الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السابع ما ورد في فضائل الأنصار ولم يشركهم فيه أحد
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: ما ورد في فضائلهم على وجه العموم
336 -
[1] عن أنس - رضى اللّه عنه - قال: قالت الأنصار يوم فتح مكة - وأعطى قريشًا -: والله إن هذا لهو العجب! إن سيوفنا تقطر من دماء قريش، وغنائمنا تُرُدّ عليهم؟ فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا الأنصار، قال: فقال: (مَا الذي بَلغَنِي عَنْكُم)؟ - وكانوا لا يكذبون -، فقالوا: هو الذي بلغك. قال: (أوَ لا ترضَوْنَ أنْ يرجعَ النَّاسُ بالغنائمِ إلى بيوتهِمْ، وترجعونَ بِرسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى بيوتِكُم؟ لَو سَلكَتِ الأنصَارُ واديًا - أو شِعبًا - لسلكتُ واديَ الأنصارِ - أو شِعبَهُم -).
هذا الحديث جاء من سبع طرق عن أنس بن مالك - رضى اللّه عنه -، طريق: أبي التياح
(1)
، وقتادة، وابن شهاب، وهشام بن زيد، والسُّميط
(2)
ابن عمير، وحميد، وثابت البناني، وعلى بن زيد بن جدعان.
(1)
أوله تاء معجمة باثنتين من فوقها، ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها. - الإكمال (7/ 331).
(2)
بسين مهملة مضمومة. - الإكمال (4/ 360).
فأما طريق أبي التياح فرواها: البخاري
(1)
- وهذا لفظه -، ومسلم
(2)
، والبزار
(3)
، وأبو يعلى
(4)
، أربعتهم من طرق عن شعبة
(5)
عنه به
…
وحديث مسلم بنحوه، وهو مختصر عند أبي يعلى. واسم أبي التياح: يزيد بن حبيب.
وأما طريق قتادة فرواها: البخاري
(6)
، ومسلم
(7)
، والترمذي
(8)
،
(1)
في (كتاب: المغازى، باب: غزوة الطائف) 7/ 650 ورقمه/ 4332، وفي (كتاب: مناقب الأنصار، باب: مناقب الأنصار) 7/ 137 ورقمه/ 3778 عن أبي الوليد (وهو: الطيالسي) عن شعبة به. والحديث من طريق أبي الوليد رواه - أيضًا -: النسائي في سننه الكبرى (5/ 87) ورقمه/ 8327، وفي الفضائل (ص/ 186) ورقمه/ 222، وأبو نعيم في الحلية (3/ 84).
(2)
في (كتاب: الزكاة، باب: إعطاء المؤلفة قلوبهم (2/ 735 ورقمه / 1059 عن محمد بن الوليد عن شعبة به، بنحوه.
(3)
[7/ ب كوبريللي] عن محمد بن المثنى عن أبي الوليد عن شعبة به.
(4)
(6/ 12) ورقمه / 3230 عن أحمد (وهو: الدورقي) عن سليمان بن حرب عن شعبة به، أخصر منه.
(5)
ورواه: البيهقي في سننه الكبرى (6/ 337 - 338) بسنده عن سليمان بن حرب عن شعبة به، بنحوه.
(6)
في (باب: غزوة الطائف، من كتاب: المغازي) 7/ 650، ورقمه/ 4334 عن محمد بن بشار عن غندر - محمد بن جعفر - به.
(7)
الموضع المتقدم (2/ 735) عن محمد بن المثنى، وابن بشار، كلاهما عن محمد بن جعفر به، بنحوه.
(8)
في (كتاب: المناقب، باب: في فضل الأنصار وقريش) 5/ 669 - 670 ورقمه/ 3901 عن ابن بشار عن ابن جعفر به، بنحوه.
والإمام أحمد
(1)
، والبزار
(2)
، وأبو يعلى
(3)
، ستتهم
(4)
من طرق عن محمد بن بن جعفر، ورواه: أبو يعلى
(5)
- أيضًا - من طريق سليمان بن حرب، كلاهما (محمد، وسليمان) عن شعبة عنه به
…
وللترمذي: (أو لا ترضون أن يرجع الناس بالدنيا)؟ بدل قوله: (بالغنائم)، وقال عقبه:(هذا حديث حسن صحيح). وقتادة هو: ابن دعامة، صرح بالتحديث عند مسلم، وأبي يعلى في حديثيهما عن ابن المثنى، وزاد مسلم: ابن بشار. وقرن الإمام أحمد في روايته بشعبة: حجاجًا، وهو: ابن أرطاة، ومنه: فلشعبة فيه طريقان عن أنس.
وأما طريق ابن شهاب فرواها: البخاري
(6)
عن أبي اليمان عن شعيب، ورواها
(7)
عن عبد الله بن محمد عن هشام عن معمر،
(1)
(20/ 168) ورقمه / 12766، وَ (21/ 367) ورقمه / 13913، وَ (20/ 146 - 147) ورقمه / 12730، وَ (21/ 220 - 221) ورقمه / 13608 عن محمد بن جعفر، وَ (21/ 221) ورقمه / 13609 عن عفان (وهو: الصفار) كلاهما عن شعبة به، بنحوه.
(2)
[102/ أ الأزهرية] عن محمد بن المثنى عن غندر به.
(3)
(5/ 356 - 357) ورقمه / 3002 عن محمد بن المثنى عن ابن جعفر به، بمثل حديث مسلم.
(4)
عدا الإمام أحمد فإنه يرويه عنه - كما تقدم -.
(5)
(6/ 11 - 12) ورقمه/ 3229 عن أحمد (وهو: الدورقي) عن سليمان بن حرب عن شعبة به
…
والحظ هنا أن الحديث عند أبي يعلى بسند واحد من هذين الوجهين عن أنس.
(6)
في (كتاب: فرض الخمس، باب: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه) 6/ 288 - 289 ورقمه / 3147.
(7)
في (باب: غزوة الطائف، من كتاب: المغازى) 7/ 648 - 649 ورقمه/ 4331.
