الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مجلس آخر حول فتنة الخليج
الشيخ: فهناك كما تعلمون من قوله عليه السلام: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية وهي مسؤولة، والعبد حتى هو راعي ومسؤول عن رعيته .. » إلخ، فالحاكم مسؤول عن الرعية كلها وهو الحاكم الأعلى، فمن افتتان المسلمين وانصرافهم عن نصرة رب العالمين أنهم يهتمون بغيرهم وينسون أنفسهم، خلاف قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] فنجد كثير من الشباب المسلم كأفراد، ونجد كثيراً من الجماعات الإسلامية دأبهم الحكام أن هؤلاء كفار ولا يحكمون بما أنزل الله، ولو نظرت إليهم لوجدتهم كالحكام، لكن سلطة الحاكم بلا شك أوسع ودائرة ظهور عدم حكمة بالإسلام أيضاً أوسع من حكم هؤلاء الأفراد على أنفسهم وعلى أهليهم، لكن مع ذلك هؤلاء لا يطبقون الإسلام الذي يعلمونه، لماذا؟
لغلبة الأهواء علت نفوسهم، فهم إذاً: مع الحكام في الهوى سوا كما يقولون، وأنا أريد أن أذكر بحديث نقتبس منه العكس الذي نحن الآن في صدده، كما أنه الحسنة تتضاعف بسبب قلة المتوفر منها في يد المحسن وتقل قيمتها بسبب كثرة وتوفر الحسنات عنده، كذلك أنا أقول: إذا كان مسلم مسؤوليته على نفسه، هذا
أهون من أن يكون مسئوليته عليه وعلى زوجته، وهذا الثاني مسؤوليته أهون أن تكون مسؤوليته عليه وعلى زوجته وأولاده، وواحد له خمسة وواحد له عشرة
…
إلخ، فلكما قلت الأشخاص كلما خفت المسؤولية، فإذا خفت المسؤولية تتضاخم المسؤولية في التقصير فيها، والعكس بالعكس تماماً، ما هو هذا الحديث؟
يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «سبق درهم مائة ألف، قالوا: كيف يا رسول الله، قال: هذا رجل عنده درهم فتصدق به، وذاك رجل أخذ من عرض ماله مائة ألف» ما حس مع كثرة العدد ما حس بهذه الكمية التي تصدق بها، أما هذا الأول ما عنده غير الدرهم، فتصدق به فهذا أجره أكثر من ذاك.
أنا أقول الآن القضية هكذا بطرف مقابل، نلوم الحكام لماذا لا يحكمون بما أنزل الله وننسى أنفسنا ونحن لم نحكم على أنفسنا وعلى بعض منا يلوذ بنا أسهل علينا من أن
…
يحكموا البلاد كلها على الإسلام، خلاصة القول كما جاء في الحديث وهو أيضاً حديث ضعيف السند لكن هو حكمة: كما تكونوا يول عليكم. إن كنتم صالحين تقيمون شريعة الإسلام في نفوسكم يحكم ربنا عز وجل عليكم من يقيم شريعة الله عليكم، والعكس بالعكس تماماً.
إذاً: الجواب واضح، يجب أن يكون هناك جماعة جاهدوا نفوسهم في الله حق جهاده، وتجمعوا على هذا الأساس برهة من الزمان، والتاريخ يعيد نفسه كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم يستعدون ليس للهجوم على الأعداء، وإنما لرد اعتداء الأعداء، هذا معنى التاريخ يعيد نفسه، الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما بدأ القتال
مع الكفار، لكنهم بدؤوا مقاتلته عليه السلام، وما قاتلهم إلا بعد أن استعد لمجابهتهم، وهكذا ينبغي على المسلمين ألا ينسوا أن قول رب العالمين:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} [الأحزاب: 21] أن هذا مبدأ عام يشمل كل تصرفات المسلمين جماعات ووحداناً، حكاماً ومحكومين، المهم فهكذا التاريخ ينبغي أن يعيد نفسه، نحن لا ينبغي أن نفكر الآن بأن نهاجم البلاد الكافرة المحيطة بنا قريباً أو بعيداً، وإنما ينبغي أن نفكر فيما إذا اعتديَ علينا هل نحن هيأنا أنفسنا لمقابلة الاعتداء بالمثل ورده على أعقابه؟ المسلمون ليسوا كذلك، وهذا هو الواقع، اعتدي على الكويت
…
خافت السعودية أن يعتدى عليها كالكويت ما صار بيدهم أنهم يبعثوا جيش على الحدود على الأقل، رأساً كان الجيش الأجنبي الكافر مهيأ هناك.
إذاً: يعود الأمر إلى هذه الكلمة الإعجازية: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7] فما لم ننصر الله فلن ينصرنا، إلا أن يشاء الله هذا فضل من الله
…
لكن ربنا يقول سنة الله في خلقه {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 62] فإذا المسلمون ما أخذوا بأسباب النصر من النوعين الأسباب الروحية كما يقولون اليوم أو المعنوية والأسباب المادية فسيظلون كما هو واقعهم اليوم أذل الأمم التي كان يضرب بها المثل في ذلها ألا وهم اليهود أصبحنا نخجل أن نسميهم باليهود، ماذا نسميهم؟ إسرائيليين، السياسة المنحطة للدول الإسلامية وصلت إلى هذه المنزلة، لا نسميهم باليهود، نسميهم إسرائيليين يعني: منسوبين إلى إسرائيل يعني: إلى يعقوب عليه السلام، ثم تصدر بعض القرارات في بعض الدول ألا تذكروا اليهود
والنصارى على المنابر، كيف ينصرنا الله؟
مداخلة: نقول لهم: أبناء القردة والخنازير.
