الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
السؤال: نرجو من فضيلتكم توجيه نصيحة لإخواننا السلفيين في العراق حول طريقة التعامل مع الآخرين من الناس سواء المخالفين أو غيرهم؟
الشيخ: أظن أخذت الجواب سلفاً.
السائل: جزاكم الله خير شيخ، ويسلم عليك الشيخ محمود ويقرئك السلام، ويود أن يراك.
الشيخ: عليك وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، وأنت بدوري سلم عليه وعلى كل من يسأل عنا.
السائل: وهو يود أن يراك.
الشيخ: إن شاء الله ربنا يجمعنا والعراق حر أولاً، ثم قد تاب من ضلاله وعاد إلى ربه بعد هذه المحنة التي ابتلي بها، وكانت سبباً لابتلاء كثير من البلاد الإسلامية الأخرى، وفي مقدمتها السعودية وما انضم إليها.
السؤال: الحكومات الحالية التي تحكم العالم الإسلامي أكثرها أتت بصورة غير شرعية بصورة انقلابات أو المستعمر هو الذي أوجدها، نسأل هذه الحكومات سمعنا بعض فتاويكم أنه لا يجوز مخالفتها، لابد من الاستئذان منها
ولابد من .. فنسأل عن الحكومة الشرعية التي يجب علينا طاعتها أو لا نخالفها؟
الشيخ: هي التي تعلن الحكم بالإسلام وتطبق ما تعلن فعلاً.
السائل: وإذا لم تطبق ولا
…
الشيخ: نرى إذا لم، لأنه مثلاً نخرج عليها نقول لك: لا، فنرى
…
السائل: يعني: كإعانة إخواننا المسلمين فهذه الحكومات قد لا تأذن لنا بإعانتهم، فهل يجب علينا أن نطيعها في هذه الحالة؟
الشيخ: خل مثالك واقعي يا أخي، تعين إخوانك المسلمين مثلاً العراقيين؟
السائل: العراقيين.
الشيخ: سؤال ليس واضحاً، لأن الجواب لا تسمح، لكن أنت تريد أن تقول: لا تسمح بالإعانة ..
السائل: مالية مادية.
الشيخ: وأيضاً هذا مسموح به.
مداخلة: يتكلم عن بعض بلاد الخليج بحكم وجود ..
الشيخ: أي نعم، هذه تدخل في قاعدة: إذا ترتب من وراء هذه الإعانة مفسدة أكبر من المصلحة التي يريد الشخص أن يقوم بها فتنقلب المصلحة إلى مفسدة، وإلا فهو واجب القيام بهذه المصلحة، واضح الجواب؟
السؤال: يا شيخ أنت ذكرت للأخ الجزائري الذي قبل هذا أنه على مستوى
أفراد أنه الأفضل أن يروح إلى أفغانستان ما يأتي إلى بغداد، بسبب أن الدولة ما تسمح له، أو يخرج عن طاعة الدولة، فأنا بالنسبة لي في بغداد، يحق لي أن ألتحق بهم أنا وإخواني؟
الشيخ: كيف لا.
السائل: يعني يجوز هذا.
الشيخ: أي نعم.
السائل: جزاك الله خير.
الشيخ: نحن نقول بالنسبة للجزائر وغيرها ما يخرجوا، لأنه إذا خرجوا سيعملوا خصام ونزاع بينهم وبين الدولة وتنضرب الدعوة، فهذا نلاحظه نحن في بعض الظروف والأحوال.
