري في تفسيره: 5/ 465 عن السدي.

(2)

ذكر الطبري في تاريخه: 1/ 213 أن أفريدون أول من سمي بالكيّيّة فقيل له: كي أفريدون، وتفسير الكيية أنها بمعنى التنزيه، كما يقال: روحاني،

وقيل إن معنى «كي» أي طالب الدخل، وزعم بعضهم أن «كي» من البهاء. وإن البهاء تغشى أفريدون حين قتل الضحاك

»

(3)

ذكره السيوطي في مفحمات الأقران: 22، وعزاه للكرماني.

(4)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 402، والقرطبي في تفسيره: 3/ 289 عن النقاش.

(5)

ذكره الطبري في تفسيره: 5/ 440، والثعلبي في عرائس المجالس: 307، والبغوي في تفسيره: 1/ 243 عن وهب بن منبه. وانظر المحرر الوجيز: 2/ 402، وتفسير القرطبي: 3/ 289.

(6)

المحرر الوجيز: 2/ 402.

(7)

التعريف والإعلام: 76، 77، نقل عن أبي عمر بن عبد البر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غسل وكفن سمعوا قائلا يقول: السلام عليكم يا أهل البيت إن في الله خلفا من كل هالك، وعوضا من كل تالف، وعزاء من كل مصيبة فعليكم بالصبر فاصبروا واحتسبوا، ثم دعا لهم ولا يرون شخصه فكانوا يرون أنه الخضر عليه السلام. اه .. وأورد الحافظ ابن حجر رحمه الله هذه الرواية وغيرها من الروايات عن كتاب السهيلي ثم قال: «وتعقبه عليه فيه أبو الخطاب بن دحية بأن الطرق التي أشار إليها لم يصح

ص: 262

عن أبي عمر وقد روي أنه حي إلى أن يخرج الدجال

(1)

.وحكى النّقّاش

(2)

: أن القرية هي المؤتفكة

(3)

وقيل

(4)

: هي التي خرج منها الألوف وقد تقدمت.

= منها شيء ولا ثبت اجتماع الخضر مع أحد من الأنبياء إلا مع موسى كما قص الله تعالى من خبرهما، قال: وجميع ما ورد في حياته لا يصح منها شيء باتفاق أهل النقل

وأما حديث التعزية الذي ذكره أبو عمر فهو موضوع، رواه عبد الله بن المحرز عن يزيد بن الأصم عن علي رضي الله عنه، وابن محرز: متروك، وهو الذي قال ابن مبارك في حقه كما أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه: لما رأيته كانت بعرة أحب إلى منه. ففضل رؤية النجاسة على رؤيته

» وأورد الحافظ روايات أخرى في حضور الخضر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم جميعها واهية. راجع الزهر النضر: 202 - 209.

(1)

ورد ذلك - مبهما - في رواية أخرجها الإمام البخاري في صحيحه: 4/ 95 (الفتح) كتاب فضائل المدينة، باب «لا يدخل الدجال المدينة» والإمام مسلم في صحيحه: 4/ 2256 كتاب الفتن، باب «في صفة الدجال وتحريم المدينة عليه» والذي صرح بأنه الخضر أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان راوي صحيح مسلم عن مصنفه، وأورده ابن بشكوال في الغوامض والمبهمات: 611 - 613 ورد ابن العربي هذا القول بقوله: «وهذه دعوى لا برهان لها» واستدل القائلون بأنه الخضر بما أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي عبيدة بن الجراح - مرفوعا - في ذكر الدجال: «لعله أن يدركه بعض من رآني أو سمع كلامي

