المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

(عس) (1) : تكلّم الشيخ أبو زيد على نسب لخم، وساق الخلاف - تفسير مبهمات القرآن - جـ ١

[البلنسي]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأوّلعصر البلنسيّ. وفيه أربعة مباحث

- ‌المبحث الأولالحالة السياسية

- ‌المبحث الثانيالحالة الاجتماعية

- ‌المبحث الثالثالحالة العلمية

- ‌المبحث الرابعمدى تأثر البلنسيّ بهذه الأحوال

- ‌الفصل الثانيحياة المؤلف

- ‌المبحث الأولفي حياته الاجتماعية

- ‌المطلب الأول: اسمه، ونسبه، وأصله، وكنيته:

- ‌المطلب الثاني: موطنه، مولده، نشأته، أسرته:

- ‌المبحث الثانيفي حياته العلمية

- ‌المطلب الأول: طلبه للعلم وأشهر شيوخه:

- ‌المطلب الثاني: مكانته بين أقرانه:

- ‌المطلب الثالث: ثناء العلماء عليه:

- ‌المطلب الرابع: تلاميذه:

- ‌المطلب الخامس: آثاره العلمية ووفاته:

- ‌أ - آثاره العلمية:

- ‌ب - وفاته:

- ‌الفصل الثالثفي التعريف بعلم المبهمات ودراسةكتاب صلة الجمع

- ‌المبحث الأولفي التعريف بعلم المبهمات

- ‌المطلب الأول: تعريف المبهم لغة واصطلاحا

- ‌المطلب الثاني: الأصل في علم المبهمات:

- ‌المطلب الثالث: أسباب ورود الإبهام في القرآن الكريم:

- ‌المطلب الرابع: الطريق إلى معرفة المبهم:

- ‌المطلب الخامس: الكتب المؤلفة في هذا الفن:

- ‌المبحث الثانيفي دراسة كتاب صلة الجمع والباعث على تأليفه

- ‌المطلب الأول: الباعث إلى تأليفه:

- ‌المطلب الثاني: في منهجه:

- ‌أولا: منهجه في الكتاب:

- ‌ثانيا: منهجه في بيان المبهم:

- ‌المطلب الثالث: مصادره:

- ‌أولا: كتب العقائد:

- ‌ثانيا: التفسير وعلومه:

- ‌ثالثا: في الحديث وعلومه:

- ‌رابعا: اللغة والنحو والبلاغة والأدب:

- ‌خامسا: السير والتاريخ والتراجم:

- ‌سادسا: مصادر عامة:

- ‌المطلب الرابع: في قيمته العلمية، وفيه مسألتان:

- ‌المسألة الأولى: أهمية الكتاب:

- ‌المسألة الثانية: فيما يؤخذ عليه:

- ‌المبحث الثالثعملي في التحقيق

- ‌المطلب الأول: عنوان الكتاب:

- ‌المطلب الثاني: توثيق نسبته إلى المؤلف:

- ‌المطلب الثالث: وصف النّسخ الخطيّة:

- ‌1 - نسخة الأصل:

- ‌2 - نسخ ق:

- ‌3 - نسخة م:

- ‌4 - نسخة ع:

- ‌المطلب الرابع: منهج التحقيق:

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌فائدة:

- ‌تحقيق:

- ‌تكميل:

- ‌تحقيق:

- ‌تحقيق:

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النّساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌فائدة:

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التّوبة

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌أ - المخطوطات

- ‌ب - المطبوعات

الفصل: (عس) (1) : تكلّم الشيخ أبو زيد على نسب لخم، وساق الخلاف

(عس)

(1)

: تكلّم الشيخ أبو زيد على نسب لخم، وساق الخلاف ثم قال:

وبين لخم وبين إبراهيم على القول الذي ذكره نحو من أربعة عشر أبا وإنما هم نحو من سبعة عشر أبا، وقد ذكرهم بعد ذلك. وكذلك قال: بين موسى عليه السلام وإبراهيم ستة آباء، وهذا إنما يكون بزيادة الأب الذي نبهت عليه في نسب موسى عليه السلام في سورة البقرة

(2)

، والله أعلم.

‌فائدة:

(سي): «إنما سمي لخم لخما لأنه لخم وجه أخيه أي: لطمه

(3)

: فعضه الآخر في يده فجذمها

(4)

فسمي جذاما، وقال قطرب: اللخم سمكة في البحر [/74 أ] وبه سمى الرجل. ذكره/الشيخ أبو زيد في كتاب «الروض»

(5)

.

وقيل: اللخم مأخوذ من الغلظ، وأصله الكثير لحم الوجه

(6)

واللخم - بضم اللام - ضرب من سمك البحر يقال له: «الكوسج»

(7)

.

وروي أن هؤلاء القوم الذين كانوا: {يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ} كانوا من الكنعانيين

(8)

.والله أعلم.

[142]

{وَااعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ} .

(1)

التكميل والإتمام: 34 أ.

(2)

راجع ص (151).

(3)

الجمهرة لابن دريد: 2/ 242، ومجمل اللغة: 805 (لخم).

(4)

أي: قطع يده. انظر الصحاح: 1884، ومجمل اللغة: 181 (جذم).

(5)

الروض الأنف: 1/ 27.

(6)

راجع الجمهرة لابن دريد: 2/ 244، ومجمل اللغة لابن فارس: 805 (لخم).

