المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مجلس آخر حول فتنة الخليج - جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى - جـ ١١

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌قضية حرب الخليج الثانية(العراق-الكويت)

- ‌مجالس حول فتنة الخليج

- ‌مجلس حول فتنة الخليج

- ‌مجلس آخر حول فتنة الخليج

- ‌مجلس آخر حول فتنة الخليج

- ‌مجلس آخر حول فتنة الخليج

- ‌مجلس آخر حول فتنة الخليج

- ‌مجلس آخر حول فتنة الخليج

- ‌مجلس آخر حول فتنة الخليج

- ‌مجلس آخر حول فتنة الخليج

- ‌مجلس آخر حول فتنة الخليج

- ‌مجلس آخر حول فتنة الخليج

- ‌كلمة حول إشاعة مفادها أن الشيخ زار العراقأثناء فتنة الخليج وحول فتنة الخليج بعامة

- ‌الجهاد في العراق

- ‌الجهاد في العراق

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌الجهاد في شمال العراق

- ‌حكم الاستعانة بالمشركين

- ‌حول حكم الاستعانة بالمشركين

- ‌حول كتاب يتكلم عنالاستعانة بالمشركين

- ‌حول حديث ثابت بن الحارث

- ‌حول حكم الاستعانة بالمشركين

- ‌متفرقات حولفتنة الخليج

- ‌اجتياح العراق للكويت

- ‌هل صدام كافر

- ‌حكم قتل الجندي العراقي في الكويت

- ‌هل يصدق حديث (يغزو جيش الكعبة)على اعتداء الغرب على العراق

- ‌قتل الأمريكان في السعودية

- ‌هل هناك مانع أن يحتل العراقمدينة سعودية

- ‌التبرع بالدم للجيش العراقي

- ‌حكم قتل الجنود العراقيين وهم يُصَلُّون

- ‌دروس وعبر من أزمة الخليج

- ‌نصيحة لأهل السنة في العراق

- ‌بين الألباني وابن باز في فتنة الخليج

- ‌الجهاد في أريتيريا

- ‌الجهاد في أريتيريا

- ‌باب منه

- ‌السلفية في السودان

- ‌السلفية في السودان

- ‌ألبانيا

- ‌أحوال المسلمين في ألبانيا

- ‌ليبيا

- ‌أحوال السلفيين في ليبيا

- ‌حكم الهجرة من ليبيا لما تلاقيه الصحوةالإسلامية هناك من تضييق

- ‌تعليقاً على السؤال الماضي

- ‌سؤالات ليبية

- ‌لبنان

- ‌أحول أهل السنة في لبنان

- ‌تركيا

- ‌الإسلام في تركيا

- ‌الأردن

- ‌السلفيون والسياسة في الأردن

- ‌الفلبين

- ‌التحاكم للمحاكم في الفلبين

الفصل: ‌مجلس آخر حول فتنة الخليج

‌مجلس آخر حول فتنة الخليج

السؤال: يا شيخ! ما رأيك بصحة الفتوى التي يقولون أنه يجوز دخول القوات المتعددة الجنسيات لحماية السعودية من العدوان العراقي؟

الشيخ: نحن تكلمنا في هذه المسألة كثيراً، وعند أخينا هذا الذي هو أمامك الآن أشرطة عديدة بعضها مطول كثيراً وكثيراً، وبعضها مختصر، وبعضها متوسط، ولذلك فسوف لا أطيل في الإجابة عن هذا السؤال، لأنه صار بالنسبة إلي ممجوجاً لكثرة ترداده، تفهم علي ممجوجاً؟

نحن سمعنا مثل هذه الفتاوى وما كدنا أن نصدق لبعدها عن النصوص الشرعية والقواعد العلمية، ولكن كأنه تواترت الأخبار لدينا بأن هناك بعض الفضلاء ممن يفتي بجواز استجلاب الكفار إلى بلاد الإسلام، وبدعوى أن هذه دول صديقة، فنحن نقول:

أولاً: لا يجوز لدولة مسلمة وبخاصة إذا كانت تعلن دائماً وأبداً أنها تحكم بالكتاب والسنة، لا يجوز لها أن تستعين بأعداء دينها أولاً، ثم بأعداء المسلمين ثانياً، ذلك لأنني أتصور شعباً كافراً بدين الله عز وجل، لكنه ممكن أن يكون مسالماً للمسلمين غير معاد لهم ولا محارب لهم، أتصور هذا، فلو كان هذا الشعب الكافر بدين الله عز وجل مسالماً للمسلمين لا يجوز في دين الإسلام

ص: 89

الاستعانة بهم لمقاتلة كفار آخرين، أو شعوباً كفاراً آخرين، لماذا؟

لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد صح عنه في غيرما حديث واحد أن بعض الأفراد تارة وبعض الجماعات من الكفار تارة أخرى أرادوا أن يقاتلوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما سأل الفرد منهم: هل أسلمت؟ قال: لا، كان جوابه:«إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين» في نص رواية الإمام مسلم: «إنا لن نستعين بمشرك» .

اتصال قطع الكلام لكنه غير مثبت في الشريط.