(الهدى والنور/468/ 48: 45: 00)
الشيخ: لا إله إلا الله، فذكر لنا أول ما جلس بأنه سمع من أحد الجزائريين الذين اتصلوا بي، وسألوني عن الذهاب إلى العراق من أجل الجهاد، وأنا كما تعلمون أنتم ننصح الدول الإسلامية أن تكون عوناً للشعب العراقي على الكفار المحاربين لهم ومن كان معهم من المتحالفين معهم، فهذا رأينا دائماً وأبداً، ولعل هذا كان من جملة ما ذكرنا للشيخ علي، لأنه كان قد زارنا هنا ولو بأوقات ضيقة بسبب ظروفه المتعلقة بسفره، فقلنا له: نحن لا نرى شرعية ذهاب الأفراد من المسلمين المتحمسين إلى العراق لأن ذلك لا يفيد الجيش العراقي قوة،
وإنما قد يلقي على كواهلهم تكاليف وأعباء هم في حاجة إلى من يخففها عنهم، وليس إلى من يزيدهم ثقلاً على ثقل، فكان هذا جوابي للسائل، فذكر هذا السائل لأخونا هذا ما سمع مني، وكان في النقل شيء من التغيير الذي لابد منه، فبينا للأخ هذا أن رأينا كان ولا يزال أنه يجب على الدول الإسلامية أن يعينوا الجيش العراقي في سبيل المحافظة على الشعب العراقي وليس تأييداً للحزب البعثي أو لرئيسه، ثم قال أحد الجالسين: الآن ممكن يتكلم صدام الآن الساعة إحدى عشر أعادوا كلامه الذي فيه التصريح بانسحاب الجيش العراقي من الكويت، وكنت أريد أن أتكلم معهم، فالآن إذا ذهبتم إلى هناك ماذا تستطيعون أن تفعلوا، أنا في اعتقادي وهذا اعتقاد كثيرين من أن الجيش العراقي يعد الملايين ربما يكون مجهز للقتال مليونين، فأنتم إذا ذهبتم كأفراد ماذا يكون تأثيركم لصالح الجيش العراقي ما أظن ذلك يغني شيئاً، بل كما قد تعلمون أن الشعوب الإسلامية وبخاصة هنا فهم يرسلون الإمدادات المتعلقة بالطعام والشراب إلى الجيش العراقي، ولعلكم على علم بذلك، فأنا قلت لصاحبنا الذي أشرت أنت إليه آنفاً: إذا خرجتم من الجزائر هل تخرجون ومعكم طعامكم وشرابكم وأسلحتكم وو ..
إلى آخر ما يلزم المجاهدين، أم ستكونون كلاً على الشعب العراقي والجيش العراقي، كان هذا قبل هذا الإعلان الذي سمعتموه من صدام.
فالآن هل تعتقدون أنكم تكونون عوناً للجيش العراقي وهو سيدافع عن بلده العراق وقد انسحب من الكويت، هل تعتقدون بأنكم تكونون عوناً له؟
أنا قلت: يجب على الحكومات الإسلامية وقلت لكثير من الذين سألوا: إن
كان الجيش الجزائري خرج بعدده وعدته بسلاحه الجوي والبري حامياً لجيشه إلى أن يصل إلى العراق فهذا هو الواجب، أما كأفراد فذلك مما لا يسمن ولا يغني من جوع، والآن مع الأسف قد فوجئنا بإعلان صدام أمره للجيش العراقي بالانسحاب من الكويت، فكيف تتصورون أنكم إذا ذهبتم كنتم عوناً للجيش العراقي وهو ليس بحاجة إلى عدد، وإنما هو بحاجة إلى عدة، فتفضل .. ماذا عندك.
السائل: يا شيخ بالنسبة
…
بسلاح ونأتي بشيء كثير من الجزائر، نحن في الجزائر لا نملك شيء، أمة مسلمة
…
يحبون هذا الشيء.
الشيخ: أنا أعرف هذا، ولذلك نصحت الجزائريين وفي شخص الشيخ علي أن الدولة إذا لم تتجاوب مع هذا الواجب فالأفراد لا يفيدون شيئاً، إلا قلت: إلا أطباء وممرضين فهذا واضح النفع فيهم إن شاء الله، أما للجهاد للقتال .. الآن أنتم ما شاء الله واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة، هل تمرنتم على القتال بالوسائل الحربية الحديثة كلكم؟
أنا أسأل الأخ هنا ابتداء باليمين، ما هو تمرنك؟
مداخلة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، تمرنا يا شيخ في الحماية المدنية، في الإنقاذ، وأنا رجل من رجال المطافي.
الشيخ: حسن. أنت؟
مداخلة: السلام عليكم، في الحماية المدنية وسائق شاحنة ورافعة،
…
سائق
مع المدني
…
الشيخ: طيب، أنت يا أخي؟
مداخلة: بسم الله الرحمن الرحيم، ميكانيكي وسائق شاحنات.