الحديث. انظر فتح الباري: 13/ 104، كتاب الفتن ومن أبرز أصحاب هذا الرأي الإمام النووي حيث صرح به في شرحه لصحيح مسلم: 18/ 72، وقال:«وهو الصحيح» . ورجح جماعة من المحدثين وغيرهم أنه مات، ولم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم مستدلين بقوله تعالى وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ [الأنبياء: 34].وبالحديث المرفوع الذي أخرجه مسلم في صحيحه: 5/ 156 كتاب الجهاد «اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض» وبالإضافة إلى ثبوت عدم حضوره عند النبي صلى الله عليه وسلم ولا قتاله معه ضد الكفار، ولو كان حيا لكان من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأنه صلى الله عليه وسلم كان مبعوثا إلى الناس كافة

إلى غير ذلك من الأدلة التي أوردها الحافظ ابن حجر لأصحاب هذا الرأي ومخالفيهم في مصنفيه الإصابة: 2/ 291 - 310، والزهر النضر: 202 - 209.

(2)

انظر قوله في المحرر الوجيز: 2/ 402، وتفسير القرطبي: 3/ 289.

(3)

المؤتفكة: كانت بقرب مدينة سلمية الشام وهي التي انقلبت بأهلها. والائتفاك: الانقلاب. معجم البلدان: 5/ 219.

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 444 عن ابن زيد، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير:

ص: 263

وأما شرابه فلم يسمه الشيخ رحمه الله، وإنما ذكر طعامه وكان شرابه زكرة

(1)

خمر. وقيل: من عصير. وقيل: قلة ماء وقيل: كان لبنا. كل ذلك من [/32 أ] كتابي (مخ)

(2)

، (عط)

(3)

/.

[260]

{

قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ

}.

(عس)

(4)

: روي

(5)

: أنها الحمامة، والطاوس، والغراب والديك. والله أعلم.

(سي): وقال ابن عباس مكان الغراب: الكركي

(6)

.

= 1/ 308، والقرطبي في تفسيره: 3/ 289، والسيوطي في مفحمات الأقران: 22 عن ابن زيد أيضا.

(1)

في (ع): «ركوة» ، وهو المثبت في المحرر الوجيز: 2/ 405. والزكرة - بضم الزاي وسكون الكاف -: وعاء صغير من الجلد يجعل فيه شراب أو خل. انظر اللسان: 4/ 326 (زكر).

(2)

الكشاف: 1/ 390.

(3)

المحرر الوجيز: 2/ 405، وانظر تفسير الطبري: 5/ 454 - 459.

(4)

التكميل والإتمام: 11 أ.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: (5/ 494، 495) عن مجاهد وابن جريج، ومحمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم، وابن زيد، ونقله البغوي في تفسيره: 1/ 248 عن مجاهد، وعطاء وابن جريج. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 34 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد.

(6)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 420، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 314، وقال:«رواه عبد الله بن هبيرة عن ابن عباس» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 34، ونسب إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس. والكركي: طائر قليل اللحم، صلب العظم، أغبر اللون طويل العنق والرجلين. وجمعه: كراكي. ونقد ابن كثير تعيين هذه الطيور وتسميتها. انظر تفسيره: 1/ 466.

ص: 264

و «الجبال» هي: جبل ثور، وجبل الثنية، وحراء وكدي

(1)

.ذكر ذلك الطبري

(2)

.

تحقيق: قال المؤلف - وفّقه الله -: قوله تعالى: {وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} ذكر العلماء في توجيه هذه الآية أمورا كثيرة لبابها ثلاثة أوجه: أحدها ما ذكر الفخر

(3)

أنه روي عن جعفر بن محمد الصادق

(4)

رضي الله عنه أنه قال: أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام أنّي أتخذ إنسانا خليلا وعلامته أني أحيي وأميت بدعائه، فلما ظهر من إبراهيم عليه السلام أنواع الطاعات وقع في قلبه أنه ربما كان هو ذلك الإنسان، فطلب الإحياء والإماتة حتى أنه إن وقع اطمأن قلبه بأن الخليل هو لا غيره.

(1)

هذه المواضع الأربعة جميعها في مكة المكرمة.