الشيخ: الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(الهدى والنور / 460/ 44: 00: 00)
السؤال: عدم نزول المطر مع الرغم من اشتراط الاستطاعة التي نقوم بها، مع العلم أن أيام الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين أي جماعة كان تطلع كان ينزل مطر مباشرة، فرجاء أسباب عدم نزول المطر.
الشيخ: لأن هذه الجماعة غير تلك الجماعة، ماذا تريد أن تعرف غير هذا.
سؤالك هذا يذكرنا بالعلة الأساسية في عدم إغاثة الله عز وجل عباده المسلمين وما أردت أن أقول: لعباده المؤمنين، حديث في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله طيب ولا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون: 51]» قبل أن أتمم الحديث قراءةً أريد أن أذكر: كلوا من الطيبات أنتم الآن تأكلون من الطيبات، لكن ليس هذا المقصود من الحديث، المقصود من الحلال، كلوا من الكسب الحلال، إن الله طلب من عباده المؤمنين ما طلب من عباده الأنبياء المرسلين، فقال:{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون: 51]، قال أبو هريرة ثم ذكر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر مأكله حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي
بالحرام فأنى يستجاب لذاك) عرفت ما هو السبب؟ اليوم أكثر التجار يتعاملون بالحرام، ليس فقط في الربا، الله أعلم هذه المجموعة هذه يمكن يوجد واحد أو اثنين يمكن يكون واحد اثنين من هذه المجموعة يقول: أنا أعرف تاجر واحد أو اثنين ما يتعاملوا مع البنوك، أو يمكن هؤلاء ليسوا موجودين، انظر المصيبة الواسعة، التجار كلهم الآن وكل ما كانت تجارته واسعة كل ما كانت معاملته مع البنوك واسعة، إذاً: كيف يستجاب لهؤلاء ومأكلهم حرام ومشربهم حرام وملبسهم حرام وغذوا بالحرام، نترك التعامل مع البنوك، مثلما تكلمنا آنفاً: لا تبع ما ليس عندك، ما لها علاقة بالتعامل في البنك، لكنه يخالف الشرع يبيع ما ليس عنده، يغش يغدر إلى آخره من المعاملات المخالفة للشريعة.
إذاً: سبب عدم استجابة الدعاء أننا نحن لسنا أهلاً لاستجابة الدعاء، فماذا علينا؟
أن نتعاطى أسباب الاستجابة، أسباب الاستجابة تعاطيها هو الجهاد الأكبر الآن، وهو أن يجاهد كل مسلم كل في حدود عمله نفسه ويتقي ربه في هذه المعاملة، فلا يكسب إلا الحلال، حينما تكون أغلبية المسلمين هكذا حينئذٍ يروح العاصي بشفاعة المسلمين الطيبين، الآن القضية معكوسة يروح التقي بشؤم معصية الأكثرية الساحقة، فهذا هو سبب عدم إغاثة الله عز وجل لعباده المسلمين، وهو باختصار إعراضهم عن تطبيق أحكام الشريعة في نفوسهم.
ونسأل الله عزوجل أن يهدينا سبيل الرشاد.
(الهدى والنور / 460/ 30: 09: 00)
السؤال: بالنسبة لفتنة الخليج التي الآن، فيه قاعدة شرعية تقول: إذا تترس الكفار بالمسلمين يجوز قتل المسلمين للوصول إلى الكفار، كيف نقارن هذا القول بقولك على أساس أنه الزموا أحلاس بيوتكم، على أساس ما نوجه أسلحتنا إلى العرب المتجمعين الآن؟
الشيخ: لأنه الآن لا يوجد جهاد، الآن فتنة، وبناء على أن هذا الزمن زمن فتن أظنك أنت مقتنع معنا أن هذا زمان زمان فتنة أم ليست مقتنع؟
السائل: مقتنع.
الشيخ: فبالنظر إلى هذا الذي نعتقده أن الزمن الآن هو زمن فتنة ففي زمن الفتن قال عليه السلام: كونوا أحلاس بيوتكم، أما ما ذكرته أنت آنفاً فهناك في الجهاد سواء كان فيه جهاد وراية إسلامية مرفوعة وتريد أن تقاتل الكفار ثم هؤلاء الكفار يتترسون ببعض المسلمين، وهؤلاء المسلمون بديل أن ينضموا إلى المجاهدين بحق فهم يعيشون مع الكفار، وما يجوز لهم في الأصل أن يعيشوا مع الكفار لأن الإسلام يوجب على من كان كافراً ثم أسلم أن يهاجر من أرض الكفر إلى أرض الإسلام، فبقاؤهم في أرض الكفار أولاً خطأ إسلامياً، ثم أن يسمحوا لأنفسهم بأن يكونوا ترساً للكافرين المحاربين للمسلمين فهذا خطأ آخر.
السائل: ولو كان غصباً عنهم.
الشيخ: أنت نسيت المقدمة الأولى، لماذا لم يهاجروا؟
السائل: إذا كانوا أسرى حرب، وكانت جولة ثانية.
الشيخ: طيب، يبقى الجواب الأول أن هذا في الجهاد.
