المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌تحقيق: قال المؤلف - وفقه الله -: هذه القصة حيثما وقعت - تفسير مبهمات القرآن - جـ ١

[البلنسي]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأوّلعصر البلنسيّ. وفيه أربعة مباحث

- ‌المبحث الأولالحالة السياسية

- ‌المبحث الثانيالحالة الاجتماعية

- ‌المبحث الثالثالحالة العلمية

- ‌المبحث الرابعمدى تأثر البلنسيّ بهذه الأحوال

- ‌الفصل الثانيحياة المؤلف

- ‌المبحث الأولفي حياته الاجتماعية

- ‌المطلب الأول: اسمه، ونسبه، وأصله، وكنيته:

- ‌المطلب الثاني: موطنه، مولده، نشأته، أسرته:

- ‌المبحث الثانيفي حياته العلمية

- ‌المطلب الأول: طلبه للعلم وأشهر شيوخه:

- ‌المطلب الثاني: مكانته بين أقرانه:

- ‌المطلب الثالث: ثناء العلماء عليه:

- ‌المطلب الرابع: تلاميذه:

- ‌المطلب الخامس: آثاره العلمية ووفاته:

- ‌أ - آثاره العلمية:

- ‌ب - وفاته:

- ‌الفصل الثالثفي التعريف بعلم المبهمات ودراسةكتاب صلة الجمع

- ‌المبحث الأولفي التعريف بعلم المبهمات

- ‌المطلب الأول: تعريف المبهم لغة واصطلاحا

- ‌المطلب الثاني: الأصل في علم المبهمات:

- ‌المطلب الثالث: أسباب ورود الإبهام في القرآن الكريم:

- ‌المطلب الرابع: الطريق إلى معرفة المبهم:

- ‌المطلب الخامس: الكتب المؤلفة في هذا الفن:

- ‌المبحث الثانيفي دراسة كتاب صلة الجمع والباعث على تأليفه

- ‌المطلب الأول: الباعث إلى تأليفه:

- ‌المطلب الثاني: في منهجه:

- ‌أولا: منهجه في الكتاب:

- ‌ثانيا: منهجه في بيان المبهم:

- ‌المطلب الثالث: مصادره:

- ‌أولا: كتب العقائد:

- ‌ثانيا: التفسير وعلومه:

- ‌ثالثا: في الحديث وعلومه:

- ‌رابعا: اللغة والنحو والبلاغة والأدب:

- ‌خامسا: السير والتاريخ والتراجم:

- ‌سادسا: مصادر عامة:

- ‌المطلب الرابع: في قيمته العلمية، وفيه مسألتان:

- ‌المسألة الأولى: أهمية الكتاب:

- ‌المسألة الثانية: فيما يؤخذ عليه:

- ‌المبحث الثالثعملي في التحقيق

- ‌المطلب الأول: عنوان الكتاب:

- ‌المطلب الثاني: توثيق نسبته إلى المؤلف:

- ‌المطلب الثالث: وصف النّسخ الخطيّة:

- ‌1 - نسخة الأصل:

- ‌2 - نسخ ق:

- ‌3 - نسخة م:

- ‌4 - نسخة ع:

- ‌المطلب الرابع: منهج التحقيق:

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌فائدة:

- ‌تحقيق:

- ‌تكميل:

- ‌تحقيق:

- ‌تحقيق:

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النّساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌فائدة:

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التّوبة

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌أ - المخطوطات

- ‌ب - المطبوعات

الفصل: ‌ ‌تحقيق: قال المؤلف - وفقه الله -: هذه القصة حيثما وقعت

‌تحقيق:

قال المؤلف - وفقه الله -: هذه القصة حيثما وقعت لا تدل على وقوع الذنب من النّبيّ حال نبوته، لأنها كانت قبل النبوة والرسالة.

ويدل على ذلك أمران:

أحدهما: قوله تعالى

(1)

{وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى، ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى} فدل هذا على أن الاجتباء إنّما حصل بعد واقعة الذنب، لأن كلمة {ثُمَّ} للتراخي.

الثاني: أنه لو كان رسولا قبل واقعة الذنب لكان إمّا رسولا إلى الملائكة وهو باطل، لأن الملائكة رسل الله، والرسول لا يحتاج إلى رسول آخر.

وإمّا إلى البشر وهو أيضا باطل، لأنه ما كان معه في الجنة من البشر إلاّ حواء، وأن الخطاب كان يأتيها من غير واسطة آدم لقوله تعالى:

(2)

{وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ} وهو خطاب منعهما ابتداء.

وإمّا/أن يكون رسولا من غير مرسل وهو أيضا باطل فثبت أنه - عليه [/10 أ] السلام - قبل هذه الواقعة ما كان موصوفا بالنّبوّة والرسالة. ذكره فخر الدين

(3)

.

[40]

قوله تعالى: {يا بَنِي إِسْرائِيلَ

}.

(سه)

(4)

: هو يعقوب بن إسحاق

(5)

عليهما السلام، وسمّي إسرائيل لأنه أسري ذات ليلة حين هاجر إلى الله فسمّي إسرائيل أي: سريّ الله، أو نحو هذا

(6)

.

(1)

سورة طه: الآيتان: 121، 122.

(2)

سورة البقرة: آية: 35.

(3)

راجع: تفسير الفخر الرازي: 3/ 12، أورده بمعناه دون لفظه.

(4)

التعريف والإعلام: 11.

(5)

اتفق المفسرون على ذلك. راجع: تفسير الطبري: 1/ 553، وتفسير البغوي: 1/ 66، والمحرر الوجيز: 1/ 267، وزاد المسير: 1/ 72، وتفسير ابن كثير: 1/ 117، والدر المنثور: 1/ 153.

(6)

نحو هذا القول في المعارف لابن قتيبة: 39، والإصحاح الثامن والعشرين من سفر التكوين.

ص: 145

وقيل: معناه عبد الله

(1)

، فيكون بعض الاسم عبرانيا وبعضه سريانيا وبعضه موافقا للعربي [وكثيرا]

(2)

ما يقع الاتفاق بين السرياني والعربي أو يقاربه في اللّفظ، ألا ترى أن إبراهيم تفسيره: أب رحيم

(3)

لرحمته بالأطفال؛ ولذلك جعل هو وسارة زوجته كافلين لأطفال المؤمنين الذي يموتون صغارا إلى يوم القيامة

(4)

.

وسارة امرأته هي بنت هاران بن تارح. في قول القتبيّ

(5)

، والنقاش. ولو صح هذا القول لكانت بنت أخيه، وقد كان نكاح بنت الأخ على عهده محرّما، ألا ترى إلى قوله تعالى

(6)

: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ

} الآية.

[وإلى هذا رجع النقاش، ونقض قوله الأول، واحتج بهذه الآية]

(7)

.

(1)

أخرج الطبري رحمه الله في تفسيره: 1/ 553 عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أنه قال: إنّ إسرائيل كقولك: عبد الله. وقد صحح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله إسناد هذا الخبر. راجع أيضا: زاد المسير: 1/ 72، والدر المنثور: 1/ 153.

(2)

في الأصل و (م): «كثير» ، والمثبت في النص من (ق).

(3)

في (ق)، (م):«راحم» .