(2)

لم أجد كلام الطبري هذا لا في تفسيره ولا في تاريخه ولا أعلم من أين نقل المؤلف رحمه الله هذا النص. وردّ الطبري رحمه الله قول من قال بتحديد عدد الجبال بأربعة أو سبعة، قائلا: «فلا دلالة عندنا على صحة شيء من ذلك، فنستجيز القول به، وإنما أمر الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم أن يجعل الأطيار الأربعة أجزاء متفرقة على كل جبل، ليرى إبراهيم قدرته على جمع أجزائهن وهن متفرقات متبددات في أماكن مختلفة شتى

وقد أخبر الله تعالى ذكره أنه أمره بأن يجعل ذلك على «كل جبل» ، وذلك إما كل جبل من أجبل قد عرفهن إبراهيم بأعيانهن، وإما ما في الأرض من الجبال». انظر تفسيره: 5/ 510. وقد استحسن ابن عطية قول الطبري هذا في المحرر الوجيز: 2/ 425، بأن قال: «فيجيء ما ذهب إليه الطبري جيدا متمكنا».

(3)

ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 7/ 41 وعزاه إلى ابن عباس، وسعيد بن جبير، والسدي رضي الله عنهم. وذكره في كتابه عصمة الأنبياء: 64 دون عزو.

(4)

هو جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الهاشمي، أبو عبد الله. تابعي جليل، من أبرز من تلقى عنه الامامان أبو حنيفة ومالك. أخباره في حلية الأولياء: 3/ 192، وفيات الأعيان:(1/ 327، 328)، وسير أعلام النبلاء:(6/ 255 - 270).

ص: 265

والثاني: أنه أراد الانتقال من الخبر إلى المعاينة، ومن علم اليقين إلى عين اليقين.

قال سهل بن عبد الله

(1)

: سأل كشف غطاء العيان ليزداد بنور اليقين تمكنا في حاله.

الثالث: إنه لما احتج على النمروذ بأن ربه يحيي ويميت طلب ذلك من ربه ليصح احتجاجه عيانا وليعلم الحاضرون أن إحياء الله للموتى على خلاف ما فعله نمروذ، ذكر هذين الجوابين القاضي أبو الفضل عياض

(2)

وغيره من العلماء

(3)

.

وأما قوله عليه السلام: «نحن أحق بالشك من إبراهيم

(4)

فمراده نفى الشك عنه. أي نحن موقنون بالبعث وإحياء الله الموتى فلو شك إبراهيم على علو منصبه لكنّا أولى بالشك منه، وهذا منه عليه السلام على طريق التواضع أو أراد أمته الذين يجوز عليهم الشك، أي: لكنتم أنتم أحق بالشك منه

(5)

.والله أعلم.

(1)

سهل بن عبد الله: (200 - 283 هـ). هو سهل بن عبد الله بن يونس التستري، أبو محمد الصوفي. قال عنه الذهبي: له كلمات نافعة، ومواعظ حسنة، وقدم راسخ في الطريق». له: تفسير القرآن، رقائق المحبين

وغير ذلك. أخباره في: حلية الأولياء: 10/ 189، سير أعلام النبلاء: 13/ 330، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 215.

(2)

الشفا: 2/ 696.

(3)

انظر عصمة الأنبياء للفخر الرازي: 63، 64.

(4)

أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 163، كتاب التفسير باب وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى، عن أبي هريرة رضي الله عنه. والإمام مسلم في صحيحه: 1/ 133، كتاب الإيمان، باب «زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة» عن أبي هريرة أيضا.

(5)

نص هذا الكلام في الشفا للقاضي عياض: 2/ 697. وانظر فتح الباري: 6/ 412، كتاب الأنبياء، باب قول الله عز وجل: وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ

.

ص: 266

[261]

{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْاالَهُمْ

} - الآية.

