الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فِيهِ بحثٌ، والظَّاهرُ: لا؛ لأنَّهُ مِنْ
رِوَايةِ الأَكابِرِ عَنِ الأصاغِرِ
، والتَّدْبيجُ مَأْخُوذٌ مِن دِيباجَتَيِ الوَجْهِ، فَيَقْتَضِي أَن يكونَ ذَلكَ مُستوِيًا مِن الجَانِبَيْنِ، فلا يَجيءُ فِيهِ هَذَا.
وإِنْ رَوَى الرَّاوي عَمَّنْ هُوَ دُونَهُ في السنِّ، أَو في اللُّقيِّ، أَو في المِقدارِ، فَهذَا النَّوعُ هو روايةُ الأكابِرِ عَنِ الأصاغِرِ.
وَمِنْهُ -أَيْ: ومِن جُملةِ هذا النَّوعِ، وهو أَخصُّ مِن مُطلَقِهِ- روايةُ
الآباءِ عَنِ الأبْناءِ
، والصَّحابةِ عنِ التَّابعينَ، والشَّيخِ عن تلميذِهِ، ونحوِ ذلك.
[قوله]
(1)
: «فيه بَحْثٌ» :
هو لغة: الفَحْصُ والتفتيش، واصطلاحًا: إثبات النِّسبة الإيجابيَّة أو السَّلبيَّة بطريق الاستدلال، وهو أيضًا: مسألة بحيث يُسألُ عنه، ومطلوب من حيث يُطلب الدليل، ونتيجة من حيث يُستخرَج بالحجة، ومدعًى من حيث أنَّه يُدَّعى، والمُسمَّى واحدٌ [و]
(2)
إن اختلفت العِبارات باعتبار الاعتبارات، قاله أحد المحقِّقين، إذا عرَفت هذا فكان أَولى أنْ يقول بدله: احتمال أو محل تَرَدُّدٍ وفيه نظر، هذا [ويُرشِّحه]
(3)
قوله في الجواب: «والظاهر» ، سُمِّي هذا البحث غير موجَّهٍ؛ لأنَّ المُدَبَّج (هـ/189) يُعتَبَر فيه ما لا يُعتَبَر في الأقران وزيادة، وممَّا اعتُبِر في القرينين: التشارك في السِّنِّ واللُّقِيِّ، فإن كان ذلك قد حَصَل فلا كلام أنَّه يسمَّى مُدبجًا، وإلَّا فلا وجه لتسميته بذلك؛ فليتأمَّل، قاله (هـ)
(4)
.
(1)
زيادة من: (أ) و (ب).
(2)
زيادة من (ب).
(3)
في (هـ): [أو يرشحه].
(4)
قضاء الوطر (3/ 1387).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قوله: «ويقتضي
(1)
»: أي: الأخذ ما ذُكِر، وقوله:«ذلك» أي: المُدَبَّج، ويحتمل الرواي للمُدَبَّج، وربَّما يقويه قوله:«من الجانبين» ، ولو قال: فلا يَثْبُت فيه هذا؛ كان أولى.
[قوله]
(2)
: «في السِّنِّ
…
إلخ»: الظاهر أنَّ «أو» فيه مانعًا خُلُو لا جمع، ومثال الأول والثاني: رواية كلٍّ من (أ/162) الزُّهريِّ، ويحيى بن سعيد الأنصاريِّ عن تلميذهما مالك بن أنس الإمام المشهور، ورواية أبي القاسم عبيد الله بن أحمد الأزهري عن تلميذه الحافظ أبي بكر الخطيب كان إذ ذاك شابًّا، ومثال القَدْرِ دُون السِّنِّ: رواية مالك وابن أبي ذئب عن شخيهما عبد الله بن دينار وأشباهه، ومثال القَدْرِ والسِّنِّ معًا: رواية كثيرٍ من الحفاظ والعلماء عن تلامذتهم كعبد الغنيِّ [بن سعيد]
(3)
عن محمد بن علي الصُّوريِّ
(4)
.
[قوله]
(5)
: «في هذا النَّوع
…
إلخ»: فيه نظير ما مَرَّ في نظيره.