(4)

أخرج الإمام أحمد في مسنده: 2/ 326، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أعلم شك موسى - يعني أحد الرواة - قال:«ذراري المسلمين في الجنة يكفلهم إبراهيم عليه السلام» . ويشهد له حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه في صحيح البخاري: 2/ 105، كتاب الجنائز، باب:«ما قيل في أولاد المشركين» ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الصبيان أولاد الناس في الجنة حول إبراهيم عليه السلام وليس في هذين الحديثين تصريح بأن سارة زوجه معه، ولكن إذا ماتت المرأة على دين زوجها تكون معه في الجنة. ولعل السهيلي رحمه الله فهمه من هذا المعنى.

(5)

انظر المعارف: 31.

(6)

سورة الشورى: آية: 13.

(7)

ما بين القوسين ساقط من الأصل، والمثبت في النّص من النسخ الأخرى للكتاب ومن التعريف والإعلام.

ص: 146

وهاران أخو إبراهيم هو والد لوط عليهما السلام.

وقال الطبري

(1)

: سارة هي بنت هاران بن ناحور بمعنى هاران الأكبر عم هاران الأصغر فهي بنت عم إبراهيم عليه السلام. وبهاران سمّيت مدينة حران

(2)

.والله أعلم.

[42]

{وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ

}.

(عس)

(3)

: قيل: الحق محمد صلى الله عليه وسلم وهو ظاهر، لأنهم كتموه

(4)

وهم يعلمون أنه حق لصفاته الموجودة عندهم في كتابهم.

[49]

{وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ

}.

(سه)

(5)

: هو الوليد بن مصعب

(6)

، يكنى أبا مرة

(7)

وهو من بني عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح

(8)

.وكل من ولي القبط ومصر فهو فرعون.

(1)

راجع تاريخه: 1/ 244.

(2)

ذكره ابن قتيبة في المعارف: 31 وعزاه إلى وهب بن منبه، وذكره الطبري في تاريخه: 1/ 313 دون عزو. وحران: بتشديد الراء، وآخره نون مدينة عظيمة مشهورة وهي على طريق الموصل والشام والروم. معجم البلدان: 2/ 235، 236، والروض المعطار:191.

(3)

التكميل والإتمام: 6 أ.

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 570، 571 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، ومجاهد والسدي، وأبي العالية. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 74 وزاد نسبته إلى مقاتل، وقتادة. وانظر تفسير ابن كثير: 1/ 120. والمراد بكتم الحق: كتم نعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون أنه نبيّ مرسل.

(5)

التعريف والإعلام 11.

(6)

نقله ابن قتيبة في المعارف: 43 عن وهب بن منبه، وذكره الطبري في تاريخه: 1/ 386 دون عزو، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 78 وقال: قاله الأكثرون.

(7)

ذكره القرطبي في تفسيره: 1/ 383 عن وهب بن منبه.

(8)

نسبه ابن حبيب في المحبر: 466، 467 وقال: هو الوليد بن مصعب بن أبي أهون بن الهلواث بن فاران بن عمرو بن عمليق بن يلمع بن عابر بن اسيلحا بن لوذ بن سام بن نوح.

ص: 147

[/10 ب] قال المسعودي

(1)

: ولا يعرف لفرعون تفسير/بالعربية.

(عس)

(2)

: وقد قيل: إنه كان فارسيا، وأن اسمه مصعب بن الريّان

(3)

.

والله أعلم.

(سي): وذكر المسعودي

(4)

في نسبه أنّه الوليد بن مصعب بن معاوية بن أبي نمر بن أبي الهلواس بن ليث بن هاران بن عمرو بن [عملاق]

(5)

، وهو الرابع من فراعنة مصر.

(1)

راجع مروج الذهب: 1/ 366، وقال أيضا: «فيمكن - والله أعلم - أن هذا الاسم كان سمة ملوك الأعصار

» وقال الطبري - رحمه الله تعالى - في تفسيره: 2/ 38: «وأما فرعون فإنه يقال أنه اسم كان ملوك العمالقة بمصر تسمى به، كما كانت ملوك الروم يسمى بعضهم قيصر، وبعضهم هرقل وكما كانت ملوك فارس تسمى الأكاسرة واحدهم كسرى

».

(2)

التكميل والإتمام: 12 ب.

(3)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 284، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 78 وعزاه للطبري، والذي ذكره الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره: 2/ 38 أنه الوليد بن مصعب بن الريان. وانظر تاريخ الطبري: 1/ 386، 387، وتفسير البغوي: 1/ 69، وأثبته ابن جماعة في مبهماته:101. وذكر ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 78 قولين آخرين في اسم فرعون أحدهما: فيطوس وعزاه لمقاتل. والثاني: مغيث ونقله عن بعض المفسرين ولم يسمهم. وذكر اليعقوبي في تاريخه: 1/ 33 أن اسمه كان «ظلمى» ولم يعزه لأحد. قال الدكتور عبد الجواد خلف في الياقوت والمرجان: 1/ 134، 135: ومما تجدر ملاحظته أن أسماء فراعنة مصر ما كان أحد منهم يتسمى بأسماء: الوليد، ولا مصعب ولا الريان، ولا قابوس. وإنما عرفنا من أسمائهم على حفريات الآثار، أسماء خوفو، وخفرع، ومنقرع

ولعل ما جاء في هذه الآثار من تسمية فرعون موسى عليه السلام من أنه: الوليد بن مصعب بن الريان وغيره من فراعنة مصر ممن يحمل مثل هذه الأسماء، إنما هي أسماء ملوك الفراعنة بعد ترجمتها إلى العربية

(4)

راجع مروج الذهب: 1/ 48.

(5)

في الأصل: عملان - النون معجمة - والمثبت في النّص من ق، م ومن مروج الذهب.

ص: 148

وذكر الشّيخ أبو زيد

(1)

في نسبه في سورة يوسف أنه الوليد بن مصعب بن عمرو بن معاوية بن أرشة. فالله أعلم.

قال الزمخشري

(2)

: ولعتو الفراعنة، اشتقوا تفرعن الرجل: إذا عتا وتجبر.

[50]

{وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ

}.

(عس)

(3)

: كنية البحر

(4)

أبو خالد حكى سنيد

(5)

في تفسيره: أن موسى عليه السلام لما انتهى إلى البحر قال له: إيها

(6)

أبا خالد.

ويحتمل - والله أعلم - أن يكون كنّي بذلك لطول بقائه واتصال زمانه، وإن كان لا بد من الفناء والتغيير كالخلود في قوله تعالى

(7)

: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً}

(1)

ينظر التعريف والإعلام: 56.

(2)

راجع الكشاف: 1/ 279.

(3)

التكميل والإتمام: 6 ب، 7 أ.

(4)

لم يذكر السهيلي، ولا ابن عسكر، ولا البلنسي أي بحر قصد في هذه الآية الكريمة، وذكر ابن جماعة في مبهماته: 101، وتبعه السيوطي في مفحمات الأقران: 12 أنه بحر القلزم. وهذا البحر هو المعروف الآن بالبحر الأحمر.

(5)

هو حسين بن داود المصيصيّ المحتسب، أبو علي. الإمام الحافظ، صاحب التفسير الكبير، توفي سنة 226 هـ. قال عنه الذهبي: مشّاه النّاس، وحملوا عنه، وما هو بذلك المتقن. ترجمته في: سير أعلام النبلاء: 10/ 627، وتهذيب التهذيب: 4/ 244، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 214. نقل ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: 1/ 79 عن أبي السليل، وأورده السيوطي في مفحمات الأقران: 12 ونسبه إلى ابن أبي حاتم عن قيس بن عباد. وأخرج الطبري في تفسيره: 2/ 50 عن السدي قال: لما أتى موسى البحر كناه أبا خالد

(6)

في (ق)، (م): أي وهي كلمة استزادة واستنطاق وهي مبنية على الكسر، وقد تنون ويقال: أيها بالنصب اللسان: 13/ 474 (أيه).

