المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف العين (48)   ‌ ‌مسند عائشة أمِّ المؤمنين (1) (7141) الحديث الأول: حَدَّثَنَا البخاري قال: - جامع المسانيد لابن الجوزي - جـ ٨

[ابن الجوزي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الألف

- ‌مسند أسماء بنت أبي بكر الصِّدِّيق

- ‌مسند أسماء بنت عُمَيس

- ‌مسند أسماء بنت يزيد بن السَّكَن

- ‌مسند أمّ خالد

- ‌مسند أُمَيمة بنت رُقَيقه

- ‌مسند أُنَيسة بنت خُبيب بن يساف

- ‌حرف الباء

- ‌مسند أمّ أيمن

- ‌مسند بُسْرة بنت صفوان

- ‌مسند بُقَيرة الهلالية

- ‌حرف الجيم

- ‌مسند جُدامة بنت وَهب الأسديّة

- ‌مسند جُويرية بنت الحارث بن أبي ضِرار

- ‌حرف الحاء

- ‌مسند حبيبة بنت أبي تِجراة

- ‌مسند حبيبة بنت جحش بن رِياب

- ‌مسند حَبيبة بنت سَهل بن ثَعلبة الأنصاريّ

- ‌مسند حفصة بنت عمر بن الخطاب

- ‌مسند حَمْنة بنت جَحش

- ‌مسند حَوّاء بنت يزيد بن السَّكَن

- ‌حرف الخاء

- ‌مسند خنساء بنت خِدام

- ‌مسند خولة بنت ثعلبة بن أصرم

- ‌مسند خولة بنت حكيم بن أُميّة السُّلَمِيّة

- ‌مسند خولة بنت قيس

- ‌مسند خولة بنت قيس بن قَهْد

- ‌مسند أمّ الدَّرداء

- ‌حرف الدال

- ‌مسند دُرَّة بنت أبي لَهَب

- ‌حرف الرّاء

- ‌مسند رائطة

- ‌مسند الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ بن عَفراء

- ‌مسند امرأة يقال لها

- ‌مسند أمّ حبيبة

- ‌مسند رُمَيثة الأنصاريَّة

- ‌مسند أُمُّ سُلَيم

- ‌مسند أمّ حَرام بنت ملِحان

- ‌حرف الزاء

- ‌مسند زينب بنت جَحش

- ‌مسند زينب بنت أبي سَلَمة

- ‌مسند زينب بنت أبي معاوية الثّقفية

- ‌حرف السين

- ‌مسند سُبيعة بنت الحارث الأسلمِّية

- ‌مسند سَرّاء بنت نَبهان الغنويّة

- ‌مسند سلامة بنت الحُرّ الجُعْفِيَّة

- ‌مسند سلامة بنت مَعْقِل

- ‌مسند سلمى بنت قيس بن عمرو

- ‌مسند سَلمى

- ‌مسند سودة بنت زَمْعة

- ‌مسند سهلة بنت سُهيل

- ‌حرف الشين

- ‌مسند الشّفاء بنت عبد الله بن هاشم

- ‌حرف الصاد

- ‌مسند صفيّة بنت حُيَيّ

- ‌مسند الصمَّاء بنت بُسْر المازنية

- ‌حرف الضاد

- ‌مسند ضُباعة بنت الزيير بن عبد المطّلب

- ‌حرف العين

- ‌مسند عائشة

- ‌مسند عائشة بنت قُدامة بن مَظعون

- ‌حرف الغين

- ‌مسند أم شَريك

- ‌حرف الفاء

- ‌مسند أمّ هانئ بنت أبي طالب

- ‌مسند فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌مسند فاطمة بنت أبي حُبَيش الأسَدية

- ‌مسند فاطمة بنت قيس الفهِرية

- ‌مسند أم جميل

- ‌مسند فاطمة بنت اليمان

- ‌مسند فُرَيعة بنت مالك

- ‌حرف القاف

- ‌مسند قُتَيلة بنت صَيفيّ الجُهَنية

- ‌حرف الكاف

- ‌مسند كُبَيشة

- ‌حرف اللام

- ‌مسند أمّ الفضل

- ‌مسند ليلى بنت قائف الثَّقَفيّة

- ‌حرف الميم

- ‌مسند ميمونة بنت الحارث

- ‌مسند ميمونة بنت سعد

- ‌مسند ميمونة بن كَرْدَم الثَّقَفِيّة

- ‌حرف النوق

- ‌مسند نَسِيبة بنت كعب

- ‌مسند نُسَيبة بنت كعب

- ‌حرف الهاء

- ‌مسند أمَّ سلمة

- ‌حرف الياء

- ‌مسند يُسَيرة بنت ياسر

- ‌مسند أمّ إسحاق الغَنَوبة

- ‌مسند أمّ أيّوب

- ‌مسند أمّ بلال بنت هلال الأسلميّة

- ‌مسند أمّ جندب الأزديّة

- ‌مسند أم حُصين الأحْمَسِيةَّ

- ‌مسند أم الحكم بنت الزبير بن عبد المُطَّلِب

- ‌مسند أمّ حُمَيد

- ‌مسند أم رُومان بنت عامر بن عُويمر الكِنانيّة

- ‌مسند أمّ طارق

- ‌مسند أم الفُفَيل

- ‌مسند أمّ عامر بنت يزيد بن السَّكَن

- ‌مسند أمّ عثمان بنت سفيان

- ‌مسند أمّ العلاء الأنصارية

- ‌مسند أم فروة الأنصارية

- ‌مسند أمّ قيس بنت مِحْصَن بن حرثان

- ‌مسند أمّ كرْز الخُزاعيّة

- ‌مسند أمّ كلثوم بنت أبي سلمة

- ‌مسند أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط

- ‌مسند أمّ مالك البَهْزيّة

- ‌مسند أمّ مُبَشِّر الأنصارية

- ‌مسند أمّ مسلم الاشجعيّة

- ‌مسند أمّ مَعْبَد بن كعب بن مالك

- ‌مسند أمّ مَعْقِل الأسَديِّة

- ‌مسند أمّ وَرَقة بنت عبد الله بن الحارت الأنصاريّة

- ‌مسند أمّ هشام بنت حارثة بن النُّعمان

- ‌مسندة جماعة من أزواج رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لم يُسَمَّين

الفصل: ‌ ‌حرف العين (48)   ‌ ‌مسند عائشة أمِّ المؤمنين (1) (7141) الحديث الأول: حَدَّثَنَا البخاري قال:

‌حرف العين

(48)

‌مسند عائشة

أمِّ المؤمنين (1)

(7141)

الحديث الأول: حَدَّثَنَا البخاري قال: حَدَّثَنَا بيان بن عمرو قال: حَدَّثَنَا

يحيى بن سعيد قال: حَدَّثَنَا ابن خريح عن عطاء عن عُبيد بن عُمير عن عائشة قالت:

لَمْ يكن النبيُّ صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشدَّ تعاهدًا منه على ركعتَي الفجر.

أخرجاه (2).

* طريق آخر:

حَدَّثَنَا البخاري (3) قال: حَدَّثَنَا مُسدَّد قال: حَدَّثَنَا يحيى عن شعبة عن إبراهيم بن

محمد بن المُنْتَشِر عن أبيه عن عائشة:

أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان لا يَدَعُ أربعًا قبل الظهر، وركعتين قبل الغداة.

انفرد بإخراجه البخاري (4).

* طريق آخر:

حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا يحيى عن التَّيمييّ عن قتادة عن زُراة عن سعد بن هشام عن عائشة

(1) الآحاد 5/ 388، ومعرفة الصحابة 6/ 3208، والاستيعاب 4/ 345، والتهذيب 8/ 552، والإصابة 4/ 433.

وأمِّ المؤمنين من أكثر من حَمَلَ عِلمًا عن سيِّدَ المرسلين. ومسندُها في الجمع (212) فيه مائتان وخمسة

وتسعون حديثًا: اتَّفق الشيخان على خمسة وسبعين ومائة، وانفرد البخاري بثلاثة وخمسين، ومسلم

بسبعة وستين. وفي التلقيح 363 أنَّها أسندت، ألفًا ومائتين وعشرة أحاديث.

(2)

البخاري 3/ 45 (1169) ومن طريق يحيى بن سعيد أخرجه مسلم 1/ 501 (724)، وأحمد 6/ 43

(3)

في الأصل "أحمد"، وهو غير صحيح.

(4)

البخاري 3/ 58 (1182). ومن طريق وكيع ومحمد بن جعفر عن شعبة أخرجه أحمد 6/ 63، 148.

ص: 103

عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في الرَّكعتن قبل صلاة الفجر قال: "هما أحبُّ إليَّ من الدُّنيا جميعًا".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(7142)

الحديث الثاني: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا هُشيم قال: أخبرنا خالد عن

عبد الله بن شَقيق قال:

سألتُ عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من التطوّع. فقالت:

كان يُصلّي قبل الظهر أربعًا في بيتي، ثمِ يخرج فيصلّي بالناس، ثم يرجع إلى بيتي

فيصلِّي ركعتين [وكان يصلّي بالناس المغرب ثم يرجع إلى بيته فيصلِّي ركعتين. وكان

يصلّي بهم العشاء، ثم يدخل بيتي فيصلِّي ركعتين].

وكان يُصلّي من الليل تسع ركعات فيهنَّ الوتر. وكان يصلِّي ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا

طويلًا جالسًا، فإذا قرأ وهو قائم [ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ وهو قاعد] ركع وسجد وهو

قاعد، وكان إذا طلع الفجرُ صلَّى ركعتين، ثم يخرج فيصلّي بالناس صلاة الفجر (2).

* طريق آخر:

حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا جرير عن قابوس عن أبيه قال:

أرسل أبي امرأةً إلى عائشة يسألُها: أُيُّ الصلاة كانت أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن

يواظبَ عليها؟ قالت:

كان يصلّي قبل الظهر أربعًا، يُطيلُ فيهن القيام، ويُحسن فيهنَّ الرُّكوع والسجود. فأما

ما لَمْ يكن يَدَعُ، صحيحًا ولا مريضًا ولا غائبًا ولا شاهدًا، فركعتين (3) قبل الفجر (4).

(1) المسند 6/ 50، ومن طريق معتمر بن سليمان التّيميّ عن أبيه عن قتادة أخرجه مسلم 1/ 502 (725).

(2)

المسند 6/ 30، وهو بهذا الإسناد في مسلم 1/ 504 (730) وإِنْ لَمْ يُنبّه عليه.

ووقع في المخطوط سقط استدرك بين المعقوفين.

(3)

كذا بالنصب في المخطوطة والصند وسنن أبي داود. وزعم العكبري في إعرابه للحديث 328 أنه خطأ، وأنَّه لا

معنى للنصب هنا. ويمكن القول أنَّها على حذف المضاف، تقديره: فصلاه ركعتين. أو يصلِّي ركعتين.

(4)

المسند 6/ 43. والمرأة المرسلة مجهولة. وقابوس لا بأس به، وأبوه أبو ظبيان، حصين بن جندب، ثقة روى

له الجماعة. وأخرج الحديث ابن ماجة 1/ 265 (1156) دون قوله: فأما .... قال البوصيري: في إسناده

مقال، لأنَّ قابوس مختلف فيه. وضعَّفه الألباني. قال ابن حجر في الأطراف 9/ 35: إن كان حصين قد

حضر جوابها، وإلا فهو من روايته عن المرأة. وقد أخرجه الطحالسي 220 (1575) من طريق قيس بن

الربيع عن قابوس عن أمُّ جعفر: سألت عائشة

ص: 104

(7143)

الحديث الثالث: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد قال: حَدَّثَنَا

حسين المُكْتِب عن بُديل عن أبي الجَوزاء عن عائشة قالت:

كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يفتتحُ الصلاة بالتكبير والقراءة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} . وكان

إذا ركعَ لَمْ يُشْخِص رأسَه ولم يُصَوِّبْه (1)، وكان إذا رفع رأسه من الرُّكوع لَمْ يسجدْ حتى

يستويَ قائمًا، وإذا رفع رأسه من السجود [لم يسجد] حتى يستويَ جالسًا. قالت: وكان

يقول في كلِّ ركعتين التحيّة. وكان ينهى عن عَقِبَ (2) الشيطان. وكان يَفْرِشُ رجلَه اليسرى

[وينصِبُ] رجله اليمنى. وكان ينهى أن يفترشَ أحدُنا ذِراعَيه افتراشَ السَّبُع. وكان يختم

الصلاة بالتسليم.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7144)

الحديث الرابع: حَدَّثَنَا البخاري قال: حَدَّثَنَا عُبيد بن إسماعيل عن أبي

أسامة عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر. والقاسم بن محمد (4) عن عائشة:

أن بلالًا كان يؤذِّنُ بليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابنُ أُمُّ مكتوم،

فإنّه يؤذِّن حين يطلعُ الفجر".

قال القاسم: ولم يكن بين أذانهما إلَّا أن يرقى ذا وينزل (5) [ذا.

أخرجاه (6).

(7145)

الحديث الخامس: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا محمد بن بشر قال: حَدَّثَنَا

محمد بن عمرو قال: حَدَّثَنَا أبو سلمة ويحيى قالا:

(1) أشخص رأسه: رفعه. وصوَّبه: خفضه كثيرًا.

(2)

عَقِب الشيطان وعُقْبته: إلصاق الألية بالأرض، ونَصب الساقين، ووضع اليدين على الأرض.

(3)

المسند 6/ 31، ومن طريق حُسين المُكْتِب - المُعَلَّم - عن بُديل بن ميسرة عن أوس بن عبد الله أبي الجوزاء أخرجه مسلم 1/ 357 (498). ويحيى من رجال الشيخين.

(4)

رواه عبيد الله عن نافع عن ابن عمر وعن القاسم عن عائشة.

(5)

وقع سقط هنا بين آخر هذا الحديث وبداية الحديث الذي بعده.

(6)

البخاري 4/ 136 (1918، 1919). وأخرجه مسلم 2/ 768 (1092) من طريق عبيد الله عن نافع عن ابن

عمر، ومن طريق عبيد الله عن القاسم عن عائشة. وأخرجه أحمد 6/ 44 من طريق عبيد الله عن

القاسم عن عائشة.

ص: 105

لمَّا هَلَكَت" (1) خديجة] جاءت خولة بنت حكيم امرأةُ عثمان بن مظعون فقالت: يا

رسول الله، ألا تَزَوَّجُ؟ . قال:"من؟ " قالت: إن شِئْتَ بِكرًا وإن شِئتَ ثَيِّبًا. قال: "فمن

البِكر؟ " قالت: ابنة أحبُّ خلق الله إليك، عائشهَ ابنة أبي بكر. قال: "ومَن الثِّيِّب؟ "

قالت: سودةُ ابنة زمعة، قد آمَنَتْ بك واتَّبَعَتْك على ما تقول. قال: "فاذهبي فاذكريهما

عليّ".

فدخَلْتُ بيت أبي بكر فقلمث: يا أمَّ رُومان، ماذا أَدخلَ اللهُ عليكم من الخير والبركة؟

قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أخطُبُ عليه عائشة. قالت: انتظري أبا بكر

حتى يأتيَ. فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر، ماذا أدخلَ الله عليكم من الخير والبركة؟

قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطُبُ عليه عائشة. قال: وهل تصلُحُ له؟

إنما هي بنت أخيه. فرجعتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرْتُ ذلك له. قال: ارجعي إليه فقولي

له: أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام، وابنتُك تصفح لي". فرجعَتْ فذكرَتْ ذلك له.

فقال: انتظري، وخرج. قالت أمّ رمان: إنْ مُطْعِمَ بنَ عَدِيّ قد كان ذكرها على ابنه، فوالله

ما وعدَ أبو بكر وعدًا قطُّ فأخلفه (2). فدخل أبوبكر على مُطعم بن عدي وعنده امرأتُه أُمُّ

الفتي، فقالت: يا ابنَ أبي قحافة، لعلَّك مُصْبِىءٌ صاحبَنا، مُدْخِلُه في دينك الذي أنت

عليه إن تزوَّجَ إليك. قال أبوبكر للمُطعم بن عديّ: أقَوَّلَ هذه تقول؟ قال: إنَّها تقول ذلك.

فخرج من عنده وقد أذهبَ اللهُ ما كان في نفسه من عِدَته التي وعدَه، فرجع فقال لخولة:

ادْعي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فدَعَتْه فزوَّجَها إياه، وعائشة يومئذ بنت ستَ سنين.

ثم خرجت فدخلتْ على سودة ابنة زمعة، فقالت: ماذا أدخل الله عليك من الخير

والبركة؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلَني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطُبُك عليه. قالت: وَدِدْتُ،

ادخُلِي إلى أبي فاذكُري ذلك له. وكان شيخًا كبيرًا قد أدركَتْه السِّنُّ، قد تخلَّفَ عن الحَجِّ،

فدخلتْ عليه فحيَّتْه بتحيِّة الجاهليّة. فقال: من هذه؟ فقالت: خولة بنت حكيم. قال:

فما شأنكِ؟ قالت؟ أرسلَني محمد بن عبد الله أخطُبُ عليه سودة. قال: كُفء كريم، ماذا

تقول صاحبتُك؟ قالت: تُحِبُّ ذلك. قال: ادعيها لي. فدَعَتْها، فقال: أيْ بُنَيَّه، إن هذه

تزعُمُ أنَّ محمد بن عبد الله بن عبد المطلَّب قد أرسل يخطُبُك، وهو كُفٌء كريم، أتُحِبِّين

(1) هلكت: ماتت.

(2)

عبارة المسند "فوالله ما وعد وعدًا قطّ فأخلفه لأبي بكر".

ص: 106

أن أُزوِّجَكِهِ؟ قالت: نعم. قال: ادعيه لي. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوَّجَها إياه. فجاء أخوها

عبد الله بن زمعة من الحجِّ، فجعل يحثي في رأسه الترابَ. فقال بعد أن أسلم: لَعَمْرُك،

إنّي لسفيهٌ يومَ أحثي في رأسي التُّرابَ أن تزوَّجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ابنةَ زَمْعة.

قالت عائشة: فقَدِمْنا المدينة، فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج في السُّنْح، فجاء

رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلَ بيتَنا، فاجتمعَ إليه رجالٌ من الأنصار ونساء، فجاءتني أمّي وإني

لفي أُرجوحة بين عَذْقَين تَرْجُحُ بي، فأنزلَتْني من الأُرجوحة، ولي جُمَيمة ففرّقَتْها،

ومَسَحَتْ وجهي بشيءٍ من ماء، ثم أقبلتْ تقودُني حتى وقفت عند البالب وإني لأَنْهَجُ،

حتى سَكَنَ من نَفَسي، ثم دخلتْ بي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ على سرير في بيتنا

وعنده رجال ونساء من الأنصار، فأجلسَتْني في حِجره، ثم قالت: هؤلاء أهلُك، فباركَ اللهُ

لك فيهم وبارك لهم فيك. فوثا الرجالُ والنساء فخرجوا، وبنى بي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في

بيتنا، ما نُحِرَت عليَّ جَزورٌ ولا ذُبِحَتْ عليّ شاة، حتى أرسلَ إلينا سعدُ بن عُبادة بجَفنةٍ

كان يُرسلُ بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دار إلى نسائه، وأنا يومئذٍ ابنةُ تسع سنين (1).

* طريق لبعضه:

حَدَّثَنَا البخاري قال: حَدَّثَنَا فَروة بن أبي المَغراء داك: حدّثني علي بن مُسهر عن

هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

تزوَّجَني النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأنا بنتُ ستّ سنين، فقَدمْنا المدينة، فنزلْنا في بنى الحارث بن

الخزرج، فَوَعِكْتُ، فتمزّق شعري فوفى جُمَيْمَةً (2)، فأتَتْني أمُّ رومان وإني لفي أُرجوحة

ومعي صواحبُ لي، فصَرَختْ بي، فأتيْتُها ما أدري ما تريد، فأخذلسا بيدي حتى وَقَفَتْني

على باب الدار، وإنّي لأنْهَجُ حتى سكن بعضُ نَفَسي، ثم أخذت شيئًا من ماء فمسحت

به وجهي ورأسي، ثم أدْخَلَتْني الدار، فإذا نسوة من الأنجصار في البيت، فقلن: على الخير

(1) المسند 6/ 210، ومن طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى - بن عبد الرَّحمن بن حاطب - أخرجه

الطبراني في الكبير 23/ 23 (57)، 24/ 30 (80)، وحسن ابن حجر إسناده - الفتح 7/ 225، قال

الهيثمي بعد أن نقله في المجمع 9/ 228 - 230: في الصحيح طرف منه، رواه أحمد، بعضه صرَّح فيه

بالاتصال عن عائشة، وأكثره مرسل، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة، وثَّقه غير واحد، وبقيّة رجاله

رجال الصحيح.

(2)

الجُميمة: الشعر النازل إلى الأذنين. ومعنى وفى جميمة: أي كثر فصار هكذا.

ص: 107

والبركة، على خير طائر، فأسْلَمَتْني إليهن، فَأصْلَحْن من شأني، فلم يَرُعْني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم

ضُحىً، فأسْلَمَتْني إليه وأنا يومئذٍ بنتُ تسع سنين.

أخرجاه (1).

(7146)

الحديث السادس: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا بُنْدار قال: حدّثنا يحيى بن

سعيد قال: حدّثنا سفيان عن إسماعيل بن أميّة عن عبد الله بن عروة [عن عروة] عن

عائشة:

تزوَّجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شَوّال.

وكانت عائشةُ تَسْتَحِبُّ أن يُبنَى بنسائها في شَوّال (2).

(7147)

الحديث السابع: حدّثنا البخاريُّ قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثني

أخي (3) عن سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة:

أنّ نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كُنّ حِزبَين: فحزبٌ فيه عائشة وحفصة وصفيّة وسودة.

والحزب الآخر أمُّ سلمة وسائرُ نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان المسلمون قد عَلِموا حبَّ رسول

الله صلى الله عليه وسلم عائشة، فإذا كانت عندَ أحدهم هديّةٌ يُريد أن يُهدِيَها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخَّرَها

حتى إذا كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة بعثَ صاحبُ الهديّة بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

في بيت عائشة. فكلّم حزبُ أمِّ سلمة أمَّ سلمة فقُلْنَ لها: كلِّمي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَكَلِّمُ

الناسَ فيقول: من أراد أن يُهدِيَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هديةً فلْيُهْد إليه حيث كان في بيوت

نسائه. فكلَّمَتْه أمُّ سَلَمة بما قُلْن، فلم يَقُلْ لها شيئًا، فسأَلْنَها، فقالت: ما قال لي شيئًا،

فقُلْن لها: فكلِّميه، قالت: فكلَّمَتْه حينَ دار إليها أيضًا، فلم يقل لها شيئًا، فسألْنها،

فقالت: ما قال لي شيئًا. فقُلْنَ لها: كلِّميه حتى يُكَلِّمَك. فدار إليها فكلَّمَتْه، فقال لها "لا

تُؤذيني في عائشة، فإنّ الوحيَ لم يأتِني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة" قالت: فقلتُ: أتوبُ

إلى الله من أذاك يا رسول الله.

(1) البخاري 7/ 223 (3894)، ومن طريق هشام أخرجه مسلم 2/ 1038 (1422)، وأحمد 6/ 280.

(2)

الترمذي 3/ 401 (1093) وقال: حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث الثوري عن إسماعيل بن أُمية.

والحديث من طريق سفيان، أخرجه مسلم 2/ 1039 (1423) وكان عليه أن يعزوَه له. وبندار، محمد بن

بشار من رجال الشيخين.

(3)

إسماعيل هو ابن أبي أوس، وأخوه عبد الحميد.

ص: 108

تْم إنهنّ دَعَون فاطمةَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرْسَلْنها إلى رسول الله تقول: إن نساءك

يسألْنَك (1) العدلَ في بنت أبي بكر. فكلَّمَتْه، فمَال:"يا بُنَيّة، ألا تحِبّين ما أُحِبُّ؟ "

قالت: بلى. فرجعت إليهنّ فأخبرَتْهُنّ. فقلن ارجعي، فأبت أن ترجع.

فأرسلْن زينب بنت جحش، فأتَتْه، فأغلَظَت وقالت: إن نساءك يَنْشُدْنَك اللهَ العدلَ

في بنت ابن أبي قحافة، فرفعَتْ صوتَها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبَّتْها، حتى إن

رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيَنْظُرُ إلى عائشة هل تَكَلّمُ، فتكلّمت عائشة تَرُدُّ على زينب حتى أسْكَتَتْها،

فنظر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال: "إنّها بنتُ أبي بكر".

أخرجاه (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّتنا أبو اليمان قال: أخبرنا شُعيب عن الزُّهري قال: أخبرَني

محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن عائشة زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت:

أرسلَ أزواجُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فاطمهً بنتَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فاستأذنت والنبيُّ صلى الله عليه وسلم مع عائشة في

مِرْطها، فأذِنَ لها، فدخَلَتْ عليه، فقالت: يا رسول الله، إن أزواجَك أرْسَلْنَني إليك يسألْنَك

العدلَ في ابنة أبي قحافة. فقال النبيُّ: "أيْ بُنَيّةُ، ألسْتِ تُحِبّين ما أحِبُّ؟ " فقالت: بلى.

قال: "فأحبِّي هذه" لعائشة. فقامت فاطمة، فخرجت، فجاءت أزواجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فحدّثَتْهُنّ

بما قالت، وما قال لها، فقُلْن لها: ما أغنيتِ عنّا من شيء، فارجعي إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم،

فقالت فاطمة: والله لا أُكَلِّمُه فيها أبدًا.

فأرسلَ أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم زينبَ بنتَ جحش، فاستأذنت فأذِنَ لها، فدخلت، فقالت:

يا رسول الله، أرسلَني إليك أزواجُك يسألْنَكَ العَدلَ في ابنة أبي قُحافة. قالت عائشة: ثم

وقعت بي زينب. قالت عائشة: فطَفِقْتُ أنظرُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم حتى يأذنَ لي فيها، فلم أزلْ

حتى عَرَفْتُ أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لا يكرهُ أن أنتصرَ، قالت: فوقَعْتُ بزينب، فلم أنْشَبْها أن

(1) في البخاري "ينشدنك".

(2)

البخاري 5/ 205 (2581). وأخرج مسلم من طريق هشام 4/ 1891 (2441) جزءًا منه: أنّ الناس كانوا

يتحرَّون بهداياهم يوم عائشة، يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرج (2442) الحديث بطوله بنحوه

بإسناد آخر.

ص: 109

أفْحَمْتُها. فتبسّم النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثم قال: "إنَّها ابنه أبي بكر".

أخرجاه (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد (2) قال: حدّثنا عبد الله بن محمد قال: حدّثنا محمد بن بشر عن زكريا

عن خالد بن سلمة عن البهيّ عن عروة بن الزبير قال: قالت عائشة:

ما عَلِمْتُ حتى دَخَلَتْ عليَّ زينبُ بغير إذن وهي غَضْبى، ثم قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

أحسَبُك إذا قلَّبَتْ لك بُنَيّةُ أبي بكر ذرَيِّعَتَيها (3). ثم أقبلت عليَ فأعرضْتُ عنها، حتى قال

النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "دونَك فانتصري" فأقبلْتُ عليها حتى رأيتها قد يَبسَ ريقُها في فمها، ما تَرُدُّ

عليَّ شيئًا، فرأيْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يتهلّلُ وجهُه (4).

(7148)

الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: حدّثنا

يونس قال: حدّثنا أبو شدّاد عن مجاهد قال: قالت عائشة:

خرج رسول صلى الله عليه وسلم، فلمّا كنا بالحَرِّ (5) انصرفْنا وأنا على جمل، فكان آخرَ العهد منهم

وأنا أسمع صوتَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهرَي ذلك السَّمُر وهو يقول: "واعروساه" قالت: فوالله

إني لعلى ذلك إذ نادى منادٍ: أن أَلقي الخِطام، فألْقَيْتُه، فأعلَقَه الله عز وجل بيده (6).

(1) المسند 6/ 88. ومن طريق الزهري أخرجه مسلم 4/ 1891 (2442) ومن قبله رجال الشيخين. ولم يخرج

البخاريّ منه إلا طرفًا، تعليقًا، ينظر البخاري 5/ 206، والجمع 4/ 141. ومن طريق أبي اليمان أخرجه

البخاري في الأدب المفرد 1/ 287 (559).

(2)

في المخطوطة: "حدّثنا أحمد" ثم شطب وكتب بجانبها "عبد الله" والحديث في المسند عن أحمد، وقال

ابنه عبد الله: وسَمِعْتَهُ أنا منه. أي من عبد الله بن محمد.

(3)

الذُريِّعتان تثيبه ذُرَيّعة، وهي تصغير ذِراع.

(4)

المسند 6/ 93، وابن ماجة 1/ 637 (1981). قال البوصيري: إسناده صحيح، ورجاله ثقات، وزكريا بن

زائدة كان يدلّس. وهو لم يصرّح بالتحديث. وصحّح الألباني إسناده على شرط مسلم- الصحيحة 4/ 476

(1862)

. ويشهد له ما سبقه.

(5)

اختلف في هذه اللفظة: فقد جاءت في المطبوع في المسند، والجامع، والأطراف:"بالحرِّ"، وفي المجمع

"بالحدّ"، وتقرأ في المخطوطة "بالجزء".

(6)

المسند 6/ 248 قال ابن كثير- الجامع 9/ 37 (2790): تفردّ به. وقال الهيثمي في المجمع 8/ 231: فيه

أبو شدّاد، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وأبو شدّاد من رجال التعجيل 493، ومجاهد لم يصرّح

في هذا الحديث بسماعه من عائشة.

ص: 110

(7149)

الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد قال:

أخبرنا ثابت عن سُمَيّة عن عائشة.

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدَ (1) على صفيّة ابنة حُيَيٍّ في شيء، فقالت صفيّة: يا عائشة،

أتُرضي عنّي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ولكِ يومي؟ فقالت: نعم. فأخذَت خِمارًا لها مصبوغًا بزعفران،

فرشَّتْه بالماء ليفوحَ ريحُه، فقعدتْ إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إليك يا عائشةُ، إنّه

ليس يومَك" قالت: ذلك فَضل الله يؤتيه من يشاء، وأخبَرَتْه بالأمر، فرَضِيَ عنَها (2).

(7150)

الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا صخر بن

جُويرية قال: حدّثنا إسماعيل المكّي قال: حدّثنا أبو خلف مولى بني جُمَح:

أنه دخل مع عُبيد بن عُمير على عائشة فقالت: مرحبًا بأبي عاصم (3)، ما يمنعُك أن

تزورَنا أو تُلِمَّ بنا؟ فقال: أخشى أن أُمِلَّكِ. فقالت: ما كنتَ لتفعلَ. قال: جِئتُ أسألُكِ عن

آية في كتاب الله عز وجل، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها؟ فقالت: أيّة آية؟ قال:

{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا} [المؤمنون: 60] فقالت: أيَّتُهما أحبُّ

إليك؟ قال: والذي نفسي بيدي، لأحداهما أحبُّ إليّ من الدنيا جميعًا. أو الدنيا وما

فيها. فقالت: أيَّتُهما؟ قلتُ: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا} قالت: أشهدُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

كذلك كان يقرأها، وكذلك أنزلت، ولكن الهجاء حُرِّف (4).

(1) وجد: غضب.

(2)

المسند 6/ 95، وابن ماجة 1/ 634 (1973). ومن طريق حمّاد بن سلمة عن ثابت أخرجه الطبراني في الكبير / 70

24 (187) قال البوصيري: في إسناده سميّة البصرية، وهي لا تعرف، قال الذهبي في الميزان 4/ 607: تفّردّ عنها

ثابت البناني، ويحتمل أنها التي روى عنها كثير بن زياد. وجعله الألباني في ضعيف ابن ماجة. وقال في الإرواء

7/ 85: رجاله ثقات رجال مسلم، غير سُمَية، وهي مقولة عند الحافظ ابن حجر، التقريب 2/ 865.

(3)

في المسند بعض العبارات التي اختُصرت.

(4)

المسند 6/ 95، وإسناده ضعيف، فقد كتب على حاشية المخطوطة تعليق طويل، أوّله: إسماعبل بن مسلم

المكّي يضعف في الحديث، وهو في القراءة أقوى، وشيخه أبو خلف مجهول. . . وقال الهيثمي في

المجمع 7/ 75: رواه أحمد، وفيه إسماعيل بن مسلم المكّي، وهو ضعيف. وكذلك جعله ابن كثير من

التفسير 3/ 248: ابن مسلم المكي، وضعّفه. وذكر ابن حجر في التعجيل 481 أن أبا خلف لا يعرف،

ونقل عن أبي أحمد الحاكم في "الكنى" أن إسماعيل هو ابن أمية- وهو ثقة مشهور، من رجال الصحيح،

وأنه ليس كما ظنّ شيخُه الهيثمي، ثم ذكر من أخرج الحديث، قال: فصار أبو خلف بذلك مشهورًا بعد أن

كان مجهولًا، ولكن بقي بيان حاله.

والقراءة المتواترة بالمدّ (آتوا). وقرأت عائشة وغيرها بالقصر (أتوا) ينظر تفسير ابن كثير، والقرطبي 12/ 132

والبحر 6/ 410.

ص: 111

(7151)

الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا

مالك بن مِغْوَل قال: حدّثنا عبد الرحمن بن سعيد بن وهب عن عائشة أنها قالت:

يا رسول الله {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] يا رسول الله،

هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله؟ قال: "لا يا بنت أبي بكر، يا بنت

الصِّدِّيق، ولكنّ الذي يُصلّي ويصوم ويتصدَّقً وهو يخافُ الله عز وجل" (1).

(7152)

الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا

شُعيب عن الزهري قال: أخبرني عروة أن عائشة قالت:

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما من مُصيبةٍ تُصيبُ المسلمُ إلَّا كفَّر الله عز وجل بها عنه، حتى

الشوكةِ يُشاكها".

أخرجاه (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن

عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُصيبُ المؤمنَ شوكةٌ فما فوقَها إلّا رفعَه الله عز وجل بها

درجةً، وحطَّ عنه بها خطيئة".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشام بن سعيد قال: أخبرنا معاوية بن سلّام قال: سمعتُ

يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني أبو قِلابة أن عبد الرحمن بن شيبة أخبره أن عائشة أخبرته:

(1) المسند 6/ 159. ومن طريق مالك بن مغول أخرجه ابن ماجة 2/ 1404 (4198)، والترمذي 5/ 306

(3175)

. قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن سعيد عن أبي حازم عن أبي هريرة عن

النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا. وصحّح الحاكم إسناد حديث عائشة 2/ 393، ووافقه الذهبي. وقال الألباني في

الصحيحة 1/ 304 (162): إسناد حديث عائشة رجاله كلُّهم ثقات. . وفيه علّه: وهي الانقطاع بين

عبد الرحمن وعائشة، لكن يقوّيه حديث أبي هريرة الذي أشار إليه الترمذي.

(2)

المسند 6/ 88، والبخاري 30/ 101 (5640). ومن طريق الزهري أخرجه مسلم 4/ 1992 (2572).

(3)

المسند 6/ 43، ومسلم 4/ 1991 (2572).

ص: 112

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقَه وَجَعٌ، فجعل يشتكي ويتقلَّبُ على فراشه، فقالت عائشة: لو

صنعَ هذا بعضُنا لوَجَدْتَ عليه. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إن الصالحين يُشَدَّدُ عليهم، وإنّه لا

يصيبُ مؤمنًا نَكبةٌ من شوكة فما فوقَ ذلك، إلَّا حُطَّت به عنه خطيئة، ورُفع له بها

درجة" (1).

(7153)

الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال:

حدّثنا شعبة عن أبي عمران عن طلحة بن عبد الله عن عائشة:

أنها سألتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: إنّ لي جارَين، فإلى أيِّهما أهدي؟ قال: "أقربهما

منك بابًا" (2).

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(7154)

الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان عن

منصور عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن مولى (4) لعائشة عن عائشة قالت:

ما رأيْتُ فَرْجَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قطُّ (5).

(7155)

الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك

ابن أنس عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة قالت:

سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن البِتْع، فقال:"كلُّ شرابٍ أسكرَ فهو حرام".

أخرجاه (6).

(1) المسند 6/ 159، ومن طريق معاوية بن سلام أخرجه الحاكم 3/ 319 إلى قوله:"يشدّد عليهم"، وصحّح

إسناده، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي 3/ 295: رجاله ثقات. وهو كما قالوا.

(2)

في إعراب الحديث للعكبري 228: "أقربهما" بالجرّ، على تقدير: إلى أقربهما، ليكون الجواب كالسؤال.

ويجوز الرفع على تقدير: هو أقربهما، والنصب على تقدير: صِلي أقربهما.

(3)

المسند 6/ 175، والبخاري 5/ 219 (2596).

(4)

يروى "عن مولى" و "عن مولاة".

(5)

المسند 6/ 190 ومولى- أو مولاة عائشة لم تُسَمّ. ومن طريق سفيان أخرجه ابن ماجة 1/ 217 (662)،

والترمذي في الشمائل 215 (244). والطحاوي في شرح المشكل 3/ 414 (1383)، قال البوصيري: هذا

إسناد ضعيف. وضعّفه الألباني- الإرواء 6/ 213 (1812).

(6)

المسند 6/ 190 ومن طريق مالك أخرجه البخاري 10/ 41 (5585)، ومسلم 3/ 1585 (2001).

وعبد الرحمن هو ابن مهدي.

ص: 113

والبِتع: شراب العسل.

(7156)

الحديث السادس عشر: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد الله بن يوسف

قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة أن عائشة

زوجَ النبيِّ حدَّثَتْه

أنها قالت للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ من يوم أُحد؟ قال: "لقد لقيتُ من

قومك [ما لَقِيت](1)، وكان أشدَّ ما لقيتُ منهم يوم العَقَبة، إذْ عَرَضْتُ نفسي علي ابن عبدِ

يالَيل بن عبد كُلال، فلم يُجبْني إلى ما أردْتُ، فانطلقْتُ وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم

أسْتَفِقْ إلّا وأنا بقرن الثعالب (2)، فرفَعْتُ رأسي فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلَّتْني، فنظرتُ فإذا

فيها جبريلُ، فناداني: إنّ الله قد سمعَ قولَ قومِك لك، وما ردُّوا عليك، وقد بعثَ إليك

مَلَكَ الجبال لتأمرَه بما شِئتَ فيهم، فناداني مَلَك الجبال، فسلَّمَ عليَّ ثم قال: يا محمّدُ،

ذلك فيما شَئتَ (3)، إن شئتَ أن أُطْبِقَ عليهم الأخشبين (4). قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "بل أرجو

أن يُخْرِجَ اللهُ من أصلابهم من يعبدُ الله وحدَه لا يُشْرِكُ به شيئًا".

أخرجاه (5).

(7157)

الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا

معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:

صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً في المسجد في شهر رمضان ومعه ناس، ثم صلّى الثانية،

فاجتمع تلك الليلة أكثرُ من الأولى، فلمّا كانت الثالثة أو الرابعة امتلأ المسجدُ حتى

اغتصّ بأهله، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل الناس ينادونه: الصلاةَ، فلم يخرج

(1) التكملة من البخاري.

(2)

قرن الئعالب، وهو قرن المنازل: مكان قريب من الطائف، ميقات أهل نجد.

(3)

في إعراب الحديث للعكبري 329: ينبغي أن يكون "ذلك" في موضع نصب، على تقدير: أفعلُ ذلك،

لأنّ الملك كان مأمورًا أن يفعل ما شاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويجوز أن يكون في موضع رفع، على تقدير:

لك ذلك.

(4)

الأخشبان: الجبلان المحيطان بمكة.

(5)

البخاري 6/ 312 (3231). ومن طريق ابن وهب أخرجه مسلم 3/ 1420 (1795).

ص: 114

إليهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم. فلمّا أصبحَ قال له عمر بن الخطّاب: ما زال الناس ينتظرونك البارحة.

قال: "أما إنّه لم يَخْفَ عليَّ أمرُهم، ولكنّني خَشِيتُ أن تُكْتَبَ عليهم"

أخرجاه (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمَير قال: حدّثنا محمد (2) عن أبي سلمة عن عائشة

قالت:

كانت لنا حَصيرةٌ نَبْسُطُها بالنهار ونَحْتَجِرُها (3) علينا بالليل، فصلّى رسول الله

صلى الله عليه وسلم ليلةً، فسمعَ أهلُ المسجد صلاتَه، فأصبحوا فذكروا ذلك للناس، فكثر الناسُ الليلةَ

الثانية، فاطَّلعَ عليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اكْلَفوا من الأعمال ما تُطيقون، فإنّ الله لا

يَمَلُّ حتى تَمَلّوا".

وقالت عائشة: كان أحبُّ الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدومَها وإنْ قَل. وكان إذا صلّى

صلاة أثبَتَها.

أخرجاه (4).

(7158)

الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج بن النُّعمان قال:

حدّثنا عبد الواحد عن أفلت بن خليفة عن جَسْرة ابنة دجاجة عن عائشة قالت:

بعثت صفيّةُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعامٍ قد صَنَعَتْه له وهو عندي، فلمّا رأيْتُ الجاريةَ

أخذَتْني رِعدةٌ حتى استقَلَّني أفْكَلٌ (5)، فضربْتُ القَصْعة فرميتُ بها. قالت: فنظر إليّ

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعَرفْتُ الغضبَ في وجهه، فقلتُ: أعوذُ برسول الله أن يلعنَني اليومَ.

(1) المسند 6/ 232. ومن طريق الزهري أخرجه البخاري 2/ 403 (924)، ومسلم 1/ 524 (761).

(2)

وهو محمد بن عمرو بن علقمة، من رجال الشيخين.

(3)

احتجر الشيء: جعله كالحجرة.

(4)

المسند 6/ 61. ومن طريق أبي سلمة أخرجه البخاري 2/ 214 (730)، 10/ 314 (5861)، ومسلم / 540

(872)

. وينظر أطرافه في البخاري 2/ 213 (729)، والجمع 4/ 66 (3178).

(5)

الأفكل: الرّعدة والرّعشة.

ص: 115

قالت: قال: "أَوْلى". قالت: فما كفّارتُه يا رسول الله؟ قال: "طعامٌ كطعامها، وإناءٌ

كإنائها" (1).

(7159)

الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عامر بن صالح قال:

حدّثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ببُنيان المساجد في الدُّور، وأمرَ بها أن تُنَظَّفَ وتُطَيَّب (2).

(7160)

الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو داود الحَفَريّ عن ابن أبي

ذئب عن الحارث عن أبي سلمة قال: قالت عائشة:

أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأراني القمرَ حين طَلَعَ، فقال: "تعوَّذي بالله من شرّ هذا

الغاسقِ إذا وَقَب" (3).

(7161)

الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق

قال: أخبرني مهديّ بن ميمون قال: حدّثني أبو عثمان الأنصاري عن القاسم بن محمد

عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أسكرَ منه الفَرَقُ فمِلءُ الكَفّ منه حرام (4) ".

(1) المسند 6/ 277 ومن طريق فليت- وهو أفلت- أخرجه أبو داود 3/ 297 (3568)، والنسائي 7/ 71، قال

الهيثمي 4/ 324: رواه أبو داود وغيره باختصار، ورواه أحمد، ورجاله ثقات. وضعّفه الألباني.

(2)

المسند 6/ 279، والترمذي 2/ 489 (594). ثم رواه الترمذي عن عبدة ووكيع عن هشام عن أبيه مرسلًا،

وقال: هذا أصحّ من الأول. وعامر بن صالح متروك الحديث- التقريب 1/ 296، ولكنه متابع. ومن طريق

هشام أخرجه أبو داود 1/ 124 (455)، وابن ماجة 1/ 250 (758، 759)، وأبو يعلى 8/ 52 (4698)، وابن

خزيمة 2/ 270 (1294) وابن حبّان 4/ 513 (1634) وصحّحه الألباني والمحقّقون.

(3)

المسند 6/ 61. ومن طرق عن ابن أبي ذئب أخرجه الترمذي 5/ 421 (3366)، وقال: حسن صحيح.

والنسائي- عمل اليوم والليلة 109 (307، 308)، وأبو يعلى 7/ 418 (4440)، والطحاوي في شرح

المشكل 5/ 26 (1771)، وصحّح الحاكم إسناده 2/ 540، ووافقه الذهبي. وصحّحه المحقّقون، وهو في

الصحيحة 1/ 184 (372).

(4)

المسند 6/ 72. ومن طريق مهدي بن ميمون أخرجه أبو داود 3/ 329 (3687)، والترمذي 4/ 259

(866 1) وحسّنه، وأبو يعلى 7/ 322 (4360)، وابن حبّان 12/ 203 (5383)، وصحّحه المحقّقون.

وأبو عثمان الأنصاري مقبول- التقريب 2/ 744.

ص: 116

الفَرَق (1): إناء يسع ستّة عشر رطلًا.

(7162)

الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عارم قال: حدّثنا

سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن عائشة:

أنّها كانت مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، فلَعَنَتْ بعيرًا لها، فأمرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يُرَدَّ، وقال: "لا

يَصْحَبْني شيءٌ ملعون" (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن الأعمش عن شَمِر عن يحيى بن وثّاب عن عائشة:

أنها ركبت جملًا فلَعَنَتْه، فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لا تركبيه"(3).

(7163)

الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى بن داود قال:

حدّثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن عائشة:

أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع لحسّان منبرًا في المسجد، يُنافحُ عنه في الشّعر.

ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن اللهّ عز وجل يُؤيِّدُ حسّان (4) بروح القدس، يُنافِحُ عن

رسوله" (5).

(1) بسكون الراء وفتحها.

(2)

المسند 6/ 72: وسعيد بن زيد بن درهم، وعمرو بى مالك النُّكري، صدوقان، لهما أوهام- التقريب

1/ 206، 446 وقد رواه الطبراني في الأوسط 9/ 270 (8591) من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن عمر بن

مالك. وقال الهيثمي- المجمع 8/ 79: بعد أن عزاه لهما: رجاله رجال الصحيح، غير عمرو بن مالك

النُّكري وهو ثقه.

(3)

المسند 6/ 138، وأبو يعلى 8/ 180 (4735). قال الهيثمي في المجمع 8/ 80، ورجاله ثقات. إلا أنّ

يحيى بن وثّاب لم يسمع من عائشة، وإن كان تابعيًا.

ويشهد للحديث ما روى مسلم عند جابر بنحوه- الجمع 3/ 515 (3173).

(4)

"حسّان" يجوز صرفها على أن تكون مشّتقة من الحُسن، لأن النون أصلية، ويجوز أن تكون مشتقة من

الحسّ، والألف والنون زائدتان، فتمنع من الصرف، للعلمية وزيادة الألف والنون، كما في هذه الرواية. ينظر

إعراب الحديث 329.

(5)

المسند 6/ 72، ومن طريق ابن أبي الزّناد أخرجه الترمذي 5/ 126 (2846) وقال: حسن صحيح غريب

قال: وفي الباب عن أبي هريرة والبراء. وصحّح الحاكم إسناده 3/ 487: ووافقه الذهبي. وصحّح الألباني

الحديث 4/ 214 (1657).

ص: 117

أخرجه البخاري تعليقًا (1). وقد أخرجاه نحوه من حديث أبي هريرة (2).

(7163)

الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مؤمّل قال: حدّثنا

القاسم بن الفضل قال: حدّثنا محمد بن علي قال:

كانت عائشة تَدانُ، فقيل لها: مالك والدِّين؟ قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما

من عبدٍ كان له نيّةٌ في أداء دينه إلّا كان له من الله عَون". فأنا ألتمسُ ذلك العون (3).

(7165)

الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن شريك

عن العبّاس بن ذَريح عن البَهِيّ عن عائشة:

أن أسامة عَثَرَ بعَتَبة الباب فدَمِيَ، فجعلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَمَصُّه ويقول: "لو كان أسامةُ

جاريةً لحلَّيْتُها ولكَسَوْتُها حتى أُنَفِّقَها" (4).

(7166)

الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حُسين عن زائدة

عن مغيرة عن الشّعبيّ قال:

قالت عائشة: لا ينبغي لأحد أن يُبْغضَ أُسامة بعدما سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"من كان يُحبُّ اللهَ ورسولَه فلْيُحِبَّ أُسامةَ"(5).

(7167)

الحديث السابع والعشرون: حدّثنا مسلم قال: حدّثني حرملة بن يحيى

(1) ذكر الحميدي في الجمع 4/ 130 (3244) روايات حديث استئذان حسان النبيَّ صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين،

في المتّفق عليه. وقال: وأخرج البخاري تعليقًا من حديث أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن عائشة: كان

النبيُّ صلى الله عليه وسلم يضعُ لحسان منبرًا في المسجد. . . وقد علّقت على الحديث بقولي: لم أقف على الحديث في

البخاري، وقد نقله المِزّي في التحفة 12/ 10، ولم يهتد إليه المحقّق. وقال ابن حجر في النكت: لم أرَ

هذا الموضع في صحيح البخاري.

(2)

البخاري 1/ 548 (453) وفيه الأطراف، ومسلم 4/ 1932 (2485). وينظر الجمع- السابق.

(3)

المسند 6/ 72. ومن طريق القاسم بن الفضل الحُدّاني أخرجه الطحاوي في شرح المشكل 11/ 70

(4288)

، ووثّق المحقّق رجاله، ولكن محمد بن علي بن الحسين لم يدرك عائشة. فجعله منقطعًا.

(4)

المسند 6/ 139، ومن طرق عن شريك أخرجه ابن ماجة 1/ 635 (1976)، وأبو يعلى 8/ 72 (4597)،

وابن حبّان 15/ 532 (7056). قال البوصيري: إسناده صحيح إن كان البهيّ سمع من عائشة، وفي سماعه

كلام. . . وشريك سيّء الحفظ، وقد صحّح الألباني الحديث لغيره- الصحيحة 3/ 6 (1019).

(5)

المسند 6/ 156، قال ابن كثير في الجامع 34/ 277 (552): تفرّد به. قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله

رجال الصحيح- المجمع 9/ 289. وهو كما قال، لكن الشّعبيّ لم يسمع عائشة.

ص: 118

قال: أخبرنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني حيوة قال: حدّثني ابن الهاد عن أبي بكر بن

حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا عائشة، إن الله عز وجل رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، ويُعطي على

الرِّفق ما لا يُعطي على سواه ".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هيثم بن خارجة قال: حدّثنا حفص بن ميسرة عن هشام بن

عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أرادَ اللهُ بأهل بيت خيرًا أدخلَ عليهم الرِّفق"(2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدّثنا محمد بن مِهْزَم عن

عبد الرحمن بن القاسم [عن أبيه (3)] عن عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لها: "إنَّه من أُعْطِيَ حظَّه من الرِّفق فقد أُعْطِي حظَّه من خير الدُّنيا

والآخرة. ومن حُرِمَ حظَّه من الرِّفق فقد حُرِم حظَّه من [خير] الدُّنيا والآخرة (4) وصِلةُ

الرّحِم وحسنُ الخُلُق وحسن الجوار، تعْمُران الدِّيار، ويَزيدان في الأعمار" (5).

* طريق آخر:

حدّثنا مسلم قال: حدّثنا ابن بشّار قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة

(1) مسلم 4/ 2003 (2593).

(2)

المسند 6/ 71، ورجاله رجال الصحيح. وجعله ابن كثير من أفراد الإمام أحمد 35/ 377 (1593) ويشهد

لمعناه الطريق الآخر.

(3)

استدراك من المسند والأطراف 9/ 214. ونسخة الهيثمي عن المسند ليس فيها "عن أبيه"، ولذا علّق عليه

كما سيأتي.

(4)

ليس في المسند المطبوع ولا في الجمع والجامع: "ومن حُرم حظَّه. . . والآخرة" وهي في أبي يعلى،

(5)

المسند 6/ 159، وبهذا الإسناد أخرجه أبو يعلى 8/ 24 (4530) وليس عنده "وصلة. . . الأعمار" ورجاله

رجال الصحيح، غير محمد بن مهزم، وهو من رجال التعجيل 379، وقد وثّق. قال الهيثمي 8/ 156: رواه

أحمد، ورجاله ثقات، إلا أن عبد الرحمن بن القاسم لم يسمع من عائشة.

ص: 119

قال: سمعْتُ المقدام بن شُريح عن أبيه عن عائشة:

أنها رَكِبَتْ بعيرًا فيه صُعوبة، فجعلت تُرَدِّدُه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكِ

بالرِّفق؛ فإن الرِّفقَ لا يكون في شيءٍ إلّا زانَه، ولا يُنْزَعُ من شيءٍ إلا شانَه".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا شريك عن المقدام بن شُريح عن أبيه قال:

سألْتُ عائشةَ: هل كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يبدو؟ قالت: نعم، إلى هذه التِّلاع. قالت: فبدا

مرّةً فبعثَ إلى نَعَم الصَّدَقة، فأعطاني ناقةً محَرَّمةً لم تُرْكَبْ، وقال: "يا عائشة، عليك

بتقوى الله والرِّفق، فإن الرّفقَ لم يكُ في شيءٍ إلّا زانَه، ولم يُنْزَعْ الرِّفقُ من شيءٍ إلّا

شانه" (2).

(7168)

الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال:

أخبرنا ابن أبي ذئب عن الحارث عن أبي سلمة عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فضلُ عائشة على النساء كفضل الثّريد على الطّعام"(3).

(7169)

الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال:

حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:

اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهوديٍّ طعامًا نسيئةً، فأعطاه دِرعًا له رهنًا.

(1) مسلم 4/ 2004 (2594)، ومن طريق شعبة أخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 338 (469).

(2)

المسند 6/ 222، وشريك وإن كان سيء الحفظ، ولكنه متابع كما في الطريق السابق. ومن طريق شريك

أخرجه أبو داود 3/ 3 (2478)، وابن جان 2/ 310 (550)، وأخرجه البخاري صدره في الأدب المفرد

1/ 299 (580).

(3)

المسند 6/ 159. الحارث بن عبد الرحمن القرشي، . خال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، صدوق،

روى له أصحاب السُّنن، وسائر رجاله رجال الشيخين. ومن طريق ابن أبي ذئب أخرجه النسائي 7/ 68،

وابن حبان 16/ 52 (7115).

وقد روى الشيخان الحديث عن أبي موسى وأنس- الجمع 1/ 314 (371)، 2/ 534 (1896).

ص: 120

أخرجاه (1).

(7170)

الحديث الثلاثون: وبه عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ أطيبَ ما أكلَ الرجلُ من كَسْبه. وولدُه من كَسْبه"(2).

(7171)

الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا

أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني أبو الرّجال محمد بن عبد الرحمن عن أُمّه عمرة بنت

عبد الرحمن عن عائشة قالت:

سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يُمْنَعَ نَقْعُ البِئر (3).

(7172)

الحديث الثاني والثلاثون: وبه عن ابن إسحاق قال: حدّثني هشام بن

عروة عن أبيه عن عائشهَ قالت:

ابتاع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من رجل من الأعراب جَزورًا- أو جزائرَ- بوَسْق من تمر

الذُّخْرة، - وتمر الذُّخرة: العجوة- فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته، فالتمس له التمرَ فلم

يَجِدْه، فخرجَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عبدَ الله، إنّا قد ابتَعْنا منك جَزورًا- أو جزائرَ

- بوَسْق من تمر الذُّخرة، فالتمَسْناه فلم نَجِدْه" فقال الأعرابي: واغَدْراه! قالت: فتَجَهَّمَه

الناسُ وقالوا: قاتلَك اللهُ، أتَغْدُرُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دَعُوه، فإن

لصاحب الحقِّ مَقالًا" ثم عاد له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عبد الله، إنّا قد ابتَعْنا جزائَرك

ونحن نَظُنّ أن عندنا ما سَمَّينا لك، فالتمَسْناه فلم نجده." "فقال الأعرابي: واغَدْراه!

فتجَهَّمَه الناسُ وقالوا: قاتلَك اللهُ، أتَغْدُرُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دَعُوه، فإن

لصاحب الحقِّ مقالًا" فردَّدَ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّتين أو ثلاثًّا، فلمّا رآه لا يفقه عنه، قال

لرجل من أصحابه: "اذهَبْ إلى خُوَيلة بنت حكيم فقل لها: رسولُ الله يقول لك: إن كان

(1) المسند 6/ 42، والبخاري 4/ 319 (2096)، ومسلم 3/ 1226 (1603).

(2)

المسند 6/ 42، وابن ماجة 2/ 723 (2137)، وابن حبّان 10/ 74 (4261). ومن طريق الأعمش أخرجه

النسائي 7/ 241. ورجاله رجال الشيخين، وصحّحه شعيب والألباني.

(3)

المسند 6/ 268. وابن إسحاق صرّح بالتحديث، وسائر رجاله ثقات. ومن طريق ابن إسحاق أخرجه ابن

حبّان 11/ 331 (4955). وزاد في آخره: يعني فضل الماء. ومن طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي

(ثقة، من رجال البخاري) عن أبي الرجال، أخرجه الحاكم 2/ 61، وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي. وأخرجه

ابن ماجة من طريق حارثة بن أبي الرجال- وهو ضعيف- عن عمرة 2/ 828 (2479).

ص: 121

عندَك وَسْقٌ من تمر الذُّخْرة فأسلفينا حتى نُؤَدِّيَه لك إن شاء الله. فذهب إليها الرجلُ، ثم

رجع الرجل فقال: قالت: نعم، هو عندي يا رسول الله. فابْعَث من يقبضُه. فقال رسول

الله صلى الله عليه وسلم للرجل: "اذهبْ به فأوْفِه الذي له" قال: فذهبَ به فأوفاه الذي له. قالت: فمرّ

الأعرابيُّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه فقال: جزاكَ الله خيرًا، فقد أوْفَيْتَ

وأطْيَبْتَ. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أولئك خيارُ عبادِ الله عند الله يومَ القيامة، المُوفون

المُطَيَّبون" (1).

(7173)

الحديث الثالث والثلاثون: وبه عن ابن إسحاق قال: وذكر محمد بن

مسلم بن شهاب الزُّهري عن عروة بن الزبير عن عائشة:

عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "فضلُ الصلاة بالسِّواك على الصلاة بغيرِ سِواك سبعين

ضِعْفًا" (2).

(7174)

الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عديّ

عن داود عن الشَّعبي أن عائشة قالت:

فرِضَتِ الصلاة ركعتين ركعتين بمكّة، فلّما قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ زادَ مع كلّ

ركعتين ركعتين، إلا المغربَ فإنّها وتر النهار، وصلاة الفجر لطول قراءتها.

قال [وكان] إذا سافر صلّى الصلاة الأُولى (3).

(1) المسند 6/ 268، وإسناده كسابقه، وصرّح ابن إسحاق بالتحديث. وجعله ابن كثير ممّا تفرد به الإمام أحمد

- الجامع 36/ 146 (2104) وصحّح الهيثمي إسناده- المجمع 4/ 143. وينظر المستدرك 2/ 32.

(2)

المسند 6/ 272. ومن طريق يعقوب صحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم 1/ 145، ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن خزيمهْ 1/ 71 (137) وقال: أنا استثنيت صحّة هذا الخبر، لأنّي خائف أن يكون محمد بن

إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم، وإنّما دلَسه عنه. وأخرجه أبو يعلى من طريق معاوية بن يحيى

الصدفي- وهو ضعيف- عن الزهري وضعّف الألباني الحديث- الضعيفة 4/ 12 (1503).

علّق العكبري في إعرابه الحديث 330 على رواية "سبعين". وزعم أن الصواب "سبعون"، لأنها خبر

"فضل". ولم يلجأ إلى تقدير تعلّقها بفعل محذوف، هو الخبر.

(3)

المسند 6/ 241 والشَّعبي لم يسمع من عائشة. وجعله ابن كثير من أفراد الإمام أحمد- الجامع 34/ 276

(550)

.

وقد أخرجه ابن خزيمة 1/ 157 (305)، والطحاوي في شرح المشكل 11/ 27 (4260)، وابن حبّان 6/ 447

(2738)

من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة. وقد أخرج الشيخان الحديث

بنحوه من طريق عروة عن عائشة- الجمع 4/ 46 (3163).

ص: 122

(7175)

الحديث الخامس والثلاثون: وبه عن عائشة:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخُلُ الدجّالُ مكّةَ ولا المدينة"(1).

(7176)

الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا

ابن جُريج عن بُنانة مولاة عبد الرحمن بن حَيَان الأنصاريّ عن عائشة أمّ المؤمنين قالت:

بينا هي عندها، إذ دُخِلَ عليها بجارية عليها جَلاجلُ يُصَوِّتْنَ، فقالت: لا

تُدْخِلوها عليّ إلا أن تَقطعوا جَلاجلَها. فقُطع جلاجِلُها. فسألَتْها بُنانةُ عن ذلك، فقالت:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تدخلُ الملائكةُ بيتًا فيه جَرَسٌ، ولا تَصْحَبُ رفقةً فيها

جَرَسٌ" (2).

(7717)

الحديث السابع والثلاثون؛ حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إسماعيل بن

عبد الله قال: حدّثنا أخي عن سليمان (3) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

قلتُ: يا رسول الله، أرأيتَ لو نَزلْتَ واديًا فيه شجرةٌ قد أُكِلَ منها، ووجدْتَ شجرًا لم

يُؤكلْ منها، في أنَّها كنتَ تُرْتعُ بعيرك؟ قال:"في التي لم يُرْتَعْ منها"

تعني أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يتزوّجْ بِكرًا غيرها.

انفرد بإخراجه البخاري (4).

(7178)

الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الضّحاك بن مخلد

قال: حدّثني أبي قال: حدّثني الزُّبير بن عُبيد عن نافع (5) قال:

(1) المسند 6/ 241، والنسائي- الكبرى 2/ 481 (4257)، وإسناده منقطع كسابقه. قال المزّي في تحفة

الأشراف 11/ 430 بعد أن ذكر رواية النسائي: كذا رقع في هذه الرواية، والمحفوظ رواية الشعبي عن فاطمة

بنت قيس- وهو جزء من حديث طويل- حديث الجسّاسة- الذي رواه مسلم عن فاطمة بنت قيس-

الجمع 4/ 285 (3536).

(2)

المسند 6/ 242، وأبو داود 4/ 92 (4231). وبنانة لا تُعرف- التقريب 2/ 856. وحسّن الألباني الحديث.

وقد روى مسلم عن أبي هريرة: "لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس" الجمع 3/ 292 (2668).

(3)

وهما عبد الحميد بن عبد الله الأصبحي، وسليمان بن بلال.

(4)

البخاري 9/ 120 (5077).

(5)

وفي المسند أن مخلدًا أبا الضّحّاك قال عن نافع: لا أدري من هو. وعلى حاشية المخطوطة: ليس هذا مولى

ابن عمر. قال الذهبي: لا يكاد يعرف، وكذلك الزّبير بن عبيد.

ص: 123

كنت أتّجِرُ إلى الشام أو إلى مصر، فتجهَّزْتُ إلى العراق، فدخلْتُ على عائشة أمّ

المؤمنين، فقلت: يا أُمَّ المؤمنين، إنّي قد تَجَهَّزْتُ إلى العراق. فقالت: مالك ولمتجرِك،

فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان لأحدكم رِزقٌ في شيءٍ فلا يَدَعْه حتى يتغيَّرَ

له أو يتنكَّرَ له". فأتيتُ العراق، ثم دخلْتُ عليها، فقلت: يا أمَّ المؤمنين، والله ما زدْتُ

رأس المال (1). فأعادت عليه الحديث (2).

(7179)

الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا البخاريّ ومسلم والترمذي قالوا: حدّثنا

قتيبة قال: حدّثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة:

أنّ قُريشًا أَهَمَّهم شأنُ المخزوميّة التي سرقت، فقالوا: من يُكَلِّمُ فيها رسولَ الله؟

فقالوا: ومن يَجْتَرِىءُ عليه إلا أسامةُ بن زيد حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكلّمَه أسامة، فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتَشْفَعُ في حدٍّ من حدود الله! " ثم قام فخطب فقال: "إنما هَلَكَ الذين

من قبلكم أنّهم كانوا إذا سَرَقَ فيهم الشريفُ تركوه، وإذا سَرَق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه

الحدَّ. وايم الله، لو أنَّ فاطمة بنت محمدّ سَرَقت لقطعتُ يدَها".

أخرجاه (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزُّهريّ عن عروة عن

عائشة قالت:

كانت امرأة مخزوميّةٌ تستعيرُ المتاعَ وتَجْحَدُه، فأمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقطع يدها، فأتى أهلُها

أُسامةَ بن زيد فكلّموه، فكلَّمَ أسامة النبيّ صلى الله عليه وسلم فيها، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا أسامة، ألا

أراك تكلِّمُني في حدٍّ من حدود الله". ثم قام النبيُّ صلى الله عليه وسلم خطيبًا فقال: "إنما هلك من كان

(1) في المسند: "ما رَدَدْتُ الرأس مال".

(2)

المسند 6/ 246، وابن ماجة 2/ 727 (2148). قال البوصيري: في إسناده مقال، لأن والد أبي عاصم اسمه

مخلد بن الضّحّاك، مختلف فيه، قال العقيلي والنسائي: لا يتابع على حديثه، وذكره ابن حبّان في

الثقات. والزبير بن عُبيد، قال الذهبي: مجهول، وذكره ابن حبّان في الثقات. والزبير قال عن الذهبي في

الميزان 3/ 68: انفرد عن والد أبي عاصم النبيل. وقال عن نافع 4/ 244: لا يكاد يعرف. وضعّف

الألباني الحديث.

(3)

البخاري 6/ 513 (3475)، ومسلم 3/ 1315 (1688)، والترمذي 4/ 29 (1430).

ص: 124

قبلكم بأنّه إذا سرق فيهم الشريفُ تركوه، وإذا سرقَ فيهم الضعيفُ قطعوه. والذي نفسي

بيده، لو كانت فاطمةُ بنت محمد لقطعتُ يدَها." فقطع يدَ المخزوميّة.

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(7180)

الحديث الأربعون: وبالإسناد عن عائشة قالت:

لما نزلت {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: 29] دخلَ عليّ رسول الله،

صلى الله عليه وسلم بدأ بي فقال: "يا عائشة، إني ذاكرٌ لكِ أمرًا، فلا عليكِ ألّا تعجلي فيه حتى

تستأمري أبويك" قالت: قد علم والله أن أبويّ لم يكونا ليأمراني بفراقه. قالت: فقرأ عليّ:

{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [الأحزاب: 28] فقلت:

أفي هذا أستأمرُ أبويّ؟ فإني أريدُ اللهَ ورسولَه والدار الآخرة (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن مسلم بن صُبيح عن

مسروق عن عائشة قالت:

خيَّرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاخْتَرْناه، فلم يَعُدَّها علينا شيئًا (3).

الطريقان في الصحيحين

(7181)

الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا حِبّان بن موسى

قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عاصم الأحول عن معاذة عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستأذنُ في يوم المرأة منّا بعد أن أُنزِلت هذه الآية {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} [الأحزاب: 51] فقلت لها: ما كُنْتِ تقولين؟ قالت: كُنتُ أقول له: إن كان ذاك إليّ فإنّي

لا أريد يا رسولَ الله أن أُوثِرَ عليك أحدًا.

(1) المسند 6/ 162، ومسلم 3/ 1316 (1688).