(الهدى والنور / 460/ 07: 15: 00)
السائل: ولو كنا جماعة تجمعنا على أساس أن نكون نحن قائمين في الجهاد ولا نكون تحت راية أحد.
الشيخ: وهل هذا واقع أم خيال.
السائل: إن شاء الله يكون واقع، إذا كان.
الشيخ: قضية إن شاء الله إن شاء الله بكرة يصبح دولة الإسلام قائمة، لكن القضية {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] يعني: بارك الله فيك يجب أن تتذكر معاً حقيقة شرعية كونية وهي: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 62] من هذه السنن الإلهية الكونية قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد: 11] وبعدين الجهاد الذي أنت افترضته في كلمتك الأخيرة آنفاً هذا لا يخفاك أنه يحتاج إلى استعدادات جذرية وأساسية وقوية جداً، لن تستطيع أنت ولا غيرك أن يتصور فضلاً عن أن يجعلها حقيقة واضحة ما بين عشية وضحاها كل هذه المقدمات التي لابد منها تصبح حقيقة واقعة، لا، هذا ليس من سنة الله عز جل، وأظن أنت تؤمن بهذا الكلام؟
السائل: نعم، أنا تكلمت على أساس أنه لو فرضنا أن هناك استعداد من أمد
بعيد، وجاءت الفرصة.
الشيخ: لماذا تبحث في الفرضيات ولا تعالج الواقع؟ نحن تعلمنا من علمائنا أن الذين يشغلون أنفسهم بالفرضيات ينسون أنفسهم عن الواقعيات إذا صح التعبير.
السائل: نعم صح، الله يجزيك خير، أنا الذي أريد أوصل له أنه إذا توفرت هناك جميع الشروط التي تكلمت فيها الآن فهل يجوز قتال الكفار ومنهم الأمريكان الآن في الخليج وفيه بينهم من العرب والمسلمين المرغمين على الوجود هناك؟
الشيخ: انظر! القضايا كلها تساق بميزان واحد، لما تفترض أن فيه جهاد ما ترى غير الفتنة هذه، ولذلك نحن نعيش في خيال لا نزال، أول ما وقعت هذه الفتنة تكلمت أنا أكثر من مرة وفيه هناك أشرطة متعددة في بعضها قلت: كان المفروض أن العراق حينما اعتدى على الكويت أن تطبق الآية الكريمة: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9] كان المفروض من هذه الدول العربية الدولة التي يظن أمثالنا من المسلمين أن تكون هي الدولة التي توقف الدولة الباغية عند حدها بأن تحاول الصلح بينها وبين المبغي عليها، فإن أبت فتقاتل، من هذه الدولة التي تقاتل العراق؟ كنا نفترض أن تكون أحسن دولة يليق بها أن تنفذ هذا الحكم الشرعي هي السعودية، لكن السعودية عاجزة، ولذلك استعانت بالكفار، فهنا أنت لما تتصور نفترض أن فيه الجهاد يتطلب قيادة صح أم لا،
القيادة معناها رئيس دولة، معنى رئيس دولة فيه خلافة، رئيس دولة مبايع .. إلخ، هذه كلها مربوطة بعضها مع بعض، حينئذٍ هؤلاء سيقوموا بالواجب الذي كنا نظن ستقوم به السعودية، لكن لا هؤلاء موجودين ولا السعودية موجودة، فمع الأسف وقعت هذه الفتنة، والآن أخي الشعوب المتحمسة لا تستطيع أن تعمل شيئاً إطلاقاً.
السائل: إلا جهود فردية.
الشيخ: فردية، ما تستطيع أن تعمل شيئاً، ثم ناس مع هؤلاء وناس مع هؤلاء، وكل منا مثل ما يقولوا بعض البلاد يغني على ليلاه، والذي يمثل لكم هذه الحقيقة مع الأسف المؤتمرين الذين أقيما في الآونة الأخيرة، ومن حضر المؤتمرين؟ نخبة الناس، علماء هنا وهنا، هؤلاء العلماء يمثلوا هذه الشعوب، إذا كان العلماء ضائعين، ناس مع هذا الملك وناس مع هذا الأمير أو الرئيس فماذا يكون موقف الشعوب؟ هذه فتنة تركت الناس حيارى، وهذه حقيقة مرة مؤسفة جداً.
السائل: تركت الحليم حيراناً.
الشيخ: أي نعم.
السائل: لابد من حل، ما فيه حل الآن غير الالتزام بالبيوت؟
الشيخ: ما فيه حل، {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} [الرعد: 11]، وبعدين هذه أخي نتائج طبيعية
كإنسان أهمل صحته البدنية، وكل ماله صحته إلى وراء إلى وراء إلى أن وصل إلى النقطة النهائية، أي طبيب أي علاج ممكن يرجعه إلى الصحة الأولى؟ هذا خلاف سنة الله عز وجل، كذلك الأمور المعنوية أو الروحية، لما الإنسان يستمر في الانحطاط صعب أنه يرجع وإن كان ولابد مثل بعض المرضى الذين يوصلوا إلى الحضيض بعدين بقدرة إلهية يبدأ قليل قليل يتراجع يستعدي صحته ونشاطه، ولكن هذا نادر، والنادر لا حكم له، والله المستعان.
السائل: جزاك الله خيراً.