(7)

سورة النساء: آية: 93.

ص: 149

{مُتَعَمِّداً

} الآية في مذهب أهل الحق

(1)

الذين لا يرونه خلودا أبديا لمن قال: لا إله إلاّ الله لما في الحديث الصحيح

(2)

أنه لا يبقى في النّار أحد ممّن قال لا إله إلاّ الله. وكما يقال

(3)

: خلّد الله أمرك أي: أدامه.

واشتقاقه - فيما ذكر أبو بكر بن الأنباري

(4)

-: من بحرت الناقة إذا شققت أذنها ومنه البحيرة

(5)

، فكأن البحر شق الأرض فسمّي بذلك. والله أعلم.

(سي)

(6)

: أهمل الشّيخ أبو عبد الله ذكر اسمه وله أسماء أعلام منها:

الرّجّاف في السير:

* حتى تغيب الشّمس بالرّجاف

(7)

*

(1)

وهو رأي أهل السنة والجماعة.

(2)

ثبت ذلك في الصحيحين في عدة روايات بنحوه. منها في: صحيح البخاري (فتح الباري): 3/ 109 - 112 كتاب الجنائز، باب «في الجنائز، ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله» . وصحيح مسلم: 1/ 55 - 62، كتاب الإيمان، باب «الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا» .

(3)

انظر الصحاح: 2/ 469، واللسان: 3/ 164 (خلد).

(4)

الزاهر لابن الأنباري: 2/ 117.

(5)

البحيرة: ابنة السائبة وهي الناقة إذا نتجت خمسة أبطن، والخامس ذكر بحروه فأكله الرجال والنساء وإن كان الخامس أنثى بحروا أذنها، أي: شقوها. وكانت حراما على النساء، لحمها ولبنها فإذا ماتت حلت للنساء. انظر معاني القرآن للفراء: 1/ 322، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 179، 180، وغريب القرآن لابن قتيبة: 147، وتفسير الطبريّ: 11/ 128 - 130، واللسان: 4/ 43 (بحر).

(6)

بعده في (ق): «قال المؤلف وفقه الله» .

(7)

هذا عجز بيت من رثاء مطرود بن كعب الخزاعي لعبد المطلب كما في السيرة لابن هشام، القسم الأول: 178، واللسان: 9/ 113 (رجف). وصدر هذا البيت: * المطعمون اللّحم كل عشية *

ص: 150

يعني: البحر، لأنه يرجف

(1)

.ومن أسمائه أيضا: خضارة

(2)

والدأماء

(3)

.

ذكره الشّيخ أبو زيد في «الروض الأنف»

(4)

.

[51]

{وَإِذْ ااعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً

}.

(سه)

(5)

: هو موسى بن عمران. وهو بالعبرانية عمرم بن قاهث بن عازر ابن لاوي بن يعقوب

(6)

، وسمي موسى، لأن التابوت الذي كان فيه حين/التقطه [/11 أ] آل فرعون وجد في ماء وشجر، والمو: هو الماء بلغتهم، والسّا

(7)

: هو الشجر بلغتهم

(8)

.واسم الذي التقطه صابوت، في قول النّقّاش وطائفة.

(عس)

(9)

: هكذا نسبه القتبي

(10)

، وقد ذكر أكثر النّاس بين عمران وقاهث أبا، وهو يصهر بن قاهث، وكذا نسبه ابن إسحاق

(11)

وغيره، وهو الصحيح إن شاء الله.

(1)

أي: يضطرب وتتحرك أمواجه. انظر الصحاح: 4/ 1362، واللسان: 9/ 113 (رجف).

(2)

خضارة: بالضم سمي بذلك لخضرة مائه. انظر اللسان: 4/ 244، وتاج العروس: 11/ 182 (خضر).

(3)

راجع الصحاح: 5/ 1917 (دأم).

(4)

راجع الروض الأنف: 1/ 204.

(5)

التعريف والإعلام: 11، 12.

(6)

راجع المحبّر لابن حبيب: 4، 5، والمعارف لابن قتيبة: 43، والجمهرة لابن حزم:504.

(7)

كذا في جميع النسخ، وفي تفسير الطبري: 2/ 60، وزاد المسير: 1/ 79، والمعرب للجواليقي: 350: «شا» بالشين المعجمة.

(8)

أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 61 عن السدي، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 290، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 79، 80، والقرطبي في تفسيره: 1/ 395.

(9)

التكميل والإتمام: 12 ب.

(10)

المعارف: 43 دون ذكر عازر.

(11)

راجع رواية الطبري عنه في تفسيره: 2/ 61، وتاريخه: 1/ 385. وانظر المحرر الوجيز: 1/ 290، وتفسير القرطبي: 1/ 395.

ص: 151

والأربعون {لَيْلَةً} هي: ذو القعدة وعشر من ذي الحجة

(1)

.

وخصّ اللّيالي بالذكر لأن التاريخ بها، والأيام تابعة لها

(2)

، والله أعلم.

(سي): ووجه آخر ذكره النقّاش وهو أن في ذكر اللّيالي إشارة إلى الصوم لأنه لو ذكر الأيام لأمكن أن يعتقد أنه كان يفطر باللّيل، فنصّ على اللّيالي تنبيها على أنه واصل أربعين يوما بلياليها

(3)

.والله أعلم.

تكميل: قال المؤلف رحمه الله: تكلم الشّيخان على نسب موسى عليه السلام فرأيت أن أتكلم على موته، وصفته، وقد اختلف في موته.

فقيل: مات في التيه

(4)

، وحكى الزجاج

(5)

عن بعضهم أنه لم يمت في التيه، قال أبو محمد بن عطية

(6)

: والأول أكثر.

قال المؤلف - وفقه الله -: والأظهر عندي ما حكاه الزجاج لوجهين:

أحدهما: أنّ التيه عذاب لبني إسرائيل، وعقاب لهم، نالوه بدعاء موسى عليهم حيث أمروا بقتال الجبارين، فعصوا وقالوا: {فَاذْهَبْ

(7)

} أَنْتَ وَرَبُّكَ

(1)

أخرجه الطبريّ في تفسيره: 2/ 62 عن أبي العالية، والربيع بن أنس وهو قول أكثر المفسرين. انظر المحرر الوجيز: 1/ 291، وزاد المسير: 1/ 80، وتفسير القرطبي: 1/ 395.

(2)

انظر تفسير البغوي: 1/ 72، والمحرر الوجيز: 1/ 291، وتفسير القرطبي: 1/ 396.

(3)

أورد ابن عطية هذا المعنى في المحرر الوجيز: 1/ 291، عن النقاش.

(4)

ذكره الطبري في تاريخه: 1/ 386، والمسعودي في التنبيه والإشراف:186.

