المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة البقرة [3] قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}. (سي): (الغيب) عند بعضهم - تفسير مبهمات القرآن - جـ ١

[البلنسي]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأوّلعصر البلنسيّ. وفيه أربعة مباحث

- ‌المبحث الأولالحالة السياسية

- ‌المبحث الثانيالحالة الاجتماعية

- ‌المبحث الثالثالحالة العلمية

- ‌المبحث الرابعمدى تأثر البلنسيّ بهذه الأحوال

- ‌الفصل الثانيحياة المؤلف

- ‌المبحث الأولفي حياته الاجتماعية

- ‌المطلب الأول: اسمه، ونسبه، وأصله، وكنيته:

- ‌المطلب الثاني: موطنه، مولده، نشأته، أسرته:

- ‌المبحث الثانيفي حياته العلمية

- ‌المطلب الأول: طلبه للعلم وأشهر شيوخه:

- ‌المطلب الثاني: مكانته بين أقرانه:

- ‌المطلب الثالث: ثناء العلماء عليه:

- ‌المطلب الرابع: تلاميذه:

- ‌المطلب الخامس: آثاره العلمية ووفاته:

- ‌أ - آثاره العلمية:

- ‌ب - وفاته:

- ‌الفصل الثالثفي التعريف بعلم المبهمات ودراسةكتاب صلة الجمع

- ‌المبحث الأولفي التعريف بعلم المبهمات

- ‌المطلب الأول: تعريف المبهم لغة واصطلاحا

- ‌المطلب الثاني: الأصل في علم المبهمات:

- ‌المطلب الثالث: أسباب ورود الإبهام في القرآن الكريم:

- ‌المطلب الرابع: الطريق إلى معرفة المبهم:

- ‌المطلب الخامس: الكتب المؤلفة في هذا الفن:

- ‌المبحث الثانيفي دراسة كتاب صلة الجمع والباعث على تأليفه

- ‌المطلب الأول: الباعث إلى تأليفه:

- ‌المطلب الثاني: في منهجه:

- ‌أولا: منهجه في الكتاب:

- ‌ثانيا: منهجه في بيان المبهم:

- ‌المطلب الثالث: مصادره:

- ‌أولا: كتب العقائد:

- ‌ثانيا: التفسير وعلومه:

- ‌ثالثا: في الحديث وعلومه:

- ‌رابعا: اللغة والنحو والبلاغة والأدب:

- ‌خامسا: السير والتاريخ والتراجم:

- ‌سادسا: مصادر عامة:

- ‌المطلب الرابع: في قيمته العلمية، وفيه مسألتان:

- ‌المسألة الأولى: أهمية الكتاب:

- ‌المسألة الثانية: فيما يؤخذ عليه:

- ‌المبحث الثالثعملي في التحقيق

- ‌المطلب الأول: عنوان الكتاب:

- ‌المطلب الثاني: توثيق نسبته إلى المؤلف:

- ‌المطلب الثالث: وصف النّسخ الخطيّة:

- ‌1 - نسخة الأصل:

- ‌2 - نسخ ق:

- ‌3 - نسخة م:

- ‌4 - نسخة ع:

- ‌المطلب الرابع: منهج التحقيق:

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌فائدة:

- ‌تحقيق:

- ‌تكميل:

- ‌تحقيق:

- ‌تحقيق:

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النّساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌فائدة:

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التّوبة

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌أ - المخطوطات

- ‌ب - المطبوعات

الفصل: ‌ ‌سورة البقرة [3] قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}. (سي): (الغيب) عند بعضهم

‌سورة البقرة

[3]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} .

(سي): (الغيب) عند بعضهم هو الله تعالى

(1)

.وقيل: هو القرآن

(2)

بما فيه من الغيوب. وقيل: هو/يوم القيامة

(3)

.وقيل: القضاء والقدر

(4)

، وكل [/6 أ] ذلك يرجع إلى معنى واحد وهو الإيمان بما غاب. قاله أبو محمد

(5)

.

[6]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَااءٌ عَلَيْهِمْ

}.

(عس)

(6)

: روي

(7)

عن ابن عباس: أنها نزلت في

(1)

نقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 24 عن عطاء، وسعيد بن جبير وضعف ابن العربي هذا القول في أحكام القرآن: 1/ 8.

(2)

أخرجه الطبريّ في تفسيره: 1/ 236، عن زرّ بن حبيش، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 24 وزاد نسبته إلى أبي رزين العقيلي. وذكره البغوي في تفسيره: 1/ 47 دون عزو.

(3)

أخرج نحوه الطبريّ في تفسيره: 1/ 236، عن قتادة، ونقله البغوي في تفسيره: 1/ 47 عن الحسن.

(4)

نقله البغوي في تفسيره: 1/ 47، عن ابن كيسان، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 25 عن الزهري، وابن كثير في تفسيره: 1/ 63 عن زيد بن أسلم.

(5)

هو الإمام عبد الحق بن غالب بن عطية، راجع قوله في المحرر الوجيز: 1/ 145، 146. ينظر هذه الأقوال أيضا في تفسير البغويّ: 1/ 47، وزاد المسير: 1/ 24، 25، وتفسير القرطبي: 1/ 163.

(6)

التكميل والإتمام: 5 ب.

(7)

أخرج الطبريّ في تفسيره: 1/ 251، عن ابن عباس رضي الله عنهما ما يفيد أن هذه الآية نزلت في رجال من اليهود، ولم يسمّهم الطبري وقال:«كرهنا تطويل الكتاب بذكر أسمائهم» ونقل ابن عطية هذا القول في تفسيره: 1/ 152، عن ابن عباس معيّنا كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب.

ص: 121

حييّ بن أخطب

(1)

وكعب بن الأشرف

(2)

اليهوديّين. وقال الربيع بن أنس

(3)

:

نزلت فيمن قتل يوم بدر من المشركين

(4)

.والله أعلم.

[8]

قوله تعالى: {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّا بِاللهِ} .

(عس)

(5)

: هم المنافقون: عبد الله بن أبيّ بن سلول

(6)

وأصحابه

(7)

.

(1)

حيي - بضم الحاء المهملة ويجوز كسرها وياءين الآخرة منها مشددة - ابن أخطب النضري وابنته صفية إحدى أمهات المؤمنين اصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم. أسر حيي يوم قريظة، ثم قتل في السنة الخامسة. راجع السيرة لابن هشام، القسم الثاني: 561، 562، والمغازي للواقدي: 2/ 530، والمؤتلف والمختلف للدارقطني: 2/ 786، والإكمال: 2/ 582، وأسد الغابة: 7/ 169.

