المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسند أسماء بنت أبي بكر الصديق - جامع المسانيد لابن الجوزي - جـ ٨

[ابن الجوزي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الألف

- ‌مسند أسماء بنت أبي بكر الصِّدِّيق

- ‌مسند أسماء بنت عُمَيس

- ‌مسند أسماء بنت يزيد بن السَّكَن

- ‌مسند أمّ خالد

- ‌مسند أُمَيمة بنت رُقَيقه

- ‌مسند أُنَيسة بنت خُبيب بن يساف

- ‌حرف الباء

- ‌مسند أمّ أيمن

- ‌مسند بُسْرة بنت صفوان

- ‌مسند بُقَيرة الهلالية

- ‌حرف الجيم

- ‌مسند جُدامة بنت وَهب الأسديّة

- ‌مسند جُويرية بنت الحارث بن أبي ضِرار

- ‌حرف الحاء

- ‌مسند حبيبة بنت أبي تِجراة

- ‌مسند حبيبة بنت جحش بن رِياب

- ‌مسند حَبيبة بنت سَهل بن ثَعلبة الأنصاريّ

- ‌مسند حفصة بنت عمر بن الخطاب

- ‌مسند حَمْنة بنت جَحش

- ‌مسند حَوّاء بنت يزيد بن السَّكَن

- ‌حرف الخاء

- ‌مسند خنساء بنت خِدام

- ‌مسند خولة بنت ثعلبة بن أصرم

- ‌مسند خولة بنت حكيم بن أُميّة السُّلَمِيّة

- ‌مسند خولة بنت قيس

- ‌مسند خولة بنت قيس بن قَهْد

- ‌مسند أمّ الدَّرداء

- ‌حرف الدال

- ‌مسند دُرَّة بنت أبي لَهَب

- ‌حرف الرّاء

- ‌مسند رائطة

- ‌مسند الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ بن عَفراء

- ‌مسند امرأة يقال لها

- ‌مسند أمّ حبيبة

- ‌مسند رُمَيثة الأنصاريَّة

- ‌مسند أُمُّ سُلَيم

- ‌مسند أمّ حَرام بنت ملِحان

- ‌حرف الزاء

- ‌مسند زينب بنت جَحش

- ‌مسند زينب بنت أبي سَلَمة

- ‌مسند زينب بنت أبي معاوية الثّقفية

- ‌حرف السين

- ‌مسند سُبيعة بنت الحارث الأسلمِّية

- ‌مسند سَرّاء بنت نَبهان الغنويّة

- ‌مسند سلامة بنت الحُرّ الجُعْفِيَّة

- ‌مسند سلامة بنت مَعْقِل

- ‌مسند سلمى بنت قيس بن عمرو

- ‌مسند سَلمى

- ‌مسند سودة بنت زَمْعة

- ‌مسند سهلة بنت سُهيل

- ‌حرف الشين

- ‌مسند الشّفاء بنت عبد الله بن هاشم

- ‌حرف الصاد

- ‌مسند صفيّة بنت حُيَيّ

- ‌مسند الصمَّاء بنت بُسْر المازنية

- ‌حرف الضاد

- ‌مسند ضُباعة بنت الزيير بن عبد المطّلب

- ‌حرف العين

- ‌مسند عائشة

- ‌مسند عائشة بنت قُدامة بن مَظعون

- ‌حرف الغين

- ‌مسند أم شَريك

- ‌حرف الفاء

- ‌مسند أمّ هانئ بنت أبي طالب

- ‌مسند فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌مسند فاطمة بنت أبي حُبَيش الأسَدية