(5)

الزجاج: (241 - 311 هـ). هو: إبراهيم بن السري بن سهل، البغدادي، أبو إسحاق الزجاج. النحوي، اللغوي، المفسر. صنف معاني القرآن، والاشتقاق، والعروض

وغير ذلك. أخباره في: تاريخ بغداد: 6/ 89، وطبقات النحويين للزبيدي: 111، 112، وبغية الوعاة: 1/ 411 - 413. ينظر كلامه في كتابه معاني القرآن وإعرابه: 2/ 181، والمحرر الوجيز: 1/ 307.

(6)

راجع المحرر الوجيز: 1/ 307.

(7)

في جميع النسخ: «اذهب» ، والمثبت في النص هو الصواب.

ص: 152

{فَقاتِلا

}

(1)

فبعيد أن يدخل - صلوات الله عليه - في تلك العقوبة، مع أنّ موسى عليه السلام قد طلب من ربه أن يفرق بينه وبين القوم الفاسقين

(2)

.

الثاني: أنّ فحص

(3)

التيه بين مصر وبيت المقدس

(4)

.وفي البخاري

(5)

ومسلم

(6)

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنّ موسى عليه السلام قال في حديث نزول ملك الموت عليه: «رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر» والأرض المقدسة:

بيت المقدس وما حوله. وقال النّبيّ عليه السلام في تمام الحديث: «والله لو أني /عنده لأريتكم قبره على جانب الطريق عند الكثيب

(7)

الأحمر وهو قائم يصلي [/11 ب] في قبره

(8)

.

فهذا يدل على أنه لم يمت في التيه

(9)

.والله أعلم.

(1)

سورة المائدة: آية: 24.

(2)

هذا معنى قوله تعالى في سورة المائدة: آية: 25، قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ.

(3)

الفحص: ما استوى من الأرض، وهو كل موضع في الأرض يسكن. انظر النهاية لابن الأثير: 3/ 416، واللسان: 7/ 63 (فحص).

(4)

راجع معجم البلدان: 2/ 69، والروض المعطار:147.

(5)

أخرجه الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه: 2/ 93، كتاب الجنائز، باب «من أحب الدفن في الأرض المقدسة أو نحوها، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(6)

أخرجه الإمام مسلم - رحمه الله تعالى - في صحيحه: 4/ 1843، كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.واللفظ للإمام مسلم مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه.

(7)

الكثيب: الرمل المستطيل المحدودب. راجع النهاية لابن الأثير: 4/ 152.

(8)

«وهو قائم يصلي في قبره» جزء من حديث آخر أخرجه الإمام مسلم - رحمه الله تعالى - في صحيحه: 4/ 1845، كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.

(9)

تفسير الرازي: 11/ 206.

ص: 153

وأمّا صفته عليه السلام ففي البخاري

(1)

ومسلم

(2)

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت ليلة أسري بي موسى رجلا، آدم طوال جعد كأنه من رجال شنوءة

(3)

».

وكان قويا في جسمه كما جاء في القرآن

(4)

.وذكر المفسرون

(5)

أنه كانت له قوة أربعين رجلا، ويأتي عمر هارون عليه السلام وموضع دفنه في سورة الأنعام إن شاء الله تعالى.

[57]

{وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى

}.

(سي): {الْمَنَّ} فيه سبعة أقوال، قيل

(6)

: هو [صمغة]

(7)

حلوة. وقيل

(8)

:

(1)

أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 4/ 125، كتاب الأنبياء، باب قوله الله تعالى: وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.

(2)

أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: 1/ 151، كتاب الإيمان باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

(3)

شنوءة: ويقال أيضا: شنوّة، بتشديد الواو: بطن من الأزد، من القحطانية. انظر معجم قبائل العرب: 2/ 614.

(4)

قال تعالى: فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ

، القصص: آية: 15. وقال تعالى: إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ القصص: آية: 26.

(5)

ذكره البغوي في تفسيره: 3/ 442، والفخر الرازي في تفسيره: 24/ 239 دون عزو. ونقله القرطبي في تفسيره: 13/ 269 عن الزّجّاج.

(6)

ذكره الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: 5/ 148 كتاب التفسير، باب قوله تعالى: وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ عن مجاهد تعليقا. وأخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 91، 92 عن مجاهد، ونقله عن مجاهد أيضا البغوي في تفسيره: 1/ 75، وابن كثير في تفسيره: 1/ 134.وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 304 دون عزو.

(7)

في الأصل و (م): صنعة، والمثبت في النص من (ق)، (ع) وتفسير الطبري، والمحرر الوجيز وهو الصواب.

(8)

أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 91 عن الربيع بن أنس ونقله ابن الجوزي في تفسيره: 1/ 84 عن الربيع بن أنس وأبي العالية، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 304، والقرطبي في تفسيره: 1/ 406 دون عزو.

ص: 154

شراب حلو. وقيل

(1)

: عسل. وقيل

(2)

: هو التّرنجبين

(3)

.وقيل

(4)

: هو خبز مرقق. وقيل

(5)

: هو الزنجبيل وقيل

(6)

: هو مصدر يعنى به جميع ما منّ الله به عليهم. وأمّا قوله عليه السلام: «الكمأة من المنّ»

(7)

، فيحتمل فيه وجهين:

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 92 عن ابن زيد، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 84 عن ابن زيد أيضا، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 304 دون عزو.

(2)

ذكره الطبري في تفسيره: 2/ 93 دون عزو، وذكره البغوي في تفسيره: 1/ 75 وقال: الأكثرون عليه. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 84 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، ونقله القرطبي في تفسيره: 1/ 406 عن النحاس، وقال: وعلى هذا أكثر المفسرين.

(3)

الترنجبين: بتشديد الراء وتسكين النون، ويقال: الطرنجبين بالطاء: طل ينزل من السماء وهو ندى شبيه بالعسل جامد متحبب. راجع مفردات ابن البيطار: 1/ 137.

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 92 عن وهب بن منبّه، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 171، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن وهب أيضا. ونقله البغوي في تفسيره: 1/ 75، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 84، والقرطبي في تفسيره: 1/ 406 كلهم عن وهب بن منبه.

(5)

أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 93 عن السدّي، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 84 عن السدي.

(6)

ذكره البغويّ في تفسيره: 1/ 75 عن الزّجّاج. وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 304، والقرطبي في تفسيره: 1/ 406 دون عزو. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره: 1/ 135: «والغرض أن عبارات المفسرين متقاربة في شرح المن، فمنهم من فسره بالطعام، ومنهم من فسره بالشراب، والظاهر - والله أعلم - أنه كل ما امتن الله به عليهم من طعام وشراب وغير ذلك، مما ليس لهم فيه عمل ولا كد

».وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح: 8/ 164 بعد أن ذكر هذه الأقوال: «وهذه الأقوال كلها لا تنافي فيها» .

(7)

هذا الحديث متفق عليه، ونصه:«الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين» .أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: 5/ 148، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى

عن سعيد بن زيد رضي الله تعالى عنه وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه: 3/ 1619، كتاب الأشربة، باب فضل الكمأة ومداواة العين بها. عن سعيد بن زيد أيضا.

ص: 155

أحدهما: أن يكون نوع الكمأة مما أنزل على بني إسرائيل.

الثاني: أنها لما كانت بلا تعب ولا مشقة قيل لها: منّ؛ لأنها محض منّ من الله تعالى.

{وَالسَّلْوى} : طير بإجماع

(1)

.فعن ابن عباس

(2)

أنه السّمانى

(3)

بعينه.