وصل بنا كلامنا السابق إلى حديث مسلم: «إنا لن نستعين بمشرك» لن نستعين بمشرك أو بمشرك، هذا لن للتأبيد.

اتصال قطع الكلام لكنه غير مثبت في الشريط.

أظن الكلام السابق واضح، وآخر ما انتهى هو قوله عليه السلام:«إنا لن نستعين بمشرك» لا شك.

اتصال قطع الكلام لكنه غير مثبت في الشريط.

هذا أبو ليلى ليس راضياً عننا الليلة، لذلك سنرضيه الآن.

قلنا: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنا لن نستعين بمشرك» حتى الذين كانوا مسالمين له غير معادين له، ففي الأولى والأحرى أنه لا يجوز للمسلم أن يستعين بمشرك معادي له، هذا بالأولى، وأولى من هذا الأولى أن لا يستعين المسلم بالأعداء من الكفار المشركين، وليس بعدو واحد، وأولى من كل هذا وهذا أنه لا يجوز للمسلم أن يستعين بدولة معادية هي إن لم تكن أقوى دولة في العالم كله فهي من

ص: 90

أقوى الدول، بحيث أن الدولة المسلمة إذا استعانت بهذه الدولة الكافرة والمعروف عداؤها الشديد للمسلمين فحلت بلاد الإسلام أنه من الممكن أن لا تخرج من بلاد الإسلام؛ لأنها عدوة للمسلمين ولدين المسلمين كما دلت التجارب على ذلك.

إذاً: من الخطأ الفاحش ما وقع من الاستعانة بالأمريكان في هذا الزمان القريب، وبخاصة أن في الجيش الأمريكي يهود معروفون بعدائهم الشديد وبمشايعة الأمريكان لهم، ومناصرتهم إياهم ضد المسلمين في كل بلاد الإسلام وبخاصة في فلسطين، فلذلك كانت هذه الاستعانة مخالفة للشريعة من وجوه عديدة، ومخالفة للسياسة الشرعية بصورة عامة لو كان هناك إذن ما بالاستعانة ببعض الكفار إذا كانوا مسالمين، لو كان هناك إذن بمثل هذه الاستعانة فهذه الاستعانة لا يمكن أن يسمح بها الشارع الحكيم، ولذلك قلت: إذا كانت الاستعانة بالأمريكان والبريطان، البريطان هم الذين هيؤوا أرض فلسطين لليهود، والأمريكان هم الذين وطدوا لهم وأمدوهم بأموالهم وأسلحتهم .. إلخ، فمتى يمكن تحقيق قوله عليه السلام:«إنا لا نستعين بمشرك أو لن نستعين بمشرك» ؟ معنى هذا تعطيل لهذا الحديث ومصلحة المسلمين عامة.

ومن الأمور التي تحز في النفس وتجعل المسلم حيران في بعض السياسات التي تقع اليوم في بلاد الإسلام، إن الدولة السعودية خافت من الدولة البعثية التي يمثلها صدام، فما بالها جلبت الدولة البعثية السورية إلى أرضها؟ ، هذه أمور حقيقة مما يجعلنا نحن وإن كنا بعيدين عن السياسية وممارستها لكننا نعلم يقيناً

ص: 91

أن الأمر ليس بيد المسلمين، الأمر بيد الأمريكان، الأمريكان هم الذين فرضوا على الدولة السعودية أن تفتح أبوابها للأمريكان والبريطان ولمن كل من تريد الأمريكان أن تتظاهر أمام العالم الإسلامي بأن تستعين بالدول الإسلامية، فهذه مصر وهذه سوريا البعثية، فما الفرق بين هذا البعث وهذا البعث؟ لا فرق إسلامياً، لكن الفرق سياسياً موجود، فهذا البعث أمريكا رضيت عنه، وهذا البعث أمريكا غضبت عليه، فإذاً: على كل الدول التي تعتبر أمريكا من الدول الصديقة مع الأسف وهي من أعدى أعداء الإسلام والمسلمين، على كل هذه الدول التي تمشي في ركاب أمريكا أن ترضى بما ترضى أمريكا وأن تكره ما تكره أمريكا، فأين الآيات التي كنا نسمعها قبل حلول هذا البلاء الأكبر لا نسمعها من بلاد أخرى إلا من بلاد السعودية، {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51] فأي تولي أكبر وأخطر من مثل هذا التولي الذي وقعت فيه الدولة السعودية في هذه الأيام القريبة؟ وهذا هو المثال تلمسونه لمس اليد، استعانت السعودية بأمريكا خوفاً من البعث، والذي خافت منه أتت بأمريكا إلى عقر دار السعودية، وقد قلت في كثير من الكلمات، وما كنت أريد أن أطيل الكلام في الحقيقة للسبب الذي ذكرته في مطلع هذا الجواب أننا تكلمنا كثيراً وكثيراً جداً حول هذه المصيبة الكبرى.