- ‌مسند فاطمة بنت قيس الفهِرية

- ‌مسند أم جميل

- ‌مسند فاطمة بنت اليمان

- ‌مسند فُرَيعة بنت مالك

- ‌حرف القاف

- ‌مسند قُتَيلة بنت صَيفيّ الجُهَنية

- ‌حرف الكاف

- ‌مسند كُبَيشة

- ‌حرف اللام

- ‌مسند أمّ الفضل

- ‌مسند ليلى بنت قائف الثَّقَفيّة

- ‌حرف الميم

- ‌مسند ميمونة بنت الحارث

- ‌مسند ميمونة بنت سعد

- ‌مسند ميمونة بن كَرْدَم الثَّقَفِيّة

- ‌حرف النوق

- ‌مسند نَسِيبة بنت كعب

- ‌مسند نُسَيبة بنت كعب

- ‌حرف الهاء

- ‌مسند أمَّ سلمة

- ‌حرف الياء

- ‌مسند يُسَيرة بنت ياسر

- ‌مسند أمّ إسحاق الغَنَوبة

- ‌مسند أمّ أيّوب

- ‌مسند أمّ بلال بنت هلال الأسلميّة

- ‌مسند أمّ جندب الأزديّة

- ‌مسند أم حُصين الأحْمَسِيةَّ

- ‌مسند أم الحكم بنت الزبير بن عبد المُطَّلِب

- ‌مسند أمّ حُمَيد

- ‌مسند أم رُومان بنت عامر بن عُويمر الكِنانيّة

- ‌مسند أمّ طارق

- ‌مسند أم الفُفَيل

- ‌مسند أمّ عامر بنت يزيد بن السَّكَن

- ‌مسند أمّ عثمان بنت سفيان

- ‌مسند أمّ العلاء الأنصارية

- ‌مسند أم فروة الأنصارية

- ‌مسند أمّ قيس بنت مِحْصَن بن حرثان

- ‌مسند أمّ كرْز الخُزاعيّة

- ‌مسند أمّ كلثوم بنت أبي سلمة

- ‌مسند أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط

- ‌مسند أمّ مالك البَهْزيّة

- ‌مسند أمّ مُبَشِّر الأنصارية

- ‌مسند أمّ مسلم الاشجعيّة

- ‌مسند أمّ مَعْبَد بن كعب بن مالك

- ‌مسند أمّ مَعْقِل الأسَديِّة

- ‌مسند أمّ وَرَقة بنت عبد الله بن الحارت الأنصاريّة

- ‌مسند أمّ هشام بنت حارثة بن النُّعمان

- ‌مسندة جماعة من أزواج رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لم يُسَمَّين

الفصل: ‌مسند أسماء بنت أبي بكر الصديق

مسانيد النساء

‌حرف الألف

(1)

‌مسند أسماء بنت أبي بكر الصِّدِّيق

(1)

واسمه (2) عبدالله بن عثمان

(6976)

الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان بن عيينة عن أيوب عن

ابن أبي مُلَيكة عن أسماء

قالت للنبيّ صلى الله عليه وسلم: ليس لي إلّا ما أدَدْخَل الزُّبير بيتي فقال: " [. . . . .]، ولا تُوكي فيوكي

عليك".

أخرجاه (3).

وفي لفظ: "فلا تُحْصي وفب لفظ: "فلا تُعي" (4).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو بكر الحنفيّ قال: حدّثنا الضّحّاك بن عثمان قال:

حدّثنِي وَهب بن كَيسان قال: سمعت أسماء بنت أبي بكر قلت:

(1) الآحاد 5/ 453، ومعرفة الصحابة 32526، والاستيعاب، والتهذيب، والإصابة

وفي مسندها في الجمع (324) أربعة عشر حديثًا اتفق عليها بأربعة أحاديث

وفي التلقيح 365 وخمسين حديثًا.

(2)

أبو بكر الصديق.

(3)

المسند 34406

(4)

في المسند 35386 وقد أخرج الحديث عن ابن أبي

مليكة عن عباد بن

يكون ابن أبي مليكه

ص: 5

مرّ بي رسول صلى الله عليه وسلم أنا أحهصي شيئًا وأَكيلُه، فقال: "يا أسماءُ، لا تُحصي فيُحْصِيَ

اللهُ عليك". قالت: فما أحصيتُ شيئًا بعدَ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج من عندي ولا دخل

عليّ، وما نَفَدَ عندي من رِزْقِ اللهِ إلّا أخلفَه اللهُ عز وجل (1).

(6977)

الحديث الثاني: حدّثنا أحمد. قال: حدّثنا عبدالله بن إدريس قال: حدّثنا

ابن إسحاق عن يحيى بن عبّاد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه أن أسماء بنت أبي بكر

قالت:

خرجْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جُجّاجًا، حتم إذا كُنّا بالعَرْج نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلست

عائشة إلى جنب رسول صلى الله عليه وسلم، فجلستُ إلى جنب أبي، وكانت زِمالة (2) أبي بكر وزِمالة

رسول الله صلى الله عليه وسلم حدة مع غلام أبي بكر، فجلسَ أبو بكر ينتظرُ أن يطلعَ عليه، فطلعَ وليس

معه بعيرُه، فقال: أين بعيرُك؟ قال: أَضْلَلْتُه البارحه. فقال أبو بكر: بعير واحد تُضلُّه! فطَفِقَ

يَضرِبُه ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتبسّم ويقول: "انظروا إلى هذا المُحْرِم ما يصنع! "(3).

(6978)

الحديث الثالث: حدّثنا مسلم قال: حدّثني زهير بن حرب قال: حدّثنا رَوح

ابن عُبادة قال: حدّثنا ابن جُريج قال: حدّثني منصور بن عبدالرحمن عن صفيّة بنت شَيبة

عن أسماء بنت أبي بكر قالت:

خرجْنا مُحرمين، ففانا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان معه هَدْيٌ فلْيُقِم على إحرامه، ومن

لم يكن معه هَدْيٌ فَلْيَحْلِل". فلم يكن معي هدي فَحَلَلْتُ، وكان مع الزبير هَديٌ فلم

يحلل. قالت: فلَبسْتُ ثيابي ثم خرجْتُ فجلستُ إلى الزبير، فقال: قومي عنّي. فقلْتُ:

أتخشَى أن أثِبَ عليك؟

انفرد بإخراجه مسلم (4).