(2)

كعب بن الأشرف الطائي، أمه من بني النّضير، وكان يقيم في حصن قريب من المدينة، بكى قتلى بدر، وشبّب بنساء رسول الله ونساء المسلمين، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن سلمة ورهطا معه من الأنصار بقتله، فقتلوه. وذلك في السنة الثالثة من الهجرة. ينظر السيرة لابن هشام القسم الثاني: 51، وصحيح البخاري بشرح الفتح: 7/ 336 - 340، كتاب المغازي، باب قتل كعب بن الأشرف، وصحيح مسلم: 3/ 1425، 1426، كتاب الجهاد، والسير باب قتل كعب بن الأشرف طاغوت اليهود. وانظر ترجمته أيضا في: طبقات فحول الشعراء: 1/ 282.

(3)

الربيع بن أنس بن زياد البكري، الخراساني. روى عن أنس بن مالك، والحسن، وأبي العالية. قال أبو حاتم والعجلي:«صدوق» . وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن معين: كان يتشيع فيفرط. قال ابن حجر: صدوق له أوهام، من الخامسة مات سنة أربعين ومائة، أو قبلها. الجرح والتعديل: 3/ 454، 455، سير أعلام النبلاء: 6/ 169، 170، تقريب التهذيب: 1/ 243.

(4)

أخرجه عنه الطبري في تفسيره: 1/ 252، ورجح الطبري رواية ابن عباس رضي الله عنهما، والقرطبي أيضا في تفسيره: 1/ 184، وابن كثير في تفسيره: 1/ 70.

(5)

التكميل والإتمام: 5 ب.

(6)

عبد الله بن أبي بن مالك الخزرجي رأس المنافقين، كان سيد الخزرج في آخر جاهليتهم، له مواقف مخزية مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين، مات في السنة التاسعة. راجع السيرة لابن هشام، القسم الأول: 584، 585، وطبقات ابن سعد: 3/ 540، 549، والمغازي للواقديّ: 1/ 209 - 219.

(7)

قال الطبريّ رحمه الله تعالى في تفسيره: 1/ 268: «وأجمع جميع أهل التأويل على أن

ص: 122

[13]

وبعده: {كَما آمَنَ النّاسُ .... } .

هم أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم

(1)

.وروي عن ابن عباس

(2)

أنه قال: هم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم. وقيل: إنهم مؤمنو أهل الكتاب

(3)

والله أعلم.

[24]

قوله تعالى: {وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ

}.

(عس)

(4)

: هي حجارة الكبريت

(5)

، وخصّت بذلك، لأنها تزيد على الأحجار بخمسة أنواع: سرعة الاتقاد، ونتن الرائحة وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، وقوة حرها إذا حميت

(6)

.

= هذه الآية نزلت في قوم من أهل النفاق وأن هذه الصفة صفتهم». انظر أيضا زاد المسير: 1/ 29، وتفسير ابن كثير: 1/ 72، 73.

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 292، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 77 وزاد نسبته لابن أبي حاتم عن ابن عباس، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 33، عن ابن عباس أيضا.

(2)

أورد السيوطي هذه الرواية في الدر المنثور: 1/ 77، ونسبها إلى ابن عساكر، وضعف سنده. وتبعه في ذلك الشوكاني في فتح القدير: 1/ 43.

(3)

ذكره القرطبي في تفسيره: 1/ 205.وعزاه لابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وذكره البغوي في تفسيره: 1/ 51 دون عزو، ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 33 عن مقاتل أن المراد ب النّاسُ هنا: عبد الله بن سلام ومن أسلم معه من اليهود.

(4)

التكميل والإتمام: 5 ب، 6 أ.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 381، 382 عن ابن مسعود وابن عباس، وابن جريج. والحاكم في المستدرك: 2/ 261 كتاب التفسير، سورة البقرة عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 90، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وسعيد بن منصور، والفريابي، وهنّاد بن السري، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والبيهقي، كلهم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.

(6)

راجع تفسير الطبري: 1/ 381، وتفسير القرطبي: 1/ 235.

ص: 123

وقيل

(1)

: هي على الإطلاق

(2)

، وقرنت بالنّاس، لأنهم قرنوا أنفسهم بها حيث عبدوها من دون الله، فهي كقوله تعالى:{إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}

(3)

.

(سي): ويؤيد هذا التأويل الثاني ما حكاه صاحب «سبل الخيرات»

(4)

، وأبو محمد

(5)

، وغيرهما من العلماء أن عيسى عليه السلام سمع أنينا بفلاة من الأرض، فتتبعه حتى بلغ إلى حجر يئن ويحزن، فقال له: ما بالك أيها الحجر؟ فقال: يا روح الله إني سمعت الله يقول: {وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ} فخفت أن أكون من تلك الحجارة. فعجب عيسى عليه السلام منه ثم انصرف.

[30]

قوله تعالى: {إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً

}.

(عس)

(6)

: الخليفة آدم

(7)

عليه السلام. و {الْأَرْضِ} .روى ابن

(1)

اختاره الرازي في تفسيره: 2/ 133، ورجحه. وضعّف القول الأول.

(2)

كان الأولى أن يعبر بالعموم.

(3)

سورة الأنبياء: آية: 98. وحَصَبُ جَهَنَّمَ

أي: وقودها. ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 212، وغريب القرآن لابن قتيبة: 288، والصحاح: 1/ 112 (حصب).

(4)

هو ابن القلاس: (؟ - 422 هـ). وهو يحيى بن نجاح الأموي القرطبي، أبو الحسين الإمام الفقيه الزاهد. له كتاب:«سبل الخيرات» في المواعظ والوصايا والزهد والرقائق. والكتاب لا يزال مخطوطا. أخباره في: الصلة لابن بشكوال: 2/ 665، وفهرست ابن خير: 289، سير أعلام النبلاء: 17/ 423، 424.

(5)

هو الإمام عبد الحق بن غالب بن عطية، وذكر هذه الرواية بصيغة التمريض في المحرر الوجيز، تفسير سورة التحريم: 5/ 206 (مخطوط) حيث قال: «وروي أن عيسى عليه السلام

» وعقب قائلا: «ويشبه أن يكون هذا المعنى في التوراة أو في الإنجيل، فذلك الذي سمع الحجر إذا عبر عنه بالعربية كان هذا اللفظ.

