الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في اداب الدعاء
قال النووي في الأذكار: إنَّ المذهب المختار الذي عليه الفقهاء، والمحدِّثون، وجماهير العلماء من الطوائف كلها، من السلف والخلف: أنَّ الدعاء مستحبٌّ؛ قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
1 -
فمن آدابه -وهو آكدها-: تجنب الحرام مأكلًا، وملبسًا، ومشربًا، ووجه ذلك: أنَّ ملابسة المعصية مقتضية لعدم الإجابة، إلَاّ إذا تفضَّل الله على عبده، وهو ذو الفضل العظيم.
2 -
ومنها: الإخلاص لله، وهذا الأدب هو أعظم الآداب في إجابة الدعاء؛ لأنَّ الإخلاص هو الذي تدور عليه دوائر الإجابة، وقال عز وجل:{مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [الأعراف: 29]، فمتى دعا ربه غير مخلص، فهو حقيق بأن لا يُجاب له، إلَاّ أن يتفضل الله عليه، فهو ذو الفضل العظيم.
3 -
ومنها: الوضوء.
4 -
ومنها: استقبال القبلة؛ ووجه ذلك: أنَّها الجهة التي يتوجه إليها العابدون لله عز وجل، والعابدات له، والمتقربات، والمتقربون إليه.
5 -
ومنها: الثناء على الله عز وجل.
6 -
ومنها: الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم.
7 -
ومنها: بسط اليدين، ورفعهما حذو المنكبين.
8 -
ومنها: التأدب، والخشوع، والمسكنة، والخضوع، وهذا المقام أحق المقامات بهذه الأوصاف؛ لأنَّ المدعو هو رب العالم، وخالق الخلق، ورازق الكل، وفي ذلك تسبُّب للإجابة؛ لأنَّ العبد إذا خشع وخضع، رحمه
الله، وتفضل عليه بالإجابة ومن ذلك: قول الله عز وجل: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55].
9 -
ومنها: أن يسأل الله بأسمائه العظام الحسنى، وبالأدعية المأثورة؛ ويدل على ذلك قوله تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180].
10 -
ومنها: الاعتراف بالذنوب.
11 -
ومنها: أن يسأل بعزمٍ ورغبةٍ، وجدٍّ واجتهادٍ.
12 -
ومنها: إحضار القلب، وتحسين الرجاء.
13 -
ومنها: تكرير الدعاء، والإلحاح فيه.
14 -
ومنها: أن لا يستعجل، فيقول: قد دعوت فلم يُسْتجب لي، ووجهه ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة؛ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَال:"يُسْتَجَابُ لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
15 -
ومنها: أن يترصد الأوقات الشريفة.
16 -
ومنها: أن يغتنم الأحوال الشريفة؛ كحالة السجود، ونزول الغيث.
17 -
ومنها: أن يدعو بلسان الذلَّة والافتقار، لا بلسان الفصاحة والانطلاق.
***