فقد قلت: ما الذي يحول بين الأمريكان وفيهم جنود من اليهود أن يحتلوا بلادهم القديمة خيبر، وأن يحتلوا ضواحي المدينة إن لم نقل المدينة أماكن بني النظير وبني قريظة وأمر طبيعي جداً أن يحنوا إليها وهم بعيدين عن فلسطين، وما

ص: 92

بالهم وقد احتلوا تلك البلاد ليس بقوتهم ولا بسلاحهم وإنما بالسياسة المنحرفة عن الحكمة وعن الشريعة في آن واحد، فما الذي يحول بين اليهود المتحمسين أن يحتلوا خيبر؟ وأن يحتلوا المدينة؟ فهل باستطاعة الدولة السعودية أن ترد كيد هؤلاء ومكر هؤلاء إذا ما أرادوا أن يحتلوا بلادهم القديمة؟ والسعودية خافت من العراق، والعراق ليست بأقوى من أمريكا، فإذا رضيت باحتلال أمريكا لبلادها برضاها فما الفرق أن تحتل هذه البلاد العراق؟ لا فرق، هذا بعث وهؤلاء بعث، وهؤلاء يهود، لذلك هذه ورطة كبيرة جداً، وأنا أعتقد أن المشكلة الأساسية في هذه العلة التي لا علاج لها إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى بقدرته وحكمته.

أنا أعتقد أن هذا الإدخال لهؤلاء الكفار الأعداء ومن تمام المصيبة أن نسمي الأعداء أصدقاء، متى كان هؤلاء أصدقاء للمسلمين؟ هذه من تمام المصيبة، فالقصد أن هذا الإدخال لم يكن بناء على قوله تعالى:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران: 159]، ولا على قوله تعالى:{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38]، أنا أعتقد أن في بلاد السعودية علماء أفاضل قد لا نجد مثلهم في بلاد أخرى إلا نادراً، لو أخذ رأيهم قبل أن تقع الواقعة ودرسوا ما سيترتب من مفاسد داخلية غير المفاسد الخارجية التي تلحق بالدول الإسلامية كلها لو استشيروا وتأملوا فيما سينتج من مفاسد لما أذنوا بهذا الإدخال بوجه من الوجوه، ولكن الدكتاتورية بالتعبير العصري والتعبير العربي الاستبداد بالحكم، مع التستر بالشرع بكلمات معسولات الكتاب والسنة والكتاب والسنة، ولم يبق عندنا

ص: 93

الكتاب والسنة إلا الصلاة والصيام وتلاوة القرآن وإذاعة القرآن في مناسبات منظمة، وهذا أمر طيب بلا شك، ولكن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2 - 3] ما دام نريد أن نحكم بالكتاب والسنة فمن الكتاب والسنة أن نستشير أهل العلم، هل يوجد هناك ناس في تلك البلاد نفسها من يستطيع أن يقول: إن أهل العلم أخذ رأيهم قبل أن يستجلب هؤلاء الكفار إلى بلاد الإسلام؟ ما أظن هذا، ولكن بعد أن وقعت الواقعة، وبدأ العالم الإسلامي يثور على هذه المصيبة صدرت الأوامر لأهل العلم بأن تصدروا فتاواكم بتأييد هذا الواقع، تلكأ بعضهم في أول الأمر فيما يبدو لنا والله أعلم، ثم وجدوا أنفسهم مضطرين إلى إصدار الفتاوى تحت عنوان: الضرورات تبيح المحظورات.

أنا أقول: هذا قلب للحقائق الشرعية، لو أن الأمريكان وهي أكبر دولة في العالم أو من أكبر الدول هاجمت السعودية ماذا تفعل؟ عليها أن تقاتل أن تجاهد وأن تنال إحدى الحسنيين: إما النصر وإما الشهادة في سبيل لله، لكن لم يبق هناك في العالم الإسلامي بعامة وفي السعودية بخاصة شيء اسمه الجهاد إلا الأفغان، وإلا تقول الآية:{وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} [التوبة: 46] فلو أرادوا الجهاد حقاً كانوا استعدوا قبل هذه الاستعدادات الضخمة التي يسموها اقتصادية واجتماعية ويتفاخرون بها أنها أصبحت من بين الأمم بارزة في هذه الناحية، فأين الاستعداد للجهاد في سبيل الله؟ فلما خافت من مهاجمة العراق لها كما هاجمت الكويت ما تستطيع أن تجاهد.

ص: 94

إذاً: تستطيع أن تستعين بالعدو الكافر، هل هذا عذر؟ الله أكبر.

ولعل بعض المشايخ على الأقل هناك بدؤوا يفيئون إلى أنفسهم ويعرفون أنهم كانوا مشايعين للحاكم الذي تورط هذه الورطة ونحن كما قال عليه السلام: «هلا شققت عن قلبه» نحن ما ندري هذا الحاكم أو هذه الحكومة ماذا كان في قلبها حينما استعانت بعدو دينها، هل أرادت أيضاً الكيد للإسلام والمسلمين، أم كان هذا رأياً ثجاً غير ناضج، وأمر طبيعي أن يكون كذلك ما دام أنها لا تطبق القرآن الكريم:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران: 159] وقد وقعت الواقعة فلننظر الآن ما الذي تستطيع أن تفعله الدولة السعودية؟

أنا ما أعتقد أن أحمق الحمقى يتصور أن السعودية بمجرد أن تقول للأمريكان وفيهم اليهود بالألوف المؤلفة والبريطان وفيهم اليهود وهم أصحاب وعد بلفور ما يوجد مهما كان أحمقاً يقول يعتقد أن السعودية تأمر الأمريكان والبريطان بالرجوع إلى بلادهم أنهم سيقولون لبيك، هذا مع الأسف شيء يبكي بدل الدمع الدم، لذلك نقول:«ليس لها من دون الله كاشفة» ، فنسأل الله عز وجل أن يجعل لهذه الأمة مخرجاً وفرجاً مما ألم بها.