(7)

ذكره الجوهري في الصحاح: 2028، وابن فارس في المجمل: 805 (لخم). وانظر اللسان: 12/ 539 (لخم).

(8)

ذكره الطبري في تفسيره: 13/ 81. وابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 59 دون عزو.

ص: 488

(عس)

(1)

قد تقدم في سورة البقرة

(2)

، أنها ذو القعدة وعشر من ذي الحجة، وأعاد قوله:{أَرْبَعِينَ} وإن كان معلوما من الثلاثين، والعشر أنها أربعون لنفي اللبس، لأن العشر لما أتت بعد الثلاثين التي هي نص في المواعدة، دخلها الاحتمال أن تكون [من]

(3)

غير أيام المواعدة، فأعاد ذكر الأربعين نفيا لهذا الاحتمال، وليعلم أن جميع العدد للمواعدة، وهذا كقوله تعالى:{فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ}

(4)

أعاد ذكر العشرة لما كانت الواو تجيء في بعض المواضع للإباحة

(5)

كقولهم:

جالس الحسن وابن سيرين، والمراد إباحة مجالسة أحدهما. فنفي بإعادة العشرة توهم الإباحة. وقوله:{كامِلَةٌ} تحقيق لذلك، وتأكيد له.

فإن قلت:

فإذا كان زمن المواعدة: {أَرْبَعِينَ} فلم كانت ثلاثين ثم عشرا؟.

فالجواب - والله أعلم - أن العشر إنما فصل من الثلاثين ليتجدد له به قرب انقضاء المواعدة، ويكون فيه متأهبا، مجتمع الرأي حاضر الذهن، لأنه لو ذكر الأربعين أولا لكانت متساوية فإذا جعل العشر منها إتماما لها استشعرت النفوس قرب التمام وتجدد بذلك عزم لم يتقدم، وهذا شبيه بالتلوم

(6)

الذي جعله الفقهاء في

(1)

التكميل والإتمام: (33 أ، 33 ب).

(2)

راجع ص (152)، آية:51.

(3)

ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، (م)، (ع) والمثبت في النص من (ق)، ومن التكميل والإتمام لابن عسكر.

(4)

سورة البقرة: آية: 196.

(5)

نص عليه الزمخشري في الكشاف: 1/ 345، وأورده ابن هشام الأنصاري في مغني اللبيب: 2/ 358 عن الزمخشري ثم قال: (وزعم أنه يقال: جالس الحسن وابن سرين، أي أحدهما،

والمعروف من كلام النحويين أنه لو قيل: جالس الحسن وابن سرين، كان أمرا بمجالسة كل منهما وجعلوا ذلك فرقا بين العطف بالواو والعطف بأو).اه ..

(6)

التلوم: بمعنى الانتظار. ينظر الصحاح: 2034 (لوم)، والنهاية لابن الأثير: 4/ 278.

ص: 489

الآجال المضروبة في الأحكام ويفصلونه من أيام الأجل ولا يجعلونهما شيئا واحدا، ولعلهم استنبطوه من هذا، والله أعلم.

فإن قلت:

فلم ذكر في هذه السورة الثلاثين/ثم العشر، وقال في «البقرة» {وَإِذْ ااعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}

(1)

، ولم يفصل العشر منها؟

فالجواب: - والله أعلم - أنه في هذه السورة قصد ذكر صفة المواعدة، والإخبار عن كيفية وقوعها. فذكرها على صفتها، وفي «البقرة» إنما قصد الامتنان على بني إسرائيل بما أنعم به عليهم فذكر نعمه عليهم مجملة فقال:{وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ}

(2)

{وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ}

(3)

.

[145]

{سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ} .

(عس)

(4)

: قيل

(5)

: هي جهنم، وقيل

(6)

: هي الشام وهي ديار الكافرين التي خلت منهم، وقيل

(7)

: مصر، وهي دار فرعون.

(1)

سورة البقرة: آية: 51.

(2)

سورة البقرة: آية: 50.

(3)

سورة البقرة: آية: 49.

(4)

التكميل والإتمام: 34 أ.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 111 عن الحسن، وأخرج عن مجاهد قال:«مصيرهم في الآخرة» . ونقل ابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 77 وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 260 هذا القول عن مجاهد، والحسن.

(6)

أخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 111 عن قتادة. وانظر المحرر الوجيز: 6/ 77، وزاد المسير: 3/ 260، ورجح ابن كثير هذا القول في تفسيره: 3/ 471 وقال: «

لأن هذا كان بعد انفصال موسى وقومه عن بلاد مصر، وهو خطاب لبني إسرائيل قبل دخولهم التيه، والله أعلم».

(7)

نقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 77 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومقاتل، وقتادة. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 260 عن عطية العوفي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 562 ونسب إخراجه إلى أبي الشيخ عن قتادة.

ص: 490

[158]

{فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ} .

(سه)

(1)

: معلوم أنه محمد عليه السلام.

قال الله له: {وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ}

(2)

، جعله الله أميا لا يكتب، ومن [أمة]

(3)

أمّيّة لئلا يرتاب فيما جاء به من علم الأولين والآخرين، أو يقال: إنه درسه في الكتب المتقدمة، فكونه أميا أبين لحجته، وأوضح لبرهانه.

وقيل للأمي: أمّي، لأنه منسوب إلى الأم، كأنه لم يفارق الأم فلم يتعلم

(4)

.وقيل: إنه منسوب إلى الأمة، كما تقول: عامي، منسوب إلى عامة الناس، أي لم يتخصص.