وقيل: هو طائر [يميل]

(4)

إلى الحمرة مثل السّمانى

(5)

.وقيل: مثل الحمام، تحشره عليهم الجنوب

(6)

.ذكره (عط)

(7)

.

[58]

{اُدْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ

}.

(1)

قال بالإجماع عليه ابن عطية رحمه الله في المحرر الوجيز: 1/ 305 معتمدا على نسبة هذا القول إلى ابن عباس ومجاهد، وقتادة، والربيع بن أنس، وغيرهم. قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: 1/ 407: «ما ادعاه من الإجماع لا يصح، وقد قال المؤرج أحد علماء اللغة والتفسير: إنه العسل،

وقال الجوهري: والسلوى العسل، وذكر بيت الهذلي: * ألذ من السلوى إذا ما نشورها * ينظر الصحاح: 6/ 2381 (سلا).

(2)

أخرجه الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره: 2/ 97 عن ابن عباس، وعامر، والضحاك، وذكره البغوي في تفسيره: 1/ 75، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 84، دون عزو.

(3)

جاء في هامش الأصل، ونسخة (ق):(سي): السّمّانا: بتخفيف الميم وبتشديدها لغة.

(4)

ساقطة من الأصل ومن (ق)، (م).والمثبت من (د)، (ع)، ومن المحرر الوجيز لابن عطية.

(5)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 305 دون عزو. وانظر تفسير ابن كثير: 1/ 138.

(6)

أي: الريح الجنوب، كما هي في رواية الطبريّ، وفي الدر المنثور.

(7)

انظر المحرر الوجيز: 1/ 304، 305، وأخرجه الطبريّ في تفسيره: 2/ 96 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 172 وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة.

ص: 156

(سه)

(1)

: هي أريحا

(2)

.ومصر سمّيت بمصر بن بيصر

(3)

بن قبط بن النبيط بن كوش بن كنعان.

(عس)

(4)

: وقد قيل: إنّها بيت المقدس

(5)

، و {الْبابَ} يقال له: باب حطة

(6)

.وقيل: هو باب القبّة

(7)

{حِطَّةٌ} معناها: حطّ عنّا ذنوبنا

(8)

،

(1)

التعريف والإعلام: 12.

(2)

أريحا: مدينة بفلسطين المحتلة. أعادها الله إلى المسلمين. أخرج الطبريّ في تفسيره: 2/ 103 عن ابن زيد قال: هي أريحا، وهي قريبة من بيت المقدس. ونقل البغوي في تفسيره: 1/ 76، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 84 هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(3)

في جميع نسخ الكتاب: فيصر، والمثبت في النّص من التعريف والإعلام للسهيلي.

(4)

التكميل والإتمام: 12 ب.

(5)

وهو قول الجمهور. وأخرجه الطبريّ في تفسيره: 2/ 102، 103 عن قتادة، والربيع بن أنس، والسدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 172، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وابن أبي حاتم عن قتادة. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 84 وعزاه لابن عباس، وابن مسعود رضي الله تعالى عنهم. ونقله البغوي في تفسيره: 1/ 76 عن مجاهد ورجح ابن كثير في تفسيره: 1/ 138 هذا القول، واستبعد أن تكون أريحا قائلا: وهذا بعيد، لأنها ليست في طريقهم، وهم قاصدون بين المقدس لا أريحا. وأورد ابن جماعة في مبهماته: 102 قولين آخرين في المراد بالقرية التي أمروا بدخولها الرّملة، والبلقاء.

(6)

أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 103، 104 عن ابن عباس، ومجاهد. ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 307 عن مجاهد، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 85 عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(7)

ذكره الزمخشري في الكشاف: 1/ 238، وابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 307 دون عزو. راجع أيضا فتح القدير: 1/ 89.

(8)

أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 105، 106 عن ابن عباس والحسن، وقتادة، والربيع بن

ص: 157

وقيل

(1)

: لا إله إلاّ الله.

[60]

{فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ

}.

(عس)

(2)

: قيل: إنّ الحجر كان من رخام، وكان ذراعا في ذراع

(3)

، [/12 أ] وقيل: كان مثل رأس الإنسان

(4)

.وقيل

(5)

: كان من الجنّة أهبطه آدم/فلم يزل يتوارث إلى أن صار إلى شعيب عليه السلام فدفعه لموسى مع العصا.

وقيل

(6)

: هو الحجر الذي فر بثوبه حين اغتسل، لما كان بنو إسرائيل قد

= أنس، وابن جريج، وابن زيد. وانظر تفسير البغويّ: 1/ 76، والمحرر الوجيز: 1/ 308، وتفسير ابن كثير: 1/ 140، ومعاني القرآن للفراء: 1/ 38، وغريب القرآن لابن قتيبة:50.

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 106 عن عكرمة، ونقله البغوي في تفسيره: 1/ 76 عن ابن عباس. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 173، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن عكرمة. وقد أخرج الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: 5/ 148، كتاب التفسير، باب: وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ. والإمام مسلم رحمه الله في صحيحه: 4/ 2312، كتاب التفسير، كلاهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «قيل لبني إسرائيل: اُدْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ فدخلوا يزحفون على أستاهم فبدّلوا وقالوا: حطة حبة في شعرة.

(2)

التكميل والإتمام: 6 ب.

(3)

ذكره الزمخشري في الكشاف: 1/ 284 دون عزو، ونقله أبو حيان في البحر المحيط: 1/ 227 عن السدي.

(4)

ذكره البغوي في تفسيره: 1/ 77 وعزاه لابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وذكره الزمخشري في الكشاف: 1/ 284 دون عزو.

(5)

ذكره الزمخشري في الكشاف: 1/ 284، وأبو حيان في البحر المحيط: 1/ 227 دون عزو.

(6)

نقله البغوي في تفسيره: 1/ 77، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 87، والقرطبي في تفسيره: 1/ 420 عن سعيد بن جبير. وذكره الزمخشري في الكشاف: 1/ 284 دون عزو. ينظر قصة موسى عليه السلام والحجر في رواية أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح البخاري: 1/ 73 كتاب الغسل، باب من اغتسل عريانا وحده في الخلوة.

ص: 158

رموه

(1)

به. والله أعلم.

(سي): وروي

(2)

أن الحجر كان من جبل الطّور وكان مربعا على قدر رأس الشاة تطرد

(3)

فيه من كل جهة ثلاث عيون.

وروي

(4)

أنّ طوله عشر أذرع على طول موسى، وله شعبتان تتّقدان في الظلمة، وكانوا يجدونه في كل مرحلة آية لموسى عليه السلام.

[62]

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا

} الآية.

(عس)

(5)

: قيل

(6)

: إنّهم أهل الحنيفية الذين لم يلحقوا الإسلام، كزيد

(1)

قالوا عن موسى عليه السلام أنه آدر، والأدرة نفخة في الخصية. انظر النهاية لابن الأثير: 1/ 31.

(2)

أخرج نحوه الطبري في تفسيره: 2/ 120، 121 عن قتادة وابن زيد. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 311: «ولا خلاف أنه كان حجرا منفصلا مربعا تطرد

». راجع أيضا زاد المسير: 1/ 87.

(3)

أي: تجري بتتابع في كل جهة من جهاته الأربع ثلاث عيون على عدد أسباط بني إسرائيل. يقال: اطرد الماء إذا تتابع سيلانه. ينظر الصحاح: 2/ 502، واللسان: 3/ 268 (طرد).