(الهدى والنور / 460/ 33: 17: 00)
(الهدى والنور / 460/ 20: 25: 00)
السؤال: شيخنا في التعبئة الجماهيرية للإخوان المسلمين وكذلك الشيوعيين يجتمعوا معاً مع الديمقراطيين مع ملل كثيرة جداً في استاد عمان الدولي، طبعاً النابلسي وأحمد نوفل والشلة، ما أدري توجيه هؤلاء الناس بكلمة منك إن شاء الله.
الشيخ: وهل يتوجهون بكلمة من عندي؟
هذه واحدة لو كانوا يلتفتون إليها أغنتهم عن أي كلام {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] أم الآية ليست واضحة {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]؟
السائل: واضحة.
الشيخ: واضحة، لكن تريد توضيح.
مداخلة: ما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب.
الشيخ: ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب.
مداخلة: ما يدخل في باب سؤال أخينا في اجتماع فلان وفلان وفلان في استاد عمان.
الشيخ: يعني: الاجتماع.
مداخلة: للوصول للهدف معين.
الشيخ: يعني: مثل ما فعلت السعودية.
مداخلة: مع فارق النية الصالحة.
الشيخ: ونحن ما يدرينا النية الصالحة.
مداخلة: هذا معناه لا يجوز أن نتكلم على ناس لا ندري ما نيتهم.
الشيخ: لا لا، ونحن لا ندري أن نتكلم عن السعوديين لأنه ما ندري ما نيتهم.
مداخلة: الله أعلم.
الشيخ: رأيت همتك ضعفت الآن.
مداخلة: لا، إن شاء الله إنها قوية، ولكن
…
الشيخ: لا، لما ذكرنا السعودية كأنك وقفت قليل عن منطلقك الأول، مع أن هنا القضية أشكل، لأن هؤلاء الجماعة الذين أشار لهم يا يعدوا خمسين شخص يا مائة شخص إسلاميين يعني، يا ألف شخص يا مليون شخص، أم ما يصلوا إلى
هذا الرقم؟
مداخلة: نسأل الله أنهم يصلوا.
الشيخ: رجعت أنت تعيش في الخيال. نحن نتكلم عن الواقع يا أخي، هؤلاء يريدون يجتمعوا في المكان الذي أشار إليه السائل، فنحن نقول بالتسلسل يا خمسين يا مائة يا ألف يا عشرة آلاف يا مليون، تقول لي أنت: إن شاء الله يصلوا، إن شاء الله يصبحوا ملايين، لكن المهم هل تتصور أن هذا الاجتماع سيكون من الإسلاميين أكثر من السعوديين عدداً؟
مداخلة: لا طبعاً.
الشيخ: طيب، فإذا كان هؤلاء ما يجوز نحكي عن نياتهم ونحن لم نتكلم عن نياتهم، يجوز نتكلم عن السعوديين عن نياتهم؟
مداخلة: ولكن السعوديين
…
الشيخ: ما جاوبتني، انتهيت.
مداخلة: ما فصلت يا شيخ.
الشيخ: ما فيه عندي تفصيل كونوا مع الصادقين، ولا يجوز التعاون مع الكفار والمشركين، ونحن كنا نتكلم عن الأخ هنا الفاضل، أنه هو توهم أننا نتكلم عن نواياهم، ولذلك قال: الله أعلم بنياتهم، ونحن نقول معه كذلك، لكن نحن اقتصرنا على آية في القرآن الكريم تجاوباً معك في حدود معينة، {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] يعني: تعاونوا مع الصادقين، فأردت أن أقول للأخ
الفاضل: أننا نحن لا نشك بأن ما فعلته السعودية خطأ فاحش جداً، لكننا في الوقت نفسه ما ندري ماذا كانت النية، هل كانت النية فعلاً تسليم البلاد للكفار، وأن يكونوا هم الأسياد وأهل البلاد هم العبيد أو لا، تصوروا أن الخلاص من الهجوم العراقي المفترض أو المتصور يكون بالاستعانة بالكفار.
مداخلة: وكلا النيتين خطأ يا شيخ.
الشيخ: أنا ما أتكلم عن النيات.
مداخلة: بالنسبة للسعودية.
الشيخ: سامحك الله، حيرتنا أنت، تلك الساعة تقول: الله أعلم بنياتهم، الآن رجعت تحكم على نياتهم.
مداخلة: قصدي بالنسبة للذين عندنا هنا، ممكن المشايخ الذين في البلد يتعاونوا مرغمين مع بعض الناس، ولكن الهدف معروف عند الجميع طبعاً، أن الهدف يوصلوا إلى أمور لصالح المسلمين، كما حكينا أنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب،
…
الشيخ: فهل تكون نياتهم طيبة؟
مداخلة: إن شاء الله أنها تكون طيبة.
الشيخ: لا تقول: يا أخي إن شاء الله، تضيعها بعدين، هذه مشيئة بيد الله نحن لا نعرفها.
مداخلة: يعني: يا أبيض يا أسود.
الشيخ: نعم، ما فيه عندنا حلول وسطية.
مداخلة:
…
يستطيع أي واحد
…
السعودية نفسها.
مداخلة: السعودية بيتت النية السيئة من الأساس من قبل الأمريكان.
الشيخ: بس هذا يخالف مبدأه.
مداخلة: أنه؟
الشيخ: أنت تخالف مبدأك يا أستاذ، يعني: نحن الآن ما نقول لك: أصبت أم أخطأت، لكن نحن لا نريد المسلم يتكلم كلمتين متناقضتين، أنت الآن نقضت مبدأك، تقول: إنه نحن لا نعرف نواياهم، الآن تقول: السعودية مبيتة نية سيئة.