وأول ما ظهرت الكتابة بمكة من قبل أبي سفيان بن أمية

(5)

، عم أبي سفيان بن حرب، وأتته من قبل رجل من الحيرة

(6)

.

وقيل لأهل مكة: من أين جاءتكم الكتابة؟ قالوا: أخذناها عن أهل الحيرة. وقال أهل الحيرة: أخذناها عن أهل الأنبار

(7)

.

(1)

التعريف والإعلام: (39، 40).

(2)

سورة العنكبوت: آية: 48.

(3)

ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، والمثبت في النص من (ق)، (م)، ومن التعريف والإعلام للسهيلي مصدر المؤلف في هذا النص.

(4)

راجع هذا المعنى فيما سبق 162 عند تفسير قوله تعالى: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاّ أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاّ يَظُنُّونَ سورة البقرة: آية: 78.

(5)

هو أبو سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، ولد أمية الأكبر. قال ابن حزم في الجمهرة: 78: «قيل إنه عنبسة» . وانظر طبقات ابن سعد: 3/ 40، والمعارف لابن قتيبة:73.

(6)

الحيرة: بالكسر ثم السكون، وراء: مدينة على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له: «النجف» . معجم البلدان: 2/ 328، والروض المعطار:207.

(7)

انظر الوسائل إلى معرفة الأوائل للسيوطي: 128، والمزهر: 2/ 351. والأنبار: بفتح الهمزة: مدينة قرب بلخ وهي قصبة ناحية جوزجان، وهي مدينة صغيرة

ص: 491

وأول من كتب بهذا الخط العربي حمير بن سبأ

(1)

علمه في المنام - فيما ذكره ابن هشام

(2)

- وكانوا قبل ذلك يكتبون بالمسند، وقيل له: المسند لأنهم كانوا يسندونه إلى هود

(3)

عليه السلام، عن جبريل عليه السلام قاله ابن هشام

(4)

أيضا.

وأصح من هذا ما رويناه من طريق أبي عمر بن عبد البر، يرفعه إلى [/75 أ] النبي/صلى الله عليه وسلم مسندا، قال:«أول من كتب بالعربية إسماعيل»

(5)

.قال أبو عمر

(6)

:

وهذا أصح من رواية من رواه: أول من تكلم بالعربية إسماعيل

(7)

.انتهى.

تحقيق: قال المؤلف - وفّقه الله - معلوم قطعا أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إظهار دعوى النبوة والرسالة ما كان يشرع في ذكر هذه الأسرار العقلية، ولا يتكلم

= متحضرة، وهي حد بابل. معجم ما استعجم: 1/ 197، ومعجم البلدان: 1/ 257، والروض المعطار:36.

(1)

هو حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، كان ملكا على اليمن. ينظر المعارف: 626، والجمهرة لابن حزم: 432، والقصد والأمم:28.

(2)

في التيجان: (62، 63).

(3)

في (ع): «نوح عليه السلام» .

(4)

التيجان: 62 ونقل ابن عبد البر في القصد والأمم: 23 عن وهب بن منبه أن هود عليه السلام أو من تكلم بالعربية. وكذا ذكر ابن كثير في البداية والنهاية: 1/ 113. وأورده السيوطي في الوسائل: 117 ونسب إخراجه إلى ابن عساكر عن ابن عباس.

(5)

ذكر ابن عبد البر في القصد والأمم: 26 هذه الرواية بغير سند عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما موقوفا.

(6)

القصد والأمم: 26 عن ابن عباس بدون سند. وقال بعد أن أورد الروايتين: «وأظن رواية من روى: «كتب» ، أصح من رواية من روى:«تكلم» وأولي بالصواب، لأن العرب كانت قبل إسماعيل، وقبل أبيه وجده، وقد يحتمل أن يكون المعنى: أول من تكلم اللغة العربية المبينة الفصيحة، ويحتمل أن يكون أراد، أول من تكلم بالعربية من ولد إبراهيم صلى الله عليه وسلم».

(7)

أخرجه ابن سعد في الطبقات: 1/ 50 عن عقبة بن بشير وانظر الوسائل إلى معرفة الأوائل للسيوطي: 117.

ص: 492

في هذه المسائل الإلهية، وكان من قوم ليسوا أهل علم، ومن بلدة ما كان فيها أحد من الحكماء بل كانت الجهالة غالبة عليهم وكانت هذه الأحوال ظاهرة للأصدقاء والأعداء كما قال تعالى:{أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ}

(1)

فإذا خرج من هذه البلدة ومن هذا القبيل رجل انقضى من عمره أربعون سنة من غير أن مارس شيئا من العلوم، ولا تلمذ لأحد من العلماء، ثم بلغ في معرفة ذات الله تعالى وصفاته، وأفعاله وأسمائه وأحكامه، هذا المبلغ العظيم الذي عجز جميع الأذكياء من العقلاء عن القرب منه وأتى بكلام عجز الأولون والآخرون عن معارضة سورة منه

(2)

، بل أقر الكل أنه لا يمكن أن يزاد في تقرير الدلائل على ما ورد في القرآن وخاض في ذلك كله دفعة واحدة، شهد صريح العقل بأن هذا لا يكون إلا بالتعليم الإلهي والهداية الربانية، وأنه رسول الله حقا صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم.