هذا ما يحضرني جواباً لهذا السؤال.

(الهدى والنور / 457/ 45: 00: 00)

السؤال: سمعنا يا شيخ أن جورج بوش يريد النزول بجدة، هل تعتبر جدة من الأماكن التي لا يجوز للكفار دخولها؟

ص: 95

الشيخ: أي نعم، لا يجوز للكفار أن يدخلوها، وبخاصة إذا كان أكفر الكفار والكفار كلهم تحت يده وأمره.

مداخلة: بوش نزل وروح يا شيخ.

الشيخ:

وعيد هناك؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: عيد؟

مداخلة: نعم عيد الشكر عنهم قضاه اليوم نصفه في جدة ونصفه بين القوات.

الشيخ: الله المستعان! لقد رأينا يعني: لو لم يكن إلا هذا المنظر لكفى ذلاً، رأينا راية لا إله إلا الله بجانبها الصليب، متى كان هذا؟

(الهدى والنور / 457/ 46: 21: 00)

السؤال: الآن يا شيخ يجري في السعودية تدريب على الأسلحة للاستعداد تطوع عمل دورات تطوعية، فما حكم التطوع بذلك؟

الشيخ: هو التطوع أيضاً من الأسماء الدخيلة في الإسلام، لأنها تعني أن الاستعداد غير واجب، تطوع .. ربنا يقول:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] بمعنى المفروض حينما يكون هناك شعب مسلم محكوم من دولة مسلمة تحكم بما أنزل الله حقاً فهي تطبق أحكام شريعة الله تطبيقاً كاملاً ليس من جانب دون جانب، فمن هذه الأحكام ما ذكرته آنفاً من قوله تعالى:

ص: 96

{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] وبخاصة إذا كانت الدولة قد امتن الله تبارك وتعالى عليها بالأموال الطائلة التي لا تعرف كيف تتصرف بها لكثرتها، فهذه أولى وأولى من أي دولة أخرى أن تجعل شعبها كل فرد مستطيع أن يكون مهيئاً للجهاد في سبيل الله، حتى إذا ما وقعت الواقعة كما وقع الآن يكونون أفراد هذا الشعب مهيؤون للموت والجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى.

فالآن كثير من الدول مع الأسف الشديد تقنع بتجهيز جيش رسمي للدولة، ولا توسع دائرة التجنيد بحيث يصبح الشعب كله جنداً يستطيع أن يقاتل في سبيل الله، وهذه بلا شك سياسة أيضاً أجنبية قلد فيها المسلمون الكفار، فجعلوا الخدمة العسكرية قسمين: إجباري واختياري، وهو الذي يسمونه بالتطوع، حينما تقع مثل هذه المشكلة في أي بلد كان يتظاهر الحكام بأنهم يريدون تمرين الشعب على القتال، ويفتحون باب التطوع، فإذا ما زال السبب الموجب لفرض مثل هذا التطوع أصبح اسم التطوع نسياً منسياً.

بعد هذه التوطئة أريد أن أقول: هذه فرصة يجب على الشباب المسلم أن يغتنمها وأن يهتبلها في سبيل الاستعداد للجهاد ولا أقول القتال؛ لأن في الدول القائمة الآن في البلاد الإسلامية ليس من سياستها لأنها غير شرعية أن يكون الشعب يستطيع القتال، لأنهم يخشون من الشعب، فإذا ما تظاهرت دولة ما بدعوة الشعب إلى التطوع كما يقولون على الشعب أن يركض ركضاً إلى هذا التمرن، ولكن بشرط واحد وهو أن لا يترتب من وراء هذا التطوع مخالفة شرعية، ففي بعض الدول التي لا تهتم مثلاً بالصلاة، وبخاصة إذا كان قوادها

ص: 97

ورؤساء الجيش غير مصلين إذا حان وقت الصلاة لا يسمحون للمتطوعين بأن يصلوا وأن يقيموا الصلاة بوقتها ومع جماعة، حينئذٍ هذا التطوع يخالف ذلك الفرض، فإذا ترتب من وراء القيام بتطوع إضاعة فرض نضيع التطوع في سبيل المحافظة على الفرض، وهذا مثال، والأمثلة قد تكثر، فقد يكون هناك مثلاً اختلاط بين النساء والرجال في بعض الدول، بين الفتيان والفتيان، بين الشبان والشابات وهكذا، باسم التطوع، فإذاً: هذا التطوع فرصة تسنح للمسلمين، فعليهم أن يغتنموها ولكن بشرط أن يراعوا الأحكام الشرعية الأخرى.