[قوله]
(6)
: «الأَكَابِرِ» : جمع كَبيرٍ، سواء كان باعتباره: بالسِّنِّ، أو المِقْدار، أو لقاءٍ بأنْ لَقِيَ من أكابر العلماء والمشايخ صحابةً كانوا أو لا مَنْ لم يَلْقَهُ الآخَر
(7)
.
(1)
في (هـ): [فيقتضي].
(2)
زيادة من: (أ) و (ب).
(3)
زيادة من (ب).
(4)
في (أ) و (هـ): [الصوري].
(5)
زيادة من: (أ) و (ب).
(6)
زيادة من: (أ) و (ب).
(7)
قضاء الوطر (3/ 1390).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وفي كتابة: اعلم أنَّ قوله: «أو في المِقْدَارِ» يَصْدُقُ بما إذا ساواه في السِّنِّ واللُّقيِّ، وبما إذا ساواه في اللُّقيِّ، وقد علِمتَ أنَّ هذا من رواية الأقران، وعلى هذا تَجْتمِع رواية الأقران مع رواية الأكابر عن الأصاغر؛ فلا يكون بينهما تباينٌ، وعبارة العراقيِّ
(1)
ليست كذلك؛ إذ قال: رواية الأكابر عن الأصاغر
وَقَدْ رَوَى الكَبِيرُ عَنْ ذِي الصُّغْرِ
…
طَبَقَةً وَسِنًّا أوْ في القَدْرِ
أَوْ فيهِمَا. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الصُّغْر بضم الصاد وإسكان الغين، أي: عن الصغير، وقوله:«طبقة وسِنًّا» هما متلازمان غالبًا، أي: إمَّا أنْ يكون الكبير روى عن أصغر منه [في الطبقة والسِّنِّ، أو عن أصغر في القَدْرِ دون السِّنِّ، أو عن أصغر منه]
(2)
فيهما، كما مرَّت الأمثلة، وقوله:«أو في القَدْر» يدْخُل فيه اللُّقيُّ والمِقدار، أي:[إمَّا] أن يكون دونه في السِّنِّ أو في اللُّقيِّ [و]
(3)
غيره [من]
(4)
[المقدار]
(5)
معتَبَر
(6)
، [و]
(7)
حينئذٍ فلا يَصْدُق على رواية الأقران، فلو عَطَف «في المقدار» بالواو لا بـ «أو» ؛ [فيكون]
(8)
من عَطْف العامِّ على الخاصِّ، أو اقتَصَر عليه وحَذَف «أو في اللُّقيِّ»
(1)
التبصرة والتذكرة (ص 168).
(2)
زيادة من (ب).
(3)
زيادة من (ب).
(4)
زيادة من (ب).
(5)
في (أ): [بمقدار].
(6)
في (ب): [المعتبر].
(7)
زيادة من (ب).
(8)
في (ب): [ويكون].
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لم يرد عليه شيءٌ، وانظر: لو روى [من هو]
(1)
أكْبَرُ في السِّنِّ [عن من]
(2)
هو أعلى منه في القَدْرِ وأصغر منه سنًّا، هل يكون من رواية الأكابر عن الأصاغر؟ أو عكسه؟ وهو الظاهر، وأيضًا يُنظر فيما إذا اتصف أحدهما بصفة من الصفات المندَرِجَة تحت المقْدَار وكثرة لُقيِّ الشيوخ، واتصف الآخر بصفة أخرى [لكثرة]
(3)
الحفظ، أيكون هذا من رواية الأكابر عن الأصاغر حيث كان صفة المروي عنه أعلى أم لا؟ قاله (ج)
(4)
.
[قوله]
(5)
: «وهو أَخَصُّ» :
أي: ما هو من ذلك النَّوع المسمَّى برواية الآباء عن الأبناء، «أخصُّ مِنْ مُطْلَقِهِ» أي: من مُطْلَقِ ذلك النَّوع المسمَّى برواية الأكابر عن الأصاغر.
وفي كتابة: قوله: «وهو أخصُّ من مُطْلَقِه» جملة معتبَرَة بين الخبر والمبتدأ، والأصل: منه - أي: من جملة هذا النَّوع-: رواية الآباء عن الأبناء، وهو -أي: رواية الآباء عن الأبناء-: أخصُّ، وذَكَّرَ الضمير؛ نظرًا للخبر.
