الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مجلس آخر حول فتنة الخليج
السؤال: سؤالي حتى عن السعودية وعن القوات الأجنبية جاءت وردت أنباء أنه فيه تحرك يمني على الحدود السعودية، فمن يرى أن عدم الاستعانة بهؤلاء المشركين، فبمن يستعين المسلمون ضد هذا العدوان البعثي الذي عطل الدعوة في الكويت؟
الشيخ: حسبي الله.
السائل: وعطل أعمال الخير كلها، وشرد الأبناء والأسر، حتى
…
الشيخ: دعك من اللغة العاطفية.
السائل: بمن يستعينون في مثل هذا الوقت، وأنت تعرف ضعف القدرات حتى جيوش المسلمين يعني، وربما يرد الغدر منه، ومثلما قلت لك: أنه وردت معلومات أكيدة أنه فيه تحرك من صوب اليمن، ولكن تصدى لهم الحرس السعودي، فهذه فتن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخلص المسلمين من شرها أجمعين، وما تكون إلا بخير على الأمة الإسلامية جمعاء.
الشيخ: يا أخي! أنت مصاب والمسلمون مصابون، لكن هذا لا يحل المشكلة إلا أن نعرف حكم الله عز وجل فيما أصيب فيه المسلمون، فالآن هل أنت تسأل
أم تشكو، لابد أنك تسأل، فما هو سؤالك؟
السائل: سؤالي إذا كنتم ترون فضيلتكم بعدم جواز الاستعانة بالمشركين.
الشيخ: أولاً هذا ليس رأياً أنت تعرفه، هذا نص عن النبي المعصوم، أليس كذلك؟
السائل: نعم.
الشيخ: فلماذا تقول: أنت ترى؟
السائل: لأن هناك من يرى عكس هذا.
الشيخ: قل عن العكس رأي، أما وأن أقول لك: قال لك نبيك: «لن أستعين بمشرك» فلا تقل لي: أنت ترى، أنا أروي لك ولأمثالك ممن اغتروا بدعايات أنهم يرون الاستعانة وقدمت أنت تبريراً لمثل هذه الاستعانة، لكنني شعرت أنك دخلت في موضوع ليس له علاقة بالسؤال إطلاقاً، ويبين لك هذا أنك تقول لي: أنت ترى كذا، أنا هذا ليس رأياً هذا، هذا منصوص في أصح الكتب بعد كتاب الله وبعد صحيح البخاري ألا وهو صحيح مسلم:«لن أستعين بمشرك» هل هذا الرأي لي؟
السائل: لكن هذه فتوى يا شيخ.
الشيخ: ما عليك، أنا أسألك: هذا رأي لي؟
السائل: أنت نقلت النص.
الشيخ: اسألك الله يهديك، لا تحوجني أن أعيد السؤال ثلاث مرات لكيلا تقول لي: نعم هذا رأي لك أو ليس برأي، أنت تعرف ما معنى الرأي؟
إذا قلت لك: أقم الصلاة، تقول لي: هذا رأيك؟
السائل: لا.
الشيخ: أيش هذا؟
السائل: هذا نص.
الشيخ: طيب، وأنا أقول لك: قال رسول الله كذا هذا رأيي؟
السائل: لا، نص.
الشيخ: لماذا لا تقول إذاً من قبل بارك الله فيك وسامحك الله!
السائل: ربما أني أخطأت في اللفظ. هذه الفتوى يا شيخ.
الشيخ: ما عليك، أنا أقول: قال عليه السلام: (لن أستعين بمشرك) هذا نتبناه وندين الله به، ما هو سؤالك الآن، نحن ما وصلنا إلى السؤال، نحن نصحح ونزيل العراقيل الآن من الطريق، ما هو السؤال؟
السائل: السؤال الآن: هناك من أفتى من علماء المسلمين بجواز الاستعانة بالمشركين لدفع هذا العدو البعثي عن الأمة، وبعض العلماء يفتي بعدم الجواز بالاستعانة بهؤلاء المشركين، فما هو الذي يتوجب على الشاب المسلم أن يعمل به، هل يأخذ فتوى من أصحاب الإقليم مثل أو البلدة التي يعيش بها ويعمل بها
ويستريح قلبه على ذلك، أم ينظر بخلافها وجزاكم الله خير؟
الشيخ: قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65] وقع النزاع حسبما أنت شرحت أم لا؟ قل: نعم.