(6)

التكميل والإتمام: 6 أ.

(7)

جمهور المفسرين على أنّ المراد ب «الخليفة» آدم عليه السلام. واختلفوا في معنى الخلافة على ثلاثة أقوال: الأول: أنّه خلف من سلف في الأرض قبله فخليفة على هذا «فعيلة» بمعنى «فاعلة»

ص: 124

[سابط]

(1)

عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنها مكة» لأن الأرض دحيت

(2)

من تحتها، ولأنها مقر

= أي: يخلف من سبقه وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 1/ 450، 451، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، والربيع بن أنس وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 261، كتاب التفسير، باب «في سورة البقرة» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. قال الطبري رحمه الله: فعلى هذا القول إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً من الجن يخلفونهم فيها فيسكنونها ويعمرونها. الثاني: أن المراد بالخليفة: هم أولاد آدم عليه السلام الذين يخلفون أباهم آدم، ويخلف كل قرن منهم القرن الذي سلف قبله. ذكره الطبري في تفسيره: 1/ 451 وقال: وهذا قول حكي عن الحسن البصري. فخليفة على هذا القول «فعيلة» بمعنى «مفعولة» أي: مخلوف. وقد جاء في التنزيل طائفة من الآيات توافق أحد هذين المعنيين. قال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ

(فاطر: 39). وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ (الأنعام: 165). وقال تعالى: وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ

(الأعراف: 74). الثالث: أن المراد بالخليفة: الخلافة في الحكم عن الله سبحانه وتعالى. هذا المعنى فهمه الطبريّ رحمه الله تعالى من الرواية التي أخرجها في تفسيره: 1/ 451، 452 عن ابن عباس، وابن مسعود رضي الله عنهما. قال رحمه الله: فكان تأويل الآية على هذه الرواية التي ذكرناها عن ابن مسعود وابن عباس: إني جاعل في الأرض خليفة مني يخلفني في الحكم بين خلقي. وذلك الخليفة هو آدم ومن قام مقامه في طاعة الله والحكم بالعدل بين خلقه

». راجع أيضا تفسير ابن كثير: 1/ 100، 101، وزاد المسير: 1/ 60.

(1)

في جميع نسخ الكتاب: «ابن المبارك» والمثبت في النص من كتاب ابن عسكر والمحرر الوجيز لابن عطية وتفسير الطبري. وابن سابط هو عبد الرحمن. قال الحافظ في التقريب: 1/ 480: ويقال ابن عبد الله سابط وهو الصحيح، ويقال ابن عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي المكي، ثقة كثير الإرسال، من الثالثة مات سنة ثمان عشر ومائة.

(2)

الدّحو: البسط، ودحيت: بسطت ووسعت. ينظر غريب الحديث للخطابي: 3/ 134، والنهاية لابن الأثير: 2/ 106.

ص: 125

[/6 ب] من هلك قومه من الأنبياء، وأن قبر نوح، وهود، وصالح بين الركن والمقام حكاه أبو محمد بن عطية في تفسيره

(1)

.والله أعلم.

[31]

{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها

}.

(عس)

(2)

: قيل: هي أسماء كل شيء

(3)

، وقيل: أسماء الملائكة

(4)

،

(1)

المحرر الوجيز: 1/ 227، وأخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 448 عن ابن سابط ورفعه، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 113 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وابن عساكر عن ابن سابط أيضا. وأورده ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره: 1/ 100، وقال:«وهذا مرسل، وفي سنده ضعف، وفيه مدرج، وهو أن المراد بالأرض مكة، والله أعلم. فإن الظاهر أن المراد بالأرض أعم من ذلك» . قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: أما إرساله: فإن «عبد الرحمن بن سابط» : تابعي، وهو ثقة، ولكنه لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، بل لم يدرك كبار الصحابة

».

(2)

التكميل والإتمام: 6 أ.

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 482 - 485 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، ومجاهد، وسعيد بن جبير وقتادة، والربيع بن أنس، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 120، 121 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم، ووكيع، وعبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وانظر: زاد المسير: 1/ 62، 63، وتفسير ابن كثير: 1/ 104. وهو أصح الأقوال، يدل عليه ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 8/ 203، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون له: أنت آدم أبو البشر خلقك الله بيده وأسجد لك الملائكة وعلمك اسماء كل شيء

». قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: 1/ 282: وهو الذي يقتضيه لفظ كُلَّها إذ هو اسم موضوع للإحاطة والعموم. ورجح ابن كثير في تفسيره: 1/ 104 هذا القول.

(4)

أخرجه الطبريّ في تفسيره: 1/ 485 عن الربيع بن أنس ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 63 عن أبي العالية ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 234 عن الربيع ابن خثيم.

ص: 126

وقيل: هي أسماء الأشياء ومنافعها

(1)

، والله أعلم.

(سي): وقيل: هي أسماء النجوم فقط

(2)

، وقيل: أسماء ذريته والملائكة

(3)

.وقيل: أسماء ذريته فقط

(4)

.وقيل: أسماء الأجناس

(5)

.وقيل:

بلغة واحدة

(6)

.وقيل: بكل لغة

(7)

.والله أعلم.

[34]

قوله تعالى: {فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ

}.

(سه)

(8)

: أول من سجد من الملائكة: إسرافيل، ولذلك جوزي بولاية اللّوح المحفوظ. قاله محمد بن الحسن النّقّاش

(9)

.

(1)

ذكره القرطبي في تفسيره: 1/ 282، ونقل عن النحاس أنه قال وهذا أحسن ما روي في هذا.

(2)

نقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 234، وابن كثير في تفسيره: 1/ 104 عن حميد الشامي.

(3)

رجحه الطبري في تفسيره: 1: 485، مستدلا بقوله تعالى: ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ يعني بذلك أعيان المسمين بالأسماء التي علمها آدم. ولا تكاد العرب تكنى بالهاء والميم إلا عن أسماء بني آدم والملائكة. وأما إذا كانت عن أسماء البهائم وسائر الخلق سوى من وصفناها فإنها تكنى عنها بالهاء والألف أو بالهاء والنون، فقالت:«عرضهن» أو «عرضها»

ورد ابن كثير في تفسيره: 1/ 104 ترجيح الطبري بقوله: «وهذا الذي رجح به ليس بلازم فإنه لا ينفي أن يدخل معهم غيرهم، ويعبر عن الجميع بصيغة من يعقل للتغليب

».