[قوله]
(6)
: «والصَّحَابةِ عن التَّابِعِينَ» :
لو قدَّمه وجَعَله مثالًا لرواية الأكابر عن الأصاغر؛ كان أولى، لكنَّه راعى طريق القوم حيث جعلوه نوعًا منه [للتصريح]
(7)
، ومثاله: رواية العَبَادِلة الأربعة
(1)
زيادة من (ب).
(2)
في (أ): [عما].
(3)
في (ب): [ككثرة].
(4)
حاشية الأجهوري على شرح نخبة الفكر (ص 435 - 436).
(5)
زيادة من: (أ) و (ب).
(6)
زيادة من: (أ) و (ب).
(7)
في (ب): [بالتصريح].
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وعمرَ وعليٍّ وأنسٍ ومعاويةَ وأبي هريرة عن كَعْبِ الأحبار. (هـ/190)
[قوله]
(1)
: «والشَّيْخُ عن تِلْمِيذِهِ» :
في هذا ما قدَّمه في البحث السابق، ويُقَيَّد مما مَرَّ لنا.
[و]
(2)
في كتابة: فيدخل في قوله: «والشيخ
…
إلخ» ما إذا كان الأبُ شيخًا لابنه وروى عنه، وقوله:«ونحو ذلك» كرواية النبيِّ عليه الصلاة والسلام في خطبته خبر الجَسَّاسَة عن تَمِيمٍ الدَّاريِّ، وكرواية التابعين عن أتباع التابعين.
وقال (هـ)
(3)
:
تنبيه: لعله في قوله: «الآباء عن الآبناء» تغليبًا، أو بِناءً على إطلاق الأبِ على الجدِّ حقيقةً أو مَجازًا، وكذلك الأمهات عن البنات، ويمْكِن دعوى الجري على الغالب أيضًا؛ فتدخل الأجداد وأبناء الأبناء.
ومن فوائد معرفة هذا النوع: الأمن من ظَنِّ تحريفٍ نشأ عنه كون الابن أبا. مثال رواية الآباء عن الأبناء:
-رواية العباس عن ابنيه: عبد الله والفضل.
-ورواية وائل بن داود عن ابنه بكر.
-وكرواية الخطيب من رواية معتمد بن سليمان التيمي قال: حدثني أبي، قال: حدثْتَني أنت، عن أيوب، عن الحَسَن قال:«وَيْح، كلمة رحمة»
(4)
.
(1)
زيادة من: (أ) و (ب).
(2)
زيادة من (ب).
(3)
قضاء الوطر (3/ 1391).
(4)
عيون الأخبار لابن قتيبة (2/ 134).
وفي عَكْسِهِ كَثْرَةٌ؛ لأنَّهُ هُو الجادَّةُ المسلوكةُ الغالبةُ.
ومِنْهُ: مَنْ رَوى عَنْ أَبيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
وَفَائدةُ معرِفَةِ ذَلكَ: التَّمييزُ بَيْنَ مَرَاتِبِهمْ، وتَنْزيلُ النَّاسِ مَنازِلَهُمْ.
وقَدْ صَنَّفَ الخَطيبُ في راويةِ الآباءِ عنِ الأبناءِ تصنيفًا، وأَفردَ جُزءًا لطيفًا في روايةِ الصَّحابةِ عن التَّابِعينَ.
وجَمَعَ الحافظُ صلاحُ الدِّينِ العَلائيُّ -مِن المتأَخِّرينَ- مُجلَّدًا في معرفةِ مَن رَوَى عن أَبيهِ، عن جدِّهِ، عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وَقسَّمهُ أَقسامًا، فَمِنْهُ ما يعودُ الضَّميرُ في قولِهِ:«عن جدِّهِ» على الرَّاوي، ومنهُ ما يعودُ الضَّميرُ فيهِ على أَبيهِ، وبيَّن ذلك وَحقَّقَهُ، وَخرَّج في كلِّ ترجمةٍ حديثًا مِن مرويِّهِ.
وقد لَخَّصتُ كتابَه المذكورَ، وَزِدْتُ عليهِ تَراجِمَ كثيرةً جدًّا، وأَكثرُ ما وقعَ فيهِ ما تَسلْسَلَتْ فيهِ الرِّوايةُ عن الآباءِ بأَربعةَ عشرَ أَبًا.