السائل: نعم.
الشيخ: فماذا تقول الآية؟ {حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65] شجر بين العلماء كما ذكرت الآن، فأنا قلت لك، وأنت قد تكون عالماً ولا تستعجل علي، وقد تكون طالب علم ولا تستعجل علي، وقد تكون من عامة المسلمين، فهمت الآن على الأقل الآن قول الرسول عليه الصلاة والسلام:«لن أستعين بمشرك» وتعرف السبب سبب هذا القول أليس كذلك؟
السائل: نعم.
الشيخ: طيب، فأنت عرفت قول أحد الطرفين المتنازعين، فما هو حجة الطرف الآخر الذي يخالف هذا الدليل الذي يحتج به الطرف الأول فيما علمت أنت، ما هو الحجة؟
السائل: ذكرت في فتوى لبعض العلماء أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم استعان بجبير بن عدي، أو مطعم بن عدي فأخذ من هذا نص على أن الرسول عليه الصلاة والسلام استعان بغير المسلمين.
الشيخ: ما عليك ما نحتاج إلى شرح، هذا الدليل أنت وجدته يجوز أن تعتمد
عليه وتعارض به: «لن أستعين بمشرك» ؟
السائل: أنا لست بمقام الفتوى يا شيخ.
الشيخ: ما أجبتني. أنا أسألك عما في نفسك، أنت اطمأننت لهذه الاستعانة التي ذكرها المفتون أولئك، أن هذا يصح الاستدلال به على هذا الواقع الأليم من دخول الكفار أعداء الإسلام والمسلمين والمعينين لليهود على الاستبداد بفلسطين، هذه الاستعانة كتلك حتى تقنع أنت وأمثالك من عامة المسلمين بأن هذه فيه فتوى وهذه دليلها، هذا الدليل يؤيد هذه الاستعانة التي فعلوها، وهذا الحديث الذي ذكرته لا ينفي هذه الاستعانة والرسول يقول: لن أستعين بمشرك، وهم يستعينون بالمشركين، ويستعينون بالدولة العظمى على وجه الأرض اليوم بل وبالدول الأخرى، ثم ذكرت في لغتك العاطفية آنفاً أن العراق البعث وما البعث .. إلخ، لكن كيف تجاهلتم أن البعث دخل مع الأمريكان في بلاد الذين فروا من البعث بالاستعانة بالكفار؟ تدري هذه الحقيقة أم لا؟ أظنك ما تنبهت لها؟
السائل:
…
الشيخ: أما تدري أن الجيش السوري هناك؟
السائل: نعم.
الشيخ: فروا من البعث وجلبوا البعث، هذه كلها تمويه على أعين الناس أنه لو نحن ما استعنا بهؤلاء الكفار لفعل صدام والبعث وو. إلخ، ثم قدموا الأراضي
السعودية لقمة سائغة للبعث، والكفر ملة واحدة، لا فرق بين بعث وبعث إطلاقاً، إذاً: هذا كله من باب ذر الرماد في العيون. هذا شيء.
الشيء الثاني: هذا التصرف مع الأسف الشديد لولا العواطف التي تلعب بعقول المسلمين ما استساغ مسلم على وجه الأرض ما وقع اليوم من إدخال الأمريكان مرحبين لهم مؤيدون في بلاد الإسلام بأعياد الكفر والضلال، ما وقع هذا لو أن المسلمين يستعملون عقولهم، الآن هل الإسلام يفرق بين أرض إسلامية وأرض أخرى؟ قل: لا. لأنه ما تحتاج هذه بدهيات كالشمس في رابعة النهار.
السائل: نعم.
الشيخ: لماذا السعودية لم تستعن بالأمريكان في حل مشكلة الأفغان، لماذا؟ لأنها ليست أرض السعودية، صح؟
السائل: هم لا يبحثون عن الإسلام أصلاً.
الشيخ: ما أجبتني.
السائل: نعم.