(2)

المسند 6/ 163، وأخرجه البخاري 8/ 519، 520 (4785، 4786)، ومسلم 2/ 1103 (1475) من طريق

أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة. قال البخاري في آخره: وقال عبد الرزّاق وأبو سفيان المعمريّ عن

معمر عن عروة عن عائشة.

(3)

المسند 6/ 45. ومسلم 2/ 1104 (1477). ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري 19/ 367 (5262).

ص: 125

أخرجاه (1).

(7182)

الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال:

حدّثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة.

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلّي علي خُمرة. فقال: "يا عائشة، ارفعي عنّا حصيرك

هذا، فقد خشيتُ أن يكون يَفْتِن الناس" (2).

الخُمْرة: مقدار ما يضع عليه الرجل وجهه، من نسجة حصير أو خوص.

(7183)

الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة عن

سعد بن إبراهيم عن نافع عن عائشة:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إن للقبر ضَغْطةً، ولو كان أَحدٌ ناجيًا منها نجا منها سعد بن

معاذ" (3).

(7184)

الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن عجلان

قال: أخبرني سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "قد كان في الأمم مُحَدَّثون، فإن يكن في أُمّتي فعمرُ".

انفرد بإخراجه مسلم. وقد أخرجه البخاريّ من حديث أبي هريرة (4).

(1) البخاري 8/ 525 (4789). ومن طريق عبد الله بن المبارك أخرجه مسلم 2/ 1103 (1476)، وأحمد

6/ 76.

(2)

المسند 6/ 248، وصحّحه ابن خزيمة 2/ 105 (1011) وقال الهيثمي 2/ 59 بعد أن عزاه لأحمد: رجاله

رجال الصحيح. وصحّح الألباني إسناده.

(3)

المسند 6/ 55، ومن رواية محمد بن جعفر عن شعبة عن سعد عن نافع عن إنسان عن عائشة. وفي شرح

مشكل الآثار 1/ 248 (273 - 275) من طريق شعبة، وجعله مرّةً عن نافع عن ابن عمر، ومرّة عن نافع عن

امرأة ابن عمر عن عائشة. وصحّح الشيخ شعيب إسناد الثاني، ووثّق رجال الأول، إلّا أنّه جعله منقطعًا بين

نافع وعائشة. وفصّل الكلام فيه الألباني في الصحيحة 4/ 268 (1695). وقال الهيثمي 3/ 49 بعد أن

عزاه لأحمد: رجاله رجال الصحيح.

(4)

المسند 6/ 55. وعن عائشة من طريق ابن عجلان أخرجه مسلم 4/ 1864 (2398). وعن أبي هريرة

أخرجه البخاري 6/ 512 (3469).

والمحدّث: المُلهم.

ص: 126

(7185)

الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن بحر قال:

حدّثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن

عائشة قالت:

أفاضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حين صلّى الظّهر، ثم رجع إلى منى، فمكث بها

لياليَ أيّام التشريق يرمي الجَمرةَ إذا زالتِ الشمس، كلَّ جَمرة بسبع حَصَيات، يُكبِّرُ مع

كلّ حَصاة، ويقفُ عندَ الأولى وعند الثانية، فيُطيل القيام ويتضرَّعُ، ويرمي الثالثة لا يقفُ

عندها (1).

(7186)

الحديث السادس والأربعون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد الله بن

يوسف قال: أخبرنا مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يدَيه، ثم يتوضّأُ كما يتوضّأُ

للصلاة، ثم يُدخلُ أصابعَه في الماء فيُخَلِّلُ بها أصولَ الشَّعر، ثم يَصُبّ على رأسه ثلاث

غَرفات بيده، ثم يُفيضُ الماء على جلده كلِّه (2).

* طريق آخر:

حدثنا البخاري قال: حدّثنا محمد بن المُثَنّى قال: حدّثنا أبو عاصم عن حنظلة عن

القاسم عن عائشة قالت:

كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجِنابة دعا بشيءٍ نحو الحِلاب، فأخذ بكفّه، فبدأ

بشِقّ رأسه الأيمن، ثم الأيسر، وقال بهما على وسَط رأسه (3).

(1) المسند 6/ 90، وأبو داود 2/ 201 (1973). ومن طريق أبي خالد سليمان بن حيّان أخرجه أبو يعلى 8/ 187

(4744)

، وابن خزيمة 4/ 31261 (2956). ومن طريق محمد بن إسحق أخرجه ابن حبّان 9/ 180

(3868)

. وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

قال ابن خزيمة: هذه اللفظة "حين صلّى الظهر" ظاهرها خلاف خبر ابن عمر الذي ذكرناه قبل: أن النبيّ

صلى الله عليه وسلم أفاض يوم النحر ثم رجع فصلّى الفجر بمنى، وأحسب أن معنى هذه اللفظة لا تضادّ خبر ابن عمر. .

وفصّل الكلام، وذكر أن خبر ابن عمر أثبت إسنادًا. وقال الألباني: إسناده ضعيف، والمتن منكر لمعارضته

لرواية ابن عمر. وينظر تعليق محقّقي ابن حبّان وأبي يعلى.

(2)

البخاري 1/ 360 (248)، ونحوه في مسلم 1/ 253 (316) من طريق هشام.

(3)

البخاري 1/ 369 (258)، ومسلم 1/ 255 (318).

وسقطت لفظة "وسط" من متن حديث البخاري المطبوع، ولكن ابن حجر شرح الحديث على أنّها فيه.

ص: 127

الطريقان في الصحيحين.

والحِلاب: الإناء الذي يُحلب فيه.

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن

أبي سلمة عن عبد الرحمن أن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يغتسلَ من جِنابة يغسلُ يدَيه ثلاثًا، ثم يأخذُ بيمينه

فيصُبُّ على شماله، فيغسلُ فَرجَه حتى يُنَقيَه، ثم يغسلُ يدَه غَسلًا حسَنًا، ثم يُمَضْمِض

ثلاثًا، ويستنشق ثلاثًا، ويغسلُ وجهَه ثلاثًا، وذراعَيه ثلاثًا، ثم يصُبُّ على رأسه الماء

ثلاثًا، ثم يغتسل، فإذا خرج غسلَ قدمَيه (1).

(7187)

الحديث السابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا

أبان قال: حدّثنا قتادة قال: حدّثَتْني صفيّة بنت شيبهَ أن عائشة حدّثَتْها

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضّأُ بالمُدّ، ويغتسل بالصاع (2).

" طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن موسى الجُهَنّي قال:

جاءوا بعُسّ، فحَزَرْتُه ثمانية أو تسعة أو عشرة، فقال مجاهد: حدَّثَتْني عائشة أن رسول

الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسلُ بمثل هذا (3).

(7178)

الحديث الثامن والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود

قال: أخبرنا عبد الرحمن (4) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

(1) المسند 6/ 96، والنسائي 1/ 132، 133 من طريق عطاء، وصحّح الألباني إسناده.

(2)

المسند 6/ 121، ومن طريق همّام عن قتادة أخرجه أبو داود 1/ 23 (192)، وقال: رواه أبان عن قتادة. ومن

طريق قتادة أخرجه النسائي 1/ 180، وابن ماجة 1/ 99 (268)، وأبو يعلى 8/ 271 (4858) وصحّحه

الألباني.

(3)

المسند 6/ 51: وفيه: جاءوا بعُسّ في رمضان. . . أو عشرة أرطال. وهو في النسائي 1/ 127، وصحّح

الألباني إسناده.

(4)

وهو ابن أبي الزّناد.

ص: 128

إن كان ليُوحَى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته، فتضرب بجِرانها (1).

الجِران: باطن العُنُق.

(7189)

الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود

قال: أخبرنا عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة

أن أبا بكر قال لها: يا بُنَيّة، أيَّ يوم توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: يوم الإثنين. قال:

في كم كفّنْتِ رسول الله؟ قلت: يا أبتِ، كفّنّاه في ثلاثة أثواب بيضٍ سَحوليّة جُدُدٍ

يمانية، ليس فيها قميص ولا عِمامة، أُدْرِجَ فيها إدراجًا.

أخرجاه من غير قول أبي بكر لها (2).

وسَحول: قرية باليمن، والسين مفتوحة. كان ابن قُتيبة يضمّ السين ويقول: هي

الثياب البيض (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة

قالت:

لمّا ثَقُلَ أبو بكر قال: أيُّ يومٍ هذا؟ قُلْنا: يوم الإثنين، قال: وأيّ يومٍ قُبضَ فيه رسول

الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: قُبِضَ يوم الإثنين. قال: فإني أرجو فيما بيني وبين الليل. قالت: وكان

عليه ثوب فيه رَدْعٌ من مِشْق، فقال: إذا أنا متّ فاغسلوا ثوبي هذا، وضُمّوا إليه ثوبين

جديدين، وكفّنوني في ثلاثة أثواب. فقلنا: أولا نجعلُها جُدُدًا كلّها؟ قال: لا، إنما هو

للمُهلة. قالت: فمات ليلة الثلاثاء (4).

الرَّدع: اللَّطخ بالشيء.

(1) المسند 6/ 118: قال الهيثمي 8/ 260: رجاله رجال الصحيح. وأخرجه الحاكم بنحوه 2/ 505 من طريق

معمر عن هشام، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

(2)

المسند 6/ 118، وأخرج البخاري 3/ 135 (1264) ومسلم 2/ 649 (941) من طريق هشام: كفّن رسول الله

صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب سحولية. وفي مسلم: أُدرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلّة يمنية. وأخرج البخاري قول أبي

بكر. ينظر الطريق التالية.

(3)

ينظر كلام المؤلف في كشف المُشكل 4/ 317، والتعليق عليه.

(4)

المسند 6/ 45، وإسناده صحيح. وبنحوه أخرجه البخاري 3/ 252 (1387) من طريق هشام.

ص: 129

والمِشق مكسورة الميم: وهي المَغْرة (1).

والمهلة: الصديد والقيح.

(7190)

الحديث الخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك عن

عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة

أن رسول الله أفرد الحجّ.

انفرد بإخراجه مسلم (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن علقمة عن أمّه

عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرَ الناس عامَ حجّ (3)، فقال: "من أحبَّ أن يبدأَ منكم بعُمرة قبلَ

الحجّ فليفعلْ".

وأفردَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجّ ولم يعتمر (4).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زكريا بن عديّ قال: أخبرنا عُبيد الله بن عمرو عن عبد الله

ابن محمد بن عقيل عن عروة عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يُحْرِمَ غسلَ رأسَه بخَطْمِيّ وأُشنان، ودهنَه بشيء من

زيت غير كثير.

قالت: وحَجَجْنا مع رسول الله حَجّةً، فأعمر نساءَه وترَكَني، فوجَدْتُ في نفسي: أعمرَ

نساءَه وتَرَكني. فقلت: يا رسولَ الله، أعمَرْتَ نساءَك وتركْتَني. فقال لعبد الرحمن:

"أخْرُجْ بأختكِ فلتعتمرْ، فطُفْ بها البيت والصفا والمروة، ثم لتقضي، ثم ائتني بها قبل أن

(1) وهو طين أحمر يصبغ به.

(2)

المسند 6/ 36، ومن طريق مالك أخرجه مسلم 2/ 875 (1211).

(3)

في المسند "عام حجّة الوداع".

(4)

المسند 6/ 92، وأمّ علقمة مرجانه- مقبولة- التقريب 2/ 876، ومن طريق علقمة عن أمّه أخرجه ابن

خزيمة 4/ 362 (3079) دون، وأفرد. . . وحسّن الألباني إسناده.

ص: 130

أبْرَحُ ليلة الحَصْبة" (1) قالت: فإنما أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الحصبة من أجلي (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم عن عائشة:

أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لها وقد حاضت بسَرِف قبل أن يدخلَ مكّة، قال لها: "اقضي ما

يقضي الحاجُّ، غيرَ ألّا تطوفي بالبيت".

قالت: فلمّا كنّا بمنى أُتيتُ بلحم بقر، قلت: ما هذا؟ قالوا: ضحّى رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن أزواجه بالبقر (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا يونس عن الزّهري عن عروة عن

عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لو استقبلتُ من أمري ما اسْتَدْبَرْتُ ما سُقْتُ الهَدْيَ، ولَحَلَلْت مع

الذين حَلّوا من العمرة" (4).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عوانة قال حدّثنا منصور بن المعتمر

عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:

خَرَجْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرى إلّا إنّما هو الحَجّ، فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يَحْلِل،

وكان معه الهدي، فطاف من معه من نسائه وأصحابه، فحلَّ منهم من لم يكن معه هدي،

وحاضت هي، فقضَينا مناسكَنا من حَجّنا، فلمّا كانت ليلةُ الحصبة- ليلة النَّفر- قالت:

يا رسول الله، أيرجعُ أصحابُك بحَجّ وعمرة وأرجعُ أنا بحجّ؟ فقال: "أما كُنْتِ طُفْتِ ليالي

(1) وهي ليلة النَّفر.

(2)

المسند 6/ 78، وعبد الله بن محمد بن عقيل صدوق، في حديثه لين، وسائر رجال رجال الشيخين. وقد

أخرجه بهذا الإسناد الدارقطني 2/ 266. قال ابن كثير في الجامع 46/ 35 (952): تفردّ به-

ولمعنى الحديث شواهد تأتي في الطرق التالية.

(3)

المسند 6/ 39، والبخاري 1/ 00 4 (294)، ومسلم 2/ 783 (1211).

(4)

المسند 6/ 247، ومن طريق الزهري، أخرجه البخاري 13/ 218 (7229).

ص: 131

قَدِمْنا؟ " قالت: لا. قال: "انطلقي مع أخيك إلى التَّنعيم، فأَهِلّي بعُمرة، ثم موعدُك مكان

كذا وكذا".

قالت: وحاضت صفيّة، فقال: "عَقْرَى حَلْقَى، إنّكِ حابِستُنا. أما كُنْتِ طُفْت بالبيتِ

يوم النّحر؟ " قالت: بلى. قال: "لا بأس، فانْفِري" قالت: فلقيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مُدْلِجًا، وهو

مصعِد على أهل مكّة وأنا منهبطة عليهم، أو هو مُنهبط عليهم وأنا مُصْعِدة (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة

قالت:

خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمنّا من أهلّ بالحجّ، ومنّا من أهلّ بالعمرة، ومنّا من أهلّ

بالحجّ والعمرة، وأهلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجّ، فأمّا من أهلّ بالعمرة فأحلُّوا حين طافوا بالبيت

وبالصفا والمروة، وأمّا من أهلّ بالحجّ أو بالحجّ والعمرة فلم يحلّوا إلى يوم النحر (2).

هذه الطرق في الصحيحين بمعانيها.

(7191)

الحديث الحادي والخمسون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا معاذ بن فضالة

قال: حدّثنا هشام عن يحيى عن عمران بن حِطّان: أن عائشة حدّثته:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئًا فيه تصاليبُ إلا نَقَضَه.

انفرد بإخراجه البخاري (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام بن حسّان عن ابن سيرين عن

دِقرة قالت:

كنتُ أمشي مع عائشة في نسوة بين الصَّفا والمروة، فرأتِ امرأةً عليها خميصة فيها

(1) المسند 6/ 122، والبخاري 3/ 586 (1762). ومن طريق منصور أخرجه مسلم 2/ 877 (1211).

وقد جمع الحميدي طرق وروايات هذا الحديث وما يتّصل به من المعاني في الجمع 4/ 6 - 15 (3145،

3146).

(2)

المسند 6/ 36، ومن طريق مالك أخرجه البخاري 3/ 421 (1562)، ومسلم 2/ 783 (1211).

(3)

البخاري 10/ 385 (5953). ومن طريق هشام أخرجه أحمد 6/ 237.

ص: 132

صُلُبٌ، فقالت لها عائشة: انزعي هذا من ثوبك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رآه في ثوب

قَضَبَه (1).

(7192)

الحديث الثاني والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبدالرزّاق قال:

حدّثنا معمر عن الزُّهري عن عروة عن عائشة قالت:

جاءت هند إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ما كان على ظهر الأرض أهلُ خِباء

أحبَّ إليّ من أن يُذِلَّهم الله من أهل خِبائك، وما على ظهر الأرض اليومَ أهلُ خباء أحبَّ

إلىَّ أن يُعِزَّهم اللهُ من أهل خبائك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأيضًا، والذي نفسي بيده".

قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل مُمْسِك، فهل عليَّ حَرَجٌ أن أُنْفِقَ على عياله من

ماله بغير إذنه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حَرَجَ عليك أن تُنفقي عليهم بالمعروف".

أخرجاه (2).

(7193)

الحديث الثالث والخمسون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبد بن حُميد قال:

أخبرنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:

دخل النبيّ صلى الله عليه وسلم على ضُباعة بنت الزّبير، فقالت: يا رسول الله، إنّي أُريد الحَجَّ، وأنا

شاكية. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "حُجّي واشترطي أن مَحَلّي حيثُ حَبَسْتَني".

أخرجاه (3).

(7194)

الحديث الرابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال:

حدّثنا معمر عن الزُّهري عن عروة عن عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعث أبا جَهم بن حُذيفة مُصَدِّقًا، فلاجّه رجلٌ في صدقته، فضربَه

أبو جَهْم فشجَّه، فأتَوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: القَوَد يا رسول الله. فقال: "لكم كذا وكذا" فلم

يرضوا. فقال: "فلكم كذا وكذا" فلم يرضوا. قال: "فلكم كذا وكذا". فرضُوا. فقال

(1) المسند 6/ 225. ودقرة مقبوله، وقبل: لها صحبة. التقريب 2/ 862. ومن طريق هشام أخرجه النسائي في

الكبرى 5/ 504 (9792). وينظر السابق.

(2)

المسند 6/ 225، ومسلم 9/ 133 (1714). ومن طريق الزهري في البخاري 7/ 141 (3825) وينظر الفتح.

(3)

مسلم 2/ 868 (1207)، ومن طريق عروة أخرجه البخاري 9/ 132 (5089). وأخرجه أحمد من طريق

عبد الرزاق 6/ 164.

ص: 133

النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنّي خاطبٌ على الناس ومُخْبِرُهم برضاكم" فقالوا نعم. فخطب فقال: "إنّ

هؤلاءِ الليثيّين أتَوني يريدون القَوْد، فعرَضْتُ عليهم كذا وكذا فرَضُوا، أفَرَضِيتم؟ " قالوا: لا.

فهمّ المهاجرون بهم، فأمرَهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يكُفّوا، فكَفّوا. ثم دعاهم فزادهم وقال:

"أَرَضِيتُم؟ " قالوا: نعم. قال: "فإني خاطبٌ على الناس ومُخْبِرُهم برضاكم" قالوا: نعم.

فخطب النبيُّ صلى الله عليه وسلم الناسَ، ثم قال:"أَرَضِيتُم؟ " قالوا: نعم (1).

(7195)

الحديث الخامس والخمسون: وبه عن عائشة قالت:

أوّل ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرُّؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا

إلا جاءت مثلَ فَلَق الصُّبح. ثم حُبِّبَ إليه الخَلاءُ، فكان يأتي حِراء فيتحنّثُ فيه- وهو

التعبُّدُ- اللياليَ ذواتَ العدد، ويتزوّدُ لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فتُزَوِّدُه لمثلها، حتى

فَجِئَه الحقُّ في غار حِراء، فجاءه المَلَكُ فيه فقال: اقرأْ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أنا

بقارىء." قال: "فأخذني فغطَّني حتى بلغ من الجَهْدُ، ثم أرْسَلَني فقال: اقرأْ. قلت: ما أنا

بقارىء، فغطّني الثانية حتى بلغ منّي الجَهْدُ ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا

بقارىء، فغَطّني الثالثةَ حتى بلغ مني الجَهْدُ، ثم أرسلني فقال:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حتى بلغ: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5]. قال: فرجع بها تَرْجُفُ بوادِرُه، حتى

دخل على خديجة فقال: "زمِّلوني، زمَّلوني" فزمَّلُوه حتى ذهب عنه الرَّوع، فقال: "يا

خديجةُ مالي؟ " وأخبرها الخبر، وقال: "قد خَشِيَتْ عليّ" فقالت له: كلا، أبْشر، فواللهُ لا

يُخزيك الله أبدًا، إنك لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحديث وتَحْمِلُ الكَلِّ، وتَقري الضيف،

وتُعين على نوائب الحقّ.

ثم انطلقتْ به خديجة حتى أتت به ورقةَ بن نوفل بن أسد بن عبد العُزّى بن قُصَيّ،

وهو ابن عمّ خديجة أخي أبيها، وكان امرأً تَنَصَّرَ في الجاهلية، وكان يكتبُ الكتاب

العربيّ، يكتبُ بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عَمِي.

فقالت خديجة: أيْ ابنَ عَمِّ، اسمع من ابن أخيك. فقال ورقة: ابنَ أخي، ما ترى؟

فأخبَره رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما رأى. فقال ورقةُ: هذا الناموس الذي أُنزل على موسى، يا ليتني

فيها جَذَعًا، أكون حيًّا حين يُخْرِجُك قومُك. فقال رسول الله في:"أوَمُخْرِجيَّ هم؟ " فقال

(1) المسند 6/ 232، وإسناده صحيح. وأخرجه أبو داود 4/ 181 (4534)، وابن ماجة 2/ 881 (2638)،

والنسائى 8/ 35، وابن حبّان 10/ 339 (4487) وصحّحه الألباني.

ص: 134

ورقة: نعم، لم يأتِ رجلٌ قطّ بما جئتَ به إلا عُودي، وإن يُدْرِكْني يومُك أنصُرْك نصرًا

مؤزَّرًا. ثم لم ينشَبْ ورقة أن تُوُفّي.

وفَتَرَ الوحيُ فترةً حتى حَزِنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلَغَنا- حُزنًا شديدًا، غدا منه مِرارًا كي

يتردّى من رؤوس شواهق الجبال، فكلّما أوفى بذروة جبل لكي يُلقيَ نفسَه منه تبدّى له

جبريل فقال: يا محمَّدُ، إنّك رسولُ الله حقًّا، فيُسْكِنُ ذلك جأشَه، وتَقَرُّ نَفْسُه فيرجع، فإذا

طالَت عليه فَترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدّى له جبريلُ، فقال: يا

محمَد، إنّك رسول الله حقًّا، فيُسْكِنُ ذلك جأشَه، وتَقَرُّ نفسُه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة

الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة حبل تبدّى له جبريل فقال له مثل ذلك.

أخرجاه (1).

(7196)

الحديث السادس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن الحُباب

قال: أخبرني عمر بن أبي وهب النَّصري قال: حدّثني موسى عن طلحة بن عُبيد الله بن

كَريز الخزاعيّ عن عائشة قالت؛

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضّأ خلَّلَ لحيتَه بالماء (2).

(7197)

الحديث السابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون

قال: أخبرنا الحجّاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة قالت:

فَقَدْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلة، فخرجْتُ فإذا هو بالبقيع، رافعٌ يديه إلى السماء،

فقال لي: "أكنتِ تخافين أن يحيفَ اللهُ عليك ورسوله؟ " قالت: قلت: يا رسول الله،

ظَنَنْتُ أنكَ أتيتَ بعض نسائك. فقال: "إنّ اللهَ تعالى يَنزلُ ليلةَ النِّصفِ من شعبان إلى

السماء الدُّنيا، فيغفرُ لأكثرَ من عدد شعر غنم كلب" (3).

(1) المسند 6/ 232، والبخاري 12/ 351 (6982)، وينظر 1/ 22 (3)، ومسلم 1/ 139، 142 (160).

(2)

المسند 6/ 234، وصحّحه الحاكم والذهبي 1/ 150، وقال الهيثمي 1/ 240: رجاله موثّقون. وذكره ابن

حجر في التلخيص 1/ 126 مع أحاديث تخليل اللحية، وحسّن إسناده. وقد فصّل محقّق مسند أبي يعلى

الكلام في أحاديث الباب، تعليقًا علي حديث أنس 6/ 204 - 209.

(3)

المسند 6/ 238، وابن ماجة 6/ 444 (1389)، والترمذي 3/ 116 (739). وقال: لا نعرفه إلا من هذا

الوجه من حديث الحجّاج. ثم نقل كلام البخاري الآتي. ويضاف إلى ذلك أن الحجّاج بن أرطاة ضعيف.

وضعّف الألباني الحديث.

ص: 135

كان البخاريُّ يُضَعِّفُ هذا الحديث، ويقول: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروةَ.

والحجّاج لم يسمع من يحيى.

(7198)

الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهيب قال: حدّثنا

هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

واللَه ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد العصر عندي قطُّ.

أخرجاه (1).

* طريق آخر فيه زيادة:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن يزيد بن خُمير قال:

سمعت عبد الله بن أبي موسى- قال أحمد بن حنبل: إنما هو عبد الله بن أبي قيس (2)،

ولكن أخطأ شعبة- قال:

أتيتُ (3) عائشة فسألْتُها عن الوِصال. قالت: واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه، فشقّ

عليهم، فلمّا رأَوا الهلال أخبروا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"لو زاد لَزِدْتُ" فقيل له: إنّك تفعل

ذلك. فقال: "إني لَسْتُ مثلكم، إني أبيت يُطْعِمُني ربّي ويسقيني".

وسألْتُها عن الركعتين بعد العصر، فقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على الصدقة،

فجاءَته عند الظهر، فصلّى الظهر وشُغِل في قِسمته حتى صلّى العصر، ثم صلّاها.

وقالت: عليكم بقيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يَدَعُه، فإن مَرض قرأ وهو

قاعد، وقد عَرَفْتُ أن بعضكم يقول: بحَسبي أن أقيم ما كتب لي، وأنّى له ذلك؟ !

وسألْتُها عن اليوم الذي يُخْتَلَفُ فيه من رمضان. فقالت: لأن أصومَ يومًا من شعبانَ

أحبُّ إليَّ من أن أُفْطِرَ يومًا من رمضان.

(1) المسند 6/ 96، ومن طريق هشام أخرجه الشيخان: البخاري 2/ 64 (591)، مسلم 1/ 572 (835). وسائر

رجاله رجال الصحيح.

(2)

يقال فيه: ابن أبي قيس، وابن قيس، وابن أبي موسى، والأوّل أصحّ، وهو ثقة، روى له البخاري في الأدب

المفرد والباقون. التهذيب 4/ 246، والتقريب 1/ 308.

(3)

حذف المؤلّف جزءًا من أوّل الحديث.

ص: 136

قال: فخرجت فسألْتُ ابنَ عمر وأبا هريرة، فكلُّ واحد منهما قال: إنّ أزواج النبيِّ

صلى الله عليه وسلم أعلمُ بذاك منّا (1).

(7199)

الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد

قال: حدّثَتْني فاطمة ابنة عبد الرحمن قالت: حدَّثَتْني أُمّي أنها سألت عائشة وأرسلها

عمُّها فقال:

إنّ أحد بنيكِ يُقْرِئُكَ السلامَ ويسألُك عن عثمان بن عفّان، فإنّ الناس قد شتَموه.

فقالت: لعنَ اللهُ من لعنَه، فوالله لقد كان قاعدًا عند نبىّ صلى الله عليه وسلم وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم،

لَمُسنِدٌ ظهرَه إليّ، وإنّ جبريل ليُوحي إليه القرآن، وإنّه ليقول له:"اكتُبْ يا عُثَيمُ" فما كان

الله ليُنْزِلَ تلك المنزلةَ إلّا كريمًا على الله ورسوله (2).

(7200)

الحديث الستون: حدّثنا مسلم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال:

حدّثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مُصعب بن شيبة عن صفيّة بنت شيبة قالت:

قالت عائشهَ:

خرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ غَداةٍ وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل من شعر أسود، فجاء الحسنُ بن عليّ

فأدخلَه، ثم جاء الحسينُ فأدخَلَه، ثم جاءت فاطمةُ فأدِخلَها، ثم جاء عليٌّ فأدخله، ثم

قال: "إنّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أهلَ البيتِ ويُطَهِّرَكم تَطْهيرًا".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

والمُرَحَّل: الموشى، وسُمّى مُرَحّلًا لأن عليه تصاوير الرِّحال.

(7201)

الحديث الحادي والستون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا ابن نمير قال:

حدّثنا أبي قال: حدّثنا سعد بن سعيد قال: أخبرتني عَمرة عن عائشه قالت:

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يومين: يوم الفطر ويوم الأضحى.

(1) المسند 6/ 125، وهو حديث صحيح. ورجاله ثقات. وللنهي عن الوصال، وللركعتين بعد العصر، شواهد

صحيحة.

(2)

المسند 6/ 250. وإسناده ضعيف. ونقل ابن حجر: قال الحسيني: فاطمة بنت عبد الرحمن عن أمّها عن

عائشة، لا تعرف. التعجيل 559.

(3)

مسلم 4/ 1883 (2424). وفي المسند 162 من طريق زكريا، إلى قوله:"من شعر أسود".

ص: 137

انفرد بإخراجه مسلم (1). وإنّما اختصره مسلم.

وقد رواه أبو بكر البرقاني من حديث ابن نمير بهذا الإسناد: أن عائشة قالت:

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لِبستين، وعن صلاتين، وعن صيامين:

أما اللِبستان فاشتمال الصَّمَّاء، والاحتباء في ثوب واحد وأنت تُفضي بفرجك. وعن

صلاة بعد الفجر حتى تطلعَ الشمسُ، فإنها تطلعُ بين قرنَي شيطان، وبعد العصر حتى

تغربَ. وعن صوم يومين: يوم الفطر ويوم الأضحى (2).

(7202)

الحديث الثاني والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الأعلى عن معمر

عن الزّهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت:

أقسَمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ألّا يدخلَ على نسائه شهرًا. قالت: فلَبِثَ تسعًا وعشرين.

قالت: فكنتُ أوّلَ من بدأ به، فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم: أليس كُنْتَ أقسمْتَ شهرًا؟ فعدّت الأيام

تسعًا وعشرين. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "الشهر تسعٌ وعشرون"

انفرد بإخراجه مسلم (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن محمد بن عمرو قال: حدّثنا يحيى بن

عبد الرحمن عن ابن عمر

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الشهر تسعٌ وعشرون" فذكروا ذلك لعائشة، فقالت: رَحِمَ الله

أبا عبد الرحمن، إنّما قال:"الشهر يكون تسعًا وعشرين"(4).

(1) مسلم 2/ 800 (1140).

(2)

هذا نصُّ الحميدي في الجمع 4/ 224 (3434). قال: اختصره مسلم، وقد وقع لنا بطوله، وأخرجه الإمام

أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي البرقاني. . . ونقله.

وقد روى ابن ماجة 2/ 1179 (3561) من طريق عبد الله بن نمير وأبي أسامة عن سعد بن سعيد عن عمرة

عن عائشة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبستين: اشتمال الصّمّاء والاحتباء في ثوب واحد وأنت مفضٍ

فرجك إلى السماء.

(3)

المسند 6/ 33. ومن طريق معمر أخرجه مسلم 2/ 763 (1083). وعبد الأعلى السامي من رجال الشيخين.

(4)

المسند 6/ 51. والحديث في مسند عبد الله بن عمر- المسند 8/ 472 (4866)، وحسّن المحقّقون إسناده

من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، فهو صدوق حسن الحديث.

ص: 138

(7203)

الحديث الثالث والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الأعلى عن معمر

عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمسُ فواسقَ يُقْتَلْن في الحرم: العقرب، والفأرة، والحُدَيَّا،

والكلب العقور، والغُراب".

أخرجاه (1).

(7204)

الحديث الرابع والستون: وبه عن عائشة:

أن أفلح أبا القُعَيس استأذَن على عائشة، فأبت أن تأذنَ له، فلمّا جاء النبيّ صلى الله عليه وسلم

قالت: يا رسول الله، إن أفلحَ أبا القُعيس استأذنَ عليّ، فأبيتُ أن آذنَ له، فقال: "ائذني

له" قالت: يا رسول الله، إنّما أرْضَعَتْني المرأةُ ولم يُرْضِعْني الرجلُ. قال: "ائذني له، فإنّه

عمُّك، تَرِبَتْ يمينُك".

أخرجاه (2).

(7205)

الحديث الخامس والستون: وبه عن عائشة قالت:

دخلتِ امرأةُ رفاعة القُرَظيّ وأنا وأبو بكر عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنّ رفاعة طلَّقَني

البتّة، وإن عبد الرحمن بن الزبير تزوَّجَني، وإنّما عندَه مِثْلُ الهُدْبة (3)، وأخذتْ هُدْبَةً من

جِلبابها- وخالد بن سعيد بن العاص بالباب لم يؤذن له. فقال: يا أبا بكر، ألا تنتهي هذه

عمّا تجهرُ به بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما زادَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على التبسُّم. فقال رسول

الله صلى الله عليه وسلم: "كأنّكِ تُريدين أن تَرجعي إلى رِفاعة؟ لا، حتى تذوقي عُسَيْلَتَه ويذوقَ عُسَيْلَتَكِ"

أخرجاه (4).

(7206)

الحديث السادس والستون: وبه عن عائشة قالت:

(1) المسند 6/ 33، ومن طريق معمر أخرجه البخاري 6/ 355 (3314)، ومسلم 2/ 857 (1198).

(2)

المسند 6/ 33، ومن طريق معمر- وطرق آخر- أخرجه مسلم 2/ 1069، 1070 (445 1)، ومن طريق ابن

شهاب أخرجه البخاري 8/ 531 (4796). وينظر 5/ 253 (2644).

(3)

هُدبة الثوب: طرفه الذي لم ينسج.

(4)

المسند 6/ 34. ومن طرق عن الزهري أخرجه البخاري 5/ 249 (2639) وفيه الأطراف. ومسلم 2/ 1055

- 1057 (1433).

ص: 139

أعتمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالعشاء حتى ناداه عمرُ بن الخطّاب: قد نام الناس والصِّبيان، فخرج

رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: "إنّه ليس أحدٌ من أهل الأرض يُصلّي هذه الصلاةَ غيرُكم".

ولم يكن أحدٌ يُصلّي يومئذٍ غيرُ أهل المدينة.

أخرجاه (1).

(7257)

الحديث السابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال:

أخبرنا معمر عن الزهري عن عمرة عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نِمْتُ فرأيْتُني في الجنّة، فسَمِعْتُ صوتَ قارىء يقرأ، فقلت:

من هذا؟ قالوا: هذا حارثة بن النّعمان" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذاك البِرُّ، كذاك البِرُّ".

وكان أبرَّ الناس بأمّه (2).

(7208)

الحديث الثامن والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن هشام عن

عروة عن أبيه عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكّة من أعلى مكّة، وخرج من أسفلها.

أخرجاه (3).

(7209)

الحديث التاسع والستون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا آدم قال: حدّثنا

شعبة عن عمرو بن مُرّة. قال: سمعتُ الحسن بن مسلم بن يَنّاق يحدّث عن صفيّة بنت

شيبة عن عائشة:

أن جارية من الأنصار تزوّجت، وأنها مَرِضت فتمعَّطَ شعرُها، فأرادوا أن يَصِلوها،

فسألوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"لعنَ الله الواصلة والمستوصلة".

أخرجاه (4).

(1) المسند 6/ 34، ومن طريق ابن شهاب أخرجه البخاري 2/ 49 (569)، ومسلم 1/ 441 (638).

(2)

المسند 4/ 151، وإسناده صحيح. وبه صحّحه ابن حبّان 15/ 479 (7015). ومن طريق الزهري أخرجه

أبو يعلى 7/ 399 (4425) وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 3/ 208.

(3)

المسند 6/ 40، والبخاري 3/ 437 (1577)، ومسلم 2/ 918 (1258).

(4)

البخاري 10/ 374 (5934)، ومن طريق شعبة أخرجه مسلم 3/ 1677 (2123).

ص: 140

* طريق آخر:

حدثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثتنا أمُّ نهار ابنة دَفّاع قالت: حدّثتني

آمنةُ بنت عبد الله أنها شهدت عائشة فقالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعنُ القاشرة والمقشورة، والواشمة والموتَشِمة، والواصلة

والمتّصلة (1).

(7210)

الحديث السبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن عليّ عن زائدة عن

السدّي عن عبد الله البهيّ عن عائشة قالت:

سأل رجلٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ النّاس خيرٌ؟ قال: "القَرْنُ الذي أنا فيه، ثم الثاني تم

الثالث".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(7211)

الحديث الحادي والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال:

حدّثنا سفيان عن منصور بن صفيّة عن أمّه عن عائشة قالت:

أولمَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه بمُدّين سن شعير (3).

(7212)

الحديث الثاني والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين (4) عن زائدة

عن ليث عن مجاهد عن عائشهَ قالت:

(1) المسند 6/ 250. قال الهيثمي 5/ 172: وفيه من لم أعرفه من النساء. وفي التعجيل 554 عن الحُسيني:

آمنة القيسية عن عائشة رضي الله عنها، وعنها جعفر بن كيسان، لا تعرف. قال ابن حجر: قد روى أحمد

من طريق أم نهار عن آمنة بنت عبد الله عن عائشة حديثًا آخر في لعن الواصلة، فيكون لها راويان، ولم ينقل

عن أحد توثيقها، كما لم يذكر أمّ نهار.

(2)

المسند 6/ 156، ومسلم 4/ 1965 (2536).

(3)

المسند 6/ 113، وأبو يعلى 8/ 141 (4686) من طريق سفيان. وعزاه الهيثمي 4/ 52 لأبي يعلى، وقال:

رجاله رجال الصحيح. وصحّح محقّق أبي يعلى إسناده.

وقد أخرج البخاري الحديث من طريق سفيان الثوري عن منصور بن صفية عن أمّه صفية بنت شيبة- لم

يذكر فيه عائشة 9/ 238 (5172). وفصّل ابن حجر الكلام في الحديث وإسناده رواياته.

(4)

وهو ابن عليّ الجعفي.

ص: 141

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كَثُرت ذنوبُ العبد ولم يكن له ما يُكفِّرها، ابتلاه الله بالحُزن

لِيُكَفِّرَها عنه" (1).

(7213)

الحديث الثالث والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر قال:

حدّثنا أبو معاوية شيبان عن ليث عن عطاء عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفطر الحاجمُ والمحجوم"(2).

(7214)

الحديث الرابع والسبعون: وبه عن ليث عن مجاهد عن الأسود عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكلبُ الأسود البهيم شيطان"(3).

(7215)

الحديث الخامس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النضر قال:

حدّثنا أبو عَقيل عبد الله بن عَقيل الثَّقفيّ قال: حدّثنا مجالد بن سعيد عن عامر عن

مسروق عن عائشة قالت:

حدّثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نساءَه ذاتَ ليلة حديثًا، فقالت امرأةٌ منهن، يا رسول الله، كأنَّ

الحديثَ حديثُ خرافة. قال: "أتدرين ما خُرافة؟ إنّ خُرافة كان رجلًا من عُذرة، أسرَتْه

الجِنُّ في الجاهلية، فمكث فيهم دهرًا طويلًا، ثم رَدُّوه إلى الإنس، فكان يُحَدِّثُ الناس بما

رأى فيهم من الأعاجيب، فقال الناس: حديث خُرافة" (4).

(1) المسند 6/ 157، ليث بن أبي سليم مدلّس، وسائر رجاله رجال الشيخين. وجعله ابن كثير ممّا تفردّ به

الإمام أحمد- الجامع 37/ 12 (2798) وقال الهيثمي في المجمع 2/ 294: رواه أحمد، وفيه ليث بن أبي

سليم، وهو مدلّس. وقال 10/ 195: رواه أحمد والبرار، وإسناده حسن.

(2)

المسند 6/ 157، وفيه ليث بن أبي سليم. وسائر رجاله رجال الشيخين. وقد أخرجه النسائي في الكبرى

من طريق شيجان 2/ 288 (3190 - 3192) مرفوعًا وموقوفًا.

وقد فصّل محقّقو المسند الكلام في حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم"، في مسند أبي هريرة 14/ 373

(8768)

، وذكروا شواهده.

(3)

المسند 6/ 157، وفي إسناده ليث، وأخرجه الطبراني في الأوسط 4/ 31 (3037) بهذا الإسناد، وقال: لم يرو

مجاهد عن الأسود عن عائشة غير هذا، ولارواه عن ليث إلا شيبان. وقال الهيثمي- المجمع-4/ 47 بعد

عزوه الحديث لهما: وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، لكنه مدلّس، وبقيّة رجال أحمد رجال الصحيح.

(4)

المسند 6/ 157، وأبو يعلى 7/ 419 (4442) والشمائل للترمذي 148 (242). قال الهيثمي- المجمع

4/ 318: رجال أحمد ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضرّ. يعني بذلك مجالد بن سعيد، وهو ضعيف. وقد

ضعّف ابن الجوزي الحديث من أجل مجالد- العلل المتناهية 1/ 63 (49). وضعّفه الألباني- السلسلة

الضعيفة 4/ 202 (1712).

ص: 142

(7216)

الحديث السادس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزهري

عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت:

دخلَ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد اسْتَتَرْتُ بقِرام فيه تماثيل، فلما رآه تلوّنَ وجهُه وهتَكَه

بيده، وقال:"أشدُّ الناس عذابًا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله عز وجل"(1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا مالك بن أنس عن نافع عن القاسم بن

محمد عن عائشة أنها أخبرَته

أنها اشترت نُمْرُقةً فيها تصاوير، فلمّا رآها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم بدخل،

فعرفْتُ في وجهه الكراهية، فقلت: يا رسول الله، أتوبُ إلى الله وإلى رسوله، ما أذْنَبْتُ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما بالُ هذه النّمْرُقة؟ " فقلتُ: اشتريْتُها لتقعدَ عليها ولِتَوَسَّدَها: فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ أصحاب هذه الصُّوَر يُعَذَّبون بها، يُقال لهم: أَحْيُوا ما خَلَقْتم. وإن

البيت الذي فيه الصُّوَرُ لا تدخُلُه الملائكةُ" (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: حدّثنا أسامة عن عبد الرحمن بن

القاسم عن أمّه أسماء بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت:

قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد اشتريتُ نَمَطَا فيه صورة، فسَتَرْتُه على سَهوة بيتي،

فلّما دخلَ كَرِه ما صنعْتُ، وقال:"أتستُرين الجُدُرَ يا عائشةُ؟ " فطَرَحْتُه فقَطَعْتُه مِرْفَقَتَين.

فقد رآيتُه مُتكئًا على إحداهما وفيها صورة (3).

جميع هذه الطرق في الصحيحين.

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا داود بن أبي هند عن عَزرة عن حُميد

(1) المسند 6/ 36، ومسلم 3/ 1667 (2107). ومن طريق الزهري أخرجه البخاري 10/ 517 (6109).

(2)

المسند 6/ 246، ومن طريق مالك أخرجه البخاري 4/ 325 (2105)، ومسلم 3/ 1669 (2107). وروح بن

عبادة من رجال الشيخين.

(3)

المسند 6/ 247، ولم ترد هذه الطريق في الصحيحين، وقد صحّح ابن حبّان الحديث من طريق أسامة بن

زيد الليثي به 13/ 154 (5843).

ص: 143

ابن عبد الرحمن عن سعد بن هشام عن عائشة قالت:

كان لنا سِترٌ فيه تماثيلُ (1) طائر، وكان الداخلُ إذا دخلَ استقبلَه، فقال لي رسول الله

صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة، حَوِّلي هذا، فإنّي كلّما دَخَلْتُ فرأيْتُه ذكرْتُ الدنيا."

وكانت له قطيفة، كنّا نقول: عَلَمُها من حرير، فكنّا نَلْبَسُها.

انفرد بإخراجه مسلم (2).

وفي هذه الطرق ألفاظ غريبة:

فالقرام: ستر رقيق.

والنُّمْرُقة: الوِسادة.

والنّمط: ضَرب من البُسُط.

والسَّهوة كالصُّفّة تكون بين يدي البيت.

(7217)

الحديث السابع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر

قال: حدّثنا شعبة عن حُصين عن هلال بن يَساف عن فروة بن نوفل قال:

قلتُ لعائشة: أخبريني بدُعاء كان يدعو به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. قالت: كان يُكثر أن يقولَ:

"اللهمّ إنّي أعوذ بك من شرِّ ما عَمِلْتُ، ومن شرّ ما لم أعملْ".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7218)

الحديث الثامن والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بشر قال:

حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة:

أنّها كانت تعَيِّرُ النساءَ اللاتي وَهَبْنَ أنفسهُنّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: ألا تستحيي

المرأةُ أن تَعْرِضَ نفسها بغير صَداق. فأنزل الله عز وجل: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} [الأحزاب: 51] قالت: إنّي

(1) في المسند "تمثال".

(2)

المسند 6/ 49، ومسلم 3/ 1666 (2107).

(3)

المسند 6/ 100، ومسلم 4/ 2085 (2716).

ص: 144

أرى ربَّك يُسارعُ لك في هواك (1).

(7219)

الحديث التاسع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا

هشام قال: أخبرني أبي عن عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يأمز بقتل ذي الطُّفْيَتَين (2)، يقول: "إنّه يُصيبُ الحَبَلَ، ويلتمسُ

البَصَر".

أخرجاه (3).

" طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبّاد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل جِنّان البيوت، إلّا الأبتر (4) وذا الطُّفْيَتَين (5)، فإنهما يَخْطفان

- أو يَطمِسان- البصرَ، ويطرحان الحَبَل من بطون النساء، ومن تركهما فليس منّا" (6).

(7220)

الحديث الثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا منصور عن

عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم عن عائشة قالت:

إنما أَذِنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لسَودةَ بنتِ زَمعةَ في الإفاضة قبلَ الصُّبح من جَمع، لأنها

كانت امرأة ثَبِطةً.

أخرجاه (7).

(1) المسند 6/ 158. ومن طريق هشام أخرجه مسلم 2/ 1085 (1464)، والبخاري 524/ 8 (4788)، 9/ 164

(5113)

. قال في الموضع الثاني: رواه أبو سعيد المؤدّب ومحمد بن بشر وعبدة عن هشام عن أبيه عن

عائشة، يزيد بعضهم على بعض. ولم يذكر في المخطوطة إخراج الشيخين له.

(2)

الطُّفيتان: الخطّان على ظهر الحيّة.

(3)

المسند 6/ 52. وأخرجه البخاري من طريق يحيى وأبي أسامة عن هشام 6/ 351 (3308، 3309)، ومسلم

من طريق هشام 4/ 1752 (2232).

(4)

الجنان: الحيّات. والأبتر: قصير الذنب.

(5)

ذكر العكبري في إعراب الحديث 332 أنّه وقَع في هذه الرواية "ذو الطفيتين" وذكر أن الوجه النصب، وأن

الرفع على شذوذه يحتاج إلى تأويل وتقدير.

(6)

المسند 6/ 29، ورجاله رجال الصحيح. وينظر البخاري ومسلم- السابق.

(7)

المسند 6/ 30. ومن عبد الرحمن بن القاسم أخرجه البخاري 3/ 526 (1680)، ومسلم 2/ 939 (1290)،

وسائر رجاله ثقات رجال الشيخين.

ص: 145

(7221)

الحديث الحادي والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشيم قال: أخبرنا

يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت:

صلّى النبي صلى الله عليه وسلم في حُجرتي والناس يأتمّون به من وراء الحجرة، يُصَلُّون بصلاته (1).

(7222)

الحديث الثاني والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود قال: حدّثنا

إسرائيل عن عاصم بن سليمان عن عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهمّ أحْسَنْتَ خَلقي، فأحْسِن خُلُقي"(2).

(7223)

الحديث الثالث والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج قال: حدّثنا

ابنُ أبي الزِّناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من يومٍ من الأيّام إلّا وهو يطوفُ علينا جميعًا امرأةً امرأةً؛ فيدنو

ويَلْمَسُ من غير مسيس، حتى يُفضِيَ إلى التي هو يومها فيبيتُ عندها (3).

(7224)

الحديث الرابع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى وقتيبة قالا:

حدّثنا ابنُ لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة قالت:

جاء بلال إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ماتت فلانةُ واستراحت، فغضبَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:"إنَّما يستريحُ من دخلَ الجنّة". وقال قتيبة: "من غُفِرَ له"(4).

(7225)

الحديث الخامس والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا

ابن لهيعة قال: حدّثنا الأسود عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت:

ما أُعْجِبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ من الدُّنيا، ولا أعجبَه أحدٌ قطُّ، إلا ذو تُقى (5).

(1) المسند 6/ 30، وأبو داود 1/ 293 (1126). ورواه البخاري 2/ 213 (729) من طريق يحيى بن سعيد أطول

من هذا.

(2)

المسند 6/ 155، ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي 8/ 23، 10/ 176. وقال المنذري في الترغيب

3/ 395 (3930) رواه أحمد، ورجاله ثقات

(3)

المسند 6/ 107. وفي إسناده ابن أبي الزناد، صدوق تغيّر حفظه. ومن طريق ابن أبي الزناد أخرجه أبو

داود 2/ 242 (2135). وصحّح الحاكم إسناده 2/ 186 ووافقه الذهبي- وفيه زيادة عمّا هنا. وقال الألباني:

حسن صحيح.

(4)

المسند 6/ 69. وقال الهيثمي 2/ 333: فيه ابن لهيعة، وفيه كلام. وقد صحّح الحديث الألباني، وذكر طرقه

وشواهده- الصحيحة 4/ 286 (1710).

(5)

المسند 6/ 69، وحكم الهيثمي 8/ 87 على رجاله بأن رجال الصحيح، إلا ابن لهيعة ففيه لين.

ص: 146

(7226)

الحديث السادس والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا

ابن لهيعة عن عُبيد الله بن أبي جعفر عن محمد بن جعفر بن الزّبير عن عروة عن عائشة:

أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عمّن مات وعليه صيام. فقال: "يصومُ عنه وليُّه".

أخرجاه (1).

(7227)

الحديث السابع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم عن أبي حُرّة

عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يُصلّي افتتحَ صلاتَه بركعتين خفيفتين.

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(7228)

الحديث الثامن والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا

مُغيرة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخّصَ لأهل بيت من الأنصار في الرُّقية من كلّ ذي حُمَة.

أخرجاه (3).

(7229)

الحديث التاسع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن مِسْعر

وسفيان عن مَعْبَد بن خالد عن عبد الله بن شدّاد عن عائشة

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمرَها أن تَسْتَرقِيَ من العين.

أخرجاه (4).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين قال: حدّثنا أبو أُويس قال: حدّثنا عبد الله بن أبي

بكر عن عمرة عن عائشة قالت:

(1) المسند 6/ 96. ومن طريق عمرو بن الحارث متابع ابن لهيعة- عن عبيد الله بن أبي جعفر أخرجه

البخاري 4/ 192 (1952)، ومسلم 2/ 803 (1147).

(2)

المسند 6/ 30، ومسلم 1/ 532 (767). وأبو حُرّة هو واصل بن عبد الرحمن البصري.

(3)

المسند 6/ 30: ومسلم 4/ 1724 (2193). ومن طريق الأسود أخرجه البخاري 10/ 205 (5741).

والحُمة: السُّمُّ.

(4)

المسند 6/ 63. ومن طريق سفيان ومسعر عن معبد أخرجه مسلم 4/ 1725 (2195). ومن طريق سفيان

أخرجه البخاري 10/ 199 (5738).

ص: 147

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسَمع صوتَ صبيٍّ يبكي، فقال: "ما لصبيِّكم هذا يبكي، هلّا

استرقَيْتُم له من العين" (1).

(7230)

الحديث التسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا

شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعْتُ الشّعبيَّ يحدّث عن مسروق قال:

سألْتُ عائشة عن الرجل يبعث هَدْيَه: هل يُمْسِكُ عمّا يُمِسكُ عنه المُحْرم؟ قال:

فسَمِعْتُ صوت يدَيها من وراء الحجاب، ثم قالت: كنتُ أَفْتِلُ قلائدَ هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،

ثم يُرسل بهنّ، ثم لا يَحْرُم منه شيء (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن أبي عديّ عن داود عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت:

كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يبعثُ بالبُدْن من المدينة إلى مكّة، وأفتِلُ قلائدَ البُدْن بيديّ، ثم

يأتي ما يأتي الحلالُ قبل أن تَبلُغَ البُدْنُ مكّة (3).

الطريقان في الصحيحين.

(7231)

الحديث الحادي والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: حدّثنا

خالد عن أبي العالية عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ في سجود القرآن: "سَجَدَ وجهي لمن خلَقَه وشَقَّ سَمْعَه

وبَصَرَه بحَوله وقوّته" (4).

(1) المسند 6/ 72. قال الألباني بعد أن ذكره في الصحيحة 3/ 39 (1048): هذا إسناد حسن، رجاله كلُّهم

ثقات رجال الشيخين، غير أبي أُويس، وهو عبد الله بن عبد الله بن أُويس. قال في التقريب (1/ 269):

صدوق يهم، وأخرج له مسلم في الشواهد. ولعائشة حديث آخر في الرقية.

(2)

المسند 6/ 127.

(3)

المسند 6/ 35، ورجال الطريقين رجال الصحيح. وقد أخرجه البخاري من طرق، منها رواية عامر الشعبي

عن مسروق 4/ 547 (1704)، 10/ 23 (5566)، وينظر أطرافه 4/ 452 (1696). ومسلم من طرق منها

داود عن الشعبي، ينظر 2/ 957 - 959 (1321).

(4)

المسند 6/ 30، ومن طريق خالد عن أبي العالية أخرجه الترمذي 2/ 474 (580) وقال: حسن صحيح،

والنسائي 2/ 222، والحاكم 1/ 220، وصحّحه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وصحّحه الألباني في

سنن الترمذي وأبي داوده وهو في المسند 1/ 217. من طريق إسماعيل عن خالد عن رجل عن أبي العالية.

وعن خالد عن رجل عن أبي العالية أخرجه أبو داود 2/ 60 (1414).

ص: 148

(7232)

الحديث الثاني والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا

مغيرة عن الشَّعبي عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استراث تمثَّلَ ببيت طَرَفه:

. . . . ويأتيكَ بالأخبار مَنْ لم تزَوِّدِ (1)

(7233)

الحديث الثالث والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بشر بن المفضّل

قال: حدّثنا بُرْد عن الزّهري عن عروة عن عائشة قالت:

كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلّي في البيت والبابُ عليه مُغْلَق، فجئتُ، فمشى حتى فتح لي ثم

رجع إلى مقامه. ووصَفَت أن الباب في القبلة (2).

(7234)

الحديث الرابع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن إدريس

الشافعي قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن [محمد بن] إبراهيم عن

أبي سلمة قال:

سألتُ عائشة: كم كان صَداقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان صَداقُه لأزواجه ثنتي عشرة

أوقيّة ونَشًّا. قالت: أتدري ما النَّشُّ؟ قلت: لا. قالت: نصف أوقيّة، فتلك خمسمائة درهم.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7235)

الحديث الخامس والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا شعبة

قال: أشعث بن سُليم أخبرني أنه سمع أباه يحدّث عن مسروق عت عائشة أنها قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ في شأنه كلِّه ما استطاع، في طُهوره وترجُّله وتنعُّله.

أخرجاه (4).

(1) المسند 6/ 31، وعمل اليوم والليلة 289 (1003) قال الهيثمي 8/ 131: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وهو كما قال، ولكن الشعبي لم يسمع عائشة.

(2)

المسند 6/ 31. ومن طريقه أخرجه أبو داود 1/ 242 (922)، ومن طريق بشر أخرجه الترمذي 2/ 497

(601)

. ومن طريق برد أخرجه النسائي 3/ 11، وأبو يعلى 7/ 374 (4406)، وابن حبّان 5/ 119

(2355)

. وحسّنه الألباني، وصحّحه شعيب.

(3)

المسند 6/ 93، ومن طريق عبد العزيز بن محمد أخرجه مسلم 2/ 1042 (1426).

وفي آخره عندهما: فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه.

(4)

المسند 6/ 94، ومن طريق شعبة أخرجه البخاري 1/ 269 (168)، ومسلم 1/ 226 (268).

ص: 149

(7236)

الحديث السادس والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدثّني

عبد الله بن يحيى الضّبّي قال: حدّثني عبد الله بن أبي مُليكة عن أمّه عن عائشة

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال، فقام عمر خلفَه بكُوز، فقال:"ما هذا يا عمر"؟ قال: ماء

تتوضّأ به. قال: "ما أُمِرْتُ كلّما بُلْتُ أن أتوضّأ، ولو فعلْتُ كانت سُنّة"(1).

(7237)

الحديث السابع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى بن داود قال:

أخبرنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عَمَرَ أرضًا ليست لأحدٍ فهو أحقُّ بها".

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(7238)

الحديث الثامن والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا

أبوعوانة عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت:

اجتمع أزواجُ النبيّّ عنده ذاتَ يوم، فقُلْن: يا نبيَّ الله، أيُّنا أسرع بك لُحوقًا؟

فقال: "أطولُكُنّ يدًا" فأخذْنا قَصَبةً فذَرَعْناها، فكانت سودةُ ابنة زمعة أطولَنا ذِراعًا. قالت:

فتُوفِّيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت سودةُ أسرعَنا به لُحوقًا، فعرّفْنا بعدُ أنّما كان طول يدَيها في

الصدقة، وكانت امرأةً صالحة تُحِبُّ الصدقة.

أخرجاه (3).

وهذا الحديث غلط من بعض الرواة، والعجيب من البخاريّ كيف لم ينبّه عليه ولا

غيرُه، وإنّما هي زينبُ كانت أطولَهن يدًا بالعطايا والصدقة، وتُوُفِّيَتْ زينب سنة عشرين،

وسودة إنّما توفّيت في سنة أربع وخمسين (4).

(1) المسند 6/ 95. ومن طريق عبد الله بن يحيى- التوأم، أخرجه أبو داود 1/ 11 (42)، وابن ماحة 1/ 118

(327)

، وأخرجه أبو يعلى 8/ 262 (4850) ولكن فيه "عن أبيه" بدل "عن أمّه" قال الهيثمىِ في المجمع

1/ 246: رواه أحمد من رواية ابن أبي مليكة عن أمّه، ولم أر من ترجمها، ورواه أبو يعلى عن ابن أبي

مليكة عن أبيه عن عائشة. وضعّف محقّق أبي يعلى إسناده، وضعّف الألباني الحديث.

(2)

المسند 6/ 120، وفيه ابن لهيعة، ولكن تابعه عبيد الله بن أبي جعفر عند البخاري 5/ 18 (2335) فأخرجه

من طريق عبيد الله عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود يتيم عروة به.

(3)

المسند 6/ 121، وهذه الرواية أخرجها البخاري 3/ 285 (1420) من طريق أبي عوانة.

(4)

ينظر كشف المشكل 4/ 372، والفتح 3/ 286، والنووي 16/ 241.

ص: 150

وقد ذكره مسلم على الصحّة من حديث عائشه بنت طلحة عن عائشة:

حدّثنا، مسلم قال: حدّثنا محمود بن غيلان قال: حدّثنا الفضل بن موسى السِّيناني

قال: أخبرنا طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أمّ المؤمنين قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسرعُكُنّ لَحاقًا بي أطولُكنّ يدًا".

قالت: فكُنّ يتطاولْن أيتهن أطول يدًا. قالتْ كانت أطولَنا يدًا زينبُ، لأنها كانت

تعمل بيدَيها وتتصدّق (1).

(7239)

الحديث التاسع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال:

حدّثنا حمّاد بن سلمة عن حمّاد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:

أُتي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بصْبٍّ فلم يأكلْه ولم يَنْهَ عنه. قلتُ: يا رسول الله، أفلا نطْعِمُه

المساكين؟ قال: "لا تُطْعِموهم ممّا لا تأكلون"(2).

(7240)

الحديث المائة: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا القاسم بن الفضل الحُدّاني

قال: سمعتُ محمد بن زياد قال: سمعتُ عبد الله بن الزبير يقول: حدّثتني عائشة أمُّ

المؤمنين قالت:

بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم نائمٌ إذ ضحك في منامه، ثم استيقظَ، فقلت: ممّ ضحِكْتَ؟

قال: "إنّ ناسًا من أُمّتي يَؤمّون هذا البيت لرجلٍ من قُريش قد استعاذ بالحرم، فلمّا بلغوا

البيداء خُسِفَ بهم، مصادرُهم شتّى، يبعثُهم الله عز وجل على نيّاتهم". قلتُ: وكيف

يبعَثُهم الله على نيّاتهم ومصادرُهم شتّى؟ قال: "جمعَهم الطريقُ، منهم المُسْتَبْصِر، وابنُ

السبيل، والمجبور، يَهْلِكون مَهْلِكًا واحدًا ويصدُرون مصادر شتّى".

أخرجاه (3).

(1) مسلم 4/ 1907 (2452).

(2)

المسند 6/ 105. وحمّاد شيخ ابن سلمة هو ابن أبي سليمان. وأخرجه أبو يعلى 7/ 438 (4461) من طريق

سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة. وجعل الهيثمي رجالهما رجال الصحيح-

المجمع 4/ 40.

(3)

المسند 6/ 105. ومن طريق القاسم بن الفضل أخرجه مسلم 4/ 2210 (2884)، وأخرجه البخاري بنحوه

من طريق نافع بن جبير بن مطعم عن عائشة 4/ 338 (2118).

ص: 151

(7241)

الحديث الحادي بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إسماعيل بن

أبي أويس قال: حدّثني أخي عن سليمان (1) عن يحيى بن سعيد عن أبي الرِّجال محمد

ابن عبد الرحمن: أنّ أُمَّه عمرةَ بنت عبد الرحمن قالت:

سمع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صوتَ خُصومٍ بالباب، عاليةً أصواتُهم، فإذا أحدُهما يستوضعُ

الآخرَ ويسترفِقُه في شيء، وهو يقول: والله لا أفعل. فخرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"أين المُتَألّي على الله لا يفعلُ المعروف؟ " فقال: أنا يا رسول الله، فله أيّ ذلك أحبَّ.

أخرجاه (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن

قال: سمعتُ أبي يحدِّث عن عمرة عن عائشة قالت:

جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: بأبي وأمّي، ابتَعْتُ أنا وابني من فلان ثمرة

أرضه، فأتيْناه نستوضِعُه، والله ما أصَبْنا من ثمره شيئًا إلّا شيئًا أكَلْناه في بطوننا، أو نطْعِمُه

مسكينًا رجاء البركة، فحلف ألا يفعل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تألّى ألا يفعلَ خيرًا، تألّى

ألا يفعل خيرًا". فبلغ ذلك الرجلَ، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن شئت الثمرَ

كلَّه، وإن شِئْتَ ما وضعوا. فوضع عنهم ما وضعوا (3).

(7242)

الحديث الثاني بعد المائة: وبه عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى يبدوَ صلاحُها وتأمنَ العاهة (4).

(7243)

الحديث الثالث بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن

مهدي قال: حدّثني يعقوب بن محمد عن أبي الرِّجال عن عمرة عن عائشة قالت:

(1) أخو إسماعيل بن أبي أويس هو عبد الحميد. وسليمان هو ابن بلال.

(2)

البخاري 5/ 307 (2705)، ومسلم 3/ 1191 (1557).

(3)

المسند 6/ 105، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، روى له أصحاب السنن، وهو صدوق ربما أخطأ، التقريب

1/ 335 وسائر رجاله ثقات، رجال الشيخين. ومن طريق عبد الرحمن أخرجه ابن حبّان 11/ 408

(5032)

. قال الهيثمي 4/ 127: رجاله ثقات، وفي عبد الرحمن بن أبي الرجال كلام، وهو ثقة.

(4)

المسند 6/ 106. وإسناده كسابقه. ووثّق الهيثمي رجاله- المجمع 4/ 105.

وللحديث شواهد صحيحة- ينظر الجمع 1/ 425 (687)، 2/ 171، 318 (1275، 1536).

ص: 152

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة، بيتٌ ليس فيه تمرٌ، جياعٌ أهلُه".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(7244)

الحديث الرابع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا

عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا الحجّاج بن أرطاة عن عمرو بن شُعيب عن عروة بن الزبير

عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما استحِلَّ به فرجُ المرأة من مَهر أو عِدَة فهو لها. وما أُكْرِمَ به أبوها

أو أخوها أو وليُّها بعد عُقدة النكاح فهو له. وأحقُّ ما أُكْرِم به الرجلُ ابنتُه وأُخته" (2).

(7245)

الحديث الخامس بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال:

حدّثني أبو عقيل عن بُهَيَّة عن عائشة قالت:

قال رسول الله: "عليكم بالحبّة السَّوداء، فإن فيها شفاءً من كلِّ داء إلّا السّام"

يعني الموت. والحبّة السوداء: الشونيز (3).

انفرد بإخراجه البخاري (4).

(7246)

الحديث السادس بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال:

حدّثنا حنظلة عن ابن سابط عن عائشة قالت:

أبطأتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: "ما حَبَسَكِ يا عائشةُ؟ ". قالت: يا رسول الله، إنّ في

المسجد رجلًا ما رأيتُ أحسنَ قراءةً منه. قالت: فذهب النبيُّ صلى الله عليه وسلم فإذا هو سالم مولى أبي

حُذيفة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحمدُ لله الذي جعل في أُمّتي مِثْلَكَ"(5).

(1) المسند 6/ 179، ومن طريق يعقوب أخرجه مسلم 3/ 618 (2046).

(2)

المسند 6/ 122، وفيه الحجّاج من أرطاة، وهو مدلّس كما قال الهيثمي في المجمع 4/ 287.

(3)

ينظر في تفسير اللفظة الفتح 10/ 145.

(4)

المسند 6/ 138، وهذا الإسناد ضعيف، فأبو عقيل، يحيى بن المتوكل ضعيف. وبُهيّة لا تعرف. التقريب

2/ 665، 856. والحديث بإسناد آخر في البخاري 10/ 143 (5687) وجاء فيه تفسير السام والحبّة

السوداء، في حديث أبي هريرة الذي بعده، عن ابن شهاب.

(5)

المسند 6/ 165. ورجاله رجال الصحيح. وعبد الرحمن بن سابط روى له مسلم وأصحاب السنن، وهو

تابعي ثقة، كثير الإرسال. وقد أخرج الحديث ابن ماجه 1/ 425 (1338) وقال البوصيري: إسناده

صحيح، ورجاله ثقات. وصحّحه الألباني.

ص: 153

(7247)

الحديث السابع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن

سفيان عن المقدام بن شُريح عن أبيه عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئًا في أُفُق السماء ترك عمله وإن كان في صلاته،

ثم يقول: "اللهمَّ إنّي أعوذُ بك من شرّ ما فيه". فإن كشفَه الله عز وجل حَمِدَ الله. وإن

مطَرَت قال: "اللهمّ سَيْبًا نافعًا"(1).

(7248)

الحديث الثامن بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى

قال: أخبرني مالك عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيط عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن

أمّه عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يُنْتَفَعَ بجلود المَيْتة إذا دُبِغَت (2).

(7249)

الحديث التاسع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق قال:

أخبرني مالك عن زيد بن أسلم عن القَعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة قال:

أمرَتْني عائشةُ أن أكتبَ لها مصحفًا، قالت: إذا بَلَغْتَ هذه الآية: {عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] فأذِنّي. فلمّا بَلغْتها آذَنْتُها، فأملت عليّ:

(حافِظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) قالت: سمعتُها

من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(1) المسند 6/ 190، وأبو داود 4/ 326 (5099). ومن طريق سفيان أخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 359

(686)

. ومن طريق المقدام أخرجه ابن ماجة 2/ 1280 (3889)، وصحّحه الألباني- الصحيحة 6/ 602

(2757)

وقد روى البخاري في صحيحه عن عائشة: أن رسول الله كان إذا رأى المطر قال: "صَيِّبًا نافعًا"

2/ 518 (1032).