(الهدى والنور / 457/ 42: 22: 00)

السؤال: سمعنا يا شيخ أن القوات الأمريكية كانت متجهة إلى الخليج قبل دخول العراق، فما صحة ذلك؟

الشيخ: هذه أخبار تشاع من بعض المتعرقين لتبرير ما فعلته العراق، وقد يكون الأمر كذلك وقد لا يكون، ونحن ما نستطيع أن نثبت خبراً خاصة في زمن كهذا زمن حرب وضرب، وإذا كان الرسول عليه السلام الذي حرم الكذب مع ذلك قال: الحرب خدعة، فالكفار الذين لا يحرمون ولا يحللون كما قال تعالى:{قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29] فإذا كان الشرع الحكيم الذي لا يحرم شيئاً إلا لحكمة، ولا يبيح إلا لحكمة قال: الحرب خدعة. فمن باب أولى أن هؤلاء الكفار يكذبون دون أن يكون هناك حرب في سبيل ما يسمى بحرب الأعصاب، أو الإعلام أو ما

ص: 98

شابه ذلك.

فلو فرضنا أن هذا الخبر كان صحيحاً أراد الأمريكان أن يحتلوا الكويت، فهل من الإسلام أن يحتل الكويت؟ شعب مسلم ودولة مسلمة تتظاهر بالإسلام لأن الكافر يريد أن يحتل هذا البلد الإسلامي، أم الواجب أن يقف في وجه هذا الذي يريد الاعتداء عليه، يعني: لو كان حقاً الأمريكان يريدون أن يحتلوا الكويت واجب العراق وواجب كل الدول أن يحولوا بما عندهم من سلاح ومن قوة، لكن حقيقة هذه الأخبار الله أعلم بصحتها.

(الهدى والنور / 457/ 00: 29: 00)

السؤال: رأيك يا شيخ بوضع سفارة لروسيا في السعودية ووضع سفارة للسعودية في روسيا، أول لم تكن هناك علاقات الآن موجودة؟

الشيخ: أنا في الحقيقة إذا سألتني وأنا أجيبك لا فرق عندي في وضع سفارة متبادلة من الطرفين كما جاء في سؤالك في الدولة الروسية أو الدولة الأمريكية، ما فيه فرق، حتى في عهد الشيوعية التي قضي عليها ما فيه فرق، لأن الكفر ملة واحدة، لكن السياسة تختلف بلا شك، هو على قاعدة: حنانيك بعض الشر أهون من بعض. فالآن لما أعلنت روسيا انفصالها من الشيوعية فكأن السعودية وجدت متنفساً فأرادت أن تعامل السوفيت كما تعامل الأمريكان والبريطان، فأنا ليس من المهم عندي تبادل السفارات، المهم عندي تحكيم الشريعة، فالآن عندنا في البلاد الإسلامية سفارات من الدول العربية كلها صور وأصنام، هذا ليس من الإسلام، فسواء كانت هذه الصور موضوعة في بلاد الكفر أو في بلاد

ص: 99

الإسلام هذه مخالفة للإسلام.

(الهدى والنور / 457/ 48: 31: 00)

السؤال: إذا ما حصل قتال بين قوات متعددة الجنسيات في الخليج والعراق، ما حكم القتال تحت راية صدام حسين أو تحت الراية الأخرى؟

الشيخ: نحن تكلمنا عن هذه المسألة مراراً وتكراراً، إذا أراد الدول الإسلامية أن تخرج العراق من الكويت جاز لها ذلك، إذا أرادت الدول الإسلامية أن تخرج المعتدي الباغي العراق من الكويت يجوز لها ذلك، ولكن لا يجوز لها أن تقاتل العراق في بلاد العراق، لأنها حينذاك تكون مثلها في الاعتداء.

فأقول: إذا الدول الإسلامية تجمعت لإخراج العراق من الكويت هذا من باب رد الباغي، لكن لا يجوز لها أن تحتل العراق كما يريد الأمريكان، بالتالي لا يجوز أن يقاتلوا مع الأمريكان، لأن الأمريكان لا تحكم بشريعة الإسلام فسوف لا تقف مع المسلمين عند أحكام الإسلام، بهذا ينتهي الجواب عن سؤالك.

(الهدى والنور / 457/ 26: 33: 00)

السؤال: هناك حديث استدل به بعض أهل العلم في المسألة المبحوثة وهو ما ذكروه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنكم تصالحون الروم صلحاً آمناً.

استدل بعض أهل العلم في هذه المسألة التي نحن بصدد بحثها بحديث ذكروه عن النبي عليه الصلاة والسلام وهو قوله: (إنكم تصالحون الروم صلحاً آمناً وتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم فتنصرون وتغنمون)، وقالوا: أخرجه

ص: 100

الإمام أحمد وأبو داود بإسناد صحيح، فما هو مدى صحة قولهم، وما هو المعنى الصحيح لهذا الحديث؟

الشيخ: أولاً: إن الاستدلال بهذا الحديث على ما كنا فيه آنفاً من الاستنكار الشديد للاستعانة بالكفار ليس لهذا الحديث علاقة بهذا الموضوع إطلاقاً، لأن مصالحة المسلمين لبعض الكافرين شيء، والاستعانة بالكافرين شيء آخر، هذا أولاً.