ورواها: مسلم
(1)
، والإمام أحمد
(2)
، كلاهما من طريق عبد الله بن وهب عن يونس، ورواها مسلم
(3)
- أيضًا - عن صالح، وعن ابن أخي ابن شهاب
(4)
، والإمام أحمد
(5)
بسنده عن معمر، ورواها البزار
(6)
من طريق عبد الرزاق عن معمر، ومن طريق ابن أخي ابن شهاب وحده رواه - أيضًا -: أبو يعلى
(7)
، أربعتهم (شعيب، ويونس، وصالح، وابن أخي ابن شهاب) عنه
(8)
به
…
وزاد بعد
(1)
في الموضع المتقدم (2/ 733 - 734) عن حرملة بن يحيى التجيبي عن عبد الله بن وهب عن يونس به، مطولًا. ومن طريق صالح رواه - أيضًا -: النسائي في الفضائل (ص/ 188 - 189) ورقمه/ 230 والحديث من طريق ابن وهب رواه - أيضًا -: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 267 - 268 ورقمه/ 7278).
(2)
(21/ 58 - 59) ورقمه/ 13347 عن علي بن إسحاق عن ابن وهب به، مختصرًا جدا.
(3)
(2/ 734) عن حسن الحلواني وعبد بن حميد، كلاهما عن يعقوب (قال: وهو ابن إبراهيم بن سعد) عن أبيه عن صالح به.
(4)
(2/ 734) عن زهير بن حرب عن يعقوب بن إبراهيم عن ابن أخي ابن شهاب به. ومن طريق يعقوب رواه - أيضًا - النسائي في الكبرى (5/ 88 - 89) ورقمه/ 8335.
(5)
(20/ 122 - 123) ورقمه/ 12696 عن عبد الرزاق عن معمر به، بنحوه. وهو في مصنف عبد الرزاق (11/ 59 - 60) ورقمه/ 19908، ومن طريق عبد الرزاق رواه - أيضًا -: البيهقي في سننه الكبرى (6/ 337 - 338)، والبغوي في شرح السنة (14/ 173 - 174) ورقمه/ 3974.
(6)
[48/ ب الأزهرية] عن الحسين بن مهدي وسلمة بن شبيب وزهير، كلهم عن عبد الرزاق به ..
(7)
(6/ 282 - 283) ورقمه/ 3594 عن زهير بن حرب، بمثل سند مسلم عنه.
(8)
الحديث عن ابن شهاب رواه - كذلك -: شعيب بن أبى حمزة، روى حديثه البيهقي في سننه الكبرى (6/ 337) بسنده عنه به.
قوله: ( .. إلى رحالكم برسول اللّه): (فواللّه لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به)، فقالوا: بلى، يا رسول اللّه، قد رضينا. قال:(فإنكم ستجدون أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا اللّه، ورسوله، فإني على الحوض)، قالوا: سنفعل. قال مسلم عقب طريق ابن أخي ابن شهاب: (مثله، إلا كلمة فيه)، يعني: مثل حديث يونس - واللفظ المتقدم فيه -. وليس للإمام أحمد فيه إلّا قوله: (إنكم ستجدون أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا اللّه ورسوله، فإني على الحوض). واسم ابن أخي ابن شهاب: محمد بن عبد اللّه بن مسلم، ويونس هو: ابن يزيد الأيلي، وصالح هو: ابن كيسان المدني.
وأما طريق هشام بن زيد بن أنس فرواها: البخاري
(1)
بسنده عن أزهر، وبسنده
(2)
عن معاذ بن معاذ، ورواها: مسلم
(3)
، والبزار
(4)
بسنديهما عن معاذ بن معاذ - وحده -، ورواها: الإمام أحمد
(5)
عن عفان عن سُليم بن أخضر، كلهم عن ابن عون (وهو: عبد اللّه) عنه به، بنحوه، مطولًا، وفيه: (يا معشر الأنصار، أما ترضون أن يذهب الناس بالدينار،
(1)
في (باب: غزوة الطائف، من كتاب: المغازي) 7/ 650 ورقمه / 4333 عن على بن عبد الله عن أزهر (وهو: السمان) به.
(2)
الموضع نفسه (7/ 650 - 651) ورقمه / 4337 عن محمد بن بشار عن معاذ.
(3)
(2/ 735 - 736) عن محمد بن المثنى وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، كلاهما عن معاذ بن المعاذ به، بنحوه، مطولا.
(4)
[9/ ب كوبريللى] عن محمد بن المثنى عن معاذ به.
(5)
(21/ 397 - 399) ورقمه / 13976. ورواه - أيضًا -: (20/ 294) ورقمه / 12978 بالسند نفسه، وبعض المتن، قال في آخره: (فذكر الحديث).
وتذهبون بمحمد تحوزونه إلى بيوتكم)؟ قالوا: بلى، يا رسول اللّه، رضينا. فقال:(لو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار). وفي حديث أزهر: (أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة وبالبعير، وتذهبون برسول اللّه صلى الله عليه وسلم)، قال:(لو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار شعبا لاخترت شعب الأنصار). وللبزار نحوه.
وأما طريق السميط بن عمير فرواها: مسلم
(1)
، والإمام أحمد
(2)
، كلاهما من طريق المعتمر بن سليمان
(3)
عن أبيه عنه به، بنحو حديث الجماعة عن أنس. وسليمان هو: التيمي، والسميط بن عمير سدوسي.
وأما طريق حميد فرواها: الإمام أحمد
(4)
عن عبيدة بن حميد، وَعن
(5)
يزيد بن هارون، وَعن
(6)
ابن أبي عدي، ورواها: البزار
(7)
عن ابن مثنى (هو: محمد) عن خالد (وهو: ابن الحارث)، أربعتهم عنه به، بنحوه
…
وفي
(1)
(2/ 736 - 737) عن عبد الله بن معاذ وَحامد بن عمر وَمحمد بن عبد الأعلى، ثلاثتهم عن المعتمر بن سليمان به.
(2)
(21/ 57 - 58) ورقمه/ 2608 عن عارم (وهو: محمد بن الفضل) عن المعتمر به.
(3)
الحديث من طريق المعتمر رواه - أيضًا -: البيهقي في الدلائل (5/ 171 - 172) بسنده عنه به، بنحوه.
(4)
(20/ 279 - 280) ورقمه/ 12952.
(5)
(20/ 365 - 366) ورقمه / 13084.
(6)
(19/ 78) ورقمه / 12021، وهو في الفضائل له - أيضًا - (2/ 800) ورقمه / 1435.
(7)
[66/ أ - ب] الأزهرية.