(1) المسند 6/ 352، وبنحوه في المعجم الكبير.

ص: 6

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضيل قال: حدّثنا يزيد- يعني ابن أبي زياد عن

مجاهد قال: قال عبدالله بن الزبير:

أفرِدوا الحجَّ ودَعُوا قول هذا (1). فقال ابن عبّاس: ألا تسألُ أُمَّك عن هذا؟ فأرسل

إليها، فقالت: صدقَ ابن عبّاس؛ خَرَجْنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم حُجّاجًا، فأمرَنا فجَعَلْناها عُمرةً،

فحلّ لنا الحلالُ حتى سَطعَتِ المجامرُ بين النساء والرجال (2).

(6979)

الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام بن

عروة عن فاطمهّ بنت المنذر عن أسماء قالت:

أتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم امرأةٌ فقالت: يا رسول الله، إن لي ابنة عُرَيِّسًا، وإنّه أصابَتْها حَصْبةٌ

فتمرَّقَ شعَرُها، أفَأَصِلُه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لعن اللهُ الواصلةَ والمستوصلة".

أخرجاه (3).

(6980)

الحديث الخامس: وبالإسناد عن أسماء قالت:

أتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم امرأةٌ فقالت: يا رسولَ الله، المرأة يُصيبُها دمُ حَيضتها. فقال رسول

الله صلى الله عليه وسلم: "لِتَحُتَّه، ثم لتَقْرُصْه بماء ثم لِتُصَلِّ فيه".

أخرجاه (4).

(6981)

الحديث السادس: وبالإسناد عن أسماء قالت:

جاءَت النبيَّ صلى الله عليه وسلم امرأةٌ فقالت: يا رسول الله، إن عليّ ضَرَّةً، فهل عليَّ جُناحٌ أن

أتشبّعَ من زوجي بما لم يُعْطِني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" المُتَشَبِّعُ بما لم يُعْطَ كلابسِ ثوبي زُور".

أخرجاه (5).

(1) أي ابن عبّاس.

(2)

المسند 6/ 344. والمعجم الكبير 24/ 93 (343). ويزيد فيه ضعف.

(3)

المسند 6/ 345 ومسلم 3/ 1671 (2122). ومن طريق مسلم أخرجه البخاري 10/ 374 (5936) وينظر

(5935)

. وأبو معاوية محمد بن خازم من رجال الشيخين.

(4)

المسند 6/ 345 ومن طريق هشام أخرجه البخاري 1/ 330 (227)، ومسلم 1/ 240 (291).

(5)

المسند 6/ 345، ومسلم 3/ 1681 (2130) ومن طريق أخرجه البخاري 9/ 317 (5219).

ص: 7

(6982)

الحديث السابع: وبالإسناد عن أسماء قالت:

نَحَرنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسًا فأكلْنا منه.

أخرجاه (1).

(6983)

الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسي بن داود قال: حدّثنا نافع

ابن عمر عن ابن أبي مُليكة عن أسماء ابنة أبي بكر قالت:

صلّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم فى الكُسوف. قالت: فأطال القيام، ثم ركع فأطال الرُّكوع، ثم رفع فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع، ثم سجد فأطال السجود، ثم رفع، ثم سجد

فأطال السجود، ثم قام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع فأطال القيام، ثم ركع

فأطال الركوع، ثم سجد فأطال السجود، ثم رفع، ثم سجد فأطال السجود، ثم انصرف.

ثم قال: "دَنَتْ منّى الجنّة، حتى لو اجترأتُ لجِئْتُكم بقِطاف من قِطافها. ودَنَت مني

النّار حتى قلت: يا ربّ، وأنا معهم؟ وإذا امرأةٌ - أحسَبُ أنّه قال: تَخْدِشُها هِرَّةٌ، فقلت: ما

شأنُ هذه؟ فقيل لي: حَبَسَتْها حتى ماتت، لا هي أَطْعَمَتْها، ولا هي أرسلَتْها تأكلُ من

خشاش الأرض".