[159]

{وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ

}.

(سه)

(3)

: قيل: هم قوم يونس بن متّى، وأصلهم من بني إسرائيل، وهم خلف وادي الرمل

(4)

، ولا يجوز وادي الرمل أحد سواهم، - فيما ذكروا -، وقد قيل: إنهم يحجون مع الناس ولا يعلم بهم. من كتاب النقاش.

(عس)

(5)

: وقد حكى الطبري

(6)

أن سبطا من أسباط بني إسرائيل عند ما

(1)

سورة المؤمنون: آية: 69.

(2)

قال تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ سورة البقرة: آية: 23.

(3)

التعريف والإعلام: 40.

(4)

لم أقف على هذا الموضع فيما تيسر لي من المعاجم الجغرافية.

(5)

التكميل والإتمام: 34 ب.

(6)

أخرجه الطبري في تفسيره: (13/ 173، 174) عن ابن جريج. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 585 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، عن ابن جريج. وأورده ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 109، وقال:«وهذا حديث بعيد» .

ص: 493

[/75 ب] رأوا كفر بني إسرائيل وقتلهم الأنبياء/تبرأ ذلك السبط مما صنعوا، وسألوا الله أن يفرق بينهم وبينهم، ففتح الله لهم نفقا في الأرض فساروا فيه سنة ونصفا حتى خرجوا من وراء الصين، فهم هنالك حنفاء مسلمون، يستقبلون قبلتنا».

وحكى

(1)

عن ابن عباس أنه قال: وفيهم نزل قول الله تعالى: {وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً}

(2)

، قال:{وَعْدُ الْآخِرَةِ} خروج عيسى عليه السلام، فيخرجون معه.

فعلى هذا القول لا يكون قوم يونس، لأن قوم يونس إنما آمنوا حين رأوا العذاب، والله أعلم.

[163]

{وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ} .

(سه)

(3)

: هي أيلة،

= وقد نقل الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره: (15/ 34، 35) عن بعض المحققين «أن هذا القول ضعيف، لأنه إما أن يقال: وصل إليهم خبر محمد صلى الله عليه وسلم، أو ما وصل إليهم. فإن قلنا: وصل خبره إليهم، ثم أنهم أصروا على اليهودية فهم كفار، فكيف يجوز وصفهم بكونهم أمة يهدون بالحق وبه يعدلون؟. وإن قلنا بأنهم لم يصل إليهم خبر محمد صلى الله عليه وسلم، فهذا بعيد، لأنه لما وصل خبرهم إلينا مع أن الدواعي لا تتوفر على نقل أخبارهم، فكيف يعقل أن لا يصل إليهم خبر محمد عليه الصلاة والسلام مع أن الدنيا قد امتلأت من خبره وذكره؟

» اه. وأشار أبو حيان في البحر: 4/ 406 إلى حكايات وروايات وردت عند هذه الآية لكنه لم يذكرها معللا ذلك بقوله: «لعله لا يصح» . كما وصف الحافظ ابن كثير الأثر الذي أخرجه الطبري بأنه عجيب. انظر تفسيره: 3/ 491، وكذا أورد الشوكاني في فتح القدير: 2/ 258 نحو هذه الرواية وقال: «ومثل هذا الخبر العجيب والنبأ الغريب محتاج إلى تصحيح النقل» . وانظر روح المعاني: (9/ 84، 85).

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 174. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 585 ونسب إخراجه إلى ابن جرير، وابن المنذر، وأبي الشيخ عن ابن جريج.

(2)

سورة الإسراء: آية: 104.

(3)

التعريف والإعلام: 40.

ص: 494

فيما ذكر الكشي

(1)

.وذكر غيره

(2)

أنها طبرية

(3)

.

(سي): وقيل

(4)

: هي مدين، وقيل

(5)

: مقنا

(6)

بالقاف ساكنة، ويقال:

مقنات، [ومغنى بالغين]

(7)

المفتوحة ونون مشددة، وهي ساحل مدين. قاله أبو محمد

(8)

.

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره: (13/ 180، 181) عن ابن عباس، ومجاهد والسدي. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 617، تفسير سورة الأعراف عن عكرمة. ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 113 عن عكرمة وعبد الله بن كثير، والثوري. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 376 وعزا إخراجه إلى ابن مسعود. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 587 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ عن عكرمة.

(2)

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 619 تفسير سورة الأعراف عن ابن شهاب الزهري. ونقله البغوي في تفسيره: 2/ 208 وابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 113.

(3)

طبرية: بفتح أوله وثانيه: مدينة من بلاد الأردن، وهي مدينة عظيمة على جبل مطل، طويلة في ذاتها قليلة العرض في طولها نحو ميلين. فتحت طبرية على يد شرحبيل بن حسنة، وهي الآن تحت الاحتلال اليهودي، أعادها الله إلى حوزة المسلمين. معجم ما استعجم: 3/ 887، ومعجم البلدان: 4/ 17، والروض المعطار:385.

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 182. وابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 618 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 113.وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 276 عن ابن عباس أيضا.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 181. وابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 619، تفسير سورة الأعراف عن ابن زيد.

(6)

مقنا: قرب أيلة، و «أيلة»: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام. معجم ما استعجم: 1/ 216، ومعجم البلدان: 5/ 178.

(7)

في جميع نسخ الكتاب: «معنى بالعين المهملة المفتوحة والمثبت في النص من المحرر الوجيز لابن عطية مصدر المؤلف في هذا النقل.