حديث البزار أن الأنصار كرشه، وعيبنه، وقوله:(لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار). وعبيدة بن حميد هو: أبو عبد الرحمن، المعروف بالحذاء، لا بأس به
(1)
. وحميد - راويه عن أنس - هو: الطويل
(2)
، لا أعلمه صرح بالتحديث عنه، وتقدم أن تدليسه عنه لا يعل به الحديث.
وأما طريق ثابت فرواها: الإمام أحمد
(3)
- أيضًا - عن عفان عن حماد بن سلمة
(4)
عنه به، بنحوه، وزاد:(أنتم الشعار، والناس الدثار)، وقال: (الأنصار كرشي
(5)
، وعيبتي
…
ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار). وعفان هو: الصفار. ورواه
(6)
- مرة - عن عفان عن حماد
(7)
به، بلفظ: (يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالًا فهداكم اللّه بي؟ وأعداء فألف اللّه بين
(1)
انظر: تأريخ الدارمي عن ابن معين (ص / 155) ت / 542، وتهذيب الكمال (19/ 257) ت / 3752، والتقريب (ص / 654) ت/ 4440.
(2)
والحديث من طريق حميد رواه - أيضًا -: النسائي في السنن الكبرى (5/ 87) ورقمه/ 8326، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 257 - 258 / ورقمه / 7268)، والبغوي في شرح السنة (14/ 176 - 177) ورقمه / 3976.
(3)
(21/ 194 - 195) ورقمه/ 13574.
(4)
ورواه: الآجري في الشريعة (4/ 1646) ورقمه / 1124 بسنده عن عبد الأعلى بن حماد عن حماد بن سلمة به، ببعضه.
(5)
- بفتح أوله، وكسر ثانيه -. ومعنى العيبة تقدم، والمقصود هنا: جماعتي، وصحابتى - انظر: التوضيح (2/ 554)
(6)
(21/ 240) ورقمه/ 13655.
(7)
وكذلك رواه: النسائي في الفضائل (ص/ 193) ورقمه/ 242 عن علي بن حجر عن إسماعيل (يعني: ابن جعفر) عن حميد عن أنس به، بنحوه.
قلوبكم بي)؟ ثم قال لهم: (ألا تقولون: أتيتنا طريدًا، فآويناك، وخائفا فأمناك، ومخذولا فنصرناك)؟ فقالوا: بل لله المنّ علينا، ولرسوله.
وأما طريق ابن جدعان فرواها: البزار
(1)
عن محمد بن معمر عن عبد الصمد عن أبيه عنه
(2)
به، مطولا
…
وقال: (لا نعلم رواه عن علي بن زيد بهذا التمام إلّا عبد الوارث) اهـ. وابن جدعان هو: على بن زيد، ضعيف. وحديثه: حسن لغيره بمتابعاته. وعبد الصمد هو: ابن عبد الوارث - واللّه أعلم -.
337 -
[2] عن عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه قال: لما أفاء اللّه على رسوله يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم، فقال:(يَا معشَر الأنصَارِ، ألمْ أجدْكُمْ ضُلَّالًا فهدَاكمُ الله بِي، وكُنتمْ متفرِّفينَ فألَّفَكُمُ الله بِي، وَعالَةً فأغنَاكمُ الله بي)، كلما قال شيئا قالوا: اللّه ورسوله أمن. قال: (مَا يمنعُكمْ أنْ تُجيبُوا رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم)؟ قال: كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمنّ. قال: (لَو شئتمْ لقُلتُمْ: جئتَنا كذَا وكذَا، ألا ترضَونَ أنْ يذهبَ النَّاسِ بالشَّاة والبَعيرِ، وتذهبونَ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى رِحَالكم؟ لَو لَا الهجرةُ لكنتُ امرءًا منَ الأنصَارِ، ولَو سلكَ النَّاسُ واديًا، وشِعبًا لسلكتُ
(1)
[13/ ب] كوبريللّي.
(2)
ورواه: الآجري في الشريعة (4/ 1643) ورقمه/ 1120 بسنده عن سفيان عن ابن جدعان به.
واديَ الأنصارِ، وشعبَها. الأنصارُ شعارٌ، والنَّاسُ دِثَارٌ، وإنَّكمْ ستلقونَ بعدِي أثرةً، فاصبِرُوَا حتى تلقَوني علَى الحَوْض).
رواه: البخاري
(1)
- وهذا لفظه -، والإمام أحمد
(2)
، كلاهما من طريق وهيب، ورواه: مسلم
(3)
من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن عمرو بن يحيى
(4)
عن عباد بن تميم عنه به
…
وليس للبخاري في التمني إلّا قوله: (لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو سلك الناس واديا - أو شعبا - لسلكت وادي الأنصار، وشعبها). ولمسلم: فبلغه أن الأنصار يحبون أن يصيبوا ما أصاب الناس، وزاد فيه: (ومتفرفين فجمعكم
(1)
في (كتاب: المغازى، باب: غزوة الطائف) 7/ 644 ورقمه / 4330، وَفي (كتاب: التمني، باب: ما يجوز من اللو) 13/ 238 ورقمه / 7245 عن موسى بن إسماعيل عن وهيب به.
(2)
(26/ 392 - 393) ورقمه / 16470 عن عفان (وهو: ابن مسلم الصفار) عن وهيب به، بنحوه.
ورواه: ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 543) ورقمه / 20 عن عفان به - أيضا -.
(3)
في (كتاب: الزكاة، باب: إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام، وتصبّر من قوي إيمانه) 2/ 738 - 739 ورقمه / 1061 عن سريج بن يونس عن إسماعيل بن جعفر به، بنحوه.
(4)
ورواه: ابن أبى عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 334) ورقمه / 1719، و (3/ 336) ورقمه / 1722، وَ (3/ 340) ورقمه / 1729، وَ (3/ 343) ورقمه / 1733 مقطعًا، ببعضه بسنده عن عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن يحيى به.
ورواه - أيضًا -: البيهقي في السنن الكبرى (6/ 339) من طرق عن عمرو بن يحيى به.
الله بي). ووهيب هو: ابن خالد الباهلي، وعمرو بن يحيى هو: ابن عمارة المازني الأنصاري، وعباد بن تميم هو: ابن غزية الأنصاري.