[قوله]
(1)
: «وفي عَكْسِهِ كَثْرَةٌ» : أي: عكس رواية الأكابر عن الأصاغر، وهو رواية الأصاغر عن الأكابر، ومنه رواية الأبناء عن آبائهم، أي: ما لم تكن من أبناء أعلى قَدْرًا، هذا ينبغي، وجعله (أ/163) راجعًا لقوله:«ومنه الأبناء عن الآباء» فيه قصورٌ، وليس منه الحديث الذي رواه بعضهم عن أبي بكر الصديق، عن عائشة، عن النبيِّ عليه الصلاة والسلام أنَّه قال:«في الحبة السوداء شفاء من كل داء»
(2)
، فإنَّه غُلِّط في ذلك من زَعَم فيه ذلك؛ إذ من روى عن عائشة ليس هو أبو بكر الصديق، بل هو أبو بكر بن أبي عَتِيقٍ، واسم أبي عَتِيقٍ: محمد، واسم أبيه: عبد الله، فهو عبد الله، المُكنَّى بأبي بكر، ابن محمَّد المُكنَّى بأبي عتيقٍ، ابن عبد الرحمن بن أبي بكر
(1)
زيادة من: (أ) و (ب).
(2)
البخاري (5688)، ومسلم (2215).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الصديق، وعائشة عمَّة أبيه.
أَمَّا أَبُو بَكْرٍ عَنِ الحَمْرَاءِ
…
عَائِشَةٍ في الحَبَّةِ السَّوْدَاءِ
فَإنَّهُ لَابْنُ أَبي عَتِيقِ
…
وغُلِّطَ الوَاصِفُ بالصِّدِّيقِ
(1)
قوله: الحمراء المعبر عنها في الروايات بالحميراء لَقَبٌ لأمِّ المؤمنين.
وذكر ابن الجوزي: أنَّ أبا بكر رضي الله عنه روى عن ابنته عائشة رضي الله عنها حديثين، وكذلك أمها أم رُومَان.
وفي كتابة: قوله: «وفي عكسه» أي: وهو رواية الأبناء عن الآباء كثرة، وهذا القسم نوعان؛ أحدهما: أن يكون الرواية عن أبيه فقط، كرواية أبي العُشَراءِ الدَّارميِّ، عن أبيه عن النبيِّ عليه الصلاة والسلام، وهي عند أصحاب السنن الأربعة، فإنَّ أباه لم يُسَمَّ في طريق الحديث، واختلف في اسم أبي العُشَراءِ واسم أبيه على أقوالٍ؛ أحدها وهو الأشهر كما قال ابن الصَّلاح
(2)
: أنَّه أسامة بن مالك بن قِهْطِمٍ، وقيل: قِحْطِمٍ بالحاء المهملة موضع الهاء، والثاني: أنَّ اسمه عُطارِدُ بن بَرْزٍ بتقديم الراء على الزاي، وهل الراء ساكنة أو مفتوحة محل خلاف، والثالث: اسمه يَسارُ بن بَلْز بن مسعود
(3)
.
وثاني نوعَي رواية الأبناء عن الآباء: أنْ يزيد فيه بعد ذكر الأب أبًا آخر؛ فيكون جدُّ أبِ الأوَّل أو يزيد [جدًّا]
(4)
للأبِ؛ فمثال زيادة الأب: رواية بَهْزِ بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبيِّ عليه الصلاة والسلام، فحكيم هو ابن معاوية بن حَيْدةَ القُشَيريّ،
(1)
شرح التبصرة (2/ 184).
(2)
مقدمة ابن الصلاح (ص 317).
(3)
تهذيب الكمال (34/ 85)، ولسان الميزان (9/ 255).
(4)
زيادة من (ب).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فالصحابيُّ هو معاوية، وهو جدُّ بَهْزٍ، ومثال زيادة الجدِّ: رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وشُعيب هو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاصي، فالصحابي هو عبد الله بن عمرو وهو جد شُعيب؛ فالقِسم الأول دَخَلَ تحت قوله:«وفي عَكْسِه كثرةٌ» ، والثاني دَخَلَ تحت قوله:«ومنهم من روى عن أبيه عن جده» .
وفي كتابة: الضمير في (هـ/191)«منهم» راجع لِما دلَّ عليه قوله: «وفي عَكْسِه كثرةٌ» أي: ومن رواية الأصاغر عن الأكابر.
