الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(2)
مسند أسماء بنت عُمَيس
(1)
(7001)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبدالرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزُّهري
قال: أخبرني أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام عن أسماء بنت عُميس قالت:
أوّل ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة، فاشتدّ مرضُه حتى أُغْمِيَ عليه،
فتشاورَ نساؤه في لَدِّه، فلَدُّوه، فلما أفاق قال: "ما هذا؟ فِعلُ نساء جِئن من هاهنا؟ ) وأشار
إلى أرض الحبشة، وكانت أسماء بنت عُميس فيهنَّ. قالوا: كنّا نَتَّهِمُ بك ذاتَ الجَنْب يا
رسول الله. قال: "إنّ ذلك لداءٌ ما كان اللهُ عز وجل لِيَقْرِفَني به. لا يَبْقَيَنّ في البيت أحدٌ
إلّا الْتَدَّ، إلّا عمَّ رسول الله" يعني العبّاس. قالت: فلقد الْتَدَّتْ ميمونةُ يومئذٍ وإنّها
لَصائمة، لِعَزْمة رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
اللَّدود: ما سُقي الإنسان في أحد شقّي الفم.
(7002)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن
عروة بن عامر عن عُبيد بن رفاعة الزُّرَقي قال:
قالت أسماء: يا رسول الله إن بني جعفر تُصيبُهم العينُ، أفأسترقي لهم؟ قال: "نعم،
فلو كان شيء سابقًا القدر، لَسَبَقَتْه العينُ" (3).
(1) الآحاد 5/ 455، ومعرفة الصحابة 6/ 3255، والاستيعاب 4/ 230، والتهذيب 8/ 518، والإصابة 4/ 225. وفي التلقيح 365 أنَّه أُخرج لها ستون حديثًا.
(2)
المسند 6/ 438، والمعجم الكبير 24/ 140 (372)، شرح مشكل الآثار 5/ 195 (1935)، وابن حبّان 14/ 552 (6587). قال الهيثمي 9/ 36: رجاله رجال الصحيح. وصحّح إسناده الحاكم والذهبي 4/ 204، وابن حجر - الفتح 8/ 148.
ويشهد لصحّة الحديث ما رواه البخاري عن عائشة - الجمع 4/ 196 (3343).
(3)
المسند 6/ 438، وابن ماجة 2/ 1160 (3510)، والترمذي 4/ 346 (2059) وقال: حسن صحيح. وذكر أحاديث الباب. وصحّحه الألباني.
ويشهد له ما رواه مسلم عن ابن عباس - الجمع 2/ 120 (1197).
(7003)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: حدّثنا
يونس بن يزيد الأيْليّ قال: حدّثنا أبو شدّاد عن مجاهد عن أسماء بنت عميس قالت:
كنتُ صاحبة عائشة التي هيّأتْها وأدخَلَتْها على رسول الله ومعي نسوة. قالت: فوالله
ما وجدْنا عنده قِرىً إلا قَدَحًا من لَبَن. قالت: فشرب منه ثم ناوله عائشة، فاسْتَحيَتِ
الجاريةُ، فقلنا: لا تَرُدّي يدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، خُذي منه. فأخذَتْه على حياء فشَرِبت منه. ثم قال:"ناولي صواحبك" فقلنا: لا نشتهيه. فقال: "لا تَجْمَعن جوعًا وكذبًا". قالت: فقلت: يا رسول الله، إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه: لا أشتهيه، يعدّ ذلك كَذِبًا؟ قال:
"إن الكَذِب يُكْتَبُ كَذِبًا، حتى تُكْتَبَ الكُذَيبة كُذَيبة"(1).
وقد رواه أحمد في مسند أسماء بنت يزيد بن السّكن، وهو بابنه عميس أشبه (2).
(7004)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبدالله بن محمد بن أبي شيبة،
قال عبدالله: وسمعته أنا منه قال: حدّثنا أبو أُسامة عن عبد الحميد بن جعفر عن زُرعة بن
عبدالرحمن عن مولي لمعمر التَّيمي عن أسماء بنت عميس قالت:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بماذا تستشفين؟ " قالت: بالشُّبْرم (3). قال: "حارّ جارّ" ثم استشفيت بالسَّنا. قال: "لو كان شيءٌ يشفي من الموت لكان السَّنا" أو: "السَّنا شِفاء من الموت"(4).