وبروى "صيتًا" والسيّب: السائب الجاري.

(2)

المسند 6/ 73، ورجاله رجال الصحيح غير أم محمد، جعلها ابن حجر مقبولة- التقريب 2/ 885.

ومن طريق مالك أخرجه أبو داود 4/ 66 (4124)، وابن ماجة 2/ 1194 (3612)، والنسائي 7/ 176.

وضعّفه الألباني.

ويشهد لصحّة الحديث ما روى الشيخان عن ابن عبّاس- الجمعَ 2/ 11 (983)، وابن حبّان 4/ 102

(1286)

.

(3)

المسند 6/ 73. ومن طريق مالك أخرجه مسلم 1/ 437 (629).

ص: 154

(7250)

الحديث العاشر بعد المائة: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا عبد الله بن

جعفر الزهري من آل المسور بن مَخرمة عن سعد بن إبراهيم عن القاسم بن محمد عن

عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن عَمِلَ عملًا ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ".

أخرجاه (1).

(7251)

الحديث الحادي عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن

داود قال: حدّثنا عمرو بن العلاء الشَّنِّي قال: حدّثني صالح بن سَرْج قال: حدّثني عمران

ابن حِطّان قال:

دخلْتُ على عائشة، فذاكَرْتُها حتى ذكرْنا القاضيَ، فقالت عائشة:

سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليأتيَنَّ على القاضي العَدل يومَ القيامة ساعةٌ يتمنّى

أنّه لم يَقْضِ بين اثنين في تَمرة قطّ" (2).

(7252)

الحديث الثاني عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن

داود قال: حدّثنا عمران عن قتادة عن زُرارة عن سعد بن هشام عن عائشة قالت:

سمعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلًا يقول لرجل: ما اسمُك؟ قال: شهاب. قال: "أنت هشام"(3).

(1) المسند 6/ 180، ومن طريق عبد الله بن جعفر أخرجه مسلم 3/ 1343 (1718). وأخرجه البخاري 5/ 301

(2697)

من طريق سعد بن إبراهيم. ثم قال: ورواه عبد الله بن جعفر المخرمي، وعبد الواحد أبي عون عن

سعد بن ابراهم.

(2)

المسند 6/ 75، ومسند الطيالسي 217 (1546). ومن طريق عمرو بن العلاء- اليشكرى، أخرجه ابن

حبّان في صحيحه 11/ 439 (5055). وضعّف المحقّق إسناده. وحسّن الهيثمي إسناده- المجمع

4/ 195. وينظر ميزان الاعتدال 3/ 235، والضعفاء للعقيلي 3/ 298. وضعّفه ابن الجوزي 2/ 755 (1260)

لأن عمران بن حطّان لا يتابع على حديثه.

(3)

المسند 6/ 75، وعمران بن داور القطان صدوق يَهم، وسائر رجاله رجال الصحيح. والحديث في مسند

الطيالسي، سليمان بن داود 210 (1501)، ومن طريق عمران أخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 445

(825)

، والطبراني في الأوسط 4/ 197 (2408)، وصحّح الحاكم إسناده 276/ 4، وسمّى الرجلَ هشام بن

عامر، ووافقه الذهبي. قال الهيثمي في المجصع 8/ 54: فيه عمران القطّان، وثقّه ابن حبّان وغيره، وفيه

ضعف، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وحسّن الألباني الحديث- الصحيحة 1/ 423 (215).

ص: 155

(7253)

الحديث الثالث عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا

سليمان بن بلال قال: حدّثنا عمرو بن أبي عمرو عن حبيب بن هند عن عروة عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أَخَذَ السَّبْعَ الأُوَلَ من القرآن فهو حَبر"(1).

(7254)

الحديث الرابع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال:

حدّثنا جرير قال: حدّثنا نافع قال: حدّثَتني سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة قالت:

دخلتُ على عائشة، فرأيتُ في بيتها رُمحًا موضوعًا، قلتُ: يا أُمّ المؤمنين، ما

تصنعون بهذا الرُّمح؟ قالت: هذا لهذه الأوزاغِ نقتلُهنّ به، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّثنا: "أن

إبراهيمَ حين أُلقي في النّار لم يكن في الأرض دابّة إلا تطفىء النارَ عنه غيرَ الوَزَغ، كان

ينفُخُ عليه" فأمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله (2).

(7255)

الحديث الخامس عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن

عيّاش قال: حدّثنا محمد بن مطرِّف أبو غسّان قال: حدّثنا أبو حازم عن أبي سلمة بن

عبد الرحمن عن عائشة قالت:

أمرَني نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم أن أتصدّقَ بذهب كان عندها، في مرضه. قالت: فأفاق فقال:

"ما فعلتِ؟ " قالت: لقد شغلَني ما رأيتُ منك. قال: "فَهَلُمِّيها". قال: فجاءت بها إليه

سبعة أو تسعة- أبو حازم يشكّ- دنانير، فقال حين جاءت بها: "ما ظَنُّ محمدٍ لو لَقيَ

اللهَ وهذه عنده؟ وما تُبقي هذه من محمّد لو لَقِيَ اللهَ وهذه عنده"؟ (3).

(1) المسند 6/ 82، وأخرجه 6/ 73، من طريق سليمان بن داود وحسين المروذي عن إسماعيل بن جعفر عن

عمرو به. ومن طريق عبد العريز الدراورديّ وإسماعيل بن جعفر عن عمرو أخرجه الطحاوي في شرح

المشكل 3/ 408 (1377، 1378)، ومن طريق إسماعيل صحّح الحاكم إسناده 1/ 564، ووافقه الذهبي،

وحسّنه شعيب.

والحبر- بفتح الحاء وكسرها: العالم.

(2)

المسند 6/ 83. وسائبة مقبولة- التقريب 2/ 865، وسائر رجاله رجال الصحيح. ومن طريق جرير أخرجه

ابن ماجة 2/ 1076 (3231)، وأبو يعلى 7/ 317 (4357). قال البوصيري: إسناده صحيح، ورجاله ثقات.

وصحّحه الألباني.

(3)

المسند 6/ 86، ورجاله رجال الصحيح، وأخرجه من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة 6/ 49، 182،

وبإسناد آخر 6/ 104، وذكره الهيثمي في المجمع 10/ 242 وقال: رواه كلَّه أحمد بأسانيد، ورجال أحدها

رجال الصحيح. وأخرج ابن حبّان الحديث من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة 8/ 8 (3212) وذكر

المحقّق رواية أحمد التي هنا- وصحّح إسنادها.

ص: 156

(7256)

الحديث السادس عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن

سفيان قال: حدّثني موسى بن أبي عائشة عن عُبيد الله عن عبد الله عن عائشة قالت:

لَدَدْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في مرضه، فأشار إلينا: أن لا تَلدُّوني. قلنا: كراهيةَ المريضِ

الدواءَ. فلّما أفاق قال: ألم أَنْهَكم أن تلُدُّوني؟ قال: "لا يبقى منكم أحدٌ إلَّا لُدّ غيرَ

العباس. فإنه لم يَشْهَدْكم".

انفرد بإخراجه البخاري (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا عبد الرحمن عن هشام بن عروة

قال: أخبرَني أبي أن عائشة قالت له:

يا ابنَ أختي، لقد رأيْتُ من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمِّه أمرًا عجيبًا، وذلك أن رسولَ

الله صلى الله عليه وسلم كانت تأخُذه الخاصِرةُ فتشتدّ به جدًّا، فكُنّا نقول: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عِرْقُ

الكِلْية، لا نهتدي أن نقول: الخاصرة. ثم أخذت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يومًا فاشتدّت به جدًّا

حتى أُغمي عليه، وخِفنا عليه، وفرع النّاسُ إليه، فظنَنّا أنّ به ذاتَ الجَنب فلَدَدْناه، ثم

سُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفاق، فعرف أنَّه قد لُدَّ، ووجد أثرَ اللَّدود، فقال: "ظَنَنْتُم أنّ اللهَ

سلَّطَها عليّ! ما كان الله لِيُسَلِّطَها عليّ. أما والذي نفسي بيده، لا يبقى في البيت أحدٌ إلا

لُدّ، إلا عمّي". فرأيْتُهم يَلُدُّونهم رجلًا رجلًا. قالت عائشة: ومن في البيت يومئذ يُذكر

فضلهم، فلُدّ الرّجال أجمعون، وبلغ اللّدودُ أزواجَ النبيّ صلى الله عليه وسلم، فلُدِدْنَ امرأةً امرأةً، حتى

بلغ اللَّدودُ امرأةً منّا. قال ابن أبي الزّناد: لا أعلمُها إلّا ميمونة. قال: وقال بعض الناس:

أمّ سلمة. قالت: إني والله صائمة. فقلنا: بئسَ ما ظننتِ أن نترُكَكِ وقد أقسمَ رسولُ

الله صلى الله عليه وسلم. فلَدَدْناها والله يا ابن أُختي وإنّا لصائمة (2).

(1) المسند 6/ 53. وقوله "انفرد بإخراجه البخاري" من متابعاته للحميدي- الجمع 4/ 196 (3343)، وإلا

فالحديث بهذا الإسناد في الصحيحين: البخاري 8/ 147 (4458)، ومسلم 4/ 1733 (2213).

(2)

المسند 6/ 118. وفي إسناده عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، حسن الحديث. ومن طريق ابن أبي الزناد أخرجه

أبو يعلى 8/ 353 (4936)، والطحاوي في شرح المشكل 5/ 193 (1934)، وصحّح الحاكم إسناده 4/ 202،

ووافقه الذهبي. وحسّنه محقّقا الطحاوي وأبي يعلى من أجل ابن أبي الزّناد. وذكر البخاري بعد الحديث

السابق: رواه ابن أبي الزِّناد عن هشام عن أبيه عن عائشة. ولم يذكر لفظه.- وينظر الفتح 8/ 148.

ص: 157

اللَّدود: ما سُقِيَه الإنسانُ من أحد شِقّي الفم.

(7257)

الحديث السابع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن

عبد الملك قال: حدّثنا سلاّم بن أبي مُطيع عن جابر بن يزيد الجُعفي عن عامر عن يحيى

ابن الجزّار عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غَسَل مَيْتًا، فأدّى فيه الأمانة، ولم يُفْشِ عليه ما يكون منه

عند ذلك، خَرَجَ من ذنوبه كيوم ولَدَتْه أمُّه".

وقال: "ليَله أقربُكم منه إن كان يعلَمُ. فإن لم يكن يعلمُ فمن ترَون عنده حظًّا من وَرَع

وأمانة" (1).

(7258)

الحديث الثامن عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان

قال: حدّثنا وُهيب قال: حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن ابن أبي مُليكة عن

عائشة قالت:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّي علي الحوض أنتظر من يَرِدُ عليّ منكم، فلْيُقْطَعَنَّ رجال

دوني، فلأقولَنّ: يا ربّ، أُمّتي، فلْيُقالَنّ لي: إنّك لا تدري ما عَمِلوا بعدَكَ، ما زالوا

يَرْجِعون على أعقابهم".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(7259)

الحديث التاسع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن

شعبة قال: حدّثني الحكم عن إبراهيم عن الأسود قال:

قلتُ لعائشة: ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصنعُ في أهله؟ قالت: كان في مِهنة أهله، فإذا

حضرتِ الصلاة خرجَ إلى الصلاة.

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(1) المسند 6/ 119. وجابر ضعيف، وفي سماع يحيى من عائشة شكّ، ومن طريق سلاّم أخرجه الطبراني في

الأوسط 4/ 349 (3599) وقال: لا يروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرّد به سلاّم بن أبي

مطيع. وعزاه الهيثمي لهما 3/ 24، وقال: وفيه جابر الجعفي، وفيه كلام كثير. وجعله ابن كثير ممّا تفرّد به

الإمام أحمد 37/ 126 (3058).

(2)

المسند 6/ 121، ومسلم 4/ 1794 (2294) من طريق ابن خُثيم. وعفّان ووهيب من رجال الشيخين.

(3)

المسند 6/ 49. ومن طريق شعبة أخرجه البخاري 2/ 162 (676).

ص: 158

المِهنة: الخدمة.

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا مهدي قال: حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه

عن عائشة

أنها سُئلَت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعملُ في بيته؟ قالت: كان يَخيطُ ثوبَه، ويَخْصفُ

نعله، ويعملُ ما يعملُ الرجالُ في بيوتهم (1).

(7260)

الحديث العشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال:

حدّثنا حمّاد عن ثابت عن القاسم بن محمد عن عائشة

أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل لَيُرَبّي لأحدكم التَّمرةَ واللُّقمةَ كما يُرَبّىِ

أحدُكم فَلُوَّه أو فصيلَه حتى يكونَ مثلَ أُحُد" (2).

(7261)

الحديث الحادي والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبيدة

ابن حُمَيد قال: حدَّثني يزيد بن أبي زياد عن عطاء بن أبي رباح قال:

أتينَ نسوةٌ من أهل حمصَ عائشة، فقالت لهنّ عائشة: لعلّكنّ من النساء اللاتي

يدخُلْنَ الحَمّامات؟ فقلن لها: إنّا لنفعلُ. فقالت لهنّ عائشة: أما إني سمعتُ رسولَ

الله يقول: "إيما امرأة وَضَعَتْ ثيابَها في غير بيت زوجها هَتَكَت ما بينها وبين الله عزّ

وجلّ" (3).

(1) المسند 6/ 121، ورجاله رجال الشيخين. ومن طريق مهدي بن ميمون آخرجه البخاري في المفرد

1/ 278 (539)، وأبو يعلى 8/ 287 (4876)، وينظر 8/ 117 (4653)، وابن حبّان 12/ (5677)،

وصحّحه المحقّقون.

(2)

المسند 1/ 256 ورجاله رجال الصحيح. وصحّحه ابن حبّان 8/ 111 (3317). وجعله ابن كثير مما تفرّد

به أحمد - الجامع 36/ 339 (2552).

الفلو: الجحش والمُهر إذا فُطِما. والفصيل: ولد الناقهَ إذا فُصل عن أمّه.

(3)

المسند 6/ 267 وإسناده ضعيف لضعف يزيد. وقد أخرجه أحمد 6/ 173، وأبو داود 4/ 39) (4010). وابن

ماجة 2/ 234 (3750)، والترمذي 5/ 105 (2803) وحسّنه، من طرق عن منصور عن سالم بن أبي

الجّعد - عن أبي المليح عن عائشة به، وهو إسناد صحيح، وصحّحه الألباني.

ص: 159

(7262)

الحديث الثاني والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب

قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد عن عمرة

بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت:

لقد تُوُفّي إبراهيمُ ابنُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، فلم يُصَلِّ عليه (1).

(7263)

الحديث الثالث والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو نوح

قُراد قال: أخبرنا ليث بن سعد عن مالك بن أنس عن الزهري عن عروة عن عائشة:

أن رجلًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس بين يدَيه فقال: يا رسول الله، إن لي

مملوكِين يكذّبونني ويخونونني ويعصونني. وأضرِبهم وأشْتِمُهُم، فكيف أنا منهم؟ فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُحْسَبُ ما خانوك وعصَوك وكذّبوك، وعقابُك إيّاهم، فإن كان عقابُك

إيّاهم دون ذنوبهم كانَ فَضْلًا لك، وإن كان عقابُك إيّاهم بقدر ذنوبهم كان كَفافًا، لا لك ولا

عليك، وإن كان عقابُك إيّاهم فوق ذنوبهم اقتُص لهم منك الفضلُ الذي بقيَ قِبَلَك" فجعل

الرجل يبكي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهتف. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماله؟ ما يقرأ كتاب

الله: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ

خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47] فقال الرجل: يا رسول الله، ما أجدُ

شيئًا خيرًا من فِراق ولاء هؤلاء -يعني عبيده- إنّي أُشهِدُك أنّهم أحرارٌ كلَّهم (2).

قُراد لقب، واسمُه عبد الرحمن بن غزوان.

(7264)

الحديث الرابع والعشرون بعد المائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا

أبو حفص عمرو بن علي قال: حدّثنا يزيد بن زُريع قال: حدّثنا عمارة بن أبي حفصة قال:

حدّثنا عِكرمة عن عائشة قالت:

(1) المسند 6/ 267، وأبو داود 7/ 203 (3187) وصرّح ابن إسحاق بالتحديث، وحسن الألباني إسناده.

(2)

المسند 6/ 280، والترمذي 5/ 300 (3165) قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث

عبد الرحمن بن غزوان، وقد روى أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن غزوان -وهو قراد أبو نوح- هذا

الحديث. وجعل الهيثمي رجاله رجال الصحيح - المجمع 10/ 354، وصحّح الألباني إسناده.

وقد ترجم ابن حجر لعبد الرحمن بن غزوان، أبي نوح قراد، ونقل توثيق العلماء له، ولكنهم ذكروا أن هذا

الحديث ممّا أخطأ فيه، وأنه ليس من حديث مالك، ونقل عن أحمد بن صالح: هذا باطل مما وضع

الناس- التهذيب 3/ 406.

ص: 160

كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان قِطْرِيّان غليظان، فكان إذا قعدَ فعَرِق ثَقُلا عليه، فقَدِم بَزٌّ

من الشام لفلان اليهوديّ، فقلتُ: لو بَعَثْتَ إليه فاشريت منه ثوبين إلى الميْسَرة. فأرسل

إليه، فقال: قد عَلِمْتُ ما يريدُ، إنما يريدُ أن يذهبَ بمالي أو بدراهمي. فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم "كذبَ، وقد عَلِمَ أنّي من أتقاهم [لله] وآداهم للأمانه".

قال الترمذي: هذا حديث صحيح (1).

(7265)

الحديث الخامس والعشرون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا

محمد بن عبد الله بن نُمَير قال: حدّثنا عبد الله بن يزيد قال: أخبرنا حَيْوَةُ عن أبي الأسود

محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل في غزوة تبوك عن سُترة المُصَلّي. فقال: "كَمُؤْخِرة الرَّحْل".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(7266)

الحديث السادس والعشرون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا

أبو كُريب قال: حدّثنا ابن أبي زائدة عن أبيه عن خالد بن سلَمة عن البَهيّ عن عروة عن

عائشة قالت:

كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يذكرُ اللهَ عز وجل على كلّ أحيانه.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7267)

الحديث السابع والعشرون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو معن

زيد بن يزيد الرَّقاشيُ قال: حدّثنا خالد بن الحارث قال: حدّثنا عبد الحميد بن جعفر عن

الأسود بن العلاء عن أبي سلمة عن عائشة قالت:

سمعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يذهبُ الليلُ والنهار حتى تُعْبَدَ اللاتُ والعُزّى".

(1) الترمذي 3/ 518 (1213) وذكر أحاديث الباب، وقال: حسن غريب صحيح. وهو في النسائي 7/ 294.

ومن طريق عمارة أخرجه أحمد 6/ 147، وصحّحه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي 2/ 23،

وصحّحه الألباني.

(2)

مسلم 1/ 359 (500).

(3)

مسلم 1/ 282 (373) ومن طريق زكريا بن أبي زائدة أخرجه في المسند 6/ 70، وقد علّقه البخاري -

الفتح 2/ 114.

ص: 161

فقلتُ: يا رسول الله، إن كنْتُ لأظُنُّ حين أنزل الله عز وجل: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ

بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ

} إلى قوله: {

وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33] أن ذلك

تامُّ (1) قال: "إنه سيكونُ من ذلك ما شاء الله عز وجل، ثم يبعث الله تعالى ريحًا طيّبة،

فتوَفى كلَّ من كان في قلبه مثقالُ حبّة من خَردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه،

فيرجعون إلى دين آبائهم".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(7268)

الحديث الثامن والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس

قال: حدّثنا أبان عن يحيى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن:

أنه دخل على عائشة وهو يُخاصم في أرض، فقالت عائشة: يا أبا سلمة، اجتنبِ الأرضَ؛

فإن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "من ظلمَ قِيدَ شِبرٍ من الأرض طُوِّقَه يومَ القيامة من سبع أرضين".

أخرجاه (3).

(7269)

الحديث التاسع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون

ابن معروف قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو أن أبا النضر حدّثه عن سليمان بن

يسار عن عائشة أنها قالت:

ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قطُّ مُسْتَجْمِعًا ضاحكًا حتى أرى منه لَهَواتِه، إنّما كان يتبسّم.

وقالت: كان إذا رأى غَيمًا أو ريحًا عُرِفَ ذلك في وجهه. قالت: يا رسول الله، الناسُ

إذا رأَوا الغيمَ فَرِحوا رجاءَ أن يكونَ فيه المطرُ، وأراك إذا رأيتَه عُرف في وجهك الكراهية.

فقال: "يا عائشةُ، ما يُؤْمِنّي أن يكونَ فيه عذاب، قد عُذِّب قومٌ بالريح، وقد رأى قومٌ

العذابَ فقالوا: هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا" (4).

(1) في مسلم "تامًّا".

(2)

مسلم 4/ 2230 (2907).

(3)

المسند 6/ 64، ومن طريق أبان آخرجه مسلم 3/ 1232 (1612)، ومن طريق يحيى بن أبي كثير أخرجه

البخاري 5/ 103 (2453). ولكنّ الحديث عند الشيخين فيه محمد بن إبراهيم التيمييّ بين يحيى وأبي

سلمة. قال ابن حجر في الفتح 5/ 105: وفي هذا الإسناد ما يُشعر بقلة تدليس يحيى بن أبي كثير، لأنه

سمعه الكثير من أبي سلمة، وحدّث عن هنا بواسطة محمد بن إبراهيم.

(4)

المسند 6/ 66، ومن طريق هارون أخرجه مسلم 2/ 616 (899)، ومن طريق ابن وهب أخرجه البخاري

8/ 578 (4828، 4829).

ص: 162

* طريق آخر:

حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو الطاهر قال: حدّثنا ابن وهب قال: سمعْتُ ابن جُرَيج

يحدّثنا عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة قالت:

كان رسول الله إذا عَصَفت الريح قال: "اللهم إنّي أسألُكَ خيرَها، وخيرَ ما فيها، وخيرَ

ما أُرْسِلَت به، وأعوذُ بك من شرِّها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أُرْسِلَتْ به". وإذا تخيَّلتِ السماء

تغيّرَ لونُه، وخرجَ ودخلَ، وأقبلَ وأدبر، فإذا مَطَرَت سُرّي عنه. فعرَفَتْ ذلك عائشةُ،

فسألتْه، فقال: لَعلَّه يا عائشةُ كما قال قومُ عاد: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا

هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} (1)[الأحقاف: 24].

الطريقان في الصحيحين.

(7270)

الحديث الثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان قال:

أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان:

أنّه سألَ عروةَ عمّا مسَّتِ النارُ. فقال عروة: سمعتُ عائشة تقول:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توضأوا ممّا مَسَّتِ النار".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(7271)

الحديث الحادي والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن

ابن علي عن زائدة عن عبد العزيز بن رُفيع عن عكرمة وابن أبي مليكة عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَمُر بالقدر، فيأخذُ العَرْقَ فيُصِيبُ منه، ثم يُصلّي ولم يتوضّأ ولم

يمَسَّ ماءً (3).

(7272)

الحديث الثاني والثلاتون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن

إسحاق قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا الأوزاعىّ قال: حدّثني شدّاد أبو عمّار عن

عائشة:

(1) مسلم 2/ 616 (899). وص طريق ابن جُريج أخرجه أحمد 6/ 240.

(2)

المسند 4/ 89، ومن طريق سعيد بن خالد أخرجه مسلم 1/ 273 (353). وسائر رجاله رجال الشيخين.

(3)

المسند 6/ 161، قال البوصيري في إتحاف الخيرة 1/ 475 (941): رواته ثقات. وقال الهيثمي- المجمع

4/ 258: رجاله رجال الصحيح. وشواهده كثيرة - ينظر الإتحاف، والمجمع.

ص: 163

أن نسوةً من أهل البصرة دَخَلْن عليها، فأمَرَتْهنّ أن يَستنجِين بالماء، وقالت: مُرْن

أزواجَكُنّ بذلك، فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يفعلُه،

وهو شفاء من الباسور. عائشة تقوله، أو أبو عمّار (1).

(7273)

الحديث الثالث والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن

بحر قال: حدّثنا الدّارورديّ قال: هشام بن عروة حدّثني عن أبيه عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُسْتقَى له الماءُ العذبُ من بيوت السُّقيا (2).

(7274)

الحديث الرابع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان

قال: حدّثنا حمّاد عن حمّاد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "رُفع القلمُ عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظَ، وعن الصبيّ حتى

يحتلمَ، وعن المجنون حتى يَعْقِلَ" (3).

(7275)

الحديث الخامس والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى

عن عبد الرحمن بن عمّار (4) قال: سمعت القاسم بن محمّد عن عائشة

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "فَضَلَتِ الجماعة على صلاة الفَذِّ خمسًا وعشرين"(5).

(1) المسند 6/ 93 ورجاله ثقات، وشدّاد بن عبد الله، يُرسل. ونقل البيهقي- السنن 1/ 106 بعد أن أخرجه من

طريق الأوزاعي عن أبي عمّار عن الإمام أحمد: هذا مرسل، أبو عمّار شدّاد لا أراه أدرك عائشة. وأخرج

أحمد 6/ 95، والترمذي 1/ 30 (19)، والنسائي 1/ 42، وابن حبّان 4/ 290 (1443) من طريق قتادة عن

معاذة عن عائشة -وهو إسناد صحيح- قالت: مُرْنَ أزواجكنّ أن يغسلوا عنهم أثر الخلاء والبول، فإنا

نستحيي أن ننهاهم عنه، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله. اللفظ لأحمد. قال الترمذي: حديث حسن

صحيح، والعمل عليه عند أهل العلم.

(2)

المسند 6/ 100، ومن طريق قتيبة بن سعيد وغيره عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي أخرجه أبو داود

3/ 340 (3735) وزاد: قال قتيبة: عينٌ بينها وبين المدينة يومان. ومن طريق عبد العزيز صحّحه الحاكم

4/ 138، وابن حبّان 12/ 149 (5332)، وجوّد أبن حجر إسناده - الفتح 10/ 74 وصححه الألباني.

(3)

المسند 6/ 101، ومن طريق حمّاد بن سلمة عن حمّاد بن أبي سليمان أخرجه أبو داود 4/ 139 (4398)،

والنسائي 6/ 156، وابن ماجة 1/ 658 (2041)، وأبو يعلى 7/ 366 (4400)، وصحّح الحاكم إسناده على

شرط مسلم 2/ 59، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 1/ 355 (142)، والمحقّقون.

(4)

قال أحمد: وكان ثقة، ويقال له: ابن عمّار بن أبي زينب، مديني.

(5)

المسند 6/ 49، والنسائي 2/ 103، ورجاله ثقات. قال الألباني: صحيح الإسناد.

ص: 164

(7276)

الحديث السادس والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى

عن ابن أبي ذئب قال: حدّثني مَخْلَد بن خُفاف بن إيماء عن عروة عن عائشة

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "الخَراج بالضّمان"(1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثني مسلم عن هشام بن عروة

عن أبيه عن عائشة:

أن رجلًا ابتاع غلامًا، فاستغلَّه، ثم وجد به عيبًا فردّه بالعيب، فقال البائع: غَلّةُ

عبدي. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "الغَلَة بالضّمان"(2).

(7277)

الحديث السابع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى

عن إسماعيل قال: حدّثنا عامر قال:

أتى مسروقٌ عائشةَ فقال: يا أُمّ المؤمنين، هل رأى محمّد صلى الله عليه وسلم ربَّه عز وجل؟ قالت:

سبحانَ اللهِ! لقد قَفّ شعرُ رأسي. لما قُلْتَ: أين أنت من ثلاثٍ مَن حَدَثَكَهُنّ فقد كذب:

من حدَّثَك أنّ محمدًا رأى ربَّه فقد كذب، ثم قرأتْ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ

(1) المسند 6/ 49، ومخلد مقبول، روى له أصحاب السنن. وسائر رجاله رجال الشيخين.

ومن طرق عن أبن أبي ذئب أخرج الحديث أبو داود 3/ 284 (3508)، والنسائي 7/ 254، وابن ماجة

2/ 754 (2242)، والترمذي 3/ 581 (3508) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد روى هذا

الحديث من غير هذا الوجه، والعمل على هذا عند أهل العلم، وصحّحه ابن حبّان 11/ 299 (4928)

وحسّنه الألباني. وينظر مسند أبي يعلى 8/ 30 (4537) والحاشية.

(2)

المسند 6/ 80 ومسلم بن خالد الزنجي ضعيف، لكنه متابع، وسائر رجاله ثقات، رجال الصحيح.

ومن طرق عن مسلم أخرجه أبو داود 3/ 284 (3510)، وابن ماجة 2/ 754 (2243)، وأبو يعلى 8/ 82

(4614)

، وصحّح الحاكمُ إسناده، ووافقه الذهبي 2/ 14، 15. وصحّحه ابن حبّان 11/ 298 (4927).

قال أبو داود: هذا إسناد ليس بذاك. وأخرجه الترمذي 3/ 582 (1286) من طريق عمر بن عليّ المقدمي

عن هشام به قال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث هشام بن عروة. قال: وقد روى مسلم بن

خالد الزنجي هذا الحديث عن هشام بن عروة

ثم ذكر تفسير الحديث: وهو الرجل يشتري العبد

فيستغلَه، ثم يجد به عيبًا فيردّه على البائع، فالغلّة للمشتري، لأن العبدَ لو هلك هلك من مال المشتري.

ثم نقل استغراب الإمام البخاري هذا الحديث. وقد حسَن المحقّقون إسناد الحديث.

ص: 165

الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103]، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}

[الشورى: 51].

ومن أخبَرَك أنه يعلمُ ما في غدٍ فقد كذب، ثم قرأتْ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ

وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ

} الآية [لقمان: 34].

ومن أخبرك أن محمدًا كَتَمَ فقد كذب. ثم قرأتْ: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ

مِنْ رَبِّكَ

} [المائدة: 67].

ولكنّه رأى جبريل في صورته مرّتين (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عديّ عن داود عن الشَّعبي عن مسروق قال:

كنتُ عندَ عائشةَ، فقلتُ: أليس الله عز وجل يقول: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ}

[التكوير: 23]. {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13]. فقالت: أنا أوّل هذه الأُمّةِ سأل

رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عنها. فقال: "إنّما ذاكَ جبريلُ، لم يَرَه في صورته التي خُلِقَ عليها إلا مرّتين:

رأيتُه مُنْهَبِطًا من السَّماء إلى الأرض، سادًّا عِظَمُ خلقه ما بين السماء والأرض."

الطريقان في الصحيحين (2).

(7278)

الحديث الثامن والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب

قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير [عن

أبيه] (3) عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:

سمْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلّى صلاةً لا يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خِداج"(4).

(1) المسند 6/ 49.

(2)

المسند 6/ 241. والطريقان صحيحان: فقد أخرج البخاري الحديث من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن

عامر الشعبي 8/ 606 (4855)، ومسلم مثله، ومن طرق أُخر 1/ 159، 160 (177).

(3)

ليس في المخطوط ولا المطبوع "عن أبيه" وهي في الأطراف والمصادر. والرواية الآخرى للحديث 6/ 142

من طريق يزيد عن محمد بن إسحاق.

(4)

المسند 6/ 275: وهو حديث صحيح. وابن إسحاق صرّح هنا بالتحديث. ومن طريق ابن إسحاق أخرجه

ابن ماجة 1/ 274 (840)، والطحاوي في شرح المشكل 3/ 121 (1087)، وحسَن المحقُق إسناده. وقال

الألباني: حسن صحيح.

وقد روى مسلم عن أبي هريرة نحوه - الجمع 6/ 303 (2723).

ص: 166

(7279)

الحديث التاسع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا

عبد الله بن مُنير سمع يزيد بن هارون قال: حدّثنا يحيى بن سعيد أن عبد الرحمن بن

القاسم أخبره عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبّاد بن عبد الله بن الزبير أخبره أنه سمع

عائشة تقول:

إن رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنّه احترقَ. فقال: "مالك؟ " قال: أصَبْتُ أهلي في

رمضان. فأُتي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمِكْتَلٍ يُدعى العَرَق، فقال:"أين المُحْتَرِقُ؟ " قال: أنا. قال:

"تصدَّق بهذا؟ ".

أخرجاه (1).

وفي رواية قال: فأينَ الصَّدَقةُ إلاّ عليّ؟ قال: "خُذه"(2).

(7280)

الحديث الأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سعد بن

إبراهيم قال: حدّثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال: حدّثني ثور بن يزيد الكِلاعي (3)

عن محمد بن عُبيد بن أبي صالح المكّي عن صفيّة بنت شيبة بن عثمان عن عائشة

قالت:

سمعْتُ رسولَ اللَه صلى الله عليه وسلم يقولُ "لا طلاق [ولا عِتاقَ] في إغلاق"(4).

الإغلاق: الإكراه.

(1) البخاري 4/ 161 (1935) ومن طريق يحيى أخرجه مسلم 2/ 783 (1112)، ومن طريق يزيد بن هارون في

المسند 6/ 140.

(2)

وهي رواية المسند 6/ 276 من طريق يعقوب عن أبيه عن ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير، وفيها:

"فأين الصدقة إلا على ولي" وبمعناه في البخاري 12/ 132 (6822)، ومسلم 2/ 784.

وينظر ما يتعلّق بالحديث عن كفارة الجماع في نهار رمضان، ما ذكره ابن حجر في الفتح 4/ 163.

(3)

في المسند "وكان ثقة".

(4)

المسند 6/ 276، وفيه قصّة اختصرها المؤلّف. ومحمد بن عُبيد ضعيف روى له أبو داود - التقريب 2/ 538.

ومن طريق ابن إسحاق أخرجه أبو داود 2/ 258 (2193)، وابن ماجة 1/ 660 (2046)، وأبو يعلى 7/ 421

(4444)

، والحاكم 2/ 198 قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. قال الذهبي: محمد

ابن عبيد لم يحتجّ به مسلم، وقال أبو حاتم: ضعيف. وقد حسَن الألباني الحديث- ينظر الإرواء

7/ 113 (2047).

ص: 167

(7281)

الحديث الحادي الأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب

قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه

عن عائشة قالت:

لما بعث أهلُ مكّة في فداء أسراهم بعثَتْ زينبُ بنتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي

العاص بن الرّبيع بمال، وبَعَثَتْ فيه بقِلادة لها كانت خديجة أدْخَلَتْها بها على أبي

العاص حين بنى عليها. قال: فلمّا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رقَّ لها رِقّةً شديدة، وقال: "إن

رأيْتُم أن تُطْلقوا لها أَسيرَها وتَرُدُّوا عليها الذي لها فافعلوا" فقالوا: نعم. فأطلقوه وردّوا عليها

الذي لها (1).

(7282)

الحديث الثاني والأربعون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر

ابن أبي شيبة قال: حدّثنا وكيع عن معاوية بن أبي مُزَرِّد عن يزيد بن رُومان عن عروة عن

عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرَّحِمُ مُعَلَّقةٌ بالعَرش، تقولُ: من وصَلَني وصَلَه الله، ومن

قَطَعَني قَطَعَه الله".

أخرجاه (2).

(7283)

الحديث الثالث والأربعون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر

ابن أبي شيبة قال: حدّثنا أبو معاوية عن عاصم بن سليمان عن عبد الله بن الحارث عن

عائشة قالت:

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلَّمَ لم يقعُدْ إلا مقدارًا ما يقول: "اللهمّ أنت السلامُ، ومنك

السلام، تباركتَ ذا الجلال والإكرام".

(1) المسند 6/ 276، وصرّح ابن إسحاق بالتحديث، وسائر رجاله ثقات. وهو في السيرة لابن إسحاق 2/ 215.

ومن طريقه في سنن أبي داود 3/ 62 (2692)، والطحاوي في شرح المشكل 12/ 136 (4708)، وصحّح

الحاكم إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وحسّن الألباني إسناده.

(2)

مسلم 4/ 1981 (2555)، ومن طريق معاوية بن أبي مُزَرّد في البخاري 10/ 417 (5989) وهو في المسند

6/ 6 من طريق وكيع.

ص: 168

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(7284)

الحديث الرابع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع

قال: حدّثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عَمرة عن عائشة قالت:

كان الناسُ عُمالَ أنفسِهم، وكانوا يروحون كهيئتهم، فقيل لهم:"لو اغْتَسَلْتُم".

أخرجاه (2).

وفي لفظ: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أنّكم تَطَهَّرْتُم ليومكم هذا"(3).

(7285)

الحديث الخامس والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع

قال: حدّثنا أبو جعفر الرازي عن محمد بن المُنْكَدِر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت:

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل تكونُ له ساعةٌ من الليل يقومُها فينامُ عنها، إلا كُتِبَ له

أجرُ صلاته، وكان نومُه عليه صدقة تصُدِّقَ به عليه" (4).

(7286)

الحديث السادس الأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس

ابن محمد قال: حدّثنا هارون عن بُديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن عائشة:

أنّها سَمِعَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ (فزوحٌ ورَيحان) برفع الرّاء (5).

(1) مسلم 1/ 414 (592)، ومن طريق عاصم أخرجه أحمد 6/ 62.

(2)

المسند 6/ 62، ومن طريق يحيى بن سعيد أخرجه مسلم 2/ 581 (847).

(3)

هذه الرواية في البخاري 2/ 385 (902) ومسلم السابق، كلاهما بإسنادهما إلى عروة بن الزبير عن عائشة.

(4)

المسند 6/ 63. وأخرجه النسائي من طريق أبي جعفر الرازي 3/ 258، وفي رواية له جعل بين سعيد

وعائشة: الأسود بن يزيد. وقال: أبو جعفر الرازي ليس بالقويّ في الحديث. وأخرجه أبو داود 2/ 34

(1314)

من طريق القعنبي عن مالك عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير عن رجل عن عائشة.

وجعله الألباني شاهدًا حسنًا لحديث صحّحه عن أبي الدّرداء - الإرواء 2/ 205.

(5)

المسند 6/ 64. ومن طريق هارون بن موسى أخرجه أبو داود 4/ 35 (3991)، والترمذي 5/ 175 (2938)

قال الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث هارون الأعور. وأبو يعلى 8/ 11 (4515)، وصحّح

الحاكم إسناده على شرط الشيخين 2/ 236، ووافقه الذهبي، مع أن بديلًا وعبد الله لم يخرج لهما البخاري

في صحيحه، وأخرج لهما مسلم، وصحّحه الألباني.

والقراءة المتواترة (فرَوح ورَيحان)[الواقعة 89] وقرأ بالضمّ عدد من القراء. ينظر الطبري 27/ 121،

والبحر 8/ 215.

ص: 169

(7287)

الحديث السابع الأربعون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى

ابن بُكير قال: حدّثنا الليث عن عُقيل قال: قال ابن شهاب: أخبرَني ابن الزبير أن عائشة

زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت:

لم أَعْقِلْ أبَوَيَّ قَطُّ إلا وهما يَدينان الدِّينَ، ولم يَمُرَّ علينا يومٌ إلا يأتينا فيه رسول الله

صلى الله عليه وسلم طَرَفَي النهار بُكرةً وعَشِيّةً. فلمّا اُبْتُلِيَ المسلمون خرج أبو بكر مهاجرًا نحو أرض

الحبشة، حتى إذا بلغ بَرْك الغِماد لَقِيه ابن الدَّغنة، وهو سيّد القارة (1)، فقال: أين تُريدُ يا

أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأريدُ أَن أَسِيحَ في الأرض فأعبدَ ربّي. قال ابن

الدَّغنة: فإنّ مثلَك يا أبا بكر لا يَخْرُجُ ولا يُخْرَجُ، أنت تَكْسِبُ المعدوم، وتَصِلُ الرّحِمَ،

وتَحْمِلَ الكَلَّ (3)، وتَقْري الضَّيْفَ، وتُعين على نوائب الحقِّ. وأنا لك جارٌ، فارجعْ فاعبدْ

ربّك ببلدك. فرجعَ، وارتحل معه ابن الدّغنة، فطاف ابن الدّغنة عشيةً في أشراف قريش

فقال لهم: إن أبا بكر لا يَخرجُ مثله ولا يُخرجُ، أتُخرجون رجلًا يَكسِبُ المعدومَ، وَيصِلُ

الرَّحِمَ، ويَحْمل الكَلّ، ويقري الضيف، ويُعين على نوائب الحقّ؟ فلم تُكَذِّب قُريشٌ بجوار

ابن الدّغنة، وقالوا لابن الدّغنة: مُرْ أبا بكر فليعبُدْ ربّه في دارهِ، فَلْيُصَلِّ فيها، وليقرأْ ما

شاء، ولا يُؤذِنا بذلك ولا يستعلِنْ به، فإنّا نخشى أن يفتِنَ نساءنا وأبناءنا. فقال ذلك ابن

الدّغنة لأبي بكر.

فلَبِثَ أبو بكر بذلك، يعبدُ ربّه في داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره. ثم

بدا لأبي بكر فابتنى مسجدًا بفناء داره، فكان يُصلّي فيه، ويقرأُ القرآن، فيتقصَّف (3) عليه

نساءٌ المشركين وأبناؤهم، يُعْجَبون منه وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلًا بكَاءً لا يملك

عينيه إذا قرأ القرآن. فأفزعَ ذلك أشرافَ قريش من المشركين، فأرسَلوا إلى ابن الدغنة،

فقدم عليهم، فقالوا: إنا كُنّا أجَرْنا أبا بكر بجوارك، على أن يعبُدَ ربّه في داره، فقد جاوز

ذلك، فابتنى مسجدًا بفِناء داره، فأعلنَ بالصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خَشِينا أن يفتنَ

نساءَنا وأبناءَنا، فانْهَه، فإن أحبَّ أن يقتصرَ على أن يعبُدَ ربّه في داره فعل، وإن أبي إلاّ أن

يُعلِنَ بذلك فسَلْه أن يَرُدّ إليك ذِمَّتَك، فإنَا قد كَرِهْنا أن تَخْفِرَك، ولَسْنا مُقِرِّين لأبي بكر

(1) القارة: قبيلة. وينظر ضبط "الدغنة" في الفتح 7/ 233.

(2)

الكَلّ: الضعيف.

(3)

في البخاري "فيتقذّف". وذكر ابن حجر الروايتين 7/ 234.

ص: 170

الاستعلانَ. قالت عائشة: فأتى ابن الدّغنة إلى أبي بكر فقال: قد علمْتَ الذي عاقدْتً

لك عليه، فإمّا أن تقتصرَ على ذلك، وإمّا أن تَرجعَ إليَّ ذمّتي، فإني لا أُحِبُّ أن يسمعَ

العربُ أني أُخْفِرْتُ في رجلٍ عَقَدْتُ له. فقال أبو بكر: فإنّيَ أرُدُّ إليك جوارَك وأرضى بجوار

الله، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يومئذٍ بمكّة.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين: "إنّي أُرِيتً دارَ هجرتكم ذاتَ نَخْلٍ بين لابتَين- وهما

الحَرّتان- فهاجرَ مَن هاجر قِبَلَ المدينة، ورجع عامّة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى

المدينة. وتجهّز أبو بكر قِبَلَ المدينة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على رِسْلك، فإنّي أرجو

أن يُؤْذَن لي" فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: "نعم" قال: فحبَس أبو بكر

نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلَفَ راحلتين كانتا عنده من ورق السَّمُر-هو

الخَبط- أربعة أشهر.

قال ابن شهاب: قال عروة: قالت عائشة: فبينما نحن جلوسٌ في بيت أبي بكر في

نَحْر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله متقنِّعًا - في ساعة لم يكن يأتينا فيها.

فقال أبو بكر: فِداء له أبي وأمّي. والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمرٌ. قالت: فجاء

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذنَ، فأذِن له، فدخل، فقال لأبي بكر:"أخْرجْ من عندَك" فقال

أبو بكر: إنّما هم أهلُك، بأبي أنت يا رسول الله. قال:"فإني قد أُذِنَ لي في الخروج" فقال

أبو بكر: الصحابةَ بأبي أنت يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم". قال أبو بكر: فخُذْ

- بأبي أنت- إحدى راحلتَيّ هاتين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بالثَّمَن".

قالت عائشة: فجهَّزْناهما أحثَّ الجِهاز، وصنعْنا لهما سُفرة في جِراب، فقطعت أسماء

بنت أبي بكر قِطعةً من نطاقها فربطتْ به على فم الجِراب، فبذلك سُمِّيت ذات النِّطاقين.

قالت: ثم لَحِقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغارٍ في جبل ثور، فمكَثا (1) فيه ثلاث ليال، يبيتُ

عندهما عبد الله بن أبي بكر، وهو غلام شابٌ ثَقِف لَقِن، فيَدَّلَجُ من عندهما بسَحَر،

فيُصبح مع قريش بمكه كبائتٍ، فلا يسمع أمرًا يُكادان به إلا وعاه، حتى يأتيَهما بخبر

ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهما عامرُ بن فُهيرة مولى أبي بكر مِنحةً من غنم،

فيُريحُها عليهما حين تذهبُ ساعة من العشاء، فيبيتان في رِسل- وهو لبن منحتهما (2)

(1) رواية البخاري "فكَمَنا".

(2)

في البخاري: "وهو لبن منحتهما ورضيفها". والرّضيف: اللبن المرضوف، الموضوع على حجارة محمّاة في

الشمس.

ص: 171

حتى يَنْعِقَ بها عامر بن فُهيرة بغَلَس، يفعل ذلك في كلّ ليلة من تلك الليالي الثلاث.

واستأجر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلًا من بني الدِّيل، وهو من بني عبد بن عدي، هاديًا

خِرِّيتا - والخِرِّيت: الماهر بالهداية - قد غَمَسَ حِلفًا في آل العاص بن وائل السَّهمي، وهو

على دين كُفّار قريش، فأمِناه فدَفَعا إليه راحلتَيهما وواعداه غارَ ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما

صُبْحَ ثلاث، وانطلق معه عامر بن فهيرة والدليل، فأخذ بهم طريق السّواحل.

قال ابن شهاب: فأخبرَني عبد الرحمن بن مالك المُدْلجي- وهو ابن أخي سُراقة بن

جعشم (1). إن أباه أخبره. أنه سمع سراقة بن جعشم يقول: جاءنا رُسُل كُفّار قريش

يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دِيةَ كلِّ واحد منهما لمن قتله أو أسَرَه. فبينما أنا

جالس في مجلس من مجالس قومي بنى مُدْلج، أقبل رجلٌ منهم حتى قام علينا ونحن

جلوس، فقال: يا سُراقة، إنّي قد رأيت آنِفًا أسْوِدةً بالساحل، أراها محمّدًا وأصحابه،

قال: فعرفْتُ أنّهم هم، فقلتُ: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيتَ فلانًا وفلانًا انطلقوا بأعيننا.

ثم لَبِثْتُ في المجلس ساعةً، ثم قُمْتُ فدخلْتُ فأمرْتُ جاريتي أن تَخْرُجَ بفرسي وهي من

وراء أكَمَة فتحبِسُها عليّ، وأخذْث رُمحي فخرجْث من ظهر البيت، فخَطَطْت بزُجّه

الأرضَ، وخَفَضْتُ عاليَه، حتى أتيحث فرسي، فرَكِبْتُها، فدفَعْتها تقرِّبُ بي حتى دَنَوتُ

منهم، فعَثَرَت بي فرسي فخَرَرْتُ عنها، فقُمْتُ فأهويتُ بيدي إلى كِنانتي، فاستخرجْتُ

منها الأزلام، فاستقسَمْتُ بها: أضُرُّهم أم لا؟ فخرج الذي أكره، فركبتُ فرسي وعَصَيْتُ

الأزلامَ، تقرّبُ بي، حتى إذا سمعتُ قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفتُ، وأبو بكر يُكْثِرُ

الالتفات، ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلَغَتا الرُّكبتين، فخَرَرْتُ عنها، ثم زجرْتُها

فنهضت، فلم تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيها، فلَما استوت قائمةً إذا لأَثَر يَدَيها عُثان (2) ساطع في

السماء مثل الدخان، فاستقسمتُ بالأزلام فخرج الذي أكره، فناديتُهم بالأمان،

فوقفوا، فركبتُ فرسي حتى جئتُهم، ووقع في نفسي حين لقيتُ ما لقيتُ من الحبس

عنهم أن سيظهرُ أمرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ له: إن قومَك قد جعلوا فيك الديةَ، وأخبرْتُهم

أخبار ما يريدُ الناس بهم، وعَرَضْتُ عليهم الزاد والمتاع، فلم يرزآني ولم يسآلاني، إلا أن

قال: "أخفِ عنّا" " فسألتُه أن يكتبَ لي كتاب آمن، فأمر عامرَ بن فُهَيرة فكتبَ لي في

(1) ويقال: سراقة بن مالك.

(2)

العثان: الغبار والدخان.

ص: 172

رُقعة من أدم، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لقيَ الزُّبيرَ في ركب من

المسلمين كانوا تُجّارًا قافلين من الشام، فكسا الزبيرُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثيابَ بياض.

وسمع المسلمون بالمدينة بِمَخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكّةَ، فكانوا يَغدون كلَّ غَداةٍ

إلى الحَرَة، فينتظرونهم حتى يرُدَّهم حرُّ الظهيرة، فانقلبوا يومًا بعدما أطالوا انتظارهم، فلما

أوَوا إلى بيوتهم أوفى رجلٌ من اليهود على أُطُم من آطامهم لأمرٍ ينظر إليه، فبَصُرَ برسول الله

صلى الله عليه وسلم وأصحابه مُبَيَّضين يزولُ بهم السراب، فلم يملك اليهوديُّ إلا أن قال بأعلى صوتهِ: يا

معشر العرب، هذا جدُّكم الذي تنتظرون. فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقَّوا رسولَ اللهِ

صلى الله عليه وسلم بظهر الحَرّة، فعدَلَ بهم ذاتَ اليمين حتى نزلَ بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يومَ

الإثنين من شهر ربيع الأول. فقام أبو بكر للنّاس، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتًا، فطَفِقَ من

جاء من الأنصار ممّن لم يرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحَيّي أبا بكر، حتى أصابتِ الشمسُ رسول الله

صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر حتى ظَلّلَ عليه بردائه، فعرفَ الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك. فلَبِثَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بضعَ عشرة ليلة، وأسّسَ المسجدَ الذي أُسِّسَ على التّقوى،

وصلّى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ركبَ راحلتَه، فسار يمشي معه الناسُ حتى بَرَكَت عندَ

مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو يصلّي فيه يومئذٍ رجالٌ من المسلمين، وكان مِرْبَدًا

للتَّمر، لسَهل وسُهيل، غُلامين يتيمين في حَجر سعد بن زُراره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين

بَرَكَت به راحلتُه: "هذا إن شاء الله المنزل" ثم دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الغلامين فساومَهما

بالمربد لِيَتّخِذَه مسجدًا، فقالا: بل نَهَبُه لك يا رسول اللَه (1). ثم بناه مسجدًا، وطَفِق

رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقِلُ معهم اللَّبِن في بنائه، ويقول وهو ينقلُ اللّبِنَ:

هذا الحِمال لا حِمال خيبر

هذا أبرُّ-ربَّنا- وأطهر

اللهمّ إنّ الأجرَ أجرُ الآخِرَه

فارحمِ الأنصارَ والمُهاجرَه

فتمثّل بشعر رجل من المسلمين لم يُسَمَّ لي. قال ابن شهاب: ولم يَبْلُغنا في الأحاديث

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثّل ببيت شعر تامّ غير هذه الأبيات.

(1) في البخاري: "فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبله منهما هبةً، حتى ابتاعه منهما. وينظر الفتح 7/ 246.

ص: 173

انفرد بإخراجه البخاري (1).

وقول عائشة: فيتقصّف عليه نساء المشركين: أي يَزْدَحِمْن حتى يَقْصِفَ بعضُهم بعضًا.

وقولها: غلام ثَقِف: أي ذو فِطنه.

(7288)

الحديث الثامن والأربعون بعد المائة: حدّثنا البخاري ومسلم والترمذي

قالوا: حدّثنا على بن حُجر قال: أخبرَنا عيسى بن يونس قال: حدّثنا هشام بن عروة

عن عبد الله بن عروة. وقال الترمذي عن أخيه (2) عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة

قالت (3):

جلس إحدى عشرة امرأةً، فتعاهَدْنَ وتعاقَدنَ ألاّ يَكْتُمْنَ من أخبار أزواجهنّ شيئًا:

قالت الأولى: زوجي لحمُ جَملٍ غَثٌّ، على رأس جبل (4)، لا سهل فيُرْتَقى، ولا

سمين فينتقل.

قالت الثانية: زوجي لا أبُثُّ خبرَه، إنّي أخافُ ألاّ أذَرَه، إن أذكُرْه أذكرْ عُجَرَه وبُجَرَه.

قالت الثالثة: زوجي العَشَنَّق، إن أنطِقْ أُطَلَّقْ، وإن أسكُتْ أعَلَّقْ.

قالت الرابعة: زوجي كلَيل تِهامة، لا حَرَّ ولا قَرَّ، ولا مخافةَ ولا سآمة (5).

قالت الخامسة: زوجي إن دخل فَهِد، وإن خَرَجَ أسِد، ولا يُسْأَلُ عَمّا عهِد.

قالت السادسة: زوجي إن أكل لَفّ، وإن شَرِبَ اشْتَفَّ، وإن اضطجع التفَّ. ولا يُولِجُ

الكفَّ ليعلم البَثّ.

قالت السابعة: زوجي عياياء -أو غياياء- طباقاء، كلُّ داءٍ له داء، شَجَّك أو فَلَّك، أو

جمع كُلًّا لكِ.

(1) البخاري 7/ 230، 238 (3905، 3906) وفي المسند 6/ 198 جزء من أولّه من طريق الزهري. وينظر شرح

ابن حجر للحديث في الفتح.

(2)

وفي مسلم أيضًا "عن أخيه".

(3)

هذا الحديث مشهور بحديث أمّ زرع. عُني العلماء بشرحه، وأفردّ بعضهم رسائل في ذلك. وهو الحديث

الذي ذكره المؤلف في مقدّمة كتابه أن الإمام أحمد لم يخرجه.

(4)

ويروى "جبل وعر".

(5)

ذكر العكبري في إعراب الحديث 334: يجوز في هذه الأسماء كلّها الفتح على أنّها مبيّنة مع "لا"، والخبر

محذوف، تقديره: لا حرَّ فيها. ويجوز الرفع، وكأنه أشبه بالمعنى، أي ليس فيها حرُّ، فهو إما اسم ليس (أي

لا العاملة عمل ليس) وخبرها محذوف: وإما أن يبطل عمل "لا"، ويكون مبتدأ والخبر محذوف ..

ص: 174

قالت الثامنة: زوجي المَسُّ مَسُّ أرنب، والرّيحُ ريح زَرْنَب.

قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النِّجاد، عظيم الرّماد، قريبُ البيت

من النادِ.

قالت العاشرة: زوجي مالك، وما مالك؟ مالكٌ خيرَ من ذلك، له إبلٌ كثيرات

المبارك، قليلاتٌ المسارح، إذا سَمِعْنَ صوت المِزْهَر أيقنَّ أنهنّ هوالك.

قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زَرع، وما أبو زَرع؟ أَناسَ من حُلِىَّ أُذُنَيَّ، وملأَ من

شحم عَضُدَيّ، وبجَّحَني فبَجِحْتُ إلى نفسي، وجدَني في أهل غُنيمهٍ بشِقّ، فجعلَني في

أهل صَهيل وأطيط، ودائس ومُنَقٍّ، فعنده أقول فلا أُقَبَّح، وأرقُدُ فأتصبّح، وأشربُ فأتقَمَّح.

وقال البخاري: فأتقنّح. قال: وقال بعضهم: أتقمح، وهو أصحّ.

أمُّ أبي زَرع، فما أمُ أبي زَرع؟ عُكومُها رَداح، وبيتها فَساح.

ابن أبي زرع، وما ابن أبي زرع، مَضْجَعُهَ كَمِسَلِّ شَطْبة، ويُشْبِعُه ذِراع الجَفْرة.

ابنة أبي زرع، فما ابنهُ أبي زرع؟ طَوعُ أبيها وطَوعُ أمّها، وملءُ كسائها، وغيظ جارتها.

جاريةُ أبي زرع، فما جارية أبي زرع، لا تَبُثُّ حديثنا تبثيثًا، ولا تنَقِّثُ مِيرتنا تنقيثًا،

ولا تملأ بيتنا تعشيشًا.

قالت: خرج أبو زرع والأوطابُ تُمْخَضُ، فلَقِىَ امرأةً معها ولَدان كالفهدين، يلعبان من

تحت خَصرها برمّانتين، فطلَّقَني ونكَحَها، فنَكَحْتُ بعدَه رجلًا سَرِيًا، رَكِبَ شَرِيًّا، وأخذَ

خَطِّيًّا، وأراحَ عليَّ نَعَمًا ثَرِيًّا، وأعطاني من كل رائحة زوجًا، وقال: كُلِي أمّ زرع ومِيري

أهلَك. قالت: فلو جمعْتُ كل شيء مما أعطانيه ما بلغ أصغَرَ آنية أبي زَرع.

قالت عائشة: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كنتُ لك كأبي زرع لأمّ زرع".

أخرجاه (1).

وفيه كلمات تُشكل، منها (1).

(1) البخاري 9/ 254 (5189)، ومسلم 4/ 1896 (2448)، والترمذي- الشمائل 48 (243).

(2)

شرح المؤلف هنا بعض الكلمات وترك كثيرًا. وقد أفاض العلماء في شرح غريب الحديث ومعانيه. ينظر

الفتح 9/ 256 - 277، وكشف المشكل 4/ 295 - 309. وفي حاشية الكشف مصادر.

ص: 175

الغَثّ: وهو المهزول. وإنما وَصفت قلّةَ خيره وبُعدَه مع القِلّة، كالشيء في قُلّة الجبل.

الغجَر: أن ينعقد العصب أو العروق. والبُجَر كذلك، إلاّ أنها في البطن خاصّة.

والعَشَنَّق: الطويل.

وأعَلَّق، من قوله:{فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} [النساء: 129].

وليل تهامة طيّب، ليس فيه حَرّ ولا برد.

واللَّفَّ في المطعم: الإكثار منه. والاشتفاف في الشرب: الاستقصاء.

ولا يُولج الكفّ: أي لا يَمَسّ ما يسوءُ مَسّه.

والعَياياء: الذي لا يضرب ولا يُلْقح.

والطّباقاء: العَيِيّ الفَدْم.

كلُّ داء له داء: أي جميع أدواء الناس فيه.

ومعنى فَهِد: أي لا يتفقّد ما يذهب من ماله.

والزّرنب: طِيب.

وقولها: طويل النِّجاد: تَصِفُه بطول القامة.

والمِزهر: العود.

وبجَّحني: أي فرّحني ففرحت.

وقولها: بشِقّ: أي بجَهد.

والدائس والمنقّي: دائس الطعام ومُنَقّيه.

وأتقمَّح: أشرب حتى أروى، وليس أتقَنّح محفوظًا.

والعُكوم: الأحمال. والرّداح: العظام.

والجَفرة: الأنثى من أولاد المعز.

والتنقيث: الإسراع في السير، أي لا تأخذ الطعام فتذهب به.

وقولها: يلعبان من تحت خصرها برمّانتين: أي هي ذات كِفْلٍ عظيم، فإذا استلقت

نتأ الكِفل.

والشَّرِيّ: الفرس.

ص: 176

والخَطّيّ: الرمح.

والثَّرِيّ: الكثير المال

(7289)

الحديث التاسع والأربعون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: قال يونس

عن الزهريّ، قال عروة: قالت عائشة:

كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه: "يا عائشةُ، ما أزالُ أجِدُ ألمَ الطعامِ

الذي أكَلتُ بخيبرَ، فهذا أوانُ وَجَدْتُ انقطاع أبهَري من ذلك السُّمِّ".

انفرد بإخراجه البخاريّ (1).

والأبهر: عرق متّصل بالقلب.

(7290)

الحديث الخمسون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا الحميدي

قال: حدّثنا الوليد عن الأوزاعي قال:

سألتُ الزُّهريّ: أيُّ أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم استعاذت منه؟ فقال: أخبرَني عروة عن عائشة:

أن ابنةَ الجَون لما أُدخِلَت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا منها، لمحالت: أعوذُ بالله منك.

فقال: "لقد عُذْتِ بعظيم، الْحَقي بأهلك".

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(7291)

الحديث الحادي والخمسون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا محمد

ابن عُبيد الله قال: حدّثنا أسامة بن حفص المدني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة:

أن قومًا قالوا للنبىّ صلى الله عليه وسلم: إن قومًا يأتوننا باللحم لا ندري أَذُكِرَ اسم الله عليه أم لا.

فقال: "سَمُوا عليه أنتم وكُلوه". قالت: وكانوا حديثي عهد بالكُفر.

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(7292)

الحديث الثاني والخمسون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثني

الفضل بن يعقوب قال: حدّثنا محمد بن سابق قال: حدّثنا إسرائيل عن هشام بن عروة

عن أبيه عن عائشة.

(1) البخاري 8/ 131 (4428) تعليقًا. وينظر الفتح.

(2)

البخاري 9/ 356 (5254).

(3)

البخاري 9/ 634 (5507).

ص: 177

أنّها زَفَّتِ امرأةً إلى رجل من الأنصار، فقال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة، ما كان معكم

لهو، فإن الأنصار يُعْجِبُهم الهو".

انفرد بإخراجه البخاري (1).

(7293)

الحديث الثالث والخمسون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: قال الليث

عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت:

سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "الأرواحُ جنودٌ مُجَنَّدةٌ، فما تعارفَ منها ائتلفَ، وما تناكَر

منها اختلف".

انفرد بإخراجه البخاري تعليقًا (2).

(7294)

الحديث الرابع والخمسون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا زُهير بن

حرب قال: حدّثنا عَبْدَةُ بن سليمان عن عبيد الله عمر عن عبد الرحمن بن القاسم عن

أبيه عن عائشة قالت:

نُفِست أسماءُ بنتُ عُمَيس بمحمّد بن أبي بكر بالشجرة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر

أن يأمرَها أن تغتسلَ وتُهِلَ.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7295)

الحديث الخامس والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو اليمان قال: حدّثنا أبو بكر بن عبد الله عن حبيب بن عُبيد قال: قالت عائشة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشُؤمُ سُوء الخُلُق"(4).

(1) البخاري 9/ 225 (5162).

(2)

البخاري 6/ 369 (3336) ووصله البخاري من طريق عبد الله بن صالح عن الليث -الأدب المفرد 2/ 485

(900)

. وينظر الفتح 6/ 370.

(3)

مسلم 2/ 869 (1209).

(4)

المسند 6/ 85. وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم ضعيف، وحبيب ثقة، لكنّ روايته عن عائشة مرسلة-

التهذيب 2/ 49. وقد أخرجه الطبراني في الأوسط 5/ 183 (4357) من طريق ابن أبي مريم. وعزاه

الهيثمي في المجمع 8/ 28 للطبراني في الأوسط دون أحمد، وقال: وفيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو

ضعيف. ولم يُعِلّه بالإرسال.

ص: 178

(7296)

الحديث السادس والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابنُ

نُمير قال: حدّثنا يحيى عن عمرة عن عائشة قالت:

لمّا جاء نعيُ جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحةَ، جلس رسول

الله صلى الله عليه وسلم يُعرف فىِ وجهه الحزنُ. قالت عائشة: وأنا أطّلعُ من شَقّ الباب، فأتاه رجلٌ

فقال: يا رسول الله، إن نساء جعفر

فذكر من بكائهنّ، فأمرَه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن

ينهاهنّ، فذهب الرجلُ ثم جاء فقال: قد نَهَيْتُهنّ، وأنّهنّ لم يُطِعْنه. حتى كان في الثالثة،

فزعمت أن رسول الله قال: "اُحْثُ في أفواههنّ التُّرابَ" فقالت عائشة: أرغمَ اللهُ بأنفك،

والله ما أنت بفاعل ما قال لك، ولا تركْتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجاه (1).

(7297)

الحديث السابع والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو

نُعيم قال: حدّثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مُهاجر عن مجاهد عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاةُ الجالس على النِّصف من صلاة القائم"(2).

(7298)

الحديث الثامن والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد

ابن فُضيل قال: حدّثنا الحجّاج عن عمرو بن شُعَيب عن زينب السَّهْميّة عن عائشة قالت:

كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتوضأُ ثم يُقَبِّلُ، ثم يُصلّي ولا يتوضّأ (3).

(7299)

الحديث التاسع والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مروان قال:

أخبرنا عُبيد الله بن سيّار (4) قال: سمعْتُ عائشة بنت طلحة تذكر عن عائشة أمّ المؤمنين:

(1) المسند 6/ 58، ومن طريق عبد اللَه بن نمير وغيره أخرجه مسلم 2/ 644، 645 (935)، ومن طريق يحيى

ابن سعيد أخرجه البخاري 3/ 166 (1299).

(2)

المسند 6/ 62. إبراهيم من مهاجر ضعيف، وسائر رجاله رجال الشيخين. ومن طريق إسرائيل أخرجه

النسائي في الكبرى 1/ 430 (1365).

ويشهد لصحّة الحديث ما رواه مسلم عن عبد اللَه بن عمرو - الجمع 3/ 447 (1962).

(3)

المسند 6/ 62، وابن ماجة 1/ 168 (503). قال البوصيري: في إسناده حجاج بن أرطاة، وهو مدلّس، وقد

رواه بالعنعنة، وزينب، قال فيها الدارقطني: لا تقومُ بها حجّة. وضعَف الألباني الحديث.

(4)

في التعجيل 272: عبيد الله بن سيّار عن عائشة وعنه مروان، قال الحسيني: مجهول، قال ابن حجر ما رأيته

في مسند عائشة.، . ويبدو أن سبب قول ابن حجر هو قول الحسيني: روى عن عائشة. والصواب عن عائشة

بنت طلحة عن عائشة، وهو موجود في مسند عائشة، كما ذكر المؤلّف نفسه في الأطراف 9/ 316.

ص: 179

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسًا كاشِفًا عن فَخِذه، فاستأذنَ أبو بكر فأذِن له، وهو على

حاله، ثم استأذنَ عمرُ فأَذِنَ له وهو على حاله، ثم استأذنَ عثمان فأرخى عليه ثيابَه. فلمّا

قاموا قلتُ: يا رسول الله، استأذنَ عليك أبو بكر وعمر فأذِنْتَ لهما وأنت على حالك، فلمّا

استأذنَ عثمان أرْخَيْتَ عليك ثيابك. فقال: "يا عائشةُ، ألا أستحيي من رجل، والله إن

الملائكةَ لتستحيي منه".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(7300)

الحديث الستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبْدة بن سليمان

الكِلابي قال: حدّثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن محمد قال: سمعْتُ عائشة تقول:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السِّواك مَطْهَرةٌ للفم، مَرضاة للرّبّ"(2).