(8)

هو أبو محمد بن عطية، المحرر الوجيز: 6/ 113.

ص: 495

[175]

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها

}.

(سه)

(1)

: عن ابن عباس، ومجاهد

(2)

أنه بلعم بن باعور ويقال: بلعام، وأصله من بني إسرائيل، ولكنه كان مع الجبارين وكان قد أوتى الاسم الأعظم، فسألوه أن يدعو على موسى وجيشه فأبى، وأرى في المنام ألا يفعل. فلم يزالوا به حتى فتنوه فقلب لسانه، فأراد الدعاء على موسى فدعا على قومه، وخلع الإيمان من قلبه، ونسي الاسم الأعظم، وأشار على الجبارين أن يرسلوا نساء مزينات إلى عسكر موسى ليزنى بهن، فإنه إذا وقع الزنا في عسكر هزموا. فوقع على امرأة منهم رجل اسمه «زمرير» فانهزمت الجيوش حتى كاد السيف يفنيهم، فنزل الوحي إمّا على موسى وإمّا على يوشع فعلموا بالعلة، فانطلق فنحاص ابن عيزار بن هارون حتى دخل الخباء على زمرير فنظمه مع المرأة في حربة [/76 أ] كانت/بيده ورفعهما، ووقف الدم لم يصل إلى يده تطهيرا من الله له، فعادت الدولة للمسلمين على الجبارين، ودخلوا عليهم المدينة.

فمن هناك تهدي اليهود في كل عيد من أعيادهم إلى ذرية فنحاص سنة جرت فيهم إلى الآن، فيما ذكر الطبري

(3)

.

وقد روى

(4)

- أيضا - عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال في قوله:

= قال الطبري - رحمه الله تعالى - في تفسيره: 13/ 182: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: هي قرية حاضرة البحر، وجائز أن تكون أيلة، وجائز أن تكون مدين وجائز أن تكون مقنا لأن كل ذلك حاضرة البحر، ولا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع العذر بأي ذلك من أي

».

(1)

التعريف والإعلام: (40، 41).

(2)

أخرج ذلك الطبري في تفسيره: (13/ 254، 258)، وعن عكرمة أيضا.

(3)

تفسير الطبري: (13/ 266، 267)، وانظر تاريخه:(1/ 437 - 439).

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: (13/ 255 - 257)، وكذا النسائي في التفسير في الكبرى كما ذكره المزي في تحفة الأشراف: 6/ 386. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 609 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه والطبراني - كلهم - عن عبد الله بن عمرو. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 3/ 508: «وقد روى من غير وجه عنه، وهو صحيح

ص: 496

{آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها} : إنه أمية بن أبي الصّلت الثقفي

(1)

، واسم أبي الصلت: ربيعة بن علاج الثقفي وكان قد قرأ التوراة والإنجيل في الجاهلية، وكان يعلم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثه

(2)

، فطمع في أن يكون هو فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرفت النبوة عن أمية حسد وكفر. وهو أول من كتب:«باسمك اللهم»

(3)

، ومنه تعلمته قريش، فكانت تكتب به في الجاهلية.

ولتعلم أمية هذه الكلمة سبب عجيب ذكره المسعودي

(4)

، وذلك أن أمية كان مصحوبا، تبدو له الجن، فخرج في عير لقريش مسافرين فمرت بهم حية

= إليه، وكأنه إنما أراد أن أمية بن أبي الصلت يشبهه فإنه كان قد اتصل إليه علم كثير من علم الشرائع المتقدمة، ولكنه لم ينتفع بعلمه

» اه والصحيح من القول في المعنى بهذه الآية ما ذهب إليه قتادة حيث قال: «هذا مثل ضربه الله لمن عرض عليه الهدى فأبى أن يقبله وتركه

أخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 273، وابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 678 تفسير سورة الأعراف. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 610 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ. قال الطبري رحمه الله بعد أن ذكر الأقوال في اسم هذا الرجل «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتلو على قومه خبر رجل كان آتاه حججه وأدلته، وهي الآيات». وجائز أن يكون الذي كان الله آتاه ذلك بلعم، وجائز أن يكون أمية

». انظر تفسيره: (13/ 259، 260).

(1)

أمية بن أبي الصلت: (؟ - 5 هـ). شاعر جاهلي، أدرك الإسلام ولم يسلم. أخباره في طبقات فحول الشعراء:(1/ 262 - 267)، والشعر والشعراء:(1/ 459 - 462)، والمعارف لابن قتيبة:60.

(2)

في (ع): «مبعثه» .

(3)

انظر الوسائل إلى معرفة الأوائل للسيوطي: 130.

(4)

مروج الذهب: (1/ 71 - 73، 2/ 161) عن ابن دأب، والهيثم بن عدي، وأبي مخنف لوط بن يحيى، ومحمد بن السائب الكلبي.