انفرد بإخراجه البخاري (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمَير قال: حدّثنا هشام عن فاطمة بنت المنذر عن

أسماء قالت:

خسَفَتِ الشمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلْتُ على عائشة فقلت: ما شأنُ الناس يُصَلُّون؟ فأشارت برأسها إلى السماء. فقلتُ: آية؟ قالت: نعم. قالت: فأطال رسول

الله صلى الله عليه وسلم جدًّا حتى تجلّاني الغَشْيُ، فأخذْتُ قِربةً إلى جنبي فجعلْتُ أصُبُّ على رأسي الماء، فانصرفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلَّتِ الشمسُ فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد، ما من شيء لم أكن رأيْتُه إلّا قد رأيْتُه في مقامي هذا،

(1) المسند 6/ 345، ومسلم 3/ 1541 (1942). ومن طريق هشام في البخاري 9/ 640 (5510).

(2)

المسند 6/ 350، ومن طريق نافع بن عمر أخرجه البخاري 2/ 231 (745). وموسى بن داود من رجال مسلم. ومتابع عند البخاري.

ص: 8

حتي الجنّة والنّارَ، إنّه قد أُوحيَ إلىَّ أنّكم تُفْتَنون في القبور قريبًا أو مثلَ فتنة المسيح

الدّجّال (لا أدري أيَّ ذلك قالت أسماء)(1) يُؤتي أحدُكم فيقال له: ما عِلْمُك بهذا الرجل؟

فأمّا المؤمن أو المُوقنُ (لا أدري أيَّ ذلك قالت أسماء) فيقول: هو محمد، هو رسول الله،

جاءنا بالبيّنات والهدى، فأجَبْنا واتَّبَعْنا - ثلاث مرّات، فيقال له: قد كُنّا نعلمُ إنْ كنتَ

لنُؤْمِنُ به (2)، فنَمْ صالحًا. وأمّا المنافق أو المُرتابُ (لا أدري أيَّ ذلك قالت أسماء) فيقول:

ما أدري، سمعْتُ الناس يقولون شيئًا فقلْتُه".

أخرجاه (3).

وفي أفراد مسلم عنها:

كسفت الشمس، ففزِع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ درعًا (4). حتي أُدرِك بردائه فأطال القيام (5).

(6984)

الحديث التاسع: وبالإسناد عن أسماء:

أنها كانت إذا أُتِيَتْ بالمرأة لتدعو لها، صَبَّتِ الماءَ بينها وبين جَيبها، وقالت: إن

رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرَنا أن نَبْرِدَها بالماء. وقال: "إنّها من قَيْح جهنَّم"(6).

أخرجاه (6).

(6985)

الحديث العاشر: وبالإسناد عن أسماء قالت:

قدِمَتْ أمّي وهى مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا، فأتيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت:

يا

(1) قال العكبري فى إعراب الحديث 224: " "أىَّ منصوبة لقالت. لا لقوله: لا أدرى، لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله إلّا حرف الجرّ

(2)

قال العكبرى - السابق: التقدير: "إنَّك" فخفَّف "إنْ". واللام فى "لتؤمن" فارقة بين "إن" النافية و"إن" المؤكّدة. ويجوز أن تكون اللام داخلة على خبر "إن" المكسورة، وتكون "إن" مخففة من الثقيلة، ويكون "تعلم" معلَّقة عن العمل لدخول اللام فى الخبر.

(3)

المسند 6/ 345، ومسلم 1/ 624 (905)، ومن طريق هشام أخرجه البخارى 1/ 182 (86). وينظر فيه أطرافه.

(4)

دِرع المرأة: نوع من لباسها.

(5)

ينظر الحديث بطوله فى مسلم 2/ 625 (906).

(6)

أى: عن ابن نمير عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء.

(7)

المسند 6/ 346 ومن طريق هشام فى البخارى 10/ 174 (5724)، ومسلم [ .... ].

ص: 9

رسول الله، إن أُمّي قَدِمَتْ وهي راغبةٌ، أفأصِلُها؟ قال: نعم، صِلي أُمَّك.

أخرجاه (1).

وفي قولها: راغبة، قولان. أحدهما: راغبة عن ديني. والثاني: راغبة في صلتي.

(6986)

الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أُسامة قال: حدّثنا

هشام بن عروة قال: أخبرني أبي عن أسماء ابنة أبي بكر قالت:

تزوَّجَني الزبيرُ وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غيرُ فرسه، فكنتُ أَعلِفُ

فرسَه، وأكفيه مُؤْنَتَه، وأسوسُه، وأدُقُّ النَّوى لناضِحِه، وأعلِفُه، وأستقي الماء، وأخرِزُ

غَرْبَه (2)، وأعجِنُ، ولم أكن أُحْسِنُ أَخبِزُ، وكان يخبزُ لي جاراتٌ من الأنصار، وكُنّ نسوةَ