(7301)

الحديث الحادي والستون بعد المائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا

عبد الرحمن أبو عمرو البصري قال: حدّثنا محمد بن ربيعة قال: حدّثنا يزيد بن زياد

الدمشقي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادرءوا الحدودَ عن المسلمين ما استطعْتُم، فإن كان له مَخْرَجٌ

فَخَلُّوا سبيلَه، فإن الإمامَ إن يُخطىء في العفو خيرٌ من أن يُخطىء في العقوبة" (3).

(1) المسند 6/ 62، والحديث- وإن كان في إسناده مجهول- فهو حديث صحيح رواه مسلم 4/ 1866

(2401)

، كما روى في مصادر عديدة - ينظر السلسلة الصحيحة 4/ 258 (1687).

(2)

المسند 6/ 62، وإسناده صحيح، وقد صرّح ابن إسحاق بالتحديث عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن

ابن أبي بكر 6/ 47، ومن طريق ابن إسحاق أخرجه أبو يعلى 8/ 73 (4598). ومن طريق عبد الرحمن بن

عبد الله بن محمد عن أبيه أخرجه النسائي 1/ 11، وابن حبّان 3/ 348 (1067). وعلقه البخاري عن

عائة 4/ 158، وصحّحه الألباني، وذكر طرقه - الإرواء 1/ 105 (66).

(3)

الترمذي 4/ 25 (1424) وقال: حدّثنا هنّاد، حدّثنا وكيع عن يزيد بن زياد نحو حديث محمد بن ربيعة،

ولم يرفعه قال: وفي الباب عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو. قال أبو عيسى: حديث عائشة لا نعرفه مرفوعًا

إلا من حديث محمد بن ربيعة عن يزيد بن زياد الدمشقي عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبيّ

صلى الله عليه وسلم، ورواه وكيع عن يزيد نحوه ولم يرفعه، ورواية وكيع أصحّ. وقد روي نحو هذا عن غير واحد من

أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أنهم قالوا مثل ذلك. ويزيد بن زياد الدمشقي ضعيف في الحديث.

ومن طريق يزيد أخرجه الحاكم 4/ 384، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: قال

النسائى: يزيد بن زياد شامي متروك. وقد ضغف الألباني الحديث في الإرواء، مرفوعًا وموقوفًا 8/ 25

(2355)

لأن مداره على يزيد.

ص: 180

هذا حديث لا يُعرف مرفوعًا إلاّ من حديث محمد بن ربيعة عن يزيد بن زياد. ويقال

فيه: ابن أبي زياد. قال عليّ ويحيى: يزيد ضعيفًا لا يحتجّ به. وقال ابن المبارك: ارْم به.

وقال البخاري: مُنكر الحديث ذاهب. وقد رُوي هذا الحديث موقوفًا، وهو أصحّ (1).

(7302)

الحديث الثاني والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة

قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثني أسامة بن زيد قال: حدّثني زبّان بن عبد العزيز قال:

حدّثني عمر بن عن العزيز عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلّي في الحجرة وأنا في البيت، فيفصل بين الشَّفع والوِتر

بتسليم يُسْمِعُناه (2).

(7303)

الحديث الثالث والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية

قال: حدّثنا الأعمش عن مسلم بن صُبيح عن مسروق عن عائشة قالت:

من كلِّ الليل قد أوترَ رسولُ اللَه صلى الله عليه وسلم، فانتهى وِتره إلى السَّحرَ.

أخرجاه (3).

(7304)

الحديث الرابع والستون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا قتيبه

عن أبي أُسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

أوّلُ مولود وُلِد في الإسلام عبدُ الله بن الزبير، أتَوا به النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخذَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم

تمرةً، فلاكها ثم أدخلَها في فيه. فأوّل ما دخل بطنَه ريقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجاه (4).

ومعنى قولها: أوّل مولود، تعني بعد الهجرة.

(1) نقل المؤلف ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكون" 3/ 209، أقوال العلماء في يزيد، وإجماعهم على ضعفه.

(2)

المسند 6/ 83. وهو منقطع، فقد ذكر ابن حجر- الأطراف 9/ 193 أن عمر بن عبد العزيز لم يرَ عائشة.

وقال الهيثمي 2/ 245: رواه أحمد، وعمر بن عبد العزيز لم يُدرك عائشة. وجعله ابن كثير في الجامع

2/ 36 (2481) مما تفرّد به الإمام أحمد.

(3)

المسند 6/ 46، ومسلم 1/ 512 (745). ومن طريق الأعمش في البخاري 2/ 486 (996).

(4)

البخاري 7/ 248 (3910)، ومن طريق أبي أسامة أخرجه مسلم 3/ 1691 (2146).

ص: 181

(7305)

الحديث الخامس والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد

ابن سلمهَ عن خُصَيف عن عبد العزيز بن جُرَيج قال:

سألتُ عائشة: بأيّ شيءٍ كان يُوتِرُ رسولُ الله؟ قالت: كان يقرأ في الركعة الأُولى

بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وفي الثانية: بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} . وفي الثالثة بـ {قُلْ هُوَ

اللَّهُ أَحَدٌ} "والمُعَوِّذتين"(1).

(7306)

الحديث السادس والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى

ابن زكريا قال: حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

كان يوم عاشوراء يومًا يصومه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، وكانت قريشٌ تصومه في

الجاهلية. فلما قَدِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ صامَه وأمرَ بصيامه، فلمّا نزل رمضانُ كان رمضانُ

هو الفريضة وتُرِك عاشوراء.

أخرجاه (2).

(7307)

الحديث السابع والستون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثني

صَدَقة قال: أخبرني عَبْدَةُ عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

كان رجالٌ من الأعراب جُفاةً، يأتون النبيَّ صلى الله عليه وسلم فيسألونه: متى الساعة؟ فكان ينظر

إلى أصغرهم فيقول: "إن يَعِشْ هذا لا يُدْرِكْه الهَرَمُ حتى تقومَ عليكم ساعتُكم". قال

هشام: يعني موتهم.

أخرجاه (3).

(7308)

الحديث الثامن والستون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا يحيى بن يحيى

قال: حدّثنا إسماعيل بن جعفر عن شريك بن أبي نَمِر عن عبد الله بن أبي عتيق عن عائشة:

(1) المسند 6/ 227، وأبو داود 2/ 63 (1424)، وابن ماجة 1/ 371 (1173)، والترمذي 2/ 326 (463)، قال

الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقد ذكر ابن حجر في التقريب 1/ 357 عبد العزيز بن جريج، وقال:

ليّن، قال العجلي: لم يسمع من عائشة، وأخطأ خصيف فصرّح بسماعه. وخُصيف سيء الحفظ. وقد

صحح الألباني هذا الحديث.

(2)

المسند 6/ 162 ومن طريق هشام أخرجه الشيخان: البخاري 4/ 244 (2002)، ومسلم 2/ 792 (1125).

(3)

البخاري 11/ 361 (6511). ومن طريق هشام أخرجه مسلم 4/ 2269 (2952).

ص: 182

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ في عَجوة العالية شِفاءً، وإنها تِرياقٌ، أوّلَ البُكرة".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا سليمان بن بلال عن شريك بن أبي

نمر عن ابن أبي عتيق (2) عن عائشة:

أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "في عجوة العالية أوّلَ البُكْرةِ على ريق النَّفْس، شفاء من كلّ

سِحر أو سُم" (3).

(7309)

الحديث التاسع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاذ (4)

قال: ابنُ جريج قال: سمعْتُ ابنَ أبي مُليكهَ عن ذكوان أبي عمرو مولى عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استأمِروا النساءَ في أبضاعهنّ" قيل: فإن البكرَ تستحيي أن

تَكَلَّمَ. قال: "سُكاتُها إذنُها".

أخرجاه (5).

(7310)

الحديث السبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد

قال: حدّثنا أيوب بن عُتبة عن يحيى عن أبي سلمهَ عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى أن يُزَوِّجَ شيئًا من بناته جلس إلى خدرها فقال: "إن فلانًا

يذكُرُ فلانه" يُسَمِّيها ويسمّي الرجل الذي يذكرُها، فإن هي سكتَتْ زوّجَها، وإنْ كَرِهتَ

نَقَرتِ السِّتْرَ، فإذا نَقَرَتْه لم يُزَوِّجْها (6).

(1) مسلم 3/ 1619 (2048) أخرجه أحمد 6/ 77 ومن طريق شريك والترياق ما يستعمل لدفع السّمّ.

قال العكبري في إعراب الحديث 336: الصواب "ترياق" بالرفع والتنوين على أنّه خبر "إن" و"أول"

بالنصب على أنه ظرف، أي في أوّل البكرة.

(2)

في الأصل "عن عطاء بن يسار" وصوابه من المسند والأطراف.

(3)

المسند 6/ 106، ورجاله رجال الصحيح، وينظر السابق.

(4)

في الأصل ومطبوع المسند هكذا. وأثبت محقّق الأطراف 3/ 38: "أبو معاوية" وينظر حاشية إتحاف المهرة

16/ 1073، وطبعة عالم الكتب 8/ 44.

(5)

المسند 6/ 45، ومن طريق ابن جريج أخرجه البخاري 12/ 319 (6946)، ومسلم 2/ 1037 (1420).

(6)

المسند 6/ 78. قال الهيثمي - المجمع 4/ 280: فيه أيوب بن عتبة، وهو ضعيف، وقد وُثّق. وقال ابن

كثير - الجامع 37/ 241 (3294): تفّرد به.

ص: 183

(7311)

الحديث الحادي والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف

ابن الوليد قال: حدّثنا أبو معشر عن عبد الله بن يحيى عن عمرة بنت عبد الرحمن عن

عائشة قالت:

عطس رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما أقولُ يا رسول الله؟ قال: "قُلْ: الحمدُ لله" قال

القومُ: ما نقول له يا رسولَ الله؟ قال: "قولوا له: يرحمُك الله". قال: ما أقول لهم يا رسول

الله؟ قال: "قل لهم: يهديكم اللهُ ويُصْلحُ بالَكم"(1).

(7312)

الحديث الثاني والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس

قال: حدّثنا فُليح عن صالح بن عجلان عن عبّاد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت:

لما توُفّي سعدٌ وأُتي بجنازته، أمرت به عائشة أن يَمُرَّ عليها فَمُرَّ (2) به في المسجد،

فدَعَتْ له، فأُنكِر ذلك عليها، فقالت: ما أسرعَ الناسَ إلى القول! ما صلّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

على ابنَي بيضاءَ إلاّ في المسجد.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7313)

الحديث الثالث والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو معاوية قال: حدّثنا هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

جاء حمزة الأسلميُّ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنّي رجلٌ أسرُدُ الصومَ،

أفأصومُ في السفر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن شئْتَ فصُمْ، وإنْ شِئْتَ فأفْطِرْ".

أخرجاه (4).

(1) المسند 4/ 79، ومن طريق محمد بن أبي معشر عن أبيه عن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن أخرجه

أبو يعلى 8/ 359 (4946). قال المحقّق: إسناده ضعيف؛ أبو معشر، نجيح ضعيف، وشيخه لم أجد له

ترجمه، وباقي رجاله ثقات. وقال الهيثمي - المجمع 8/ 60: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه أبو معشر نجيح،

وهو ليّن الحديث، وبقيّة رجاله ثقات. وجعله ابن كثير ممّا تفرّد به الإمام أحمد - الجامع / 348

37 (3544).

(2)

في المسند "فشقّ به".

(3)

المسند 6/ 79. وبهذا الإسناد أخرجه ابن ماجة 1/ 486 (1518)، وأخرج قبله حديث أبي هريرة: "من

صلّى على جنازة في المسجد فليس له شيء" قال ابن ماجة": حديث عائشة أقوى. وصحّحه الألباني. وقد

أخرج الحديث مسلم عن عبّاد بن عبد الله وأبي سلمة عن عائشة 2/ 668، 669 (973).

(4)

المسند 6/ 46، ومسلم 2/ 789 (1121). ومن طريق هشام أخرجه البخاري 4/ 179 (1942، 1943).

ص: 184

(7314)

الحديث الرابع والسبعون بعد المائة: وبه عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُؤتى بالصّبيان فيدعو لهم. وإنّه أُتِيَ بصبيٍّ فبالَ عليه، فقال رسول

الله صلى الله عليه وسلم: "صُبُّوا عليه الماء صَبًّا"(1).

* طريق آخر:

حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن هشام بن عروة

عن أبيه عن عائشة أنها قالت:

أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبيٍّ فبالَ على ثوبه، فدعا بماءٍ فأتبَعَه إيّاه.

أخرجاه.

ورواه مسلم في أفراده، فزاد فيه: ولم يغسِلْه (2).

(7315)

الحديث الخامس والسبعون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا

قتيبة قال: حدّثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت:

دخل عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مسرورًا تبرُقُ أساريرُ وجهِه، فقال: "ألم تَرَي أن مُجَزِّزًا نظرَ

آنِفًا إلى زيد بن حارثة وأسامةَ بن زيد فقال: إنّ هذه الأقدامَ بعضُها من بعض" (3).

* طريق آخر:

حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى بن قَزَعَة قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد عن الزُّهري

عن عروة عن عائشة قالت:

دخل عليَّ قائفٌ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم شاهدٌ، وأُسامة بن زيد وزيدُ بن حارثة مُضْطَجِعان، فقال:

إن هذه الأقدامَ بعضُها من بعض. فسُرَّ بذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأعجبَه، وأخبرَ به عائشة (4).

(1) المسند 6/ 46، وإسناده صحيح. وصَبُّ الماء على بول الصّبىّ صحيح، كما في الطريق التالية.

(2)

البخاري 1/ 325 (222). ومن طريق هشام أخرجه مسلم 1/ 237 (286). وأخرجه البخاري 11/ 151 (6355)

من طريق هشام، وزاد فيه: ولم يغسله. ومن طريق هشام أيضًا رواه أحمد بالزيادة وبدونها-6/ 52، 210.

(3)

البخاري 12/ 56 (6770)، ومسلم 2/ 1081 (1459).

(4)

البخاري 7/ 87 (3731)، ومسلم 2/ 1082 (1459) من طريق إبراهيم بن سعد. وأخرج الحديث أحمد من

طريق عن الزهري عن عروة 6/ 38، 82، 226.

ص: 185

الطريقان في الصحيحين.

(7316)

الحديث السادس والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو أُسامة قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحِبُّ الحلواء ويُحِبُّ العسل، وكان إذا صلّى العصر دار على نسائه

فيدنو منهنّ. فدخل على حفصة فاحتبسَ عندَها أكثرَ ممَا كان يحتبس، فسألتُ عن

ذلك، فقيل لي: أهدَتْ لها امرأةٌ من قومها عُكّةَ عسل (1)، فسقت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم. فقلتُ:

أما والله لَنَحْتالَنّ له. فذكرتُ ذلك لسودة وقلتُ: إذا دخلَ عليك فإنه سيدنو منكِ، فقولي

له: أكلتَ مغافير، فإنّه سيقول لك: لا، فقولي: ما هذه الريح؟ وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يشتدُّ

عليه أن يُوجَدَ منه ريح، فإنّه سيقولُ لك: له سَقَتْني حفصة شَربةَ عسل، فقولي له:

جَرَسَت (2) نَحْلُه العُرْفُطَ، وسأقول له ذلك، وقولي له أنت يا صفيّة. فلّما دخلَ على سودةَ،

قالت سودة: فوالذي لا إله إلا هو لقد كِدْتُ أن أبادِئه بالذي قُلْتِ لي وإنّه لعلي الباب

فَرَقًا (3) منكِ، فلمَا دنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قلتُ: . يا رسول الله، أكَلْتَ مغافير؟ قال:"لا".

قلت: فما هذه الرِّيح؟ قال: "سَقَتْني حفصة شربة عسل". قالت: جَرَسَت نحلُه الغرْفُطَ.

فلمَا دخلَ عليَّ قلتُ له مثل ذلك، ثم دخلَ على صفيةَ فقالت له مثلَ ذلك. فلمّا دخلَ

على حفصةَ قالت: يا رسول الله، ألا أسقيك منه. قال:"لا حاجةَ لي به" قالت: تقول

سودةُ: سبحانَ اللَه! لقد حَرَمْناه. قلت لها: اسكتي.

أخرجاه (4).

والمغافير: شيء حلو يُنْضِجُه العُرْفُط، وله ريحٌ مُنكرة. والغرْفطُ: نوع من الشجر التي لها شوك.

(7317)

الحديث السابع والسبعون بعد المائة: وبه عن عائشة قالت:

قال لي رسول اللَه صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلمُ إذا كُنْتِ عني راضيةً وإذا كُنْتِ علي غَضبى"

قلتُ: من أين تعلم ذاك؟ قال: "إذا كُنْتِ عني راضيةً فإنك تقولين: لا، وربّ محمّد. وإذا

كنتِ على غَضبى قلتِ: لا، وربّ إبراهيم. قلت: أجل، واللَه مأ أهجُرُ الاّ اسمَك.

(1) العُكّة: الإناء.

(2)

جرست: رعت.

(3)

الفرق: الخوف.

(4)

المسند 6/ 59، والبخاري 12/ 342 (6972)، ومسلم 2/ 1101 (1474).

ص: 186

أخرجاه (1).

(7318)

الحديث الثامن السبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم

قال: أخبرنا مغيرة عن إبراهيم عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مكان الكيّ التكميد، ومكان العِلاق السَّعوط، مكان النَّفخ اللَّدود"(2).

العِلاق: دفع العُذرة بالإصبع. والعُذرة: وجع الحلق.

والسّعوط: الاستنشاق.

واللَّدود: ما سقي من جانب الفم.

(7319)

الحديث التاسع والسبعون بعد المائة: وبه عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُفْرِغُ يمينهَ لمَطْعَمه ولحاجته، ويُفْرغُ شماله للاستنجاء ولما هناك (3).

(7320)

الحديث الثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر

قال: حدّثنا كَهْمس قال: حدّثني ابن بُريدة قال: قالت عائشة:

يا نبيَّ الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدر، ما أقول؟ قال: "تقولين: اللهمّ إنّك عفوُّ

تُحِبّ العفوَ فاعفُ عنّي" (4).

(1) المسند 6/ 61، والبخاري 9/ 325 (5228)، ومسلم 4/ 1890 (2439).

(2)

المسند 6/ 170. قال ابن كثير - الجامع 34/ 35 (11): تفرّد به. وقال الهيثمي- المجمع 5/ 100: رواه

أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن إبراهيم لم يسمع من عائشة. وقال ابن حجر في الأطراف 9/ 6:

إبراهيم بن يزيد بن شريك، لم يسمع منها. وقال في- التقريب 2/ 599: المغيرة بن مقسم، ثقة متقن، إلا

أنّه كان يدلّس، ولا سيما عن إبراهيم. فإسناده ضعيف.

(3)

المسند 6/ 170، وإسناده ضعيف كسابقه. ومن طريق سعيد بن أبي عروبة عن إبراهيم عن عائشة أخرجه

أبو داود 1/ 9 (33، 34)، وصحّحه الألباني.

(4)

المسند 6/ 171 ومن طريق كهمس أخرحه الترمذي 5/ 499 (3513)، وقال: حسن صحيح. وأخرجه

النسائي في عمل اليوم والليلة 257، 258 (878 - 883)، وسمّى ابن بريدة في بعض الروايات سليمان،

وفي بعضها عبد الله - وهما كسائر رجال الحديث، من رجال الصحيح، ثقات. وجعله النسائي (880):

عن المعتمر قال: سمعت كهمسًا عن ابن بريدة أن. عائشة قالت: يا نبيَّ الله

مرسل. وأخرجه الحاكم

1/ 530 من طريق علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن عائشة، وصحّح إسناده على شرط الشيخين،

ووافقه الذهبي.

ص: 187

(7321)

الحديث الحادي والثمانون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا آدم

ابن أبي إياس قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:

كنتُ أغتسلُ أنا ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، من قدح يقال له الفَرَق (1).

* طريق آخر:

حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد الله بن مَسْلَمة قال: حدّثنا أفلح عن القاسم عن

عائشة قالت:

كنت أغتسلُ أنا ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، تختلفُ أيدينا فيه (2).

الطريقان في الصحيحين.

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن عاصم عن مُعاذة عن

عائشة قالت:

كنتُ أغتسلُ أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، فيُبادِرُني وأُبادِرُه، حتى أقول: دع

لي، دع لي.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7322)

الحديث الثاني والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن

الحُباب قال: حدّثنا معاوية بن صالح قال: أخبرني أبو الزاهريّة عن عائشة قالت:

أهدت إليها امرأة تمرًا في طبق، فأكلتْ بعضَه وبقي بعضُه، فقالت: أقسمْتُ عليك

إلاّ أكلْتِ بقيّته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبِرِّيها، فإن الإثمَ على المُحْنِث"(4).

(1) البخاري 1/ 363 (250)، ومن طريق الزهري في مسلم 1/ 255 (319)، والمسند 6/ 37.

(2)

البخاري 1/ 373 (261)، ومن طريق أفلح في مسلم 1/ 256 (321).

(3)

المسند 6/ 171، ومن طريق عاصم الأحول في مسلم 1/ 257 (321)، وسائر رجاله رجال الشيخين.

(4)

المسند 6/ 114 قال الهيثمي 4/ 186: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وهو كذاك، لكن سماع أبي

الزاهريةُ حُدير بن كريب عن عائشة غير ثابت، وهو في المراسيل لأبي داود 283 (388)، وقال عنه

البيهقي في السنن 10/ 41: مرسل.

ص: 188

(7323)

الحديث الثالث والثمانون بعد المائة: حدّثنا البخارىِ قال: حدّثنا مالك

ابن إسماعيل قال: حدّثنا زهير عن هشام عن أبيه عن عائشة:

أن سودة بنت زمعة وَهَبَت يومَها لعائشة، فكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقسِمُ لعائشة يومها ويوم سودة.

أخرجاه (1).

(7324)

الحديث الرابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى

عن طلحة بن يحيى قال: حدّثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يأتيها وهو صائمٌ فيقول: "أصبحَ عندكم شيءٌ تُطْعِمونيه؟ "(2)

فتقول: لا، ما أصبح عندنا شيء. فيقول:"إني صائم". ثم جاءها بعد ذلك فقالت:

أُهْدِيَتْ لنا هَدِيَة فخَبَأْنا لك. قال: "ما هي؟ " قالت: حَيْس. قال: "قد أصبحْتُ صائمًا"

فأكل.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7325)

الحديث الخامس والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى

عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عائشة:

أنهم ذبحوا شاةً. قلت: يا رسول الله، ما بقي إلاّ كَتِفُها. قال: "كلُّها بقي إلاّ

كَتِفُها" (4).

(7326)

الحديث السادس والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى

ابن داود قال: حدّثنا فَرَج بن فَضالة عن محمد بن الوليد الزُّبيدي عن الزهري عن عروة عن

عائشة قالت:

(1) البخاري 2/ 319 (5212)، ومن طريق هشام أخرجه مسلم 2/ 1085 (1413)، وأحمد 6/ 68

(2)

ذكر العكبري في إعراب الحديث 337 أنّه وقع فىِ هذه الرواية بنون واحدة، والأصل: تطعموننيه. وذكر فىِ

توجيه ذلك ثلاثة أوجه.

(3)

المسند 6/ 49، ومن طريق طلحة بن يحيى عبد الله أخرجه مسلم 2/ 808 (1154).

(4)

المسند 6/ 50، والترمذي 4/ 555 (2470). قال: هذا حديث صحيح، وأبو ميسرة هو الهمداني واسمه

عمرو بن شرحبيل. وصحّحه الألباني - الصحيحة 6/ 97 (2544).

ص: 189

كنت عند النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عائشةُ، لو كان عندنا من يُحَدَّثُنا؟ " قالت: قلتُ: يا

رسول الله، ألا أبعثُ إلى أبي بكر؟ فسكت. ثم قال:"لو كان عندنا من يحدِّثُنا" فقلت:

ألا أبعث إلى عمر؟ فسكت. قالت: ثم دعا وصيفًا بين يديه فسارّه، فذهب. قالت: فإذا

عثمانُ يستأذن، فأَذِن له، فدخل فناجاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم طويلًا، ثم قال: "يا عثمان، إنّ الله

مُقَمِّصُك قميصًا، فإن أرادَك المنافقون على أن تَخْلَعَه فلا تَخلَعْه لهم، ولا كرامةَ" يقولها له

مرّتين أو ثلاثًا (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا الوليد بن سليمان قال: حدّثني

ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر عن النُّعمان بن بشير عن عائشة قالت:

أرسل رسوِلُ الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان، فأقبلَ كليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (2)، فكان من آخر كلام

كلَّمَه أن ضرب مَنْكِبَه وقال: "يا عثمان، إنّ الله عز وجل عسى أن يُلْبسَك قميصًا، فإذا

أرادَك المنافقون على خَلعه فلا تَخْلَعْه حتى تلقاني. يا عثمان، إن الله عز وجل عسى أن

يُلْبِسَك

" فذكره ثلاث مرات.

فقلت: يا أمَّ المؤمنين، وأين كان هذا عنك؟ قالت: نَسِيتُه والله فما ذكَرْتُه. قال:

فأخبرْته معاوية بن أبي سفيان، فلم يرضَ بالذي أخبرْتُه حتى كتب إلى أمّ المؤمنين أن

اكتُبي إليّ به، فكَتَبَتْ إليه [به] كتابًا (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن إسماعيل بن أبي خالد قال: حدّثنا قيس عن أبي.

سهلة عن عائشة قالت:

(1) المسند 6/ 75، وفي إسناده الفرج بن فضالة، ضعيف- التقريب 2/ 474. وبهذا الإسناد في فضائل

الصحابة 1/ 500 (815) وضعّف المحقق إسناده. قال الحاكم 3/ 99 بعد أن أخرجه مختصرًا من طريق

موسى بن داود عن الفرج: هذا حديث صحيح عالي الإسناد، ولم يخرجاه. قال الذهبي: أنّى له الصحّةُ،

ومداره على الفرج بن فضالة!

(2)

في المسند: "فلمّا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلت إحدانا على الأخرى .. "

(3)

المسند 6/ 86، وفضائل الصحابة 1/ 500 (816). ومن طريق ربيعة أخرجه الترمذي 5/ 587 (3705)

مختصرًا وقال: وفي الحديث قصة طويلة، قال: فى حديث حسن غريب، وهو باختصار في السنّة لابن أبي

عاصم 2/ 791 (1207) وصحّحه المحققون والألباني).

ص: 190

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اُدْعُوا لي بعض أصحابي" قلت: أبو بكر؟ قال: "لا". قلت:

عمر؟ قال: "لا". قلت: ابن عمّك عليّ؟ قال: "لا". قلت: عثمان؟ قال: "نعم". فلمّا

جاء قال: "تَنَحَّي"، فجعل يُسارُّه ولونُ عثمان يَتغَيّرُ. فلمّا كان يومُ الدّار وحُصِرَ فيها، قلنا:

يا أميرَ المؤمنين، ألا تُقاتِل. قال: لا. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إلي عهدًا، وإنّي صابرٌ نفسي

عليه (1).

(7327)

الحديث السابع والثمانون بعد المائة: وبالإسناد: حدّثنا قيس قال:

لما أقبلت عائشةُ بَلَغت مياه بني عامر ليلًا، نَبَحَتِ الكلابُ. قالت: أيُّ ماء هذا؟

قالوا: الحَوْأَب. قالت: ما أظُنّني إلاّ راجعة. فقال بعض من كان معها: بل تقدَمين فيراك

المسلمون فيُصْلحُ الله ذاتَ بينهم. قالت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ذات يوم: "كيف

بإحداكُن تَنْبَحُ عليها كِلابُ الحَوْأب؟ " (2).

(7328)

الحديث الثامن والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة:

أن بريرةَ أَتَتْها تستعينها -وكانت مكاتَبة- فقالت لها عائشة: أيبيعُك أهلُك؟ فأتت

أهلَها فذكرتْ ذلك لهم. فقالوا: إلاّ أن تشترط لنا ولاءها. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "اشتريتها

فأعْتِقيها، فإنّما الولاء لمن أعتق" (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: "حدّتنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن

عائشة قالت:

(1) المسند 6/ 52، وفضائل الصحابة 1/ 494 (804)، والترمذي 5/ 590 (3711) وقال: حسن غريب، لا

نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن أبي خالد. والسنّة 2/ 792 (1209)، وأبو يعلى 8/ 234 (4805).

وصحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 3/ 99، وصحّحه المحقّقون والألباني. وينظر ما سيأتي - الحديث

(7386)

.

(2)

المسند 6/ 52، ورجاله رجال الصحيح. ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أخرجه

أبو يعلى 8/ 282 (4868)، واين حبّان 15/ 126 (6732)، وصحّح إسناده الهيثمي في المجمع 7/ 237،

والحافظ في الفتح 13/ 55. وتحدّث الألباني حديثًا طويلًا جدًّا عنه - الصحيحة 1/ 486 (474)،

وجزم بصحّته.

(3)

المسند 6/ 33، ومن طريق الزهري أخرجه البخاري 5/ 187 (2561)، ومسلم 2/ 1141 (1504).

ص: 191

كان زوج بريرةَ حُرًّا، فلّما أُعْتِقَت خيَّرَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فاختارت نفسَها.

قالت: فأرادَ أهلُها أن يَبيعوها ويشترطوا الولاء. قالت: فذكرْتُ ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم،

فقال: "اشتريها فأَعْتِقيها، فإنّ الولاء لمن أعتقَ"(1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام بن عروة عن عبد الرحمن بن

القاسم عن أبيه عن عائشة قالت:

كان في بريرةَ ثلاث قَضِيّات: أراد أهلُها أن يَبيعوها ويشترطوا الولاء، فذكرتُ ذلك

للنبيِّ، فقال النبيُّ:"اشتريها وأعتقيها، فإنّما الولاء لمن أعتق".

وعتقت فخيَّرَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فاختارتْ نفسَها.

قالت: وكان النّاس يتصدّقون عليها، فتُهدي لنا، فذكرتُ ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:

"هو عليها صَدَقةٌ، وهو لكم هديّة، [فكُلوه] "(2).

* طريق آخر:

حدّثنا البخاري قال: حدّثنا علي بن عبد الله قال: حدّثنا سفيان عن يحيى عن عمرة

عن عائشة قالت:

أتَتْها بريرة تسألُها في كتابتها، فقالت: إن شئتِ أعطيتُ أهلَك ويكون الولاءُ لي. وقال

أهلُها: إن شِئتِ أعتقيها ويكون الولاء لنا. فلمّا. جاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذكرتُ ذلك له، فقال:

"ابتاعيها فأعْتِقيها، فإنّما الولاء لمن أعتق".

ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما بالُ أقوام يشترطون شُروطًا ليست في كتاب الله؟ من

اشترطَ شرطًا ليس في كتاب الله فليس له، وإن اشترطَ مائة مرّة" (3).

حديث بريرة بطرقه مخرّج في الصحيحين.

(1) المسند 6/ 42، وأخرجه البخاري بنحوه 12/ 40 (6754).

(2)

المسند 6/ 45، ومسلم 2/ 1143 (1504). وبنحوه من طريق عبد الرحمن في البخاري 5/ 203 (2578).

(3)

البخاري 1/ 550 (456)، وبنحوه في مسلم 2/ 1141 (1504) من طريق عروة عن عائشة.

وقد استوعب الحميدي طرق الحديث في الصحيحين عن عائشة - الجمع 4/ 17 (3148).

ص: 192

(7329)

الحديث التاسع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن همّام قال:

نزل بعائشة ضيفٌ، فأمرت له بمِلْحَفة لها صفراءَ، فنام فيها فاحتَلَمَ، فاستحيا أن

يُرسلَ بها وفيها الاحتلام، فغمسها في الماء ثم أرسل بها. فقالت عائشة: لِمَ أفسدَ علينا

ثوبَنا؟ إنما كان يَكفيه أن يَفْرُكَه بأصابعه. لربما فَرَكْتُه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الترمذي: هذا حديث صحيح (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن حمّاد عن إبراهيم عن

الأسود عن عائشة قالت:

كنتُ أفرُكُ المَنِيَّ من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يذهب فيُصَلّي فيه.

انفرد بإخراجه مسلم (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا عمرو بن ميمون قال: حدّثنا سليمان بن

يسار قال:

أخبَرَتني عائشةُ أنها كانت تغسل المَنِيَّ من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيخرج فيصلّي وأنا

أنظر إلى البُقَع في ثوبه من أثر الغَسل.

أخرجاه (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاذ بن معاذ قال: حدّثنا عكرمة بن عمّار عن عبد الله بن

عُبيد بن عُمير عن عائشة قالت:

(1) المسند 6/ 43 وفي آخره "بأصابعي". ورجاله رجال الشيخين. وبهذا الإسناد أخرجه ابن ماجة 1/ 179

(538)

، والترمذي 1/ 198 (116). وقال: حسن صحيح ومسلم نحوه بإسناد آخر 1/ 238 (288).

(2)

المسند 6/ 125. وحمّاد شيخ حمّاد بن سلمة هو ابن أبي سليمان. وقد أخرجه مسلم من طرق عن إبراهيم

عن الأسود 1/ 238، 239 (288).

(3)

المسند 6/ 142، والبخاري 1/ 332 (230) ومن طريق عمرو بن ميمون أخرجه مسلم 1/ 239 (289).

ص: 193

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسْلُت المَنِيّ من ثوبه بعرْق الإذْخِر، ثم يُصلّي فيه. ويَحُتُّه من

ثوبه يابسًا، ثم يصلّي فيه (1).

(7330)

الحديث التسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثني

خالد بن الحارث قال: حدّثنا أشعث عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التَّبَتُّل (2).

(7331)

الحديث الحادي والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان

قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن الحسن عن عائشة:

أن رسول اللَه صلى الله عليه وسلم ذكر جَهدًا شديدًا يكون بين يدَي الدّجّال. فقالت: يا رسول الله،

فأينَ العربُ يومئذٍ؟ قال: "يا عائشة، العربُ يومئذٍ قليل" فقلت: ما يُجزىء المؤمنَ يومئذٍ

من الطعام؟ قال: "ما يجزىءُ الملائكة: التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل". قلتُ: فأيُّ

المالِ يومئذٍ خير؟ قال: "غلام شديد يَسقي أهلَه من الماء، وأما الطعامُ فلا طعام"(3).

(7332)

الحديث الثاني والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عبد الصمد (4) قال: حدّثنا سليم بن حيّان عن سعيد بن ميناء قال: سمعْتُ ابن الزبير

يقول: حدّثتني خالتي عائشة:

أن رسوَل الله صلى الله عليه وسلم قال: " لولا أنّ قومَكِ حديثُ عهد بشِرك -أو بجاهلية- لَهَدَمْتُ

الكعبةَ فألزَقْتُها بالأرض، وجعلتُ لها بابين: بابًا شرقيًا وبابًا غربيًّا، وزِدتُ فيها من الحِجر

(1) المسند 6/ 243، وابن خزيمة 1/ 149 (294). وحسّنه الألباني، وجعله ابن كثير من أفراد الإمام أحمد-

الجامع 34/ 361 (731).

(2)

المسند 6/ 125، ورجاله ثقات. وقد أخرجه النسائي 6/ 58 من طريق خالد، ثم أخرجه من طريق قتادة عن

الحسن عن سمرة بن جندب. وفال: قتادة أثبت وأحفظ من أشعث، وحديثه أشبه بالصواب. وأخرجه

الترمذي 3/ 292 (1082) من طريق قتادة عن الحسن عن سمرة، وقال: حسن غريب. قال: وروى

الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال:

ويقال: كلا الحديثين صحيح. وقد صحّحه الألباني لغيره.

(3)

المسند 6/ 125: ومن طريق حمّاد بن سلمة أخرجه أبو يعلى 8/ 78 (4607)، وضعّف المحقّق إسناده،

لضعف ابن جدعان، علي بن زيد، وعدم سماع الحسن من عائشة.

(4)

هكذا في الأصل: وفي المسند والأطراف والجامع ومسلم "عبد الرحمن" وهو ابن مهدي، وكلاهما من رجال

الشيخين، وهما من شيوخ الإمام أحمد، ورويا عن سليم بن حيّان.

ص: 194

ستّة أذرع، فإن قُريشًا اقتصرَتْها حين بنت الكعبة".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا حداثةُ عهدِ قومك بالكفر، لنَقَضْتُ الكعبةَ ثم جَعَلْتُها على

أُسِّ إبراهيمَ عليه السلام، فإن قريشًا يومَ بَنَتْها استقْصَرَت وجعلت لها خَلْفًا".

يعني بابًا.

أخرجاه (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا حمّاد بن سلمه عن عطاء بن السائب عن

سعيد بن جبير عن عائشة أنها قالت:

يا رسول الله، كلُّ أهلك قد دخل البيتَ غيري. فقال: "أرسلي إلى شيبةَ فيفتحُ لك

الباب". فأرسلت إليه، فقال شيبة: ما استطَعْنا فتحَه في جاهلية ولا إسلام بليل. فقال

النبي صلى الله عليه وسلم: "صلّي في الحِجر، فإنّ قومَك استقصروا عن بناء البيت حين بنَوه"(3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن علقمة عن أمّه

عن عائشة قالت:

كنتُ أُحِبُّ أن أدخلَ البيتَ فأُصلّيَ فيه. فأخذَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأدخلَني في

الحِجر، فقال لي: "صلّي في الحِجر إذا أردْتِ دخول البيت، فإنما هو قطعةٌ من البيت،

(1) المسند 6/ 179، ومسلم 2/ 969 (1333).

(2)

المسند 6/ 57، ومسلم 2/ 968 (1333) ومن طريق هشام أخرجه البخارى 3/ 439 (1585).

(3)

المسند 6/ 67، وسعيد لم يسمع عائشة، وقد أخرجه الطبراني في الأوسط 8/ 46 (7094) من طريق

شعيب بن صفوان عن عطاء عن سعيد عن ابن عبّاس عن عائشة. وعزاه الهيثمي لهما 3/ 296 وقال: وفيه

عطاء بن السائب، وهو ثقة لكنه اختلط.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن قومك استقصروا .. " مرّ من طريق صحيحه.

ص: 195

ولكنّ قومَكِ استقصروا حين بنَوا الكعبة فأخرجوه من البيت" (1).

(7333)

الحديث الثالث والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن

بحر قال: حدّثنا عيسى بن يونس قال: حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الهَدِيّة ويُثيبُ عليها.

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(7334)

الحديث الرابع والتسعون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد

ابن عبد الله بن نُمير قال: حدّثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

إن امرأةً قالت: يا رسول الله، أقول: إن زوجي أعطاني ما لم يُعْطِني. فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: "المُتَشَبِّعُ بما لم يُعْطَ كلابس ثوبَي زُور".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سكن بن نافع قال: حدّثنا صالح بن أبي الأخضر عن

الزهري عن عروة عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أُتي إليه معروف فليكافىءْ به، فمن لم يستطع فليذكره،

فمن ذكرَه فقد شكرَه. ومن تَشبَّعَ بما لم يَنَلْ فهو كلابسِ ثَوبَي زُور" (4).

(7335)

الحديث الخامس والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان

قال: حدّثنا وُهيب قال: حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة:

(1) المسند 6/ 92، والترمذي 3/ 225 (876) وقال: حسن صحيح ومن طريق عبد العزيز الدراوردي أخرجه

أبو داود 2/ 214 (2028)، والنسائي 5/ 219، وأبو يعلى 8/ 83 (4615)، وصحّحه محقّق أبي يعلى

والألباني.

(2)

المسند 6/ 90، ومن طريق عيسى أخرجه البخاري 5/ 10 (2585). وشيخ أحمد ثقه.

(3)

مسلم 3/ 1681 (2129). ومن طريق هشام أخرجه أحمد 6/ 167.

(4)

المسند 6/ 90، وصالح ضعيف، روى له أصحاب السنن. التقريب 1/ 248. وقد أخرجه الطبراني في

الأوسط 3/ 229 (2484) وقال: لم يُروَ هذا الحديث عن الزهري إلا من طريق صالح. وقال الهيثمي

4/ 184: فيه صالح بن أبي الأخضر، وقد وثّق على ضعفه، وبقيّة رجال أحمد ثقات. وجعله ابن كثير ممّا

تفّردّ به الإمام أحمد - الجامع 35/ 157 (1164).

ص: 196

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "رأيْتُكِ في المنام مرّتين: إذا رجلٌ يَحْمِلُك في سَرَقة من حريرٍ

فيقول: هذه امرأتُك، فأكشفُ عنها فإذا هي أنت، فأقول: إن يكُ هذا من عند الله

يُمْضِه".

أخرجاه (1).

والسَّرَقهَ: شُقّة بيضاء (2)

(7336)

الحديث السادس والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزُّهري قال: أخبرَني سعيد بن المسيّب، وعروة بن

الزّبير، وعلقمة بن وقّاص، وعُبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود

عن حديث عائشة زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرَّأها اللَه،

وكلُّهم حدّثني بطائفة من حديثها، وبعضُهم كان أوعى لحديثها من بعض، وأثبَتَ

اقتصاصًا، وقد وَعَيتُ عن كلّ واحدٍ منهم الحديث الذي حدَّثنَي، وبعضُ حديثِهم يُصَدِّق

بعضًا، ذكروا:

أن عائشة زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يَخْرُجَ سفرًا أقرعَ بين

نسائه، فأيَّتُهنّ خرج سهمُها خرج بها رسول اللَه صلى الله عليه وسلم معه. قالت: فأقرعَ بيننا في غزاةٍ

غزاها فخرج فيها سهمي، فخرجتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعدما أُنزل الحجاب، فأنا

أُحْمَلُ في هودجي وأنزلُ فيه مسيرَنا، حتى إذا فَرَغ رسولُ الله من غزوه وقَفَلَ ودنوَنا من

المدينة آذن ليلةً بالرحيل، فمَشَيْتُ حتى جاوزْتُ الجيش، فلما قضيتُ شأني أقبلْتُ إلى

الرَّحل، فلَمَسْت صدري فإذا عِقدٌ من جَزْع ظَفارٍ (3) قد انقطعَ، فرجعْتُ فالتمسْتُ عِقدي،

فحبسَني ابتغاؤُه، وأقبل الرَّهْطُ الذين كانوا يَرْحَلون بي، فحملوا هَودجي فرحلوه على بعيري

الذي كنت أركبُ وهم يَحْسَبون أني فيه. قالت: وكانت النساءُ إذ ذاك خِفافًا لم يُهَبِّلْهُنّ ولم

يَغْشَهُنّ اللحمُ، إنما يأكلْن العُلْقة (4) من الطعام، فلم يستنكر القومُ ثِقَلُ الهودج حين رَحَلوه

(1) المسند 6/ 128 ورواه البخاري 7/ 223 (3895) من طريق وهيب. ورواية مسلم 4/ 1889 (2438) من طريق

هشام، وفيها "ثلاث ليال".

(2)

أي قطعة.

(3)

ويقال: أظفار. وهو نوع من الخرز، يماني.

(4)

العُلقة: القليل

ص: 197

ورفعوه، وكنتُ جارية حديثة السّنِّ، فبعثوا الجملَ وساروا، ووجدْتُ عِقدي بعدما

استمرّ الجيش، فجئتُ منازلَهم وليس بها داعٍ ولا مجيب، فيَمَّمْتُ منزلي الذي كنتُ

فيه، وظَنَنْتُ أن القومَ سيفقدونني فيرجعون إليّ، فبينا أنا جالسة في منزلي غَلَبَتني

عيني فنِمت.

وكان صفوان بن المُعَطَّل السُّلَمِيّ ثم الذَّكواني قد عرّس وراء الجيش فادّلَجَ (1)،

وأصبحِ عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرَفَني حين رآني، وكان يراني قبل أن

يُضرب عليّ الحجابُ، فاستيقظتُ باسترجاعه حين عرفَني، فخمَّرْتُ وجهي بجلبابي.

فواللَه ما كلَّمَني كلمة، ولا سَمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعه، حتى أناخَ في راحلته

فوطِىء على يدها فرَكِبْتُها، فانطلقَ يقودُ بي الراحلةَ حتى أتينا الجيشَ بعدما نزلوا مُوغِرين

في نَحر الظهيرة.

فهلَكَ من هَلَكَ في شأني، وكان الذي تولَّى كِبْرَه عبد الله بن أُبىَّ بن سَلول. فقَدِمْتُ

المدينةَ، فاشتكيتُ حين قَدِمْنا شهرًا، والناسُ يُفيضون في قول أهل الإفك، ولا أشعُرُ

بشيء من ذلك، وهو يَريبني في وجعي أنّي لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الذي كنتُ

أرى منه حين أشتكي، إنما يدخلُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيُسلِّمُ ثم يقول:"كيف تيكم؟ " فذاك

يَريبُني ولا أشعُرُ بالشّرّ.

حتى خَرَجْتُ بعدما نَقِهْتُ، وخَرَجَتْ معي أمُّ مِسْطَح قِبَلَ المَناصِع وهو مُتَبَرَّزُنا، ولا

نخرُجُ إلا ليلًا إلى ليل، وذلك قبلَ أن نَتَّخذَ الكْنُفَ (2) قريبًا من بيوتنا، وأمرُنا أمرُ العرب

الأُول في التنزّه، وكنا نتأذّى بالكُنُف أن نَتَّخِذَها عندَ بيوتنِا. فانطلقْتُ أنا وأمُّ مِسْطَح وهي

بنت أبي رُهْم بن المطّلب بن عبد مناف، وأُمُّها بنت صخر بن عامر، خالة أبي بكر

الصّديق، وابنُها مِسْطَح بن أُثاثةَ بن عبّاد بن المطّلب. وأقبلْتُ أنا وبنت أبي رُهم قِبَل بيتي

حين فَرَغْنا من شأننا، فعَثَرَتْ أمّ مِسْطح في مِرْطِها، فقالت: تَعِسَ مِسْطَح. قلت لها: بئسَ

ما قلتِ، أَتَسُبّين رجلًا قد شَهِدَ بدرًا. قالت: أي هَنْتاه، أو لم تسمعي ما قال؟ قلتُ: وماذا

قال؟ فأخبَرَتْني بقول أهل الإفك، فازدَدْتُ مرضًا إلى مرضي. فلمّا رَجَعْتُ إلى بيتي فدخل

عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "كيف تِيكم؟ " قلتُ: أتأذنُ لي أن آتيَ أبويَّ؟ قالت: وأنا

(1) ادّلج: سار آخر الليل.

(2)

الكُنف جمع كنيف: مكان قضاء الحاجة.

ص: 198

حينئذ أريدُ أن أتَيَقَّنَ الخبرَ من قِبَلِهما. فأذِن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجئتُ أبويّ، فقلت

لأُمّي: يا أُّمّتاه، ما يَتَحَدَّثُ الناس؟ فقالت: أي بُنَيّة، هَوِّني عليكِ، فوالله لَقَلّما كانت امرأةٌ

قطُّ وضيئةٌ عند رجل يُحِبُّها ولها ضرائر، إلا أكْثَرْنَ عليها. قلتُ: سبحانَ الله! أوَ قد تحدَّثَ

الناسُ بهذا؟ ! قالت: فبكيت تلك الليلةَ حتى أصبحتُ لا يَرْقَأُ لي دمعٌ ولا أكْتَحِلُ بنوم، ثم

أصبحْت أبكي.

فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب وأُسامهَ بن زيد حين استلبثَ الوحيُ

يستشيرُهما في فِراق أهله، قالت: فأمّا أُسامة بن زيد فأشارَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي

يعلمُ من براءة أهله، وبالذي يعلمُ في نفسه لهم من الوُدّ، فقال: يا رسول الله، هم أهلُك،

ولا نعلمُ إلاّ خيرًا. وأما على بن أبي طالب فقال: لم يُضَيِّقِ اللهُ عز وجل عليك، والنساءُ

سواها كثير، وإن تسألِ الجاريةَ تَصْدُقْك. قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بَريرةَ، فقال: "أي

بريرة، هل رأيتِ من شيء يَريبُك من عائشه؟ " قالت له بريرة: والذي بعثَك بالحقِّ، إنْ

رأيْتُ عليها أمرًا قطُّ أَغْمِصُه (1) عليها أكثر من أنّها جارية حديثة السِّنِّ، تنامُ عن عجين

أهلها فتأتي الدّاجن (2) فتَأكله.

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أُبيّ بن سلول. قالت: فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم وهو على المِنبر: "يا معشر المسلمين، مَن يَعْذُرُني من رجل قد بلَغَني أذاه من أهل

بيتي، فواللهِ ما عَلِمْتُ على أهلي إلاّ خيرًا. ولقد ذكروا رجلًا ما عَلِمْتُ عليه إلاّ خيرًا، وما

كان يَدْخلُ على أهلي إلاّ معي" فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: أنا أَعْذُرُكَ منه يا رسول

الله، إن كان من الأوس ضَرَبنا عُنُقَه، وإن كان من إخواننا الخزرج أمَرْتَنا ففعلْنا أمرَك. قالت:

فقام سعد بن عُبادة -وهو سيّد الخزرج- وكان رجلًا صالحًا، ولكن احْتَمَلَتْه (3) الحَمِيّة،

فقال لسعد بن معاذ: كَذَبْتَ لعمرُ الله، لا تقتلُه ولا تَقْدِرُ على قتله. فقام أُسيد بن حُضير

وهو ابن عمّ سعد بن معاذ، فقال لسعد بن عُبادة: كَذَبْتَ، لعمرُ الله لَنَقْتُلَنه، وإنّكَ منافق

تُجادلُ عن المنافقين. فثار الحيّان الأوسُ والخزرجُ، حتى هَمُّوا أن يقتتلوا، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم

قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهم حتى سكتوا، وسكت.

(1) أغمصه: أعيبه.

(2)

الداجن: ما يألف البيت من الشياه.

(3)

ويروى: "اجتهلته".

ص: 199

قالت: وبكيتُ يومي ذاك لا يرقأ لي دمعٌ ولا أكتحِلُ بنوم، ثم بكيتُ ليلتي المقبلةَ لا

يرقأُ لي دمع ولا أكتحلُ بنوم، وأبواي يظُنّان أن البكاء فالقٌ كبدي. قالت: فبينما

هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذَنَتْ عليّ امرأةٌ من الأنصار فأذِنْتُ لها، فجلست

تبكي معي.

فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَسلَّمَ ثم جلس. قالت: ولم يجلسْ

عندي منذُ قيل لي ما قيل، فقد لَبثَ شهرًا لا يُوحَى إليه في شأني شيء. قالت: فتشهّدَ

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال: "أما بعدُ يا عائشة، فإنّه قد بلَغَني عنكِ كذا وكذا.

فإن كنت بريئةً فسَيُبَرِّئُك اللهُ عز وجل، وإن كنتِ ألْمَمْتِ بذنب فاستغفري الله وتُوبي

إليه، فإنّ العبدَ إذا اعترفَ بذنبٍ ثم تابَ تابَ الله عليه" قالت: فلمّا قضى رسولُ الله

صلى الله عليه وسلم مقالتَه قَلَصَ دمعي حتى ما أُحسُّ منه قطرةً، فقلتُ لأبي: أجِبْ عنّي رسول الله صلى الله عليه وسلم

فيما قال. فقال: والله ما أدري ما أقولُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قلتُ لأُمّي: أجيبي عنّي رسول

الله صلى الله عليه وسلم. فقال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت وأنا جاريةٌ حديثةُ السّنّ، لا

أقرأُ كثيرًا من القرآن: إني والله قد عَرَفْتُ أنّكم قد سَمعْتُم بهذا حتى استقرّ في أنفسِكم

وصدَّقْتُم به، ولئن قُلْتُ لكم إنّي بريئةٌ -والله يعلمُ أنيَ بريئةٌ- لا تصدّقوني. وإنّي والله

ما أجدُ لي ولكم مَثَلًا إلاّ كما قال أبو يوسف: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا

تَصِفُونَ} [يوسف: 18].

قالت: ثم تحوَّلْتُ فاضطجَعْتُ على فراشي، قالت: وأنا والله حينئذٍ أعلمُ أني بريئةً،

وأن الله عز وجل مُبَرِّئي ببراءتي، ولكن والله ما كُنتُ أظُنُّ أن يُنْزَلَ في شأني وحيٌ يُتلى،

ولشأني كان أحقَرَ من نفسي من أن يتكلَّمَ اللهُ عز وجل فيَ بأمرٍ يُتْلَى، ولكنْ كنتُ أرجو أن

يرى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يُبَرِّئُني اللهُ عز وجل بها. قالت: فو الله ما رام رسول الله

صلى الله عليه وسلم من مجلسه، ولا خَرَجَ من أهل البيت أحدٌ حتى أنزلَ اللهُ عز وجل على نبيِّه، وأخذَه

ما كان يأخذُه من البُرَحاء (1) عند الوحي، حتى إنّه لَيَتَحَدَّرُ منه مثلُ الجُمان من العَرَق في

اليوم الشاتي، من ثِقَلِ القول الذي أُنزلَ عليه. قالت: فلمّا سُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو

يضحكُ، فكان أوّلَ كلمةٍ تكلَّم بها أن قال:"أبْشِري يا عائشة، أمّا الله عز وجل فقد برَّأكِ"

فقالت لي أُمّي: قُومي إليه. فقلتُ: والله لا أقومُ إليه، ولا أَحْمَدُ إلا اللهَ عز وجل، هو

(1) البُرَحاء: الشدّة.

ص: 200

الذي أنزلَ براءتي. فأنزلَ اللهُ عز وجل {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ

} عشر

آيات [النور: 11 - 20] فأنزل الله عز وجل هذه الآياتِ براءتي.

قالت: فقال أبو بكر- وكان يُنفق على مِسْطح لقرابته منه وفقره: والله لا أُنْفِقُ عليه

شيئًا بعد الذي قال لعائشة. فأنزل اللهُ عز وجل: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ

وَالسَّعَةِ

} إلى قوله {

أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22] قال أبو بكر:

والله إنّي لأُحِبُّ أن يغفرَ الله لي. فرجعَ إلى مِسطح النفقةَ التي كان ينفقُ عليه. وقال: لا

أنزِعُها منه أبدًا.

قالت عائشة: وكان رسولُ اللَه صلى الله عليه وسلم سأل زينبَ بنت جحش زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن

أمري: "ما عَلِمْت؟ " أو: "ما رأيتِ؟ "(1) قالت: يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، والله

ما عَلِمْتُ إلا خيرًا. قالت عائشةُ: وهي التي كانت تُساميني من أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم،

فعصَمَها اللهُ عز وجل بالوَرَع. وطَفِقَتْ أُختُها حَمنة بنت جَحش تُحارب لها، فهلكت

فيمن هلك.

قال ابن شهاب: فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلاء الرّهط.

أخرجاه (2).

* طريق لبعضه:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن عائشة قالت:

لما نزل عُذري من السماء جاءَني النبيُّ صلى الله عليه وسلم فأخبرَني بذلك، فقلتُ: بحمد الله لا

بحمدك (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابنُ أبي عديّ عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي

بكر عن عَمرة عن عائشة قالت:

(1) في المسند. زيادة: "أو ما بلغك؟ "

(2)

المسند 6/ 194، ومسلم 4/ 2129 (2770)، وأخرجه البخاري 5/ 269 (2661) من طريق ابن شهاب،

وينظر أطرافه في البخاري 5/ 218 (2593)، والجمع 4/ 115 (3231).

(3)

المسند 6/ 30. وعمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، صدوق يخطىء، روى له أصحاب السنن،

والبخاري تعليقًا. وصحّح الحديث بهذا الإسناد ابن حبّان 16/ 21 (7102).

ص: 201

لما نزلَ عُذري قامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك، وتلا القرآنَ، فلما نزلَ أمَرَ برجلين

وامرأة فضُرِبوا حدّهم (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثني إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن

ابن شهاب قال:

قال عروة: لم يُسَمَّ من أهل الإفك إلاّ حسّانُ بن ثابت ومسَطحُ بن أُثاثَة وحمنة بنت

جحش، في ناسٍ آخرين لا عِلْمَ لي بهم، إلاّ أنّهم عُصبة (2)، وكان كِبْرَ ذلك عبدُ الله بن

أُبيّ، وكانت عائشة تكرهُ أن يُسَبَّ عندَها حسّان، تقول: إنّه الذي قال:

فإن أبي ووالدَه وعِرضي

لعِرْضِ محمّدٍ منكم وِقاءُ

قال عروة: قالت عائشة: والله إن الرجل الذي قيل له ما قيل (3)، ليقول: سبحانَ الله،

فوالذي نفسي بيده، ما كَشَفْتُ كَنَفَ أُنثى قطّ. قالت: ثم قُتلَ بعدَ ذلك في سبيل الله

شهيدًا (4).

(7337)

الحديث السابع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع

عن نافع بن عمر عن صالح بن سعيد عن عائشة:

أنها فقدتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم من مَضْجَعه، فَلَمَسَتْه بيدها، فوقَعت عليه هو ساجدٌ وهو

يقول: "رب أَعْطِ نفسي تَقواها، زَكِّها أنت خيرُ مَن زكّاها، أنت وَلِيُّها ومولاها"(5).

(1) المسند 6/ 35، في إسناده محمد بن إسحاق، وقد عنعن. وبهذا الإسناد أخرجه أبو داود 4/ 162

(4474)

، وابن ماجة 2/ 857 (2567)، والترمذي 5/ 314 (3181)، وقال: حديث حسن غريب، لا

نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق. وحسّنه الألباني.

(2)

في المسند "كما قال الله عز وجل" إشارة إلى قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} .

(3)

وهو صفوان بن المعطّل، رضي الله عنه.

(4)

مختصر من حديث طويل في المسند 6/ 197، ومن طريق إبراهيم بن سعد أخرجه البخاري 7/ 431

(4141)

، ومسلم 4/ 2137 (2770).

(5)

المسند 6/ 209، وصالح بن سعيد من رجال التعجيل 181، وثّقه ابن حبّان. وسائر رجاله رجال الصحيح.

قال الهيثمي 2/ 130: رواه أحمد ورجاله ثقات. وقال 10/ 113: رجاله رجال الصحيح، غير صالح بن

سعيد، ثقة. وجعله ابن كثير ممّا تفرّد به 34/ 261 (511).

وقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ آتِ نفسي تقواها

" رواه مسلم عن زيد بن أرقم - الجمع 1/ 514 (840).

وافتقاد عائشة النبيّ صلى الله عليه وسلم، وسماعها إياه يدعو رواه مسلم عن عائشة - الجمع 4/ 205 (3374).

ص: 202

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن منصور عن هلال بن

يَساف عن عائشة قالت:

فقدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فظنَنْتُ أنّه أتى بعضَ جواريه، فطلَبْتُه، فإذا هو ساجد يقول:

"ربّ اغفِرْ لي ما أَسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ"(1).

(7338)

الحديث الثامن والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع

قال: حدّثني علي بن مبارك عن كريمة ابنة همّام قالت: سمعتُ عائشة تقول:

يا معشرَ النساء، إيّاكنّ وقَشْرَ الوجه.

فسألَتْها امرأةٌ عن الخِضاب، فقالت: لا بأس بالخِضاب، ولكنّي أكرَهُه، لأن حبيبي

كان يكره ريحَه (2).

(7339)

الحديث التاسع والتسعون بعد المائة: حدّتنا أحمد قال: حدّثنا عمر

أبو حفص المُعَيطي قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

خَرَجْتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحمَ ولم أَبْدُنْ، فقال

للناس: "تَقَدّموا"، فتقدّموا، ثم قال لي:"تعالَي حتى أُسابِقكِ" فسابَقْتُه فسَبَقْتُه، فسكت

عنّي، حتى إذا حَمَلْتُ اللحمَ وبَدُنْتُ ونسِيتُ، خرجْتُ معه في بِعض أسفاره، فقال

للنّاس: "تقدّموا" فتقدّموا، ثم قال لي:"تعالَي حتى أُسابِقَك" فسابَقْتُه فسَبَقَني، فجعل

يضحكُ ويقول: "هذه بتلك"(3).

(7340)

الحديث المائتان: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا كَهْمَس بن

الحسن عن عبد الله بن شقيق قال:

(1) المسند 6/ 147، والنسائي 2/ 220. ورجاله رجال الصحيح، وصحّحه الألبانىِ.

(2)

المسند 6/ 210 وكريمة مقبولة. وقد أخرج الحديث أبو داود 4/ 76 (4164)، والنسائي 8/ 142 من طريق

علي بن المبارك، ولم يذكرا النهي عن قشر الوجه. وضعّف الألباني الحديث.

(3)

المسند 6/ 264، وعمر المعيطي من رجال التعجيل 297، قال عنه أبو حاتم: لا بأس به، ووثّقه ابن حبّان.

ثم هو متابع، فقد أخرجه أحمد وغيره مختصرًا من طريق سفيان بن عيينه عن هشام 6/ 39. وقد رواه

مختصرًا ابن ماجة 1/ 636 (1979)، وأبو داود 3/ 29 (2578)، والنسائي- الكبرى 5/ 303 (8942)،

وابن حبّان 10/ 545 (4691) من طرق عن هشام.

ص: 203

قلتُ لعائشة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين السُّوَرِ في ركعة؟ قالت:

المفصّل (1).

(7341)

الحديث الحادي بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال:

حدّثني طلحة بن يحيى بن طلحة بن عُبيد الله عن عمّته عائشة بنت طلحة عن عائشة أمّ

المؤمنين قالت:

دُعِىَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى جنازة غلام من الأنصار، فقلتُ: يا رسول الله، طُوبَى لهذا،

عُصفورٌ من عصافير الجنّة، لم يُدْرِكِ الشّرَّ ولم يَعْمَلْه. قال: "أو غيرَ ذلك يا عائشة. إنّ اللهَ

عز وجل خَلَقَ للجنّة أهلًا، خلَقَها لهم وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنّار أهلًا، خلقَها

لهم وهم في أصلاب آبائهم".

انفرد بإخراج مسلم (2).

(7342)

الحديث الثاني بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر

قال: حدّثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعتُ عبد الرحمن بن يزيد يحدّث عن الأسود

عن عائشة قالت:

ما شَبعَ آلُ محمّدٍ من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن

عائشة قالت:

ما شبع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثلاثةَ أيّامٍ تِباعًا من خبز بُرٍّ حتى مضى لسبيله (4)

الطريقان في الصحيحين.

(1) المسند 6/ 204، ورجال رجال الصحيح. ومن طريق كهمس أخرجه أبو داود 1/ 251 (956) وصحّحه ابن

خزيمة 1/ 270 (539).

(2)

المسند 6/ 208، ومسلم 4/ 2050 (2662).

(3)

المسند 6/ 98، ومسلم 4/ 2282 (2970).

(4)

المسند 6/ 42، ومسلم 4/ 2281 (2970)، ومن طريق إبراهيم النخعي أخرجه البخاري 9/ 549 (5416).

ص: 204

(7343)

الحديث الثالث بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال:

حدّثني سليمان بن المغيرة عن حُميد بن هلال قال: قالت عائشة:

بعثَ إلينا آلُ أبي بكر بقائمة شاة ليلًا، فأمسكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقَطَعْتُ، أو أمسكْتُ

وقَطَع. فقال الذي تحدّثُه: على غير مصباح؟ فقالت: لو كان عندنا مصباح لائتدَمْنا به. إن

كان ليأتي على آل محمّد الشهرَ ما يختبزون خبزًا ولا يطبخون قِدرًا (1).

(7344)

الحديث الرابع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج وعفّان

قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الرجلَ لَيَعْمَلُ بعمل أهل الجنّة وإنه لمكتوبٌ في الكتاب

من أهل النّار، فإذا كان قبلَ موته تحوّلَ فعَمِل بعمل أهل النار، فمات فدخل النار. وإنّ

الرجلَ لَيَعْمَلُ بعَمَل أهل النّار وإنّه لمكتوبٌ في الكتاب من أهل الجنّة، فإذا كان قبلَ موته

تحوّلَ فعَمِل بعَمَل أهل الجنّة، فمات فدخلها" (2).

(7345)

الحديث الخامس بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سريج قال:

حدّثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن مسلم بن قُرط عن عروة قال: سمعتُ عائشة تقول:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ذهب أحدكم لحاجته فَلْيَسْتَطِبْ بثلاثة أحجار، فإنّها

تُجْزِئُه" (3).

(7346)

الحديث السادس بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر

قال: حدّثنا إسرائيل قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق عن إبراهيم بن عُبيد بن رِفاعة عن

عائشة قالت:

(1) المسند 6/ 217، ورجاله ثقات.

(2)

المسند 6/ 107، ورجاله رجال الصحيح. وأخرجه أبو يعلى من طريق حمّاد 8/ 128 (4668). ومن طريق

هشام صحّحه ابن حبّان 2/ 57 (346). وقال الهيثمي 7/ 214: رواه أحمد وأبو يعلى بأسانيد، وبعض

أسانيدهما رجاله رجال الصحيح.

(3)

المسند 6/ 108، ومُسلم بن قُرط مُقِلُّ ضعيف. كما قال ابن حجر- التهذيب 432. وسائر رجاله رجال

صحيح. ومن طريق ابن أبي حازم - عبد العزيز أخرجه النسائي 1/ 41، وأبو يعلى 7/ 340 (4376).

والدارقطني 1/ 54، ومن طريق يعقوب عن أبي حازم أخرجه أبو داود 1/ 10 (40) وقال الدارقطني: إسناد

صحيح. وصحّحه الألباني.

ص: 205

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هو شرُّ الثلاثة إذا عمل بعمل أبوَيه" يعني ولد الزنا (1).

(7347)

الحديث السابع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال:

حدّثنا سعيد بن مسلم قال: سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير قال: حدّثني عوف بن

الحارث بن الطُّفيل أن عائشة أخبرته:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: "يا عائشةُ، إيّاك ومُحَقِّرات الذُّنوبِ، فإنّ لها من الله

طالبًا" (2).

(7348)

الحديث الثامن بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن غيلان

قال: حدّثنا المفضّل قال: حدّثني عُقيل بن خالد عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن

عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه في كلّ ليلة جمع كفَّيه، ثم نَفَث فيهما وقرأ

فيهما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثم مسح

بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك

ثلاث مرّات.

أخرجاه (3).

(7349)

الحديث التاسع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال:

حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت عن أنس، وهشام بن عروة عن عائشة:

أن النبيّ صلى الله عليه وسلم سمع صوتًا، فقال:"ما هذه الأصوات؟ " قالوا: النخل، يُؤَبِّرونه يا

رسول الله. فقال: "لو لم يفعلوا لصلَح". فلم يُؤبِّروا عامئذ، فصار شِيصًا، فذكروا ذلك

(1) المسند 6/ 109. قال الهيثمي 6/ 260: إبراهيم بن اسحاق لم أعرفه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وجعله

ابن حجر مجهولًا - التعجيل 11، 10. وضعّف محقُقو المسند إسناده في تخريجهم لحديث أبي هريرة

الذي أخرجه أحمد بإسناد صحيح 13/ 462 (8098): "ولد الزّنا شرّ الثلاثة" وخرّجه المحقّقون.

(2)

المسند 6/ 151. ومن طريق سعيد بن مسلم أخرجه ابن ماجة 2/ 1417 (4243). وابن حبّان 12/ 379

(5568)

، قال البوصيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات. وصحّحه الألباني - الصحيحة 2/ 40 (513).

(3)

المسند 6/ 116، ومن طريق المفضّل بن فضالة أخرجه البخاري 9/ 62 (5017)، وأخرجه مسلم 4/ 1723

(2192)

من طريق ابن شهاب.