فإذا قاتل الكفار مع المسلمين عدواً مشتركاً بينهم فهذا لا يعني أن المسلمين طلبوا العون منهم، وإنما هذا وقع بسبب الصلح القائم بين المسلمين وبين أولئك الكافرين، هذا الذي أريد أن أقوله أولاً.

والجواب باختصار: المصالحة مع الكفار ثم اشتراك الكفار مع المسلمين في قتال عدو مشترك شيء، وطلب المسلمين من عدوهم الكفار أن يقاتلوا عدواً آخر هذا شيء آخر. هذا أولاً.

ثانياً: هذا الحديث الذي تلوته آنفاً طرف من حديث، والحديث له تتمة وهو في الواقع إذا ما نظرنا إلى تتمة الحديث نقلب الحديث حجة عليهم ويخرج عن كونه حجة لهم خروجاً أكمل من البيان السابق، لأننا قلنا: لا تلازم بين مصالحة المسلمين لبعض الكافرين وبين اشتراك هؤلاء الكفار مع المسلمين في قتال عدو مشترك، أما هذا الذي ستسمعون تمام الحديث فهو يؤكد بأن الحديث حجة لعدم شرعية الاستعانة، مع أن الحديث ليس فيه الاستعانة، لكن يدل على سوء عاقبة

ص: 101

اشتراك المسلمين مع بعض الكفار وهم ليسوا أعداء للمسلمين، بل هم صلح معهم، مع ذلك فالعاقبة سوف تكون لغير صالح المسلمين، والآن نستخرج الحديث من سنن أبي داود باللفظ التام، وهو في مسند الإمام أحمد أيضاً بالسند الصحيح.

«ستصالحون الروم صلحاً آمناً، فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم، فتنصرون وتغنمون وتسلمون، ثم ترجعون سالمين غانمين منصورين، حتى إذا نزلوا بمرج ذي طلول فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول: غلب الصليب، فيغلب رجل من المسلمين فيدقه، فعند ذلك تغدر الروم وتجتمع للملحمة» كيف يجوز الاستدلال بهذا الحديث على تجويز ما فعلته السعودية الآن؟

هذا الحديث أولاً يخبر عن أمر غيبي: ستصالحون الروم. فهل هناك صلح الآن بين المسلمين وبين الأمريكان؟ أين الصلح وأنا سمعت ولعلكم يوجد من بينكم من يشاركني في السماع أن هذا بوش الخبيث هذا قال: لا يجوز الآن معنى كلامه استغلال قضية فلسطين، أي: المساومة، قال: المساومة في قضية فلسطين في سبيل حل المشكلة القائمة الآن، سمعتم هذا أم لا؟

مداخلة: لا يجوز الربط بين القضايا.

الشيخ: أيه هذا، لو هناك صلح بين المسلمين والكفار لابد يكون الصلح لصالح المسلمين، وليس مع إبقاء القديم على قدمه، بل والتصريح بأن هذه المسألة ثانية، هذه مسألة فلسطين مع أنها هذه مسألة إسلامية، أما هذا هنا مسألة

ص: 102

صليبية محضة، هل الأمريكان ستنتصر للكويت؟ ستنتصر للسعوديين؟ كذابين، وإنما هي مصالحهم.

فالشاهد: هنا الحديث يقول: ستصالحون الروم. الآن ما فيه مصالحة مع الروم، الآن يعني: هناك عبارة شامية تقول: حك لي أحك لك. مصالح متبادلة، فالسعودية تريد تحافظ على أموالها على أراضيها على بترولها، وأيضاً الأمريكان تريد أيضاً أن تحافظ على هذه المصالح الأمريكية في البلاد السعودية بعامة وبترولها بخاصة، فإذاً: ليس هناك صلح بين المسلمين وبين الروم، هذا أولاً، فالحديث ليس له علاقة بهذا الواقع إطلاقاً.

ثانياً: قلنا آنفاً بأن المصالحة والقتال لعدو مشترك شيء وطلب الاستعانة من الكفار شيء آخر، وتذكروا التفصيل السابق، الاستعانة بأكبر دولة على وجه الأرض، كنت ذكرت لعل إخواننا يذكرون هذا، أنا كنت ذكرت أن بعض العلماء الذين ذهبوا إلى جواز الاستعانة بالكفار وهذا مع الأسف موجود في المذهب الحنبلي، الذي يحكم به السعوديون إلا ما ندر، لكن الحمد لله هذا المذهب كان يقظاً وضع قيداً وشرطاً لو أن الحكومة السعودية التزمته ما وقعت في هذه الخطيئة والفاحشة الكبرى، ماذا فعل المذهب الحنبلي والشافعي؟

قال: يجوز الاستعانة بالكفار لقتال الكفار والمشركين بشرط أن يكون المسلمون لهم الغلبة على المستعان بهم، أعوذ بالله، أين نحن وأين هذا الشرط، الغلبة للكفار، والدليل أن هذا الكافر ذهب يعيث في بلاد الإسلام، لماذا لم تقل السعودية: هذا لا يجوز في دين الله، لماذا رفع الصليب البريطاني بجانب الراية

ص: 103

السعودية: لا إله إلا الله؟ لأنه ما فيه غلبة من المسلمين على الكفار.