(4)

ذكره الزمخشري في الكشاف: 1/ 284 دون عزو، ونقله أبو حيان في البحر المحيط: 1/ 227 عن ابن زيد. والخلاصة أن جميع الأقوال السالفة تذهب إلى أن الْحَجَرَ كان معينا، باعتبار أن الألف واللام فيه للعهد. ولذلك ورد بلفظ التعريف. ونقل البغوي في تفسيره: 1/ 77 عن وهب، والزمخشري في الكشاف: 1/ 284، وأبو حيان في البحر المحيط: 1/ 227، عن الحسن: أنه لم يكن حجرا معينا، بل أي حجر ضرب انفجر منه الماء. فعلى هذا القول يكون الألف واللام في الْحَجَرَ للجنس. قال الزمخشري:«وهذا أظهر في الحجة وأبين في القدرة» .وقال أبو حيان: «وهذا أبلغ في الإعجاز حيث ينفجر الماء من أي حجر ضرب» .

(5)

التكميل والإتمام: 6 ب، 7 أ.

(6)

ذكره البغوي في تفسيره: 1/ 79 دون عزو، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 324، 325 عن السدي.

ص: 159

ابن عمرو بن نفيل

(1)

، وقس بن ساعدة

(2)

، وورقة بن نوفل

(3)

.

وقيل

(4)

: هم أصحاب سلمان المذكورون في قصته

(5)

.والله أعلم.

[64]

{فَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} .

(سي): الخطاب لمن آمن من اليهود المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم كعبد الله ابن سلام وغيره

(6)

.

و {فَضْلُ اللهِ} : الإسلام، و {رَحْمَتُهُ}: القرآن

(7)

.

(1)

زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي أبو سعيد، ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان يتعبد على دين إبراهيم عليه السلام، مجاهرا بعدائه للأوثان، معاديا لعادة وأد البنات. كانت وفاته قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين. راجع طبقات ابن سعد: 1/ 161، 162، والمعارف لابن قتيبة: 59، 113.

(2)

قس بن ساعدة بن عمرو الإيادي: أحد حكماء العرب في الجاهلية، ومن كبار خطبائهم، وهو أول من آمن منهم بالبعث. توفي قبل الهجرة بنحو ثلاث وعشرين سنة. ينظر البيان والتبيين: 1/ 42، 43، 208، 309، وعيون الأثر: 1/ 68 - 72.

(3)

ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى القرشي: حكيم جاهلي، اعتزل الأوثان قبل الإسلام وامتنع عن أكل ذبائحها، وتنصّر وقرأ كتب الأديان، أدرك عصر النبوة، ولم يدرك الدعوة وهو ابن عم السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها. توفي قبل الهجرة بنحو اثنتي عشر سنة. انظر المعارف لابن قتيبة: 59، والروض الأنف: 1/ 216 - 220، والإصابة: 6/ 607 - 610، والإعلام: 8/ 114.

(4)

أخرجه الطبري - رحمه الله تعالى - في تفسيره: 2/ 150 - 155، والواحدي في أسباب النزول: 22، 23 عن مجاهد والسدي.

(5)

في سياق هذه القصة اختلاف كثير. ينظر ذلك كله في: السيرة لابن هشام، القسم الأول: 214 - 218، وتفسير الطبري: 2/ 150 - 155، والإصابة: 3/ 141، 142.

(6)

ذكره الطبري - رحمه الله تعالى - في تفسيره: 2/ 164 - 165، ويكون ذلك بإضافة أفعال أسلافهم إليهم.

(7)

أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 166 عن أبي العالية والربيع بن أنس. وعزاه ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 332 إلى قتادة وقال: «وهذا على أن المخاطب بقوله عَلَيْكُمْ لفظا ومعنى من كان في مدة محمد صلى الله عليه وسلم.

ص: 160

وقيل

(1)

: الخطاب لمن تقدم منهم. و {فَضْلُ اللهِ}

{وَرَحْمَتُهُ} عليهم: توفيقهم للتوبة. والله أعلم.

[76]

{وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا

} الآية.

(سي): الإشارة إلى كعب بن الأشرف، ووهب بن يهوذا

(2)

وأشباههما من اليهود، قالوا لأتباعهم: اذهبوا فتحسّسوا من أخبار محمد صلى الله عليه وسلم وقولوا لهم: آمنا، واكفروا إذا رجعتم. فنزلت

(3)

.

[78]

{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ

} الآية.

(عس)

(4)

: قيل

(5)

: المراد بهم المجوس. حكاه المهدوي

(6)

وقال: سمّوا

(1)

قاله الطبري في تفسيره: 2/ 164، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 333: «والجمهور على أن المراد بالمعنى من سلف» . وانظر الكشاف: 1/ 286.

(2)

وهب بن يهوذا: من يهود بني قريظة، ومن المعادين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته. السيرة لابن هشام، القسم الأول:515.

(3)

هذا النص في المحرر الوجيز: 1/ 360.وأخرج الطبريّ - رحمه الله تعالى - في تفسيره: 2/ 249، 250 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، والسدي أنها نزلت في منافقين من اليهود. وانظر تفسير البغوي: 1/ 87، وزاد المسير: 1/ 104، وتفسير ابن كثير: 1/ 165، 166.

(4)

التكميل والإتمام: 7 أ.

(5)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 363، والقرطبيّ في تفسيره: 2/ 5 عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه. ونقله السيوطي في مفحمات الأقران: 14 عن المهدوي.

(6)

المهدوي: (؟ - 440 هـ تقريبا). هو: أحمد بن عمّار بن أبي العباس المهدوي التميمي أبو العباس. الإمام المقرئ، المفسر. صنف التفصيل الجامع لعلوم التنزيل، والتيسير في القراءات

وغير ذلك. أخباره في الصلة لابن بشكوال: 1/ 86، 87، ومعرفة القراء الكبار: 1/ 399، طبقات المفسرين للسيوطي:30.

ص: 161

أميين لأنهم لم يؤمنوا بأم الكتاب، وهذا غير صحيح، لأن غيرهم من الأمم الكفار لم يؤمنوا بأم الكتاب. وإنّما الأمّيّ منسوب إلى الأم، كأنه لم يزل عن جهله الذي كان عليه إذ كان في حجرها ولم يتعلم القراءة ولم يطالع الكتاب

(1)

.

وقد ذكره الشّيخ رحمه الله في سورة الأعراف

(2)

.والله أعلم.

[79]

{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ/بِأَيْدِيهِمْ

} الآية.

(سي): {الْوَيْلُ} حيثما وقع في القرآن فيه أربعة أقوال

(3)

:

قيل

(4)

: هو واد بفناء جهنم، يجري من صديد أهل النّار.

(1)

ويدل على ذلك ما رواه الإمام البخاري في صحيحه: 2/ 230 كتاب الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:«لا نكتب ولا نحسب» عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب» . وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه: 2/ 761، كتاب الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال

عن ابن عمر أيضا.

(2)

ينظر التعريف والإعلام: 40.

(3)

أوصله بعضهم إلى أكثر من عشرة أقوال. ينظر تفسير القرطبي: 2/ 7، 8.