صِدق، وكنتُ أنقُلُ النَّوى من أرض الزُّبير التي أقطعَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على رأسي، وهي منّي على ثُلُثَي فَرسخ. قالت: فجئتُ يومًا والنَّوى على رأسي، فلقيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نَفَرٌ من أصحابه، فدعاني ثم قال:"إخْ، إخْ" ليحملَني خلفَه، قالت: فاستحيَيْتُ أن أسيرَ مع الرجال وذكرتُ الزبيرَ وغَيرتَه. قالت: وكان أغيرَ الناس، فعَرَفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّي قد استحييتُ، فمضى، فجئتُ الزبيرَ فقلتُ: لَقِيَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النّوى ومعه نفَرٌ من أصحابه، فأناخَ بعِيرَه لأركبَ معه، فاستحيَيْتُ وعَرفْتُ غيرتَك. فقال: والله لَحَمْلُك النَّوى كان أشدَّ علىّ من ركوبك معه. قالت: حتى أرسل أبو بكر بعد ذلك بخادم

فكَفَتْني سِياسةَ الفرس، فكأنّما أعْتَقَني.

أخرجاه (3).

(6987)

الحديث الثاني عشر: وبالإسناد عن أسماء

أنَّها حَمَلَت بعبدالله بن الزبير بمكّه، قالت: فخرجْتُ وأنا مُتِمٌّ (4)، فأتيتُ المدينة،

فنزلْنا بقُباء، فولَدْتُه بقُباء، ثم أتيتُ به رسولَ الله فوضَعْتُه في حجره، ثم دعا بتمرة

فمضَغَها، ثم تَفَلَ في فيه. فكان أوّلَ ما دخل في جوفه ريقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنّكه

(1) المسند 6/ 347، وأخرجه الشيخان من طريق هشام: البخاري 5/ 233 (2620)، ومسلم 2/ 696 (1003).

(2)

الغَرْب: الدلو.

(3)

المسند 6/ 347، والبخاري 9/ 319 (5224)، ومسلم 4/ 1716 (2182).

(4)

المُتِمّ: التي أتمّت الحمل.

ص: 10

بتمرة، ثم دعا له وبرَّكَ عليه، وكان أوّلَ مولود في الإسلام.

أخرجاه (1).

والمراد أنَّه أول مولود بعد الهجرة.

(6988)

الحديث الثالث عشر: وبالإسناد عن أسماء قالت:

صَنَعْتُ سُفرةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بيت أبي بكر حين أراد أن يُهاجرَ إلى المدينة، قالت: فلم نجد لسُفرته ولا لسِقائه ما نربطُهما به. قالت: فقلتُ لأبي بكر: والله ما أجدُ شيئًا

أربطه به إلّا نِطاقي. قال: فَشُقِّيه باثنين: فاربطي بواحدٍ السِّقاء، والآخر السُّفْرة. فلذلك

سُمِّيَتْ ذاتَ النطاقين.

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(6989)

الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن ابن

جُرَيج قال: أخبرني عبدالله مولى أسماء عن أسماء:

أنها نزلت عند المزدلفة فقالت: أي بُنَيّ، هل غاب القمرُ؟ ليلةَ جَمْعٍ، وهي تصلّي.

قلتُ: لا، فصلّت ساعة ثم قالت: أي بُنَيّ، هل غاب القمر؟ قال: وقد غاب القمرُ، قلت:

نعم. قالت: فارتَحِلوا. قالت: فارتَحَلْنا، ثم مَضَيْنا بها حتى رمتِ الجمرة، ثم رجعت

فصلَّتِ الصبح في منزلها، فقلت لها: أيْ هَنْتاه، لقد غَلَّسْنا. قالت: كلّا يا بُنىّ، إن النبىّ

صلى الله عليه وسلم أذِنَ للظُّعُن (3).

أخرجاه (4).

وقوله: يا هَنْتاه: أي، يا هذه.

(6990)

الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيي بن سعيد عن

عبدالملك قال: حدّثنا عبدالله عن أسماء قال:

(1) المسند 6/ 347، والبخاري 7/ 248 (3909)، ومسلم 3/ 1691 (2146).

(2)

المسند 6/ 346، والبخاري 6/ 129 (2979).

(3)

الظُّعن جمع ظعينة: وهي المرأة. والتغليس: الدخول في ظلام آخر الليل.

(4)

المسند 6/ 347، والبخاري 3/ 526 (1679)، ومسلم 2/ 940 (1291).

ص: 11

أخرجت إليَّ جُبَّةُ طيالسة، عليها لِبْنةٌ (1) شِبرٌ من ديباج كِسرواني وفرجيها

مكفوفين (2) به. قالت: هذه جبّة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبسها، كانت عند عائشة، فلمّا قُبِضَت عائشة قَبَضْتُها إليّ، فنحن نَغْسِلها للمريض يستشفي بها.