338 -
339 [3 - 4] عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ولَو أن الأنصارَ سلكُوا واديًا - أو شعبًا - لسلكتُ في وادي الأنصَارِ، ولَو لا الهجرةُ لكنتُ امرءًا منَ الأنصًار).
هذا الحديث رواه عن أبي هريرة - رضى اللّه عنه -: محمد بن زياد، والأعرج، وأبو سلمة، وهمام بن منبه، ومطر أبو موسى.
فأما حديث ابن زياد فرواه: البخاري
(1)
- واللفظ له -، والإمام أحمد
(2)
،
(1)
في (كتاب: مناقب الأنصار، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار") 7/ 139 ورقمه / 3779 عن محمد بن بشار عن غندر (هو: محمد بن جعفر) عن شعبة به. وعن ابن بشار رواه - أيضًا -: النسائي في الكبرى (5/ 85) ورقمه / 8319، وفي الفضائل (ص / 182 - 183) ورقمه / 214.
(2)
(15/ 177) ورقمه / 9309 عن غندر، وَ (15/ 215) ورقمه / 3964 عن عفان (وهو: ابى مسلم الصفار)، وَ (16/ 92) ورقمه / 10063 عن عبد الرحمن (يعني: ابن مهدي)، ثلاثتهم عن شعبة به، بعضهم بمثله، وبعضهم بنحوه. وهو عن عبد الرحمن في فضائل الصحابة (2/ 806 - 807) ورقمه / 1452 سندًا، ومتنا.
والحديث من طريق غندر رواه - أيضًا -: ابن راهويه في مسنده (1/ 48) ورقمه/ 86. ومن طرق أخرى عن شعبة رواه - أيضًا -: الطيالسي في مسنده (10/ 325) ورقمه/ 2484، وابن راهويه (رقم / 85 - 87)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (1/ 550 - 551) ورقمه / 1177
…
إلّا أن الطيالسي رواه عنه - دون واسطة -.
كلاهما من طريق شعبة
(1)
عنه به
…
ومحمد بن زياد هو: الجمحي، وشعبة هو: ابن الحجاج. وأما حديث الأعرج فرواه: البخاري
(2)
عن أبي اليمان عن شعيب عن أبي الزناد عنه به، بلفظ:(لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار واديا - أو شعبا - لسلكت وادي الأنصار - أو شعب الأنصار -). والأعرج هو: عبد الرحمن بن هرمز، وأبو الزناد اسمه: عبد اللّه بن ذكوان، واسم أبي اليمان: الحكم بن نافع، وشيخه هو: شعيب بن أبي حمزة.
وأما حديث أبي سلمة فرواه: الإمام أحمد
(3)
، والدارمي
(4)
، والبزار
(5)
عن محمد بن بشار، كلهم عن يزيد بن هارون
(6)
عن محمد بن عمرو
(7)
عنه به، بنحوه
…
وليس للدارمي فيه إلّا قوله: (لولا الهجرة
(1)
ورواه من طريق شعبة - أيضًا -: الآجرى في الشريعة (4/ 1644) ورقمه/ 1121.
(2)
في (كتاب: التمني، باب: ما يجوز من اللو) 13/ 238 ورقمه/ 7244.
(3)
(16/ 303) ورقمه / 10509. وهو في فضائل الصحابة (2/ 812) ورقمه/ 1471 سندًا، ومتنا.
(4)
في (كتاب: السير، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار") 2/ 313 ورقمه / 2514.
(5)
[67/ ب] كوبريللّي.
(6)
الحديث من طريق يزيد بن هارون رواه - أيضًا -: البغوي في شرح السنة (14/ 170 - 171) ورقمه / 3970.
(7)
ورواه: ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 540) ورقمه / 5 عن محمد بن بشر العبدي، والشافعي في المسند (ص / 280)، وفي السنن (2/ 86 - 87) ورقمه / 439 - ومن طريقه: البيهقي في المعرفة (1/ 91) - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كلاهما عن محمد بن عمرو به، بنحوه.
لكنت امرءا من الأنصار). ومحمد بن عمرو هو: ابن علقمة، وأبو سلمة هو: ابن عبد الرحمن الزهري.
وأما حديث همام بن منبّه فرواه: الإمام أحمد
(1)
عن عبد الرزاق عن معمر عنه به، بنحوه، وفيه:(ولو يندفع الناس في شعبة، أو في وادٍ، والأنصار في شعبة لاندفعت مع الأنصار في شعبهم). وعبد الرزاق هو: ابن همام الصنعاني
(2)
، ومعمر هو: ابن راشد.
وأما حديث مطر أبي موسى - مولى: طلحة بن عبيد اللّه - فرواه: الطبراني في الأوسط
(3)
عن علي بن سعيد الرازي عن أبي كامل الجحدري عن أبي معشر البرّاء عن العباس بن عوسجة عنه به، وفيه: اجتمع عبد اللّه بن عمر، وأبو هريرة
…
فذكره أبو هريرة، وصدقه ابن عمر - رضى اللّه عنهم -.
قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن العباس بن عوسجة إلّا أبو معشر البراء، تفرد به أبو كامل الجحدري) اهـ. وعلى بن سعيد الرازي ضعيف الحديث، وأبو معشر البراء اسمه: يوسف بن يزيد البصري ضُعّف. وشيخاه فيه (العباس بن عوسجة، ومطر) لم أعرفهما. واسم أبي كامل: فضيل بن الحسين. والحديث قد صح عن أبي هريرة - رضى اللّه عنه - من عدة طرق.
(1)
(13/ 503) ورقمه / 8169.
(2)
والحديث في مصنفه (11/ 59) ورقمه/ 19907، ومن طريقه رواه - أيضًا -: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 529 ورقمه / 7269).
(3)
(4/ 504) ورقمه / 3857.
340 -
[5] عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَو سلكَ النَّاسُ واديًا أو شِعبًا لكنتُ معَ الأنصَار).
رواه: الترمذي
(1)
عن بندار عن محمد بن جعفر عن شعبة عن عدي بن ثابت عنه به
…
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ فبندار هو: محمد بن بشار، وشعبة هو: ابن الحجاج، وعدي هو: الأنصاري. والحديث أورده الألباني في صحيح سنن الترمذي
(2)
، وقال:(حسن صحيح).
