الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حول كتاب يتكلم عن
الاستعانة بالمشركين
السائل: بهذه المناسبة أقول: اطلعتم على كتاب حول الاستعانة بالكفار، كتاب جديد هذا.
مداخلة: الكاتب حسان
…
الشيخ: من هذا حسان؟
مداخلة: حسان نفسه شيخنا الذي اتصل معك من أجل حديث الذي كان عن شعيب.
الشيخ: هو هذا.
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: هذا موضوع بحث جيد إلى حد كبير، موضع الاستعانة بالكفار الذي وقع من السعودية، الحقيقة كان مستوعب استيعاب جيد.
مداخلة: في هذه المسألة أم في الكتاب كله؟
الشيخ: لا لا، في هذه المسألة.
مداخلة: كلامك الآن عن المسألة.
الشيخ: لا، أقول: هذه المسألة بالذات تكلم فيها كلاماً جيداً، لكن المثال الذي أريد أن أذكره الآن هو ما قبل هذه المسألة تعرض لموضوع الجهاد وفضله وأن العلماء يقولون الجهاد قسمان: جهاد فرض عين وجهاد فرض كفاية، وأن العلماء هو هنا يبدأ خطأ الرجل، فينتقد العلماء الذين قالوا بأن المجاهد في الجهاد الثاني الذي هو فرض كفائي يجب عليه أن يستأذن من أبويه، فهو أنكر هذا، وأخذ بالادلة العامة التي تحض على الجهاد وتبين فضيلة الجهاد ..
إلخ، فوقع في خطأ فاحش جداً لا يمكن أن يقع العالم أو الفقيه الذي عنده ثقافة عامة بأدلة الكتاب والسنة في الأحكام الشرعية، فهو مثلاً لو كان يستحضر في ذهنه مثل قول الرسول عليه السلام:«لا تصوم امرأة صوماً بغير إذن زوجها إلا صوم رمضان» وأنتم تعلمون جميعاً أن هناك أيام مخصصة بفضائل عظيمة جداً، كصوم مثلاً عاشوراء، صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والآتية، هذا ليس من رمضان، فليس للزوجة أن تصوم ما سوى رمضان حتى هذه الأيام الفضيلة إلا بإذن الزوج، ومثل هذا الحديث أدلة أخرى التي تقيد الزوجة بإطاعة زوجها إلا بمعصية الله، ومن ذلك أيضاً إطاعة الحاكم المسلم الذي يتبنى الإسلام نظاماً ودستوراً وقانوناً، فهذا يجب إطاعته فيما لا يجب أصلاً وشرعاً، وأنه لا يجوز مخالفته، وإذا أمر بشيء غير واجب صار هذا الأمر الذي كان غير واجب واجباً، ولا يجوز مخالفته إطلاقاً إلا في الفرض العيني، هذه النصوص تعطي للمتفقه فيها ثقافة خاصة حينما يأتي إلى مثل موضوع الجهاد الكفائي فيجد العلماء
يقولون إنه لابد من الاستئذان حينئذٍ يستنكر هو: لماذا تعطيل هذه الفريضة العظيمة التي بها يعد ربنا عز وجل الإسلام وأهله بمثل هذا القيد، ويحاول بهذه المناسبة أن يصرف دلالة الحديث المعروف الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا رسول الله! جئت إليك لأجاهد معك وقد تركت أبوي يبكيان. فقال عليه السلام: «ارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما» يقول: هنا ما فيه الأمر بالاستئذان، هكذا يقول، لأنه أخذ لفظية، هذه أمثلة أو قليل من الأمثلة التي إذا جهلها الإنسان يقع في مثل ذاك الفهم الواسع جداً الذي لا يستطيع أطوع الناس لله ولرسوله أن ينطلق بحيث أنه يقدم للناس أي علم ولو كان في منتهى الكمال.
أنا أقول: لو أن كل إنسان مسلم يقوم بأداء ما يجب عليه من العلم لكان المسلمون في غير هذه الحالة التي يعيشونها، ولكننا إذا وسعنا هذه الدائرة أنه يجب على كل مسلم أن يقدم إلى المسلمين أي معلومة أقول الآن، لأنه العلم قد يكون له دلالة واسعة جداً، أي معلوم يعلمه ينفع الناس فيه ولو في الطعام والشراب ونحو ذلك، فمعنى هذا أننا أوقعنا أنفسنا في معصية الله عز وجل دون أن نكون ملزمين بمثل هذا التحريج على أنفسنا، هذا في الواقع من شؤم الاتكال على الدراسة التي لا تتقيد بمنهج علمي تظافرت عليه جهود العلماء منذ أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
هذا جواب ما سألت مما يحضرني.
(الهدى والنور/471/ 45: 00: 00)
(الهدى والنور/471/ 11: 08: 00)