مداخلة: ليس على قضية الخليج.
الشيخ: لا توسع لنا هذا الفهم ثاني، أنت تتكلم عن السعودية، أما أي قضية لا يهمنا، المهم أنك تتكلم عن السعوديين أنهم نيتهم سيئة، أما أنه قضية هذا بحث ثاني، فهذا يناقض قولك: ما يدرينا بنياتهم، أنا أقول لك: ما الذي يدريك، أفعالهم، توافق معي أم لا توافق؟
مداخلة: من هم، السعوديين؟
الشيخ: هم هؤلاء الذين تقول عنهم مبيتين نيات سيئة من هم؟ .
مداخلة: السعوديين.
الشيخ: السعوديين، فأنا أتكلم عنهم.
مداخلة: على مر السنين، ليس القصد الشهور والأيام التي فاتت، على مر السنين
…
الشيخ: ما عليك يا أخي لا توسع بارك الله فيك، لا تؤاخذني أنت لأول مرة شرفتنا بالجلوس معنا، البحث العلمي ما يقبل هكذا وهكذا وهكذا، شردنا عن كل شيء، إنما نحن نحدد الموضوع الآن: هل يجوز لمسلم أن يقول أنه من الجماعة الفلانية نياتهم سيئة أو لا يجوز؟ مسألة تختلف فيها الأنظار، ونحن مع أننا ما طرقنا الموضوع لما أجبنا بالآية:{وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] ما طرقنا موضوع نوايا، لأن أصل السائل ما تعرض لنوايا، وإنما تعرض لهذا التكتل وهذا الاجتماع، أليس كذلك؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: ما تعرض السائل للنوايا، وإنما تعرض للفعل، وهذا التكتل والتجمع، وقال: توجه لهم نصيحة، وسمعت كان جوابي فقط:{وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] كان جواب حضرتك: ما نعرف ما نواياهم، أو ما نتكلم عن نواياهم، أليس كذلك؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: إذاً: نحن ما تكلمنا عن النوايا، تكلمنا عن الأفعال، وحتى نقرب لك الموضوع ضربنا لك مثال بالسعودية، وإذا بك ما شاء الله تقفز قفزة الغزلان.
مداخلة: شردت عن الموضوع.
الشيخ: لا، عكست الدعوة، قلت: نياتهم سيئة، ومبيتين نوايا سيئة، وبعدين دخل في شرح أنهم من كذا سنة، سبحان الله! كيف تأتي تقول: إن النوايا هذه ما لازم نتكلم فيها، وبعدين تجي تخص دولة بتعد ملايين، من أجل هذا أنا دخلت في التفصيل، أن هؤلاء كم يعدو، خمسين واحد مائة واحد ألف واحد مليون واحد، إذا مليون واحد أو خمسين واحد وما بينها من الأعداد حضرتك أردت أنا ما نتكلم عن نواياهم ونحن ما تكلمنا عن نواياهم، كيف أنت بعدين تأتي تتكلم عن نوايا ملايين؟
مداخلة: أنا قصدت الحكام ما قصدت الشعب.
الشيخ: لما تقول: السعوديين تقصد الحكام؟
مداخلة: الآن الحاكمين هم السعوديين، ولكن الباقي هم أهل الحجاز.
الشيخ: كيف يعني، هذه تريد شرح؟
مداخلة: يعني: فيه ناس من إخواننا السعوديين من أهل الحجاز تقول له: أنت سعودي؟ يغضب، يقول: لا، أنا مش سعودي، أنا حجازي.
مداخلة:
…
سعود يعني.
الشيخ: جديدة هذه، أذكر أني أنا كنت أقول لكم من شهور وقبل الفتنة: أنه يخشى أنت تقال واقعة في السعودية ويقسموهم، تذكرون .. ؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: ها هي الآن بدأت النذر، لكن أنت ما تعرف أن فيه بعض غير الحكام أيدوا الحكام؟
مداخلة: طبعاً حصل لازم يا شيخ، صحيح.
الشيخ: ولا تزال تقول: أنت تقصد فقط الحكام من النية السيئة؟
مداخلة: في السعودية.
الشيخ: أي في السعودية، فيه مشايخ سعوديين يؤيدوا الحكام.
مداخلة: هذا كل واحد أجره على جنبه فيما يقول.
الشيخ: لا، ما أسألك عن هذا، كلامك لما تخص السعوديين بالذكر بعدين خصصت الحكام، ما رأيك في الذين يؤيدون الحكام من السعوديين؟
مداخلة: مخطئين حتماً.
الشيخ: أنا ما أسألك مخطئين، أنا أقول: هؤلاء مخطئين وهؤلاء مخطئين وهؤلاء مخطئين، فأبيت علينا نقول هؤلاء مخطئين، قلت: الله أعلم بنياتهم.
مداخلة: يا سيدي الله يجزيك الخير، أنا عقلي صغير ما شاء الله بالنسبة لجنبك مش راح استوعب كلامك كله
…
نكمل الجلسة هكذا
…
ممكن
…
أنا لست متبع نهائياً أياً كان من جماعة، أنا رجل أبحث عن الصحيح.
الشيخ: كذلك الظن بك.
مداخلة: الله يجزيك الخير، أما يجوز يعتبروا الإخوة أني أتبع فلان وعلان هذا كلام خطأ أنا أتبع الشيء الصحيح الذي أنا أقتنع به.