341 -
[6] عن أبي سعيد الخدري - رضى الله عنه - قال: اجتمع أناس من الأنصار، فقالوا: آثر علينا غيرنا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فجمعهم، ثم خطبهم، فقال:(يَا معشَرَ الأنصَارِ، ألمْ تكونُوا أذلَّةً، فأعزَّكمُ الله)؟ قالوا: صدق الله، ورسوله. قال:(ألمْ تكونُوا ضُلالًا، فهَدَاكمُ الله)؟ قالوا: صدق الله، ورسوله. قال:(ألمْ تكونُوا فُقرَاءَ فأغْنَاكمُ اللّه)؟ قالوا: صدق الله ورسوله. ثم قال: (ألا تُجيبونِي، ألا تقولُونَ: أتيتَنا طَرِيدًا، فآوينَاكَ، وأتيتَنَا خائفًا فأمَّنَّاكَ، ألَا ترضَونَ أنْ يذهبَ النَّاسُ بالشَّاءِ، والبُقرَانَ - يعني: البَقَر -، وتذهبونَ برسولِ اللّهِ
(1)
في (كتاب: المناقب، باب: في فضل الأنصار وقريش) 5/ 669 ورقمه/ 3900.
(2)
(3/ 246) ورقمه/ 3060.
فتدخلونَه بيوتَكُمْ، لَو أنَّ النَّاسَ سلَكُوا واديًا - أو شعبَةً -، وسلَكتُمْ واديًا - أو شعبةً - لسلكتُ واديَكُم - أو شعبتَكُمْ -، لَولا الهجرةُ لكنتُ امرءًا مِنَ الأنصَارِ، وإنكُمْ ستلقونَ بعدِي أثَرَة، فاصْبِرُوا حتَّى تلقَونِي علَى الحَوْض).
الحديث رواه: أبو صالح، وَمحمود بن لبيد، وعطية العوفي، ثلاثتهم عن أبي سعيد به، مطولًا، ومختصرًا.
فأما حديث أبي صالح فرواه: الإمام أحمد
(1)
بسنده عن رباح عن معمر
(2)
عن الأعمش عنه به
…
والأعمش هو: سليمان بن مهران مدلس، ولم يصرح بالتحديث، إلا أن روايته هنا عن أبي صالح - وهو: ذكوان السمان -، محمولة على الاتصال، لإكثاره عنه، كما أشار إليه الذهبي في الميزان
(3)
. ورباح هو: ابن زيد الصنعاني.
وأما حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه فرواه: الإمام أحمد
(4)
عن يعقوب عن أبيه، ورواه: أبو يعلى
(5)
عن أبي بكر (هو: ابن أبي شيبة)
(6)
عن
(1)
(18/ 105) ورقمه / 11547 عن إبراهيم بن خالد (يعني: الصنعاني) عن رباح به.
(2)
وعن معمر رواه - أيضًا -: عبد الرزاق في المصنف (11/ 64) ورقمه / 19918، وعنه: عبد بن حميد في مسنده (ص / 286 - 287) ورقمه / 915. ومن طريق عبد الرزاق رواه - أيضًا -: أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (2/ 72)، والبغوي في شرح السنة (14/ 175) ورقمه / 3975.
(3)
(2/ 414) ت / 3517.
(4)
(18/ 253 - 255) ورقمه / 11730.
(5)
(2/ 344 - 345) ورقمه / 1092.
(6)
والحديث في مصنفه (12/ 157) ورقمه / 12402، وعنه: ابن أبي عاصم =
عبد اللّه بن إدريس
(1)
، كلاهما عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عنه به، بنحوه، مطولًا، وفيه:(اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار)، قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول اللّه قسمًا، وحظا. ولأبي يعلى:(الأنصار شعار، والناس دثار، ولولا الهجرة كنت امرءا من الأنصار). وابن إسحاق هو: محمد، حسن الحديث إذا صرح بالتحديث، وقد كان
(2)
، وبقية رجاله ثقات، ويعقوب هو: ابن إبراهيم بن سعد الزهري. ومحمود بن لبيد صحابي.
ورواه: الإمام أحمد - أيضًا -
(3)
عن يزيد عن ابن إسحاق به، مختصرًا، ليس فيه إلا قوله:(لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو سلك الناس في وادٍ - أو شعب -، وسلكت الأنصار واديا، أو شعبا لسلكت وادي الأنصار، وشعبهم)
…
وعنعنه ابن إسحاق من هذا الوجه عنه، لكنه صرح بالتحديث في حديث يعقوب عن أبيه - كما تقدم -.
وأما حديث عطية العوفي فرواه: الإمام أحمد
(4)
- أيضًا -، ورواه: أبو يعلى
(5)
عن زهير (هو: ابن حرب)، كلاهما عن يحيى بن أبي بكير عن
= في الآحاد والمثاني (3/ 334) ورقمه / 1720.
(1)
ورواه: الآجري في الشريعة (4/ 1645 - 1646) ورقمه / 1123 بسنده عن عثمان بن أبى شيبة عن ابن إدريس به، ببعضه.
(2)
عند الإمام أحمد، وانظر: مجمع الزوائد (10/ 29 - 30).
(3)
(18/ 180) ورقمه / 11636.
(4)
(18/ 355 - 356) ورقمه / 11842.
(5)
(2/ 509 - 510) ورقمه / 1358.
الفضيل بن مرزوق
(1)
، والخطيب البغدادي
(2)
بسنده عن عبيد اللّه بن موسى عن سفيان (يعني: الثوري) عن عمرو بن قيس الملائي، كلاهما عنه به، بنحوه، في قصة، وفيه:(الأنصار كرشي، وأهل بيتي، وعيبتي التي آوي إليها، فاعفوا عن مسيئهم، واقبلوا من محسنهم)، قال أبو سعيد: قلت لمعاوية: أما إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حدثنا أنا سنرى بعده أثرة. وللخطيب: (أهل بيتي، والأنصار عيبتي، وكرشي - أو: كرشي، وعيبتي -)، ثم ذكر مثل الحديث.
وعطية العوفي ضعيف، ولم يُبيّن في أبي سعيد من هو؟ الخدري أم الكلبي؟ ولم يبيّن أهو سماع له أم ماذا؟ وهو معروف بالتدليس - كما تقدم في موضع غير هذا -. وعبيد اللّه بن موسى في إسناد الخطيب هو: العبسي، شيعي - كما تقدم -، تكلم عثمان بن أبي شيبة
(3)
، وابن عدي
(4)
في حديثه عن الثوري
(5)
.