انفرد بإخرجه مسلم (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون عن حجّاج عن أبي عمر (4) مولي أسماء قال:

أخرجت إلينا أسماء جُبّةٌ مُزَرّرة بالدّيباج، فقالت: في هذه كان يَلقى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم العدوَّ (5).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعمر قال: حدّثنا عبد الله بن المبارك قال: حدّثنا ابن لهيعة

عن خالد بن يزيد قال: سمعْتُ عبد الله مولي أسماء يحدّث أنه سمع أسماء بنت أبي بكر

تقول:

عندي للزُّبير ساعدان من ديباج كان النبيّ صلى الله عليه وسلم أعطاهما إيّاه يقاتل فيهما (6).

(6991)

الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو قال:

حدّثنا زائدة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت:

نَقد أمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالعَتاقة في كسوف الشمس (7).

(1) اللبنة: رقعة في جيب القميص.

(2)

هكذا في الأصل ومسلم. وفي المسند: وفرجاها مكفوفان.

(3)

المسند 6/ 347. ومن طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن عبد الله مولي أسماء أخرجه مسلم 3/ 1641 (2069). ويحيى من رجال الشيخين.

(4)

في الأصل: "عُمير". وأثبت صوابه، وهو عبد الله بن كيسان مولي أسماء.

(5)

المسند 6/ 348، وحجّاج بن أرطاة ضعيف، وسائر رجاله ثقات. ومن طريق حجّاج أخرجه ابن ماجة 2/ 942 (2819)، والطبراني 24/ 99 (266) وضعفه الألباني.

(6)

المسند 6/ 352، وهو من روايات ابن المبارك عن ابن لهيعة، وجعله ابن كثير ممّا تفرّد به الإمام أحمد - الجامع 15/ 214 (12764).

(7)

المسند 6/ 345، وهو للبخارى -وإن لم ينبّه عليه- من طريق زائدة 2/ 543 (1054) ومعاوية بن عمرو ثقة، من رجال الشيخين.

ص: 12

(6992)

الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عتّاب بن زياد قال: حدّثنا

عبدالله بن المبارك قال: حدّثنا ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن فاطمة

بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر

كنّا نؤدّي زكاة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مُدَّين من قمح، بالمدّ الذي تقتاتون به (1).

(6993)

الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس بن محمد قال:

حدّثنا أبان بن يزيد العطّار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عروة بن الزبير عن

أسماء بنت أبي بكر

أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لا شيءَ أغيرُ من الله عز وجل".

أخرجاه (2).

(6994)

الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبدالرزّاق قال: أخبرنا

معمر قال: أخبرني عبدالله بن مسلم أخو الزهريّ عن مولاة لأسماء بنت أبي بكر عن

أسماء قالت:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان منكنّ يؤمن بالله واليوم الآخر فلا ترفع رأسَها حتى نرفعَ رؤوسَنا" كراهية أن يَرَين عورات الرجال، لصِغر أُزُرهم. وكانوا إذ ذاك يأتزرون هذه

النّمِرة (3).

النَّمِرة: شملة مخطّطة.

(6995)

الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا

ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن أسماء قالت:

(1) المسند 6/ 346، وعتّاب بن زياد صدوق. ورواية ابن المبارك عن ابن لهيعة صالحة. ومن طريق ابن لهيعة أخرجه الطحاوي في شرح المشكل 9/ 28 (3409)، والطبراني 24/ 129 (352)، وله عندهما إسناد رجاله رجال الشيخين: من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء. وصحّح هذه الطريق الحاكم والذهبى 1/ 412.

(2)

المسند 6/ 348. ومن طريق يحيى في البخاري 9/ 319 (5222)، ومسلم 4/ 2115 (2792) ويونس وأبان من رجال الشيخين.

(3)

المسند 6/ 348، وهو في سنن أبي داود 1/ 225 (851)، والطبراني، 24/ 97 (260)، وفيهما: مولى أسماء.

ورجاله رجال الصحيح، غير مولاة - أو مولى أسماء، فغير معروف، وصحّحه الألباني.

ص: 13

سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ، وهو يصلّي نحو الرُّكن قبل أن يَصْدَعَ بما يُؤْمَرَ، والمشركون يسمعون:{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (1)[الرحمن].