ص: 497

فقتلوها، فاعترضت لهم جنية تطلب بثأرها وقالت [لهم]: قتلتم فلانا! ثم ضربت الأرض بقضيب، فنفرت الإبل فلم يقدروا عليها إلا بعد عناء شديد، فلما جمعوها جاءت فضربت الأرض ثانية فنفرتها فلم يقدروا عليها إلى نصف الليل، ثم جاءت فنفرتها حتى كادوا أن يهلكوا عطشا وعناء، وهم في مفازة لا ماء فيها فقالوا لأمية: هل عندك غناء أو حيلة؟ قال: لعلها. ثم ذهب حتى جاور كثيبا فرأى ضوء نار على بعد فاتبعه حتى أتى على شيخ في خباء، فشكا إليه ما نزل به وبصحبه - وكان الشيخ جنيا - فقال: اذهب فإذا جاءتكم فقل

(1)

: «باسمك اللهم» [/76 ب] سبعا. فرجع إليهم وهو قد أشفوا

(2)

على الهلكة، فلما جاءتهم الجنية/قالوا ذلك، فقالت: تبا لكم! من علمكم؟ فذهبت وأخذوا إبلهم، وكان فيهم حرب ابن أمية جد معاوية، فقتلته بعد ذلك الجن بثأر تلك الحية، وقالوا فيه

(3)

:

وقبر حرب بمكان قفر

وليس قرب قبر حرب قبر

والله أعلم.

وقد أسلمت عاتكة أخت أمية هذا، وخبرت عنه بخبر ذكره عبد الرزاق في «تفسيره»

(4)

أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته أنها رأت وهي في اليقظة نسرين نزلا على سقف بيتها، وفيه أخوها أمية نائما، فشق السقف، ونزل أحدهما على أمية فشق عن صدره وحشاه بشيء ثم أصلحه وعرج، فقال له النسر الآخر: هل وعى؟ قال: نعم. قال: هل زكاء؟ قال: لا.

فلذلك كان ينطق بالحكمة في أشعاره، ويذكر التوحيد ويعظم الرب،

(1)

في (م): «فقولوا» .

(2)

كذا في التعريف والإعلام للسهيلي، وفي (ع):«أشرفوا» وأشفوا بمعنى أشرفوا. قال ابن الأثير في النهاية: 2/ 489: «ولا يكاد يقال أشفى إلا في الشر» .

(3)

البيت في البيان والتبيين للجاحظ: 1/ 65، وقال الأستاذ عبد السلام هارون في هامش تحقيقه: (البيت مجهول القائل ولتنافر لفظه نسبوه إلى بعض الجن، وصنعوا في ذلك قصة

). وانظر دلائل الإعجاز للجرجاني: 57 - تحقيق: الشيخ محمود شاكر. ط: الخانجي.

(4)

لم أقف على هذا الخبر في تفسيره.

ص: 498

ويذكر الجنة والنار. فلما قتل ببدر من قتل من أشراف قريش بكاهم ورثاهم، وحقد على الإسلام، وحرم التوفيق.

(عس)

(1)

: ذكر الشيخ رضي الله عنه قصة بلعام وحكى فيها حكاية الرجل الذي زنى في عسكر موسى عليه السلام وسماه ولم يسم المرأة التي زنى بها. فالرجل هو زمرير، ويقال:«زمري بن شلوم»

(2)

وكان عظيما من عظماء بني إسرائيل! والمرأة هي كسباء

(3)

بنت صور، وكان عقاب بني إسرائيل على ذلك الطاعون، مات منهم في ساعة من النهار سبعون ألفا

(4)

، وقد قيل في خطبة أبي عبيدة ابن الجراح بالشام عند ما وقع الطاعون

(5)

في الصحابة «أيها الناس إنّ هذا الوجع رحمة من ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم. إنه يريد ب «الصالحين» بني إسرائيل في هذه القصة لأنهم تابوا، فكانت كفارتهم الطاعون، حكاه الإسكاف

(6)

.والله أعلم.

(1)

التكميل والإتمام: 34 ب.

(2)

وهو المثبت في تفسير الطبري: 13/ 266 رواية سالم أبي النضر.

(3)

كذا في جميع النسخ، بالباء الموحدة، وفي التكميل والإتمام:«كسيا» بالياء المثناة من تحت، وفي تفسير الطبري: 13/ 266: «كسبى» .

(4)

تفسير الطبري: 13/ 266، وتاريخه: 1/ 438.

(5)

في سنة ثمان عشرة للهجرة، ويطلق عليه: طاعون عمواس وفيه مات أبو عبيدة عامر ابن الجراح، ومعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان وغيرهم من كبار الصحابة رضي الله تعالى عنهم. انظر طبقات ابن سعد: 7/ 388، وتاريخ الطبري: 4/ 96 والكامل لابن الأثير: 2/ 558، والبداية والنهاية: 7/ 92.

(6)

لم أجد له ترجمة. ونص هذه الخطبة في الكامل لابن الأثير: 2/ 559 ونسبه أيضا إلى معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه بعد أن استخلفه أبو عبيدة عامر بن الجراح. وأخرجه ابن سعد في الطبقات: 7/ 388 عن عبد الله بن رافع قال: لما أصيب أبو عبيدة ابن الجراح في طاعون عمواس استخلف معاذ بن جبل واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ ابن جبل: ادع الله يرفع عنا هذا الرجز، قال: إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم، وموت الصالحين قبلكم

».

ص: 499

[/77 أ] تكميل: قال المؤلف - وفقه الله -: /ذكر الشّيخ أبو زيد أن بلعام أصله من بني إسرائيل، وذكر غيره

(1)

وهو الأظهر أنه لم يكن من بني إسرائيل، حكى المسعودي

(2)

في نسبه أنه بلعام بن باعور [بن]

(3)

سموم بن فرستم بن مآب ابن لوط بن هاران، وكان بقرية من قرى البلقاء

(4)

من بلاد الشّام.