(1) المسند 6/ 438، والطبراني 24/ 155 (400). وأبو شدّاد من رجال التعجيل 493، ولم ينقل توثيقه عن أحد. قال الهيثمي 5/ 54: فيه أبو شدّاد عن مجاهد. روي عنه ابن جريج ويونس بن يزيد، وبقية رجاله رجال الصحيح، إلا أن أسماء بنت عميس كانت بأرض الحبشة مع زوجها جعفر حين تزوج النبيّ صلى الله عليه وسلم عائشة. والصواب حديث أسماء بنت يزيد، والله أعلم. وقال ابن كثير في الجامع 15/ 256 (12847) بعد أن رواه عن أحمد: تفرّد به، وفيه نكارة من جهة أن أسماء بنت عميس لم تكن بالمدينة لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة سنة اثنتين
…
وإنما هي بنت يزيد بن السكن، والله أعلم.
(2)
المسند 6/ 452، 453، 458، كلها من طريق شهر عن أسماء بنت يزيد. وما رجّحه المؤلّف، العلماءُ على خلافه كما ذكرنا، ولم يورده في مسند أسماء بنت يزيد اكتفاءً بتصحيحه هنا.
(3)
في المصادر: "تستمشين" أي تُخرجين ما في بطنك. والشبرم: حبّ يطبخ ويشرب ماؤه.
(4)
المسند 6/ 369، والطبراني 2/ 154 (397) ومن هذه الطريق أخرجه ابن ماجة 2/ 1142
(3461)
، وفيه زيادة عن مولى لمعمر عن معمر: وقد استدرك هذه الزيادة بين قوسين محقّق تحفة الأشراف 11/ 262. وأخرجه الترمذي 4/ 356 (2081) من طريق عبد الحميد بن جعفر عن عتبة بن عبدالله عن أسماء. وجعله الألباني في ضعيف ابن ماجة وضعيف الترمذي.
السَّنا: أوراق شجر.
(7005)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن موسى
الجُهَني قال: دخلْتُ على فاطمة بنت علي، فقال لها رفيقي أبو مَهَل: كم لك؟ قالت: ستّة
وثمانون سنة. قال: ما سمعتِ من أبيك شيئًا؟ قالت: حدَّثَتْني أسماء بنت عُمَيس:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلىّ: "أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه ليس بعدي نبىّ"(1).
(7006)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا عبدالعزيز بن
عمر بن عبدالعزيز قال: حدّثنا هلال مولانا عن أبي عمرَ بن عبدالعزيز عن عبدالله بن
جعفر عن أُمّه أسماء بنت عميس قالت:
علّمَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كلماتٍ أقولُها عند الكَرْب: "الله، الله ربّي لا أُشرك به
شَيئًا (2) ".
(7007)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: قرأتُ على عبدالرحمن: مالك عن
عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن أسماء بنت عُميس:
أنها وَلَدَت محمد بن أبي بكر بالبيداء، فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مُرْها، فلتغتسل ثم لِتُهِلَّ"(3).
(7008)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن
الوليد بن كثير قال: حدّثنى عبدالله بن مسلم الطويل:
(1) المسند 9/ 369، وفضائل الصحابة 2/ 598 (1020) وصحّح المحقّق إسناده. وقال الهيثمي 9/ 112: رجال أحمد رجال الصحيح غير فاطمة بنت علي، وهي ثقة. وقد أخرجه الطبراني 24/ 146، 147 (384 - 389) من طريق موسى الجهني تحت عنوان "فاطمة بنت الحسين عن أسماء" ولكنه (386) عن فاطمة بنت على عن أسماء وهو حديث صحيح.
(2)
المسند 6/ 369، وابن ماجة 2/ 1277 (3882). ومن طريق عبد العزيز بن عمر أخرجه أبو داود 2/ 87 (1525). وصحّح الألباني الحديث، وأطال الكلام في سنده - الصحيحة 6/ 593 (2755).
(3)
المسند 6/ 369، والموطأ 1/ 301، وأبو يعلى 1/ 54 (54). ومن طريق عبدالرحمن بن القاسم أخرجه النسائى 5/ 127، وهو حديث صحيح، ورجاله رجال الشيخين. وقد أخرجه مسلم 2/ 869 (1209) من طريق عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: نفست أسماء
…
ورواه بإسناده عن جابر بن عبدالله (1210).