(عس)

(1)

: قيل

(2)

: إنها نزلت في عثمان/بن عفان، وعبد الرحمن بن [/32 ب] عوف رضي الله عنهما.

[266]

{

فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ

}.

(سي): هي الريح التي تسميها العرب: «الزوبعة» وهي الريح الشديدة التي تصعد من الأرض إلى السماء، وقيل لها إعصار لأنها تلتف كالثوب إذا عصر، وفيها إحراق لكل ما مرت عليه في شدة الحر والبرد، وذلك من فيح جهنم أعاذنا الله منها - كذا ذكره المهدوي

(3)

وغيره.

[272]

{لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ

}.

(عس)

(4)

: روي أنها نزلت في أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها حين امتنعت من بر جدها أبي قحافة قبل أن يسلم

(5)

.

(1)

التكميل والإتمام: 11 أ.

(2)

نقله الواحدي في أسباب النزول: 81، والبغوي في تفسيره:(1/ 249، 250) عن الكلبي، وابن الجوزي في زاد المسير:(1/ 316، 317) عن مقاتل والكلبي. وذكروا سبب النزول، أما عثمان رضي الله عنه فلأنه جهز المسلمين في غزوة تبوك بألف بعير، واشترى بئر رومة، وتصدق بها على المسلمين. وأما عبد الرحمن بن عوف فلأنه تصدق بأربعة آلاف درهم وكانت نصف ماله.

(3)

في التحصيل: (1/ 140 ب، 141 أ). انظر غريب القرآن لابن قتيبة: 97، وتفسير البغوي:(1/ 252 - 253)، والمحرر الوجيز:(2/ 444، 445)، وزاد المسير: 1/ 320.

(4)

التكميل والإتمام: 11 أ.

(5)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 466 عن بعض المفسرين، وتبعه في ذلك القرطبي في تفسيره: 3/ 337. أما قول الجمهور - كما ذكر ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 327، فهو ما أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 587، والحاكم في المستدرك: 2/ 285، كتاب التفسير، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: «كانوا يكرهون أن يرضخوا لأنسابهم وهم مشركون، فنزلت: لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ حتى بلغ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ، فرخص لهم».

ص: 267

[273]

{لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} .

(سي): قيل

(1)

: هم أهل الصفّة

(2)

، وهم نحو من أربعمائة رجل معظمهم من مهاجري قريش فيهم أبو هريرة

(3)

رضي الله عنه واسمه عبد الله بن عمرو.

وقيل: سكين بن عامر. وقيل

(4)

: عبد الرحمن بن صخر. ولم تكن لهم مساكن في المدينة ولا عشائر، فكانوا في سقيفة المسجد يتعلمون القرآن ويرضخون

(5)

النّوى بالنّهار، وكانوا يخرجون في كل سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم و (سيماهم) التي يعرفون بها التواضع ورقة الثياب

(6)

وقيل

(7)

: جهد الحاجة.

وقيل

(8)

: أثر السجود. رضي الله عنهم.

= قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 86، وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، والنسائي، والبزار وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، كلهم عن ابن عباس.

(1)

نقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 327 عن ابن عباس ومقاتل. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 88 ونسب إخراجه إلى ابن المنذر عن طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. وأخرج الطبري في تفسيره: 5/ 591 عن مجاهد، والسدي أنهم فقراء المهاجرين.

(2)

جاء في هامش الأصل و (ق)، (م):«الصفة - بضم الصاد المهملة، وتشديد الفاء -: ظلة في مؤخر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يأوي إليها المساكين وإليها نسب القوم على أشهر الأقاويل، قاله عياض» اه .. ينظر مشارق الأنوار: 2/ 55.

(3)

قال ابن الأثير في أسد الغابة: 6/ 319: «وقد اختلف في اسمه اختلافا كثيرا، لم يختلف في اسم آخر مثله ولا ما يقاربه

» وذكر الأسماء التي ذكرها البلنسي وغيرها.