[قوله]
(1)
: «وفائدَةُ مَعْرِفَة
…
إلخ»: هذا يَصْلُح أنْ يكون فائدةً لمعرفة رواية الأكابر عن الأصاغر وعكسه، [وكذا لرواية الآباء عن الأبناء وعكسه]
(2)
، وجَعَل هذا في «شرح الألفيَّة» من فوائد معرفة رواية الأكابر عن الأصاغر مع ضم قَيْدٍ آخَرَ فقال:«ومن فوائدها: الأمن من ظَنِّ الانقلاب، وتنزيل أهل العلم منازلهم؛ عملًا بخبر أبي داود من حديث عائشة: «أنزِلوا النَّاس منازلهم»
(3)
» انتهى المراد منه؛ فقوله: «الأمن من ظَنِّ الانقلاب» لا يَتأتى في رواية الأصاغر عن الأكابر، ولا في رواية الأبناء عن الآباء، ثُمَّ قال في قولها:«رِوَايَةُ الآبَاءِ عَنِ الأبْنَاءِ وَعَكْسُهُ» ما نصه: «فهُما نوعان مهمان، ومن فوائد معرفة أولها: الأمن من ظَنِّ تحريفٍ نشأ عن كون الابن أبًا» قاله (ج)
(4)
.
«منازِلَهم» : لئلَّا يُتَوَهَّم أنَّ المروي عنهم أقدَمُ وأفضلُ أو أكثر من الراوي.
[قوله]
(5)
: «ومنه ما» : يعود الضمير فيه على «أبيه» قال المحشِّيان: واللفظ لأبٍ، أي: أبي الراوي؛ فيكون جدَّ أبيه لا جدَّه هو، أعني الراوي.
(1)
زيادة من: (أ) و (ب).
(2)
زيادة من (ب).
(3)
أبو داود (4842).
(4)
حاشية الأجهوري على شرح نخبة الفكر (ص 440).
(5)
زيادة من: (أ) و (ب).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
[قوله]
(1)
: «وقد لَخَّصْتُ كِتَابَهُ المَذْكُورَ وزِدْتُ عَلَيهِ
…
إلخ»: قال
(2)
وأقول: لا يخفى أنَّ المُثبِت مقدَّمٌ على النافي، وخصوصًا إجماع الطوائف المتأخِّرَة على جلالة المؤلِّف وتقديمه في سَعتَيِ الحفظ والإتقان، ومن حَفِظ حُجَّة على من لم يَحْفَظ.
إذا قالت حَذامِ فصدِّقوها
…
فإن القول ما قالت حَذامِ
(3)
قاله (هـ)
(4)
.
(1)
زيادة من: (أ) و (ب).
(2)
الكلام لابن قطلوبغا (ص 124)، وينظر: قضاء الوطر (3/ 1398).
(3)
قال الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد: «هذا البيت قيل إنه لديسم بن طارق أحد شعراء الجاهلية، وقد جرى مجرى المثل، وصار يضرب لكل من يعتد بكلامه، ويتمسك بمقاله، ولا يلتفت إلى ما يقول غيره، وفي هذا جاء به الشارح، وهو يريد أن سيبويه هو الرجل الذي يعتد بقوله، ويعتبر نقله، لأنه هو الذي شافه العرب، وعنهم أخذ، ومن ألسنتهم استمد» شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (1/ 105). وينظر: شرح شذور الذهب لابن هشام (ص 123)، والكامل في اللغة والأدب (2/ 54)، والعقد الفريد (3/ 18).
(4)
قضاء الوطر (3/ 1402).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
[قوله]
(1)
: «وأكثرُ ما وَقَعَ فيه التَّسَلْسُلُ» : يعني برواية الأبناء عن الآباء ما تسَلْسَلَت فيه الرواية بأربعةَ عشَرَ أبًا، ربَّما وقع التَّسَلسُل في الآباء بتسعة كلٌّ منهم روى عن أبيه فيما رواه الخطيب
(2)
قال: حدثنا عبد الوهاب من لقطه، سمعتُ أبي أبا الحسن عبد العزيز، يقول: سمعت أبي أبا بكر الحارث، يقول: سمعت أبي أسدا، يقول: سمعت أبي الليث، يقول: سمعت أبي سليمان، يقول: سمعت أبي الأسود، يقول: سمعت أبي سفيان، يقول: سمعت أبي يزيد، يقول: سمعت أبي أُكينة، يقول: سمعت على بن أبي طالب، يقول -وقد سئل عن الحنان المنان- فقال:«الحنان هو: الذي يُقبِل على من أعرض عنه، والمنان هو: الذي يبدأ بالنَّوال قبل السؤال»
(3)
.