أن كِلاب بن تَليد أخا بني سعد بن ليث بينما هو جالس مع سعيد بن المسيّب جاءه رسول
نافع بن جبير يقول: إن ابن خالتك يقرأ عليك السلام ويقول أخبرْني كيف الحديثُ الذي كنتَ
حدَّثْتَني عن أسماء. فقال سعيد بن المسيّب: أَخْبِرْه أن أَسماء بنتَ عميس أخبرَتْني:
أنها سمعتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يَصْبِرُ على لأواء المدينة وشدَّتِها أحدٌ إلّا كنتُ له شفيعًا أو شهيدًا يومَ القيامة"(1).
(7009)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن
إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن أبي بكر عن أمّ عيسى الجزّار عن أمّ جعفر ابنة محمد
ابن جعفر بن أبي طالب عن جدّتها أسماء بنت عُميس قالت:
لمّا أُصيب جعفر وأصحابُه، دخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دَبَغْتُ أربعين مَنيئةً (2)، وعَجَنْتُ عجيني، وغَسَلْتُ بَنيّ ودَهَنْتُهم ونَظَّفْتُهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ائتيني ببني جعفر" قالت: فأتيْتُه بهم، فشمَّهم، وذَرَفت عيناه، فقلتُ: يا رسول الله: بأبي أنت وأُمّي،
ما يُبكيك؟ أبلغَك عن جعفر وأصحابه شيءٌ؟ قال: "نعم، أُصيبوا هذا اليوم" قالت: فقُمْتُ
أصيحُ، فاجتمع إليّ النساء، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله، فقال:"لا تُغفلوا آلَ جعفر من أن تصنعوا لهم طعامًا، فإنّهم قد شُغِلوا بأمر صاحبهم"(3).
(7010)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا محمد بن طلحة
قال: حدّثنا الحكم بن عُتيبة (4) عن عبدالله بن شدّاد عن أسماء بنت عُميس قالت:
(1) المسند 6/ 369، والنسائي - الكبرى 2/ 487 (4282)، والطبراني 24/ 141 (373) وعبدالله بن مسلم وكلاب روى لهما النسائي، وجعلهما ابن حجر مقبولين - التقريب 1/ 314، 496. والحديث صحيح لغيره، فقد رواه الإمام مسلم عن ابن عمر وأبي سعيد وأبي هريرة - الجمع 2/ 302، 479 (1507، 1842)، 3/ 284 (2645).
(2)
المتينة: الجلد.
(3)
المسند 6/ 370 ومن طريق إبراهيم بن سعد أبي يعقوب أخرجه الطبراني 24/ 343 (380). وأخرجه ابن ماجة مختصرًا من طريق ابن إسحاق 3/ 514 (1611). قال الهيثمي في المجمع 6/ 164: روي ابن ماجة بعضه، ورواه أحمد، وفيه امرأتان لم أجد من وثّقهما ولا جرّحهما، وبقيّة رجاله ثقات، وحسّنه الألباني. وأم عيسى الجزّار الخزاعية، قال عنها ابن حجر في التقريب 2/ 884: لا يعرف حالها. وأمّ جعفر ويقال أم عون، مقبولة - التقريب 2/ 883.
(4)
في المسند عن أبي كامل ويزيد وعفّان قال: قال يزيد في حديثه: حدّثنا الحكم. وقال عفّان في حديثه: سمعت الحكم
…
لما أصيب جعفر أتانا النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: "تَسَلّبي (1) ثلاثًا ثم اصنعي ما شِئْت"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا محمد بن طلحة قال: حدّثنا الحكم بن
عتيبة عن عبدالله بن شدّاد عن أسماء بنت عميس قالت:
دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الثالث من قَتْل جعفر، فقال:"لا تُحِدّي بعدَ يومِك هذا"(3).
***
(1) أي البسي ثوب الحداد، ويُسمى السَّلاب.
(2)
المسند 6/ 438: ومن طريق محمد بن طلحة أخرجه الطبراني 24/ 39 (369) وابن حبّان 7/ 418 (3148)، وإسناده صحيح.
(3)
المسند 6/ 369. قال الهيثمى 3/ 20 بعد أن ساق الروايتين: رجال أحمد رجال الصحيح. وقد قوّى ابن حجر إسناده في الفتح 9/ 487، وتحدّث عن الحديث طويلًا، وخاصّة أنه مخالف للأحاديث الصحيحة في حداد المرأة على زوجها أربعة أشهر وعشرًا، وإن أسماء كانت زوج جعفر، ونقل كلام الأئمّة في هذا الحديث.