(4)

أخرجه الطبري - رحمه الله تعالى - في تفسيره: 2/ 267، 268 عن أبي عياض، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 366 عن سفيان الثوري، وعطاء بن يسار. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 202، وزاد إخراجه إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، والطبراني، والبيهقي في البعث عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. وأخرج الإمام أحمد في مسنده: 3/ 75 عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره

» وأخرج نحوه الطبري في تفسيره 2/ 269 عن أبي سعيد الخدري مرفوعا. وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 4/ 596، كتاب الأهوال عن أبي سعيد الخدري مرفوعا. وقال هذا حديث صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي. ولكن هذا الحديث ضعيف رغم تصحيح الحاكم وموافقة الذهبي وغيره، لأن في سند الإمام أحمد ابن لهيعة، ودراج بن سمعان، وأبو الهيثم وهم جميعا ضعفاء. وفي مستدرك الحاكم عن دراج عن الهيثم

ص: 162

وقيل

(1)

: هو اسم جبل في النّار. وقيل

(2)

: هو باب من أبواب النّار.

وقيل

(3)

: هو مصدر لا فعل له، يراد به الدعاء بشدة الشر عليهم. و {لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ} هم الأحبار والرؤساء

(4)

.

= وفي مسند الطبري دراج عن أبي الهيثم

وقد حكم الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 250 على دراج وشيخه بالضعف وأورد هذا الحديث عند تفسير هذه الآية وقال: «لم ينفرد به ابن لهيعة كما ترى، ولكن الآفة ممن بعده، وهذا الحديث بهذا الإسناد - مرفوعا - منكر» . وانظر تقريب التهذيب: 1/ 235.

(1)

أخرجه الطبريّ في تفسيره: 2/ 268 عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره: 1/ 168 عن الطبري رحمه الله تعالى، ووصفه بأنه غريب جدا. وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: «

فهذا الحديث لا أظنه مما يقوم إسناده

».

(2)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 366 وقال: «حكاه الزهراوي عن آخرين» . وانظر البحر المحيط: 1/ 276، 277، وتفسير القرطبي: 2/ 8.

(3)

ذكره ابن عطية رحمه الله في المحرر الوجيز: 1/ 365 عن الأصمعي. وذكر أبو حيان في البحر المحيط: 1/ 277 الأقوال السالفة في معنى الْوَيْلُ، وقال: «لو صح في تفسير الويل شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجب المصير إليه، وقد تكلمت العرب في نظمها ونثرها بلفظة الْوَيْلُ قبل أن يجيء القرآن ولم تطلقه على شيء من هذه التفاسير، وإنما مدلوله ما فسره أهل اللغة وهو نكرة فيها معنى الدعاء فلذلك جاز الابتداء بها إذ الدعاء أحد المسوغات لجواز الابتداء بالنكرة

».

(4)

ذكر نحوه الطبريّ في تفسيره: 2/ 272، والبغوي في تفسيره: 1/ 89، وابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 366، وأخرج الإمام البخاري - رحمه الله تعالى في كتابه خلق أفعال العباد: 82، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ قال: نزلت في أهل الكتاب. وأخرج الإمام البخاري أيضا في صحيحه: 8/ 160 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث

ص: 163

وهاهنا سؤال أورده أبو محمد بن عطية

(1)

وهو أن يقال: ما فائدة قوله تعالى: {بِأَيْدِيهِمْ} ومعلوم أن الكتاب

(2)

لا يكون إلاّ بالأيدي؟.

والجواب: أنّ الأيدي إنّما ذكرت على جهة البيان لجرمهم، ولأنه يقال:

كتب الأمير لفلان كتابا وإن لم يتولّ كتبه بيده، فرفع الله هذا الإيهام بذكر الأيدي

(3)

.والله أعلم.

[87]

{وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ

}.

(سي): هو عيسى عليه السلام وروح {الْقُدُسِ} هو جبريل عليه السلام

(4)

.

وقيل

(5)

: الإنجيل. وقيل: (الروح): الاسم و {الْقُدُسِ} : هو الله تعالى

(6)

:

= تقرءونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله

».

(1)

راجع المحرر الوجيز: 1/ 366، 367.

(2)

كذا في (م)، وفي (ع):«الكتاب» .

(3)

انظر تفسير الطبري: 2/ 272، وزاد المسير: 1/ 106، والبحر المحيط: 1/ 277.

(4)

أخرج هذا القول الطبريّ في تفسيره: 2/ 220، 221 عن قتادة، والسدي، والربيع بن أنس، والضحاك، وشهر بن حوشب ورفعه. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 476، تفسير سورة البقرة عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنهما. ورجح الطبري - رحمه الله تعالى - هذا القول، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 386: «وهذا أصح الأقوال» . وانظر تفسير ابن كثير: 1/ 175، 176.

(5)

أخرج الطبري رحمه الله تعالى هذا القول في تفسيره: 2/ 321 عن ابن زيد، وذكره البغوي في تفسيره: 1/ 92، دون عزو، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 386، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 113 عن ابن زيد.

(6)

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 477 تفسير سورة البقرة عن الربيع بن أنس، باختلاف يسير في لفظه. ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 386 عن مجاهد والربيع بن أنس أيضا.

ص: 164

والمعنى: وأيدناه باسم الله، فهو الاسم الأعظم الذي كان يحيي به الموتى. ذكره أبو محمد

(1)

.

[97]

{قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ

} الآية.

(سي): روي

(2)

أنها نزلت بسبب أنّ عبد الله بن صوريا

(3)

من يهود فدك، حاجّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأله عمّن يهبط عليه بالوحي؟ فقال: جبريل، فقال ابن صوريا: ذلك عدونا ولو كان غيره لآمنا بك وقد عادانا مرارا، وأشدها أنه أنزل على نبينا: أنّ بيت المقدس سيخربه بخت نصّر

(4)

، فبعثنا من يقتله فلقيه ببابل

(5)

(1)

ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 386 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وأخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 321، وابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 477 عن ابن عباس. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 213، وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن ابن عباس أيضا.

(2)

نقله الواحدي في أسباب النزول: 28، والبغويّ في تفسيره: 1/ 96، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده الزمخشري في الكشاف: 1/ 298، 299 دون عزو. وقال الحافظ في الكافي الشاف: 9: «هكذا ذكره الثعلبي والواحدي والبغوي فقالوا روي عن ابن عباس

ولم أقف له على سند. ولعله من تفسير الكلبي عن أبي صالح عنه.

(3)

عبد الله بن صوريا الأعور: لم يكن بالحجاز في زمانه أحد أعلم بالتوراة منه وابن صلوبا، ومخيريق وكان حبرهم. وهو من بني ثعلبة بن الفطيون. قال السهيلي - رحمه الله تعالى -: «الفطيون: كلمة عبرانية، وهي عبارة عن كل من ولي أمر اليهود وملكهم وذكر النقاش: أن عبد الله بن صوريا أسلم لما تحقق من صفات محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة وأنه هو، وليس في سيرة ابن إسحاق ذكر إسلامه. راجع السيرة لابن هشام، القسم الأول: 514، والروض الأنف: 2/ 289.

(4)

بخت نصّر: كان حاكما لبلاد بابل من قبل ملك الفرس. وكلمة بختنصر مركب مزجي، وتركيبه من بخت معرب: بوخت، بمعنى: ابن، ونصر: اسم صنم. راجع تاريخ الطبري: 1/ 558، الصحاح: 1/ 243، اللسان 2/ 9 (بخت).

(5)

بابل: بكسر الباء. اسم ناحية منها الكوفة والحلّة ينسب إليها السحر والخمر.