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 485 عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وانظر زاد المسير: 1/ 63، وتفسير ابن كثير: 1/ 104، وتفسير القرطبي: 1/ 282.

(5)

نسبه ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 63 إلى عكرمة وذكره القرطبي في تفسيره: 1/ 282 دون عزو.

(6)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 235 دون عزو.

(7)

المصدر السابق، وذكره القرطبي في تفسير: 1/ 283، 284.

(8)

التعريف والإعلام: 10.

(9)

النقاش: (266 - 351 هـ). هو: محمد بن الحسن بن محمد بن زياد الموصلي ثم البغدادي، أبو بكر. المقرئ،

ص: 127

وكان اسم إبليس قبل أن يبلس من رحمة الله: عزازيل

(1)

.وقال النقاش:

كنيته أبو كردوس

(2)

.

(عس)

(3)

: وقد قيل: إنّ اسمه الحارث، وقع ذلك في حديث حواء حين قال لها إبليس: إذا وضعت فسميه عبد الحارث، وسنذكر ذلك في موضعه

(4)

إن شاء الله.

وقيل في اسمه: «قترة»

(5)

، وقع في كتاب:«الدلائل»

(6)

في رقية منها ومن شر أبي قترة وما ولد، وقال: هو إبليس.

= المفسر. صاحب كتاب «شفاء الصدور» في التفسير، والإشارة في غريب القرآن

وغير ذلك. وقد ضعفه الذهبي وقال: وهو مع علمه وجلالته ليس بثقة وخيار من أثنى عليه أبو عمرو الداني. ترجمته في: معرفة القراء الكبار: 1/ 294، سير أعلام النبلاء: 15/ 573 - 576، طبقات المفسرين للسيوطي: 94، 95. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 123 وعزاه لابن عساكر عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال: لما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم كان أول من سجد له إسرافيل، فأثابه الله أن كتب القرآن في جبهته».ونسبه أيضا لابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن ضمرة.

(1)

ورد ذلك في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 502، 503 عن ابن عباس رضي الله عنهما، ونقله ابن قتيبة في المعارف: 14 عن وهب بن منبه، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 123، 124 وزاد نسبته لابن أبي حاتم، وابن أبي الدنيا، وابن الأنباري، والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر البداية والنهاية: 1/ 50.

(2)

أورده ابن كثير في البداية والنهاية: 1/ 53 وعزاه للنقاش.

(3)

التكميل والإتمام: 12 أ، 12 ب.

(4)

ينظر: ص: 503 سورة الأعراف، تفسير قوله تعالى: فَلَمّا تَغَشّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً (آية: 189).

(5)

قترة: بكسر القاف وسكون التاء: اسم إبليس لعنه الله ذكره الخطابي في غريب الحديث: 1/ 469، وابن الأثير في النهاية: 4/ 12.

(6)

هو كتاب الدلائل في غريب الحديث للإمام قاسم بن ثابت بن محمد السرقسطي المتوفى سنة 309 هـ.

ص: 128

وقيد قيل في كنيته: أبو مرة، ولهذا قال الحريري

(1)

في مقاماته

(2)

في شعر منه:

من قبل أن أخلع ثوب الحيا

ء في طاعة الشّيخ أبي مرّة

وقد وقع في كنيته: أبو لبينى

(3)

: روي أنه لما بويع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى صرخ الشيطان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هذا أبو لبينى قد أنذر بكم فتفرقوا» حكاه الأستاذ أبو زيد في كتاب «الروض الأنف»

(4)

.

تكميل: قال المؤلف - وفقه الله -: وممّا يقرب من هذا الغرض الكلام على كونه من جنس الملائكة في الأصل، أو من الجن.

وقد اختلف في ذلك فقيل: كان من الملائكة

(5)

، وكان خازنا على سماء الدنيا

(6)

،

(1)

الحريري: (446 - 516 هـ). هو: القاسم بن علي بن محمد الحريري البصري، أبو محمد. الأديب النحوي المشهور، قال عنه ابن خلكان: كان أحد أئمة عصره، ورزق الحظوة التامة في عمل المقامات. صنف أيضا: درة الغواص في أوهام الخواص، وملحة الإعراب في النحو،

وغير ذلك. أخباره في: وفيات الأعيان: 4/ 63، بغية الوعاة: 2/ 257 - 259.

(2)

مقامات الحريري: 515.

(3)

لبينى: اسم ابنة إبليس. راجع القاموس المحيط: 4/ 265 (لبن).

(4)

الروض الأنف: 2/ 204، وعزاه لأبي الأشهب عن الحسن.

(5)

قال البغوي في تفسيره: 1/ 63: «قاله ابن عباس وأكثر المفسرين» وذكر القرطبي في تفسيره: 1/ 294 أنه قول الجمهور أيضا، ونسبه لابن عباس، وابن مسعود، وابن جريج، وابن المسيب وقتادة وغيرهم. ورجحه الطبري في تفسيره: 1/ 508.

(6)

أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 1/ 503 - 505 عن ابن مسعود، وابن عباس وسعيد بن المسيب، وقتادة رضي الله تعالى عنهم، وأورد نحوه السيوطي في الدر المنثور: 1/ 124 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، والبيهقي عن ابن عباس، ونسبه إلى ابن أبي حاتم عن قتادة.

ص: 129

وهذا هو ظاهر الآية من حيث تعبّد بالسجود معهم

(1)

، فلو لم يكن منهم لكان أمر الله بالسجود غير متناول له، فوجب ألاّ يحصل له صفة الذنب بترك السجود.

[/7 أ] وأمّا قوله تعالى: {كانَ مِنَ الْجِنِّ}

(2)

فلا دليل فيه/على أنه ليس من الملائكة، لأن الملائكة تسمى جنّا لاستتارها.

قال الأعشى

(3)

:

وسخّر من جنّ الملائك تسعة

قياما لديه يعملون بلا أجر

يعني: سليمان

(4)

عليه السلام.