الخلاصة: هذا الحديث فيه نبأ عظيم جداً أن عاقبة الاشتراك مع الكفار ليس الاستعانة بهم، الاشتراك مع الكفار في قتال عدو مشترك هذا يكون مدعاة للفتنة، وهذا سيقع، يقول النصراني: غلب الصليب، المسلم تأخذه الغيرة الإسلامية فيقتله، فيثأر الكفار لقتيلهم وتقع المعركة بين المسلمين وبين الروم الذي كانوا عما قريب صلحاً مع المسلمين، ثم من المعلوم أن المسلمين إذا تهادنوا مع الكفار أو تصالحوا معهم لا مانع من هذا ولكن يجب أن يكونوا أيقاظاً أن يكونوا نبهاء، ما يغدروا بهم.

فالاستعانة التي قال بها بعض المذاهب اشترطوا أن تكون الغلبة للمستعين لا للمستعان بهم، ولذلك الذي وقع الآن ليس ضد السنة فقط، وضد المذاهب، وليس فقط ضد المذاهب الأربعة، بل الأربعين والأربعمائة، لأنه لا إنسان يقر هذا الوضع الذي لا يمكن وصفه إلا من إنسان أوتي لساناً.

فالشاهد: إذاً خلاصة الجواب عن الحديث أولاً: ليس له علاقة بالاستعانة، ثانياً: إنما وقع القتال مع النصارى أو الروم هؤلاء النصارى لقتال عدو مشترك للمسلمين وللروم الذين صالحهم المسلمون، ومع ذلك كانت العاقبة أن غدر المسلمون بالكفار، فالكفار في المسلمين ووقعت الملحمة، ومعنى الملحمة يعني: الحرب الضخمة العظيمة جداً.

فإذاً: أنا أشعر بأن حشر هذا الحديث في موضوع الساعة هو مما يدل أن

ص: 104

الجماعة ما فيه عندهم دليل واضح يسوغون هذا الواقع المؤلم فيلجؤون إلى مثل هذه الاستدلالات الواهية التي ليس لها صلة مطلقاً بالحادث.

(الهدى والنور / 457/ 02: 35: 00)

السؤال: سمعت قبل مدة من أحد الشباب أنك أفتيت ولا أعلم ما صحة هذا بعدم جواز القتال ضد أمريكا حتى وإن كان في أي .. يعني: لا يجوز محاربة الأمريكان في الأراضي السعودية، فما صحة هذه الفتيا؟

الشيخ: في الأراضي السعودية؟

السائل: نعم.

الشيخ: من الذي يريد يحارب الأمريكان في الأراضي السعودية؟

السائل: إذا نشبت حرب بين العراق.

الشيخ: أنت تقول: في الأراضي السعودية

محاربة الأمريكان.

السائل: نعم.

الشيخ: كيف يكون محاربة الأمريكان.

السائل: الآن فيه قوات أمريكية في أراضي الجزيرة.

الشيخ: افهم سؤالي، أنت عارف سؤالك؟

السائل: نعم.

الشيخ: ما هو يمكن غلطان أنا بالفهم أو غلطان أنت باللفظ، ما هو سؤالك؟

ص: 105

السائل: نعم أن هناك قوات أمريكية داخل الجزيرة العربية، فلا يجوز مقاتلة هذه القوة.

الشيخ: من الذي يريد يقاتل هذه القوات من؟

السائل: العراق.

الشيخ: العراق ستهجم على السعودية وتقاتل الأمريكان؟

السائل: لا. الأمريكان هم الذين يهجموا على العراق.

الشيخ: أنت غيرت سؤالك الله يهديك، أنت تقول: مقاتلة الأمريكان في السعودية، ولذلك أسألك أنا: من الذي يقاتل الأمريكان في السعودية، بينما أخيراً ظهر من كلامك أن الأمريكان إذا يريدوا يهاجموا العراق، أليس هكذا تقول.

السائل: نعم

الشيخ: اثبت على شيء حتى نعرف نجاوبك.

السائل: هذا الأخير.

الشيخ: أنه قلت أنا ما يجوز مقاتلة الأمريكان إذا هاجموا العراق؟

السائل: نعم.

الشيخ: كذب وزور، نحن نقول الذين يريدوا يقاتلوا الأمريكان لا تكونوا خياليين، هذه الأمريكان عندكم هنا، عرفت أين الأمريكان هنا، ما فيه إلا ستين

ص: 106

سبعين كيلو، من الذي يريد يقاتل الأمريكان؟ هذه كلها أفكار خيالية نظرية، الغرض منها الوصول لشيء من باب الإشاعات التي سأل عنها الأخ أنه قيل: أنه إذا العراق ما احتل الكويت كان الأمريكان يريدون يحتلوها، نريد نعالج الأمور الواقعة، من الذي يريد يقاتل الأمريكان، قل الآن أنت سواء كان الصورة الأولى أو الأخرى من؟

السائل: العراق.