ورواه: البزار
(6)
عن عمرو بن على عن عبيد اللّه بن عبد المجيد عن فضيل عن عطية، قال البزار:(فذكر نحوه). وفي الإسنادين إضافة إلى
(1)
ورواه: الآجري في الشريعة (4/ 1653 - 1654) ورقمه / 1134 من طرق عن عطية به، مطولًا، بنحوه.
(2)
الكفاية (ص / 272).
(3)
كما في: الثقات لابن شاهين (ص / 239) ت / 910.
(4)
من روى عنهم البخاري (ص / 149) ت / 135.
(5)
وانظر: الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم للرفاعي (ص / 167) ت / 7.
(6)
(1/ 52) ورقمه/ 66.
عطية: فضيل بن مرزوق، وهو: الأغر، ضعيف، رمي بالتشيع
(1)
. ومنه يتبين أن الحديث ضعيف إسنادًا من هذا الوجه، أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وقال: (
…
رواه: البزار بإسنادين
(3)
، وفيهما كلاهما عطية، وحديثه يكتب على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ، وفي قوله ما لا يخفى.
ورواه: البزار
(4)
عن إسحاق بن بهلول الأنباري عن الحسين بن الحسن بن عطية عن أبيه عن جده به، بلفظ: (من أحبني أحب الأنصار، ومن أبغضني أبغض الأنصار. لا يحبهم منافق، ولا يبغضهم مؤمن
(5)
. من أحبهم أحبه اللّه، ومن أبغضهم أبغضه اللّه. الناس دثار، والأنصار شعار. ولو سلك الناس شعبا والأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار)
…
وعطية مدلس، لم يصرح بالتحديث - فيما أعلمه -، ولم يذكر لأبي سعيد نسبة، أهو الخدري، أم الكلبي؟ وابنه الحسن ضعيف مثله
…
قال
(1)
انظر: تأريخ أسماء الضعفاء لابن شاهين (ص / 155) ت / 507، والديوان (ص / 321) ت / 3391، والتقريب (ص / 786) ت / 5472.
(2)
(10/ 29 - 28).
(3)
سيأتي الإسناد الآخر.
(4)
(1/ 51) ورقمه/ 65.
(5)
يقول العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته (2/ 274):
هل يبغض الأنصار عبد مؤمن
…
أو مدرك لروائح الإيمان
شهد الرسول بذاك وهي شهادة
…
من أصدق الثقلين بالبرهان
البخاري
(1)
: (ليس بذاك)، وقال أبو حاتم
(2)
: (ضعيف الحديث)، وأورده ابن حبان في المجروحين
(3)
، وقال:(منكر الحديث، فلا أدري البلية في أحاديثه منه، أو من أبيه، أو منهما - معًا -؛ لأن أباه ليس بشئ في الحديث، وأكثر روايته عن أبيه، فمن هنا اشتبه أمره، ووجب تركه)
(4)
. يرويه عنه: ابنه - الحسين -، وهو ضعيف كآبائه - كما تقدم -. ومما سبق يتبين: أن الحديث صحيح من طريق أبي صالح، حسن من طريق محمود بن لبيد
…
وفي طريقيهما ما يغني عن طريق عطية العوفي.
ولقوله رضي الله عنه: (لا يحبهم منافق
…
) الحديث شواهد متعددة، هو بها: صحيح لغيره. وشطره الأول: (من أحبني أحب الأنصار، ومن أبغضني أبغض الأنصار)، لا يصح إسنادًا - من هذا الوجه -.
* وروى الطبراني في الكبير من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه يرفعه: (من أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم)، وسنده حسن - وسيأتي -
(5)
.
* ومثله لأبي يعلى من حديث أنس بن مالك. وللطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة، بإسنادين ضعيفين - وسيأتيان -
(6)
.
(1)
التأريخ الكبير (2/ 301) ت/ 2542.
(2)
كما في: الجرح والتعديل (3/ 26) ت/ 112.
(3)
(1/ 234).
(4)
وانظر: الميزان (2/ 26) ت/ 1889، والتقريب (ص/ 239) ت / 1266.
(5)
برقم/ 386.
(6)
برقم / 361، 387.
وفي حب الأنصار، والنهي عن بغضهم أحاديث أُخرى - وستأتي -
(1)
.
342 -
[7] عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الأنصَارُ شعَارٌ، وَالنَّاسُ دثَارٌ. وَلَو أنَّ النَّاسَ استَقبَلُوا وَاديًا، أَوْ شعبًا، واستَقبَلَتْ الأنصَارُ واديًا لَسَلَكتُ وَادِي الأنصَارِ. وَلوَلا الهجرَةُ لَكُنتُ امرَءًا منْ الأنصَارِ).
رواه: ابن ماجه
(2)
عن عبد الرحمن بن إبراهيم عن ابن أبي فديك عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده به
…
وأورده البوصيري في زوائد ابن ماجه
(3)
، ثم قال:(هذا إسناد ضعيف، والآفة من عبد المهيمن بن عباس، وباقي رجال الإسناد ثقات) اهـ، وعبد المهيمن متفق على ضعفه، وباقي رجاله ثقات - كما قال البوصيري -؛ عبد الرحمن بن إبراهيم هو: العثماني مولاهم، وابن أبي فديك هو: محمد بن إسماعيل. والحديث: حسن لغيره بشواهده المذكورة في هذا البحث.
343 -
[8] عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: (ألا إنَّ النَّاسَ دِثارٌ، وإنَّ الأنصَارَ شعَارٌ، ولَو أن النَّاس سلَكُوا واديًا، وسلكتْ الأنصارُ شِعبَةً لاتَّبعْتُ شِعَبَةَ الأنصَارِ، ولَولا الهِجْرةُ لكنَتُ امرءًا منَ الأنصَارِ. فمَنْ
(1)
انظر: ما ورد في فضائل الأنصار برقم / 341، 361 وما بعده.
(2)
في المقدمة (فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل الأنصار) 1/ 58 ورقمه / 164.
(3)
مصباح الزجاجة (1/ 66) ورقمه / 60.