وقيل: هو أبو الجن كما أن آدم أبو البشر

(5)

وكان من الجن الذين كانوا في الأرض

(6)

، وقاتلتهم الملائكة، فسبوه صغيرا وتربّى فيما بينهم وعظم قدره

= راجع أيضا تفسير البغوي: 1/ 63، والمحرر الوجيز: 1/ 245، وزاد المسير: 1/ 65، وتفسير ابن كثير: 1/ 110.

(1)

راجع هذا المعنى في رواية الطبري في تفسيره: 1/ 505، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

(2)

سورة الكهف: آية: 50.

(3)

الأعشى: (؟ - 7 هـ). هو: ميمون بن قيس بن جندل، من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية. وأدرك الإسلام ولم يسلم. ولقب بالأعشى لضعف بصره. أخباره في: طبقات فحول الشعراء: 1/ 52، الشعر والشعراء: 1/ 178، جمهرة أشعار العرب: 18 والبيت له في اللسان: 13/ 97 (جنن).

(4)

راجع تفسير الطبري: 1/ 505، 506.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 507 عن ابن زيد وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: (لم أجده في مكان)، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 245 وعزاه لابن زيد والحسن وقتادة. راجع أيضا تفسير القرطبي: 1/ 294.

(6)

أخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 507 عن سعد بن مسعود وشهر بن حوشب، ونقله ابن

ص: 130

هنالك، فصار في الظاهر كأنه منهم فلا جرم أن تعبد بالسجود معهم، فيكون الاستثناء - على هذا القول - منقطعا من غير جنس الأول، وهو في القرآن كثير، وهذا القول هو الصحيح لأوجه:

أحدها: أن إبليس له ذرية، لقوله تعالى:{أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي}

(1)

والملائكة لا ذرية لهم؛ لأن الذرية لا تكون إلا من ذكر وأنثى، والملائكة ليس فيهم أنثى لقوله:{وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً}

(2)

.

الثاني: أنّ الله تعالى أخبر عنه أنه مخلوق من نار والملائكة ليسوا كذلك، لما رواه عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم «أنهم مخلوقون من نور»

(3)

.

الثالث: أنّ الله تعالى قال في صفة الملائكة: {لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ}

(4)

.

الرابع: أنّ الملائكة رسل الله، لقوله:{جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً}

(5)

.

والرسول لا يكون كافرا، لقوله:{اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ}

(6)

.

[35]

قوله تعالى: {اُسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ

}.

= عطية في المحرر الوجيز: 1/ 245، والقرطبي في تفسيره: 1/ 294 عن شهر بن حوشب. وانظر تفسير ابن كثير: 1/ 111.

(1)

سورة الكهف. آية: 50.

(2)

سورة الزخرف: آية: 19.

(3)

أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه: 4/ 2294، كتاب الزهد والرقائق، «باب في أحاديث متفرقة» بلفظ:«خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم» .

(4)

سورة التحريم: آية: 6.

(5)

سورة فاطر: آية: 1.

(6)

سورة الأنعام: آية: 124.

ص: 131

(سه)

(1)

: زوجه حواء

(2)

.وأول من سماها بذلك آدم، حين خلقت من ضلعه

(3)

، وقيل له: ما هذه؟ قال: أنثى. وتفسيرها امرأة. قيل: وما اسمها؟ قال: حواء. قيل له: ولم؟ قال: لأنها خلقت من حيّ

(4)

وكنية آدم التي كنّته بها الملائكة: أبو البشر

(5)

.

وقيل كنيته أبو محمد

(6)

، كنّي بمحمد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم.

وأهبط آدم بسرنديب

(7)

من الهند، بجبل يقال له:

(1)

التعريف والإعلام: 10.

(2)

السبب في عدم ذكر «حواء» في الآية الكريمة هو شهرة تعيين ذلك، لأنه لم يكن لآدم غيرها. ذكر ذلك الزركشي في البرهان: 1/ 156، والسيوطي في الإتقان: 4/ 79.

(3)

أخرج الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: 4/ 103، كتاب الأنبياء، باب «خلق آدم وذريته» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع

».

(4)

أخرج ذلك الطبري في تفسيره: 1/ 513 عن ابن عباس، وعن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 127، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، والبيهقي، وابن عساكر، عن ابن عباس، وابن مسعود، وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

(5)

وردت هذه الكنية في حديث أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: 8/ 203، كتاب التوحيد، باب «قوله تعالى: وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون له: أنت آدم أبو البشر

». وذكر الطبري هذه الكنية في تفسيره: 1/ 482، والبغويّ في تفسيره: 1/ 61، وابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 262.

(6)

ذكره البغويّ في تفسيره: 1/ 61، وابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 262، والمسعودي في أخبار الزمان: 72، قال القرطبي في تفسيره: 1/ 279: وقيل: كنيته في الجنة أبو محمد، وفي الأرض أبو البشر.

(7)

سرنديب: بفتح أوله وثانيه، وسكون النون، ودال مهملة مكسورة، وياء مثناة من تحت، وباء موحدة: جزيرة عظيمة في بحر هركند بأقصى الهند.

ص: 132

بوذ

(1)

، وأهبطت حواء بجدّة

(2)

، وأهبط إبليس بالأبلّة

(3)

، وأهبطت الحية ببيسان

(4)

، وقيل:

بسجستان

(5)

، وسجستان أكثر بلاد الله حيات، ولولا العربد

(6)

يأكلها

(7)

ويفنى

= راجع معجم البلدان: 3/ 215، 216. وهي الآن مستقلة عن الهند وتسمى ب «سيريلانكا».

(1)

ذكره الطبري في تاريخه: 1/ 122 في رواية أخرجها عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما والذي ذكره ياقوت في معجم البلدان: 5/ 310: «نوذ» بفتح النون وسكون الواو بعدها ذال معجمة، قال: جبل بسرنديب عنده مهبط آدم عليه السلام

» وقال ابن الأثير في الكامل: 1/ 36: «نود» بضم النون وسكون الواو وآخره دال مهملة».

(2)

جدة: بالضم، والتشديد: ساحل مكة، مدينة مشهورة سميت بذلك لأنها كانت حاضرة البحر. راجع معجم ما استعجم: 1/ 371، معجم البلدان: 1/ 114، 115، والروض المعطار:157.

(3)

الأبلة: بضم أوله وثانيه وتشديد اللاّم وفتحها: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة، وهي أقدم من البصرة. ينظر معجم ما استعجم: 1/ 98، معجم البلدان: 1/ 76، الروض المعطار:9.