الشيخ: ميكانيكي، نعم.
مداخلة: أنا عندي شيئين متخصص في كهرباء السيارات وطباخ، عندما قال الأخ علي بالحاج ليس الجهاد أن نذهب بالسلاح فقط، هم محتاجين الذي يطهي أي شيء،
…
في وسط المدينة أو تخرج للقتال، فأحببنا هذا الشيء، ونعاون إخواننا في الله الشعب العراقي هذه نيتنا والشرع
…
الشيخ: نعم.
مداخلة: السلام عليكم، أنا مختص سائق شاحنة، يعني: بوتر أو شاحنات.
الشيخ: الكبيرة.
مداخلة: نقل
…
الشيخ: طيب، الأخ.
مداخلة: متخصص في المياه.
الشيخ: المياه؟
مداخلة: الشرب الصالح.
الشيخ: يعني أيش؟
مداخلة: الإصلاحات القناة التي تكون مكسرة تصليحها.
الشيخ: لا، أردنا أن نفهم ما معنى في المياه ماذا تعني؟
مداخلة: نصلح قناة المياة.
الشيخ: أي نعم.
مداخلة: وسائق كل الشاحنات، أكبر أو أصغر.
الشيخ: طيب، بقية إخوانكم هكذا؟
مداخلة: يا شيخ نعم، كل شيء وصية الجبهة الإسلامية للإنقاذ، أكثرهم أطباء متخصصين في الحماية المدنية، والخدمة الوطنية.
الشيخ: جميل، نعم.
مداخلة: يا شيخ قلت قبل قليل: أنا جئنا فرادى ولم نأت جماعة،
…
لقد جئنا مع هيئة وهي الجبهة الإسلامية للإنقاذ وهي أنا في رأيي تمثل الحكومة.
الشيخ: لا، ما تمثل حكومة.
مداخلة: الحكومة هي شكلية فقط.
الشيخ: لا لا، لا تبالغ في الواقع، الحكومة لا يمثلها إلا من كان من الحكومة، وليس من كان من الشعب الذي يعارض الحكومة لأنها لا تحكم بما أنزل الله، وأنتم تعلمون هذه الحقيقة بلا شك، لكن أنا أقول وأكرر ما سمعتموه آنفاً، نحن نقول: الدول لأن عندها من الاستعدادات للجهاد والقتال أكثر من الأفراد، أكثر
من الأحزاب، لأن الأحزاب في كل الحكومات الإسلامية مع الأسف الشديد لا يسمح لها بأن تكون متسلحة ومستعدة للقتال، أليس كذلك؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب، فإذاً: كون الحزب الفلاني أو الفلاني هو جماعة وكتلة لا يحقق الهدف الذي أنا أدندن حوله وأتكلم فيه، نحن نريد الدول كل دولة بما عندها من سلاح جوي أو بري أو أسلحة متعددة الأنواع والأشكال .. إلخ، فأنتم الآن حسب ما شرحتم ووصفتم يدخل فيما أنا أراه مناسباً أن ذهابكم إلى هناك يفيد؛ لأن الإعانة والطبابة والتمريض وما شابه ذلك بلا شك الجيش العراقي الآن أحوج ما يكون إلى مثل هذه المساعدة، أما لمباشرة القتال فهذا لم يكن من قبل من رأيي؛ لأن الأفراد هؤلاء ليس عندهم من الأسلحة ومن القوة التي تتناسب مع شراسة الحرب المضروبة على الشعب العراقي، فإذا كان الأفراد الذين خرجوا من الجزائر في مثل هذه الاختصاصات فهذا شيء طيب، وهذا الذي أنا قلته للشيخ علي، أما القتال مباشرة القتال فنحن لا نرى أن يكون ذلك من أفراد وإنما من الحكومات، ومع الأسف كما ترون الحكومات منطوية على نفسها، وليس لها من المساعدة للشعب العراقي أو الجيش العراقي سوى الكلام والتحميس ونحو ذلك.
ولكن مع هذه أي: مع معرفة أنكم ذوو اختصاصات مختلفة فأرى أن تتصلوا مع الشيخ علي هاتفياً، لابد أن عليكم مسؤول كرئيس.
