المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في اداب الدعاء - توضيح الأحكام من بلوغ المرام - جـ ٧

[عبد الله البسام]

الفصل: ‌فصل في اداب الدعاء

‌فصل في اداب الدعاء

قال النووي في الأذكار: إنَّ المذهب المختار الذي عليه الفقهاء، والمحدِّثون، وجماهير العلماء من الطوائف كلها، من السلف والخلف: أنَّ الدعاء مستحبٌّ؛ قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].

1 -

فمن آدابه -وهو آكدها-: تجنب الحرام مأكلًا، وملبسًا، ومشربًا، ووجه ذلك: أنَّ ملابسة المعصية مقتضية لعدم الإجابة، إلَاّ إذا تفضَّل الله على عبده، وهو ذو الفضل العظيم.

2 -

ومنها: الإخلاص لله، وهذا الأدب هو أعظم الآداب في إجابة الدعاء؛ لأنَّ الإخلاص هو الذي تدور عليه دوائر الإجابة، وقال عز وجل:{مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [الأعراف: 29]، فمتى دعا ربه غير مخلص، فهو حقيق بأن لا يُجاب له، إلَاّ أن يتفضل الله عليه، فهو ذو الفضل العظيم.

3 -

ومنها: الوضوء.

4 -

ومنها: استقبال القبلة؛ ووجه ذلك: أنَّها الجهة التي يتوجه إليها العابدون لله عز وجل، والعابدات له، والمتقربات، والمتقربون إليه.

5 -

ومنها: الثناء على الله عز وجل.

6 -

ومنها: الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم.

7 -

ومنها: بسط اليدين، ورفعهما حذو المنكبين.

8 -

ومنها: التأدب، والخشوع، والمسكنة، والخضوع، وهذا المقام أحق المقامات بهذه الأوصاف؛ لأنَّ المدعو هو رب العالم، وخالق الخلق، ورازق الكل، وفي ذلك تسبُّب للإجابة؛ لأنَّ العبد إذا خشع وخضع، رحمه

ص: 554

الله، وتفضل عليه بالإجابة ومن ذلك: قول الله عز وجل: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55].

9 -

ومنها: أن يسأل الله بأسمائه العظام الحسنى، وبالأدعية المأثورة؛ ويدل على ذلك قوله تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180].

10 -

ومنها: الاعتراف بالذنوب.

11 -

ومنها: أن يسأل بعزمٍ ورغبةٍ، وجدٍّ واجتهادٍ.

12 -

ومنها: إحضار القلب، وتحسين الرجاء.

13 -

ومنها: تكرير الدعاء، والإلحاح فيه.

14 -

ومنها: أن لا يستعجل، فيقول: قد دعوت فلم يُسْتجب لي، ووجهه ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة؛ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَال:"يُسْتَجَابُ لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".

15 -

ومنها: أن يترصد الأوقات الشريفة.

16 -

ومنها: أن يغتنم الأحوال الشريفة؛ كحالة السجود، ونزول الغيث.

17 -

ومنها: أن يدعو بلسان الذلَّة والافتقار، لا بلسان الفصاحة والانطلاق.

***

ص: 555