ص: 206

للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: "إذا كان شيءٌ من أمر دنياكم فشأنَكم به، وإذا كان شيء من أمر

دينكم فإليّ".

انفرد بإخراج مسلم بهذا الإسناد (1).

(7350)

الحديث العاشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال:

حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا عمرو بن ميمون بن مِهران قال: أخبرَني أبي قال:

قالت عائشة:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع المناديَ قال: "أشهدُ أن لا إله إلاّ الله، وأشهدُ أنّ محمدًا

رسول الله" (2).

(7351)

الحديث الحادي عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان

عن الزّهري عن عروة عن عائشة قالت:

استأذنَ رهطٌ من اليهود علي النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السامُ عليك. فقلت: بل السامُ

عليكم واللعنة. فقال: "يا عائشة، إن اللهَ عز وجل يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمر كلِّه" قالت: ألم

تسمع ما قالوا؟ قال: "فقد قلْتُ: وعليكم".

أخرجاه (3).

وفي لفظ: "فيُستجاب لي فيهم ولا يُستجابُ لهم فيّ"(4).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عاصم قال: حدّثنا حُصين بن عبد الرحمن عن عمر

ابن قيس عن محمد بن الأشعث عن عائشة قالت:

بينما أنا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، إذ استأذنَ رجلٌ من اليهود فأذِنَ له، فقال: السام عليك.

(1) المسند 6/ 123، ومن طريق حمّاد في مسلم 4/ 1836 (2363).

(2)

المسند 6/ 124، رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن ميمون بن مهران كان يرسل، لم يسمع من عائشة.

وجعل ابن كثير الحديث من أفراد أحمد 37/ 115 (3035). وأخرج أبو داود بإسناد صحيح من طريق عروة

عن عائشة: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع الموذِّن يتشهّد قال: "وأنا وأنا" 1/ 145 (526).

(3)

المسند 6/ 37، والبخاري 12/ 280 (6927)، ومسلم 4/ 1706 (2165).

(4)

وهو في البخاري 10/ 452 (6030).

ص: 207

فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "وعليكَ". قالت: فهَمَمْتُ أنا أتكلَّمَ. قالت ثمَّ دخلَ الثانية فقال مثلَ

ذلك، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"وعليكَ". قالت: ثمَّ دخل الثالثة فقال: السامُ عليك. قالت:

قلتُ: بل السامُ عليكم وغَضَبُ الله، إخوانَ القِرَدة والخنازير، أتُحَيُّون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بما

لم يُحَيِّه به الله. قالت: فنظر إليّ فقال: "مَهْ، إن الله لا يُحِبُّ الفُحشَ ولا التَفَحُّش. قالوا

قولًا فرَدَدْناه عليهم، فلم يَضُرَّنا شيئًا، ولَزِمهم إلى يوم القيامة، إنّهم لا يحسُدُوننا على شيءٍ

كما يحسُدُوننا على الجمعة التي هدانا اللهُ لها وضلُّوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا اللهُ

لها وضَلُّوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين" (1).

(7352)

الحديث الثاني عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال:

أخبرنا سفيان بن حسين عن الزّهري عن عروة عن عائشة قالت:

أُهْدِيَت لحفصةَ شاةٌ ونحن صائمتان، فأفطرتني - وكانت ابنة أبيها - فلما دخل علينا

رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَكَرْنا ذلك له، فقال:"أَبْدِلا يومًا مكانه"(2).

(7353)

الحديث الثالث عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال:

حدّثنا حمّاد قال: أخبرنا قتادة عن محمَّد بن سيرين عن صفيّة بنت الحارث عن عائشة:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُقْبَلُ صلاةُ حائضٍ إلا بخمار"(3).

(7354)

الحديث الرابع عشر بعد المائتين: حدّتنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق

قال: أخبرنا معمر عن أيّوب عن ابن أبي مُليكة أو غيره أن عائشة قالت:

ما كان خُلُقٌ أبغَضَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكَذِب، ولقد كان الرجلُ يكذِبُ عند

(1) المسند 6/ 134. وعلي بن عاصم صدوق يخطئ، ومحمد بن الأشعث مقبول. وقصّة قول اليهود للنبيّ

صلى الله عليه وسلم: السام عليكم، وردّ عائشة رضي الله عنها عليهم، قصّة صحيحة، رواها الشيخان وغيرهما. وأخرج

الحديث ابن خزيمة بإسناد صحيح 1/ 288 (574) ولم يذكر فيه الجمعة والقبلة، وأخرج البخاري في

المفرد 3/ 551 (988)، وابن ماجة 1/ 278 (856) بإسناد صحيح عن عائشة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "ما

حَسَدَتْكم اليهودُ على شيء ما حَسَدَتْكم على السلام والتأمين".

(2)

المسند 6/ 141 وإسناده ضعيف، فسفيان بن حسين ضعيف في الزهري.

(3)

المسند 6/ 150، وإسناده صحيح. ومن طرق عن حمّاد أخرجه أبو داود 1/ 173 (641)، وابن ماجة 1/ 215

(655)

، والترمذي 2/ 215 (377) وقال: حسن، والعمل عليه عند أهل العلم. وصحَّحه ابن خزيمة

1/ 380 (775)، والحاكم 1/ 251 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وابن حبَّان 4/ 612 (1711)،

والمحقّقون.

ص: 208

رسول الله صلى الله عليه وسلم الكِذبه فما يزالُ في نفسه عليه حتى يعلمَ أن قد أحدث منها توبة (1).

(7355)

الحديث الخامس عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:

كان رجلٌ يدخلُ على أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُخَنَّثٌ، وكانوا يَعُدُّونه من غير أولي الإربة،

فدخل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومًا وهو عند بعض نسائه وهو ينعَتُ امرأةً، فقال: إنّها إذا أقبلَتْ أقبلَتْ

بأربع، وإذا أدبَرتْ أدبَرتْ بثمان. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ألا أرى هذا يعلم ما ها هنا، لا يدخُلَنّ

عليكنّ هذا" فحجبوه.

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(7356)

الحديث السادس عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال:

حدّثنا حمّاد عن عليّ بن زيد عن أمّ محمَّد عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يُرسَلُ على الكافر حَيّتان: واحدة من قِبَل رأسه، وأخرى من

قِبَل رجليه، يقرِصانه قَرصًا، كلّما فرَغَتا عادَتا، إلى يوم القيامة" (3).

(7357)

الحديث السابع عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن

حمّاد قال: حدّثنا أبو عوانة عن عبد الله بن أبي السَّفَر عن مصعب بن شيبة عن طلق بن

حبيب عن عبد الله بن الزبير عن عائشة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "يُغْتَسَلُ من أربع: من الجمعة، والجنابة، والحِجامة، وغسل

الميّت" (4).

(1) المسند 6/ 152، وإسناده صحيح. وأخرجه الترمذي 4/ 307 (1973) وحسّنه، وابن حبّان 13/ 44

(5736)

وصحّحه الألباني وشعيب.

(2)

المسند 6/ 152، ومسلم 4/ 1716 (2181).

(3)

المسند 6/ 152. وعلي بن زيد، ابن جدعان ضعيف. وأمّ محمَّد، ذكرها بن حجر في التعجيل 554، وجعلها

والدة علي بن زيد، واختلف في اسمها، ولم يرو عنها غير ابنها، ومع ذلك حسّن الهيثمي إسناده، بعد أن عزاه

لأحمد - المجمع 3/ 58، وجعله ابن كثير من أفراد الإمام أحمد - الجامع 37/ 486 (3398).

(4)

المسند 6/ 152، وفيه مصعب بن شيبة، ضعيف. الميزان 4/ 120، والضعفاء والمتروكون 3/ 123. ومن

طريق مصعب أخرجه أبو داود 1/ 96 (348)، 3/ 201 (3160)، وقال بعد الحديث (3162): حديث

مصعب ضعيف، فيه خصال ليس العمل عليه. وأخرجه ابن خزيمة 1/ 126 (256) والحاكم 1/ 163

وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي. وضعّف الحديث الألباني.

ص: 209

(7358)

الحديث الثامن عشر بعد المائتين: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثني أبي

قال: حدّثنا الحسين بن ذكوان عن عطاء عن عائشة

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تَزَوَّجُ المرأةُ لثلاث: لمالها، وجمالها، ودينها. فعليك بذات

الدَّين تَرِبَتْ يداك" (1).

(7359)

الحديث التاسع عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق

قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خُلِقَتِ الملائكةُ من نُور، وخُلِقَ الجانّ من مارجٍ من نار، وخُلِقَ ادمُ

ممّا وُصِفَ لكم"

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(7360)

الحديث العشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن

القاسم قال: حدّثنا إسرائيل عن يوسف بن أبي بُردة عن أبيه قال: حدّثَتني عائشة:

أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الغائط قال: "غُفرانَك"(3).

(7361)

الحديث الحادي والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن مسلم بن صُبيح عن مسروق عن عائشة قالت:

دخل على النبيِّ صلى الله عليه وسلم رجلان، فأغَلظَ لهما وسبَّهما. قال: فقلتُ: يا رسول الله، لَمَنْ

أصاب منك خيرًا ما أصاب هذان منك خيرًا؟ . فقال: "أوَ ما عَلِمْتِ ما عاهدْتُ عليه ربّي:

قلت: اللهمّ أيُّما مُؤمنٍ سَبَبْتُه أو جَلَدْتُه أو لَعَنْتُه، فاجْعَلْها له مغفرة وعافية وكذا وكذا".

(1) المسند 6/ 152. وإسناده صحيح. وقد صحّ الحديث عند الشيخين عن أبي هريرة وفيه زيادة "وحَسَبها" -

الجمع 3/ 114 (2320). وينظر الإرواء 6/ 194 (1783).

(2)

المسند 6/ 153، ومسلم 4/ 2294 (2996).

(3)

المسند 6/ 155. ويوسف بن أبي بردة روى له أصحاب السنن والبخاري في المفرد، وسائر رجاله رجال

الشيخين. وبهذا الإسناد أخرجه أبو داود 1/ 8 (30). ومن طرق عن إسرائيل أخرجه البخاري في الأدب

المفرد 1/ 363 (693)، وابن ماجة 1/ 110 (300)، والترمذي 1/ 12 (7)، والنسائي - عمل اليوم والليلة

42 (79). وصحّحه ابن خزيمة 1/ 48 (90)، والحاكم 1/ 185، والذهبي، وابن حبَّان 4/ 291 (1444).

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة. وقال

الحاكم: هذا حديث صحيح، فإن يوسف بن أبي بردة من ثقات آل أبي موسى، ولم نجد أحدًا يطعن فيه،

وقد ذكر سماع أبيه عن عائشة. وقال الذهبي: صحيح، ويوسف ثقة. وصحَّحه المحقّقون.

ص: 210

انفرد بإخراجه مسلم (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج قال: حدّثنا ابنُ أبي الزّناد عن عبد الرحمن بن

الحارث عن محمَّد بن جعفر من الزبير عن عروة عن الزُّبير أن عائشة قالت:

إنّ أمدادَ العربِ كثُروا على رسول صلى الله عليه وسلم حتى غَمُّوه، وقام إليه المهاجرون يُفَرِّجون عنه،

حتى قام على عَتَبة عائشة فرَهَقوه، فأسلم رداءه في أيديهم ووثبَ عن العتبة فدخل، وقال:

"اللهمّ الْعَنْهم". فقالت عائشة: يا رسول الله، هلك القوم. فقال: "كلاّ والله يا بنتَ أبي

بكر، لقد اشترطتُ على ربّي شَرطًا لا خُلْفَ له، فقلت: إنّما أنا بَشَرٌ أضيقُ بما يضيقُ به

البَشَر، وأيُّ مؤمن بَدَرَتْ إليه منّي بادرة فاجْعَلْها له كفّارة" (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن أبي ذئب قال: حدّتني محمَّد بن عمرو بن

عطاء عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة قالت:

دُخِلَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم بأسير، فلَهَوْتُ عنه فذهب، فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: "ما فَعَلَ

الأسير؟ " قالت: لَهَوْتُ عنه مع النِّسوة فخرج، فقال: "مالك؟ قطع الله يدَك - أو يديك"

فخرج فآذن به الناسَ فطلبوه، فجاءوا به، فدخل عليّ وأنا أقلّب يدَيّ، فقال:"أجُنِنْتِ"

قلتُ: دَعَوْتَ عليَّ، فأنا أقلِّبُ يدَيَّ أنظرُ أيُّهما يقطعان، فحَمِدَ اللهَ وأثنى عليه، ثمَّ رفع يدَيه

مَدًّا وقال: "اللهمّ إنّي بَشَرٌ، أَغْضَبُ كما يَغضب البشرُ، فأيُّما مؤمن أو مؤمنة دعوتُ عليه

فاجعَلْه زكاة وطهورًا" (3).

(7362)

الحديث الثاني والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى

عن حاتم بن أبي صَغيرة قال: حدّثنا ابن أبي مُليكة أن القاسم بن محمَّد أخبره عن عائشة

(1) المسند 6/ 45، ومسلم 4/ 2007 (2600).

(2)

المسند 6/ 107، ومن طريق عبد الرحمن بن الحارث أخرجه أبو يعلى 8/ 6 (4507). وابن أبي الزِّناد وابن

الحارث صدوقان، لهما أخطاء. وقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"لقد اشترطت. . ." يصحّحه الطريق السابق.

(3)

المسند 6/ 52 ورجاله رجال الصحيح. ومن طريق ابن أبي ذئب أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 89.

ويشهد للمرفوع منه الطريق الأولى.

ص: 211

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّكم تُحْشَرونَ يومَ القيامة حُفاةً عُراةً غُرْلًا (1) ".

فقالت عائشة: يا رسول الله، الرجال والنساء ينظرُ بعضُهم إلى بعض! قال: "يا

عائشة، الأمرُ أشدُّ من أن يُهِمَّهُم ذاك".

أخرجاه (2).

(7363)

الحديث الثالث والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

سليمان بن داود الهاشمي قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد عن هشام بن عروة عن أبيه عن

عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الحُمّى من فَور جهنّم، فأَبْرِدوها بالماء".

أخرجاه (3).

(7364)

الحديث الرابع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم

قال: حدّثنا محمَّد بن طلحة عن زُبيد عن مجاهد عن عائشة قالت:

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريلُ يُوصيني بالجار حتى ظَنَنْتُ أنَّه سُيَوَرِّثُه".

أخرجاه (4).

(7365)

الحديث الخامس والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يونس قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن يحيى عن عمرة عن عائشة قالت:

لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى من النساء ما رأَيْنا لَمَنَعَهُنّ المساجدَ كما مَنَعت بنو إسرائيل

نساءَها. قلت لعَمرة: ومَنَعت بنو إسرائيل نساءَها؟ قالت: نعم.

أخرجاه (5).

(1) الغُرل جمع أغرل: وهو غير المختون.

(2)

المسند 6/ 53. ومن طريق يحيى بن سعيد عن حاتم أخرجه مسلم 4/ 2194 (2859)، ومن طريق حاتم

أخرجه البخاري 11/ 377 (6527).

(3)

المسند 6/ 90. ومن طريق هشام أخرجه الشيخان: البخاري 6/ 330 (3263)، ومسلم 4/ 1732 (2210)

وسائر رجاله ثقات.

(4)

المسند 6/ 91 وبإسناد آخر رواه الشيخان: البخاري 10/ 441 (6014)، ومسلم 4/ 2025 (2624).

(5)

المسند 6/ 91. ومن طريق يحيى أخرجه البخاري 2/ 349 (869)، ومسلم 1/ 329 (445).

ص: 212

(7366)

الحديث السادس والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: يزيد قال:

حدّثنا محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة قالت:

واعدَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جبريلُ عليه السلام في ساعة أن يأتِيَه فيها، فراث عليه (1) أن

يأتيَه فيها، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده بالباب قائمًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّي

انتظرتُك لميعادك" فقال: إن في البيت كلبًا، ولا ندخل بيتًا فيه كلب ولا صورة. وكان

تحت سرير عائشة جِرْوُ كلب، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأُخرج، ثمَّ أمر بالكلاب حين أصبح

فقُتِلَت (2).

انفرد بإخراجه مسلم، ولم يذكر قتل الكلاب (3).

(7367)

الحديث السابع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان

ابن داود الهاشمي قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:

قلتُ: أرأيْتِ قولَ الله عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ

أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] قلتُ: فوالله ما على أحدٍ جُناح

ألا يتطوّفَ بهما. فقالت عائشة: بئس ما قلتَ يا ابن أُختي، إنها لو كانت على ما أوَّلْتَها

عليه كانت (فلا جناحَ عليه أن لا يطّوّف بهما) ولكنّها إنما أُنزلت أنّ الأنصار كانوا قبلَ أن

يُسلموا يُهِلُّون لمناةَ الطاغية التي كانوا يعبُدونها عند المُشَلَّل، وكان من أَهَلَّ لها يتحرَّجُ أن

يطّوّفَ بالصفا والمروة، فسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، إنّا كُنّا

نتحرّجُ أن نطّوّفَ بالصَفا والمروة في الجاهلية، فأنزل الله عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ

شَعَائِرِ اللَّهِ. . .} إلى قوله {. . فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} . قالت عائشة: ثمَّ قد

سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما، فليس ينبغي لأحدٍ أن يَدَعَ الطواف بهما.

أخرجاه (4).

(1) راث عليه: أبطأ.

(2)

المسند 6/ 142 ومن طريق محمَّد بن عمرو أخرجه ابن ماجة 2/ 1204 (3651) دون الأمر بقتل الكلاب.

وقال الألباني: حسن صحيح، من أجل محمَّد بن عمرو بن علقمة. ولكنّه متابع.

(3)

مسلم 3/ 1664 (2104) من طريق أبي حازم عن أبي سلمة. وقد ورد الأمر بقتل الكلاب في الحديث الذي

بعده في مسلم (2105) عن ميمونة.

(4)

المسند 6/ 144. ومن طريق الزهري أخرجه البخاري 3/ 497 (1643)، ومسلم 2/ 929 (1277).

ص: 213

(7368)

الحديث الثامن والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

محمَّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن يزيد الرِّشْك عن معاذة عن عائشة أنها قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر. قال: فقلتُ: من أيّه؟ قالت: لم

يكن يُبالي من أيّه كان.

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(7369)

الحديث التاسع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع

عن سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي حذيفة

أن عائشة ذكرتْ امرأةً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكرتْ قِصَرَها، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "قد

اغْتَبْتِها" (2).

(7370)

الحديث الثلاتون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا مسلم (3)

قال: حدّثنا وهيب قال: حدّثنا منصور عن أُمّه (4) عن عائشة:

أنَّ امرأة من الأنصار قالت للنبيّ صلى الله عليه وسلم: كيف أغتسلُ من المَحيض؟ قال: "خُذي

فِرْصةً مُمَسَّكة، وتوضّأي ثلاثًا" ثمَّ إنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم استحيا فأعرض بوجهه وقال: "توضّأي

بها" فأخَذْتُها وجَذَبْتُها وأَخبَرْتُها بما يريدُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم.

انفرد بإخراجه البخاريّ (5).

والفِرصة: قطعة من صوف أو قطن.

وفي المُمَسّكة قولان: أحدهما: أنها المِسك. والثاني: من الإمساك، يقال: أمسكت

(1) المسند 6/ 145. ومن طريق يزيد الرّشْك أخرجه مسلم 2/ 818 (1160).

(2)

المسند 6/ 136، ورجاله رجال الصحبح. وقد رواه الترمذي 5/ 570 (2502، 2503) عن وكيع وغيره عن

سفيان، وأبو داود 4/ 269 (4875) من طريق سفيان. قال الترمذي: حسن صحيح، وأبو حذيفة هو كوفي

من أصحاب ابن مسعود، ويقال: اسمه سلمة بن صُهيبة، وصحَّحه الألباني.

(3)

وهو مسلم بن إبراهيم.

(4)

وهي صفيّة بنت شيبة.

(5)

البخاري 1/ 416 (315). ومن طريق وُهيب أخرجه مسلم 1/ 261 (332)، وأحمد 6/ 122. فقوله: "انفرد

به البخاريّ" ليس صحيحًا. . وقد ذكره الحميدي في المتّفق عليه 4/ 172 (3309).

ص: 214

ومسّكْتُ. والمراد أنها تُمْسِكها بيدها فتستعملها (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمَّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن إبراهيم بن المهاجر

قال: سمعت صفيّة تحدّث عن عائشة:

أن أسماء سألت النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن غسل المَحيض، فقال: "تأخذُ إحداكُنّ ماءها

وسِدْرتها، فتطهَّر فتُحسن الطّهور، ثمَّ تصُبُّ على رأسها فَتَدْلُكُه دَلكًا شديدًا حتى يبلغَ

شؤونَ رأسها، ثمَّ تصبُّ عليها الماء، ثمَّ تأخذُ فرصة مُمَسَّكةً فتطَهّر بها". قالت أسماء:

وكيف تطَهّر بها؟ قال: "سبحان الله! تطهّري بها". فقالت عائشة - كأنها تُخفي ذلك:

تتبّعي بها أثَر الدم.

وسألَتْه عن غسل الجنابة. فقال: "تأخذين ماءً فتطهّرين فتُحسنين الطهور، وأبلغي

الطهور، ثمَّ تصبّ على رأسها فتدلكه حتى يبلغَ شؤونَ رأسها، ثمَّ تُفيض عليه الماء".

فقالت عائشة: نعم النساءُ نساءُ الأنصار، لم يكن يمنعُهُنّ الحياءُ أن يَتَفَقَّهْن في

الدِّين (2).

(7371)

الحديث الحادي والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

محمَّد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن زُرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن

عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرَ بالأجراس أن تُقطعَ من أعناق الإبل يوم بدر (3).

(7372)

الحديث الثاني والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا

الحسن بن عليّ الحُلواني قال: حدّثنا أبو تَوبة الربيع بن نافع قال: حدّثنا معاوية بن سلاّم

عن زيد: أنَّه سمع أبا سلاّم يقول: حدّثني عبد الله بن فَرُّوخ أنَّه سمع عائشة تقول:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّه خُلِقَ كلُّ إنسانٍ من بني آدم على ستين وثلاثمائة

مَفْصِل، فمن ذكر الله عز وجل، وحَمِدَ الله عز وجل، وهلَّلَ الله عز وجل، وسبَّحَ الله - عزّ

(1) ينظر الكشف 4/ 370. والأوّل أرجح، لأنه في رواية: "فرصة من مسك".

(2)

المسند 6/ 147، ومسلم - السابق، ولم ينبّه عليه.

(3)

المسند 6/ 150، ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي 5/ 177، وصحّحه ابن حبَّان 10/ 552 (4699).

ص: 215

وجلّ -، واستغفرَ اللهَ عز وجل، وعزلَ حجرًا عن طريق الناس، أو شوكة أو عظمًا عن طريق

الناس، وأمرَ بمعروف، ونهى عن مُنكر، عَدَدَ تلك الستين والثلاثمائة السُّلامى، فإنّه

يمشي يومئذٍ وقد زَحزح نفسَه عن النّار".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

والأصل في السُّلامى أنَّه عظم يكون في فِرْسِن البعير. والمراد بالسُّلامى ها هنا: العظام.

(7373)

الحديث الثالث والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

دخل عليّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأةٌ حسنة الهيئة، فقال:"من هذه؟ " فقلت: هذه

فلانة بنت فلان يا رسول الله، هي لا تنام الليل، فقال: "مَهْ، مَهْ، خُذوا من العمل ما

تُطيقون، فإنّ الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا، وأحبُّ العملِ إلى الله عز وجل ما داومَ عليه صاحبُه

وإنْ قَلَّ".

أخرجاه (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: [حدّثنا عثمان بن عمر قال]: حدّثنا يونس عن الزُّهريّ عن عروة

عن عائشة:

أن الحولاء بنت تُوَيت مرّت على عائشة وعندها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، قالت: فقلت: يا رسول

الله، هذه الحولاء، وزعموا أنّها لا تنامُ الليل. فقال: "لا تنامُ الليل! خُذُوا من العمل ما

تُطيقون، فواللهِ لا يسأمُ اللهُ حتى تَسأموا".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7374)

الحديث الرابع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان

قال: حدّثنا وُهيب قال: حدّثنا موسى بن عُقبة قال: سمعتُ أبا سلمة بن عبد الرحمن بن

عوف يحدّث عن عائشة زوجِ النبيّ صلى الله عليه وسلم أنها كانت تقول:

(1) مسلم 2/ 698 (1007).

(2)

المسند 6/ 199، ومن طريق هشام أخرجه البخاري 1/ 101 (43)، ومسلم 1/ 542 (785).

(3)

المسند 6/ 247، ومن طريق يونس أخرجه مسلم 1/ 542 (785). وعثمان من رجال الشيخين.

ص: 216

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَدِّدوا وقارِبوا وأبشِروا، فإنّه لن يُدْخِلَ الجنّةَ أحدًا عملُه" قالوا:

ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلَّا أن يتغمَّدَني اللهُ منه برحمة. واعلموا أنّ أحبّ

العمل إلى الله أدومُه وإنْ قَلّ".

أخرجاه (1).

(7375)

الحديث الخامس والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يونس قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن المُعَلّى بن زياد (2) عن الحسن أن عائشة قالت:

دعواتٌ كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أن يدعوَ بها: "يا مُقَلِّبَ القلوب، ثَبِّتْ قلبي على

دينك" قالت: فقلت: يا رسول الله، إنك تُكثرُ أن تدعوَ بهذا الدُّعاء. فقال: "إنَّ قلبَ

الآدميِّ بين إصبعين من أصابع الله عز وجل، فإذا شاء أزاغه، وإذا شاء أقامه" (3).

(7376)

الحديث السادس والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

قتيبة قال: حدّثنا ابنُ لهيعة عن الحارث بن يزيد عن زياد بن نُعيم عن مُسلم بن مِخراق

عن عائشة

أنَّه ذُكِر لها: أنّ ناسًا يقرءون القرآن في الليل مرّة أو مرّتين. فقالت: أولئك قرءوا ولم

يقرءوا. كنتُ أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة التمامَ، فكان يقرأ سورة "البقرة" و"آل عمران"

و"النساء" فلا يمرُّ بآية فيها تَخَوُّف إلا دعا اللهَ عز وجل واستعاذ، ولا مرّ بآية فيها استبشارٌ

إلا دعا الله عز وجل ورَغِبَ إليه (4).

(1) المسند 6/ 125. ومن طريق وهيب أخرجه مسلم 4/ 2171 (2818) - ومن طريق موسى أخرجه البخاري

11/ 294 (6464، 6467).

(2)

في المسند عن المعلّى بن زياد وهشام ويونس - وكلّهم ثقات - عن الحسن.

(3)

المسند 6/ 91، ومن طريق حمّاد بن زيد أخرجه النسائي في الكبرى 4/ 414 (7737). والحسن لم يسمع

من عائشة، وسائر رجاله ثقات.

وللحديث شاهد رواه مسلم عن عمرو بن العاص - الجمع 3/ 448 (2969).

(4)

المسند 6/ 92، ورواه 6/ 119 من طريق ابن المبارك عن ابن لهيعة. ورواية ابن المبارك عن ابن لهيعة

صالحة. ورواه البهيقي من طريق يحيى بن أيوب عن الحارث - ويحيى من رجال الصحيح، وهو متابع

لابن لهيعة. ومن طريق ابن لهيعة أخرجه أبو يعلى 8/ 257 (4842). قال الهيثمي 2/ 275: فيه ابن

لهيعة وفيه كلام.

ويشهد لمعنى الحديث ما رواه مسلم عن حذيفة - الجمع 1/ 288 (414).

ص: 217

(7377)

الحديث السابع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة

قال: حدّثنا يحيى بن زكريا عن أبيه عن مصعب بن شيبة عن مسافع بن عبد الله الحَجَبيّ

عن عروة بن الزبير عن عائشة:

أن امرأة قالت للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: هل تغتسلُ المرأة إذا احتلمَت وأبصرَت الماء؟ فقال:

"نعم". فقالت لها عائشة: تَرِبَت يداكِ. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "دَعِيها، وهل يكون الشَّبَهُ إلَّا

من قِبَل ذلك؟ إذا على ماؤها ماء الرجل أشبه أخوالَه، وإن علا ماءُ الرجل ماءَها أشبهَه".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(7378)

الحديث الثامن والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون

ابن معروف قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدّثنا حَرْملةُ عن عبد الرحمن بن شماسة قال:

أتيتُ عائشة أسألُها عن شيء. فقالت: أُخْبِرُكَ بما سَمِعْتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

في بيتي هذا: "اللهمّ مَن وَلِيَ من أمر أُمّتي شيئًا فشَقّ عليهم، فاشْقُقْ عليه، ومن ولي من

أمر أُمَّتي شيئًا فرفق بهم، فارْفُقْ به".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(7379)

الحديص التاسع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن مسلم بن صُبَيح عن مسروق عن عائشة قالت:

لمّا نزلت الآيات من آخر "البقرة" في "الرّبا" خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فقرأهُنّ،

فحرَّمَ التجارةَ في الخمر.

أخرجاه (3).

(7380)

الحديث الأربعون بعد المائتين: وبه عن عائشة قالت:

رخّص رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في أمرٍ، وتنزَّه عنه ناس من الناس، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم،

فغضب حتى بان الغضب في وجهه، ثمَّ قال: "ما بالُ قومٍ يرغبون عمّا رُخِّص لي فيه.

(1) المسند 2/ 92 ومسلم 1/ 251 (314) من طريق زكريا بن أبي زائدة. وقتيبة بن سعد من رجال الشيخين.

(2)

المسند 6/ 93، ومن طريق ابن وهب أخرجه مسلم 3/ 1458 (1828). وهارون من رجال الشيخين.

(3)

المسند 6/ 46، ومسلم 3/ 1206 (1580)، ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري 1/ 553 (459).

ص: 218

فوالله لأنا أعلمُهم بالله وأشدُّهم له خشية" (1).

* طريق آخر:

حدّثنا البخاري قال: [حدّثنا محمَّد بن سلام قال]: حدّثنا عَبْدةُ عن هشام عن

أبيه (2) عروة عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرَهم من الأعمال بما يُطيقون قالوا: إنا لَسنا كهيئتك يا رسولَ

الله، إن اللهَ قد غفرَ لك ما تقدَّمَ من ذنبك وما تأخّر. فيغضبُ حتى يُعْرَفَ الغضبُ في

وجهه، ثمَّ يقول:"إنَّ أتقاكم وأعلَمَكم بالله لأنا"(3).

الطريقان في الصحيحين.

(7381)

الحديث الحادي والأربعون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا

محمَّد بن عبد الله بن نُمير قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت

عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عطاء عن عائشة قالت:

سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهجرة، فقال: "لا هجرةَ بعد الفَتح، ولكن جهادٌ ونيّة، وإذا

استُنْفِرْتُم فانفِروا".

أخرجاه (4).

(7382)

الحديث الثاني والأربعون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا

أبو النعمان قال: حدّثنا جرير بن حازم قال: سَمِعْتُ نافعًا يقول:

حُدِّث ابنُ عمر أن أبا هريرة يقول: "من تَبعَ جِنازةً فله قِيراط" فقال: أكثر أبو هريرة

علينا. فبعث إلى عائشة، فصدّقَتْ أبا هريرة، فقالت: سمعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله. قال

ابن عمر: لقد فَرَّطنا في قراريطَ كثيرة.

أخرجاه (5).

(1) المسند 6/ 45، ومسلم 4/ 1829 (2356)، ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري 10/ 513 (6101).

(2)

في الأصل (عن أبيه عن عروة).

(3)

البخاري 1/ 70 (20)، ومن طريق هشام أخرجه أحمد 6/ 61.

(4)

مسلم 3/ 1488 (1864)، ومن طريق عطاء وهو ابن أبي رباح أخرجه البخاري بنحوه 7/ 226 (3900).

(5)

البخاري 3/ 192 (1323، 1324)، ومن طريق جرير أخرجه مسلم 2/ 653 (945).

ص: 219

(7383)

الحديث الثالث والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

حسن بن موسى قال: حدّثنا مطيع بن ميمون العنبري قال: حَدّثَتْني صفيّة بنت عصمة

عن عائشة أُمّ المؤمنين قالت:

مدّت امرأة من وراء السِّتر بيدها كتابًا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقبض النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدَه وقال:

"ما أدري، أيدُ رجلٍ أو يد أمرأة؟ ". قالت: بل يد امرأة. فقال: "لو كُنْتِ امرأة غيَّرْتِ أظفارَكِ

بالحِنّاء" (1).

(7834)

الحديث الرابع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

إسحاق بن عيسى قال: أخبرنا مالك عن الزّهري عن عروة عن عائشة:

أن أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم حين توفّي رسولُ الله أردْنَ أن يُرْسِلْن عثمان إلى أبي بكر يسألْنَه

ميراثَهنّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت لهنّ عائشة: أو ليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا

نُورَثُ، ما تَرَكْنا صدقة"؟

أخرجاه (2).

(7385)

الحديث الخامس والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو أحمد محمَّد بن عبد الله بن الزبير قال: حدّثنا مِسْعر عن عُبيد بن حُنين (3) عن ابن

معقل عن عائشة:

أنَّه كان عليها رقبةٌ من ولد إسماعيل، فجاء سَبْيٌ من اليمن (4)، فأرادت أن تُعْتِقَ

(1) المسند 6/ 262، ومن طريق مطيع أخرجه أبو داود 4/ 77 (4166)، والنسائيُّ 8/ 142 ومطيع ليِّن الحديث.

وصفيّة لا تُعرف. التقريب 2/ 589، 867. قال ابن الجوزي في العلل 2/ 628 (1035): هذا حديث

منكر. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود، وصحَّحه في صحيح النسائي.

(2)

المسند 6/ 262. ومن طريق الإمام مالك أخرجه البخاري 12/ 7 (6730)، ومسلم 3/ 1379 (1758)

وإسحاق بن عيسى من رجال مسلم.

(3)

في الأطراف 9/ 86: عبيد بن جبير، قال المحقّق: في المطبوع: عبيد بن حنين بن حسن، ولم أجد له

ترجمة، ولعلّه عبيد بن الحسن، أبو الحسن المزني، وعبيد بن الحسن من رجال مسلم، روى عنه شعبة

ومسعر. تهذيب الكمال 5/ 71.

(4)

في المسند زيادة "من خولان".

ص: 220

منهم. قالت: فنهاني النبيُّ صلى الله عليه وسلم. ثمَّ جاء سَبيٌ من مُضَر من بني العنبر، فأمرَها النبيُّ

صلى الله عليه وسلم أن تُعْتِقَ منهم (1).

(7386)

الحديث السادس والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عليّ بن عاصم عن سعيد بن إياس الجُريري عن أبي عبد الله الجَسري قال:

دَخَلْتُ على عائشةَ وعندها حفصةُ بنت عمر، فقالت لها: أَنْشُدُك الله أن تصدُقيني

بكذب وتكذبيني بصدق (2). تعلمين أني كنتُ أنا وأنتِ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأُغْمِيَ عليه،

فقلتُ لكِ: أتَرَيْنه قد قُبِض؟ فقلتِ: لا أدري، ثم أفاق فقال:"افتحوا له الباب"(3) فقلتُ

لك: أبي أو أبوك؟ قلت: لا أدري. ففتحْنا له البابَ فإذا عثمان بن عفّان، فلما أن رآه النبيُّ

صلى الله عليه وسلم قال: "أدْنُه"، فأكبَّ عليه، فسارّه بشيء لا أدري أنا وأنت ما هو، ثمَّ رفعَ رأسَه فقال:

"أفهِمْتَ ما قُلتُ لك؟ " قال: نعم. قال: "اُدْنُه" فأكبَّ عليه أخرى مثلها، فسارّه بشيء لا

ندري ما هو، ثمَّ رفع رأسَه فقال:"أفهمتِ ما قلتُ لك؟ " قال: نعم. قال: "اُدْنُه" فأكبَّ

عليه إكبابًا شديدًا، فسارّه بشيء، ثمَّ رفع رأسه فقال:"أفَهِمْتَ ما قُلْتُ لك؟ " قال: نعم.

قال: سَمِعَتْه أُذناي ووعاه قلبي. فقال له: "اُخْرجْ". قالت حفصة: اللهمّ نعم (4).

(7387)

الحديث السابع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

إسماعيل قال: حدّثنا ابن جريج قال: أخبرني سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن

عائشة قالت:

(1) المسند 6/ 263، وابن معقل، عبد الله المحاربي، ذكره المزي في التهذيب 4/ 294 تمييزًا، وجعله في

التقريب 1/ 316 مجهولًا. وقد أخرج الحاكم 2/ 216 الحديث من طريق مسعر وشعبة عن عبيد بن

الحسن، وصحَح إسناده، وافقه الذهبي. وجعل ابن كثير الحديث من أفراد أحمد - الجامع 34/ 380

(772)

، وذكره الهيثمي 4/ 245 وقال: فيه من لم أعرفهم.

(2)

في المسند: "بكذب قلته، بصدق قلته".

(3)

في المسند مرة أخرى "ثمَّ أغمى عليه. . . افتحوا له الباب" وفي فضائل الصحابة أنَّه أغمى عليه

ثلاث مرّات.

(4)

المسند 6/ 263: وقد حُذف من الحديث بعض العبارات، وإسناده ضعيف، فعليّ بن عاصم صدوق

يخطئ، والجريري اختلط، وأبو عبد الله الجسري، حميري بن بشير، ثقة يرسل. وأخرجه في فضائل

الصحابة بنحوه 1/ 511 (835) بإسناد آخر، صحّحه المحقّق. وسكت الهيثمي عن الحديث في المجمع

9/ 93، وعدّه ابن كثير من أفراد الإمام أحمد - الجامع 37/ 257 (3334) وقد مرّت أحاديث بهذا المعنى

لم يجمع المؤلّف معها هذا الحديث (7326).

ص: 221

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا نَكَحَتِ المرأةُ بغير إذن وليِّها فنِكاحُها باطل، فنكاحها باطل،

فنكِاحها باطل، فإن أصابَها فلها مهرُها بما أصاب منها. فإن اشتجروا فالسلطان وليُّ من لا

وليَّ له".

قال ابن جريج: فلقيتُ الزهريّ، فسألْتُه عن هذا الحديث فلم يعرفْه. قال: وكان

سليمان بن موسى وكان. . . فأثنى عليه (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن حَبّان أبو خالد قال: حدّثنا حجّاج عن الزُّهري

عن عروة عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا نِكاحَ إلا بوَليّ، والسلطانُ وليُّ من لا وَلِيَّ له"(2).

(7388)

الحديث الثامن والأربعون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أحمد

ابن عبد الرحمن بن وهب قال: حدّثنا عمّي عبد الله بن وهب قال: حدّثنا عمرو بن

الحارث عن سعيد بن أبي هلال: أن أبا الرّجال محمَّد بن عبد الرحمن حدّثه عن أُمّه عمرة

بنت عبد الرحمن عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على سَريّة، فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم

بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فلمّا رجعوا ذُكِرَ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "سَلُوه: لأيِّ شيء

يصنعُ ذلك؟ " فسألوه فقال: لأنّها صفة الرحمن عز وجل، فأنا أُحِبُّ أن أقرأ بها. فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخْبِروه أن الله يُحِبُّه"(3).

(1) المسند 6/ 47. وقد روى الحديث من طرق عن ابن جريج في سنن ابن ماجة 1/ 605 (1879)، وأبي داود

2/ 229 (2083)، والترمذي 3/ 407 (1102)، والحاكم 2/ 168، وابن حبان 9/ 384 (4074) وغيرها.

وحسّنه الترمذي، وذكر أنَّه رواه عدد من الحفّاظ عن ابن جريج، وأنّه لم يذكر قصة لقاء ابن جريج الزهري

إلَّا إسماعيل بن عليّة، وضعّفوا روايته عن ابن جريج. وأجاب العلماء عن هذه المقولة إجابات طويلة. ينظر

ما قاله الحاكم والذهبي وابن حبَّان، والتخريج الشافي لمحقّق ابن حبَّان. وينظر الإرواء 6/ 243 (1840).

قال الإمام أحمد في آخر الحديث: السلطان: القاضي، لأنَّ إليه أمرَ الفروج والأحكام.

(2)

المسند 6/ 260. وهو حديث صحيح، وفي إسناده الحجّاج بن أرطاة، ضعيف، ولكن روي عن غيره. ينظر

الترمذي 3/ 409، 410. ومن طريق حجاج أخرجه ابن ماجة 1/ 605 (1880)، وأبو يعلى 8/ 147

(4692)

ونقل البوصيري أن الحجّاج مدلّس، وأنه لم يسمع من الزهري، ولكن تابعه عليه سليمان بن

موسى، وهو ثقة عن الزهري. . . وصحَّحه الألباني.

(3)

مسلم 1/ 557 (813). وأخرجه البخاري أيضًا من طريق عبد الله بن وهب 13/ 347 (7375).

ص: 222

(7389)

الحديث التاسع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا

محمَّد بن أبي يعقوب الكِرماني قال: حدّثنا حسّان بن إبراهيم قال: حدّثنا يونس عن

الزّهري عن عروة أن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيْتُ جهنّمَ يَحطِمُ بعضُها بعضًا، ورأيْتُ عمرًا يَجُرُّ قَصَبَه، وهو

أوّل من سَيَّبَ السوائب".

انفرد بإخراجه البخاري (1).

والقَصَب: المِعى.

(7390)

الحديث الخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال:

أحبرنا صَدَقة بن موسى قال: حدّثنا أبو عمران الجوني عن يزيد بن بابنوس عن عائشة

قالت:

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة: ديوان لا يَعبأُ اللهُ به شيئًا،

وديوان لا يترِكُ اللهُ منه شيئًا، وديوان لا يغفره الله. فأما الديوان الذي لا يغفرُه اللهُ فالشِّرك

بالله. قال الله تعالى: {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} [المائدة: 72]. وأما

الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً، فظُلْمُ العبدِ نفسَه فيما بينه وبين ربِّه، من صوم يوم تركه،

أو صلاةٍ تركها، فإن الله يغفر ذلك ويتجاوزُ إن شاء. وأما الديوان الذي لا يتركُ الله منه

شيئًا، فظلمُ العبادِ بعضِهم بعضًا، القصاصُ لا مَحالة" (2).

(7391)

الحديث الحادي والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يزيد قال: أخبرنا همّام بن يحيى عن قتادة عن أبي حسّان قال:

دخل رجلان من بني عامر على عائشة، فأخبراها أن أبا هريرة يحدّث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم

أنَّه قال: "الطِّيرة في الدّار والمرأة والفرس"، فغَضبِتْ وطارت شِقّةٌ منها في السماء وشِقّة

(1) البخاري 8/ 283 (4624)، وهو جزء من حديث طويل، رواه الشيخان من طرق عن عائشة ينظر الجمع

4/ 69 (3180).

(2)

المسند 6/ 240. قال الهيثمي 1/ 351: رواه أحمد، وفيه صدقة بن موسى، وقد ضعّفه الجمهور، وقال

مسلم بن إبراهيم: حدّثنا صدقة بن موسى، وكان صدوقًا. وبقيّة رجاله ثقات. وصحّح الحاكم إسناده

4/ 575، قال الذهبي: صدقة ضعّفوه، وابن بابنوس فيه جهالة. وقال ابن كثير في الجامع 37/ 138

(3081)

: تفرّد به.

ص: 223

في الأرض، وقالت: والذي أنزل الفرقان على محمّد، ما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم قطّ، إنما

قال: "كان أهلُ الجاهليّة يتطيّرون من ذلك"(1).

(7392)

الحديث الثاني والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني محمَّد بن جعفر بن الزبير [عن عروة

ابن الزبير] عن عائشة قالت:

صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنّاس صلاةَ الخوف بذات الرِّقاع، من نَخْل. قالت: فصدَع

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الناس صَدْعين: فصفَّ طائفةً وراءه وقامت طائفةٌ وِجاهَ العدوّ. قالت: فكبّر

رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكبّرت الطائفة الذين صفّوا خلفة، ثمَّ ركع فركعوا، ثمَّ سجد فسجدوا، ثمَّ

رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسَه فرفعوا معه، ثمَّ مكثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا وسجدوا لأنفسهم

السجدة الثانية، ثمَّ قاموا فنكَصُوا على أعقابهم يمشون القَهْقَرى حتى قاموا من ورائهم.

قالت: وأقبلت الطائفة الأخرى فصفّوا خلفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبّروا ثمَّ ركعوا لأنفسهم،

ثمَّ سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدته الثانية فسجدوا معه، ثمَّ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركعته

وسجدوا هم لأنفسهم السجدة الثانية، ثمَّ قامت الطائفتان جميعًا فصلَّوا خلفَ رسول الله

صلى الله عليه وسلم، فركعَ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فركَعوا جميعًا، ثمَّ سجدَ فسجدوا جميعًا، ثمَّ رفع رأسه

ورفعوا معه، كلُّ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعًا جدًّا، لا يألو أن يُخَفِّفَ ما استطاع، ثمَّ

سلّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلَّموا، وقد شركه الناسُ في الصلاة كلِّها (2).

(7393)

الحديث الثالث والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو المغيرة قال: حدّثنا الأوزاعيّ قال: حدّثَني الزُّهري عن عروة بن الزبير عن عائشة:

أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيّام مِنىً تضربان بالدُّفّ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم

مُسَجّىً عليه بثوبه، فانتهرَهما، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه وقال: "دَعْهُنّ يا أبا بكر،

فإنّها أيام عيد"

(1) المسند 6/ 240. وشرح مشكل الآثار 2/ 255 (786). ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي 5/ 107.

ومن طريق قتادة صحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 2/ 479.

(2)

المسند 6/ 275. وإسناده صحيح، وابن إسحاق صرّح فيه بالتحديث. وأخرجه أبو داود 2/ 15 (1242)،

وابن خزيمة 2/ 303 (1363)، وابن حبَّان 7/ 124 (2873)، وقد صحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم

1/ 336، ووافقه الذهبي. قال الحاكم: وهو أتمّ حديث وأشفاه في صلاة الخوف.

ص: 224

وقالت عائشة: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يستُرُني بردائه وأنا انظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد

حتى أكونَ أنا أسأمُ فأرقدُ. فاقْدُروا قَدْرَ الجاريةِ الحديثةِ السِّنِّ، الحريصةِ على اللهو.

أخرجاه (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن

هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَقني على مَنْكِبه لأنظُرَ إلى زَفْن (2) الحبشة، حتى كُنْتُ التي

مَلَلْتُ فانصرفتُ عنهم.

قال عبد الرحمن (3) عن أبيه قال: قال لي عروة: إن عائشة قالت: قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: "لِتَعْلَمَ يهودُ أنَّ في ديننا فُسحةً، إني أُرْسِلْتُ بحنيفيّة سَمحه"(4).

(7394)

الحديث الرابع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو المغيرة قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثني يحيى بن سعيد قال: حدَّثَتْني عمرة ابنة

عبد الرحمن عن عائشة زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن يعتكفَ العشر ألأواخر من رمضان، فاسْتَأْذَنَتْه عائشةُ فأَذِنَ

لها، فأمَرَتْ ببنائها فضُرِب، وسألتْ حفصةُ عائشةَ أن تستأذنَ لها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ببنائها

فضُرِب، فلمّا رأتْ ذلك زينب بنت جحش أمرت ببناتها فضُرِب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا

صلى انصرفَ، فبصُر بالأبنية فقال:"ما هذا؟ " قالوا: بناء عائشة وحفصة وزينب. فقال

النبي صلى الله عليه وسلم: "البرَّ أردْتُنّ بهذا؟ ما أنا بمعتكف". فرجع، فلما أفطر اعتكف عشر شوال.

أخرجاه (5).

(1) المسند 6/ 84، ومن طريق الزهري أخرجه البخاري 2/ 474 (987، 988)، 9/ 255 (5190) وغيرهما.

ينظر أطرافه 1/ 549 (454)، ومسلم 2/ 609 (892).

(2)

الزّفن: الرقص.

(3)

في المسند: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا عبد الرحمن. . . .

(4)

المسند 6/ 116، والقسم الأوّل منه أخرجه الطبراني في الكبير 23/ 179 (284) من طريق ابن أبي الزناد،

وأخرج نحوه مسلم من طريق هشام بن عروة 2/ 609 (892).

(5)

المسند 6/ 84، ومسلم 2/ 831، 832 (1173) ومن طريق الأوزاعي أخرجه البخاري 4/ 285 (2045).

ص: 225

(7395)

الحديث الخامس والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

قتيبة قال: حدّثنا ليث بن سعد عن عُقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة:

أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ من رمضان حتى توفّاه الله تعالى، ثمَّ

اعتكفَ أزواجُه من بعده.

أخرجاه (1).

(7396)

الحديث السادس والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة:

أنَّه بلغَها أنَّ ناسًا يقولون: إنَّ الصلاة يَقْطَعُها الكلبُ والحمارُ والمرأة. فقالت: ألا

أراهم قد عدَلونا بالكلاب والحمر! ربما رأيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلّي بالليل وأنا على

السريرِ بينه وبين القبلة، فتكونُ لي الحاجةُ فأنسَلُّ من قِبَلِ رِجلِ السرير كراهيةَ أن

أستقبلَه بوجهي (2).

* طريق آخر.

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزُّهري عن عروة عن عائشة قالت:

كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلّي صلاتَه من الليل وأنا معترضةٌ بينَه وبين القِبلة

كاعتراض الجنازة (3).

الطريقان في الصحيحين.

(7397)

الحديث السابع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بشر

ابن شعيب قال: حدّثني أبي. قال محمد (4): وأخبرني يحيى بن عروة أنَّه سمع عروة

يقول: قالت عائشة:

سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكُهّان، فقال لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ليسوا بشيء.

(1) المسند 6/ 92، ومسلم 2/ 831 (1172). ومن طريق الليث أخرجه البخاري 4/ 271 (2026).

(2)

المسند 6/ 42، ومن طريق الأعمش في البخاري 1/ 588 (415)، ومسلم 1/ 266 (512).

(3)

المسند 6/ 37، ومسلم 1/ 366 (512).

(4)

يعني الزهري.

ص: 226

فقالوا: يا رسول الله، إنّهم يحدّثون بالشيء يكون حقًّا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تلك

الكلمةُ (1) من الحقّ، يَخْطَفُها الجِنّيّ فيَقُرُّها في أُذن وَلِيّه قَرَّ الدّجاجة، فيخلطون فيه أكثر

من مائة كذبة".

أخرجاه (2).

* طريق آخر:

حدّثنا البخاري قال: حدّثنا محمَّد بن سلام (3) قال: حدّثنا ابن أبي مريم قال أخبرنا

الليث قال: حدّثنا ابن أبي جعفر عن محمَّد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة:

أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الملائكة تنزل في العَنان - وهو السحاب -

فتذكر الأمر قُضِيَ في السماء، فتَسْتَرِقُ الشياطينُ السَّمْعَ، فتتسمّعه فتتوجّه إلى الكُهّان،

فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم".

انفرد بإخراجه البخاري (4).

(7398)

الحديث الثامن والخمسون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا

إسماعيل قال: حدّثني مالك عن سُمَيَّ مولى أبي بكر بن عبد الرحمن أنَّه سمع أبا بكر بن

عبد الرحمن يقول:

ذهبت مع أبي حتى دخلْنا على عائشة، فقالت: أشهدُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان

ليُصْبِحُ جُنُبًا من غير احتلام ثمَّ يصوم. ثمَّ دخلْنا على أمّ سلمة فقالت مثل ذلك.

أخرجاه (5).

(1) في المسند "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليسوا بشيء. فقالوا: يا رسول الله، إنهم يحدّثون أحيانًا بالشيء يكون

حقًّا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تلك الكلمة. . . ." ومثله في البخاري ومسلم.

(2)

المسند 6/ 87، ومن طريق الزهري عن يحيى أخرجه البخاري 10/ 216 (5762)، ومسلم 4/ 1750 (2228).

(3)

في البخاري "حدّثنا محمَّد" وجعله المزّي في التحفة 12/ 25، وابن حجر في الفتح 6/ 309 البخاري

نفسه. ومال المؤلّف إلى أن البخاري رواه عن شيخه محمَّد بن سلام.

(4)

البخاري 6/ 304 (3210).

(5)

البخاري 4/ 153 (1931، 1932). ومن طريق أبي بكر بن عبد الرحمن أخرجه مسلم 2/ 780 (1109).

ص: 227

* طريق آخر:

حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني

أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن أباه أخبر مروان أن عائشة وأمّ سلمة أخبرَتاه:

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُدْرِكُه الفجرُ وهو جُنُبٌ من أهله، ثمَّ يغتسل ويصوم. فقال

مروان لعبد الرحمن: أقسمُ بالله لتُقَرِّعَنّ بها أبا هريرة، ومروان يومئذ على المدينة. فكَرِه

ذلك عبد الرحمن، ثمَّ قُدِّر أن اجتمعا، فقال له: إني ذاكر لك أمرًا، ولولا أنّ مروان أقسم

عليّ فيه لم أذكرْه، فذكر قول عائشة وأمّ سلمة. فقال: كذلك حدّثني الفضل بن عبّاس،

وهُنّ أعلم.

انفرد بإخراجه البخاري (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن عمر قال: حدّثنا مالك بن أنس عن عبد الله

ابن عبد الرحمن بن معمر عن أبي يونس مولى عائشة عن عائشة:

أنّ رجلًا سألَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، تُدْرِكُني الصلاة وأنا جُنُب وأنا أُريدُ

الصيام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأنا تُدرِكني الصلاة وأنا جُنب وأنا أريدُ الصيام،

فأغتسلُ وأصوم". فقال الرجل: إنّا لَسْنا مثلك، قد غفر اللهُ لك ما تقدَّم من ذنبك وما

تأخّر. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "والله إنّي لأرجو أن أكونَ أخشاكم لله، وأعلَمَكم

بما أتّقي".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(7399)

الحديث التاسع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة:

أنّ امرأةً دخلت عليها ومعها ابنتان لها، فأعْطَتْها تمرةً فشقَّتْها بينهما، فذكرتْ ذلك للنبي

صلى الله عليه وسلم فقال: "من ابتُلِيَ بشيءٍ من هذه البناتِ فأحسنَ إليهنَّ كُنَّ سِترًا له من النّار".

(1) البخاري 4/ 143 (1925، 1926) والحديث أخرجه مسلم 2/ 779 (1109) - وليس كما قال المؤلّف،

وينظر الجمع 4/ 157، 232 (3276، 3451).

(2)

المسند 6/ 67، ومن طريق عبد الله بن عبد الرحمن، أخرجه مسلم 2/ 781 (1110).

ص: 228

أخرجاه (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا بكر بن مُضَر عن ابن الهاد: أن

زياد بن أبي زياد مولى ابن عيَّاش حدّثه عن عِراك بن مالك قال: سَمِعْتُه يحدّث عمر بن

عبد العزيز عن عائشة أنها قالت:

جاءَتنْي مسكينةٌ تحمل ابنتين لها، فأطعَمْتُها ثلاث تَمرات، فأعْطَت كلّ واحدة

منهما تمرة، ودفعت إلى فيها تمرةً لتأكلَها، فاسْتَطْعَمَتْها ابنتاها، فشقَّت التمرةَ التي كانت

تريدُ أن تأكلَها بينهما، قالت: فأعجَبَني شأنُها، فذكرتُ الذي صنعتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم،

فقال: "إنَّ الله قد أوجب لها بها الجنَّة - أو أعتقها [بها] من النار".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(7400)

الحديث الستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو نُعيم قال:

حدّثنا يونس عن مجاهد قال: قالت عائشة:

كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحشٌ، فإذا خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لَعِبَ واشتدّ، وأقبلَ وأدبَر،

فإذا أحسَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل، رَبَضَ فلم يترمْرَمْ ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت،

كراهيةَ أن يُؤْذِيَه (3).

(7401)

الحديث الحادي والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سريج

قال: حدّثنا ابن أبي الزِّناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت:

(1) المسند 6/ 33. ومن طريق معمر أخرجه الترمذي 4/ 281 (1913) وقال: حديث حسن. وأخرجه

الشيخان من طريق الزهري عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عروة - البخاري 3/ 283 (1418)، ومسلم

4/ 2027 (2629). وينظر الفتح 10/ 427.

(2)

المسند 6/ 92، ومسلم 4/ 2027 (2630).

(3)

المسند 6/ 112. ورجاله ثقات، إلا أن في سماع مجاهد من عائشة خلافًا. وقد أخرج الحديث أبو يعلى

7/ 418 (4441)، والطبراني في الأوسط 7/ 307 (6587) من طريق يونس بن أبي إسحاق. قال الطبراني:

لم يرو هذا الحديث عن مجاهد إلا يونس بن أبي إسحاق، ولا رُوي عن عائشة إلا بهذا الإسناد. وقال ابن

كثير في الجامع 37/ 10 (2793) تفرّد به. وقال الهيثمي - المجمع 9/ 6: رجال أحمد رجال الصحيح.

وينظر تخريج محقّق أبي يعلى.

ص: 229

يا ابنَ أُختي، كان شعَرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوَفْرة ودون الجُمَّةِ. وايم الله يا ابن

أختي، إن كان لَيَمُرُّ على آل محمَّد الشّهرُ لم يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار إلَّا أن يكون

اللُّحَيم، وما هما إلا الأسودان: الماء والتَّمر، إلَّا أنّ حولَنا أهلَ دور من الأنصار - جزاهم

اللهُ خيرًا في الحديث والقديم - فكلَّ يوم يبعثون إلي رسول الله بغزيرة شاتهم، فينال رسول

الله صلى الله عليه وسلم من ذلك اللبن، ولقد توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في رفّي طعامٌ يأكله ذو كبد إلا

قريب من شطر شعير، فأكَلْتُ منه حتى طال عليّ لا يفنى، فكِلْتُه ففَنِيَ، فليتني لم أَكِله.

وايمُ الله، لئن كان ضِجاعُه من أَدَمٍ حَشْوُه من ليف (1).

* طريق لبعضه:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نمير قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

كان ضِجاعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أَدَمٍ، حَشْوُه لِيف.

أخرجا هذه الطريق (2).

(7402)

الحديث الثاني والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون

ابن معروف قال: حدّثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني أبو صخر عن ابن قُسيط حدّثه أن

عروة بن الزبير حدّثه أن عائشة زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حدَّثَتْه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلًا. قالت: فغِرْتُ عليه، فجاء فرأى ما أصنع،

فقال: "مالكِ يا عائشة؟ أَغِرْتِ؟ " قالت: فقلتُ: يا رسول الله، ومالي ألا يغارَ مثلي على

مثلكَ؟ فقال: "أفَأخذَك شيطانُك؟ " قالت: يا رسول الله، أوَ معي شيطان؟ قال:"نعم"

قلت: ومع كلّ إنسان؟ قال: "نعم". قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال: "نعم، ولكنّ ربّي - عزّ

وجلّ - أعانَني عليه حتى أسلم".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(1) المسند 6/ 108. وإسناده صحيح. وقد أخرج صدره - ما يتعلّق بشعره صلى الله عليه وسلم أبو داود 4/ 71 (4187)،

وابن ماجة 2/ 1200 (3635)، والترمذي 4/ 205 (1755) من طريق ابن أبي الزناد، ونقل الترمذي عن

مالك توثيقه ابنَ أبي الزناد. وأخرج البخاري ومسلم نحوه مفرّقًا من طرق عن عروة: البخاري 11/ 274،

282، 283 (6451، 6458، 6459)، ومسلم 4/ 2282، 2283 (2972 - 2974)

(2)

المسند 6/ 56، ومسلم 3/ 1620 (2082). ومن طريق هشام أخرجه البخاري 11/ 282 (6456).

(3)

المسند 6/ 115، ومن طريق عبد الله بن وهب أخرجه مسلم 4/ 2168 (2815).

ص: 230

(7403)

الحديث الثالث والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن الثَّقفي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه

عن عائشة قالت:

ما نام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قبلَ العشاء، ولا سَمَر بعدها (1).

(7404)

الحديث الرابع والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس

قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ وهي وَبِيئةٌ (2)، فمَرِضَ أبو بكر، وكان إذا أخدَتْه الحُمّى يقول:

كلُّ امرىءٍ مُصَبِّحٌ في أهله

والموتُ أدنى من شِراكِ نَعلِهِ

قالت: وكان بلال إذا أخذَتْه الحُمّى يقول:

ألا ليتَ شِعري هل أبِيتَنَّ ليلةً

بوادٍ وحولي إذْخِرٌ وجَليلُ

وهَلْ أرِدَنْ يومًا مياهَ مَجَنَّةٍ

وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطفيلُ

اللهمّ العن عُتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأُميّة بن خلف، كما أخرجونا من مكّة.

فلّما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لَقُوا قال: "اللهمّ حبِّبْ إلينا المدينة كحبِّنا مكّة أو أشدَّ. اللهمّ

صحِّحْها وبارِكْ لنا في صاعها ومُدِّها، وانقُلْ حُمّاها إلى الجُحْفة". قال: فكان المولود يُولدُ

بالجُحْفة فما يبلغ حتى تصرعَه الحُمّى.

أخرجاه (3).

والإذخِر: نبت معروف، وكذلك الجليل.

ومِجَنّة: سوق بقرب مكة.

وشامة وطفيل عينان، وليسا بجبلين.

والجُحفة كانت دار اليهود.

(1) المسند 6/ 264، وأبو يعلى 8/ 218 (4784). ومن طريق عبد الله بن عبد الرحمن أخرجه ابن ماجة 1/ 230

(702)

. وصحّح محقّق أبي يعلى إسناده، وقال عنه الألباني: حسن صحيح، لأنَّ الثقفي صدوق يخطئ.

(2)

في المسند: "ذكر أن الحُمّى صَرَعَتْهم".

(3)

المسند 6/ 260، ومن طريق هشام أخرجه البخاري 4/ 99 (1889) ومسلم مختصرًا 3/ 1003 (1376).

ص: 231

(7405)

الحديث الخامس والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن القاسم بن محمَّد بن

عائشة قالت:

قلت: يا رسول الله، هل يذكرُ الحبيبُ حبيبَه يوم القيامة؟ قال: "يا عائشة، أمَّا عند

ثلاث فلا: أمَّا عند الميزان حتى يَثْقُلَ أو يَخِفَّ فلا. [وأمَّا عند تطاير الكتب، فإمّا أن

يُعطى بيمينه أو يعطى بشماله، فلا]، وحين يخرج عُنُق من النار فينطوي عليهم ويتغيّظُ

عليهم، ويقول ذلك العُنُق: وُكِّلْتُ بثلاثة، وُكِّلْتُ بثلاثة، وكِّلْتُ بثلاثة: وُكِّلْتُ بمن ادّعى

مع الله إلهًا آخر، وَوُكِّلْتُ بمن لا يؤمن بيوم الحساب، وَوُكِّلْتُ بكلّ جَبّار عنيد". قال:

"فينطوي عليهم ويرمي بهم في غَمْرات، ولجهنّم جسر أدقُّ من الشَّعر وأحدُّ من السيف،

عليه كلاليبُ وحَسَكٌ، يأخذون من شاء اللهُ، والناس عليه كالطَّرْف وكالبرق وكالرِّيح

وكأجاويد الخيل والرِّكاب، والملائكة يقولون: ربّ سَلِّم، [ربّ] سَلِّمْ، فناجٍ مُسَلَّم،

ومخدوش مُسَلَّم، ومكوَّر في النار على وجهه" (1).

(7406)

الحديث السادس والستون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا

إبراهيم بن المنذر قال: حدّثنا معن بن عيسى عن ابن أبي ذئب عن ابن شهاب عن عروة

وعمرة عن عائشة:

أن أمّ حبيبة اُسْتُحيضت سبعَ سنين، فسألت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأمرَها أن

تغتسل، وقال:"هذا عِرق" فكانت تغتسل لكلّ صلاة.

أخرجاه (2).

(7407)

الحديث السابع والستون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا

محمَّد بن سلام قال: أخبرنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

(1) المسند 6/ 110. قال الهيثمي 10/ 361: عند أبي داود طرف منه، رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف

وقد وثّق، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال ابن كثير في الجامع 36/ 342 (2560): تفرّد به - أي الإمام

أحمد.

(2)

البخاري 1/ 426 (327)، ومن طريق ابن شهاب عن عروة وعمرة أخرجه مسلم 1/ 263 (334)، وأخرجه

أحمد 6/ 187 من طريق ابن شهاب عن عمرة عن عائشة.

ص: 232

جاءت فاطمة بنت أبي حُبَيش إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إنّي امرأة

أُسْتحاض فلا أَطْهُرُ، أفأَدَعُ الصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا، إنّما ذلك عِرق وليس

بحيض، فإذا أقبلتْ حيضتُك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدَّمَ ثمَّ صلّي".

قال (1): وقال أبي: "ثمَّ توضّأي لكلّ صلاة حتى يجيءَ ذلك الوقت".

أخرجاه (2).

* طريق آخر:

حدثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن هاشم قال: حدّثنا الأعمش عن حبيب عن عروة

عن عائشة قالت:

أتت فاطمة بنت حُبَييش النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنّي استحضْتُ. فقال: "دعي الصلاة

أيّام حيضتك، ثمَّ اغتسلي وتوضّأي عند كلِّ صلاة وإن قَطَرَ على الحصير" (3).

(7408)

الحديث الثامن والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد

ابن عبد الملك قال: حدّثنا محمَّد بن سلمة عن محمَّد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن

القاسم عن أبيه عن عائشة قالت:

إن سَهلة بنت سُهيل بن عمرو استُحيضت، فأتت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فسألَتْه عن ذلك،

فأمرَها بالغُسْل عند كلّ صلاة، فلمّا جَهَدها ذلك أمرَها أن تجمعَ بين الظهر والعصر بغُسْل،

والمغربِ والعشاء بغسل، والصبح بغسل (4).

(1) أي هشام بن عروة.

(2)

البخاري 1/ 331 (228)، ومن طريق عن هشام في مسلم 1/ 262 (333) والمسند 6/ 194.

(3)

المسند 6/ 42، ومن طرق عن الأعمش أخرجه ابن ماجة 1/ 204 (624)، وأبو يعلى 8/ 229 (4799)

والطحاوي في شرح المشكل 7/ 156 (2731)، وأبو داود بنحوه 1/ 80 (298) وقد ضعّف أبو داود (بعد

الحديث 300) حديث الأعمش عن حبيب، وقال عنه: لا يصحّ. وقد جعل الألباني "صلّي وإن قطر على

الحصير" زيادة ضعيفة - الإرواء 1/ 225 (208). وهو في جامع المسانيد 36/ 268 (2382) على أن عروة

غير منسوب: فهل هو ابن الزبير، أو عروة المزني. وينظر تخريج محقّقي الطحاوي وأبي يعلى.

(4)

المسند 6/ 119، ومن طريق محمَّد بن سلمة أخرجه أبو داود 1/ 79 (295) وقد رواه أبو داود (294)،

والنسائيُّ 1/ 122، من طريق شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم. . ولم يُسَمّيا المرأة، وصحّح الألباني رواية

شعبة، وضعّف رواية ابن إسحاق. وينظر السنن للبهيقي 1/ 353.