الشيخ: العراق، لماذا يريد يقاتل الأمريكان؟ هل أنت متصور أن العراق يهاجم الأمريكان في السعودية؟

السائل: كلا.

الشيخ: إذاً: كيف يقاتل.

السائل: ربما يعتدي الأمريكان نفسهم على العراق، العراق تدافع عن نفسها

الشيخ: جميل جداً، الآن نقول لك: ما رأيك إذ الأمريكان هاجمت العراق، والعراق فيها مسلمين كثيرين طبعاً، هل يجوز لهؤلاء العراقيين أن يقاتلوا الأمريكان وقد غزاهم الأمريكان في عقر دارهم؟ يجوز أم لا يجوز؟

السائل: يدافعوا عن أراضيهم نعم.

الشيخ: وأنا أقول معك هكذا، أين ذهب سؤالك، كيف صار سؤالك أولاً وماذا تحرر من هذه المناقشة.

ص: 107

السائل: السؤال أني سمعت أحد الشباب

الشيخ: ما تتكلم لي السؤال، وما آفة الأخبار إلا رواتها، الآن ماذا سمعت.

السائل: أن هذا باطل إن شاء الله، سمعت أن الكلام إن شاء الله يكون باطل وكذب.

الشيخ: سمعت أن يجوز مقاتلة الأمريكان أم لا؟

السائل: من كلامك أنت الآن.

الشيخ: نعم.

السائل: لا يجوز إلا في حالة إذا الأمريكان هم اعتدوا على العراق، فالعراقيين يدافعوا عن أنفسهم.

الشيخ: الله يهديك، يا أخي فيه عندنا حكم شرعي وعندنا قضية تتعلق بالإنكار والاستطاعة، فالأمريكان الآن في البلاد السعودية من يستطيع أن يقاتل الأمريكان وهم في البلاد السعودية من؟

السائل: ما أحد.

الشيخ: طيب هذا الذي تسأل عنه أنت يجوز أم لا يجوز؟

السائل: نعم.

الشيخ: تسأل عن شيء لا يمكن إذاً؟

السائل: أنا سمعت هكذا، أنا أريد أتحقق من الفتيا.

ص: 108

الشيخ: ما عليك أنا لا ألومك، لكن الأسئلة يجب أن تكون واقعية وبالتالي يكون الجواب واقعي، فإذا كنت تسمع مني استنكار اسمه استفهام استنكاري من الذي سيقاتل الأمريكان وهم في البلاد السعودية، يمكن؟ قلت: لا، طيب: شيء لا يمكن يترتب عليه حكم شرعي؟

السائل:

الشيخ: ما يترتب، فأنا أقول لك: هذا السؤال غير وارد، وهذا انتهينا منه، لأنك رجعت أخيراً تقول: الأمريكان إذا هاجموا العراق، هذا ممكن، وماذا سمعت الجواب؟

السائل: أنه يجوز.

الشيخ: فإذاً: الذي سمعته اتركه يذهب من ذهنك وريح عقلك منه

يعصمنا الخطأ والسهو؟

(الهدى والنور / 457/ 36: 47: 00)

السؤال: ما هو دور الشباب الآن السعودي في هذه الأوضاع؟

الشيخ: الله يكون في عونهم، دورهم أنه يربوا أنفسهم على كتاب الله وعلى حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يدخروا قوتهم سواء ما كان من القوة الروحية المعنوية أو القوة المادية، ليوم يأذن الله عز وجل لتقوم الدولة الإسلامية حقاً، ويفيء المسلمون بشعوبهم المتخلفة إلى ضرورة الخلاص من هذه الدويلات الكثيرة التي فرقت شمل المسلمين، وضعفت شوكتهم، اليوم سبحان الله خطرت

ص: 109

في بالي خاطرة بالنسبة للحزبية العمياء المتسلطة على الشعوب الإسلامية في كل بلاد الإسلام، ما خطر في بالي الخاطرة، أنا كنت أفهم ولا أزال أن التحزب في الإسلام منهي عنه، وأنه يؤدي إلى تفرقة وإنهاك قوة المسلمين، سبحان الله اليوم خطر في بالي كتفصيل لجانب من هذه الجواب، وهو أن من طبيعة كل حزب أنه يريد أن يظهر في المجال الذي يعمل فيه لوحده، ولما كان أي حزب هو يمثل جانب من الأمة الإسلامية لا شك أن هذا الحزب سيكون فيه نقص كبير جداً في كل النواحي سواء قلنا النواحي العلمية أو الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية، سيكون في نقص كبير، لماذا؟

لأن هذا الحزب لا يمثل الأمة، بل مع الأسف الآن الأمة الإسلامية مبعثرة في هذا العالم، ولذلك فأنا أقول: سوف لا يمثل الشعب الذي فيه هذا الحزب، وإذا كان الأمر كذلك حينئذٍ هذا الحزب سيعمل في حدود النقص الذي يجده بسبب حرمانه المدد من بقية الشعب في كل تلك النواحي، وحينئذٍ سيقع في خلاف الشريعة، ما أدري واضح المثال هذا؟

(الهدى والنور / 457/ 54: 53: 00)

ص: 110