(4)

جاء في هامش الأصل وفي نسخة ق، م: بيسان، بالباء الموحدة، والياء المثناة التحتية، والسين المهملة: هو من بلاد الحجاز. ذكره في المشارق اه.ينظر مشارق الأنوار: 1/ 314، قال أيضا: وبيسان آخر في بلاد الشام. قال ياقوت: بيسان: مدينة بالأردن

ويقال: هي لسان الأرض، وهي بين حوران وفلسطين. راجع معجم البلدان: 1/ 527، الروض المعطار: 119، 120.

(5)

سجستان: بكسر أوله وثانيه، وسين أخرى مهملة، وتاء مثناة من فوق، وآخره نون: هي ناحية كبيرة وولاية واسعة، وذهب بعضهم إلى أن «سجستان» اسم للناحية وأن اسم مدينتها «زرنج» . معجم البلدان 3/ 190، الروض المعطار: 304، 305.

(6)

العربد: بكسر العين والباء وبدال خفيفة ويروى: بدال مشددة وبفتح الباء مع دال مشددة: الحية الخبيثة. اللسان: 3/ 289 (عرد).

(7)

في الأصل وفي ق، م:«ما يأكلها» ولا يستقيم به المعنى، والمثبت في النص موافق لما في (ع) والتعريف والإعلام للسهيلي.

ص: 133

كثيرا منها لأخليت سجستان من أجلها، قاله أبو الحسن المسعودي

(1)

.

(عس)

(2)

: وقد قيل: إنه أهبط مع حواء على جبل يقال له: واشم

(3)

بأرض الهند، وهو جبل ينبت المندل

(4)

والطّيب، حكاه القتبيّ

(5)

والله أعلم.

(سي): وحكى المسعودي

(6)

أيضا: أن آدم عليه السلام أهبط على جبل الرهون

(7)

من جزيرة سرنديب، وأن الحيّة أهبطت بأصبهان

(8)

.وذكر

(1)

المسعودي: (؟ - 346 هـ). هو: علي بن الحسين بن علي المسعودي، أبو الحسن المؤرخ المشهور. صاحب كتاب مروج الذهب، وأخبار الزمان، والتنبيه والإشراف. وغير ذلك، لم أقف على كلامه فيما تيسر لي من كتبه. أخباره في: سير أعلام النبلاء: 15/ 569، وطبقات الشافعية: 3/ 456، 457، وفوات الوفيات: 3/ 12، 13.

(2)

التكميل والإتمام: 12 أ.

(3)

واشم: السين معجمة، كذا في جميع النسخ، وهو المثبت في كتاب ابن عسكر وفي المعارف لابن قتيبة: 15، وتاريخ الطبري: 1/ 122: أما واسم: السين مهملة ذكره ياقوت في معجم البلدان: 5/ 353 وقال: «جبل بين الدهنج والمندل من أرض الهند

».

(4)

المندل: عود الطيب الذي يتبخر به. راجع اللسان: 11/ 654 (ندل).

(5)

ابن قتيبة: (213 - 276 هـ). عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدّينوري البغداديّ أبو محمد الإمام اللغوي النحوي، الكاتب. صنف: تأويل مشكل القرآن، وتفسير غريب القرآن وغريب الحديث، والمعارف

وغير ذلك. أخباره في: تاريخ بغداد: 10/ 170، وفيات الأعيان: 3/ 42، بغية الوعاة: 2/ 63، 64، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 251. أما قوله ففي كتابه المعارف: 15، 16.

(6)

راجع مروج الذهب: 1/ 34.

(7)

الرهون: وصفه ياقوت في معجم البلدان: 3/ 216: «وهو ذاهب في السماء يراه البحريون من مسافة أيام كثيرة وفيه أثر قدم آدم عليه السلام» .

(8)

جاء في هامش الأصل ونسخة ق، م:(سي): يقال بفتح الهمزة عند الكافة، وبكسرها

ص: 134

الطبريّ في كتاب «الياقوتة»

(1)

أن آدم أهبط بدهينا بالهند. وقيل: أهبط على جبل يسمى دروبة

(2)

.قال: وهو أقرب جبال الأرض إلى السماء

(3)

.وأهبط إبليس بساحل بحر أيلة

(4)

، والحيّة بالمدينة

(5)

.

والصحيح من ذلك كلّه أن آدم عليه السلام إنّما نزل على جبل سرنديب

(6)

، ويقال فيه: سرنديد - بالدال - وبه سمّيت أرض سرنديب، وأثر

= عند أبي عبيد البكري وأهل خراسان يقولونها بالفاء مكان الباء. من المشارق. وهي مدينة في بلاد فارس مشهورة. راجع معجم ما استعجم: 1/ 163، مشارق الأنوار: 1/ 160، معجم البلدان: 1/ 206.

(1)

لم أقف على كتابه هذا. لكنه أخرج هذا القول في تاريخه: 1/ 121 عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(2)

لم أقف على هذا الموضع بهذا اللفظ، وذكر الحميري في الروض المعطار: 236: «جبلا يسمى الدرب» ، قال: «هو جبل بين عمورية وطرسوس

، وهو حاجز بين بلاد انطاكية وبلاد طرسوس منتصبا من الغرب إلى الشرق

».

(3)

المعروف اليوم أن أعلى قمة جبل في العالم هي قمة جبال الهملايا في الهند.

(4)

أيلة: بالفتح: مدينة على ساحل بحر الأحمر مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام. راجع معجم ما استعجم: 1/ 216، معجم البلدان: 1/ 292، الروض المعطار:70.

(5)

في المعارف لابن قتيبة: 15، وتاريخ الطبري: 1/ 122: «والحية بالبريّة» .

(6)

أخرج ذلك الطبري في تاريخه: 1/ 122 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وأخرج الحاكم في المستدرك: 2/ 542 كتاب التاريخ، «ذكر آدم عليه السلام» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال:«إن أول ما أهبط الله آدم إلى أرض الهند» . وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» .ووافقه الذهبي. وأخرج الحاكم أيضا عن ابن عباس قال: قال علي بن أبي طالب: «أطيب ريح في الأرض الهند أهبط بها آدم

». وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وهذه الأقوال السالفة التي ذكرها المؤلف رحمه الله ذكرها الطبري رحمه الله في تاريخه: 1/ 121، 122 وقال: «وهذا مما لا يوصل إلى علم صحته إلا بخبر يجيء

ص: 135

قدمه في الصخرة التي وقع عليها باق إلى الآن فيما ذكر أهل التاريخ.