قال أبو محمد

(5)

: ويقال فيه بلعام بن عابر، وقيل: ابن آبر

(6)

.

وكانت له حمارة إذا ركبها وذكر الاسم الأعظم الذي علّمه الله سارت به مسيرة خمسمائة يوم في يوم واحد، ويروى في ساعة واحدة ذكره الطبري

(7)

.

وكان بحيث إذا نظر يرى العرش.

قال الغزالي

(8)

رحمه الله: وسمعت بعض العلماء يقول: إنه كان في

(1)

جاء في رواية الطبري في تفسيره: 13/ 255 عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان من الكنعانيين.

(2)

مروج الذهب: 1/ 52 ونسبه ابن حبيب في المحبر: 389: (بلعم بن بعورا بن ستوم بن فواسيم بن ماب بن لوط بن هارون بن تارخ بن ناحور».

(3)

سقطت من الأصل، (م)، والمثبت في النص من (ق)، (ع)، ومن مروج الذهب للمسعودي.

(4)

هي «بالعة» ، ذكره الطبري في تفسيره: 13/ 264. وقال ابن قتيبة في المعارف: 42: «وكان مسكن بلعم: أريحا، والشام».

(5)

هو ابن عطية، المحرر الوجيز: 6/ 141.

(6)

بضم «الباء» وهو ما نص عليه الطبري في تفسيره: 13/ 254 في روايته عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنهما، وقيل:«آبر» بفتح الباء. ينظر تفسير الطبري: 13/ 253.

(7)

لم أجد قول الطبري هذا ولكن ورد في تاريخه: 1/ 437: أنه كان يملك حمارة وأنها كانت تكلمه.

(8)

الغزالي: (450 - 505 هـ). هو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، أبو حامد، الإمام المشهور. صاحب كتاب إحياء علوم الدين، وتهافت الفلاسفة والمستصفى،

وغير ذلك. أخباره في تبيين كذب المفتري: 291، ووفيات الأعيان: 4/ 216، وسير أعلام النبلاء: 19/ 322.

ص: 500

أول أمره بحيث يكون في مجلسه اثني عشر ألف محبرة للمتعلمين الذين يكتبون عنه العلم، ثم صار بحيث كان أول من صنف كتابا أن ليس للعالم صانع. نعوذ بالله من ذلك ونسأله حسن الخاتمة بمنه، وذلك بميله إلى الدنيا واتباعه للهوى، إن في ذلك لعبرة لمن يخشى.

وأما أمية ابن أبي الصلت فتوفى بالطائف راجعا عن رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم رده الحسد، فبينما هو ذات يوم مع فتية يشرب إذ وقع غراب فنعب

(1)

ثلاثة أصوات وطار، فقال أمية: أتدرون ما قال؟ قالوا: لا، قال: يقول إن أمية لا يشرب الكأس الثالثة حتى يموت، فقال القوم: لنكذبن قوله، ثم قال: حثوا

(2)

كاسكم، فحثوها، فلما انتهت إلى أمية الكأس الثالثة أغمى عليه فسكت قليلا

(3)

، ثم أفاق وهو يقول

(4)

:

لبيكما لبيكما

ها أنا ذا لديكما

ثم أنشأ يقول

(5)

:

إن يوم الحساب يوم عظيم

شاب فيه الصغير شيبا طويلا

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي

في رءوس الجبال أرعى الوعولا/ [/77 ب]

كل عيش وإن تطاول دهرا

صائر مدة إلى أن يزولا

= لم أقف على هذا النص بلفظه فيما تيسر لي من كتب الإمام الغزالي، لكنه عند ما ذكر هذه الآية في الإحياء: 1/ 60 أورد قوله تعالى: فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ [الأعراف: 176].وذكر بلعام بن باعوراء وقال: (فكذلك العالم الفاجر، فإن بلعام أوتي كتاب الله تعالى فأخلد إلى الشهوات فشبه بالكلب، أي سواء أوتي الحكمة أو لم يؤت فهو يلهث إلى الشهوات).

(1)

أي: صاح وصوت. الصحاح: 1/ 226، اللسان: 1/ 764 (نعب).

(2)

في مروج الذهب: 1/ 71: «احسوا

فحسوها».

(3)

في مروج الذهب: «طويلا» .

(4)

البيت في ديوانه: 265، ط بغداد 1975 م.

(5)

ديوانه: (540 - 452)، وكل بيت منفصل عن الآخر جمعها جامع شعره من المصادر مع اختلاف في الرواية.

ص: 501

ثم شهق شهقة، كانت فيها نفسه، قاله المسعودي

(1)

.والله أعلم.

[187]

{يَسْئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْساها

}.

(عس)

(2)

: نزلت في جبل بن أبي قشير

(3)

و [شمويل]

(4)

بن زيد قالا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد أخبرنا عن الساعة إن كنت نبيا كما تقول؟ فنزلت الآية.

حكاه ابن إسحاق

(5)

.والله أعلم.

[189]

{حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً

} الآية.

(سه)

(6)

: هي حواء، والحمل اسمه عبد الحارث. وروى من طريق قتادة، عن الحسن، عن سمرة

(7)

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لما حملت حواء طاف بها

(1)

مروج الذهب: 1/ 71.

(2)

التكميل والإتمام: 34 أ.