الشيخ: أنا أُذَكِّرك بس بمبدأك، أنت خالفت مبدأك لما بدأت تطعن بالسعوديين ونواياهم.
مداخلة: نتعلم يا شيخ.
الشيخ: خليك على مبدأك، لا، لكن خليك على مبدأك لا تتكلم عن النوايا، الله أعلم بالنيات، لكن تكلم عن الأفعال، ما فعلته السعودية فيه عندك شك أنه مخالف للشرع؟
مداخلة: لا طبعاً.
الشيخ: طيب، ما فعله صدام في الكويتيين فيه عندك شك؟
مداخلة: باغي
…
الشيخ: لكن ما نيته؟ بينه وبين ربه، هؤلاء الحكام السعوديين ما نيتهم لما جاؤوا بالبلاء الأكبر إلى بلادهم؟ الله أعلم بنتيهم، هؤلاء الذين يريدون يتعاملوا مع الشيوعيين .. إلخ، الملاحدة ما نيتهم؟ الله أعلم بنيتهم، لكن هل هذا الفعل إسلامي، هل يتناسب مع الجماعة الإسلاميين؟ لا.
مداخلة: لا يتناسب مع عزة الإسلام أصلاً.
الشيخ: فإذاً: لا تقول ما نعرف لما نبدأ نجاوب عن الأفعال ونقول نحتج
عليهم بقوله تعالى: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] لا ترجع تقول أنت: الله أعلم بنياتهم، لأنه معناه حينذاك خالفت مبدأك الأخير الذي أوضحت لنا إياه أنك ما تنتسب لأشخاص.
مداخلة: أنا أتكلم من منطلق غيرتي على الإسلام، وأتمنى أنه تعود عزة الإسلام، أن الواحد يمشي في الشارع يقول: أنا مسلم، يعتز باللحية يعتز بدشداشته يعتز بجميع الشغلات الظاهرة، ومن ثم يعتز أنه والله يكون مسلم صحيح يعني، هذا الذي المفترض أني أتكلمه ويمكن أني أكون مرات أخرج عن المألوف في الحديث شويه، الله يجزيك الخير يا شيخ.
الشيخ: بارك الله فيك، المهم أنك يا أخي تفهم علي أنا ماذا أريد، أن المسلم ما يكون ضايع، يعني: مرة يقول بالنسبة للناس عملهم خطأ الله أعلم بنياتهم، ومرة يقول في مسلمين آخرين: نياتهم مبيتة من كذا، هؤلاء مسلمين وهؤلاء مسلمين، أنت لا تتعصب لا لهؤلاء ولا لهؤلاء، فإذاً: لماذا هنا تقول: الله أعلم بنياتهم، وهناك ما نقول: الله أعلم بنياتهم، هذه قلقلة ما نحبها لك.
مداخلة: إن شاء الله أني أوضح نقطة، أنه ما صدقنا أن كلمة المسلمين ترتفع قليل في هذا البلد، بغض النظر عن أنهم مسلمين، يعني: الناس مثل ما يقولوا: الغريق يتعلق في قشة، فإذا صار فيه من هنا ناس
…
الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله.
مداخلة: الواحد المسلم الذي يتمنى أن يظهر الإسلام بعزته، يمكن يكون
الغريق الذي يتعلق بالقشة هذه.
الشيخ: هو هكذا.
مداخلة: جزاك الله خير.
الشيخ: مشكلتنا اليوم مشكلة كبيرة يا أستاذ، أنت أخيراً كأنك قربت الموضوع أن الغريق يتعلق ولو بخيوط القمر، لكن هذا عايش في الحقائق أم في الأوهام؟
مداخلة:
…
أوهام.
الشيخ: نحن ما نحب المسلم يعيش في أوهام، هذا الرجل الذي صار وزير الأوقاف، وكنا نرجو أن يكون خير من سلفه الماضي.
اتصال هاتفي: نعم، نعم.
مداخلة: طيب يا سيدي! بالنسبة للأمور هذه هي تكون ..
الشيخ: أنا أشرت إلى شخص، أنت الآن تعتقد أن العراق أخطأت في الاعتداء على الكويت، ما رأيك وزيرنا الجديد ذهب أيد صدام المعتدي كما قلت أنت: الباغي؟ صواب هذا العمل؟
مداخلة: لا طبعاً.
الشيخ: أما ما نيته؟ ما نبحث ما نيته.
مداخلة: أنا أريد أرجع أخربط، القصد أني أنا تكلمت من خلال هذا
الموضوع كله هو الذي يؤدي إلى الأعمال الفردية التي يقوم بها المسلمين الآن، أنه إنسان عمل عمل نزل مثلاً على فلسطين أو ذهب إلى مكان معين وعمل عملية وقتل وراح، هذه هي أسباب العمليات الفردية التي تصير الآن، نحن ما نريد عمليات فردية، نريد عمليات جماعية إن شاء الله من الآن وغداً هذا القصد يعني.
الشيخ: وأنا ما أقول معك عمليات جماعية، أنا هذا الجمع أفرده، الجماعات تفردها، يعني: نريد نجعلها جماعة واحدة.
مداخلة: لابد لازم، الجماعة الناجية.
الشيخ: بينما أنت الآن إذا نريد نحاسبك على نيتك تؤيد الجماعات، نحن لا نؤيد إلا جماعة واحدة.
مداخلة: لا، أنت فهمتني خطأ يا شيخ.