ومن عجائب هذا الجبل أنه لا يزال عليه نور شعاعي ملون كتلوين قوس قزح لا يخلو منه ليلا ولا نهارا، له رائحة تفوق رائحة المسك.

وذكر ابن الجزّار

(1)

في كتاب «عجائب الأرض» : أنّ في هذا الجبل شجرا لها أرواق، للورقة وجه أحمر وباطن أخضر، مكتوب في الحمرة بالبياض: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ومكتوب في الخضرة بالحمرة: سبحان الله العظيم.

كل ورقة في الشّجرة على هذه الصفة، وفي هذه الشجرة أطيار على قدر اليمام

(2)

مرقشة ألوانها، تسبّح الله بألسنة عربية وسريانية، لها أصوات حنينة تبكي المستمع إليها تشوقا وخيفة وإذا صيد منها واحد وجعل في قفص لم ينطق ولم يمكث أكثر من يومين ثم يموت.

[/8 أ] وذكر ابن الصّفار

(3)

أنّ في هذا/الجبل وردا أحمر عتيق الحمرة لا ينقطع

= مجيء الحجة، ولا يعلم خبر في ذلك ورد كذلك، غير ما ورد من خبر هبوط آدم بأرض الهند، فإن ذلك مما لا يدفع صحته علماء الإسلام وأهل التوراة والإنجيل، والحجة قد ثبتت بأخبار بعض هؤلاء».اه. وكأن قول المؤلف رحمه الله: «والصحيح من ذلك كله أن آدم عليه السلام إنما نزل على جبل سرنديب

» قريب من كلام الطبري رحمه الله.

(1)

ابن الجزار: (؟ - 369 هـ، وقيل غير ذلك). هو: أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد الجزار القيرواني أبو جعفر. المؤرخ والطبيب المشهور. صنف: التعريف بصحيح التاريخ، ومغازي إفريقية

وغير ذلك. أما كتاب عجائب الأرض فلعله عجائب البلدان المنسوب إليه أيضا في كشف الظنون: 2/ 1126. أخباره في: طبقات الأطباء لابن جلجل: 88 - 90، سير أعلام النبلاء: 15/ 561.

(2)

اليمام: نقل الجوهري عن الأصمعي: أنه الحمام الوحشي، الواحدة: يمامة. وعن الكسائي: هي التي تألف البيوت. راجع الصحاح: 5/ 2065، واللسان: 12/ 648، 649، (يمم).

(3)

لم أقف له على ترجمة. وذكره البلنسيّ - رحمه الله تعالى - في مواضع أخر من كتابه منها في

ص: 136

عنه صيفا ولا شتاء مكتوب في وجه الورقة بالصفرة: لا إله إلاّ الله، وفي باطنها مكتوب بالخضرة: سبحان الله. وكذلك كثير من الأزهار على هذه الصفة.

وذكر القاضي أبو الفضل عياض

(1)

رضي الله عنه: أن ببلاد الهند وردا أحمر مكتوبا عليه بالأبيض: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله وفي هذا الجبل ثمار من الأترجّ

(2)

لها طعم كبير

(3)

أخضر، عليه نور ساطع، وله رائحة كرائحة القرنفل، وخارجه وداخله حار رطب بخلاف الأترج، إذا أكل الآكل منه شيئا طرّبه وأسرع بهضم ما في معدته وشهّاه أكل الطعام، وزاد في [الباءة]

(4)

وأدرّ الماء وحسّن الخلق. ذكره ابن الصفّار في: «شرح السفرة» .

= سورة الكهف. نقل عن ابن الصفار في كتابه: «شرح السفرة» أنه دخل الكهف بمقربة من لوشة - مدينة بالأندلس - وذلك عام اثنين وثلاثين وخمسمائة.

(1)

القاضي عياض: (476 - 544 هـ). هو عياض بن موسى بن عياض اليحصبيّ السبتي أبو الفضل الإمام العلامة، المفسر المحدث، الفقيه، النّحوي، اللغوي. صنف: الشفا بتعريف حقوق المصطفى، ومشارق الأنوار وله شرح على صحيح مسلم

وغير ذلك. أخباره في: جذوة الاقتباس: 2/ 498، المرقبة العليا: 101، الديباج المذهب: 2/ 52. ونص كلامه في الشفا: 1/ 229.

(2)

واحدته ترنجة وأترجّة، وهي كما قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«طعمها طيب وريحها طيب» .أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 6/ 107، كتاب فضائل القرآن، باب فضل القرآن على سائر الكلام، والإمام مسلم في صحيحه: 1/ 549، كتاب صلاة المسافرين، باب فضيلة حافظ القرآن. ينظر فوائد الأترج في الطب النبوي: 283 - 285، والجامع لمفردات الأدوية والأغذية لابن البيطار: 1/ 11.

(3)

جاء في كتاب الياقوت والمرجان: 1/ 100 نقلا عن البلنسيّ: «لها طعم جميل وورق أخضر

»، ولم يثبت ذلك في نسخ الكتاب الخطية. والعجيب أن مؤلف الياقوت اعتمد نسخة دار الكتب المعتمدة هنا أيضا ولم يذكر بها هذا اللفظ الذي ذكره. ولعل المؤلف هنا يقصد بقوله:«لها طعم كبير» أي ثمر كبير الحجم.

(4)

في الأصل: الباه، والمثبت في النص من ق، م.

ص: 137

قال المؤلف - وفقه الله -: ولو تتبعت عجائب الهند لخرجت إلى التطويل، ولكن هذا القدر يملأ الصدور من عظمة الله، وينبّه على ما أعدّ الله في جنّته لعباده ممّا لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. جعلنا الله من أهلها بمنّه وكرمه.

تكميل: (عس)

(1)

: تكلّم الشّيخ أبو زيد على نزول آدم وحواء وإبليس، والمواضع التي أنزلوا فيها فرأيت أن أضيف إلى ذلك مدة مقامهما في الجنّة، ويوم خروجهما ووقته، وما يتعلق بذلك بحول الله.