وَلي منْ أمرِهمْ شَيئًا فليُحسِنْ إلى مُحْسِنِهمْ، وليَتجاوزْ عنْ مُسِيِئهمْ، وَمنْ أفزَعَهمْ فقدْ أفزَعَ هَذا الَّذِي بينَ هذَين)، وأشار إلى صدره - يعني: قلبه -.
رواه: الإمام أحمد
(1)
، والطبراني في الأوسط
(2)
- واللفظ له -، كلاهما من طريق عبد الله بن وهب عن أبي صخر عن يحيى بن النشر عنه به
…
قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن أبي قتادة إلا يحيى بن النشر، تفرد به أبو صخر)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وعزاه إلى الإمام أحمد - وحده -، ثم قال:(ورجاله رجال الصحيح، غير يحيى بن النضر الأنصاري، وهو ثقة)، وأورده في موضع آخر
(4)
، وعزاه إلى الطبراني - وحده - في الأوسط، ثم قال:(عن شيخه مقدام بن داود، وهو ضعيف، وقال ابن دقيق العيد إنه وثق، وبقية رجاله ثقات) اهـ. ومقدام بن داود ضعفه الجمهور، وقال النسائي:(ليس بثقة)، لكنه متابع عند الإمام أحمد، فإنه رواه عن هارون بن معروف عن ابن وهب - كما تقدم -. وأبو صخر - في الإسناد - هو: حميد بن زياد المدني، ضعفه جماعة، وقال ابن حجر:(صدوق يهم) اهـ
…
فالإسناد: فيه ضعف. والمتن دون الجملة الأخيرة فيه ثابت من أوجه عدة عن النبي صلى الله عليه وسلم،
(1)
(37/ 302 - 303) ورقمه/ 22615 عن هارون بن معروف عن عبد الله بن وهب به، بنحوه.
(2)
(9/ 414 - 415) ورقمه/ 8892 عن مقدام (وهو: ابن داود الرعيني) عن أصبغ (وهو: ابن الفرج) عن ابن وهب به.
(3)
(10/ 35).
(4)
(10/ 32 - 33).
انظرها في هذا المبحث، هو بها: حسن لغيره، والجملة المشار إليها - قوله:(ومن أفزعهم فقد أفزع هذا الذي بين هذين) -، ورد نحوها من حديث جابر بن عبد اللّه
(1)
، فهو به: حسن لغيره - أيضا -.
344 -
[9] عن جابر بن عبد اللّه - رضى اللّه عنهما - أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لما فتحت حنين بعث سرايا، فأتوا بالإبل، والشاء، فقسموها في قريش. قال: فوجدنا أيها الأنصار عليه، فبلغه ذلك، فجمعنا، فخطبنا، فقال:(ألا ترضونَ أنَّكُمْ أعطِيتُمْ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ فوَاللّه لَو سلكتْ النَّاسُ وادِيًا، وسلكتُمْ شِعبًا لاتَّبعتُ شِعبَكُم). قالوا: رضينَا، يا رسول اللّه.
رواه: الإمام أحمد
(2)
عن موسى عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عنه به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وقال - وقد عزاه إليه -:(وفيه ابن لهيعة، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ، وابن لهيعة ضعيف، ومدلس، لم يصرح بالتحديث. وفي الإسناد علة ثالثة، وهي: عنعنة أبي الزبير، وهو: محمد بن مسلم بن تدرس، وهو مدلس مشهور. والمتن ثابت من حديث عبد الله بن زيد، ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنهما
(4)
، وغيرهما، وهو: حسن لغيره بالنظر إليها.
(1)
سيأتي، ورقمه/ 430.
(2)
(23/ 71 - 72) ورقمه / 14733.
(3)
(10/ 30).
(4)
تقدما برقمي/ 336، 337.
345 -
[10] عن أبي حميد الساعدي - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ لكُلِّ نبِيٍّ عَيْبَةً، وعَيبتي هذَا الحيُّ مِنَ الأنصَارِ، ولَولا الهجرةُ لكنتُ امَرءًا منَ الأنصارِ، ولَو سلكَ النَّاسُ واديًا، وسلكتْ الأنصَارِ شعبًا لسلكتُ شعبَ الأنصَارِ. الأنصارُ شِعارٌ، والنَّاسُ دِثارٌ، فمَن وَلي شَيئًا فَليُحسِنْ إلى مُحْسِنِهِمْ، ويتجَاوزُ عنْ مُسيئهِم).
رواه: البزار
(1)
عن أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن إبراهيم بن إسماعيل عن عبد الله بن خارجة ابن زيد بن ثابت عن أبيه عنه به
…
وقال: (وهذا الحديث لا نعلم يروى عن أبي حميد إلّا من هذا الوجه. وقد روي عن جماعة كثيرة هذا الكلام بألفاظ مختلفة. وذكرنا هذا الحديث عن أبي حميد لعزة حديث أبي حميد) اهـ. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه من لم أعرفهم) اهـ، ورجاله كلهم معروفون؛ فأحمد بن عبد الجبار هو: العطاردي، ويونس بن بغير هو: الشيباني، وإبراهيم بن إسماعيل هو: ابن مجمّع الأنصاري، وثلاثتهم ضعفاء. وأحسنهم حالًا: يونس. وعبد اللّه بن خارجة بن زيد بن ثابت، ترجم له البخاري
(3)
، وابن أبي حاتم
(4)
، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا
(1)
(9/ 167) ورقمه / 3716.
(2)
(10/ 32).
(3)
التأريخ الكبير (5/ 79) ت / 214.
(4)
الجرح والتعديل (5/ 45) ت/ 213.
تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات
(1)
، ولا يكفيه هذا لمعرفة حاله؛ فالإسناد: ضعيف. والحديث دون قوله في آخره: (فمن ولي شيئا فليحسن
…
) إلخ، ثبت من طرق عن النبي صلى الله عليه وسلم كحديث عبد اللّه بن زيد، وأبي هريرة، وغيرهما. والجملة في آخره ثابتة من طرق عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا، كحديث أنس، وابن عباس، وغير ذلك
(2)
؛ فالحديث: حسن لغيره بشواهده - واللّه الموفق -.