اتصال هاتفي: نعم، نعم.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته.
السائل: قال بأنه يعني حول قضية بعض الجماعات تتعامل مع الديمقراطية والقومية ونحو ذلك، فغفر الله لهم كانوا في فترة من الفترات يحرمون على الناس التعامل مع الشيخ، أو يمنعون تلامذتهم أو كذا وعدم ازدواجية الدعوة، الآن يتعاملوا مع الديمقراطية ومع القومية ومع كذا، يعني: هذا التعليق.
الشيخ: نسأل الله لنا ولهم الهداية.
مداخلة: هذا من باب التناقض الذي تكلمت فيه قبل قليل.
علي حسن: الذي جعل هذا التناقض بوجهيه ما يسموه: مصلحة الدعوة كما وصفه الشيخ سيد قطب بأنه الطاغوت.
الشيخ: أي والله، الله يرحمه، الله يرحمه.
اتصال هاتفي: نعم.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصلة: كيف حالك يا شيخ ناصر؟
الشيخ: أحمد الله إليك، وكيف أنتي؟
المتصلة: والله بخير الله يسلمك يعطيك العافية.
الشيخ: الله يعافيك.
المتصلة: ....
الشيخ: الحمد لله.
المتصلة: الله يسلمك، الوقت مناسب يا شيخ؟
الشيخ: أي نعم.
المتصلة: الله يسلمك ويعطيك العافية.
الشيخ: سلمك الله.
(الهدى والنور / 460/ 20: 25: 00)
المتصلة: الله يسلمك يا شيخنا
…
شيخ! مكالمتي هذه أريد أسألك بارك الله فيك في ظروفنا الحالية بماذا تنصحنا، يعني: خاصة وأنت ما شاء الله قد
…
نريد أن تنصحنا وإن شاء الله كطلبة علم نسأل الله أن نكون طلبة علم صادقين.
الشيخ: بارك الله، ذلك هو الظن.
المتصلة: الله يسلمك يا شيخ ناصر، نريد نصيحة منك والله يجزيك الخير.
الشيخ: قبل كل شيء أنتي وقفتي على شيء من الأشرطة التي فيها رأيي؟
المتصلة: أي نعم، سمعتها وهنا نتناولها بشكل يدوي، واسمها الفئة الباغية، نسمع شريطين لك يا شيخ.
الشيخ: جيد، بناء على ما كنا قلناه فلا نزال عند ما قلناه، والآن إذا وقعت الواقعة، واعتقادي أن سوف لا يكون شيء من ذلك، والله أعلم، لكن إن وقعت الواقعة فنحن ننصح المسلمين فضلاً عن المسلمات أن يلزموا جميعهم أحلاس بيوتهم كما جاء في الحديث الصحيح:«كونوا أحلاس بيوتكم» وهذا الحديث قد ذكرته في أكثر من شريط واحد، ذلك لأن القتال إن وقع فسوف يقع بين المسلمين بعضهم مع بعض، والكفار يتفرجون عليهم وأي الفريقين من الطائفتين المتقاتلتين انتصر فهو نصر للكافر، لأن فيه القضاء على طائفة كبيرة من
المسلمين، سواء كانوا من هذه الطائفة التي أصلها هي الطائفة الباغية أو كانت من الطائفة الأخرى التي هي الطائفة المبغي عليها، فإذا ما وقع القتال فسيهلك من كل من الطائفتين ما شاء الله، ويكون ذلك مما مكر له وهيأ له الصليبيون الذين احتلوا بعض البلاد الإسلامية اليوم دون أي قتال، خشيت أن أقول: جهاد فتداركت وقلت: لا جهاد عندهم، ولذلك بدون أي قتال، فلو أن المعركة كانت بين طائفة من المسلمين وطائفة أو دولة من الكافرين حين ذاك نقول: يجب على كل مسلم يستطيع أن يحمل السلاح أن ينفر مع الناس كافة، وعلى الجنس الآخر وهم النساء أن يشاركن فيما يتناسب مع أنوثتهن، ولا يحملن السلاح، ولا يخالطن الرجال، لأن هذه ليست من الأمور التي يسمح بها الإسلام، لكن هذا بعيد المنال، أي: سوف لا يكون القتال بين كافر ومسلم، بل سيكون بين المسلمين أنفسهم، ولذلك فما استطاع المسلمون أن يكونوا بعيدين عن مثل هذه المعركة فليفعلوا، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
ما أدري إذا كنت دندنت حول ما نويته في نفسك حينما طرحتي سؤالك بلفظك أم أبعدت، فدليني حتى أتعاون معك؟
المتصلة: والله كلامك يا شيخ جزاك الله خير كله خير وبركة، شيخ ناصر
…
هل يكون ديدنا القرآن وأن نقرأ كتاب الجهاد في فتح الباري، نقرأ كتب معينة، نقرأ
…
بالصلوات؟
الشيخ: ليس هناك إلا الدعاء، وإلا الاستنصار من الله أن يصرف عن هذه الأمة ما ألم بهم من الفتنة التي لا مثل لها في التاريخ الإسلامي كله، أما قراءة كتب
الجهاد سواء من الحديث كتب الحديث أو كتب الفقه فهذا أنا في اعتقادي لا يفيدنا شيئاً، لأننا نقولها صريحة مع الأسف: ليس هناك راية ترفع للجهاد في سبيل الله، وليس من الوقت الآن أن نخوض وأن نفصل القول تفصيلاً في هذه المسألة، وبخاصة أن المسلمين جميعاً يعلمون أن الجهاد قد كان قامت قائمته ودالت دولته هناك في أفغانستان فظل المسلمون في جميع أقطار الأرض يتفرجون، بينما كان الواجب عليهم أن ينفروا كافة كما جاء في القرآن الكريم صراحة، ولو أنهم فعلوا ذلك لم تبق الدولة الشيوعية لم يبق لها قائمة حتى بعد عشر سنين من الجهاد في سبيل الله، ولذلك نأسف جداً أنه ليس هناك دولة مسلمة رفعت راية الجهاد حتى نهيئ أنفسنا بقراءة الآيات المتعلقة بالجهاد، والأحاديث المتعلقة بالجهاد، والأحكام الفقهية المتعلقة بالجهاد، هذا مع الأسف كما يقول النحويون لا محل له من الإعراب في هذه الآونة.