ص: 165

غلاما مسكينا فدفع عنه جبريل وقال: إن كان ربكم أمره بهلاككم فإنّه لا يسلطكم عليه، وإن لم يكن إياه فعلى أي حق تقتلونه؟

وروي

(1)

أنّه قال للنّبيّ عليه السلام: من يأتيك بالوحي؟ فقال: جبريل.

قال: ذاك عدوّنا؛ لأنه ملك الحرب والشدائد ولو كان الذي يأتيك به ميكائيل [/13 أ] ملك الرحمة والخصب لا تبعناك/.

[100]

{نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ

}.

(سه)

(2)

: هو مالك بن الصيف، ويقال فيه: ابن اللّصيت

(3)

كان قد قال:

والله ما أخذ علينا عهد في كتابنا أن نؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا ميثاق. فنزلت الآية

(4)

:

{أَوَكُلَّما عاهَدُوا

}.

[101]

{وَلَمّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ

}.

= وقد كشفت عنها الدراسات الأثرية في جنوب العراق وهي الآن بقرب مدينة الحلة. انظر معجم ما استعجم: 1/ 218، ومعجم البلدان: 1/ 309، والروض المعطار:73. وسيذكر البلنسي - رحمه الله تعالى - الأقوال في تحديد موضع مدينة بابل وفي حدها.

(1)

أخرج الإمام أحمد في مسنده: 1/ 274 نحو هذه الرواية في سبب نزول هذه الآية عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وأخرج الطبريّ في تفسيره: 2/ 383، 384 عن قتادة والواحدي في أسباب النزول: 26 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. قال الطبريّ رحمه الله في تفسيره: 2/ 377: «أجمع أهل العلم بالتأويل جميعا على أن هذه الآية نزلت جوابا لليهود من بني إسرائيل

».

(2)

التعريف والإعلام: 12.

(3)

مالك بن الصيف: كان من يهود بني قينقاع، وقد أسلم. وقال ابن هشام: ويقال ابن الضيف - بالمعجمة -. راجع السيرة لابن هشام، القسم الأول:514.

(4)

ذكره ابن إسحاق في السيرة: القسم الأول: 547، 548، وأخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 400، 401 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وذكره البغوي في تفسيره: 1/ 97 وعزاه لابن عباس. وأورده السيوطي رحمه الله في الدر المنثور: 1/ 232، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس.

ص: 166

(سي): هو محمد - رسول الله صلى الله عليه وسلم و {لِما مَعَهُمْ} : التوراة.

{كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ} ، يعني: التوراة

(1)

.

وقيل

(2)

: هو القرآن؛ لأن التكذيب به نبذ له. والله أعلم.

[102]

{وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ

} الآية.

(عس)

(3)

: قرئ بفتح اللاّم، وعليه الأكثر

(4)

.والمراد بهما: هاروت، وماروت، وقيل

(5)

: جبريل وميكائيل.

وقرأ الحسن بكسرها

(6)

، ويكون المراد بهما على هذا - في قول بعض

= ومعنى نَبَذَهُ: طرحه فريق منهم، فتركه ورفضه ونقضه ولم يعمل به. راجع غريب القرآن لابن قتيبة: 59، وتفسير الطبريّ: 2/ 401، والمفردات للأصفهاني:480.

(1)

أخرج ذلك الطبري في تفسيره: 2/ 403، 404 عن السّدّي. وذكره البغوي في تفسيره: 1/ 98، وابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 412، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 120، دون عزو.

(2)

ذكره البغوي في تفسيره: 1/ 98، والزمخشري في الكشاف: 1/ 300، وابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 413، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 120 دون عزو.

(3)

التكميل والإتمام: 7 أ، 7 ب.

(4)

وهي قراءة الجمهور - بفتح اللام والكاف -: من الملائكة. راجع معاني القرآن للفراء: 1/ 64، وزاد المسير: 1/ 122، والتبيان في إعراب القرآن: 1/ 99، والبحر المحيط: 1/ 329.

(5)

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 514، تفسيره سورة البقرة عن عطية العوفي. وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 418 دون عزو. ونقل ابن كثير في تفسيره: 1/ 197 رواية ابن أبي حاتم عن عطية.

(6)

وهي - أيضا - قراءة ابن عباس، والضحاك، وابن أبزى، وسعيد بن جبير، وأبي الأسود الدؤلي. انظر معاني القرآن للفراء: 1/ 64، وتفسير البغوي: 1/ 99، والمحرر الوجيز: 1/ 417، وزاد المسير: 1/ 122، وتفسير القرطبي: 2/ 52، والبحر المحيط: 1/ 329. وقد خطّأ الطبري - رحمه الله تعالى - في تفسيره: 2/ 435 - 436 هذه القراءة، مستدلا على ذلك بقوله: «فأما من جهة النقل، فإجماع الحجة - على خطأ القراءة بها - من الصحابة والتابعين وقرّاء الأمصار. وكفى بذلك شاهدا على خطئها».

ص: 167

المفسرين - داود وسليمان

(1)

عليهما السلام.

فعلى القراءة الأولى والتأويل الأول يكون هاروت وماروت في الآية عطف بيان على الملكين أو بدلا

(2)

.وعلى القراءة الثانية والتأويل الثاني يكون على إعراب آخر.

قال أبو محمد بن عطية في تفسيره

(3)

: يكون {هارُوتَ وَمارُوتَ} على قراءة الكسر بدلا من {الشَّياطِينُ} في قوله: {وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا

}.

ويكون الجمع في {يُعَلِّمُونَ} المراد به التثنية، أو على أنهما وأتباعهما {يُعَلِّمُونَ} وهذا عندي فيه نظر؛ لأنه إذا كان {هارُوتَ وَمارُوتَ} بدلا من {الشَّياطِينُ} فقد أخبر عنهما بالكفر، وقد قال تعالى بعد ذلك: {وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ

} فنهيهم عن الكفر يدل على خروجهم منه، والأظهر - والله أعلم - أن يكونا منصوبين على إضمار فعل كأنه قال:«واذكر هاروت وماروت» ، ثم استأنف الكلام عنهما، فقال:{وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ} .والله أعلم.

ويحتمل أن يكونا بدلا من بابل على حذف مضاف، كأنّه قال: ببابل موضع هاروت وماروت وأن يكونا بدلا من {السِّحْرَ} في قوله: {يُعَلِّمُونَ النّاسَ السِّحْرَ} أي: سحر هاروت وماروت ثم حذف، ويحتمل أن يكون [/13 ب] الملكان بالكسر هما/الملكان بالفتح وسمّاها (ملكين) لأنهما أنزلا إلى الأرض ليحكما بين النّاس والكلام في هذه الآية يتسع وقد جمعته في غير هذا والحمد لله.

(1)

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 515، تفسير سورة البقرة عن عبد الرحمن بن أبزى. وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 417 وعزاه إلى ابن أبزى. وانظر تفسير ابن كثير: 1/ 197 والدر المنثور: 1/ 236، ومفحمات الأقران:15. وقد ضعّف ابن العربي - رحمه الله تعالى - في أحكام القرآن: 1/ 29 هذا القول وقال: «وقد بلغ التغافل أو الغفلة ببعضهم حتى قال: إنّما هما داود وسليمان».

(2)

انظر التبيان للعكبري: 1/ 99.

(3)

انظر المحرر الوجيز: 1/ 418.

ص: 168