ص: 233

(7409)

الحديث التاسع والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن

أيوب قال: حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحيّ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة:

أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يبقى بعدي من النبوّة شيءٌ إلَّا المُبَشِّرات". قالوا: يا رسول

الله، وما المُبَشِّرات؟ قال:"الرُّؤيا الصالحة يراها الرجلُ أو تُرى له"(1).

(7410)

الحديث السبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال:

حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا علي بن زيد عن أبي عثمان النّهدي عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهمّ اجْعَلْني من الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا

أساءوا استغفروا" (2).

(7411)

الحديث الحادي والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عبد الله بن شدّاد عن أبي عُذرة - قال:

وكان قد أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عائشة

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى الرجال والنِّساء عن الحَمّامات، ثمَّ رخّص للرجال أن يدخلوها

في المآزر (3).

(7412)

الحديث الثاني والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى

ابن غيلان قال: حدّثنا المفضّل قال: حدّثني يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة

الأسلميّ عن عبد الله بن نِيار عن عروة عن عائشة قالت:

(1) المسند 6/ 129، قال الهيثمي 7/ 175: رجال أحمد رجال الصحيح. وقال ابن كثير - الجامع 35/ 448

(1738)

: تفرّد به.

ويشهد لصحّة الحديث ما رواه البخاري عن أبي هريرة، ومسلم عن ابن عبّاس - الجمع 3/ 236 (2493)،

2/ 129 (1223).

(2)

المسند 6/ 129، ومن طريق حمّاد بن سلمة في ابن ماجة 2/ 1255 (3820)، وأبي يعلى 7/ 446 (4472)

قال في الزوائد: علي بن زيد، ضعيف. وضعّفه الألباني.

(3)

المسند 6/ 132 وأبو عذرة، قال عنه ابن حجر في التقريب 2/ 745: مجهول، ووهم من قال: له صحبة. ومن

طريق عفّان أخرجه ابن ماجة 2/ 1234 (3749)، ومن طريق حمّاد أخرجه أبو داود 4/ 39 (4009)،

والترمذي 5/ 105 (2802) وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث حمّاد بن سلمة، وإسناده ليس بذاك

القائم، وضعّفه الألباني.

ص: 234

أَهْدَتْ أمُّ سُنبلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لبنًا فلم تَجده، فقلتُ لها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن

نأكل من طعام الأعراب. فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فقال: "ما هذا معكِ يا أُمَّ

سنبلة؟ " قالت: لبن أهديْتُه لك يا رسول الله، قال: "اُسْكُبي أمَّ سنبلة" فسكبت، فقال:

"ناوِلي أبا بكر" ففعلت. فقال: "اُسكبي أمَّ سنبلة" فسكبت، فقال:"ناولي عائشة"

فناوَلْتها فشَرِبت، ثمَّ قال:"اسكبي أُمّ سنبلة" فسكبت، فناولَتْه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فشرب.

قالت عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يشربُ من لبن أسلمَ: وأبَرْدَها على الكِبد يا رسول الله، قد

كنتُ حُدِّثْتُ أنك نَهَيْتَ عن طعام الأعراب. فقال: "يا عائشة، إنهم ليسوا بأعراب، هم

أهل باديتنا ونحن أهل حاضرتهم، وإذا دُعوا أجابوا، وليسوا بالأعراب" (1).

(7413)

الحديث الثالث والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزّهري قال: أخبرني عروة أن عائشة أخبرته:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: "اللهمّ إنّي أعوذُ بك من عذاب القبر. وأعوذُ بك

من فِتنة المسيح الدّجّال، وأعوذُ بك من فِتنة المحيا وفِتنة الممات. اللهمّ إنّي أعوذ بك

من المأثم والمغرم" (2). فقال له قائل: ما أكثرَ ما تستعيذُ من المغرم يا رسول الله! فقال:

"إنَّ الرجلَ إذا غَرِمَ حدّث فكذب، ووعد فأخلف"(3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن عائشة

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الدّعوات: "اللهمّ إنّي أعوذ بك من فتنة النار،

وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، ومن شرّ فتنة الغنى، ومن شرّ فتنة الفقر، وأعوذ

بك من فتنة المسيح الدّجّال. اللهمّ اغْسِلْ خطاياي بماء الثلج والبَرَد، ونَقِّ قلبي من

الخطايا كما نَقَّيْتَ الثوبَ الأبيض من الدَّنَس، وباعِدْ بين خطاياي كمَا باعَدْت بين

المشرق والمغرب. اللهمّ إنّي أعوذُ بك من الكسل والهَرَم والمأثم والمَغْرَم" (4).

(1) المسند 6/ 133، ومن طريق عبد الرحمن بن حرملة صحّح الحاكم إسناده 4/ 128، ووافقه الذهبي. وقال

عنه الهيثمي 4/ 152: رجال أحمد رجال الصحيح.

(2)

المغرم: الدَّين.

(3)

المسند 6/ 88، والبخاري 2/ 317 (832)، ومسلم 1/ 412 (589).

(4)

المسند 6/ 57، ومن طريق هشام أخرجه البخاري 11/ 176 (6368).

ص: 235

الطريقان في الصحيحين.

(7414)

الحديث الرابع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان

قال: حدّثنا حمّاد قال: أخبرنا جبر بن حبيب عن أمّ كلثوم ابنة أبي بكر عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علَّمَها هذا الدعاء: "اللهمَّ إنّي أسألُك من الخير كلِّه، عاجلِه

وآجلِه، ما عَلِمْتُ منه وما لم أعلم. وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه، عاجلِه وآجلِه، ما علمتُ منه

وما لم أعلم. اللهمّ إنّي أسألُك من خير ما سألَك عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بك من شرّ ما عاذ

منه عبدُكَ ونبيُّك. اللهمّ إني أسألُك الجنّة وما قَرَّبَ إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من

النار وما قَرَّبَ إليها من قول وعمل، وأسألُك أن اجعلَ كلَّ قضاءٍ تقضيه لي خيرًا" (1).

(7415)

الحديث الخامس والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

وكيع قال: حدّثنا إسماعيل بن عبد الملك عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت:

خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم من عندي وهو قريرُ العين، طيِّبُ النَّفس، ثمَّ رجع إليّ وهو حزين،

فقلتُ: يا رسول الله، إنّك خرجْتَ من عندي وأنت قريرُ العين طيّب النَّفس، ورجعتَ

وأنت حزين. فقال: "إني دخلْتُ الكعبةَ، وَودِدْتُ أنّي لم أكن فعلْتُ، وإني أخافُ أن أكونَ

قد أتعبْتُ أُمّتي من بعدي" (2).

(7416)

الحديث السادس والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

وكيع قال: حدّثنا محمَّد بن سليم عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتّقوا النارَ ولو بشِقِّ تمرة"(3).

(1) المسند 6/ 134، وابن ماجة 2/ 1264 (3846)، وأبو يعلى 7/ 446 (4473)، وصحّح الحاكم إسناده

1/ 521، ووافقه الذهبي، وصحَّحه الألباني.

(2)

المسند 6/ 137، وابن ماجة 2/ 1018 (3064)، والترمذي 3/ 223 (873)، وقال: حسن صحيح. وابن

خزيمة 4/ 333 (3014). ومن طريق إسماعيل بن عبد الملك أخرجه أبو داود 2/ 215 (2029)، وصحّح

الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 1/ 479، وإسماعيل صدوق يهم، وسائر رجاله رجال الصحيح. وقد صحّح

الألباني إسناد الحديث في التعليق على ابن خزيمة، وضعّفه في السنن

(3)

المسند 6/ 137، محمَّد بن سليم، أبو هلال الراسبي، صدوق فيه لين. ومحمد بن سليم، أبو عثمان المكّي

ثقة. وقد رَويا كلاهما عن ابن أبي مليكة، وروى عنهما وكيع. وقد أورد الهيثمي الحديث في المجمع 3/ 108

وقال: وفيه أبو هلال - جعله الأوّل، وفيه بعض كلام، وهو ثقة. وجعله ابن كثير مما تفرّد به الإمام أحمد -

الجامع 34/ 355 (795). وللحديث شاهد رواه الشيخان عن عديّ - الجمع 1/ 333 (515).

ص: 236

(7417)

الحديث السابع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال:

حدّثنا يحيى قال: سمعتُ عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدّث أنّ عائشة كانت تحدّث:

أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سَهِرَ ذاتَ ليلةٍ وهي إلى جنبه. قالت: فقلتُ: ما شأنُك يا رسولَ

الله؟ قال: "ليتَ رجلًا صالحًا من أصحابي يحرُسُني الليلة" قالت: فبينا أنا على ذلك إذْ

سَمِعْتُ صوتَ السّلاح، فقال:"من هذا؟ " قال: أنا سعد بن مالك. فقال: "ما جاء بك؟ "

قال: جئتُ لأحْرُسَك يا رسول الله. قالت: فسمعتُ غَطيطَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في نومه.

أخرجاه (1).

(7418)

الحديث الثامن والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن

ابن مهديّ قال: حدّثنا زائدة عن موسى بن أبي عائشة عن عُبيد الله بن عبد الله قال:

دخلْتُ على عائشة فقلتُ: ألا تُحَدّثيني عن مرض رسول الله؟ فقالت: بلى: ثَقُلَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أصَلَّى النّاسُ؟ " قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله. فقال: "ضَعُوا

لي ماءً في المِخْضَب" [ففعلنا، فاغتسل]، فذهب لينوء فأغْمِيَ عليه، ثمَّ أفاق فقال:

"أصلّى الناس؟ " فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله. فقال: "ضعوا لي ماءً في

المِخْضَب". ففعلْنا، فاغتسل ثمَّ ذهب لينوءَ فأُغْمِيَ عليه، ثمَّ أفاق فقال: "أصلّى الناس؟ "

فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله. قالت: والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول

الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء. فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر أن يُصلِّيَ بالنّاس، وكان أبو بكر

رجلًا رقيقًا، فقال: يا عمرُ، صَلِّ بالنّاس. فقال: أنت أحقُّ بذلك. فصلّى بهم أبو بكر تلك

الأيّامَ. ثمَّ إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدَ خِفّةً، فخرجَ بين رجُلين، أحدُهما العباسُ، لصلاة

الظهر، فلمّا رآه أبو بكر ذهب ليتأخَّرَ، فأومأ إليه: أن لا يتأخَّرَ، وأمرَهما فأَجلساه إلى جنبه،

فجعل أبو بكر يُصلّي قائمًا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي قاعدًا.

فدخلتُ على ابن عبّاس فقلتُ: ألا أعرضُ عليك ما حدَّثَتْني عائشة عن مرض رسول

الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هات. فحدَّثْتُه، فما أنكرَ منه شيئًا، غير أنَّه قال: سَمَّتْ لك الرجلَ الآخر

الذي كان مع العَبّاس؟ قلت: لا. قال: هو عليّ (2).

(1) المسند 6/ 140، ومن طريق يحيى بن سعيد أخرجه البخاري 6/ 81 (2885)، ومسلم 4/ 1875 (2415).

وسعد بن مالك، هو ابن أبي وقّاص.

(2)

المسند 6/ 251: ومن طريق زائدة عند الشيخين: البخاري 2/ 172 (687)، ومسلم 1/ 311 (418).

ص: 237

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن

عائشة قالت:

لمّا ثَقُلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلالٌ يُؤذنهُ بالصلاة، فقال: "مُروا أبا بكر فَلْيُصَلِّ

بالنّاس". قالت: يا رسول الله، إنَّ أبا بكر رجلٌ أسيف، وإنّه متى يَقُم (1) مقامك لا يُسْمع

الناس، فلو أمرْتَ عمرَ. فقال:"مُروا أبا بكر فَلْيُصَلِّ بالناس" قالت: فقلتُ لحفصةَ:

قولي له، فقالت له حفصة: يا رسول الله، إنّ أبا بكر رجل أسيف، وإنّه متى يَقُمْ

مقامك لا يُسمعِ الناس، فلو أمرْتَ عمر. فقال: "إنّكنّ لأنتنّ صواحبً يوسف. مُروا أبا

بكر فَلْيُصَلّ بالنّاس". قالت: فأمروا أبا بكر فصلّى بالنّاس، فلمّا دخل في الصلاة وجد

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خِفّةً، فقام يُهادَى بين رجلين ورِجلاه تخُطّان في الأرض، حتى

دخل المسجد، فلما سمع أبو بكر حِسَّه ذهب ليتأخّر، أومأَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أن قُمْ

كما أنت. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلسَ عن يسار أبي بكر، فكان رسول الله يصلّي

بالنّاس قاعدًا، وأبو بكر قائمًا، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنّاس يقتدون بصلاة

أبي بكر (2).

الأسيف: السّريع الحُزن والبكاء.

* طريق لبعضه:

حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثني سليمان بن بلال قال: حدّثنا

هشام بن عروة قال: أخبرني أبي عن عائشة:

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسألُ في مرضه الذي مات فيه: يقولُ: "أين أنا غدًا؟ أين أنا

غدًا؟ " يريد يومَ عائشة. فأذِنَ له أزواجُه يكونُ حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات

عندها. قالت عائشة: فمات في اليوم الذي كان يدور عليّ فيه، في بيتي، قبضَه اللهُ - عزّ

(1) كتبت في المخطوطة "يقوم" وفوقها "يقم". ورواية المسند "يقوم". وذكر ابن حجر في الفتح 2/ 205 أنَّه روى

بالوحهين. والوجه الأرجح عند النحويين "يقم" لأنه فعل للشرط. ينظر إعراب الحديث للعكبري 339.

(2)

المسند 6/ 224، والبخاري 2/ 204 (713)، ومسلم 1/ 313 (418).

ص: 238

وجلّ - وإن رأسَه لَبينَ نَحري وسَحري، وخالط ريقُه ريقي. قالت: دخل عبدُ الرحمن بن

أبي بكر ومعه سِواك يَسْتَنُّ به، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ له: أعْطِني هذا السّواكَ يا

عبد الرحمن، فأعطانيه، فقضَمْتُه ثمَّ مَضَغْتُه فأعطيْتُه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فاستنّ به وهو مستند

إلى صدري (1).

السَّحْر: الرِّئة وما يتعلّق بها.

وهذ الطّرق مخرّجة في الصحيحين.

وفي بعض ألفاظ المتّفق عليه أنَّه قال: "أَهْرِيقوا عليَّ من سبع قِرَب لم تُحْلَلْ

أوكيتُهّن" (2) لعلَّي أعهَدُ إلى النَّاس". قالت: فأجلَسْناه في مِخْضَب لحفصة، ثمَّ

طَفِقْنا نَصُبُّ عليه من تلك القِرَبِ حتى طَفِقَ يُشيرُ إلينا بيده: أن قد فَعَلْتُنّ. ثمَّ خرج إلى

النّاس فخطب (3).

* طريق لبعضه:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا شَبابةُ قال: حدّثتا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن عروة بن

الزّبير عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: "مُروا أبا بكر يُصَلّي بالنّاس" قالت

عائشة: إن أبا بكر رجلٌ أسيف، فمتى يقم مقامَك تُدْرِكْه الرّقّةُ. قال النبيّ صلى الله عليه وسلم:

"إنّكنّ صواحبُ يوسف. مُروا أبا بكر يصلّي بالناس" فصلّى أبو بكر، وصلّى رسول

الله صلى الله عليه وسلم خلفه قاعدًا (4).

* طريق آخر:

وبه: حدّثنا شعبة عن نُعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت:

(1) البخاري 8/ 144 (4450). وإسماعيل هو ابن أبي أويس. وأخرج مسلم 4/ 1893 (2443) جزءًا منه من

طريق هشام عن أبيه.

(2)

هراق وأهراق: صبّ. والأوكية جمع وِكاء: وهو ما يُربط به فم القربة.

(3)

البخاري 1/ 302 (198).

(4)

المسند 6/ 159، ومن طريق شعبة أخرجه البخاري 6/ 417 (3384)، ولم يذكر "وصلّى النبي صلى الله عليه وسلم خلفه

قاعدًا". وينظر ما بعده. وشبابة بن سوار من رجال الشيخين.

ص: 239

صلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم خلفَ أبي بكر قاعدًا في مرضه الذي مات فيه (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بكر بن عيسى قال: سمعْتُ شعبة بن الحجّاج يحدّث عن

نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة:

أن أبا بكر صلّى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصّفّ (2).

الحديث الأوّل - وهو حديث الأسود - أصَحّ، وكلُّ هذه معلولة.

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن مُسلم بن صُبيح عن

مسروق عن عائشة

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُعَوِّذُ بهذه الكلمات: "أَذْهِب الناس، ربَّ النَّاس، اِشْفِ وأنت

الشافي، لا شفاءَ إلّا شفاؤك، شفاءً لا يُغادرُ سَقَمًا".

قالت: فلمّا ثقُل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه أخذْتُ بيده، فجعلتُ

أمسَحه بها وأقولُها، فنزعَ يدَه منّي، ثمَّ قال:"ربِّ اغفرْ لي وأَلْحِقْني بالرّفيق" فكان هو آخرُ

ما سمعتُ من كلامه.

أخرجاه (3).

وفي لفظ: كان إذا اشتكى يقرأُ على نفسه بالمعوِّذات وينفُث (4).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شُعيب عن الزُّهري قال: قال عروة:

سمعتُ عائشة:

(1) المسند 6/ 159، ورجاله رجال الصحيح. وأخرجه الترمذي 2/ 196 (362)، وقال حسن صحيح غريب.

وصحَّحه ابن حبَّان 5/ 487 (2119) وصحَّحه الألباني وشعيب.

(2)

المسند 6/ 159، والنسائيُّ 2/ 79، وصحيح ابن خزيمة 3/ 55 (1620)، وصحّح الألباني إسناده.

(3)

المسند 6/ 45، ومسلم 4/ 1721، 1722 (2191)، ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري 10/ 206

(5743)

.

(4)

المسند 6/ 114، والبخا ري 8/ 131 (4439)، ومسلم 4/ 1723 (2192).

ص: 240

كان النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو صحيح يقول: "إنّه لم يُقْبَضْ نبيٌّ حتى يرى مقعدَه من الجنّة، ثمَّ

يُخَيَّرُ". فلمّا اشتكى وحضرَه القَبْضُ ورأسُه على فخذ عائشة، غُشِي عليه، فلمّا أفاق

شَخَصَ ببصره نحوَ سقف البيت، ثمَّ قال:"اللهمّ الرّفيقَ الأعلى" قالت عائشة: فقلت: إنّه

حديثُه الذي كان يُحَدِّثُنا وهو صحيح (1).

* طريق لبعضه:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمَّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن سليمان عن أبي

وائل عن مسروق عن عائشة أنها قالت:

ما رأيتُ الوجعَ على أحدٍ أشدَّ منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).

* طريق آخر:

حدّثنا البخاري قال: حدّثنا محمَّد بن عُبيد قال: حدّثنا عيسى بن يونس عن عمر بن

سعيد قال: أخبرَني ابنُ أبي مليكة أن أبا عمرو ذكوان أخبره أن عائشة كانت تقول:

إنَّ من نعم الله عليّ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم توفّي في بيتي، وبين سَحْري ونَحْري، وأنّ الله

جمع بين ريقي وريقه عندَ موته، وكان (3) بين يدَيه رَكوةٌ - أو علبة - فيها ماء (4)، فجعلَ

يُدخل يديه في الماء فيمسحُ بهما وجهَه، ويقول:"لا إله إلَّا الله، إنَّ للموت سكرات" ثمَّ

نَصَبَ يدَه فجعل يقول: "في الرّفيق الأعلى" حتى قُبِض ومالت يدُه.

انفرد بإخراجه البخاري (5).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا ليث عن يزيد بن الهاد عن عبد الرحمن

ابن القاسم [عن أبيه](6) عن عائشة قالت:

(1) المسند 6/ 89، والبخاري 8/ 136 (4437)، ومن طريق الزهري وغيره في مسلم 4/ 1893، 1894 (2444).

(2)

المسند 6/ 172، ومسلم 4/ 1990 (2570)، ومن طريق شعبة أخرجه البخاري 10/ 110 (5646).

(3)

سقط - أو أسقط المؤلّف - جزءًا من الحديث.

(4)

الشكَّ من عمر بن سعيد.

(5)

البخاري 8/ 144 (4449).

(6)

التكملة من الأطراف 9/ 212، والمصادر.

ص: 241

مات رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وإنّه لَبينَ حاقنتي وذاقنتي، فلا أكرهُ شِدّةَ الموت لأحدٍ أبدًا

بعدما رأيْتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).

الحاقنة: نقرة التّرْقُوة. والذاقنة: ما يناله الذّقَن من الصَّدر.

* طريق آخر:

وبه عن يزيد بن الهادِ عن موسى بن سَرْجِس عن القاسم بن محمَّد عن عائشة قالت:

رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يموتُ وعنده قَدَحٌ فيه ماء، فيُدْخِلُ يدَه في القدح ثمَّ يمسح

وجهَه بالماء، ثمَّ يقول:"اللهمَّ أَعِنّي على سكرات الموت"(2).

* طريق يتعلّق به:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا أبو معاوية شيبان عن هلال بن أبي حُميد

الأنصاري عن عروة عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يَقُمْ منه: "لعن اللهُ اليهود والنّصارى، فإنّهم اتّخذوا

قبورَ أنبيائهم مساجدَ". قالت: ولولا ذلك أُبْرِزَ قبرُه، غير أنَّه خُشي أن يُتَّخَذَ مسجدًا (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزُّهريّ عن عُبيد الله بن عبد الله

عن عائشة قالت:

لما نُزِل برسول الله صلى الله عليه وسلم طَفِقَ يُلْقي خميصةً على وجهه، فإذا اغتمَّ رفَعَها عنه وهو يقول:

(1) المسند 64/ 6، ومن طريق الليث أخرجه البخاري 8/ 140 (4446)، والنسائي 4/ 6.

(2)

المسند 6/ 64، ومن طريق طريق الليث أخرجه الترمذي 3/ 308 (978)، وقال: هذا حديث حسن غريب.

وصحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 2/ 465. وموسى بن سرجس قال عن ابن حجر في

التقريب 2/ 609: مستور. وضعّف الألباني الحديث.

ويذكر أن ابن ماجة أخرج الحديث بهذا الإسناد 1/ 519 (1623)، ولكنّ عنده عن يزيد بن أبي حبيب عن

موسى بن سرجس. وقد علّقَ ابن حجر في النكت على ذلك 12/ 287: ويزيد هذا هو ابن عبد الهاد لا ابن

أبي حبيب.

(3)

المسند 6/ 80، ومسلم 1/ 376 (529). ومن طريق شيبان أخرجه البخاري 3/ 200 (1330).

ص: 242

"لعن الله اليهود والنّصارى، اتّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ" يحذّرهم مثل الذي صنعوا (1).

الطريقان في الصحيحين.

* طريق يتعلّق بذلك:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني صالح

ابن كيسان عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت:

كان آخرُ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "لا يُتْرَكُ بجزيرة العرب دينان"(2).

* طريق آخر لوفاته:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا أبو عمران

الجَوني عن يزيد بن بابَنوس عن عائشة قالت (3):

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوشَّحُني وينالُ من رأسي، وبيني وبينه ثوب وأنا حائض. وكان

إذا مرّ ببابي ممّا يُلقي الكلمة ينفعُ اللهُ بها، فمَرَّ ذاتَ يومٍ فلم يَقُلْ شيئًا، ثمَّ مرَّ أيضًا فلم

يَقُلْ شيئًا، ثمَّ مرَّ أيضًا فلم يَقُلْ شيئًا، مرّتين أو ثلاثًا. فقلت: يا جارية، ضَعي لي وسادة

على الباب، وعَصَبْتُ رأسي، فمرّ بي فقال:"يا عائشة، ما شأنُك؟ " فقلت: أشتكي

رأسي. فقال: "أنا وارأساه" فذهبَ، فلم يلبث إلَّا يسيرًا حتى جيء به محمولًا في كساء،

فدخلَ عليّ وبعثَ إلى النساء، فقال: "إني قد اشتكيتُ، وإني لا أستطيعُ أن أدورَ بينكنّ.

فأْذَنَّ لي لأكُنْ عند عائشة" فكنت أوَضِّئه ولم أَوَضِّىء أحدًا قبله. فبينما رأسُه ذاتَ يومٍ

على مَنْكِبي إذ مال رأسُه نحو رأسي، فطننتُ أنَّه يريدُ من رأسي حاجة، فخرجَتْ من فيه

نطفةٌ باردة فوقَعَتْ على ثُغرة نحري، فاقشعرّ لها جلدي، فظننتُ أنَّه غُشِيَ عليه، فسَجَّيْتُه

ثوبًا، فجاء عمر والمغيرة بن شعبة فاستأذنا فأذنت لهما، وجَذَبْتُ الحِجاب، فنظر عمر إليه

(1) المسند 6/ 34، ومن طريق معمر أخرجه البخاري 6/ 494 (3453)، وينطر أطرافه 1/ 532 (435). وأخرجه

مسلم 1/ 377 (531) من طريق ابن شهاب.

(2)

المسند 6/ 275. وابن إسحاق صرّح بالتحديث، وسائر رجاله رجال الشيخين. وأخرجه الطبراني في

الأوسط 2/ 41 (1070) قال: لم يروه عن صالح إلا محمَّد. قال الهيثمي 5/ 328 بعد عزوه الحديث لهما:

ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق، وقد صرّح بالسّماع.

(3)

في أول الحديث قصّة لم يذكرها المؤلّف.

ص: 243

فقال: واغشياه، ما أشدَّ غَشْيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم! ثمَّ قاما، فلمّا دَنَوا من الباب قال

المغيرة: يا عمرُ، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: كذبتَ، بل أنت رجل تحوسُك فتنة، إن

رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يموتَ حتى يُفْنِيَ اللهُ المنافقين. ثمَّ جاء أبو بكر، فرَفَعْتُ الحجاب،

فنظر إليه فقال: إنّا للهِ وإنّا إليه راجعون، ماتَ رسول الله. ثمَّ أتاه من قِبَل رأسه فَحَدر فاه

وقَبّل جَبْهَتَه ثمَّ قال: وانبيّاه. ثمَّ رفعَ رأسَه ثمَّ حدَر فاه وقبّل جبهته ثمَّ قال: واصفيّاه. ثمَّ

رفع رأسه وحدر فاه وقبّل جبهته وقال: واخليلاه، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلى

المسجد وعمر يخطبُ الناس ويتكلّمُ ويقول: إن رسول الله لا يموتُ حتى يُفنيَ الله

المنافقين. فتكلَّمَ أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه، ثمَّ قال: إنَّ الله عز وجل يقول: {إِنَّكَ

مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} (1)[الزمر: 30] {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ

مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ. . .} حتى فرغ من الآية [آل عمران: 144] فمن كان

يعبدُ اللهَ فإن اللهَ حيٌّ لا يموتُ، ومن كان يعبدُ محمَّدًا فإن محمَّدًا قد مات. فقال عمر:

أوَ إنّها في كتاب الله! ما شَعَرْتُ أنّها في كتاب الله، ثمَّ قال عمر: يا أيُّها النّاس، هذا

أبو بكر فبايِعوه، فبايَعوه (2).

* طريق لبعضه:

حدّثنا أحمد قال: حدثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه

عن عائشة قالت:

قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسُه بين سَحري ونَحري. قالت: فلمّا خرجَتْ نَفْسُه لم أجدْ

ريحًا قطُّ أطيبَ منها (3).

(1) في المسند "حتى فرغ من الآية".

(2)

المسند 6/ 219، ورجاله رجال الصحيح عدا يزبد بن بابنوس، جعله ابن حجر مقبولًا - التقريب 2/ 670.

وقد أخرج أبو داود قصة استئذان عائشة في تمريض النبيّ صلى الله عليه وسلم، من طريق أبي عمران الجَوني 2/ 243

(2137)

، وصحَّحه الألباني. وقال الهيثمي بعد أن ذكر الحديث بطوله: رجال أحمد ثقات -

المجمع 9/ 34.

(3)

المسند 6/ 121، قال ابن كثير في البداية 5/ 241: هذا إسناد صحيح على شرط الصحيحين، ولم يخرجه

أحد من أصحاب الكتب الستة، ورواه البيهقي من حديث حنبل بن إسحاق عن عفّان. وهو كما قال.

وينظر دلائل النبوّه 7/ 213.

ص: 244

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني يحيى

ابن عبّاد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عبّاد قال: سمعتُ عائشة تقول:

مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سَحري ونحري، وفي دُولتي لم أَظلم فيه أحدًا. فمن سَفَهي

وحداثة سنّي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبِضَ وهو في حَجري، ثمَّ وضَعْتُ رأسه على وسادة وقُمْتُ

ألتدمُ مع النساء وأضرب وجهي (1).

* طريق يتعلّق به:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن حُميد بن هلال عن أبي

بردة قال:

أخرجت إلينا عائشة كِساءً مُلَبَّدًا وإزارًا غليظًا، وقالت: قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين.

أخرجاه (2).

(7419)

الحديث التاسع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يحيى عن سفيان عن عاصم بن عُبيد الله عن القاسم عن عائشة قالت:

قبلَ رسول الله عثمان بن مظعون وهو مَيِّتٌ، حتى رأيْتُ الدموعَ تسيلُ على وجهه (3).

(7420)

الحديث الثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّتنا أبو أُسامة

قال: أخبرنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

(1) المسند 6/ 274، ورجاله ثقات، وابن إسحاق صرّح بالتحديث. وقد أخرجه أبو يعلى من طريقه 8/ 63

(4586)

، والحديث في البداية - السابق، وقال عنه في الجامع: تفرّد به 34/ 287 (570).

(2)

المسند 6/ 32، والبخاري 10/ 277 (5818)، ومسلم 3/ 1649 (2080).

(3)

المسند 6/ 43، ومن طريق سفيان أخرجه أبو داود 3/ 201 (3163)، وابن ماجة 1/ 468 (1456) والترمذي

3/ 314 (989)، وقال: حسن صحيح - لأنَّ عاصم بن عبيد الله ضعيف. وصحَّحه الألباني في صحيح

السنن، وضعّفه في الإرواء 3/ 157 (693). وقال الحاكم 1/ 361: هذا حديث متداول بين الأئمّة، إلا أن

الشيخين لم يحتجّا بعاصم بن عبيد الله، وشاهده الصحيح المعروف. حديث عبد الله بن عبَّاس وجابر بن

عبد الله وعائشة: أن أبا بكر الصديق قبّل النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو ميّت، ووافقه الذهبي. وقال الحاكم 3/ 190:

صحح الإسناد ولم يخرجاه. وسكت الذهبي.

ص: 245

ما غِرْتُ على امرأةٍ ما غِرْتُ على خديجة، ولقد هَلَكَت قبل أن يتزوَّجَني بثلاث

سنين، لِما كنتُ أسمَعُه يذكُرُها. ولقد أمرَه ربُّه أن يُبَشِّرَها ببيتٍ من قَصَب في الجنّة. وإن

كانَ لَيَذْبَحُ الشاةَ ثمَّ يُهدي في خُلّتها منها.

أخرجاه (1).

وقد بيّنا أن القَصَب اللؤلؤ المُجَوّف.

والخُلّهَ: الأصدقاء.

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن إسحاق قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا مجالد عن

الشّعبي عن مسروق عن عائشة قالت:

كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى فأحسنَ الثناء. قالت: فغِرْتُ يومًا فقلتُ: ما

أكثر ما تذكرُها! حمراء الشِّدْقَين، قد أبدَلَك اللهُ خيرًا منها. فقال: "ما أبدَلني اللهُ خيرًا

منها، قد آمَنَتْ بي إذ كفر الناس، وصدَّقَتْني إذ كذّبني الناسُ، وواسَتني بمالها إذ حرَمَني

الناسُ، ورَزَقَني اللهُ ولدَها إذ حرَمني أولاد النساء" (2).

(7421)

الحديث الحادي والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

وكيع قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

سَمعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلًا يقرأ آية، فقال:"رحمه الله، لقد أذْكَرَني آيةً كنتُ أُنْسِيتُها".

أخرجاه (3).

(7422)

الحديث الثاني والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:

ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا في العشر قطُّ.

(1) المسند 6/ 58، والبخاري 10/ 435 (6004)، ومسلم 4/ 1888 (2435).

(2)

المسند 6/ 117، ومن طريق عبد الله بن المبارك أخرجه الطبراني 23/ 13 (22). وحسّن الهيثمي إسناده -

المجمع 9/ 227 (لأن مجالد بن سعيد ليس بالقويّ). وقال ابن كثير - الجامع 27/ 62 (2910): تفرّد به.

(3)

المسند 6/ 62، ومن طريق هشام أخرجه الشيخان: البخاري 5/ 264 (2655)، ومسلم 1/ 543 (788).

ص: 246

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(7423)

الحديث الثالث والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

بَهز قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا أشعث بن سُليم أنَّه سمع أباه يحدّث عن مسروق

عن عائشة:

أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها رجل، فتغيَّرَ وجهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنّه شقّ

عليه، فقالت: يا رسول الله، أخي. فقال رسول الله: "انْظُرْنَ مَن إخوانُكنّ، فإنّما الرّضاعة

من المجاعة".

أخرجاه (2).

(7424)

الحديث الرابع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معتمر

عن أيوب عن ابن أبي مُليكة عن ابن الزُّبير عن عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُحَرِّمُ المصّةُ ولا المَصَّتان".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7425)

الحديث الخامس والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو سلمة قال حدّثنا بكر بن مُضَر قال: حدّثنا صخر بن عبد الرحمن بن حرملة قال: حدّثني

أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لهنّ: "إنَّ أمرَكنّ ممّا يَهُمُّني بعدي، ولن يصبرَ عليكنّ

إلا الصابرون" (4).

(1) المسند 6/ 42، ومسلم 2/ 833 (1176).

(2)

المسند 6/ 94. ومن طريق شعبة أخرجه البخاري 9/ 146 (5102) ومسلم 3/ 1079 (1455) وبَهز بن أسد

من رجال الشيخين.

(3)

المسند 6/ 31، ومسلم 2/ 1073 (1450).

(4)

المسند 6/ 77، ومن طريق بكر بن مضر أخرجه الترمذي 5/ 606 (3749) وقال: حسن صحيح غريب.

وصحَّحه ابن حبَّان 15/ 456 (6995)، والحاكم 3/ 312 على شرط الشيخين، قال الذهبي: صخر

صدوق، ولم يخرجا له. وحسّنه الألباني.

وفي آخر الحديث عندهم قول عائشة في عبد الرحمن، المذكور في الطريق التالية.

ص: 247

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر قال: حدَّثَتْنا أمُّ بكر

ابنة المِسور:

أن عبد الرحمن بن عوف باعَ أرضًا له من عثمان بن عفّان بأربعين ألف دينار، فقسمه

في فقراء بني زُهرة وفي المهاجرين وأمّهات المؤمنين. قال المِسور: فأتيتُ عائشةَ

بنصيبها، فقالتْ: من أرسل هذا؟ فقلتُ: عبد الرحمن بن عوف. قالت: أما إنّي سمعْتُ

رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحنو عليكنّ بعدي إلَّا الصابرون" سقى اللهُ عبدَ الرحمن بن عوف من

سلسبيل الجنّة (1).

(7426)

الحديث السادس والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عبد الصمد بن حسّان قال: أخبرنا عُمارة عن ثابت عن أنس قال:

بينما عائشةُ في بيتها إذ سمعت صوتًا في المدينة، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عِير

لعبد الرحمن بن عوف قَدِمَتْ من الشام، تحمل من كلّ شيء. قالت: وكانت سبعمائة

بعير. قال: فارتَحّتِ المدينةُ من الصوت، فقالت عائشة: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قد

رأيْتُ عبد الرحمن بن عوف يدخلُ الجنّةَ حَبوًا". فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف، فقال:

إن استطعْتُ لأدخُلَنَّها قائمًا، فجعلَها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله عز وجل (2).

عمارة، هو ابن زاذان، قال أحمد: يروى أحاديث مناكير عن أنس. قال أبو حاتم

الرازي: لا يُحْتَجّ به. وقال الدَّارقطني: ضعيف (3).

(7427)

الحديث السابع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يحيى بن إسحاق قال: حدّثنا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن ابن شهاب الزهري عن

عروة عن عائشة:

(1) المسند 6/ 103 ورجاله ثقات غير أمّ بكر، قال ابن حجر في التقريب 2/ 880: مقبولة. وقال

الحاكم 3/ 310: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: ليس بمتّصل. وأخرجه الطبراني في الأوسط

10/ 52 (9111) من طريق عبد الله بن جعفر المخرمِيّ عن أُمّ بكر.

(2)

المسند 6/ 115، وفي إسناده عمارة - وفيه ما ذكر المؤلّف بعد. وساق المؤلّف الحديث في كتابه

الموضوعات 2/ 246 (803)، وينظر القول المسدّد 9، 28.

(3)

ينظر الجرح والتعديل 6/ 365، والضعفاء والمتروكون للدارقطني 300، ولابن الجوزي 2/ 203، وموسوعة

أقوال الإمام أحمد 3/ 59.

ص: 248

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُكَبِّر في العيدين: سبعًا في الرّكعة الأولى، وخمسًا في

الآخرة، سوى تكبيرتَي الركوع (1).

(7428)

الحديث الثامن والثمانون بعد المائتين: حدّثنا معاوية بن عمرو قال:

حدّثنا زائدة عن أشعث عن مسروق عن عائشة قالت:

سألتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم عن التلفُّتِ في الصلاة، فقال:"اختلاس يَخْتَلِسُه الشيطان من صلاة العبد"

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(7429)

الحديث التاسع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

حسين بن محمَّد قال: حدّثنا مسلم بن خالد عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: أخبَرني

القاسم بن محمَّد عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن ولّاه اللهُ من أمر المسلمين شيئًا فأرادَ به خيرًا جعل اللهُ له

وزيرَ صِدق، فإن نَسِيَ ذكّره، وإن ذكر أعانَه" (3).

(7430)

الحديث التسعون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عثمان بن

أبي شيبة ومحمد (4) قالا: أخبرنا عَبْدَهُ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الوِصال رحمةً لهم. فقالوا: إنّك تُواصِلُ. قال: "إنّي لَسْتُ

كهيئتكم، إنّي يُطعِمُني ربّي ويسقيني".

أخرجاه (5).

(1) المسند 6/ 70، ورواه 6/ 65 من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم عن ابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب

به. وأخرجه ابن ماجة 1/ 407 (1280)، وأبو داود 1/ 299 (1149، 1150) عن ابن لهيعة عن عقيل

وخالد بن يزيد، وهو حديث صحيح، وفي إسناده ضعف لضعف ابن لهيعة.

(2)

المسند 6/ 70، ورواه 6/ 106 من طريق أبي سعيد عن زائدة عن أشعث عن أبيه عن مسروق. ومن طريق

أشعث عن أبيه عن مسروق أخرجه البخاري 2/ 234 (751).

(3)

المسند 6/ 70 ومسلم بن خالد الزنجي، وعبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة، فيهما

مقال، لكنّهما متابعان: فقد أخرجه أبو داود 3/ 131 (2932)، وابن حبَّان 1/ 345 (4494) من طريق زهير

ابن محمَّد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه وأخرجه النسائي 7/ 159 من طريق ابن المبارك عن عمر

ابن سعيد بن أبي حسين عن القاسم. وصحَّحه الألباني - الصحيحة 1/ 881 (489).

(4)

هو ابن سلام.

(5)

البخاري 4/ 202 (1964) ومن طريق عثمان بن أبي شيبة وغيره عن عبده أخرجه مسلم 2/ 776 (1105).

ص: 249

(7431)

الحديث الحادي والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

سفيان قال: أخبرنا ابن المُنْكَدر قال: أخبرَني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته:

أن رجلًا استأذنَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: "ائذنوا له، فبئس ابن العشيرة. أو بئسَ أخو

العشيرة" فلما دخل ألانَ له القولَ، فلمّا خرجَ قالت عائشةُ: قلتَ له الذي قلتَ ثمَّ ألَنْتَ له

القول! فقال: "يا عائشةُ، شرُّ النّاس منزلةً عند الله يوم القيامة من وَدَعَه الناسُ - أو ترَكَه

الناس اتّقاءَ فُحْشِه".

أخرجاه (1).

(7432)

الحديث الثاني والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس

قال: حدّثنا الليث عن يزيد بن عبد الله بن أسامة عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن

عائشة قالت:

سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ المؤمنَ يُدْرِكُ بحُسن خُلُقه درجاتِ قائمِ الليل صائم النهار"(2).

(7433)

الحديث الثالث والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

هاشم قال: حدّثنا ليث قال: حدّثني ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعروة بن

الزبير أن عائشة قالت:

حاضَت صفيةُ بنتُ حُيَيّ بعدما أفاضَت - قالت عائشةُ: فذكرتُ حيضتَها للنبيّ

صلى الله عليه وسلم، فقال:"أحابِسَتُنا هي؟ " قلتُ: يا رسول الله، إنّها قد أفاضت وطافت بالبيت ثمَّ

حاضَت بعد الإفاضة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَلْتَنْفِرْ".

أخرجاه (3).

(1) المسند 6/ 38، والبخاري 10/ 471 (6054)، ومسلم 4/ 2002 (2591).

(2)

المسند 6/ 64، ومن طريق الليث صحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 1/ 60،

وأخرجه من طريق عمرو أبو داود 4/ 252 (4798)، وابن حبَّان 2/ 228 (480) وصحَّحه محقّق ابن حبَّان،

وذكر أن المطّلب صدوق، وفي سماعه من عائشة خلاف. وصحّح الحديث الألباني.

وكتب على حاشية المخطوطة عن المطّلب: وثقّه الدارقطني وأبو زرعة، وقال: أرجو أن يكون سمع

من عائشة.

(3)

المسند 6/ 82، ومن طريق الليث - وغيره من الطرق - أخرجه مسلم 2/ 964 (1211)، وأخرجه البخاري

8/ 106 (4401) من طريق ابن شهاب. وينظر طرقه في البخاري 1/ 400 (292).

ص: 250

(7434)

الحديث الرابع والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس

ابن محمَّد قال: حدّثنا داود بن أبي الفُرات عن عبد الله بن بُريدة عن يحيى بن يعمر عن

عائشة أنها أخبرَته:

أنها سألتْ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرَها نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "أنَّه كان عذابًا يبعَثُه

اللهُ على من يشاء، فجعلَه اللهُ عز وجل رحمةً للمؤمنين، فليس من عبدٍ يقعُ الطاعونُ

فيمكُثُ في بلده صابرًا مُحْتَسِبًا، يعلمُ أنَّه لم يُصِبْه إلَّا ما كتبَ الله له، إلا كان له مثلُ أجر

الشهيد".

انفرد بإخراجه البخاريّ (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا جعفر بن كيسان العَدَويّ قال: حدَّثَتْنا

مُعاذة بنت عبد الله العَدويّة قالت: دخلتُ على عائشةَ فقالت:

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَفنَى أُمّتي إلا بالطَّعن والطّاعون" قلتُ: يا رسول الله، هذا

الطعن قد عَرَفْناه، فما الطّاعون؟ قال: "غُدّة كغُدّة البعير. المقيم بها كالشهيد، والفارُّ منها

كالفارّ من الزّحف (2).

(7435)

الحديث الخامس والتسعون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثني

الحسن بن الصَّبّاح قال: حدّثنا سُفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُحَدِّثُ حديثًا لو عَدَّه العادُّ لأحصاه"

أخرجاه (3).

(1) المسند 6/ 64، ومن طريق داود أخرجه البخاري 6/ 513 (3474)، ويونس من رجال الشيخين.

(2)

المسند 6/ 145 ورجاله رجال الصحيح عدا جعفر بن كيسان، من رجال التعجيل 40، وثق. وأخرجه أبو

يعلى 7/ 379 (4408) عن حوثرة بن أشرس أبو عامر عن جعفر بن كيسان عن عمرة العدوية عن عائشة.

وحسّن المحقّق إسناده، وهو في مجمع الزوائد 2/ 317 ووثّق رجال أحمد.

(3)

البخاري 6/ 567 (3567) ومن طريق الزهري أخرجه مسلم 4/ 2298 (2493).

ص: 251

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن إسحاق قال: حدّثنا عبد الله قال: أخبرنا يونس عن

الزهري عن عروة عن عائشة:

ألا يُعْجِبُك أبو هريرة. جاء فجلسَ إلى جانب حجرتي يحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

يُسْمِعُني ذلك، وكنتُ أسَبِّحُ، فقام قبل أن أقضيَ سُبْحَتي، ولو أدركْتُه لرَدَدْتُ عليه. إن

رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يَسْرُد الحديثَ كسَردكم.

أخرجه البخاري تعليقًا (1).

(7436)

الحديث السادس والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يحيى بن سعيد عن سفيان عن إسماعيل بن أمية قال: حدّثني عبد الله بن عروة عن أبيه

عن عائشة قالت:

تزوَّجَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وأُدْخِلْتُ عليه في شوّال، فأيُّ نسائه كان أحظى

عندَه منّي؟ .

وكانت تستحبُّ أن تُدخِلَ نساءَها في شوّال.

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(7437)

الحديث السابع والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يحيى عن ابن جُريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أبغضُ الرجال إلى الله عز وجل الألَدُّ الخَصيم".

أخرجاه (3).

(7438)

الحديث الثامن والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يحيى عن ابن جريج قال: سمعت عطاء يقول أخبرني عروة بن الزبير قال:

(1) المسند 6/ 118. وقال البخاري 6/ 567 (3568) وقال الليث: حدّثني يونس. . . وسائر رجاله ثقات. وينظر

الفتح 6/ 578. وقد أخرج مسلم الحديث موصولًا عن حرملة بن يحيى عن ابن وهب عن يونس به.

4/ 1940 (2493).

(2)

المسند 6/ 54. ومن طريق سفيان الثوري أخرجه مسلم 2/ 1039 (1423).

(3)

المسند 6/ 55 والبخاري 13/ 180 (7188). ومن طريق ابن جريج أخرجه مسلم 4/ 2054 (2668).

ص: 252

كنتُ أنا وابن عمر مستندَين إلى حجرة عائشة، إنا لنسمعها تَسْتَنُّ (1)، قلت: يا أبا

عبد الرحمن، أعتمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم في رجب؟ قال: نعم. قلت: يا أُمّتاه، ما تسمعين ما يقول

أبو عبد الرحمن؟ قالت: ما يقول؟ قلتُ: يقول اعتمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في رجب. قالت: يغفِرُ

الله لأبي عبد الرحمن، نَسِي، ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب. قال: وابن عمر يسمعُ،

فما قال لا ولا نعم، سكت.

أخرجاه (2).

(7439)

الحديث التاسع والتسعون من المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

محمَّد بن فضيل عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف، فيُخْرِجُ إليّ رأسَه من المسجد فأغسله وأنا حائض (3).

* طريق يتعلّق بذلك:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثنا ابن لهيعة (4) عن خالد عن

القاسم بن محمَّد عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضعُ رأسَه في حجري وأنا حائض، فيقرأ القرآن (5).

الطريقان في الصحيحين.

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زهير بن حرب قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا طلحة بن

يحيى عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت:

كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلّي من الليل وأنا إلى جنبه وأنا حائض، وعليَّ مِرطٌ وعليه بعضُه.

انفرد بإخراجه مسلم (6).

(1) تستنّ: تستاك.

(2)

المسند 6/ 55، ومن طريق ابن جريج أخرجه البخاري 3/ 600 (1777). وينظر 3/ 599 (1776)، ومسلم

2/ 916 (1255).

(3)

المسند 6/ 32 ورجاله رجال الصحيح. وقريب منه في مسلم 1/ 244 (297) من طريق عروة.

(4)

كتب على الحاشية: "ابن لهيعة ليس على شرط الشيخين".

(5)

المسند 6/ 68. وفي إسناده ابن لهيعة. وقد أخرج الشيخان الحديث من طرق عن عمرة وعروة ابن الأسود:

ينظر مسلم 1/ 244، 246 (297، 301)، والبخاري 4/ 272، 273، 286 (2028، 2029، 2046).

(6)

المسند 6/ 137، 204، ومسلم 1/ 367 (514).

ص: 253

(7440)

الحديث الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سفيان قال:

حدّثنا منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:

كان يأمرُني أن أتَّزِرَ وأنا حائض، ثمَّ يُباشِرُني، وكنتُ أغسلُ رأسَه وهو معتكف وأنا

حائض (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثني ابن فضيل عن الشيباني عن عبد الرحمن بن الأسود عن

أبيه عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُباشر نساءَه فوق الإزار وهن حُيّض.

أخرجاه (2).

* طريق يتعلّق بذلك:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمَّد بن عُبيد قال: حدّثنا مِسْعرَ عن المقدام بن شُريح عن

أبيه عن عائشة قالت:

إنْ كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليُؤْتَى بالإناء، فأشربُ منه وأنا حائض، ثمَّ يأخذُه فيضع فاه

على موضع فِيّ. وإن كُنْتُ لآخُذُ العَرْقَ، فآكلُ منه ثمَّ يأخذه فيضع فاه موضع فِيّ.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7441)

الحديث الحادي بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل

قال: أخبرنا أيوب عن أبي الزبير عن عُبيد بن عُمير قال:

بلغ عائشةَ أن عبد الله بن عمرو يأمرُ النّساءَ إذا اغتسلْن أن ينقُضْنَ شُعورَهنّ، فقالت: يا

عَجَبَاً لابن عمرو، يأمر النساء إذا اغتسلْنَ أن يُنقُضن رؤوسَهن، أفلا يأمُرُهُنّ أن يَحْلِقْنَ!

لقد كُنْتُ أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نغتسل من إناء واحد، فما أزيد على أن أُفْرِغ على رأسي

ثلاث إفراغات.

(1) المسند 6/ 55. ومن طريق سفيان أخرجه البخاري 1/ 403 (299 - 301). ومن طريق منصور أخرجه مسلم

1/ 242 (293). وينظر مسلم 1/ 244 (297).

(2)

المسند 6/ 33، ومن طريق الشيباني أبي إسحاق أخرجه البخاري 1/ 403 (302)، ومسلم 1/ 242 (293).

(3)

المسند 6/ 62، ومن طريق مسعر أخرجه مسلم 1/ 245 (300). محمَّد بن عُبيد الطنافسي من رجال الشيخين.

ص: 254

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(7442)

الحديث الثاني بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا جرير عن

منصور عن أبي الضُّحى عن مسروق عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أن يقولَ في ركوعه وسجوده: "سبحانَك اللهمّ وبحمدك،

اللهمّ اغفر لي" يتأوّلُ القرآن (2).

(7443)

الحديث الثالث بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مؤمَّل قال:

حدّثنا حمّاد عن ثابت عن شَهر بن حوشب عن خاله عن عائشة قالت:

شكَوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجدون من الوسوسة، وقالوا: يا رسول الله، إنّا لَنَجِدُ

شيئًا لو أنّ أحدَنا خرَّ من السماء كان أحبَّ إليه ممّا يتكلّم به. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم "ذاك

مَحْض الإيمان (3) ".

(7444)

الحديث الرابع بعد الثلاثمائة: وبالإسناد، حدّثنا حمّاد قال: حدّثنا

إسحاق بن سويد عن يحيى بن يعمر عن عائشة قالت:

كانت امرأة عثمان بن مظعون تختضب وتَطَّيَّبُ، فتركَتْه، فدخلتْ عليّ، فقُلْتُ لها:

أمُشْهِد أم مُغيب؟ فقالت: مُشهد كمُغيب. قلت لها: مالك؟ قالت: عثمان لا يُريد الدُّنيا ولا

يريد النساء. قالت عائشة: فدخلتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأخبرْتُه بذلك، فلقي عثمان، فقال:

"يا عثمانُ، أتؤمنُ بما تُؤمنُ به؟ " قال: نعم يا رسول له. قال: "فأسوة مالك بنا"(4).

(1) المسند 6/ 43، ومسلم 1/ 260 (331).

(2)

المسند 6/ 43 وبهذا الإسناد أخرجه الشيخان - وفات هنا التنبيه عليه: البخاري 8/ 733 (4968)، ومسلم

1/ 350 (484).

(3)

المسند 6/ 106، وأخرجه الطبراني في الأوسط 9/ 247 (8537) من طريق حمّاد بن سلمة عن ثابت به،

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن شهر بن حوشب إلا ثابت، تفرّد به حمّاد. ومن طريق ليث بن أبي

سليم - وهو ضعيف - عن شهر أخرج أبو يعلى نحوه 8/ 109 (4649). وقال الهيثمي 1/ 38: في إسناده

شهر بن حوشب. ومع ضعف شهر فإنّ خاله غير معروف. ولكن الحديث روي نحوه عند مسلم عن أبي

هريرة وابن مسعود 1/ 119 (132، 133).

(4)

المسند 6/ 106: قال ابن كثير - الجامع 37/ 135 (3076): تفرّد به. وقال الهيثمي - المجمع 4/ 304:

أسانيد أحمد رجالها ثقات.

ص: 255

(7445)

الحديث الخامس بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن

سفيان قال: حدّثني منصور عن إبراهيم عن علقمة قالت:

سألتُ عائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختصُّ شيئًا من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله

دِيمة، وأيُّكم يُطيقُ ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُطيقُ؟ .

أخرجاه (1).

(7446)

الحديث السادس بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زكريا بن عديّ

قال: حدّثنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري قال: حدّثني عروة عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أدركَ سجدةً من العصر قبلَ أن تغرُبَ الشمسُ، ومن الفجر

قبل أن تطلعَ، فقد أدركَها".

انفرد بإخراجه مسلم. وليس في حديثه ذكر "الفجر"(2).

(7447)

الحديث السابع بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون قال:

حدّثنا عبد الله بن وهب قال: قال حيوة: أخبرني أبو صخر عن ابن قُسَيط عن عروة

عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرَ بكبش أقرنَ، يطأ في سواد، وينظرُ في سواد، ويبرُكُ في سواد،

أُتي به ليضحّيَ به. ثمَّ قال: يا عائشةُ، هَلُمّي المُدْيةَ، "اشْحَذيها (3) بحَجَر" ففعلت، ثمَّ

أخذَ الكبشَ فأضجَعَه ثمَّ ذبحَه، وقال:"باسم الله، من محمّد وآل محمّد ومن أمّة محمَّد"

ثمَّ ضحَّى به.

انفرد بإخراجه مسلم (4).

والأقرن: التامّ القرن.

(1) المسند 6/ 55. والبخاري 4/ 235 (1987). ومن طريق منصور أخرجه مسلم 1/ 541 (783).

(2)

المسند 6/ 78. ومن طريق ابن المبارك أخرجه مسلم 1/ 424 (609) كما قال المؤلّف. وزكريا بن عديّ

ثقة، من رجال الشيخين. وبإسناد الإمام أحمد أخرجه النسائي 1/ 273. ومن طريق يونس أخرجه ابن

ماجة 1/ 229 (700)، وصحَّحه ابن حبَّان 4/ 452 (1584).

والسجدة: الركعة

(3)

المُدية: السكّين. واشحذيها: حدّديها.

(4)

المسند 6/ 78، ومسلم 3/ 1557 (1967).

ص: 256

وقولها يطأ في سواد: تريد أنَّه أسودُ القوائم. ويبرُكُ في سواد: تريد أنَّ ما يلي الأرض منه إذا

برك أسودُ. وينظُرُ في سواد: تريد أن عينيه سوداء.

وهذا محمول على أنَّه اتفّق ذاك الكبش. والأفضل في الأضاحي الشُّهب، ثمَّ الصُّفر، ثمَّ السُّود.

(7448)

الحديث الثامن بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا

حمّاد بن سلمة قال: أخبرني ابن طُفيل بن سَخْبَرة عن القاسم بن محمَّد عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أعظمُ النساء بركةً أيسرُهن مَؤونةً"(1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا ابن مبارك عن أسامة بن زيد

عن صفوان بن سُليم عن عروة عن عائشة

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ من يمن المرأة تيسيرَ خِطْبَتِها، وتيسيرَ صَداقها، وتيسيرَ رَحِمِها"(2).

(7449)

الحديث التاسع بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن

غيلان قال: حدثنا رشدين قال: حدّثني يزيد بن عبد الله عن موسى بن سَرْجِس عن

إسماعيل بن أبي حكيم عن عروة عن عائشة:

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "من أكل بشماله أكل معه الشيطان، ومن شرب بشماله

شرب معه الشيطان" (3).

(1) المسند 6/ 145. وأخرجه النسائي في الكبرى 5/ 402 (9274) قال الهيثمي 4/ 258: فيه ابن سخبرة،

قال: اسمه عيسى بن ميمون، وهو متروك. وضعّف الألباني الحديث. ينظر الإرواء 6/ 348 (1928).

(2)

المسند 6/ 77. ومن طريق أُسامة بن زيد صحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 2/ 181.

وصحّحه ابن حبَّان 9/ 405 (4095). وحسّن المحقّق إسناده.

(3)

المسند 6/ 77، ورِشدين بن سعد ضعيف. وموسى بن سرجس قال عنه ابن حجر: مستور -

التقريب 2/ 609، وسائر رجاله ثقات. وقد أخرجه الطبراني في الأوسط 1/ 203 (294) من طريق ابن لهيعة

عن يزيد به، وهي متابعة ليست قويّة. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي حكيم إلا

موسى بن سرجس، ولا عن موسى إلا يزيد بن الهاد، تفرّد به ابن لهيعة - كذا قال. وفي المجمع 5/ 28

بعد أن عزاه لهما: وفي إسناد أحمد رشدين بن سعد وهو ضعيف، وقد وثّق. وفي إسناد الآخر ابن لهيعة،

وحديثه حسن، وحسّن ابن حجر إسناد حديث أحمد - الفتح 9/ 522.

وقد روى مسلم بإسناده إلى ابن عمر: "إذا أكل أحدُكم فليأكل بيمينه، وإذا شرِب فليشربْ بيمينه، فإن

الشيطانَ يأكلُ بشماله ويشربُ بشماله" مسلم 3/ 1598 (2020).

ص: 257

(7450)

الحديث العاشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا منصور بن

سلمة قال: حدّثنا ليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو عن المطلب بن حَنْطَب

أن عبدالله بن عامر بعث إلى عائشة بنفقة وكِسوة، فقالت للرسول: إنّي يا بُنَيَّ لا أقبلُ

من أحدٍ شيئاً. فلما خرج قالت: رُدُّوه على، فرَدُّوه، فقالت: إني ذكرْتُ شيئاً قال لي

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال لي: "يا عائشةُ، من أعطاكِ عطاءً بغير مسألةٍ فاقبليه، فإنما هو رزقُ

الله لك" (1).

(7451)

الحديث الحادي عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب

ابن إبراهيم قال: حدّثني أبي عن أبيه أن عروة بن الزبير حدّثه عن عاثشة:

أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنتَه فسارّها فبكت، ثم سارّها فضَحِكت! قالت

عائشة: فقلتُ لفاطمة: ما هذا الذي سارّكَ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فبكيتِ، ثم سارّك

فضَحِكْتِ؟ فقالت: سارَّني فأخبرني بموته فبكيتُ، ثم سارَّني فأخبرني أني أوّلُ من يَتْبَعُه

من أهله، فضحكتُ.

أخرجاه (2).

(7452)

الحديث الثاني عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا عبدالله (3) قال: حدّثنا

عبدالله بن محمد بن أبي شيبة قال: حدّثنا ابن إدريس عن الأعمش عن الحكم عن عروة

عن عائشة:

أن سائلاً سأل، فأمرت الخادمَ فأخرجَ له شيئاً، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لها: "لا تُحصي

فيُحصي اللهُ عز وجل عليكِ" (4).

(1) المسند 6/ 77. وجعله ابن كثير من أفراد الإمام أحمد - والجامع 37/ 110 (3025)، قال الهيثمي -

المجمع 3/ 103: رجاله ثقات، إلا أن المطّلب بن عبدالله مدلّس، واختلف في سماعه من عاثشة،

ويشهد للحديث ما روي عن عمر - الجمع 1/ 98 (20).

(2)

المسند 6/ 77، ومسلم 4/ 1904 (2450)، ومن طريق إبراهيم بن سعد أبي يعقوب أخرجه البخاري 6/ 628

(3625)

.

(3)

عن أحمد وابنه عبدالله في المسند.

(4)

المسند 6/ 70، وإسناده صحيح، ورجاله ثقات، وبهذا الإسناد أخرجه أبو يعلى 7/ 440 (4463)، ومن

طريق ابن إدريس صحّحه ابن حبّان 8/ 151 (3365).

وقد صحّ مثلُه عند الشيخين عن أسماء بنت أبي بكر - الجمع 4/ 270 (3517).

ص: 258

(7453)

الحديث الثالث عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين

ابن محمد قال: حدّثنا دُوَيد عن أبي إسحاق عن زُرعة عن عائشة قالت:

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الدُّنيا دارُ من لا دارَ له، ومالُ من لا مالَ له، ولها يجمعُ من لا

عقلَ له" (1).

(7454)

الحديث الرابع عشر بعد الثلاثمائة: وبه حدّثنا دُوَيد عن أبي سهل عن

سليمان بن رُومان مولى عروة عن عروة عن عائشة أنها قالت:

والذي بعثَ محمّداً بالحقّ، ما رأى مُنخلاً، ولا أكل خبزاً مَنخولاً منذ بعثَه الله عزّ

وجلّ إلى أن قُبض. فمَلتُ: كيف كنتُم تأكلون الشعير؟ قالت: كُنّا نقول: أُفّ، أُفّ (2).

(7455)

الحديث الخامس عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى

ابن داود قال: حدّثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة من حين تطلُعُ الشمسُ حتى ترتفعَ، ومن حين تَصَوَّبُ

حتى تغيبَ (3).

(7456)

الحديث السادس عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان

عن مجالد عن الشَّعبي عن أبي عن سلمة عن عائشة قالت:

رأيْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم واضعاً يدَيه على مَعْرَفة فرس وهو يُكَلِّمُ رجلاً. قلتُ: قد رأيْتُك

(1) المسند 6/ 71، ودويد - غير منسوب - كما قال الدارقطني في المؤتلف والمختلف 2/ 1008، وهو

الخراساني كما في التعجيل 492. أما زرعة فجعله محقّق إتحاف الخيرة 16/ 1080 زرعة، أبا عمرو

السيباني، وهو مقبول - التقريب 2/ 749.

قال المنذري في الترغيب 4/ 77 (4735): إسناده صحيح. وقال الهيثمي 10/ 291: رجاله رجال الصحيح

غير دويد، وهو ثقة، وقال السخاوي في المقاصد الحسة 217 (494): رجاله ثقات. وهو ممّا نَفرّد به

الإمام أحمد كما في الحامع 34/ 184 (342).

(2)

المسند 6/ 71، وإسناده ضعيف، فدويد - كما في الحديث السابق - غير معروف، وشيخه أبو سهل،

وشيخ شيخه سيمان بن رومان مجهولان، كما في التعجل 164، 792، وقد جعله ابن كثير مما تفرّد به

الإمام أحمد 35/ 20 (920). وقال الهيثمي - المجمع 10/ 315: رواه أحمد، وفيه سيمان بن رومان ولم

أعرفه. وبقيّة رجاله وُثّقوا.

(2)

المسند 6/ 74 ورجاله ثقات غير ابن لهيعة. وهو مما تفرد به الإمام أحمد أيضاً - الجامع 35/ 83 (1026).

وقد روى مسلم عن أبي هريرة النهي عن الصلاة بعد العصر حتى تغربَ الشمس، وبعد صلاة الصبح حتى

نطلع - الجمع 3/ 272 (2611).

ص: 259

واضعاً يديك على مَعْرفة فرس دحية الكلبي وأنت تُكَلِّمُه. قال: "ورأيتَ؟ " قلتُ: نعم.

قال: ذاك (1) جبريل، وهو يُقْرِئكِ السلام". قالت: وعليه السلام ورحمه اللَّه وبركاته، جزاه

اللَّه خيراً من صاحب ودخيل، فنعم الصاحبُ ونعم الدخيل.

أخرجاه (2).

(7457)

الحديث السابع عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال:

حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا خالد بن أبي عمران عن القاسم بن محمد عن عائشة:

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أتدرون من السابقون إلى ظِلِّ الله يوم القيامة؟ " قالوا:

الله ورسوله أعلم. قال: "الذين إذا أُعطوا الحقّ قَبلوه، وإذا سُئلوه بذلوه، وحكموا للناس

كحكمهم لأنفسهم" (3).

(7458)

الحديث الثامن عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبومعاوية

عبد الله بن معاوية الزّبيري قال: حدّثنا هشام بن عروة قال:

كان عروة يقول لعائشة: يا أُمّتاه، لا أعجبُ من فقهك، أقول: زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

ْوابنةُ أبي بكر. لا أعجبُ علمك بالشّعر وأيّام النّاس أقول: ابنة أبي بكر، وكان أعلم

النّاس - أو من أعلم الناس، ولكن أعجبُ من علمك بالطبّ، كيف هو؟ ومن أين هو؟

قالت: فضربت على منكبيه وقالت: أي عُرَيّة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَسْقَمُ عندَ آخر

عمره، فكانت تقدَمُ عليه وفودُ العرب من كلّ وجه، فَتَنْعَتُ له الأنعات، وكنت أُعالجها،

فمن ثَمّ (4).

(1) قال العكبري: الجيّد كسر الكاف، لأن عائشة هي المخاطبة. ولو فتح الكاف في هذا الحديث جاز، لأن

المؤنث إنسان، فيكون التذكير راجعاً إلى معناه. إعراب الحديث 343.

(2)

المسند 6/ 74. ومجالد بن سعيد ضعيف. وأخرجه مختصراً 6/ 55 من طريق زكريا بن أبي زائدة

والشّعبي. ومن طريق زائدة أخرجه البخاري 11/ 38 (6453)، ومسلم 4/ 1895 (2447).

(3)

المسند 6/ 67، وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وهو مما تفرّد به، كما في الجامع 36/ 342 (2559).

(4)

المسند 6/ 67. وجعل ابن كثير الحديث من أفراد الأمام أحمد - الجامع 36/ 25 (1845). وقال الهيثمي

9/ 225: عبدالله بن معاوية الزبيري، قال أبو حاتم: مستقيم الحديث، وفيه ضعف، وبقيّة رجال أحمد

والطبراني ثقات، إلا أن أحمد قال: عن هشام بن عروة أن عروة كان يقول لعائشة، فظاهره الانقطاع، وقال

الطبراني في الكبير 23/ 182 (295) عن هشام بن عروة عن أبيه، فهو متّصل.

ص: 260

(7459)

الحديث التاسع عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبدالله

ابن الوليد قال: حذثنا سفيان عن أسامة عن عبد الله بن عروة عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله وملائكتَه يُصَلُّون على الذين يَصِلون الصُّفوف"(1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن هشام بن

عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله وملائكتَه يُصَلّون على الذين يَصلون الصُّفوف. ومن سَدَّ

فُرجةً رَفَعَه اللهُ بها درجة" (2).

(7460)

الحديث العشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين قال:

حدّثنا يزيد بن عطاء عن حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت:

قلتُ: يا رسول الله، ألا نَخرجُ نُجاهدُ معكم؟ قال: "لا، جِهادُكنّ الحَجُّ المبرور، هو

لَكنّ جهاد".