الشيخ: أنا أسألك صح تقول لا أو تقول نعم، قناعتك، أنا ما أفرض على الإنسان أبداً، لماذا لم تستعن؟ لأنها ليست أرض السعودية، ثم أقول وهو أغرب: لماذا لم تستعن السعودية بالأمريكان لطرد اليهود من بلاد الإسلام والمسلمين والمسجد الأقصى ونحن تخدرت أعصابنا من كثر ما نسمع أن ثالث الحرمين
الشريفين في السعودية وفي غيرها، لماذا لم تستعن السعودية من إخراج اليهود من فلسطين؛ لأن الأمريكان هم الذين في فلسطين ما غيرهم، صح أم لا؟ أم عندك ريب الظاهر قليل؟
السائل: لا ما عندي ريب شيخنا.
الشيخ: خليها تكون كلمة يكون فيه تلك الحرارة.
السائل: بس هي الحقيقة فتنة عظيمة يعني.
الشيخ: ليست بس فتنة عظيمة، الفتنة العظيمة تكون عظيمة لو أن الأمريكان هاجموا بطياراتهم ودبابتهم وكل سلاح السعودية واحتلوها بالقوة، هذه فتنة بلا شك عظيمة، لكن الفتنة الأعظم أننا نتجاهل الواقع المؤلم فيضرب بنا المثل بالنعامة التي يقولون عنها من حماقتها وجثتها كالجمل، ترى الصياد فتدخل رأسها في الرمال فتظن أنها ما دامت لا ترى الصياد فالصياد لا يراها. فهذا الأمريكان دخل بمكره ودسائسه المتنوعة التي لا حصر لها دخل السعودية، يكفي أن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ما عندنا قدرة نرد هذا الجيش العرمرم من الأساطيل البحرية والجوية .. إلخ، أما أن نقول: هذا جائز وهذا ضروري والضرورات تبيح المحظورات، ونصد ونستعمل كل وسائل الإعلام الأنواع المعروفة لديكم، ونستغل أفاضل العلماء في استصدار الفتاوى منهم اضطراراً أو اختياراً، هذا ما نعرفه بينهم وبين ربهم أن هذا أمر واجب وضروري، هذه الضرورة متى حصلت؟ لما عزم العراق فاحتل الكويت وخشي السعوديون أنهم
يحتلوا أيضاً الأرض السعودية، وما بال أفغانستان؟ هذه ليست أراضي إسلامية؟ لماذا هذه الحرارة لم تظهر إلا بهذه المناسبة؟ إذاً: الحركات هذه كلها ليست إسلامية، أنا يكفيني أن أقول لو لم يكن هذا الحديث: لن أستعين بمشرك. أقول: هذه التصرفات ليست إسلامية، لأن الإسلام لا يفرق، ونحن حينما نلقي محاضرات على جماهير المسلمين نتفاخر بأن الإسلام لا يعرف الإقليمية، لا يعرف البلدية، لا يعرف القبلية ..
إلخ، لو في أقصى الشمال وأقصى الجنوب غزي أرض مسلمة فعلى جميع المسلمين أن يندفعوا للدفاع عنها، الكلام هذا مفصل في بطون الكتب، لكن اليوم لا محل له من الإعراب كما يقول علماء النحو إطلاقاً، لأن البلاد الإسلامية صارت اليوم دويلات، والدويلات هذه كل واحدة تصرح خلاف الحكم الشرعي، نحن لا نتدخل بالشؤون الداخلية، هذا ليس إسلام، والآن كيف يسمح الإسلام للأمريكان أن يرفعوا الصليب في بلاد التوحيد؟ كيف يسمح؟ كيف تنزل النساء كاسيات عاريات في الشوارع.
مداخلة:
…
الشيخ: وبوش عيد عيد الميلاد تبعهم في السعودية.