(الهدى والنور / 460/ 48: 44: 00)
(الهدى والنور / 460/ 43: 49: 00)
المتصلة: الآن نحن في منطقة الدمام أصبح أناس كثيرون من نفس أهل المنطقة يخرجون منها بعوائلهم إلى مناطق أبعد كجدة والرياض كالمدينة ومنهم من يذهب بأهله ويعود، تقريباً يعني ما أقدر أقول ما نواياهم بالخروج هذا، هل هناك حكم في الخروج من أرض الفتن، يعني: هل هو مندوب أم فيه شيء من الذم؟
الشيخ: والله إذا أردتي الحقيقة كما هو شأنك ينبغي الخروج، أن تكونوا
جميعاً رجالاً ونساءً بعيداً عن الأراضي التي احتلها الكفار، وبدؤوا ينشرون فيها عاداتهم وتقاليدهم وأخلاقهم الكافرة، ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما كنتي لابد أنك قرأتي أو على الأقل سمعتي مني أو من غيري قوله عليه الصلاة والسلام:«من جامع المشرك -أي: من خالط المشرك- فهو مثله» وقوله عليه السلام: «المسلم والمشرك لا تترآءى نارهما» وقوله عليه الصلاة والسلام: «أنا بريء من كل مسلم أقام بين ظراني المشركين» والآن الناس في كل بلاد العرب والإسلام يخشون أن تقوم المعركة التي أعلنها بوش هذا الكافر ولذلك فهم يستعدون استعدادات عجيبة جداً، رأينا آثارها في بلدنا هنا، والآن نسمع آثاراً جديدة في بلدكم هناك، فهم يخشون أن تقع الحرب وأن تدور دائرتها، ويخشون أن يصاب الأمريكان الذين يحتلون سواحل المملكة السعودية، ولذلك فهم يفرون بأنفسهم وأهليهم إلى الداخل، لا أرى مانعاً من ذلك مهما كانت نيتهم، لأن الجهاد هنا غير وارد إطلاقاً، إلا لو كان هناك جهاد مع اليهود أو جهاد مع مؤيدي اليهود وهم الأمريكان والبريطان ومن سايرهم من الكفار الصليبيين، ولكن لا شيء من ذلك، ولأن هذا غير موجود جعل بعض الناس ضعفاء العقول يتحمسون لكلام صدام، ولا ينتبهون بأنه ظلّام، لأنه رفع صوته بمحاربة الأمريكان، فهم يغترون بكلام معسول كهذا الكلام.
واضح؟
المتصلة: أي واضح يا شيخ.
طيب يا شيخ! هجر الصحابة عند الفتن اقتداء بقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «القائم فيها
خير من الماشي والماشي خير من الساعي» وكانوا يتركون بيوتهم عندما حدثت فتنة بين القتال بين معاوية وعلي رضي الله عنهما، ألا يكون لنا في ذلك هدي بأن نجلس كما قلت أحلاس بيوتنا ولا نسافر،
…
في بيوتنا؟
الشيخ: لا، إذا كان فيه هناك خشية فالابتعاد عن الفتنة يكون خطوة أخرى لابد منها، إذا كان هناك خشية ولا يترتب من وراء الابتعاد مضرة فهذا لا بأس به.
المتصلة: طيب شيخ، نحن ما نعرف المضرة كما يقولون: غارات يعني: يقولون: غارات ما فيه شيء محدد، ونخشى أن يكون تشويش أو تهويش.
الشيخ: نحن هذا الذي يعني: قلته لك آنفاً أن الحرب في اعتقادنا ما هو إلا حرب كلام، لكن من باب الاحتياط إذا كان لا يترتب أي مضرة من الابتعاد عن المنطقة التي يغلب أنها ستكون محل المعركة فلا بأس من هذا التحفظ وهذا الاحتياط.
على كل حال الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام: «ليس الخبر كالمعاينة» أو: «الشاهد يرى ما لا يرى الغائب» .
(الهدى والنور / 460/ 09: 52: 00)
(الهدى والنور / 460/ 25: 55: 00)
(الهدى والنور / 460/ 10: 56: 00)
المتصلة: ما رأيك في
…
كجريدة الصوت الإسلامي ولها اجتهاد في ذلك ما رأيك في هذه الجريدة؟
الشيخ: لم أطمئن إليها، لأنها تنشر ما هب ودب، تنشر التوحيد وما يخالفه، والفقه السلفي وما يعارضه، وتنشر الأخبار التي يكون ضررها أكثر من نفعها.
(الهدى والنور / 460/ 08: 57: 00)