فأقول: ثبت في الصحيح

(2)

أنّ آدم خلق يوم الجمعة. وحكى الطبريّ في: «التاريخ الكبير»

(3)

أنّ آدم عليه السلام خلق في آخر ساعة من نهار يوم الجمعة، وهو آخر يوم من الأيام الستة التي خلق الله فيها الخلق، وأنّ في بقية ذلك اليوم نفخ فيه الروح، وسكن الجنّة، وأهبط قبل غروب الشمس منه

(4)

.

وهذا على أن يكون اليوم ألف سنة فتكون الساعة ثلاثا وثمانين سنة وأربعة أشهر من أيام الدنيا فمكث جسدا بلا روح أربعين عاما من أعوام الدنيا، ومكث بعد ذلك حيا في الجنّة مع زوجه ثلاثا وأربعين عاما وأربعة أشهر من أعوام

(1)

التكميل والإتمام: 11 ب، 12 أ.

(2)

أخرج الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه: 2/ 585، كتاب الجمعة، باب:«فضل يوم الجمعة» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة. فيه خلق آدم. وفيه أدخل الجنّة. وفيه أخرج منها» .

(3)

راجع تاريخ الطبري: 1/ 119.

(4)

أخرج الحاكم في المستدرك: 2/ 542، كتاب التاريخ، «ذكر آدم عليه السلام» عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: ما سكن آدم الجنة إلا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس». وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وذكر السيوطي - رحمه الله تعالى - في الدر المنثور: 1/ 127 رواية نسبها إلى عبد الرزاق وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في «الأسماء والصفات» ، وابن عساكر، كلهم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «

فتالله ما غابت الشمس من ذلك اليوم حتى أهبط من الجنة إلى الأرض».

ص: 138

الدنيا، وذلك كله ساعة من أيام الآخرة

(1)

/. [/8 ب]

وقد قيل

(2)

: إنه مكث فيها خمسمائة عام، وكان هبوطه منها لخمسة أيام مضين من نيسان

(3)

.والله أعلم.

وكان آدم عليه السلام طوالا كثير الشعر جعدا

(4)

، آدم اللّون أجمل البريّة وكان أمرد وإنما نبتت اللّحى لولده من بعده. قاله القتبيّ

(5)

.

وقد روي في الحديث

(6)

: «أنّ طول آدم كان ستين ذراعا» .

وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خلق الله آدم على صورته، طوله في السّماء ستون ذراعا»

(7)

.

وقيل في معنى ذلك أي: على صورة آدم التي كان عليها يوم قبض، لم ينتقل من مضغة إلى علقة إلى طفل إلى كهل إلى شيخ وإنما خلق على صورته التي مات عليها

(8)

.

وقيل: معناه على صورته التي أهبط فيها الأرض، أي: لم يكن في الجنّة أطول منه في الأرض ولا أجمل.

(1)

راجع ذلك كله في تاريخ الطبريّ: 1/ 119، والكامل لابن الأثير: 1/ 36.

(2)

أخرجه الطبري في تاريخه: 1/ 120 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر الكامل لابن الأثير: 1/ 36.

(3)

أخرجه الطبري في تاريخه: 1/ 118 عن أبي العالية.

(4)

الجعد من الشعر: خلاف البسط. ينظر النهاية لابن الأثير: 1/ 275، واللسان: 3/ 121، (جعد).

(5)

راجع المعارف لابن قتيبة: 17.

(6)

أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 4/ 102، كتاب الأنبياء باب خلق آدم وذريته.

(7)

أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: 7/ 125 كتاب الاستئذان، باب بدء السلام. والإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه: 4/ 2183 كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير. عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا. وليس في صحيحي البخاري ومسلم وكتاب ابن عسكر:«في السماء» .

(8)

راجع صحيح مسلم بشرح الإمام النووي: 17/ 178، وفتح الباري: 11/ 3.

ص: 139

وقد جاء في الحديث

(1)

: «أن الله خلق آدم على صورة الرحمن» .

ومعنى ذلك: على الصورة التي ارتضاها الرحمن أن تكون لآدم إذ لم يخلق غيره على صورته وبنيته

(2)

.

وقد قيل: إنّ الخبر جاء عقيب قوله عليه السلام: «لا تقولوا قبح الله وجهك فإن آدم خلق على صورته

(3)

«أي: على صورة هذا المقبّح وجهه، والله أعلم.

وحكى ابن قتيبة

(4)

: أنّ آدم عمر تسعمائة سنة وثلاثين سنة على ما وقع في التوراة

(5)

.

وقد قيل

(6)

: عاش ألف سنة. والله أعلم.

(سي): وتوفي آدم يوم الجمعة لست خلون من نيسان في الساعة التي خلق فيها

(7)

، وقيل

(8)

: قبره في جبل أبي قبيس

(9)

، وقيل: هو بمنى في مسجد الخيف

(10)

.

(1)

نقل الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم: 16/ 166، عن المازري قال: «

ورواه بعضهم أن الله خلق آدم على صورة الرحمن، وليس بثابت عند أهل الحديث وكأن من نقله رواه بالمعنى الذي وقع له وغلط في ذلك». راجع أيضا فتح الباري: 11/ 3.

(2)

ذكر نحوه الحافظ ابن حجر في فتح الباري: 6/ 366.

(3)

أخرجه باختلاف يسير في بعض ألفاظه الإمام أحمد في مسنده: 1/ 251 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.

(4)

راجع المعارف: 19، وتاريخ الطبريّ: 1/ 158، والكامل لابن الأثير: 1/ 51.

(5)

سفر التكوين، الإصحاح الخامس.

(6)

نقله ابن قتيبة في المعارف: 19 عن وهب بن منبه، وأخرجه الطبري في تاريخه: 1/ 156 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مرفوعا. وانظر الكامل لابن الأثير: 1/ 50، 51.

(7)

ذكره اليعقوبي في تاريخه: 1/ 7 دون عزو.

(8)

نقله ابن قتيبة في المعارف: 19 عن وهب بن منبه وذكره الطبري في تاريخه: 1/ 161 دون عزو.

(9)

جبل أبي قبيس: وهو اسم الجبل المشرف على مكة، وجهه إلى قعيقعان ومكة بينهما، أبو قبيس من شرقيها وقعيقعان من غربيها. راجع معجم البلدان: 1/ 80، 81.

(10)

مسجد الخيف: بفتح أوله، وإسكان ثانيه. والخيف: ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن

ص: 140