وَوَقَع التَّسَلسُل فيهم باثني عشر أبا، ومَثَّل له بما رواه رزق الله بن عبد الوهاب التميميُّ، [عن أبيه عبد الوهاب]
(4)
، عن أبيه عبد العزيز بسنده السابق إلى أُكينة، عن أبيه الهيثُم، عن أبيه عبد الله، قال: سمِعت رسول الله يقول: «ما اجتمع قوم على ذكر إلَّا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة»
(5)
.
ووقع التسلسل فيهم بأربعةَ عشرَ، وهو غاية ما وُجد منه كما قاله الشارح.
(1)
زيادة من: (أ) و (ب).
(2)
تاريخ بغداد (11/ 32).
(3)
تاريخ بغداد (12/ 293) ونصه: حدثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد الله التميمي، من لفظه، قال: سمعت أبي، يقول: سمعت أبي، يقول: سمعت أبي، يقول: سمعت أبي، يقول: سمعت أبي، يقول: سمعت أبي، يقول: سمعت أبي، يقول: سمعت أبي، يقول: سمعت أبي، يقول: سمعت علي بن أبي طالب، وقد سئل عن الحنان المنان
…
».
(4)
زيادة من (ب).
(5)
ينظر: فتح المغيث (4/ 191)، و تدريب الراوي (2/ 736).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ومَثَّل له بما رواه أبو محمد الحسين بن علي بن أبي طالب من لفظه [ببلخ]
(1)
، قال حدثني سيدي والدي أبو الحسن علي بن أبي طالب سنة ست وستين وأربعمائة، قال: حدثني أبي - أبو طالب - الحسن بن عبيد الله سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، قال: حدثني والدي أبو علي عبيد الله بن محمد، قال: حدثني أبي - محمد بن عبيد الله - قال: حدثني أبي عبيد الله بن علي، قال حدثني أبي علي بن الحسن، قال: حدثني أبي - الحسن بن الحسين - قال: حدثني أبي - الحسين بن جعفر، وهو أول من دخل بلخ من هذه الطائفة قال: حدثني أبي - جعفر الملقب بالحجة، قال: حدثني أبي - عبيد الله - قال: حدثني أبي - الحسين الأصغر -، قال: حدثني أبي - علي بن الحسين بن علي، عن أبيه عن جده علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله: «ليس الخبرُ كالمعاينة»
(2)
.
فقوله: «وأكثرُ ما وقع التَّسَلْسُل: ما تَسَلسَلَت فيه الرواية» :
هو ما وفقت عليه بخط البِقَاعِيِّ وغيره، ووقع في بعض النسخ:«وأكثر ما وقع فيه ما تَسَلْسَلَتْ فيه الرواية» ، وفيه نظرٌ. وأشار بقوله:«ما وقع فيه التَّسلسل» إلى أمثال هذه الصورة من المسلسلات.
تتمة:
يَلْتَحِق برواية الرَّجل عن أبيه عن جده روايةُ المرأة عن أمها عن جدتها، ومنها: ما رواه أبو داود
(3)
عن بُندار، عن عبد الحميد، عن عبد الواحد، عن أم جَنُوبٍ بنت [نُمَيلة]، عن أمِّها سُوَيْدَةَ بنت جابرٍ، عن أمها عَقِيلَة بنت أسمر بن مُضَرِّسٍ، عن أبيها أسمرَ قال: أتيت النبيَّ عليه الصلاة والسلام فبايعته؛ فقال: «من سَبَق إلى ماءٍ لم يَسْبِق إليه المسلمون فهو له»
(4)
انتهى.
(1)
في مطبوع قضاء الوطر [بلغ]، وهو تصحيف.
(2)
ينظر: شرح التبصرة (2/ 192).
(3)
في (ب): [ثميلة].
(4)
أبو داود (3071)، وينظر: الطبراني في الكبير (814).