(6996)

الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا

أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني يحيى بن عبّاد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عن جدّته

أسماء ابنة أبي بكر قالت:

لمّا وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي طُوى، قال أبو قُحافة لابنةٍ له من أصغر وَلَدِه: أي بُنَيَّة، اظهَري بي على أبي قُبيس. قالت: وقد كُفَّ بصرُه. قالت: فأشرفَتْ به عليه، فقال: يا

بُنَيّة، ماذا تَرَيْنَ؟ قالت: أرى سوادًا مجتمعًا. قال: تلك الخيل. قالت: وأرى رجلًا يسعى

بين ذلك السوادِ مُقْبلًا ومُدْبرًا. قال: يا بُنيّة، ذاك الوازِعُ -يعني الذي يأمر الخيل ويتقدّم

إليها- ثم قالت: قد والله انتشر ذلك السّواد. فقال: قد والله إذًا دَفَعَتِ الخيل، فأسرعي

بي إلى بيتي. فانحطّت به، وتلقّاه الخيلُ قبل أن يَصِلَ إلى بيته، وفي عُنُق الجارية طَوْقٌ

لها من وَرِق، فتلقّاها رجلٌ فاقتلَعَه من عُنُقها. قالت: فلمّا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكّة ودخل المسجد أتى أبو بكر بأبيه يقودُه، فلمّا رآه رسود الله صلى الله عليه وسلم قال:"هلّا تَرَكْتَ الشيخَ في بيته حتى أكونَ أنا آتيه فيه" قال أبو بكر: يا رسول الله، هو أحقُّ أن يمشيَ إليك من أن تمشيَ إليه. قال: فأجْلَسَه بين يدَيه، ثم مسح صدرَه، ثم قال له:"أسْلِمْ" فأسلم. ودخل به أبوبكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسُه كأنّه ثَغامةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"غيِّروا هذا من شعره".

ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أُخته فقال: أَنْشُدُ الله والإسلام، طَوْقَ أُختي، فلم يُجبْه أحد.

فقال: يا أُخَيّةُ، احتَسِبي طوقَك (2).

الثَّغامة: نبت أبيض.

(1) المسند 6/ 349 وإسناده ضعيف. ومن طريق ابن لهيعة أخرجه الطبراني 24/ 86 (231) قال الهيثمي - المجمع 2/ 118: فيه ابن لهيعة، وفيه كلام. وقال: 7/ 120: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف وحديثه حسن، وبقيّة رجاله رجال الصحيح.

(2)

المسند 6/ 349، وابن حبّان 16/ 187 (7208) وحسّن المحقّق إسناده. ومن طريق محمد بن إسحاق أخرجه الطبراني 24/ 88 (236)، والحاكم 3/ 46، وصحّحه على شرط مسلم، وسكت عنه الذهبي. قال الهيثمي 6/ 176: رواه أحمد والطبراني، وزاد: فوالله إن الأمانة اليوم في الناس لقليلة. ورجالهما ثقات.

والزيادة المذكورة في المصادر دون المسند.

ص: 14

(6997)

الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:

حدّثنا ابن لهيعة عن عُقيل بن خالد عن ابن شهاب عن عروة عن أسماء ابنة أبي بكر

أنها كانت إذا ثَرَدَتْ (1) غطَّتْه شيئًا حتى يذهب فَورُه، ثم تقول: إنّي سمعتُ رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّه أعظمُ للبركة"(2).

(6998)

الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا سعيد بن أبي

مريم عن نافع بن عمر قال (3): حدّثني ابن أبي مليكة عن أسماء بنت أبي بكر قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني على الحوض حتى أنظرَ من يَرِدُ عليَّ منكم، وسيؤخذُ ناسٌ دوني، فأقول: يا ربّ، منّي ومن أمّتي. فيقال: هل شَعَرْتَ ما عملوا بعدك؟ والله ما بَرِحوا

يرجعون على أعقابهم".

أخرجاه (4).

(6999)

الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حُجين بن المثنّى

قال: حدّثنا عبدالعزيز بن أبي سلمة الماجِشون عن محمد بن المنكدر قال: كانت أسماء

تحدّثُ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت:

قال: "إذا دخلَ الإنسانُ قبرَه، فإن كان مؤمنًا أحفَّ به عملُه: الصلاة والصيام. قال:

فيأتيه المَلَكُ من نحو الصلاة فَتَرُدُّه، ومن نحو الصيام فيَرُدُّه، قال: فيناديه: اجلس. قال:

فيجلسُ، فيقول له: ماذا تقول في هذا الرجل - يعني النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: من؟ قال: محمّد. قال: أشهدُ أنّه رسول الله. قال يقول: على ذلك عشتَ وعليه مِتَّ، وعليه تُبْعَثُ.

قال: وإن كان فاجرًا أو كافرًا جاءه الملك، ليس بينه وبينه شيء يَرُدُّه، فأجلَسَه، يقول:

(1) ثَرد الخبز: فتّه ووضع عليه المرق ليصنعَ منه ثريدًا.