مداخلة:
…
الشيخ: تلك قبل، أما الآن عيد عيد الميلاد هناك، المهم بارك الله فيكم القضية خطيرة جداً، لكن حنانيك بعض الشر أهون من بعض، حينما يحتل العدو أرضك وأنت تؤمن بأن هذ االاحتلال رغم أنفك تحاول ما استطعت من الوسائل
أن تتعاطاها لإخراجه يوماً ما، أما إذا كنت تعتقد أن هذا حامي أنت ستقول له: أهلاً وسهلاً وجزاك الله خير، ولا يكفيكم أن تعرفوا هذه الضلالة الكبرى، أنهم يعلنون أنهم استعانوا بالدول الإسلامية والدول الصديقة، من هي الدول الصديقة التي استعانوا بها؟ أمريكا وبريطانيا، طيب هؤلاء صديقة للمسلمين! ! وهم سبب البلاء الذي نزل بفلسطين؟ يا جماعة اتقوا الله، فتحوا عيونكم لا تغلقوا عقولكم، هذه مصيبة الدهر، التاريخ الإسلامي لا يعرف مثل هذه الحادثة أبداً «إنا لن نستعين بمشرك» بمشرك واحد، ليس نستعين بالدول العظمى يدفعوا الملايين المملايين مملينة في سبيل احتلال الأرض بالدماء والأموال .. إلخ، فقدمت إليهم لقمة سائغة، وستعلمون كيف نذير هل ستخرج فعلاً كما يذاع الأمريكان إذا ما الكويت رجعت إلى أهلها، ونرجو أن يكون ذلك قريباً، وخرج منها العراق يخرج العراق من الكويت، لكن مقابل ثمن يدفع له ولابد من هذا، وعلى كل حال سيخرج من الكويت كلاً أو جلاً أو بعضاً أو جزءاً، هذا للتاريخ ندعه، لكن الأمريكان لن يخرجوا من السعودية مع الأسف الشديد، مع ذلك نحن نبرر هذا ونقول: يجوز، أيش الدليل؟ استعان بمن يدله على الطريق، الله أكبر، أي مفسدة في الاستعانة بدليل خريت كافر لا يخشى منه أي ضرر، أما الاستعانة بالكفار وبأقوى دولة على وجه الأرض ونسلمهم أراضينا المقدسة بحجة أنه ما يطلع بأيدينا أننا ننتصر كما قلت أنت آسفاً، أنا آسف، قلت: أن هذا صدام ما يقدر السعوديين يقفوا أمامه، وأنا أقول آسفاً نعم، لكن ما هكذا كما قيل:
أوردها سعد وسعد مشتمل
…
ما هكذا يا سعد تورد الإبل
نحن الآن نستأنف الأمر: ما حكم الشرع فيما إذا أراد العراق أن يغزو السعودية؟ هل يجب على السعوديين أن يتعاطوا كل أسباب القوة والجهاد والقتال لمنع صدام من احتلال البلاد هذه، وأن يستعين السعوديون بالبلاد الإسلامية، من استجاب منهم ومن لم يستجب؟ هذا أمر ثاني، أم رأساً يستعين بالكافر؟ أين:{انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41]؟
ما فعلت شيئاً من هذا إطلاقاً، ثم هل استعانت في مثل هذا اليوم الأسود السعودية طيلة هذه السنين الطويلة التي رزقها الله من الأموال ما تحار قلوب الناس كلما تأخر الزمان، فنسمع أنه أعطوا للدولة الروسية التي كانت أعدى عدو للمسلمين كذا مليارات، وو
…
إلخ، هل استعدت لمثل هذا اليوم؟ لا، هي تفخر الآن أنها أرقى دولة في الدول العربية أو يسموها الدول النامية أو ما يسموها العالم الثالث، فهي أرقى دولة من هذه الدول من الناحية الاقتصادية والاجتماعية ومن الناحية الدينية، ومن ناحية الاستعداد للجهاد في سبيل الله، على الأقل لدفع صائلة العدو ليس الجهاد الذين كنا نشترط نحن أن يكون فيه عليه خليفة للمسلمين مبايع منهم.
فإذا ما قصر المسلمون للقيام بواجب الدفاع عن بلادهم وعن أعراضهم فهل هذا يسوغ لهم أن يستعينوا بالكفار، وفي ذلك فساد بلادهم وأعرضهم أيضاً، والاحتجاجات التي قدمت من بعض النسوة هناك، وأنهم لا يريدون المفتين عمي الأعين .. إلخ، هذه أول الغيث قطر ثم ينهمر مع الأسف الشديد.
مداخلة:
…
يرفعن المكانس
…
الشيخ: الله أكبر، هذا كله لو ما دخلت الأمريكان ما ارتفعت رؤوس المنافقين هؤلاء الذين عايشين في بلاد السعودية.
مداخلة: ونسأل الله أن ....
مداخلة: الحكم
…
الشيخ: فقط هو بيت المقدس بس.
مداخلة: بارك الله فيك.
الهدى والنور، مادة (459)