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(7461)

الحديث الحادي والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبوالمنذر إسماعيل بن عمر قال: حدّثنا مالك بن أنس عن الفضيل بن أبي عبدالله عن

عبد الله بن نِيار الأسلمي عن عروة عن عائشة:

أن رجلاً تَبعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أَتْبَعُك لأُصِيبَ معك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"تؤمن بالله ورسوله؟ " قال: لا. قال: "فإنّا لا نستعينُ بمشرك" فقال له في المرّة الثانية:

(1) المسند 6/ 67 ومن طريق ابن وهب عن أسامة بن زيد الليثي عن عثمان بن عروة (هو وأخوه عبدالله ثقتان)

عن عروة أخرجه ابن خزيمة 3/ 23 (1550)، والحاكم 1/ 214، وصحّح إسناده على شرط مسلم، ووافقه

الذهبي. وصحّحه ابن حبّان 5/ 936 (2163).

(2)

المسند 6/ 89. ومن طريق إسماعيل أخرجه ابن ماجة 1/ 318 (995) قال البوصيري: الحديث من رواية

إسماعيل بن عيّاش عن الحجازيين، وهي ضعيفة. وفصّل الألباني الكلام في الحديث برواياته -

الصحيحة 5/ 515 (1892)، 6/ 72 (2532).

(3)

المسند 6/ 71. ومن طريق خالد بن عبدالله الواسطي - متابع يزيد بن عطاء - عن حبيب أخرجه

البخاري 3/ 381 (1520).

ص: 261

"تؤُمن بالله ورسوله؟ " قال: نعم. قال: "فانطلق" فتَبِعَه.

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(7462)

الحديث الثاني والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

حسن قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن أبي لبابة العُقيلىّ قال: سمعْتُ عائشة تقول:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومُ حتى نقولَ: ما يريدُ أن يفطرَ. ويفطرُ حتى نقول: ما يريدُ أن

يصوم.

وكان يقرأُ في كل ليلة (بني إسرائيل) و (الزُّمَر)(2).

(7463)

الحديث الثالث والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أسود بن عامر قال: حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوضّأ بعد الغُسل (3).

(7464)

الحديث الرابع والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبواليمان قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن الأوزاعي عن عبدالرحمن بن القاسم عن

أبيه عن عائشة.

ْأن مكاتَباً لها دخل عليها ببقيّة مكاتبته، فقالت له: أنتَ غيرُ داخل عليَّ غيرَ مرَّتِك

هذه، فعليك بالجهاد في سبيل الله، فإنّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما خالط قلبَ

امرىءٍ رَهْجٌ في سبيل الله، إلاّ حرّم الله عليه النار" (4).

(1) المسند 6/ 67. ومن طريق مالك أخرجه مسلم 3/ 1449 (1817). وأبو المنذر إسماعيل بن عمر، ثقه، من

رجال مسلم.

(2)

المسند 6/ 68 وأبو لبابة، مروان، ثقة، روى له الترمذي والنسائي - التقريب 2/ 578. ومن طريق حمّاد

أخرجه النسائي 4/ 199 مقتصراً على القسم الأوّل، والترمذي 5/ 166 (2920) مقتصراً على الثاني، وقال:

حسن غريب. وأخرجه ابن خزيمة 2/ 191 (1163) بتمامه من طريق حمّاد، وقدّم له بقوله: إن كان

أبولبابة هذا يجوز الاحتجاج بخبره، س فإنّي لا أعرفُه بعدالة ولا جرح. وصحّح الألباني الحديث.

(3)

المسند 6/ 68، وفي إسناده شريك النخعي، ضعيف. ومن طريق شريك أخرجه النسائي 1/ 137، وابن

ماجة 1/ 191 (579)، والترمذي 1/ 179 (107)، وقال: حسن صحيح، وهو قول غير واحد من أهل

العلم

وأبو يعلى 7/ 29 (4531)، وصحّحه الحاكم 1/ 153، ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني.

(4)

المسند 6/ 85، وقد تفرّد به الإمام أحمد كما قال ابن كثير - الجامع 36/ 387 (2646)، ووثّق المنذري

والهيثمي رواته - الترغيب 2/ 238 (1924)، والمجمع 5/ 278.

ص: 262

(7465)

الحديث الخامس والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

محمد بن مصعب قال: حدّثنا الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلّي العصرَ والشمسُ طالعةٌ في حجرتي.

أخرجاه (1).

(7466)

الحديث السادس والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا

يحيى بن بُكير قال: حدّثنا ليث عن عُبيد الله بن أبي جعفر عن محمد بن عبدالرحمن

عن عروة عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينامَ وهو جُنُبٌ، غَسَلَ فَرْجَه وتوضّأَ للصلاة.

أخرجاه (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش قال: حدّثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن

الأسود عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُجْنِبُ، ثم ينامُ ولا يَمَسُّ ماءً، حتى يقومَ بعد ذلك فيغتسل (3).

(7467)

الحديث السابع والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

حسن قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن أمّ محمد عن عائشة:

أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أهْدِيَت له هديّةٌ فيها قِلادة (4)، فقال: "لأدْفَعَنَّها إلى أحبِّ أهلي

(1) المسند 6/ 85، ومن طريق الزهري في البخاري 2/ 6 (522)، ومسلم 1/ 426 (611).

(2)

البخاري 1/ 393 (288). وهو في مسلم 1/ 248 (305) عن أبي سلمة بن عبدالرحمن والأسود عن عائشة.

(3)

المسند 6/ 43، والسنن الكبرى للنسائي 5/ 332 (9052)، وابن ماجة 1/ 192 (581)، والترمذي 2/ 201

(118)

. ثم ذكر الترمذي أنه قول سعيد بن المسيّب وغيره، وأنه أصحُّ من حديث أبي إسحاق عن الأسود.

وقد روى عن أبي إسحاق هذا الحديث شعبةُ والثوري وغير واحدط ويرون أن هذا غلط من أبي إسحاق.

ومن طريق أبي إسحاق أخرجه أبو داود 1/ 58 (228)، ونقل عن يزيد بن هارون أن هذا وهم. وصحّح

الألباني الحديث.

(4)

في المسند: "من جَزع"

ص: 263

إليّ" فقال النساء: ذهبت بها ابنةُ أبي قُحافة. فدعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أُمامةَ بنت زينب، فعلَّقَها

في عُنقها (1).

(7468)

الحديث الثامن والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

علي بن عبدالله قال: حذثنا سفيان قال: حدّثني عبدربّه بن سعيد عن عَمرة عن عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقولُ في المريض: "باسم الله، تربةُ أرضنا، بريقةِ بعضِنا، يشفى

سقيفنا، بإذن ربّنا".

أخرجاه (2).

(7469)

الحديث التاسع والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا عبدالله (3) قال:

حدّثنا عبدالله بن محمد قال: حدّثنا حفص عن هشام بن عروة عن عبّاد بن حمزة بن

عبدالله بن الزبير عن عائشة قالت:

أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بابن الزُّبير، فحنَّكَه بتمرة، وقال: "هذا عبدُ الله، وأنت أمُّ

عبدالله" (4).

* طريق آخر:

حدثنا أحمد قال: حدّثنا عمر بن حَفص أبو حفص المُعَيطي قال: حدّثنا هشام بن

عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ألا تَكْتَنين؟ " قلُث: بمن أكتني؟ قال: "اكْتَني بابنك عبدالله"

يعني ابن الزبير. فكانت تكْنى بأمّ عبدالله (5).

(1) المسند 6/ 101 وأمّ محمد امرأة زيد بن جدعان، أبى علي، مجهولة - التقريب 2/ 855، 885، وعلي بن

زيد ضعيف. ومن طريق حمّاد بن سلمة أخرجه أبو يعلى 7/ 445 (4471)، وجعله ابن كثير مما انفرد به

الإمام أحمد - الجامع 37/ 287 (3401). وقال الهيثمي 9/ 257: إسناد أحمد وأبي يعلى حسن.

(2)

المسند 6/ 93، والبخاري 10/ 206 (5745)، ومن طريق سفيان أخرجه مسلم 4/ 1724 (2194).

(3)

الحديث رواه أحمد وابنه عبدالله، عن عبدالله بن محمد، ابن أبي شيبة.

(4)

المسند 6/ 93، ورجاله ثقات.

(5)

المسند 6/ 186 وعمر بن حفص شيخ أحمد من رجال التعجيل 297، وثقه ابن حبّان، وسائر رجاله ثقات.

وقد وري الحديث بأسانيد وألفاظ مختلفة - ينظر أبو داود 4/ 293 (4970)، والحاكم 4/ 278، والصحيحة

1/ 255 (132).

ص: 264

(7470)

الحديث الثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا عبد الله بن أحمد (1) قال:

حدّثنا عبد الله بن محمد قال: حدّثنا حفص عن داود عن الشّعبي عن مسروق عن عائشة

قالت:

قلتُ: يا رسول الله، إنّ ابن جًدْعان كان في الجاهلية يَصِلُ الرّحمَ، ويُطعم المساكين،

فهو ذلك نافِعُه؟ قال: "لا يا عائشة، إنّه لم يَقُلْ يوماً: رَبِّ اغْفِرْ لي خطيئتي يوم الدين".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(7471)

الحديث الحادي الثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يحيى قال: حدّثنا هشام قال: أخبرني أبي عن عائشة

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ""لا يقولَنَّ أحدُكم: خَبُثَتْ نَفسي، ولكن لِيَقُلْ: لَقِسَت".

أخرجاه (3).

وإنما كره لفظه الخُبث، وإلا فالمعاني متقاربة.

(7472)

الحديث الثاني والثلاثون بعد الثلاثمائة: وبه عن عائشة عن النبي

صلى الله عليه وسلم قال: "إذا وُضعَ وأُقيمتِ الصلاةُ، فابدءوا بالعَشاء".

أخرجاه (4).

(7473)

الحديث الثالث والثلاثون بعد الثلاثمائة: وبه عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلَ عليه الناسُ في مرضه يعودونه، فصلّى بهم جالساً، فجعلوا

يصلّون قياماً، فأشار إليهم أن اجلسوا. فلما فَرغَ قال: "إنّما جُعِلَ الإمامُ ليؤتَمّ به، فإذا ركع

فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا صلّى جالساً فصلُّوا جلوسا".

أخرجاه (5).

(1) في المسند، والأطراف 9/ 325 أن الحديث رواه أحمد وابنه عبد الله عن عبد الله بن محمد.

(2)

المسند 6/ 93. ومن طريق حفص بن غياث عن داود أخرجه مسلم 1/ 196 (214). وسائر رجاله ثقات.

(3)

المسند 6/ 51. ومن طريق هشام أخرجه البخاري 10/ 563 (6179)، ومسلم 4/ 1765 (2250).

(4)

المسند 6/ 194. والبخاري 2/ 159 (671). ومن طريق هشام أخرجه مسلم 1/ 392 (558).

(5)

المسند 6/ 51، والبخاري 10/ 120 (5658)، وينظر 2/ 173 (688) ومن طريق هشام في مسلم 1/ 301 (412).

ص: 265

قال البخاري: قال الحميدي: هذا منسوخ، لأن آخر ما صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعدٌ

والنّاس قيام (1).

(7474)

الحديث الرابع والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

سفيان عن عمرو عن عطاء عن عائشة قالت:

"ما ماتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أحلَّ اللهُ له النِّساء"(2).

(7475)

الحديث الخامس والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يحيى قال: حدّثنا هشام قال: أخبرني أبي عن عائشة.

أن رجلاً قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: إن أمّي افتُلِتَتْ نَفْسُها، وأظنُّها لو تكلَّمَت تصدّقَتْ، فهل لي

أجرٌ إن تَصَدَّقْتُ عنها؟ قال: "نعم".

أخرجاه (3).

(7476)

الحديث السادس والثلاثون بعد الثلاثمائة: وبه عن عائشة:

أن أمّ حبيبه وأمَّ سلِمة ذكرَتا كنيسة رأَيْنَها (4) بالحبشة، فها تصاوير، فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: "إنّ أولئك إذا كان فيهم الرجلُ الصالح فمات بنَوا على قبره مسجداً وصوّروا فيه تلك

الصُّور، وأولئك شِرارُ الخلق عندَ الله عز وجل يوم القيامة."

أخرجاه (5).

(7477)

الحديث السابع والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عبدالرحمن بن مهدي قال: حدّثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن يوسف بن ماهَك

[عن أمّه](6) عن عائشة قالت:

(1) البخاري 10/ 120.

(2)

المسند 6/ 41، والنسائي 6/ 56، والترمذي 5/ 332 (3216) وقال حديث حسن. وصحّح الألباني

إسناده.

(3)

المسند 6/ 51، ومسلم 2/ 697 (1004) ومن طريق هشام أخرجه البخاري 3/ 254 (388).

(4)

في إعراب الحديث 344 أنه أجرى الاثنين مجرى الجمع.

(5)

المسند 6/ 51، والبخاري 1/ 523 (427)، ومسلم 1/ 375 (528).

(6)

مستدرك من المصادر. وأمّه هي مسيكة المكّية

ص: 266

قلت: يا رسول الله، ألا نبني لك بمنىً بيتاً أو بناءً يُظلُّك من الشمس؟ فقال: لا،

"إنما هو مناخٌ لمن سبق إليه"(1).

(7478)

الحديث الثامن والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن

نُمير قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن عائشة قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا نَعَسَ أحدُكم فَلْيَرْقُدْ حتى يذهب عنه النومُ، فإنّه إذا صلّى

وهو يَنْعَسُ لعلّه يَذْهَبُ يستغفرُ فيَسُبُّ نفسَه".

أخرجاه (2).

(7479)

الحديث التاسع والثلاثون بعد الثلاثمائة: وبه عن عائشة قالت:

خَرَجَتْ سودةُ لحاجتها ليلاً بعدما ضُرِبَ عليهنّ الحجابُ، وكانت امرأةً تَفْرَعُ الْنساءَ،

جسيمة، فوافَقَها عمرُ فأبصرَها، فناداها، يا سودةُ، إنّك والله ما تخفَين علينا، إذا خَرَجْتِ

فانظُري كيف تخرُجين، أو كيف تصنعين. فانكفأت فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنّه

ليتعشّى، فأخبرَتْه بما قال لها عمر، وإن في يده لعَرْقاً، فأُوحِيَ إليه، ثم رفع عنه وإنّ الَعْرْقَ

لفي يده، فقال:"قد أُذِن لكنّ أن تَخْرُجْنَ لحاجتكنّ".

أخرجاه (3)

والعرق: عظم عليه لحم.

(7480)

الحديث الأربعون بعد الثلاثمائة: وبه عن عائشة:

أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يا رسول الله، أتُقَبِّلُ الصِّبيان؟ فوالله ما نُقَبِّلُهم. فقال

(1) المسند 6/ 187. ومن طريق الإمام أحمد أخرجه أبو داود 2/ 212 (2019). ومن طريق عن إسرائيل أخرجه

الترمذي 3/ 228 (881) وقال: حسن صحيح، واين ماجة 2/ 1000 (3006، 3007)، وصحّحه ابن

خزيمة 4/ 284 (2891) والحاكم على شرط مسلم 1/ 466، ووافقه الذهبي. وفي إسناده مسيكة، قال عنها

ابن حجر في التقريب 2/ 876: لا يعرف حالها. وقد جعل الألباني الحديث ضعيفاً.

وأمّه هي مسيكة المكّية.

(2)

المسند 6/ 56، ومسلم 1/ 542 (786)، ومن طريق هشام أخرجه البخاري 1/ 313 (212).

(3)

المسند 6/ 56، ومسلم 9/ 1704 (2170): ومن طريق هشام أخرجه البخاري 8/ 528 (4795). وينظر

1/ 248 (146).

ص: 267

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أمْلِكُ إنِ اللهُ عز وجل نزعَ من قلبك الرحمة".

أخرجاه (1).

(7481)

الحديث الحادي والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

قتيبة قال: حدّثنا ليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إسحاق بن

عمر عن عائشة أنها قالت:

ما صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة لوقتها الآخِر إلا مرتّين، حتى قبضَه اللهُ عز وجل (2).

(7482)

الحديث الثاني والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن

نمير قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

كنتُ ألعبُ بالبنات، ويجيءُ صواحبي فيَلْعَبْن معي، فإذا رأيْنَ رسولَ صلى الله عليه وسلم تَقَمَّعْنَ

منه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُدْخِلُهنّ عليّ فيَلْعَبن معي.

أخرجاه (3).

(7483)

الحديث الثالث والأربعون بعد الثلاثمائة: وبه عن عائشة قالت:

سحَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يهوديٌّ من يهود بني زُريق يقال له لَبيد بن الأعصم، حتى كان

رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخيّلُ إليه أنه يفعلُ الشيء، وما يفعله. قالت: حتى إذا كان ذات يومٍ أو ذات

ليلة دعا رسول صلى الله عليه وسلم ثُم دعا، ثم قال: "يا عائشة، شَعرْتُ أن الله عز وجل قد أفتاني فيما

اسْتَفْتَيْتُه فيه؛ جاءني رجلان، فجلس أحدُهما عند رأسي والآخر عند رجليّ، فقال الذي

عند رأسي للذي عند رجلى، أو الذي عند رجليّ للذي عند رأسي: ما وجعُ الرجل؟ قال:

مطبوب (4)، قال: من طَبَّه؟ قال: لَبيد بن الأعصم. قال: في أيّ شيء؟ قال: في مُشط

(1) المسند 6/ 56، ومسلم 4/ 1808 (2317) ومن طريق هشام أخرجه البخاري 10/ 426 (5998).

(2)

المسند 6/ 92، والترمذي 1/ 328 (174). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، وليس إسناده

بمتّصل. وينظر السنن للبيهقي 1/ 435، والمستدرك 1/ 190، وقد نقل الشيخ أحمد شاكر كلام العلماء في

انقطاعه، وأن إسحاق بن عمر لم يدرك عائشة. وقال عنه ابن حجر في التقريب 1/ 44: تركه الدارقطني.

وحسّن الألباني الحديث.

(3)

المسند 6/ 57، ومسلم 4/ 1891 (2440). ومن طريق هشام في البخاري 10/ 526 (6130).

(4)

مطبوب: مسحور.

ص: 268

ومُشاطة وجُفِّ طَلعةٍ ذَكَر (1). قال: وأين هو؟ قال: في بئر أروان (2). قالت: فأتاها

رسول صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه، ثم جاء فقال: "يا عائشة، لكأنّ ماءها نُقاعةُ الحِنّاء، ولكأنّ

نخلَها رؤوس الشياطين". قلتُ: يا رسول الله، فهلاّ أخْرَجْتَه. قال: "لا، أما أنا فقد عافاني

الله عز وجل، وكَرِهْتُ أن أُثِيرَ على الناس منه شَرّاً". قال: فأمَرَ بها فدُفِنَت.

أخرجاه (3).

(7484)

الحديث الرابع والأربعون بعد الثلاثمائة: وبه عن عائشة:

قيل لها: إنّ ابن عمر يرفعُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم: إن الميّت يُعَذَّبُ ببكاء الحيِّ. قالت: وَهِلَ

أبوعبد الرحمن، إنّما قال:"إنّ أهلَ الميّت يبكون عليه، وإنّه ليُعَذَّبُ بجُرمه".

أخرجاه (4).

(7485)

الحديث الخامس والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

هارون بن معروف قال: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثني أبو صخر عن ابن قُسَيط عن عروة بن

الزّبير عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّى قام حتى تَتَفَطَّرَ رجلاه. فقالت عائشة: يا رسول الله،

أتصنعُ هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدّمَ من ذنبك وما تأخّر! فقال: "يا عائشة، أفلا أكونُ

عبداً شكوراً".

أخرجاه (5).

(7486)

الحديث السادس والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يزيد قال: أخبرنا الأصبغ عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: حدّثني ربيعة الجُرَشي

قال:

سألتُ عائشة فقلت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من الليل؟ وبم كان يستفتح؟

(1) المُشاطة: ما يخرج مع المشط من الشعر. وجُفّ الطلعة: وهو وعاء طلع النخيل.

(2)

وفيها لغات وروايات ينظر الفتح 10/ 229.

(3)

المسند 6/ 57، ومسلم 4/ 1714 (2189). وأخرجه البخاري 10/ 231 (5763) من طريق هشام.

(4)

المسند 6/ 57، ومن طريق هشام: أحرجه البخاري 7/ 301 (3978) ومسلم 2/ 643 (932).

(5)

المسند 5/ 116، ومسلم 4/ 2174 (2820). وأخرجه من طريق عروة البخاري 8/ 584 (4837).

ص: 269

قالت: كان يُكبِّرُ عشراً، ويَحْمَدُ عشراً، ويُسَبِّحُ عشراً، ويُهَلِّلُ عشراً، ويستغفرُ عشراً،

ويقول: "اللهمّ اغفرْ لي، واهدني، وارزقني" عشراً، ويقول: "اللهمّ إنّي أعوذ بك من الضيق

يوم الحساب" عشراً (1).

* طريق آخر:

حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبد بن حميد قال: حدّثنا عمر بن يونس قال: حدّثنا

عكرمة بن عمّار قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير قال: حدّثني أبو سلمة بن عبد الرحمن

قال:

سألت عائشة: أي شيء كان نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان

إذا قام من الليل افتتح صلاته: "اللهمّ ربَّ جبرائيلَ وميكائيلَ وإسرافيل، فاطرَ السموات

والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، أنت تحكمُ بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدِني

لما اُخْتُلِفَ فيه من الحقّ بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(7487)

الحديث السابع والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عبدالرحمن عن مالك عن سالم أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصلّي من الليل، فإذا فرغ من صلاته اضطجع، فإن كنتُ يقظى

تحدّث معي، وإن كنتُ نائمةً نامَ حتى يأتيَه المؤذّن.

أخرجاه (3).

(1) المسند 6/ 143. ورجاله ثقات، غير الأصبغ، مختلف فيه. وبهذا الإسناد أخرجه النسائي في عمل اليوم

والليلة 256 (876).

وقد أخرج أبو دارد الحديث 3/ 201 (766) من طريق معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد عن عاصم بن

حُميد أنه سأل عائشة .. ثم قال: ورواه خالد بن معدان عن ربيعة الجرشي عن عائشة .. ومن طريق معاوية

ابن صالح أخرجه النسائي 8/ 203، وابن ماجة 1/ 431 (1356)، وصحّحه ابن حيّان 6/ 337 (2603).

وقال الألباني: حسن صحيح.

(2)

مسلم 1/ 534 (770). وص طريق عكرمة أخرجه أحمد 4/ 156.

(3)

المسند 6/ 35. ومن طريق سالم أبي النضر أخرجه البخاري 3/ 43 (1161)، ومسلم 1/ 511 (743).

ص: 270

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا مِسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة

عن عائشة قالت:

ما كنت ألْفي رسول الله صلى الله عليه وسلم من السّحر إلا وهو عندي نائماً.

أخرجاه (1).

(7488)

الحديث الثامن والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عبدالرحمن قال: حدّثنا مالك عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي سلمة قال:

سألتُ عائشة من صلاة رسول صلى الله عليه وسلم في رمضان. فقالت: ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يزيد

في رمضان ولا غيره عن إحدى عشرة ركعة: يصلّي أربعاً فلا تسألْ عن حُسْنِهنّ وطولهنّ،

ثم يصلّى أربعاً فلا تسألْ عن حُسنهنّ وطولهنّ، تم يُصلّي ثلاثاً. قلت: يا رسول الله، تنامُ

قبل أن تُوتِر؟ قال: "يا عائشة، إنّه - أو: إنني تنام عيناي ولا ينام قلبي."

أخرجاه (2)

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان قال: حدّثنا شعيب عن الزهري قال: أخبرَني عروة

ابن الزبير أن عائشة أخبرته:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصلّي إحدى عشرة ركعة بالليل، يسجدًا لسجدة من ذلك بقدر ما

يقرأُ أحدُكم خمسين آية قبلَ أن يرفعَ رأسه، ويركعُ ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يضطجعُ

على شِقِّه الأيمن حتى يأتِيَه المنادي للصلاة.

أخرجاه (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن هشام قال: حدّثني أبي عن عائشة:

(1) المسند 6/ 137. ومن طريق مسعر أخرجه مسلم 1/ 511 (742). وأخرجه البخاري 3/ 16 (1133) من

طريق سعد بن إبراهيم.

(2)

المسند 6/ 36. ومن طريق مالك أخرجه البخاري 2/ 33 (1147)، ومسلم 1/ 516 (738).

(3)

المسند 6/ 88. والبخاري 2/ 478 (994). وقريب منه في مسلم 1/ 508 (736) من طريق الزهري.

ص: 271

أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلّي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يًوترُ بخمس، لا يجلس إلا

في الخامسة فيسلّم.

أخرجاه (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زُرارة

ابن أوفى عن سعد بن هشام:

أنّه طلّقَ امرأتَه، ثم ارتحل إلى المدينة ليبيعَ عَقاراً له بها ويجعلَه في السلاح

والكُراع (2)، ثم يجاهدَ الرومَ حتى يموت؛ فَلَقِيَ رَهْطاً من قومه، فحدّثوه: أن رَهْطاً من قومه

ستّةً أرادوا ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"أليس لكم فيّ أُسوة حسنة" فنهاهم عن

ذلك. فأشهدَهم على رجعتها.

ثم رجع إلينا فأخبرَنا: أنّه أتى ابنَ عبّاسٍ فسألَه عن الوِتر، فقال: ألا أُنْبِئُك بأعلم أهل

الأرض بوِتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: ائتِ عائشة فأسالها ثم ارجع إليّ فأخبِرْني

بردّها عليك. قال: فأتيتُ على حكيم بن أفلح فاسْتَلْحَقْتُه إليها، فقال: ما أنا بقاربها، إنّي

نَهَيْتُها أن تقولَ في هاتين الشيعتين (3) شيئاً، فأبت فيهما إلا مُضِيّاً، فأقسمتُ عليه، فجاء

معي، فدخَلْنا عليها، فقالت: حكيم؟ وعَرَفَتْه. قال: نعم. قالت: من هذا معك؟ قال:

سعد بن هشام. قالت: من هشام؟ قال: ابن عامر. قال: فتَرَحَّمَتْ عليه وقالت: نِعْمَ المرءُ

كان عامر.

قلت: يا أمّ المؤمنين، أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: أَلسْتَ تَقْرَأُ القرآن؟

قلت: بلى قالت: فإنّ خُلُقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن.

فَهَمَتُ أن أقومَ، ثم بدا لي قيامُ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: يا أمّ المؤمنين، أخبريني عن

قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: ألستَ تقرأُ هذه السورة: {يا أيُها المُزَّمِّلُ} ؟ قلتُ: بلى. قالت:

(1) المسند 6/ 50. ومن طريق هشام في مسلم 1/ 508 (737)، ونحوه في البخاري 3/ 45 (1170). وينظر

روايات الحديث في الجمع 4/ 38 (3160).

(2)

الكُراع: الخيل.

(3)

أي الفرقتان: عليّ وعائشة.

ص: 272

فإن الله عز وجل افترض قيامَ الليلَ في أوّل هذه السورة. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه حولاً

حتى انتفختْ أقدامهم، وأمسكَ الله عز وجل خاتمتها في السماء اثني عشر شهراً، ثم أنزل

الله التخفيفَ في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تَطَوَّعاً من بعد فريضة.

فهَمَمْتُ أن أقوم، تم بدا لي وِترُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: يا أمّ المؤمنين، أنبئني عن وتر

رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كُنّا نُعِدّ له سِواكَه وطهورَه، فيبعثه الله عز وجل لما شاء أن يبعثَه

من الليل فيَتَسَوّك ثم يتوضّأ، ثم يصلّي ثماني ركعات لا يجلس فيهنّ إلا عند الثامنة،

فيجلس ويذكر ربَّه عز وجل، ويدعو ويستغفر، ثم يتربّص (1) ولا يُسَلّم، ثم يصلّي التاسعة،

فيقعد فيحمدُ ربَّه ويذكر ويدعو، ثم يسلّم تسليماً يُسْمِعُنا، ثم يصلّي ركعتين وهو جالس

بعدما يُسلّم، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بُنَيّ. فلمّا أسنّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأخذَه اللحمُ أوتر

بسبع، ثم صلّى ركعتين وهو جالس بعدما يُسلّم، فتلك تسع يا بُنَيّ. وكان نبيّ الله صلى الله عليه وسلم إذا

صلّى صلاة أحبّ أن يُداومَ عليها. وكان إذا شَغَلَه عن قيام الليل نومٌ أو وَجَعٌ أو مرضٌ صلّى

من النهار اثنتي عشرة ركعة. ولا أعلمُ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كلَّه في ليلة حتى أصبح، ولا

صام شهراً كاملاً غير رمضان.

فأتيتُ ابن عبّاس فحدَّثْتُه بحديثها، فقال: صَدَقَتْ، أما لو كنتُ أدخلُ عليها لأتيتُها

حتى تُشافِهَني مشافهة.

انفرد بإخراجه مسلم (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا زهير عن أبي إسحاق قال: سألتُ الأسود

ابن يزيد عمّا حدَّثَتْه عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت:

كان ينام أوّلَ الليل ويُحيي آخره، ثم إنها كانت له حاحةٌ إلى أهله قضى حاجته ثم نام

قبل أن يَمَسَّ ماءً، فإذا كان عند النداء الأوّل، قالتْ وثب، ولا والله [ما قالت: قام،

(1) فى المسند ومسلم "ثم ينهض".

(2)

المسند 6/ 53، ومسلم 1/ 514 (746) من طريق سعيد. (3).

ص: 273

فأفاض عليه من الماء، والله] (1) ما قالت "اغتسل" وأنا أعلم بما تريد، وإن لم يكن جُنُباً

توضّأ وضوء الرجل للصلاة، ثم صلّى ركعتين.

أخرجاه (2).

* طريق آخر لبعضه:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود قال: حدّثنا شعبة عن أشعث عن أبيه عن مسروق قال:

سألتُ عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، فقالت: كان إذا سَمعَ الصّارخَ قام فصلّى.

أخرجاه (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد محمد بن عبدالله الزُّبيري قال: حدّثنا سفيان عن

أيوب عن محمد عن عبدالله بن شقيق عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلّي ليلاً طويلاً قائماً، وليلاً طويلاً جالساً.

قلتُ: فكيف كان يصنع؟ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قائماً ركع قائماً، وإذا قرأ

جالساً ركع جالساً (4).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لما بدّن وثقُل يقرأُ ما شاء الله وهو جالس، فإذا غَبَرَ من السورة

ثلاثون آيهً أو أربعون آيةً قام فقرأها ثم سجد.

(1) ما بين المعقوفين بانتقال النظر.

(2)

المسند 6/ 102. ومن طريق زهير أخرجه مسلم 1/ 510 (739)، ومن طريق أبي إسحاق أخرجه البخاري

3/ 32 (1146). وحسن بن موسى الأشيب من رجال الشيخين. وليس في رواية الشيخين "قبل أن يمسّ

ماء" وينظر تعليق ابن حجر على هذه العبارة.

(3)

المسند 6/ 110. ومن طريق شعبة أخرجه البخاري 3/ 16 (1132)، ومن طريق أشعث أخرجه مسلم / 511

1 (741). والأسود بن عامر شيخ أحمد من رجال الشيخين.

والصارخ: الدّيك.

(4)

المسند 6/ 113 ورجاله رجال الشيخين. ومن طريق محمد بن سيرين عن عبد الله بن شقيق أخرجه مسلم

1/ 505 (730).

ص: 274

أخرجاه (1).

(7489)

الحديث التاسع والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

إبراهيم بن أبي العبّاس قال: حدّثنا أبو أُويس عن الزهري أن عروة بن الزبير حدّثه أن عائشة

أمِّ المؤمنين حدَّثَته عن بيعة النساء:

ما مسَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ييده يدَ امرأة قطُّ، إلا أن يأخذَ عليها، فإذا أخذ عليها فأعطَتْه

قال: "اذهبي، فقد بايَعْتُك".

أخرجاه (2).

(7490)

الحديث الخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن

ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي سلمة قال:

توضّأ عبدُ الرحمن عند عائشة، فقالت: يا عبدالرحمن، أسْبغِ الوضوء، فإنّي سمعتُ

رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ويلٌ للعراقيب من النار".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7491)

الحديث الحادي والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

سفيان عن عبدالكريم عن قيس بن مسلم الجَدَليّ عن الحسن بن محمد بن علي عن

عائشة قالت.

أُهْدِيَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وَشِيقةُ ظَبي وهو مُحْرِمٌ، فرَدَّها".

قال سفيان: الوَشيقة: ما طُبخ وقُدِّد (4).

(1) المسند 6/ 46. ومن طريق هشام أخرجه البخاري 2/ 589 (1118)، ومسلم 5/ 501 (731).

(2)

المسند 6/ 114 وإبراهيم بن أبي العباس ثقة، وأبو أويس، عبدالله بن عبدالله أويس صدوق يهم، وهو

متابع. وأخرجه الشيخان من طريق الزهري: البخاري 5/ 312 (7213)، ومسلم 3/ 489 (1866).

(3)

المسند 6/ 40. ومن طريق سفيان بن عينيه عن محمد بن عجلان أخرجه ابن ماجة 1/ 154 (452)،

وأبويعلى 7/ 400 (4426)، وصحّحه ابن حبّان 3/ 341 (1059). وقد أخرجه مسلم بإسناد آخر إلى أبي

سلمة 1/ 213 (240)، وله عنده أسانيد أخرى.

(4)

المسند 6/ 40، وأبو يعلى 8/ 93 (4616). وضعّف المحقّق إسناده لضعف عبد الكريم بن أبي المخارق -

ينظر التقريب 1/ 363. ولكن الحديث أخرجه أحمد 6/ 225 عن طريق عبدالرزّاق عن الثوري عن قيس بن

مسلم. قال الهيثمي 3/ 233: رجال أحمد رجال الصحيح.

ص: 275

(7492)

الحديث الثاني والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشه قالت:

كان أحبُّ الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلوَ البارد (1).

(7493)

الحديث الثالث والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

سفيان وأبو معاوية كلاهما عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أهدى مرّةً غنماً.

زاد أبو معاوية: فقلَّدَها.

أخرجا حديث سفيان، وانفرد مسلم بحديث أبي معاوية (2).

(7494)

الحديث الرابع والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عَبْدَةُ قال: حدّثنا مِسْعَر عن المقدام بن شُريح عن أبيه عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: "اللهمّ صَيِّباً نافعاً".

قال: وسألتُ عائشة: بأيّ شيءٍ كان يبدأُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا دخل إلى بيته؟ قالت: بالسِّواك.

أخرج البخاري في أفراده ذكر "المطر" فحسب، وأخرج مسلم ذكر "السِّواك" فحَسب (3).

(7495)

الحديث الخامس والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عَبْدَةُ بن سليمان قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

إنّ نُزولَ الأبطح ليس بسُنّة، إنّما نزلَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأنّه كان أسمحَ لخروجه.

أخرجاه (4).

(1)

المسند 6/ 38، والترمذي 4/ 272 (1895) قال أبو عيسى: هكذا روى غير واحد عن ابن عينيه مثل هذا

عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة، والصحيح ما روي عن الزهري عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً

وهذا

أصحُّ من حديث ابن عينية وأخرجه أبو يعلى 8/ 14 (4516) وينظر تعليق المحقّق. وصحّح الحاكم إسناده

على شرط الشيخين 4/ 137، ووافقه الذهبي وصحّحه الألباني.

(2)

المسند 6/ 41، 42. وينظر البخاري 3/ 547 (1701)، ومسلم 2/ 958 (1321).

(3)

المسند 6/ 41 ورجاله رجال الصحيح. ومن طريق مسعر أخرج مسلم 1/ 220 (253) ذكر السِّواك. وأخرج

البخاري 2/ 518 (1032) الدعاء عند المطر، من طريق القاسم عن عائشة.

(4)

المسند 6/ 41 ومن طريق هشام أخرجه البخاري 3/ 591 (1765)، ومسلم 2/ 951 (1311).

ص: 276

(7496)

الحديت السادس والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

محمد بن عبدالله الأنصاري قال: حدّثنا كثير بن زيد عن المطّلب بن عبدالله عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا عائشةُ، استتري من النار ولو بشِقّ تمره، فإنها تَسُدُّ من

الجائع مَسَدَّها من الشّبعان (1) ".

(7497)

الحديث السابع والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

إسحاق بن عيسى قال: أخبرنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن

عائشة قالت:

كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصومُ حتى نقولَ: لا يُفطر، ويُفطر حتى نقولَ: لا يصوم. وما

استكملَ صيامَ شهرٍ قطُّ إلا رمضانَ، وما رأيْتُه في شهر قطُّ أكثرَ صياماً منه في شعبان.

أخرجاه (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبدالوهاب قال: أخبرنا هشام الدَّستوائي عن يحيى بن أبي

كثير عن أبي سلمة أن عائشة حدَّثَتْه:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم كمن شهر من السنة أكثرَ من صيامة من شعبان، فإنّه كان

يصومُ شعبانَ كلَّه، وكان يقولُ:"خُذوا من العمل ما تُطيقون، فإن للهَ لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا".

وإنه كان أحبّ الصلاة إليه ما دُووم عليها وان قلَّت. وكان إذا صلّى صلاة يُداومُ عليها.

أخرجاه (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا الأشجعي عن سفيان عن ثور

عن خالد بن مَعدان عن عائشة:

(1) المسند 6/ 79. قال المنذري في الترغيب 1/ 662 (1266): رواه أحمد بإسناد حسن. وحسّن الألباني

الحديث لطرقه، ونقل أن المطلّب كثيرُ التدليس، وقد عنعن، وفي سماعه من عائشة خلاف. الصحيحة

2/ 564 (897).

(2)

المسند 6/ 107، ومن طريق مالك أخرجه البخاري 4/ 213 (1969)، ومسلم 2/ 810 (1156). وإسحاق

ابن عيسى من رجال مسلم.

(3)

المسند 6/ 128، ومن طريق هشام أخرحه البخاري 3/ 214 (1970)، ومسلم 2/ 811 (782).

ص: 277

أنها سُئلت عن صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: كان يصومُ شعبان، ويتحرَّى الإثنين

والخميس (1).

(7498)

الحديث الثامن والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمه قال: أخبرنا عطاء الخراساني:

أن عبدالرحمن بن أبي بكر دخل على عائشة يوم عرفة وهي صائمة والماء يُرَشُّ

عليها، فقال لها عبدالرحمن: أفطري. فقالت: أُفْطِرُ وقد سَمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن

صومَ يومِ عرفَةُ يُكَفِّرُ العامَ الذي قبلَه" (2).

(7499)

الحديث التاسع والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا

هارون بن سعيد قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرني مَخرمةُ بن بُكير عن أبيه قال: سمعْتُ

يونس بن يوسف يقول عن ابن المسيَّب قال: قالت عائشة:

إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يُعْتِقَ اللهُ فيه عبداً من النّار من يوم

عرفة، وإنّه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ "

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7500)

الحديث الستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبدالرحمن

ابن مهدي قال: حدّثنا شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن عائشة:

(1) المسند 6/ 80، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن خالد بن مَعدان لم يلقَ عائشة. ينظر جامع المسانيد

34/ 164. قال المِزّي في التهذيب 2/ 366: والصحيح عن ربيعة الجرشي عن عائشة. وبالوجهين رواه

النسائي 3/ 204، وبإثبات ربيعة بين خالد وعائشة أخرجه الترمذي 3/ 121 (745) وقال: حسن غريب من

هذا الوجه، وابن ماجة 1/ 528 (1649)، وأبو يعلى 8/ 192 (4751)، وابن حبّان 4/ 408 (3643)

وصحّحه الألباني. وينظر تعليق محقّقي أبي يعلى وابن حبّان.

(2)

المسند 6/ 128. قال ابن حجر في الأطراف 9/ 188: وهو مرسل، ويحتمل أن يكون رواه (عطاء) عن

عبدالرحمن. ولكنّه لم يسمع منه، فيكون مرسلاً أيضاً. وقال الهيثمي 3/ 192: رواه أحمد، وعطاء لم

يسمع من عائشة، بل قال ابن معين: لا أعلمه لقي أحداً من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم. وبقيّة رجاله رجال

الصحيح.

ولصيام يوم عرفة شاهد صحيح، رواه مسلم عن أبي قتادة - الجمع 1/ 462 (740).

(3)

مسلم 2/ 982 (1348).

ص: 278

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَسُبُّوا الأموات، فإنّهم قد أفضَوا إلى ما قَدّموا".

انفرد بإخراجه البخاري (1).

(7501)

الحديث الحادي والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبدالرحمن

قال: حدّثنا عبدالملك بن زيد عن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتِهم إلا الحدودَ"(2).

(7502)

الحديث الثاني والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:

اختصم عبد بن زمعة وسعد بن أبي وقّاص عند النبيّ صلى الله عليه وسلم في ابن أَمَةِ زَمعة، فقال

عبد: يا رسول الله، أخي، ابنُ أَمَة أبي، وُلِد على فراش أبي. وقال سعد: أوصاني أخي

إذا قَدمْتَ مكّة فانظُرْ ابن أمَة زمعة فاقْبِضْه، فإنه ابني. فرأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم شَبَهاً بيّناً

بعُتبه (3)، قال:"هو لك يا عبد، الولدُ للفراش، واحْتَجِبي منه يا سودة".

أخرجاه (4).

(7503)

الحديث الثالث والستون بعد الثلاثمائة: وبه عن عائشة

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلّى في خَميصة لها أعلام، فلمّا قضى صلاته قال: "شَغَلَتْني

أعلامُها، اذهبوا بها إلى أبي جَهم فائتوني بأنبِجانيّة".

أخرجاه (5).

والخميصة: كساء مربّع أسودُ مُعْلَم، يكون من حَزّ ومن صوف.

والأنبجانية: كساء غليظ من الصوف، له خِمل وليس له عَلَم.

(1) المسند 6/ 180. ومن طريق شعبة أخرجه البخاري 3/ 258 (1393).

(2)

المسند 6/ 181. وعبدالملك بن زيد مختلف فيه، وسائر رجاله رجال الصحيح. ومن طريق عبدالملك

أخرجه الطحاوي مي شرح المشكل 6/ 148 (2376)، وحسّن المحقّق إسناده من أجل عبدالملك. وقد

فصّل الألباني الكلام في الحديث، وذكر طرقه وشواهده التي يصحّ بها - الصحيحة 2/ 231 (638). وينظر

أحاديظ الباب في المجمع 6/ 285.

(3)

وهو أخو سعد

(4)

المسند 6/ 37، والبخاري 5/ 74 (2421)، ومسلم 2/ 1080، 1081 (1457). وينظر الفتح 12/ 32.

(5)

المسند 6/ 37، والبخاري 2/ 234 (752)، ومسلم 1/ 397 (556).

ص: 279

(7504)

الحديث الرابع والستون بعد الثلاثمائة: وبه عن عائشة

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَحِلُّ لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر تُحِدُّ على ميّت فوق ثلاث،

إلاّ على زوج".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(7505)

الحديث الخامس والستون بعد الثلاثمائة: وبه عن عائشة

أن نساء من المؤمنات كُنّ يُصَلِّين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصُّبح مُتَلَفِّعاتٍ بمُروطِهنّ، ثم

يَرْجِعْن إلى أهلهنّ وما يَعْرِفُهنّ أحدٌ من الغَلَس.

أخرجاه (2).

(7506)

الحديث السادس والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبومعاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عائشة قالت:

ما ترك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ديناراً ولا دِرهماً ولا شاة ولا بعيراً، ولا أوصى بشيء.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

وفي رواية: ولا عبداً ولا أمة (4).

(7507)

الحديث السابع والستون بعد الثلاثمائة: وبالإسناد عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أنفقت المرأةُ من بيت زوجِها غيرَ مُفْسِدةٍ كان لها أجرُها، وله مثلُ

ذلك بما كسب، ولها بما أنفقت، وللخازن مثل ذلك، من غير أن يَنْقُصَ من أجورهم شيء".

أخرجاه (5).

(7508)

الحديث الثامن والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يحيى عن يحيى بن سعيد (6) قال: حدَّثَتنْي عمرة قالت: سمعت عائشة تقول:

(1) المسند 6/ 37، ومسلم 2/ 1127 (1491).

(2)

المسند 6/ 37، ومسلم 1/ 554 (645). ومن طريق الزهري أخرجه البخاري 1/ 482 (372).

(3)

المسند 6/ 44، ومسلم 3/ 1256 (1635).

(4)

وهي عن عمرو بن الحارث في البخاري 5/ 356 (2739).

(5)

المسند 6/ 44، ومسلم 2/ 710 (1024). ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري 3/ 302 (1437).

(6)

وهما يحيى بن سعيد بن فَرُّوخ القطّان، عن يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري.

ص: 280

جاءتْني يهودية تسألُني، فقالت: أعاذَكِ اللهُ من عذاب القبر. فلمّا جاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم

قلتُ: يا رسول الله، أنُعَذَّب في القبور؟ قال:"عائذ بالله" فركب مَرْكَباً فخَسَفَت الشمسُ،

فكنتُ بين الحُجَر مع النِّسوة، فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم من مَرْكبه فأتى مُصلاّه فصَلّى والناس

وراءه، فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فأطال القيام، ثم ركع فأطال

الركوع، ثم رفع رأسه فأطال القيام، ثم سجد فأطال السجود، ثم قام أيسر من قيامه الأول،

ثم ركع أيسر من ركوعه الأول، ثم قام أيسر من قيامه الأول، ثم ركع أيسر من رُكوعه

الأول، ثم سجد أيسرَ من سجوده الأول، فكانت أربع ركعات وأربع سجدات، فتجلّت

الشمسُ، فقال:"إنّكم تفتنون في القبور كفتنة الدّجّال". قالت عائشة: فسمعتُه بعد ذلك

يستعيذُ بالله من عذاب القبر.

أخرجاه (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: أخبرنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

خَسَفَتِ الشمسُ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي، فأطال القيامَ

جدّاً، ثم ركع فأطال الركوعَ جدّاً، ثم رفعَ رأسَه فقام فأطال القيامَ جداً، وهو دون القيام

الأول، ثم ركع فأطال الركوع جدّاً، ثم رفع فقام فأطال القيام جداً، وهو دون القيام الأوّل، ثم

سجد، تم قام، فأطال القيام وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الرّكوع، وهو دون الركوع

الأوّل، ثم رفع رأسه فقام فأطال القيام، وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون

الركوع الأول، ثم سجد، وانصرف رسولُ الله وقد تجلّتِ الشمس.

فخطب الناسَ، فحَمدَ اللهَ وأثنى عليه، ثم قال: "إن الشمسَ والقمر من آيات الله،

وإنّهما لا يَخْسفان لموت أَحد ولا لحياته، فإذا رأيْتُموهما فكبِّروا وادعوا وصلّوا وتصدّقوا. يا

أُمّةَ محمّد، ما من أحدٍ أغير من الله أن يزنيَ عبدُه أو تزنيَ أمَتُه. يا أُمّةَ محمد، واللهِ لو

تعلمون ما أعلمُ لبَكَيْتُم كثيراً ولضَحِكْتم قليلاً، ألا هل بَلَّغْتُ؟ ".

أخرجاه (2).

(1) المسند 6/ 53، ومن طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة أخرجه البخاري 2/ 538 (1049، 1050)،

ومسلم 2/ 621 (903).

(2)

المسند 6/ 164، ومسلم 2/ 918 (901). ومن طريق هشام أخرجه البخاري 2/ 529 (1044).

ص: 281

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا إسحاق بن سعيد قال: حدّثنا سعيد (1) عن عائشة:

أن يهودية كانت تخدمها، فلا تصنعُ عائشةُ إليها شيئاً من المعروف إلاّ قالت لها اليهودية:

وقاكِ اللهُ عذاب القبر. قالت: فدخلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على، فقلتُ: يا رسول الله، هل للقبر

عذابٌ قبلَ يوم القيامة؟ قال: "لا. وعَمّ ذاك؟ " قالت: هذه اليهوديةُ لا نصنعُ إليها شيئاً من

المعروف إلا قالت: وقاكِ الله عذاب القبر. قال: "كذبتْ يهودُ، وهم على الله أكذبُ (2)، لا

عذابَ دونَ يوم القيامة" قالت: ثم مكث بعد ذلك ما شاءَ الله أن يمكُثَ، فخرجَ ذاتَ يوم نصفَ

النهار مُشتملاً بثوبه، محمرّةً عيناه، وهو ينادي بأعلى صوته: "أيُّها الناسُ، أظَلَّتْكم الفِتَنُ كقِطعَ

الليل المظلم. أيّها الناس، لو تعلمون ما أعلمُ لبَكَيْتُم كثيراً وضَحِكْتُم قليلاً. أيّها الناس،

استعيذوا بالله من عذاب القبر، فإنّ عذابَ القبر حَقّ" (3).

* طريق آخر:

حدّثنا مسلم قال: حدّثنا هارون بن سعيد قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس

ابن يزيد عن ابن شهاب قال: حدّثني عروة أن عائشة قالت:

دخل عليّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأةٌ من اليهود وهي تقول: هل شَعَرْتِ أنكم تُفْتَنون

في القبور؟ قالت: فارتاعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "إنما تفْتَن يهودُ"، قالت عائشة: فلَبِثْنا

لياليَ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هل شعَرْت أنّه أوحي إليّ أنكم تفتنون في القبور؟ " قالت

عائشة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدُ يستعيذُ من عذاب القبر.

انفرد بإخراجه مسلم (4).

* طريق آخر:

حدّثنا مسلم قال: حدّثنا زهير بن حرب قال: حدّثنا جرير عن منصور عن أبي وائل

عن مسروق عن عائشة قالت:

(1) في المسند: حدّثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه، وهو أوضح، وسعيد هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص.

(2)

في المسند والمجمع: "كُذُب".

(3)

المسند 3/ 81، ورجاله ثقات قال الهيثمي في المجمع 3/ 57: هو في الصحيح باختصار، ررواه أحمد،

ورجاله رجال الصحيح.

(4)

مسلم 1/ 410 (584) ومن طريق ابن شهاب أخرجه أحمد 6/ 89.

ص: 282

دَخَلَتْ عليّ عجوزان من عُجُز يهود المدينة، فقالتا: إنّ أهل القبور يُعَذّبون في قبورهم.

قالت: فكذَّبْتُهما ولم أُنْعِمْ أن أُصَدِّقَهما، فخرجَتا ودخلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ له: يا

رسول الله؟ إنّ عجوزين من عُجُز يهود المدينة دخلَتا عليّ، فزعَمَتا أن أهل القبور يُعَذّبون في

قبورهم. فقال: "صَدَقَتا، إنهم يُعَذَّبون عذاباً تسمعُه البهائم".

قالت: فما رأيتُه بعدُ في صلاة إلا يتعوّذ من عذاب القبر.

أخرجاه (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعلى قال: حدّثنا قدامة بن عبدالله العامريّ عن جَسْرة

قالت: حدّثتني عائشة قالت:

دخلت عليَّ امرأة من اليهود فقالت: إنّ عذاب القبر من البول. فقلت: كذبتِ.

فقالت: بلى، إنا نَقْرضُ منه الثوبَ والجلد. فخرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وقد ارتفعت

أصواتُنا، فقال:"ما هذه؟ " فأخْبَرْتُهُ بما قالت، فقال:"صَدَقَت". قالتْ فما صلّى رسول

الله صلى الله عليه وسلم من يومئذٍ إلا قال في دُبُر الصلاة: "اللهمَّ ربَّ جبريل وميكائيل وإسرائيل، أَعِذْني

من حرّ النّار، وعذابَ القبر" (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا ابن أبي ذئب عن محمد بن

عمرو بن عطاء عن ذكوان عن عائشة قالت:

جاءت يهودية فاستطَعَمت على بابي، فقالت: أطْعموني، أعاذَكم اللهُ من فتنة الدَّجَّال

ومن فتنة عذاب القبر. قالت: فلم أزلْ أحبِسُها حتى جاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسول

الله، ما تقولُ هذه اليهودية؟ قال:"وما تقولُ؟ " قلت: تقولُ: أعاذَكم الله من فِتنة الدّجّال

ومن فتنة عذاب القبر. قالت عائشة: فقام رسول الله فرفعَ يَدَيه مَدّاً يستعيذُ بالله من فِتنة

الدجّال ومن فتنة عذاب القبر. ثم قال: "أما فِتنةُ الدّجّال فإنه لم يكن نبيٌّ إلاّ قد حذَّر أُمَّتَه،

(1) مسلم 1/ 411 (586)، ومن طريق جرير أخرجه البخاري 11/ 174 (6366)، ونحوه في المسند 6/ 44 من

طريق شقيق أبي وائل عن مسروق.

(2)

المسند 6/ 61، النسائي 3/ 72. وجعل ابن حجر قدامة العامري، وجَسْرة بنت دجاجة مقبولين - التقريب

2/ 485، 858. وضعّف الألباني إسناده.

ص: 283

وسأُحَذِّركموه بحديث لم يُحَذِّرْه نبيٌّ أمَّتَه. إنّه أعورُ، واللهُ ليسَ بأعورَ، مكتوبٌ بين عينيه:

كافر، يقرأه كلّ مؤمن. وأما فتنةُ القبر فبي يُفتنون، وعنّي يُسألون، فإذا كان الرجلُ الصالحُ

أُجلس في قبره غيرَ فَزِع [ولا مشغوف، ثم يقال له: فيم كُنْت؟ فيقول: في الإسلام]، ثم

يقال له: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟ فيقول: محمّد رسول الله، جاء بالبيّنات من عند

الله، فصدّقْناه، فيُفْرَجُ له فُرجةٌ قِبَلَ النار، فينظرُ إليها يَحْطِمُ بعنكمُها بعضاً، فقال له: انظر إلى

ما وقاك اللهُ، ثم يُفْرَجُ له فُرجةٌ من الجنّة فينظر إلى زَهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدك

منها، ويقال: على اليقين كُنْتَ، وعليه مِتَّ، وعليه تُبْعَثُ إن شاء اللَّه.

وإذا كان الرجلُ السُّوءُ أُجْلِسَ في قبره فَزِعاً، فيُقال له: ما كنتَ تقول؟ فيقول: لا أدري.

فيقال ت ما هذا الرجلُ الذي كان فيكم؟ فيقول: سمعتُ الناس يقولون قولاً فقلتُ كما قالوا.

فيُفْرَجُ له فُرجهٌ قِبَلَ الجنّة، فينظر إلى زَهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صَرَف الله

عنك، ثم يُفْرَجُ له فُرجة قِبَلَ النار، فينظر إليها يَحْطِمُ بعضُها بعضاً، ويقال هل: هذا مَقْعَدُك

منها، على الشَّكّ كُنْتَ، وعليه مِتّ، وعليه تُبْعَثُ إن شاء الله، ثم يُعَذّب" (1).

* طريق آخر لبعضه:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا حرب بن شدّاد عن يحيى بن أبي

كثير قال: حدّثني الحضرمي بن لاحق أن ذكوان أبا صالح أخبره أن عائشة أخبرَته قالت:

دخل عليّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال لي:"ما يُبكيك؟ " قلت: يا رسول الله،

ذكرْتُ الدّجّال فبكيتُ. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنْ يَخْرُجْ الدّجّالُ وأنا حيٌّ كَفَيْتُكُموه، وإن

يَخْرُجْ بعدي فإن اللهَ عز وجل ليس بأعورَ، إنّه يخرجُ في يهودية أصبهان، حتى يأتيَ

المدينةَ، فينزل ناحيتها، ولها يومئذ سبعةُ أبواب، على كلّ نَقب منها ملكان، فيخرجُ إليه

شِرارُ أهلها، حتى يأتيَ الشامَ، مدينة بفلسطين بباب لُدّ، فينزلُ عيسى عليه السلام فيقتُلُه،

ويمكُثُ عيسى في الأرض أربعين سنة، إماماً عدلاً، وحكماً مُقسطاً" (2).

(1) المسند 6/ 139، وإسناده صحيح كما قال المنذري - الترغيب 4/ 268 (5220). وجعله ابن كثير من أفراد

الإمام أحمد - الجامع 34/ 170 (314).

(2)

المسند 6/ 75 ورجاله رجال الصحيح، غير الحضرمي. قال ابن حجر: لا بأس به - التقريب 1/ 129. قال

الهيثمي 7/ 341: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير الحضرمي بن لاحق، وهو ثقة. وجعله ابن كثير

مما تفرّد به الإمام أحمد - الجامع 14/ 171 (315).

ص: 284

(7559)

الحديت التاسع والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عبدالصمد وعفّان قالا: حدّثنا حمّاد عن عليّ بن زيد عن سعيد عن عائشة قالت:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في نفرٍ من المهاجرين والأنصار، فجاء بعيرٌ فسجد له، فقال

أصحابُه: يا رسول الله، تسجُدُ لك البهائمُ والشجر، فنحن أحقُّ أن نسجُدَ لك. فقال:

"اعبُدوا ربَّكم، وأكرموا أخاكم، ولو كنتُ آمِراً أحداً أن يَسْجُدَ لأحدٍ لأمَرْتُ المرأَة أن تسجُدَ

لزوجها، ولو أمرَها أن تنتقلَ من جبل أصفرَ إلى جبل أسودَ، ومن جبل أسودَ، إلى جبل

أبيض، كان ينبغي لها أن تفعلَه" (1).

(7510)

الحديت السبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن

عامر قال: حدّثنا شريك عن عاصم بن عُبيد الله عن القاسم عن عائشة قالت:

قام النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الليل، فظَنَنْتُ أنه يأتي بعضَ نسائه، فاتّبَعْتُه، فأتى المقابرَ ثم

قال: "سلامٌ عليكم دارَ قومٍ مؤمنين، وإنّا بكم لاحقون، اللهمّ لا تَحْرِمْنا أجرَهم، ولا تَفْتنَّا

بعدَهم" قالت. تم التفتَ فرآني فقال: "ويحها! لو استطاعت ما فعلت" (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال. حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا عبدالعزيز بن محمد عن علقمة بن أبي

علقمة عن أمّه عن عائشة قال:

خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فأرسلْتُ بريرة في أَثَره لتنظرَ أين يذهب، قالت:

فسلك نحو بقيع الغرقد، فوقف في أدنى البقيع، ثم رفع يدَيد ثم انصرف، فرجعتْ إليَّ

بريرةُ فأخبرَتْني، فلمّا أصبحْتُ سألْتُه، فقلتُ: يا رسول الله، أين خرجتَ الليلة؟ قال:

(1) المسند 6/ 76، وسن طريق عفّان عن حمّاد بن سلمة أخرجه ابن ماجة 1/ 595 (1852) قال البوصيري: في

إسناده على بن زيد، وهو ضعيف، لكنْ للحديث طريق آخر، وله شاهدان

قال الهيثمي 4/ 313: فيه

علي بن زيد، وحديثه حسن وقد ضعّف. وضعّفه الألباني - وينظر الإرواء 7/ 54 - 58 (1998).

(2)

المسند 6/ 76، وقال بعده: ذكره شريك مرة أخرى عن يحيى بن سعيد عن القاسم

وشريك وعاصم

فيهما كلام، ولكنّ عاصماً متابع. ومن طريق شريك عن يحيى أخرجه أبو يعلى 8/ 85 (4619). وأخرجه

الطبراني في الأوسط 5/ 395 (4781) عن شريك عن يحيى وعاصم، وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى

ابن سعيد وعاصم إلا شريك (وهو سيء الحفظ). وجعله ابن كثير من أفراد الإمام أحمد - الجامع

36/ 358 (2586).

ص: 285

"بُعِثْتُ إلى أهل البقيع لأُصَلِّيَ عليهم"(1).

* طريق آخر:

حدّثنا مسلم قال: حدّثني هارون بن سعيد الأَيْلي قال: حدّثنا عبدالله بن وهب قال:

أخبرنا ابن جُريج عن عبدالله بن كثير بن المطّلب أنه سمع محمد بن قيس يقول: سمعْتُ

عائشة تحدِّثُ قالت:

ألا أحدِّثُكم عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعني؟ قلنا: بلى. قالت: لما كانت ليلتي التي النبيُّ

صلى الله عليه وسلم عندي، انْقَلَبَ فوضعَ رداءَه، وخلعَ نعلَيه فوضعَهما عند رجليه، وبسطَ طَرَفَ إزاره على

فراشه، فاضطجع فلم يلبثْ إلا ريثما ظنّ أنّي قد رَقَدْتُ، فأخذ رداءه رُوَيداً، وانتعل رُوَيداً،

وفتح الباب فخرج ثم أجافة رويداً، فجعلْتُ دِرعي في رأسي واختمَرْت وتَقَنَّعْت إزاري، ثم

انطلَقْتُ على إثره حتى جاء البقيع، فقام فأطال القيام، ثم رفع يدَيه ثلاث مرّات، ثم

انحرف فانحرَفْتُ، فأسرعَ فأسرَعْتُ، فهرول فهرَولْتُ، فأحضرَ فأحضَرْت (2)، فسبَقْتُه

فدخَلْتُ، فليس إلا أن اضطجَعْتُ، فدخل فقال:"مالكِ يا عائشة حَشيا رابية؟ " قالت:

قلتُ: ما بي شيء. قال: "لتخْبِرنّي أو ليُخبِرَنّي اللطيف الخبير". قالت: قلت: يا رسول

الله، بأبي أنت وأمّي، وأخبرته. قال:"فأنت السوادُ الذي رأيتُ أمامي؟ " قلت: نعم.

فلَهَزَني في صدري لَهْزةً أوْجَعَتْني، ثم قال: أظَنَنْتِ أن يَحيفَ الله عز وجل عليكِ

ورسوله؟ " قلتُ: مهما يَكْتُم الناسُ يَعْلَمْه الله، نعم. قال: "فإنّ جبريلَ أتاني حين رأيتِ

فناداني، فأخفاه منك، فأجَبْتُه فأخفَيْتُه منك ولم يكن يدخل عليك وقد وَضَعْتِ ثيابك،

وظَنَنْتُ أنْ قد رَقدْتِ، فكرهْتُ أن أُوقِظَك، وخشيتُ أن تستوحشي. فقال: إن ربَّك يأمرُك

أن تأتيَ أهلَ البقيع فتستغفرَ لهم" قال: قالت: كيف أقولُ يا رسول الله! قال: "قولي:

السلام على أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين، ويرحمُ الله المستقدِمين منّا

والمستأخِرين، وإنّا إن شاء الله بكم لَلاحقون".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(1) المسند 6/ 92: وأم علقمة - مرجانة، مقبولة - التقريب 2/ 876. ومن طريق علقمة أخرجه

النسائي 4/ 93، وصحّح الحاكم إسناده 1/ 488، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 9/ 63 (3748)،

وصحّح محقّقه إسناده، وجعله الألباني ضعيف الإسناد - من أجل مرجانة.

(2)

الإحضار: العدو، فوق الهرولة.

(3)

مسلم 2/ 669 (974). ومن طريق محمد بن قيس أخرجه أحمد 6/ 221.

ص: 286

ومعنى أجاف الباب: أغلقه.

ومعنى "حَشيا" أي قد أصابَك البَهر وضيق الَّنَفس. وحشيا لا يُمدّ ولا يهمز.

ورابيه: من الرّبو: وهو تدارك النَّفَس من التعب.

واللَّهْز: الضَّرب بجُمْع الكَفّ في الصدر (1).

والحَيف: الميل عن الواجب.

ولقائلٍ؟ أن يقولَ: كيف قالت حين قال لها: "أخِفْتِ أن يحيفَ الله عليك؟ " قالت:

نعم. فالجوَاب: أنّها خافت أن يكون الشرعُ قد أجازَ له استلابَ ليلتِها، وهذا لا يكونُ

حَيفاً، لكن لمّا كان الحيفُ بمعنى المَيل أُقيم مقامه.

(7511)

الحديث الحادي والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

سفيان قال: سمعتُه من الزهري عن عمرة عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقطعُ في ربع دينار فصاعداً (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا محمد بن راشد عن يحيى بن يحيى

الغسّاني قال: قَدِمْتُ المدينة، فلقيتُ أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وهو عامل على

المدينة. قال: أُتيتُ بسارقٍ، فأرسلَتْ إليَّ خالتي عمرةُ بنت عبدالرحمن ألاّ تعجلَ في أمر

هذا الرجل حتى آتيَك فأخبرَك بما سمعتُ من عائشة في أمر الساردتى. قال: فأتَتْني

فأخبرَتْني أنها سمعتْ عائشة تقول:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقطعوا في ربع الدينار، ولا تقطعوا فيما هو أدنى من ذلك" وكان

ربع الدينار يومئذ ثلاثة درأهم، والدينار اثنى عشر درهماً، قال: وكانت سرقته دون ربع

الدّينار، فلم أقطَعْه (3).

(1) ويروى "لَهد" وهما بمعنى.

(2)

المسند 6/ 36، ومسلم 3/ 1312 (1684) به وبأسانيد أخر. ومن طرق ابن شهاب عن عمرة، ومن طرق أخر

أخرجه البخاري 12/ 96، 97 (6789 - 6794).

(3)

المسند 6/ 80، ورجاله ثقات. وروى المرفوع سنه دون القصة مسلم من طريق محمد بن عمرو 3/ 1313

(1684)

.

ص: 287

(7512)

الحديت الثاني والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أبو

نعيم قال: حدّثنا عبدالواحد بن أيمن قال: حدّثني ابنُ أبي مليكة عن القاسم عن عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج أقرع بين نسائه، فطارت القرعةُ لعائشة وحفصة، وكان

النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدّثُ، فقالت حفصة: ألا تركبين الليلةَ بعيري

وأركبُ بعيرَك، تنظرين وأنظر؟ قالت: بلى. فرَكِبَت، فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشةَ

وعليه حفصةُ فسلّم عليها ثم سار حتى نزلوا، وافتقدَتْه عائشة. فلما نزلوا جعلت رجليها بين

الإذخر وتقول: [رَبِّ] سلِّط عليَّ عقرباً أو حيّةً تلْدَغُني، ولا أستطيغ أن أقول له شيئاً.

أخرجاه (1).

(7513)

الحديث الثالث والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

وكيع قال: حدّثنا زكريا بن أبي زائدة عن مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن ابن

الزّبير عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عَشرٌ من الفطرة: قصّ الشارب، وإعفاء اللحية، والسّواك،

واستنشاق الماء، وقصّ الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء"

يعني الاستنجاء.

قال زكريا: قال مصعب: ونسيتُ العاشرة، إلا أن تكون المضمضة.

انفرد بإخراجه مسلم (2).

والبراجم: عُقَد الأصابع.

(7514)

الحديث الرابع والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال:

أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جدّه علقمة بن وقّاص قال: أخبرَتني عائشة قالت:

خرجْتُ يوم الخندق أقفو (3) الناسَ، فسمعتُ وئيدَ الأرض (4) ورائي، [فالتفتُّ] فإذا

(1) البخاري 9/ 310 (5211)، ومسلم 4/ 1894 (2445).

(2)

المسند 6/ 137، ومسلم 1/ 223 (261).

(3)

في المسند "أقفو آثار الناس".

(4)

وئيد الأرض: صوتها. أي صوت المشي عليها.