(3)

جبل بن أبي قشير، من يهود بني قريظة، ومن الذين عادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعارضوا دعوته. السيرة لابن هشام، القسم الأول:515.

(4)

في الأصل، (ق)، (م):«سمويل» بالسين المهملة والمثبت في النص من (ع)، ومن السيرة لابن هشام. وشمويل بن زيد: يهودي من أحبار بني قريظة، ومن أشدهم عداوة للرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته. السيرة لابن هشام، القسم الأول:570.

(5)

السيرة لابن هشام: القسم الأول: 569. وأخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 292 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله الواحدي في أسباب النزول: 224، وابن عطية في المحرر الوجيز:(6/ 165، 166) عن ابن عباس أيضا. وقيل: إن الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم قريش، أخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 392 عن قتادة. قال الطبري - رحمه الله تعالى - في تفسيره: 13/ 293: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن قوما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فأنزل الله هذه الآية وجائز أن يكون كانوا من قريش، وجائز أن يكونوا كانوا من اليهود، ولا خبر بذلك عندنا يجوز قطع القول على أي ذلك كان» .

(6)

التعريف والإعلام: (42، 43).

(7)

هو سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، صحابي جليل، يكنى أبا سليمان. وقيل: أبو

ص: 502

إبليس، وكان لا يعيش لها ولد، فقال لها: سميه عبد الحارث، فسمته عبد الحارث، فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره خرّجه الترمذي

(1)

وقال: هو حسن غريب. وذكر أن عمر بن إبراهيم انفرد به عن قتادة، وعمر شيخ بصري.

وذكر الطبري

(2)

عن ابن إسحاق أنه قال: ولدت حواء أربعين بطنا.

وذكر عن غيره

(3)

أنها ولدت مائة وعشرين بطنا، في كل بطن ذكر وأنثى، آخرهم عبد المغيث وأمة المغيث».

تحقيق: قال المؤلف - وفقه الله -: آدم وحواء عليهما السلام بريئان من الشرك الذي هو كفر، والحديث المتقدم لم يصح، وللآية وجه حسن من

= عبد الله، وقيل: أبو عبد الرحمن. كان شديدا على الخوارج عند ما كان واليا للبصرة في زمن معاوية. توفي سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة تسع وخمسين للهجرة. ترجمته في الاستيعاب: (2/ 653 - 655)، وأسد الغابة: 3/ 454، والإصابة:(3/ 178، 179).

(1)

سنن الترمذي: 5/ 267، كتاب التفسير، باب:«ومن سورة الأعراف» . وروى الإمام أحمد في مسنده: 5/ 11 هذا الخبر بغير هذا اللفظ. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 545، كتاب التاريخ ذكر آدم عليه السلام، واللفظ فيه يقارب رواية الترمذي، قال الحاكم:«هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. كما أخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 309، وذكره ابن كثير في تفسيره: 3/ 529، وقال:«هذا الحديث معلول من ثلاثة أوجه: أحدها: أن عمر بن إبراهيم هذا هو البصري، وقد وثقه ابن معين، ولكن قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به. ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر، عن أبيه عن الحسن، عن سمرة مرفوعا. فالله أعلم. الثاني: أنه قد روى من قول سمرة نفسه، ليس مرفوعا. الثالث: أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا، فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعا لما عدل عنه» .

(2)

تاريخ الطبري: 1/ 145.

(3)

المصدر السابق، دون عزو.

ص: 503

التأويل لا تعلق فيه لمبتدع قاله صاحب الكشاف

(1)

، وارتضاه ابن العربي

(2)

، والإمام فخر الدين بن الخطيب

(3)

، واللّفظ له قال:«لا نسلم أنّ النّفس المذكورة في الآية هي آدم وليس في الآية ما يدل عليه، بل نقول هذا الخطاب لقريش، والإشارة إلى قصي، والمعنى: خلقكم من نفس «قصى» {وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها} أي: من جنسها عربيّة قرشية ليسكن إليها فلما آتاهما الله ما طلبا من الولد [/78 أ] الصالح سمّيا أولادهما بعبد مناف، وعبد مناة/، وعبد العزى، وعبد الدار، وعبد قصىّ فالضمير في قوله تعالى:{فَتَعالَى اللهُ عَمّا يُشْرِكُونَ} لهما ولأعقابهما للذين اقتدوا بهما في الشرك. والله أعلم.

[198]

{وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ} .

(عس)

(4)

: قيل

(5)

: يعني كفار قريش فيكون النظر حقيقة وقيل

(6)

: يعني الأصنام فيكون النظر مستعارا، لأن لها أعينا مصنوعة يحسب المبصر أنها تنظر، وجمعها جمع من يعقل لأنها أجريت مجرى من يعقل في مخاطبتها وسؤالها فجمعت على ذلك الحد والله أعلم.

(1)

الكشاف: 2/ 137.

(2)

أحكام القرآن: 2/ 820.

(3)

نص كلام الرازي في كتابه: «عصمة الأنبياء: 42» . وانظر هذا المعنى في تفسيره: 15/ 91.

(4)

التكميل والإتمام: 34 أ.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 324 عن السدي. ونقله البغوي في تفسيره: 2/ 223 عن الحسن. وابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 184 عن السدي، ومجاهد.

(6)

ذكره الطبري في تفسيره: 13/ 326.وابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 184.

ص: 504