(4)

جزم به وصححه النووي من بين ثلاثين قولا، كما في الإصابة: 7/ 229.

(5)

الرضخ: الدق والكسر. انظر النهاية لابن الأثير: 2/ 229، واللسان: 3/ 19 (رضخ).

(6)

انظر تفسير الطبري: (5/ 596، 597)، والمحرر الوجيز: 2/ 471 عن ابن زيد.

(7)

انظر تفسير الطبري: (5/ 596، 597)، والمحرر الوجيز: 2/ 471، وزاد المسير: 1/ 328، وتفسير القرطبي:(3/ 341، 342).

(8)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 471، عن مكي بن أبي طالب، وقال: «وهذا

ص: 268

[274]

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْاالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ

} الآية.

(عس)

(1)

: هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كانت له أربعة دراهم فأنفق درهما بالليل، ودرهما بالنّهار، ودرهما سرا، ودرهما علانية، فنزلت الآية

(2)

.

(سي): وقيل: إنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حين تصدّق بأربعين ألف دينار، عشرة بالليل، وعشرة بالنهار، وعشرة في السر، وعشرة في العلانية، من تفسير (مخ)

(3)

.

[278]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا

} الآية.

عس)

(4)

: روى سنيد: أن بني عمرو بن عمير

(5)

، وهم مسعود وعبد

= أحسن، وذلك لأنهم كانوا متفرغين متوكلين، لا شغل لهم في الأغلب إلا الصلاة، فكان أثر السجود عليهم أبدا. وقال الطبري في تفسيره: 5/ 597: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله عز وجل أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه يعرفهم بعلامتهم وآثار الحاجة فيهم وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدرك تلك العلامة والآثار منهم عند المشاهدة بالعيان، فيعرفهم وأصحابه بها

، وقد يجوز أن تكون تلك السيما كانت تخشعا منهم، وأن تكون كانت أثر الحاجة والضر، وأن تكون كانت رثاثة ثياب

».

(1)

التكميل والإتمام: 11 أ.

(2)

أخرجه الواحدي في أسباب النزول: 86 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله البغوي في تفسيره: 1/ 260، وابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 477، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 330، عن ابن عباس. وذكره السيوطي في لباب النقول: 50 وعزا إخراجه إلى عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما. وضعف السيوطي رحمه الله إسناد هذا الخبر.

(3)

الكشاف: 1/ 398، دون عزو.

(4)

التكميل والإتمام: 11 أ، 11 ب.

(5)

بنو عمرو بن عمير سادة ثقيف وأشرافهم، عمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى لقائهم عند ما خرج إلى الطائف. أخبار بني عمرو بن عمير في السيرة لابن هشام، القسم الأول:419.

ص: 269

[/33 أ] ياليل، وحبيب، وربيعة بن عمير، والنعمان/بن عمرو كانوا يأخذون الربا من بني المغيرة، فطلبوهم بذلك في الإسلام فنزلت الآية

(1)

.

وحكى الطبري:

(2)

: أنها نزلت في العباس بن عبد المطلب ورجل من بني المغيرة. والله أعلم.

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره: 6/ 23 عن ابن جريج، والواحدي في أسباب النزول: 87 من طريق الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 332 وعزاه لابن عباس. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 108 ونسب إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن مقاتل، ونسبه - أيضا - إلى أبي نعيم في المعرفة عن ابن عباس، وضعف إسناده.

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره: (6/ 22، 23) عن السدي وذكره الواحدي في أسباب النزول: 87، 88، وعزاه للسدي وصرح بالرجل من بني المغيرة وهو: خالد بن الوليد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 107 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن السدي. وأخرج الإمام مسلم في صحيحه: 2/ 888، كتاب الحج، باب «حجة النبي صلى الله عليه وسلم» عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه»

وربا الجاهلية موضوع. وأول ربا أضعه ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله

» الحديث.

ص: 270