ص: 288

أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارثُ بن أوس يحمِلُ مِجَنَّهُ، قالت: فجلَسْتُ إلى

الأرض، فمرّ سعدٌ وعليه دِرْعٌ من حديد قد خرجَت منه أطرافه، وأنا أتخوّفُ على أطراف

سعد. قالت: وكان سعد من أعظم النّاس وأطولهم، فمرّ وهو يرتجزُ ويقول:

لبِّثْ قليلاً يُدْرِكِ الهيجا حَمَل

ما أحسنَ الموتَ إذا حانَ الأجلْ

قالت: فقمْتُ فاقتحَمْتُ حديقةً، فإذا فيها نفرٌ من المسلمجن، وإذا فيها عمر بن

الخطّاب، وفيهم رجل عليه تَسْبِغةٌ له - تعني المِغْفَر. فقال عمر: ما جاء بكِ لَعَمري؟ والله

إنكِ لجريئة، وما يُؤْمِئكِ أن يكون بلاء، أو يكون تَحَوُّز؟ (1). قالت: فما زال يلومُني حتى

تمنَّيْتُ أن الأرض انشقّت لي ساعتئذٍ فدخلْحث فيها، فرفع الرجل التَّسْبِغة عن وجهه فإذا

هو طلحة بن عُبيد الله، فقال: يا عمر، ويحَك! إنّك قد أكثَرْتَ منذ اليوم، وأين التَّحَوُّز أو

الفِرارُ إلاّ إلى الله؟ . قال: ويرمي سعداً رجلٌ من المشركين من قريش يقال له ابن العَرِقة

بسهم له، فقال له؟ خذْها وأنا ابن العَرِقة، فأصاب أَكْحَلَه فقطعَه، فدعا اللهَ سعدٌ فقال:

اللهمّ لا تمتْني حتى تُقِرَّ عيني من قريظة. قال: وكانوا حلفاءَه ومواليَه في الجاهلية. قالت:

فرَقَأ كَلْمُه (2).

وبعث اللهُ تعالى الريحَ على المشركين (فكفى اللهُ المؤمنين القتالَ وكان الله قَوِيّاً

عزيزاً) فلَحِق أبو سفيان ومن معه بتهامةَ، ولحق عُيينةُ بن بدر ومن معه بنجد، ورجعت

بنوقريظة فتحصّنوا في صَياصيهم (3)، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأمر بقبّة من أَدَمَ

فضرِبت على سعد في المسجد.

قالت: فجاءه جبريل عليه السلام وإنّ على ثناياه لَنَقْعَ الغبار، فقال: أوَ قد وضعْتَ

السِّلاحَ؟ لا والله ما وَضَعت الملائكة بعدُ السِّلاحَ، اخْرُجْ إلى بني قريظة فقاتِلْهم. قالت:

فلَبِسَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأْمَتَهَ (4) وأذَّنَ في النّاس بالرحيل أن يخرجوا، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم

فمرَّ على بني غَنْم وهم جيران المسجد حولَه، فقال:"من مرَّ بكم؟ " قالوا: مَرّ بنا دِحيةُ

الكلبيّ. وكان دِحية تشبه لحيخه وسُنّةُ وجهِه جبريلَ عليه السلام، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) التحوّز: الفِرار والانضمام.

(2)

رقأ كلمه: انقطع الدم من جرحه.

(3)

الصياصي: جمع صِيصية: الحِصن.

(4)

اللأمة: الدّرع.

ص: 289

فحاصَرَهم خمساً وعشرين ليلة. فلمّا اشتدّ حصرُهم واشتدّ البلاء، قيل لهم: انزِلوا على

حُكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستشاروا أبا لُبابة بن عبدالمنذر، فأشار إليهم أنّه الذّبح. قالوا:

ننزلُ على حكم سعد بن مُعاذ. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "انزلوا على حكم سعد بن مُعاذ"

فنزلوا، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن مُعاذ، فأتي به على حمار عليه إكاف من ليف،

قد حُمِل عليه، وحَفَّ به قومُه، فقالوا: يا أبا عمرو، حلفاؤك ومواليك وأهلُ النِّكاية ومن قد

عَلِمْتَ. قالت: ولا يَرجعُ إليهم شيئاً ولا يلتفتُ إليهم، حتى إذا دنا من دُورهم التفت إلى

قومه فقال: قد أنى لي ألاّ أُباليَ في الله لومةَ لائم. قالت: قال أبو سعيد: فلمّا طلَعَ قال

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قُوموا إلى سيِّدِكم فأنزِلوه". قال عمر: سيّدنا الله، قال:"أنْزِلوه"،

فأنزلوه، فقال رسول اللَه صلى الله عليه وسلم:"احكُمْ فيهم" قال سعد: فإنّي أحكمُ فيهم: أن تُقْتَلَ

مُقاتِلَتُهم، وتُسْبَى ذَرارِيُّهم، وتُقْسَمَ أموالُهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد حَكَمْتَ فيهم

بحُكم الله وحُكم رسوله".

ثم دعا سعدٌ فقال: اللهمّ إن كُنْتَ أبقيتَ على نبيِّك من حرب قُريش شيئاً فأبْقني

لها، وإن كُنْتَ قطعْتَ الحرب بينَه. وبينَهم فاقْبِضني إليك. قالت: فانفجر كَلْمُه، وكان قد

بَرِىءَ منه إلا مثلُ الخُرْص (1). ورجع إلى قُبّته التي ضَرَبَ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت

عائشة: فحضرَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر. قالت: فوالذي نفسُ محمدٍ بيده، إني

لأعرفُ بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا في حجرتي، وكانوا كما قال الله عز وجل:

{رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29].

قال علقمة: فقلت: أي أُمَّه، فكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعُ؟ قالت: كانت عينُه لا

تدمعُ على أحدٍ، ولكنّه كان إذا وَجَدَ فإنما هو آخِذٌ بلحيته (2).

* طريق آخر:

حدّثنا البخاري قال: حدّثنا زكريا بن يحيى قال: حدّثنا عبدالله بن نُمير قال: حدّثنا

هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

(1) الخُرص: الحلقة من الذهب أو الفضة.

(2)

المسند 6/ 141، وصحّحه ابن حبّان 15/ 498 (7028)، وحسّنه المحقّق. وقال الهيثمي 6/ 139: في

الصحجح بعضه، رواه أحمد، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث، وبقيّة رجاله ثقات.

والآخر الحديث شواهد - منها الطريق التالية. ولكن عبارة: كانت عينه لا تدمع على أحد، في الصحيح

خلافها، والله أعلم.

ص: 290

أُصيبَ سعدٌ يومَ الخندق، رماه رجلٌ من قريش يقال له حِبّان بن العَرِقة، رماه في

الأكْحَل فضرب النبيُّ صلى الله عليه وسلم عليه خيمةً في المسجد ليعودَه من قريب.

فلمّا رجع رسولُ الله من الخندق وضع السلاحَ واغتسلَ، فأتاه جبريلُ وهو ينفُضُ رأسَه

من الغبار فقال: قد وَضَعْتَ السَّلاحَ، والله ما وَضَعْتُه، اُخْرج إليهم. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"فأين؟ " فأشار إلى بني قُريظة. فأتاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا على حكمه، فردّ الحكم إلى

سعد، فقال: إني أحكم فيهم: أن تُقْتَلَ المقاتلِةُ، وأن تُسْبَى الذُّرّيّة، وأن تُقسمَ أموالهم".

قال هشام: فأخبرني أبي عن عائشة أن سعداً قال: اللهمّ إنّك تعلمُ أنه ليس أحدٌ

أحبَّ إليَّ من أن أجاهدَهم فيك من قوم كذَّبوا رسولَك وأخرجوه، اللهمّ فإنّي أظُنّ أنك قد

وَضَعْتَ الحربَ بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبْقِني لهم حتى

أُجاهدَهم فيك، وإن كُنْتَ وَضَعْتَ الحربَ فافْجُرْها واجعل موتتي فيها. فانفجرت من

لِيته (1)، فلم يَرُعْهم وفي المسجد معه خيمة من بني غِفار إلاّ والدمُ يسيل إليهم، فقالوا: يا

أهلَ الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قِبَلِكم؟ فإذا سعدٌ يغذو جرحُه دماً، فمات منها.

أخرجاه (2).

واللِّيتُ: صفحة العُنق. وهما ليتان من الجانبين

وقوله: يغذو: أي يسيل.

وابن العَرِقة إنما سُمِّيت أمُّه بذلك لأنها كانت تفوح طيباً.

(7515)

الحديث الخامس والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

ابن نمير قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عمرو بن غالب قال:

انتهيت إلى عائشة أنا وعمّار والأشتر، فقال عمّار: السلامُ عليكِ يا أُمّتاه. فقالت:

السلام على من اتَّبعَ الهدى، حتى أعاده عليها عمّارٌ مرّتين أو ثلاثاً. ثم قال: أما والله إنّك

لأُمّي وإن كَرِهْتِ. قالت: من هذا معك؟ قال: الأشتر. قالت: إنّك الذي أردْتَ أن تقتلَ

ابن أُختي؟ قال: نعم، قد أردْتُ ذلك وأَرادَه. قالت: أما لو فعلْتَ ما أفْلَحْت، . أما أنت يا

عمّارُ فقد سَمِعْتُ - أو سمعتَ - رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يَحِلُّ دمُ امرىءٍ إلاّ من ثلاثة:

(1) يروى "لبّته": وهي موضع القلادة من الصدر، ويروى "ليلته".

(2)

البخاري 7/ 411 (4122)، ومسلم 3/ 1389 (1769)، وروى أحمد صدره 6/ 56.

ص: 291

إلا مَن زنا بعدما أُحصن، أو كفرَ بعدما أسلم، أو قَتَلَ نفساً فقُتل بها" (1).

(7516)

الحديث السادس والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

ابن نُمير قال: حدّثنا مالك بن مِغول عن مقاتل بن بشير عن شريح بن هانىء قال:

سأتُ عائشة عن صلاة رسول الله. قالت: لم يكن صلاةٌ أحْرى أن يؤخِّرَها إذا كان على

حديث من صلاة العشاء الآخرة. وما صلاّها قطُّ فدخل عليَّ إلاّ صلّى بعدها أربعاً أو ستّاً.

وما رأيْتُه يتّقي الأرضَ بشيء قطُّ، إلا أني أذكر يومَ مَطَرٍ ألقَينا تحتَه بَتّاً، وكأنّي أنظر

إلى خَرْقٍ فيه ينبُعُ منه الماء (2).

البَتُّ: الكساء.

(7517)

الحديث السابع والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن

نمير قال: حدّثنا سعد بن سعيد قال: أخبرَتْني عمرة قالت: سمعتُ عائشة تقول:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ كسرَ عَظم الميت مثلُ كسر عظمه حيّاً"(3).

(7518)

الحديث الثامن والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن

نُميرقال: حدّثنا عُبيدالله عن محمد بن يحيى عن عبدالرحمن الأعرج عن عائشة قالت:

فَزِعْتُ ذاتَ ليلةٍ وفَقَدْتُ رسول الله، فمَدَدْتُ يدي فوقَعْتُ على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهما منتصبتان، وهو ساجد وهو يقول: "أعوذُ برضاك من سَخَطك، وأعوذُ بمعافاتك من

(1) المسند 6/ 58، عمرو بن غالب مقبول، ووثّقه بعض العلماء، وسائر رجاله رجال الصحيح. ومن طريق أبي

إسحاق السبيعي أخرجه الطحاوي في شرح المشكل 5/ 60، 61 (1808، 1809). وأخرجه

النسائي 7/ 91، وأبو يعلى 8/ 136 (4676) مقتصرين على:"لا يحلّ .. " وصحّحه الألباني - ينظر الإرواء

7/ 253 (2196)

وقد أخرج الشيخان عن ابن مسعود: "لا يَحِلُّ دمُ رجل مسلم

" الجمع 1/ 218 (246).

(2)

المسند 6/ 58، رجاله رجال الصحيح غير مقاتل بن بشير، جعله الذهبي مجهولاً - الميزان 4/ 171، ومن

طريق مالك بن مِغول أخرجه النسائي في الكبرى 1/ 159 (391)، وأبو داود 2/ 31 (1313). وضعّفه

الألباني.

(3)

المسند 6/ 58، ورجاله رجال الصحيح. ومن طريق سعد بن سعيد أخرجه ابن ماجة 1/ 516 (1616)،

وأبوداود 3/ 212 (3207)، والطحاوي في شرح المشكل 3/ 308 (1274) وصحّحه الألباني. وأخرجه ابن

حبّان 7/ 437 (3167) من طريق سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرة به - ورجاله رجال الشيخين.

وينظر تخريج المحقّق. وشرح الطحاوي للحديث.

ص: 292

عقوبتك، وأعوذُ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيْحقَ على نفسك".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(7519)

الحديت التاسع والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

بشر بن المُفَضَّل عن عبدالله بن عثمان عن يوسف بن ماهك قال:

دخلْنا على حفصة بنت عبدالرحمن فأخبرَتْنا أن عائشة أخبرَتْها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: "عن الغلام شاتانِ مكافَأَتان، وعن الجارية شاة". (2)

قوله: "مكافَأتان" متساويتان.

(7520)

الحديت الثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن

عبد الرحمن الطُّفاوي قال: حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

ما ضربَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خادماً له قطُّ، ولا امرأةٍ له قطُّ، ولا ضربَ بيده إلاّ أن يُجاهد

في سبجل الله. وما نِيلَ منه شيء فانتقمَه من صاحبه، إلا أن تُنتهك محارمُ الله فينتقمَ لله

عز وجل. وما عُرِض عليه أمران أحدُهما أيسرُ من الآخر إلا أخذَ بأيسرهما، إلاّ أن يكونَ

مأثماً، فإن كان مأثماً كان أبعدَ الناس منه.

أخرجاه (3).

(7521)

الحديت الحادي والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا

حِبّان بن موسى قال: أخبرنا عبدالله قال: أخبرنا يونس بن يزيد عن عُقيل عن ابن شهاب

عن عروة عن عائشة:

(1) المسند 6/ 58. ورواه 6/ 201 عن حمّاد بن أسامة عن عبيد الله عن محمد بن يحيى بن حَبّان عن الأعرج

عن أبي هريرة عن عائشة. وبجعل الحديث عن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة أخرجه مسلم 1/ 352

(486)

، وأبو داود 1/ 232 (879)، وابن ماجة 2/ 1292 (3841)، والنسائي 2/ 101، 210 كلُّهم من

طريق عُبيد الله بن عمر.

(2)

المسند 6/ 31، ورجاله رجال الصحيح. وبهذا الإسناد أخرجه الترمذي 4/ 81 (1513) وقال: حسن صحيح.

وصحّحه أبن حبّان 12/ 126 (5310). ومن طريق عبدالله بن عثمان بن خثيهم أخرج ابن ماجه 2/ 1056

(3163)

: أمرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نَعُقّ عن الغلام شاتين، وعن الجارية شاة. وصحّحه الألباني.

(3)

المسند 6/ 31. ومن طريق هشام أخرجه مسلم 4/ 1814 (2328)، ومن طريق عروة أخرجه البخاري

6/ 566 (3560)، 10/ 524 (6126). والطفاوي من رجال البخاري، صدوق، متابع في هذا الحديث.

ص: 293

أنها كانت تأمرُ بالتَّلبين للمريض، وللمحزون على الهالك. وكانت تقول: إنّي سمعْتُ

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ التَّلبينةَ تَجُمُّ فؤادَ المريض، وتَذهبُ ببعض الحزن".

أخرجاه (1).

والتلبين: حساء يعمل من دقيق أو نخالة، وربما جُعل فيه عسل، سُمِّيت تلبينةً

تشبيهاً باللبن، لبياضها ورقّتها.

(7522)

الحديث الثاني والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

إسماعيل بن عُليّة قال: حدّثنا أيوب عن أبي قِلابة عن معاذة قالت:

سألتِ امرأةٌ عائشة: أتقضي الحائضُ الصلاة؟ فقالت: أحروريّةٌ أنت؟ " قد كُنّا نحيضُ

عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا نقضي ولا نًؤمَرً بقضاء الصلاة.

أخرجاه (2).

وفي لفظ: كُنّا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة (3).

(7523)

الحديث الثالث والثمانون بعد الثلاثمائة: وبه عن أبي قلابة عن

عبدالله بن يزيد رضيع كان لعائشة - عن عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يموتُ أحدٌ من المسلمين فيصلّي عليه أُمّةٌ من الناس يبلغون

أن يكونوا مائة، فيشفعوا له، إلا شُفِّعوا فيه".

انفرد بإخراجه مسلم (4).

(7524)

الحديث الرابع والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

إسماعيل عن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود قال:

ذكروا عند عائشة أن عليّاً كان وصيّاً. فقالت: متى أوصى إليه؟ فقد كنتُ مُسْنِدتَه إلى

(1) البخاري 10/ 146 (5689). ومن طريق عقيل أخرجه مسلم 4/ 1736 (2216)، وأحمد 6/ 80.

وتجمّ: تريح.

(2)

المسند 6/ 32، ومن طريق أيوب أخرجه مسلم 1/ 265 (335)، وأخرجه البخاري 1/ 421 (321) من طريق

آخر عن معاذة.

(3)

وهي في مسلم 1/ 265 (231)، والمسند 6/ 231.

(4)

المسند 6/ 32، ومن طريق أيوب أخرجه مسلم 2/ 654 (947).

ص: 294

صدري - أو قالت: في حَجري - فدعا بالطَّست، فلقد انْخَنَثَ في حجري وما شعرْت أنّه

مات، فمتى أوصى إليه؟ .

أخرجاه (1).

ومعنى انخنث: انثنى.

(7525)

الحديث الخامس والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا محمد بن فُضَيل

قال: حدّثنا الأعمش عن عمارة بن عُمير عن أبي عطيّة قال:

قالت عائشة: إني لأعلم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُلَبّي. قال: ثم سَمِعْتُها تُلبّي

تقول: "لبَّيك اللهمّ لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إنّ الحمدَ والنِّعمةَ لك، والمُلكَ لا

شريكَ لك".

اسم أبي عطية مالك بن عامر (2).

انفرد بإخراجه البخاري إلا أنه لم يذكر: "والملك لا شريك لك"(3).

(7526)

الحديث السادس والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

محمد بن سلمة عن خُصيف عن مجاهد عن عائشة قالت:

لمّا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الذهب، قلنا: يا رسول الله، ألا نَرْبِطُ المسكَ بشيء

من ذهب. قال: "أفلا تَرْبِطونه بالفِضّة ثم تلطخونه بزعفران فيكون مثل الذهب"(4).

(7527)

الحديت السابع والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عمرو بن الهيثم قال: حدّثنا هشام عن قتادة عن مطرّف عن عائشة

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في ركوعه وسجوده: "سُبُّوحٌ قُدُّوس، ربّ الملائكة

والروح" (5).

(1) المسند 6/ 32، والبخاري 5/ 356 (2741)، ومسلم 3/ 1257 (1636).

(2)

وهذا من كلام ابن الجوري. وفي اسمه أقوال أُخر - التقريب 2/ 746.

(3)

المسند 6/ 32. من طريق الأعمش أخرجه البخاري 3/ 408 (1549). ومحمد فضيل من رجال الشيخين.

(4)

المسند 6/ 33، ومسند أبي يعلى 12/ 384 (6952). قال الهيثمي 5/ 151: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح،

ورواه أبو يعلى أيضاً. وصحّح محقّق أبي يعلى إسناده، وأشار إلى الخلاف في سماع مجاهد عن عائشة.

(5)

المسند 6/ 35، وأخرجه مسلم/353 (487) من طريق هشام وغيره عن قتادة - وإن لم يُشر إلى ذلك في

مخطوطتنا. وعمرو بن الهيثم ثقة، من رجال الصحيح.

ص: 295

(7528)

الحديد الثامن والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

محمد بن أبي عدي عن داود عن الشّعبي عن مسروق قال: قالت عائشة:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكْثرُ في آخر أمره من قول: "سبحانَ الله وبحمده، أستغفر اللهَ

وأتوبُ إليه" (1).

وقال: "إنّ ربّي عز وجل كان أخبرَني أنّي سأرى علامة في أُمّتي، وأمرَني إذا رأيْتُها أن

أُسَبِّحُ بحمده وأستغفِرَه إنّه كان تواباً، فقد رأيتُها: {إذا جاءَ نَصْرُ اللهِ والفَتْح. ورأيْتَ النّاسَ

يَدْخُلونَ في دِينِ الله أفواجاً. فَسَبِّحْ بحَمْدِ ربِّكَ واسْتَغْفِرْه إنّه كانَ تَوّابا} [سورة النصر].

أخرجاه (2).

(7529)

الحديث التاسع والثمانون بعد الثلاثمائة: وبه، قالت عائشة:

أنا أوّل الناس سأل رسوَل الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {يومَ تُبَدَّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ

والسمواتُ وبَرَروا للهِ الواحدِ القَهّار} [إبراهيم: 48] قالت: قلت: أين الناس يومئذٍ يا

رسول الله؟ قال: "على الصِّراط".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7530)

الحديث التسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال:

حدّثنا مالك قال: حدّثنا عبدالله بن دينار عن سليمان بن يسار عن عروة عن عائشة:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يَحْرُم من الرّضاعة مما يَحْرُم من الوِلادة"(4).

(7531)

الحديث الحادي والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يحيى بن سعيد عن زكريا قال: حدّثنا عامر قال: حدّثني شريح بن هانىء قال:

حدّثتني عائشة

(1) حذف جزء من الحديث.

(2)

المسند 6/ 35، ومن طريق داود بن أبي هند أخرجه مسلم 1/ 351 (484). وهو مختصر في البخاري من

طرق عن مسروق - ينظر 2/ 281 (794)، 8/ 833 (4968).

(3)

المسند 6/ 35، ومن طريق داود في مسلم 4/ 2150 (2791).

(4)

المسند 6/ 44، والترمذي 3/ 453 (1147)، وقال: حسن صحيح. ومن طرق عن مالك أخرجه أبو داود

2/ 221 (2055)، والنسائي 6/ 98، وصحّحه ابن حبّان 10/ 36 (4223). وقد أخرج الحديث الشيخان

عن عمرة عن عائشة: البخاري 5/ 253 (2646)، ومسلم 2/ 1068 (1444).

ص: 296

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَن أحبَّ لقاءَ الله عز وجل أحبّ اللهُ لقاءه، ومن كَرِهَ لقاء اللهِ

كَرِهَ اللهُ لقاءه، والموتُ قبلَ لقاء الله" (1).

* طريق آخر:

حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد بن عبدالله الرُّزِّيُّ قال: حدّثنا خالد بن الحارث

الهُجَيمي قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن زُرارة عن سعد بن هشام عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحبَّ لقاءَ اللهِ أحبَّ اللهُ لقاءه، ومن كَرِهَ لقاءَ الله كَرِهَ اللهُ

لقاءه" فقلت: يا رسول الله، أكراهيةَ الموت؟ فكلُّنا نكره الموت. قال: "ليس كذلك،

ولكنّ المؤمن إذا بُشِّرَ برحمة الله ورضوانه وجنّته، أحبَّ لقاءَ الله وأحبَّ اللهُ لقاءه، وإن

الكافر إذا بُشِّرَ بعذاب الله وسخطه، كَرِهَ لقاتَ اللهِ فكَرِهَ اللهُ لقاءه" (2).

انفرد بإخراج الطريقين مسلم.

(7532)

الحديث الثاني والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبومعاوية قال: حدّثنا الأعمش عن ثابت بن عُبيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ناوليني الخُمرة من المسجد" قالت: إني حائض. قال: "إن

حيضتَكِ ليست في يدك".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7533)

الحديث الثالث والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبومعاوية قال: حدّثنا الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة قالت:

الحمدُ لله الذي وَسِعَ سمعُه الأصوات، لقد جاءت المجادِلة إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم تُكَلِّمُه

وأنا في ناحية البيت، ما أسمَعُ ما تقول، فأنزل الله عز وجل: {قَدْ سَمِعَ اللهُ قولَ التي

تُجادِلُك في زَوجِها

} إلى آخر الآية (4)[فاتحة المجادلة].

(1) المسند 6/ 44، ومن طريق زكريا في مسلم 4/ 2066 (2684).

(2)

مسلم 4/ 2065 (2684).

(3)

المسند 6/ 45، ومسلم 1/ 244 (298).

(4)

المسند 6/ 46 ورجاله ثقات رجال الصحيح، وابن ماجة 1/ 67 (188) ومن طريق الأعمش أخرجه النسائي

6/ 168 وعلّقه البخاري 13/ 1372 "باب": (وكان الله سميعاً بصيراً) قال: قال الأعمش عن تميم عن عروة

عن عائشة.

ص: 297

(7534)

الحديث الرابع والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

عبدالّه بن نُمير قال: حدّثنا حجّاج عن قتادة عن صفيّة بنت شيبة عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكلّ قومٍ مادّةً، وإنّ مادّة قريش مواليهم"(1).

(7535)

الحديث الخامس والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو معاوية قال: حدّثنا عاصم عن تَبالة بنت يزيد العبشميّة عن عائشة قالت:

كُنّا ننبذ للنبيّ صلى الله عليه وسلم في سقاء، فنأخذ قَبضةً من زبيب أوقبضةً من تمرٍ، فنطرحُها في

السِّقاء، ثم نَصُبُّ عليها الماءَ ليلاً فَيَشْرَبُه نهاراً، أو نهاراً فيَشْرَبُه ليلاً (2).

(7536)

الحديث السادس والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا

يحيى بن يحيى أبو زكريا قال: أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال: سمعْتُ

القاسم بن محمد قال:

قالت عائشة: وارأساه. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ذلك لو كان وأنا حيٌّ فأستغفرَ لك وأدعوَ

لك" فقالت عائشة: واثُكْلياه، والله إنّي لأظُنُّك تُحِبُّ موتي، ولو كان ذلك لظَلَلْتَ آخر

يومِك مُعَرساً ببعض أزواجك. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "بل أنا وارأساه. لقد هَمَمْتُ - أو أردْتُ

- أن أُرسلَ إلى أبي بكر وابنه فأعهدَ، أن يقول القائلون أو يتمنّى المُتَمَنُّون. ثم قلت: يأبَى

اللهُ ويدفعُ المؤمنون، أو يدفعُ اللهُ ويأبى المؤمنون".

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(1) المسند 6/ 46 وفيه حجّاج بن أرطاة، كثير الخطأ والتدليس. ومن طريقه أخرجه الطبراني في الأوسط

9/ 199 (8430) وقال: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا الحجّاج بن أرطاه. وعزاه الهيثمي في المجمع

10/ 31 لهما، وقال: وفيه حجّاج بن أرطاه، وهو ثقة، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وقال ابن كثير - الجامع

37/ 137 (3470): تفردّ به.

(2)

المسند 6/ 46، وابن ماجة 6/ 1126 (3398)، وأبو يعلى 7/ 367 (4401). وتبالة أو بنانة - لا تعرف.

التقريب 2/ 856. وصحّح الألباني الحديث

وقد أخرج مسلم بإسناده إلى الحسن عن أمّه عن عائشة: كنا ننبذُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء يوكى أعلاه،

وله عَزلاء، ننبِذه غَدوة فيشربه عشيّاً، وننبذه عشيّاً فيشربه غَدوة. الجمع 4/ 164 (3287).

(3)

البخاري 10/ 123 (5666). وينظر في شرح الحديث - الفتح 10/ 125.

ص: 298

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كَيسان عن

الزهري عن عروة عن عائشة قالت:

دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي بدىء فيه، فقلتُ: وارأساه. فقال: "وَدِدْتُ أن

ذلك كان وأنا حيّ فهيّأتُكِ وَدَفَنْتُك". قالت: قلت غَيْرَى: كأنّي بك في ذلك اليوم عروساً

ببعض نسائك. قال: "أنا، ورأساه. ادعوا لي أباكِ وأخاكِ حتى أكتبَ لأ بي بكر كتاباً، فإنّي

أخافُ أن يقولَ قائل، ويتمنّى مُتَمَنٍّ [أنا أولى (1)] ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر" (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة

عن الزُهري عن عبيد الله بن عبداللَه عن عائشة قالت:

رجعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم من جِنازة بالبقيع وأنا أجد صُداعاً في رأسي، وأنا أقول:

وارأساه. فقال: "بل أنا وارأساه". ثم قال: "ما ضَرَّكِ لو مِتِّ قبلي فغَسَلْتُكِ وكفَّنْتُك ثم

صلَّيْتُ عليك ودَفَنْتُكِ" قلتُ: لكأنّي بك والّله لو فعلتَ ذلك لقد رجعتَ إلى بيتي فأعرسْتَ

فيه ببعض نسائك. فتبسّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم بُدىء في وجعه الذي مات فيه (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا عبدالرحمن بن أبي بكر القرشي عن

ابن أبي مليكة عن عائشة قالت:

لما ثَقُلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: "ائتني بكَتِفٍ أو لَوحٍ حتى

أكتبَ لأبي بكر كتاباً لا يُختلف عليه" فلمّا ذهب عبدُ الرحمن ليقوم قال: أبى الله

والمؤمنون أن يُخْتَلَفَ عليك يا أبا بكر" (4).

(1) كتب في المخطوط "والله متمنّ" وشطب عليها وما أثبت من المسند.

(2)

المسند 6/ 144، ومسلم 4/ 1857 (2387).

(3)

المسند 6/ 228، وابن ماجة 1/ 470 (1465)، وابن حبّان 14/ 551 (6586). ومن طريق ابن إسحاق

أخرجه أبو يعلى 8/ 56 (4579) وفيه زيادة. قال البوصيري: إسناد رجاله ثقات، وقد رواه البخاري من وجه

آخر مختصراً.

(4)

المسند 6/ 47. وعبدالرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله، ضعيف - التقريب 1/ 331. ويشهد له الطريق

الأول الذي رواه مسلم وأحمد.

ص: 299

(7537)

الحديث السابع والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

إسماعيل قال: أخبرنا أيوب عن عبدالله بن أبي مليكة عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حُوسِبَ يومَ القيامة عُذِّبَ" قالت: فقلتُ: أليس قال اللهُ عزّ

وجلّ: {فسوفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسيراً} [الانشقاق: 8] قال: "ليس ذلك بالحساب،

ولكن ذاك العرض، من نوقِشَ الحِسابَ يومَ القيامة عُذّب".

أخرجاه (1).

(7538)

الحديث الثامن والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

إسماعيل قال: حدّثنا إسحاق بن سُويد عن معاذة عن عائشة قالت:

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدُّبّاء والحَنْتَم والنَّقِير والمُزَفَّت.

انفرد بإخراجه مسلم. وفي المتّفق عليه: الدُّبّاء والمُزَفَّت فقط (2).

(7539)

الحديث التاسع والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال:

حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا بُرد بن سِنان ص عُبادة بن نُسَيّ عن غُضَيف بن الحارث

قال:

قلتُ لعائشة: أرأيتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يغتسلُ من الجنابة في أوّل الليل أم في

آخره؟ قالت: ربما اغتسل في أوّله وربما اغتسل في آخره. قلت: الله أكبر، الحمدُ لله

الذي جعل في الأمر سَعة. قلتُ: أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أكان يُوتِرُ في أوّل الليل أو في

آخره؟ قالت: ربما أوتر في أوّله، وربّما أوترَ في آخره. قلت: الله أكبر، الحمدُ لله الذي

جعل في الأمر سَعة.

قلتُ: أرأيتِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، كان يجهرُ بالقرآن أو يُخافِتُ به؟ قالت: ربما جهر به

ربما خافت به. قلتُ: الله أكبر، الحمد لله الذي جعل في الأمر سَعة.

(1) المسند 6/ 47، ومسلم 4/ 2204 (2876). ومن طرق عن أيوب وغيره عن ابن أبي مليكة أخرجه البخاري

1/ 196 (103)، 8/ 697 (4939) وغيرها.

(2)

المسند 6/ 47، ومسلم 3/ 1579 (1995). وقد أخرج مسلم 3/ 1579، 1579، والبخاري 10/ 58 (5595)

النهى عن الدّباء والمزفّت، من طرق عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة.

ص: 300

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(7540)

الحديث الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا خالد

الحذّاء عن أبي قِلابه عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنَهم خلُقاً وألطفَهم بأهله"(2).

(7541)

الحديت الحادي بعد الأربعمائة: حدّثنا أخمد قال: حدّثنا إسماعيل

قال: أخبرنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيّب عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قعدَ بين الشُّعَب الأربع، ثم ألزقَ الخِتانَ باريخِتانِ فقد وَجَبَ

الغُسْلُ".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال. حدّثنا الوليد بن مسلم قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثنا

عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت:

إذا جاوز الخِتانُ الخِتانَ فقد وَجَبَ الغسل. فعلْتُه أنا ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلْنا.

(1) المسند 6/ 47 ، بُرد بن سخان صدوق، وسائر رجاله ثقات. وبهذا الإسناد أخرجه أبو داود 1/ 58 (226)،

وصحّحه الألباني. وقد أخرجه الإمام مسلم 1/ 249 (309) بإسناده إلى معاوية بن صالح عن عبدالله بن

أبي قيس قال: سألتُ عائشة

واقتصر على غسل الجنابة. قال الحميدي في الجمع 3/ 176: اختصره

مسلم، فأخرج منه غرضه في النوم قبل الغسل، ونبَّهَنا على ذلك بقوله: وذكر الحديث

قال: فبحَثْنا

عنه لنجد تمامه، فوجدْنا الإمام أبا بكر البرقاني قد أخرجه بطوله فيما خرْج على الصحيحين، من حديث

قتيبة عن الليث، كما أخرج مسلم منه كما أخرج .... ثم دكره. وهو بطوله في الترمذي 5/ 168 (2294)،

والمسند 6/ 73.

(2)

المسند 6/ 47، والترمذي 5/ 10 (2612). قال: وفي الباب عن أبي هريرة وأنس بن مالك. هذا حديث

صحيح، ولا نعرف لأبي قِلابة سَماعاً من عائشة. وأخرجه الحاكم 1/ 53 من طريق خالد الحذّاء، وقال:

رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا اللفظ. قال الذهبي: فيه

انقطاع. فعلّته في عدم سماع أبي قِلابة عن عائشة. ينظر الصحيحة 1/ 574 (284).

(3)

المسند 6/ 47، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن جدعان، علي بن زيد. وقد أخرج مسلم الحديث 1/ 271

(349)

من طريق حميد بن هلال عن أبي بردة عن أبي وسى

وفي قصّة سؤال أبي موسى عائشة عن

ذلك، وروايتها الحديث.

ص: 301

قال الترمذي: هذا حديث صحيح (1).

(7542)

الحديث الثاني بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال:

أخبرنا أيوب عن عبدالله بن أبي مليكة عن عائشة قالت:

قرأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {هُوَ الذي أَنْزَلَ عليكَ الكِتابَ مِنه آياتٌ فحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتاب

وأُخَرُ فتَشابِهاتٌ فأمّا الذين في قلوبِهم زَيْغٌ

} إلى قوله ( .. الألباب} [آل عمران: 7]:

فإذا رأيْتُم الذين يُجادلون فيه، فهم الذين عنى الله فاحْذَروهم.

أخرجاه (2).

(7543)

الحديث الثالث بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال:

أخبرنا هشام عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الذي يقرأُ القرآنَ وهو ماهرٌ به مع السَّفَرةِ الكِرامِ البرَرَةِ، والذي

يقرأُه وهو عليه شاقٌّ له أجران".

أخرجاه (3).

وربما تَوَهَّمَ السامعُ ذكر الأجرين أنهما يزيدان على أجر الماهر، وليس كذلك؛ لأن

المضاعفة للماهر لا تحْصَرُ، لأنّ الحسنة قد تُضاعَفُ إلى سبعمائة ضعف وأكثر، وإنما

الأجرُ شيءٌ مقَدَّر، فالحسنة لها ثوابٌ معلوم، ففاعلُها يعطي ذلك الثواب مضاعفاً إلى عشر

مرّات، ولهذا المقصّر عنه أجران.

(7544)

الحديث الرابع بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعلى قال:

حدّثنا محمد بن إسحاق قال سمعت أبا نبيه قال: سمعْتُ عائشة تقول:

(1) المسند 6/ 161، والترمذي 1/ 180 (108) وقد ذكر أحاديث الباب، وقال عن حديث عائشة: حسن

صحيح، وأنه قد روي من غير وجه عن عائشة، وأنّه قول أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين. وأخرجه

ابن ماجة 1/ 199 (608)، وصحّحه ابن حبّان 3/ 451، 452 (1175، 1176).

(2)

المسند 6/ 48، ومن طريق ابن أبي مليكة أخرجه البخاري 8/ 209 (4547)، ومسلم 4/ 2053 (2665).

(3)

المسند 6/ 48 ومن طريق هشام الدّستوائي وغيره عن قتادة أخرجه مسلم 1/ 549، 550 (798)، ومن طريق

قتادة أخرجه البخاري 8/ 691 (4937).

ص: 302

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. "ما تحتَ الكعبَين من الإزار في النّار"(1).

(7545)

الحديث الخامس بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال:

حدّثنا ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عمارة (2) بن أبي فروة أن محمد بن مسلم حدّثه

[أن عروة حدّثه] أن عمرةَ بنت عبدالرحمن حدَّثَتْه أن عائشة حدّثَتْها:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا زَنَتِ الأَمَة فاجْلِدوها، وإن زَنَتْ فاجلِدوها، وان زَنَتْ

فاجلدوها، ثم بِيعوها ولو بضَفير".

قال: والضفير: الحبل (3).

(7546)

الحديت السادس بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال:

أخبرنا الحجّاج عن أبي بكر بن محمد عن عمرة عن عائشة قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.: "إدا رمَيْتُم وَحَلفْتُم فقد حلّ لكم الطِّيبُ والثِّيابُ وكلُّ شيء، إلاّ

النساء" (4).

(7547)

الحديث السابع بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال أخبرنا

هشام عن بُديل عن عبدالله بن عُمير (5) عن عائشة:

(1) المسند 6/ 59. وأبونبيه من رجال التعجحل 523، وثّقه ابن حبّان. قال الهيثمي 5/ 126: رجاله تقات،

وقد صرّح ابن إسحاق بالسماع.

ويشهد للحديث ما رواه البخاري عن أبي هريرة 10/ 256 (5887).

(2)

ويقال فيه عمار، كما ذكر ابن حجر في التقريب 1/ 422، وجعله مقبولاً، وجعلَه غيرُه ضعيفاً.

(3)

المسند 6/ 65. ومن طريق الليث بن سعد عن يزيد أخرجه النسائي في الكبرى 4/ 303 (7465)، وابن

ماجة 2/ 857 (2566)، والطبراني في الأوسط 9/ 366 (8787). قال البوصيري: في إسناده عمّار بن أبي

فروة، وهو ضعيف كما ذكره البخاري وغيره، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال الطبراني: لم يرو هذا

الحديثَ عن الزُّهري عن عروة عن عمرة عن عائشة إلاّ عمّار بن عبد لله بن أبي فروة، ولا رواه عن عمّار

إلا يزيد بن أبي حبيب، تفرّد به الليث بن سعد. ورواه الناس عن الزهري عن عبيد الله بن عبدالله عن أبي

هريرة وزيد بن خالد .. وحديث أبي هريرة وزيد أخرجه الشيخان - الجمع 3/ 115 (2322).

(4)

المسند 6/ 143، والحجّاج ضعيف. وقد أخرجه بهذا الإسناد واللفظ ابن خزيمة 4/ 302 (2937) وأخرج أبوداود

2/ 212 (1978) من طريق الحجّاج عن الزهري عن عمرة عن عائشة: "إذا رمى أحدكم جمرة العقبة فقد حلّ

له كلّ شيء إلا النساء" قال أبو داود: هذا حديث ضعيف، الحجّاج لم ير الزهري ولم يسمع منه. وقد ضعّف

الألباني الحديث - الضعيفة 3/ 74 (1013) وينظر السنن الكبرى للبيهقي 5/ 136.

(5)

وهو عبدالله بن عُبيد بن عمير.

ص: 303

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يأكلُ طعاماً في ستّة نَفَرٍ من أصحابه، فجاء أعرابيٌّ فأكله

بلُقمتين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما إنّه لو كانَ ذكرَ اسمَ الله لكفاكم. فإذا أكلَ

أحدُكم طعاماً فَلْيَذْكُرِ اسمَ الله، فإن نَسِيَ أن يَذْكُرَ اسمَ الله فليقلْ: باسم الله أوّلَه

وآخره" (1).

(7548)

الحديث الثامن بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد

قال: حدثنا حمّاد بن سلمة عن أيوب عن أبي قِلابة عن عبدالله بن يزيد عن عائشة

قالت:

كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقْسمُ بين نسائه فيعدِلُ، ثم يقول: "اللهمّ هذا فعلي فيما أملِك،

فلا تَلُمْني فما تَمْلِكُ ولا أَمْلك" (2).

(7549)

الحديث التاسع بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال:

حدّثنا همّام بن يحيى قال: سمعتُ إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة قال: حدّثني شيبةُ

الخُضْري أنه شهد عروة يُحَدِّثُ عمر بن عبدالعزيز عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يجعلُ الله رجلاً له سهم في الإسلام كمن لا سهمَ له".

قال: "وسهام الإسلام الصومُ والصلاة والصَّدَقة. ولا يتولّى الله رجلاً في الدّنيا فيُوَلّيه يومَ

القيامة غيرَه. ولا يُحِبُّ رجلٌ قوماً إلاّ جاء معهم يوم القيامة". قال: "والرابعة لا يستُرُ اللهُ

على عبد في الدّنيا إلا يستُرُ عليه في الآخرة".

(1) المسند 6/ 143، وابن ماجة 2/ 1086 (3264)، وابن حبّان 1/ 132 (5214). قال البوصبري: رجال

إسناده ثقات على شرط مسلم (ابن عمير من رجاله) إلا أنّه منقطع، قال ابن حزم: عبدالله بن عبيد بن

عمير لم يسمع من عائشة. ومثله عنده محقّق ابن حبّان، وفصّل في تخريجه.

(2)

المسند 6/ 144، والنسائي 7/ 64، وابن ماجة 1/ 633 (1971)، وابن حبّان 10/ 5 (4205). ومن طريق

حمّاد أخرجه أبو داود 2/ 242 (2134)، والترمذي 3/ 446 (1140)، والحاكم 2/ 187، وصحّح إسناده

على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وقال النسائي بعده: أرسله حمّاد بن زيد. وقال الترمذي بعد أن ذكر أن

حمّاد بن سلمة رفعه: وابن زيد رواه عن أيوب عن أبي قلابة مرسلاً: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقسم

قال:

وهذا أصحّ من حديث حمّاد بن سلمة. وجعل شعيب في التعليق على ابن حبّان المرسل هو الصواب،

وكذلك الألباني - ينظر الإرواء 7/ 81 (2018).

ص: 304

فقال عمر بن عبدالعزيز: إذا سَمِعْتُم مثلَ هذا الحديث من مثل عروة عن عائشة عن

النبيّ صلى الله عليه وسلم فاحفظوه (1).

(7550)

الحديث العاشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال أخبرنا

جعفر بن بًرد قال: حدّثتنا أمُّ سالم الراسبيّة عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أُتِيَ باللبن قال: "كم في البيت بركةٌ أو بركتان"(2).

(7551)

الحديت الحادي عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع

قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:

كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ينامُ حتى يَنْفُخَ، تم يقومً فيصلّي ولا يتوضّأ (3).

(7552)

الحديث الثاني عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع

قال: حدّثنا مغيرة بن زياد عن عطاء عن عائشة:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخِّرُ الظهر ويُعَجِّلُ العصر، ويؤخِّرُ المغرب ويعجّل العشاء، في

السفر (4)،

(7553)

الحديت الثالث عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

وكيع قال: حدّثنا محمد بن عمران بن الحَجَبي قال: سمعت صفيَّةَ بنتَ شيبةَ عن

عائشة قالت:

(1) المسند 6/ 160: ورجاله رجال الصحيح، غير شيبة الخضري، قال عنه ابن حجر في التقريب 1/ 247:

مقبول. وقال الذهبي: فيه جهالة. وأخرجه النسائي في الكبرى 4/ 75 (6350). ومن طريق همّام أخرجه

أبو يعلى 8/ 49 (4566)، والطحاوي في شرح المشكل 8/ 49 (4566)، والحاكم 1/ 19، وصحّح إسناده،

واعترضه الذهبيُّ بجهالة شيبة. ووثّق الهيثمي رجاله - المجمع 1/ 42.

(2)

المسند 6/ 145، ومن طريق جعفر بن برد أخرجه ابن ماجة 3/ 1102 (3321) ونقل محقّقه عن البوصيري:

أمّ سالم وجعفر لم أَرَ من تكلَّم فيهما بجرح ولا تعديل، وباقي رجال الإسناد ثقات. ونقل أن أمَّ سالم لم

يُحَدِّث عنها غير جعفر، وهي امرأة عابدة، ووثّق بعضُهم جعفراً. وجعل ابن حجر جعفراً وأمَّ سالم مقبولين

- التقريب 1/ 89، 2/ 882، وضعّف الألباني الحديث.

(3)

المسند 6/ 135، وابن ماجة 1/ 160 (474) وصحّحه الألباني - الصحيحة 6/ 1026 (2925).

(4)

المسند 6/ 135 ومغيره صدوق له أوهام، واختلف قول العلماء فيه، والحديث من أفراد الإمام أحمد كما قال

ابن كثير - الجامع 36/ 289 (2427). قال الهيثمي 2/ 162. رواه أحمد، وفيه مغيرة بن زياد وثّقه ابن

معين وأبن عديّ وأبو زرعة، وضعّفه البخاري وغيره.

ص: 305

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحلّ اسمي وحرّمَ كُنيتي؟ وما حرَّمَ كنيتي وأحلّ اسمي؟ "(1).

(7554)

الحديث الرابع عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع

قال: حدّثنا عُبيدالله بن الوليد عن عبدالله بن عُبيد بن عُمير عن عائشة قالت:

سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة. فقال: "راحةٌ للمؤمن، وأَخْذَةُ أَسَفٍ

للفاجر" (2).

(7555)

الحديث الخامس عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ

ابن عيّاش قال: حدّثنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني عروة أن عائشة قالت:

والله ما سبَّحَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الضُّحى قَطُّ، وإنّي لأُسَبِّحُها.

وقالت: إن رسول الله كان يتركُ العملَ وهو يُحِبُّ أن يعملَه خشيةَ أن يَسْتَنَّ به الناسُ،

فيُفْرَضُ عليهم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحِبُّ ما خَفّ على الناس من الفرائض.

أخرجاه (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن مصعب قال: حدّثنا الأوزاعي عن الزّهري عن

عروة عن عائشة قالت:

ما سبَّحَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الضُّحى في سَفَر ولا حَضَر (4).

(1) المسند 6/ 135: ومن طريق محمد بن عمران أخرجه أبو داود 4/ 292 (4968). ومحمد بن عمران قال

عنه ابن حجر: مستور - التقريب 2/ 545. وقال الذهبي في الميزان 3/ 672: له حديث منكر، وذكره،

وضعّف الألباني الحديث.

(2)

المسند 6/ 136. وإسناده ضعيف فعبيد الله بن عبيد لم يسمع من عائشة. وعبيد الله بن الوليد متروك.

ومن طريق عبيد الله بن الوليد أخرجه البيهقي في السنن 3/ 379. وقال الهيثمي - المجمع 2/ 321: فيه

عبيد الله بن الوليد، وهو متروك.

(3)

المسند 6/ 86 ومن طريق ابن شهاب أخرجه مسلم 1/ 497 (718)، والبخاري 3/ 10 (1128). وشعيب بن

أبي حمزة من رجال الشيخين، وعلي بن عباس من رجال البخاري.

(4)

المسند 6/ 85، وأخرج البخاري 5/ 53 (1177) من طريق الزهري: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سبّحَ سُبحةَ

الضُّحى، وإني لأُسبِّحُها. ومسلم - السابق.

ص: 306

* طريق آخر:

حدّثنا مسلم قال: حدّثنا يحيى بن يحيى قال: حدّثنا يزيد بن زُريع عن سعيد

الجُريري عن عبدالله بن شقيق قال:

قلت لعائشه: هل كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلّي الضُّحى؟ قالت: لا، إلا أن يجيءَ من مَغيبِه.

انفرد بإخراجه مسلم (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معتمر قال: سمعْتُ خالداً عن عبدالله بن شقيق عن

عائشة قالت:

ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي الضُّحى إلا أن يقدَمَ من سفر فيُصلِّي ركعتين (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا همّام عن قتادة عن مُعاذة قالت:

سألتُ عائشة: كم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلّي الضحى؟ قالت: أربع ركعات، ويزيد ما

شاء الله.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7556)

الحديت السادس عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى

عن مالك قال: حدّثني عبدالله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة قالت:

دَفَّتْ دافّةٌ من أهل البادية حضرةَ الأضحى، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"كُلوا وادّخِروا لثلاثٍ"

فلّما كان بعد ذلك قالوا: يا رسول الله، كان الناسُ ينتفعون من أضاحيهم، يَجمِلون منها

الوَدَك (4) ويتّخذون منها الأسقية. قال: "وما ذاك؟ " قالوا: الذي نهيتَ عنه من إمساك لحوم

(1) مسلم 1/ 496 (717).

(2)

المسند 6/ 31، رجاله رجال الصحيح. وبهذا الإسناد أخرجه ابن خزيمة 2/ 231 (1230).

ويشهد له الطريق السابق عند مسلم.

(3)

المسند 6/ 95، وإسناده صحيح. ومن طريق قتادة أخرجه مسلم 1/ 497 (719).

(4)

يجملون الودك: يذيبون الشحم.

ص: 307

الأضاحي. قال: "إنما نهيتُ عنه للدّافّة التي دفّت، فكُلوا وتَصَدَّقوا وادَّخِروا"

أخرجه مسلم (1).

وقد أخرج البخاري منه مختصرًا: "لا تأكلوا إلا ثلاثة أيام"(2).

والدّافّة: جماعة يسيرون سيرًا ليس بالشديد.

(7557)

الحديث السابع عشر بعد الاربعمائة: حدثنا أحمد قال: حدّثنا

عبد الرحمن عن مالك عن طلحه بن عبد الملك عن القاسم عن عائشة:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من نَذَرَ أن يُطيعَ الله فَلْيُطِعْه، ومن نَذَرَ أن يَعصيَ الله فلا يَعْصِه."

انفرد بإخراجه البخاري (3).

• طريق آخر

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: حدّثنا يونس عن الزّهري عن أبي سلمة

عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا نَذْرَ في معصية الله، وكفّارتُه كفّارة يمين"(4).

(7558)

الحديث الثامن عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدثنا سفيان

عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت:

جاءت سَهلةُ بنتُ سُهَيل فقالت: يا رسول الله، إنّي أرى في وجه أبي حذيفة من

دخول سالم عليّ. فقال: "أرْضِعيه". فقالت: يا رسول الله، كيف أُرضِعُه وهو رجلٌ كبير،

فضحك رسول الله، وقال:"ألسْتُ أعلمُ أنّه رجل كبير! " ثم جاءت فقالت: ما رأيْتُ في

وجه أبي حذيفة شيئًا أكرهه (5).

(1) المسند 6/ 51، ومسلم 3/ 1562 (1971) من طريق مالك.

(2)

البخاري 10/ 24 (5570).

(3)

المسند 6/ 36، ومن طريق مالك أخرجه البخاري 11/ 581 (6696).

(4)

المسند 6/ 247، ورجاله رجال الصحيح. ومن طريق يونس بن يزيد أخرجه النسائي 7/ 26، وأبو داود

3/ 232 (3290)، وابن ماجه 1/ 686 (2125)، والترمذيمما 4/ 87 (1524). قال أبو عيسى: هذا حديث

لا يصحّ؛ لأن الزهريّ لم يسمع هذا الحديث من أبي سلمة .. وأخرجه أبو يعلى 8/ 216 (4783)،

والطحاوي في شرح المشكل 5/ 403 (2158) وينظر تخريج المحقَقين. وصحّحه الألباني.

(5)

المسند 6/ 38.

ص: 308

أخرجه هكذا مسلم. وقد أخرج البخاريّ معناه (1).

وكان أبو حذيفة قد تَبَنَّى سالماً في الجاهلية، فلما كبر كرِه أن يرى زوجتَه، وإنما

حَلَبَت له في إناء فشرب. وهذا كان خاصّاً له. وبعضُهم يقولَ: نُسِخ هذا (2).

(7559)

الحديث التاسع عشر (3) بعد الأربعمائة: وبالإسناد عن عائشة قالت:

طَبَّبْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بيدَيّ هاتين لحُرْمه حين أحرم، ولحِلّه قبل أن يطوف (4).

• طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا حمّاد (5) عن

إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:

كأني أنظر إلى وبيص الطيب (6) في مَفرِق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أيّام وهو محرم (7).

الطريقان في الصحيحين.

(7560)

الحديث العشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا حيوة قال: حدّثني نافع بن سليمان أن محمد بن أبي صالح

حدّثه عن أبيه أنه سمع عائشة تقول:

(1) مسلم 2/ 1076 (1453). ومن طريق عروة في البخاري 7/ 314 (4000)، 9/ 131 (5088).

(2)

ينظر كثشف المشكل 4/ 373.

(3)

في الأصل "الحديث الحادي والعشرون

" ثم. "الحديث الثاني والعشرون" وهكذا

إلى نهاية مسند

عائشة. وقد يكون سهوًا من الناسخ أن قفز رقمين، أو أن يكون أسقط حديثين. ويرجّح الاحتمالَ الأوّل

قولُه: وبالإسناد.

(4)

المسند 6/ 39، والبخاري 3/ 584 (1754) - ومن طريق عبد الرحمن أخرجه مسلم 2/ 846 (1189).

(5)

وهو حمّاد بن أبي سليمان.

(6)

وبيص الطيب. بريقه ولمعانه.

(7)

المسند 6/ 124، ومن طريق إبراهيم أخرجه البخاري 1/ 381 (271)، ومسلم 2/ 847 (1190). وليس في

رواية الشيخين "بعد أيّام".

ص: 309

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإِمام ضامنٌ، والمؤذِّن مُؤْتَمن. فأرشدَ الله الإِمام، وعفا عن

المؤذِّن" (1).

(7561)

الحديث الحادي والعشرون بعد الأربعمائة: حدثنا أحمد قال: حدّثنا

حسن عن ابن لهيعة قال: حدّثنا أبو الأسود عن عروة عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قوله: "اجَعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تَتَّخِذوها قبوراً"(2).

(7562)

الحديث الثاني والعشرون بعد الأربعمائة: وبه عن عائشة:

أن خديجة سألتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن وَرَقة بن نوفل. قال: "قد رأيتُه، فرأيتُ عليه

ثيابَ بياض، فأحْسَبة لو كان من أهل النار لم يكن عليه بياض" (3).

(7563)

الحديث الثالث والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

هارون بن معروف قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو أن بكر بن سَوادة حدّثه أن

يزيد بن أبي يزيد حدّثه عن عُبيد بن عُمير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم:

أن رجلًا تلا هذه الآية {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] فقال: إنا لنجزَى

بكلَ عَمَلِنا؟ هَلَكْنا إذًا. فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم -َ فقال: "نعم، يُجزى به المؤمن في

(1) المسند 6/ 65، وأبو يعلى 8/ 45 (4562)، والطحاوي - شرح المشكل 5/ 436 (2195)، ومن طريق حيوة

أخرجه ابن حبَّان 4/ 559 (1671). وأخرجه الترمذي 1/ 402 (207) من طريق الأعمش عن أبي صالح

السمّان عن أبي هريرة. ثم ذكر أنه روي عن نافع بن سليمان عن محمد بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة

عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر اختلاف الأئمة في أيِّ الحديثين أصحّ. وأخرجهما ابن خزيمة 3/ 16 (1531،

1532) وقال: الأعمشُ أحفظ من مائتين مثل محمد بن أبي صالح. وينظر التعليق الطويل الذي كتبه

الشيخ أحمد شاكر على الحديث في الترمذي، وتخريج محققي أبي يعلى وابن حبَّان.

(2)

المسند 6/ 65، وفيه:"ولا تجعلوها عليكم قبورًا" بإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، ولكنه صحيح بما رواه

الشيخان عن ابن عمر- الجمع 2/ 202 (1313).

(3)

المسند 6/ 65، وإسناده كسابقة. وقد روى الترمذي 4/ 468 (2288) مثله من طريق عثمان بن عبد الرحمن

عن الزهريّ عن عروة عن عائشة. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل

الحديث بالقويّ. ومثله في المستدرك 3/ 393. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي:

عثمان هو الوقاصي، متروك.

ص: 310

الدنيا، في مصيبة في جسده فيما يُؤذيه" (1)

(7564)

الحديث الرابع والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا

عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة

قالت:

خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كان بالبَيداء -أو بذات الجَيش

- انقطع عِقْدٌ لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقامَ الناسُ معه وليسوا على ماء،

وليس معهم ماء، فأتى الناس إلى أبي بكر فقالوا: ألا ترى ما صنعتْ عائشةُ؟ أقامت برسول

الله صلى الله عليه وسلم ، وبالنّاس وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم واضعٌ

رأسَه على فَخِذي قد نام، فقال: حَبَسْتِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم والنّاسَ، وليسوا على ماء، وليس

معهم ماء. قالت: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقولَ، وجَعلَ يَطْعَنُ بيده في

خاصرتي، فلا يمنَعني من التحرُّك إلَّا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، فقام رسول الله

صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء، فأنزل الله تعالى آيةَ التَّيَمُّم، فتيمَّموا، فقال أُسيد بن

الحُضيرْ ما هي بأوّلِ بركتِكم يا آلَ أبي بكر. قالت: فبَعَثْنا البعيرَ الذي كنْتُ عليه فأصَبْنا

العقْد تَحتهَ.

أخرجاه (2).

• طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن عائنثمة.

أنها استعارت من أسماء قِلادة، فهَلَكَت، فبعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلاً في طلبها،

فوجدوها، فأدركَتْهم الصلاةُ وليس معهم ماء، فصلَّوا بغير وضوء، فشكَوا ذلك إلى النبيّ

(1) المسند 5/ 65. ورجاله رجالما الصحيح، إلا يزيد من رجال التعجيل 454، وثقه ابن حبّان. وأخرجه ابن

حبّان 7/ 186 (2923)، وأبويعلى 8/ 135 (4675) - وجعل الهيثمي رجاله رجال الصحيح -المجمع

7/ 15. وينظر تخريج محققّي أبي يعلى وابن حبّان.

وغير محقَق أبي يعلى يزيد بن أبي يزيد، إلى: يزيد بن أبي حبيب، وجعل الأولى تحريفاً! .

وقد جعل ابن كثير الأحاديث الثلاثة الأخير ممّا تفرّد به الإِمام أحمد- الجامع.

(2)

البخاري 1/ 431 (334)، ومن طريق مالك أخرجه كحسلم 1/ 279 (367).

ص: 311

- صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل آيةَ التَّيَمَّم. فقال أً سيد بن حًضَير لعائشة: جزاكِ الله خيراً،

فواللهِ ما نزلَ بك أمرٌ تَكرهينه إلاّ جعلَ الله عز وجل لكِ وللمسلمين فيه خيرًا.

أخرجاه (1).

(7565)

الحديث الخامس والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يعقوب قال: حدّثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال: حدّثني محمد بن جعفر بن الزبير عن

عروة بن الزبير عن عائشة أمّ المؤمنين قالت:

لمّا قَسَمَ رَسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطَلق وقعت جويريةً بنتُ الحارث في السهم

لثابت ابن قيس بن شمّاس- أو لابن عمٍّ له، فكاتَبَتْه على نفسها، وكانت امرأةً حلوة

ملاّحةً، لا يراها أحدٌ إلا أخذَت بنفسه، فأتت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تستعينُه في كتابتها. قالت:

فوالله ما هو إلا أن رأيتًها على باب حجرتي فكَرِهْتُها (2) وعرفْتً أن سيرى فيها ما رأيْتُ،

فدخلَتْ عليه فقالتْ: يا رسول الله، أنا جويريةً بنت الحارث بن أبي ضِرار، سيّد قومه،

وقد أصابَني من البلاء ما لم يَخْفَ عليك، فوقعتُ في السَّهم لثابت بن قيس بن الشّمّاس

أو لابن عمٍّ له، فكاتَبْتُه على نفسي، فجِئْتُك أستعينُك على كِتابتي. قال: "فهل لك في

خير من ذلك؟ " قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: "أقضي كِتابَتَك وأتزوَّجُك" قالت: نعم

يا رسول الله. قال: "قد فعلْتُ".

قالت: وخرج الخبر إلى النّاس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوّج جويرية ابنة الحارث، فقال

الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأرسلوا ما بأيديهم. قالت: فلقد أُعتقَ بتزويجه إيّاها

مائةً أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأةً كانت أعظمَ بركةً على قومها منها (3).

(7566)

الحديث السادس والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

يزيد قال: أخبرنا جعفر بن بُرد عن أمّ سالم الراسبيّة قالت: سمعْتُ عائشة تقول:

(1) المسند 6/ 57، والبخاري 1/ 440 (336) وأخرجه مسلم -السابق- من طريق هشام.

(2)

في الأصل "فخِفْتُها" والمثبت من المصادر.

(3)

المسند 6/ 277، والسيرة النبوية 13/ 85. ومن طرق عن ابن إسحاق أخرجه أبو داود 4/ 22 (3931)،

والطبراني في الكبير 19/ 61 (159)، وأبو يعلى 8/ 373 (4963)، وصحّحه ابن حبّان 9/ 1 36 (4045)

وقوى المحققون إسناده لتصريح ابن إسحاق بالسماع.

ص: 312

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسُ محمّد بيده، لخُلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله من

رِيح المِسك" (1).

(7567)

الحديث السابع والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

وكيع قال: حدّثنا كَهْمَس عن عبد الله بن بُريدة عن عائشة قالت:

جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أبي زوَّجَني ابنَ أخيه يرفع

بي خَسيسَته. فجعل الأمرَ إليها. قالت: فإنّي قد أجزت ما صنعَ أبي، ولكن أردْتُ أن تعلمَ

النساءُ أن ليس للآباء من الأمر شيء.

ابن بُريدة لم يسمع من عائشة (2).

(7568)

الحديث الثامن والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

وكيع قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214] قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"يا فاطمة بنت محمد، يا صفيّة بنت عبد المطّلب، يا بني عبد المطّلب، لا أملِك لكم من

الله شيئًا. سَلُوني من مالي ما شِئتُم".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(1) المسند 6/ 240. وجعفر بن برد ومولاته أمّ سالم مقبولان، لهما حديث رواه ابن ماجه 2/ 1103 (3321).

قال البوصيري: لم أرَ من تكلَّم فيهما بجَرح ولا توثيق. وقال الدارقطني: لم يحدّث عن أمَ سالم غير جعفر.

وقد ضعّف الألباني حديثهما المذكور.

وجعل ابن كثير حديث عائشةَ هذا مما تفرّد به الأمام أحمد 37/ 434 (3743). وقد أخرجه النسائي

بإسناد آخر إلى عروة عن عائشة 4/ 167، وللحديتَ ما يشهد له في الصحيح عن أبي سعيد وأبي هريرة -

الجمع 2/ 465 (1804)، 3/ 22 (2195).

(2)

المسند 6/ 136، ومن طريق كهمس أخرجه النسائي 6/ 86، وقد أخرج الدارقطني الحديث في السنن

3/ 232 من طرق عن ابن بريدة، ثم قال هذه كلّها مراسيل، ابن بريدة لم يسمع عن عائشة شيئًا ..

وأخرجه ابن ماجه 1/ 602 (1874) من طريق وكيع عن كهمس عن ابن بريدة عن أبيه. ليس فيه ذكر

لعائشة. وصحح البوصيري إسناده، قال. وقد رواه غير المصنف (ابن ماجة) من حديث عائشة وغيرها.

وجعل الألباني الحديث ضعيفًا شاذًّا.

(3)

المسند 6/ 136 ومسلم 1/ 192 (205).

ص: 313

(7569)

الحديث التاسع والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا

وكيع عن علي بن صالح عن إبراهيم بن مُهاجر عن إبراهيم عن عائشة قالت:

سُرِقَت مخْنَقتِي، فدَعَوْتُ على صاحبها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تُسَبِّخي عنه، دَعيه

بذنبه" (1).

ومعنى تُسَبِّخي: تُخَفّفي.

(7570)

الحديث الثلاثون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا علي بن

عبد الله قال: حدّثنا سفيان عن أبي يعفور عن أبي الضُّحى عن مسروق عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشرُ، شَدّ مِئزره، وأحيا ليلَه، وأيقظَ أهله.

أخرجاه (2).

• طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا الحسن بن

عبيد الله قال: حدّثنا إبراهيم عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهدُ في العشر مالًا يجتهد في غيره.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(7571)

الحديث الحادي والثلاثون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدثنا

ابن نُمير قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: "تَحَرَّوا ليلةَ القدر في العشر الأواخر من رمضان"(4).

(1) المسند 6/ 215، بإسناده ضعيف. ورواه 6/ 45 من طريق الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن

أبي رباح عن عائشة. وبهذه الطريق الأخيرة أخرجه أبو داود 2/ 80 (1497) - وضعّفه الألباني.

(2)

البخاري 4/ 269 (2024). ومن طريق سفيان بن عينيه أخرجه مسلم 2/ 832 (1174)، وأحمد 6/ 40 -

وأبو يعفور هو عبيد بن نسطاس.

(3)

المسند 6/ 82، ومسلم 2/ 832 (1175) من طريق عبد الواحد بن زياد.

(4)

المسند 6/ 56، وهو في مسلم 2/ 828 (1169). ومن طريق قام في البخاري 4/ 259 (2107).

ص: 314

• طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: أخبرنا إسماعيل قال: أخبرني

أبو سهيل عن أبيه عن عائشة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "تَحَرَّوا ليلةَ القدر في الوتر من العَشر"(1).

(7572)

الحديث الثاني والثلاثون بعد الأربعمائة: حدثنا البخاريّ قال: حدّثنا

عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة:

أن الحارث بن هشام سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف يأتيك الوحي؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحياناً يأتيني مثلُ صَلْصَلة الجَرَس، وهو أشدُّه، فيفْصِمُ عنّي وقد

وَعَيْتُ ما قال. وأحياناً يأتيني الملك رجلًا فيُكَلِّمُني فأعي ما يقول".

أخرجاه (2).

ومعنى يَفْصم عنه: يقلع عنه.

(7573)

الحديث الثالث والثلاثون بعد الأربعمائة: حدّتنا الترمذي قال: حدّثنا

أبو كُريب قال: حدّثنا خَلاّد بن يزيد الجُعفي قال: حدّثنا زهير بن معاوية عن هشام بن

عروة عن أبيه عن عائشة

أنهّا كانت تَحْمِلُ ماءً زمزم، وتُخْبِرُ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَ يحملهُ (3).

****

(1) المسند 6/ 73، وأخرجه البخاري من طريق إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل- نافع بن مالك بن أبي

عامر الأصبحيّ 4/ 259 (2107) ولم يُشر المؤلّف إلى أن الطريقين في الصحيحين.

(2)

البخاري 1/ 18 (2)، ومن طرق عن هشام أخرجه مسلم 4/ 1816 (2333). وأخرجه أحمد 6/ 257 من

طريق مالك.

زاد البخاري وأحمد. قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيْتْه ينزلُ عليه الوحيُ في اليوم الشديد البرد،

فيفصم عنه وإنَ جبينه ليتَفصّد عَرَقًا.

(3)

الترمذي 3/ 295 (963) وقال: حديث حسن غريب، لا نعرفُه إلَّا من هذا الوجه. وصحّح الحديث الألباني

- الصحيحة 2/ 543 (883).

ص: 315