(الهدى والنور/468/ 00: 47: 00)
الشيخ: جيد، له نائب، أرى أن يتصل النائب بالشيخ علي، ويقول: لابد أنكم سمعتم بما وقع من حيث إعلان صدام الانسحاب من الكويت، فإذا شجعكم على الذهاب رغم ذلك فامضوا، ونرجو أن تكونوا موفقين بالقيام بواجبكم.
السؤال:
…
يعين: آخذاً بعد هذه الجلسة الطيبة إن شاء الله.
الشيخ: طيبك الله.
السائل: آمين إن شاء الله.
الشيخ: أنا أنصحكم بما ذكرت أكثر من مرة لبعض الشباب المتحمسين هنا في الذهاب إلى هناك، أن تكونوا حريصين على المحافظة على الأحكام الشرعية في حالة إقامتكم هناك في بلادكم فضلاً عن حال إقامتكم في غربتكم، فإن كثيراً من الناس قلت ولا أزال أقول: يذهبون إلى الحج إلى بيت الله الحرام وهو فرد مرة واحدة في العمر كما تعلمون، ومع ذلك فكثير منهم في طريقه إلى الحج أو في عودته من الحج يقع في مخالفات شرعية تحبط عمله، فقد يضيعون الصلاة ذهاباً وإياباً، وقد يتعللون أو يجدون لأنفسهم أعذاراً في تركهم للصلاة، فهل هؤلاء يعودون رابحين أم خاسرين، هؤلاء الحجاج الذين يذهبون ليقضوا فريضة الحج عليهم ومع ذلك يضيعون فرائض من الصلاة ومن غير الصلاة، فكثيراً ما سمعنا أن بعض هؤلاء الحجاج لسوء تربيتهم قد يسب أحدهم دين أخيه المسلم، قد يسب ربه .. إلخ، فهذا يعود من الحج بخفي حنين كما يقول المثل العربي القديم، بل كما قال ذلك البدوي لمثل هذا، قال: وما حججت ولكن حجت الإبل، فنصيحتي لكم ولكل الشباب المسلم الذين يكونون هناك أو يذهبون إلى هناك أن يكونوا حريصين على ألا يضيعوا شيئاً من الفرائض الأخرى والواجبات الأخرى.
فمثلاً: أنتم لابد أنكم سمعتم بصلاة في كتب الفقهاء تسمى بصلاة الخوف، وهناك صلاة أخرى تسمى بصلاة الخوف الشديد، وبعضهم كان يسميه بصلاة المسايفة، تعرفون ولابد ما معنى المسايفة، أي: الالتحام والاشتباك مع الكفار، حتى في هذه الحالة لا يجوز للمسلم أن يضيع صلاة من الصلوات الخمس، ولكن ربنا عز وجل يخفف عن عباده ويسهل لهم القيام بما فرض عليهم، ويسقط عنهم بعض ما كان فرضاً عليهم، فكما تعلمون بالنسبة لصلاة السفر فهي قصر، أما صلاة الخوف فهي قصر القصر، أي: الصلاة الرباعية بسبب السفر تصبح ثنائية، وهذه الثنائية بسبب الخوف والقتال تصبح فردية، أظن أن هذا معروف لديكم.
ولكن إذا ما التحم الجيشان فهناك لا يبقى ركوع ولا سجود، إنما هو التكبير وإيماء بالرأس فقط، لماذا ربنا عز وجل يسر هذا التيسير على عباده في حالة الخوف الشديد {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة: 178]، ولكي لا يكون المسلم غافلاً عن ربه وعن عبادته حتى في ساعة العسرة، فإذا كان الأمر هكذا فمن باب أولى إذا كنتم مثلاً تعالجون أمراً كل منكم على حسب تخصصه، ففاتتكم الصلاة فلا ينبغي أن يلهيكم ذلك الأمر عن أداء الصلاة مثلاً في وقتها، هكذا يجب على المسلم أن يكون مع الله عز وجل في استحضاره لطاعته وعبادته حتى في أحرج الأوقات، فاتقوا الله ما استطعتم، هذا ما يحضرني الآن.
(الهدى والنور/469/ 49: 00: 00)
(الهدى والنور/469/ 07: 03: 00)