(2)

المسند 6/ 350 عن قتيبة وابن المبارك عن ابن لهيعة. وروايتهما عنه مقبولة. وقد أخرج الحديث من طريق قُرّة عن بن عبدالرحمن - صدوق، الطبراني 24/ 84 (226)، والحاكم 4/ 118، وقال: صحيح على شرط مسلم في الشواهد، ولم يخرجاه: ووافقه الذهبي. لأن قُرّة استشهد به مسلم. وصحّحه ابن حبّان 12/ 6 (5207)، وقال الهيثمي 9/ 22. رواه أحمد بإسنادين أحدهما منقطع، وفي الآخر ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف. ورواه الطبراني، ويه قرّة بن عبدالرحمن، وثّقه ابن حبّان وغيره، وضعّفه ابن معين وغيره، وبقيّة رجالهما رجال الصحيح.

(3)

في الأصل "نافع عن ابن عمر" وكتب على الحاشية: "كذا في خطّ المصنّف .. والصواب عن نافع بن عمر" وهو الصحيح.

(4)

البخاري 11/ 466 (6593)، ومن طريق نافع بن عمر الجُمَحىّ أخرجه مسلم 4/ 1794 (2293).

ص: 15

اجلِسْ، ماذا تقول في هذا الرجل؟ قال: أيُّ رجل؟ . قال: محمّد. قال: يقول: والله ما

أدري، سمعتُ النّاس يقولون شيئًا فقُلْتُه. قال: يقول له المَلَكُ: على ذلك عِشْتَ وعليه

مِتَّ، وعليه تُبْعَثُ. قال: وتُسَلّط عليه دابّة في قبره، معها سوط تَمْرَتُه جمرة مثل غَرْب

البعير (1)، تضرِبُه ما شاء الله، صَمّاءُ لا تسمعُ صوتَه فترحمه (2) ".

(7000)

الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عُقبة بن مُكْرَم العَمِّيُّ

قال: حدّثنا يعقوب بن إسحاق الحضرميّ قال: حدّثنا الأسود بن شيبان عن أبي نَوفل قال:

رأيت عبدالله بن الزُّبير على عقَبة المدينة (3). قال: فجعلتْ قُريشٌ تَمُرُّ عليه والنّاس،

حتى مرّ عليه عبدالله بن عمر، فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خُبَيب، السلام عليك أبا

خُبيب [السلام عليك أبا خُبيب] أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا. وأما والله لقد كنت

أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا. أما والله إن كنتَ -ما علمت- صوّامًا،

قوّامًا، وصولًا للرّحم. أما والله، لأُمّة أنت شرُّها لأمّة سوء (4). ثم نَفَذَ عبدالله بن عمر.

فبلع الحجّاجَ موقفُ عبدالله وقولُه، فأرسل إليه فأُنزِلَ عن جِذعه، فأُلقي في قبور اليهود.

ثم أرسل إلى أُمّه أسماءَ ابنة أبي بكر، فأبت أن تأتيَه فأعادَ عليها الرسول: لتأتِيَنّي أو

لأبعثَنّ إليك من يسحَبُ بقُرونك. فَأبت وقالت: والله لا آتيك حتى تبعثَ إليّ من

يسحَبُ بقروني. قال: فقال: أروني سِبْتَىَّ. فأخذ نعلَيه ثم انطلق يَتَوَذَّفُ حتى دخل

عليها، فقال: كيف رأيْتِني صَنَعْتُ بعدوّ الله؟ قالت: رأيْتُك أفسدْتَ عليه دُنياه وأفسدَ

عليك آخرتَك. بلغَني أنّك تقول له: يا ابنَ ذات النّطاقين. أنا والله ذات النِّطاقين: أمّا

أحدُهما فكنتُ أرفعُ به طعامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعامَ أبي بكر من الدوابّ، وأما الآخرُ فنِطاقُ المرأة التي لا تستغني عنه. أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّثنا:"أنّ في ثقيف كذّابًا ومُبيرًا" فأمّا الكذّاب فرأيْناه، وأما المُبير فلا إخالُك إلّا إيّاه. قال: فقام عنها ولم يُراجِعْها.

انفرد بإخراجه مسلم (5).

(1) تمرة السوط: عقدة من جلد تكون فيه. والغرب: الدلو الكبيرة.

(2)

المسند 6/ 352، والمعجم الكبير 24/ 105 (281). وفي المجمع 3/ 54: رجال أحمد رجال الصحيح.

(3)

وهي موضع بمكة.

(4)

في المطبوع من مسلم "لأمة أنت أشرّها لأمّة خير" ورواه ابن الجوزي كما في الحميدي 4/ 375 (3528).

(5)

مسلم 4/ 1971 (2545)، وفي المسند 6/ 351، 352 مختصر.

ص: 16

وأما قبور اليهود فإنّها كانت هناك من زمن موسى عليه السلام.

والسِّبتيّان: النعلان من جلود البقر المدبوغة بالقَرَظ.

ويتوذّف: يتبختر.

والكذّاب: المختار بن أبي عُبيد. والمُبير المهلك.

وقولها: لا إخالك. الألف مكسورة، والمعنى: لا أظنك.

ص: 17