346 -
[11] عن السائب بن يزيد - رضى اللّه عنه - أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال للأنصار يوم حنين، وقد وجدوا في أنفسهم في قسمة الغنائم:(يَا معشَرَ الأنصَارِ، ألمْ يَمُنُّ اللّه عليكُمْ بِالإيمانِ، وخصَّكُمُ بالكرَامَة، وسمَّاكمْ بِأحسَنِ الأسماء: أنصارَ اللّه، وأنصارَ رسولِه. ولَولا الهجرَةُ لكُنْتُ امرءًا منَ الأنصَارِ، ولَو سلكَ النَّاس واديًا، وَسَلكتُمْ وادَيًا لسلكتُ واديَكمْ، ألا ترضونَ أنْ يذهبَ النَّاسُ بهذه الغنَائمِ - الشَّاةَ، والغنَمِ، والبعيرِ - وتذهبونَ برسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم)؟ فَلما سمعت الأنصار قول النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: رضينا.
رواه: الطبراني في الكبير
(3)
عن الحسن بن على المعمري عن أيوب بن محمد الوزّان عن عبد الله بن سليم عن رشدين بن سعد عن يونس وعقيل،
(1)
(7/ 32).
(2)
انظر الأحاديث رقم / 337، 343، 373، 389، 390، 395، ونحوها.
(3)
(7/ 151 - 152) ورقمه/ 6665.
كلاهما عن الزهري عنه به
…
وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(1)
، وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه: رشدين بن سعد، وحديثه في الرقاق ونحوها حسن، وبقية رجاله ثقات) اهـ. ورشدين ضعيف الحديث في الرقاق، وفي غيرها - وتقدم -. والراوي عنه: عبد الله بن سليم هو: الجزري الرقى، روى عنه أكثر من واحد، قال أبو حاتم
(2)
: (شيخ ليس بالمشهور)، وذكره ابن حبان في الثقات
(3)
، وقال ابن حجر
(4)
: (مقبول)، يعني حيث يتابع، وإلّا فليّن الحديث - كما هو اصطلاحه -. وشيخ الطبراني: الحسن بن علي المعمري صدوق، له أحاديث غرائب، وأشياء ينفرد بها، ولم أر من تابعه، أو تابع عبد الله بن سليم عليه من هذا الوجه، بهذا اللفظ؛ وإسناده: ضعيف.
وألفاظ الحديث ومعانيه ثابتة من غير هذا الوجه، فقوله:(ألم يمن عليكم بالإيمان، وخصكم بالكرامة) ورد معناه من حديث عبد الله بن زيد
(5)
، وأبي سعيد الخدري
(6)
، وغيرهما، من قوله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالًا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله
(1)
(10/ 30/ 31).
(2)
كما في: الجرح والتعديل (5/ 77) ت/ 362، وابن أبى حاتم في الجرح جعل عبد الله بن سليم، والرقى اثنين
…
فانظر - أيضًا -: (5/ 78) ت/ 369، وانظر حاشية محقق تهذيب الكمال (15/ 59).
(3)
(8/ 352).
(4)
التقريب (ص / 513) ت/ 3389.
(5)
برقم/319.
(6)
برقم/ 323.
بي، وعالة فأغناكم الله بي)، وهذا من لفظ حديث عبد الله بن زيد عند الشيخين. وقوله:(وسماكم بأحسن الأسماء: أنصار الله، وأنصار رسوله) يدل عليه ما رواه: البخاري من حديث غيلان بن جرير قال: قلت لأنس: أرأيت اسم الأنصار، كنتم تسمّون به، أم سماكم الله؟ قال:(بل سمانا الله) - وسيأتي -
(1)
. وبقية ألفاظ الحديث ثابتة من طرق عدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ذكرت كثيرًا منها في هذا المبحث - والله الموفق وحده -.
347 -
[12] عن البراء بن عازب - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للأنصار: (إنَّكُمْ ستَلقَوْنَ بَعدِي أَثَرَة)، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: (اِصْبرُوا حتَّى تلقَوني علَى الحَوْض).
رواه: الإمام أحمد
(2)
عن محمد بن جعفر عن شعبة
(3)
عن يزيد بن أبي زياد عن ابن أبي ليلى عنه به
…
ويزيد بن أبي زياد هو: الهاشمى، مولاهم، ضعيف، كبر، فتغيّر، وصار يتلقن، ويجيب فيما ليس من حديثه، ولا يُدرى متى سمع شعبة منه، وهو: ابن الحجاج، فالإسناد: ضعيف. وابن أبي ليلى - في الإسناد - هو: عبد الرحمن. وثبت متن الحديث من طريق أسيد
(1)
ورقمه / 415.
(2)
(30/ 545 - 546) ورقمه / 18582
…
ولم أره في مجمع الزوائد، وهو على شرط صاحبه.
(3)
الحديث رواه - أيضًا -: أبو زرعة البصري في حديثه - رواية: ابن أبي العقب عنه -[45/ ب] عن ابن معين عن غندر، ورواه: ابن بشكوال في الذيل على جزء بقي بن مخلد (ص / 92) ورقمه / 47 بسنده عن محمد بن بشر، كلاهما عن شعبة به، بنحوه.
ابن حضير
(1)
، وعبد الله بن زيد
(2)
، وأبي سعيد
(3)
، وغيرهم - رضى الله عنهم - في حماعة آخرين، الحديث هنا بها: حسن لغيره - والله أعلم -.
348 -
[13] عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، مَوْعِدُكُم حَوْضِي).
رواه: البزار
(4)
عن عبد الله بن سعيد عن عقبة بن خالد عن سعد بن سعيد عن أنس به
…
وقال: (هذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد بن سعيد عن أنس إلّا من هذا الوجه) اهـ، وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(5)
، وعزاه إليه، ثم قال:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ، وسعد بن سعيد هو: ابن قيس الأنصاري، أخو يحيى بن سعيد، ضعيف مع قلة حديثه
(6)
؛ فالإسناد: ضعيف. والمتن: حسن لغيره؛ فقد تقدم في بعض حديث لأنس عند البخاري، بلفظ: (
…
وموعدكم الحوض)، في حديث
(1)
سيأتي برقم / 352.
(2)
تقدم برقم/ 337.
(3)
تقدم برقم/ 341.
(4)
[44/أ] الأزهرية.
(5)
(10/ 361).
(6)
انظر: الضعفاء للنسائي (ص/ 191) ت/ 283، وتهذيب الكمال (10/ 262) ت / 2208، والتقريب (ص/ 361) ت/ 2250.
فيه غير ذلك بأسانيد أُخر. وورد مثل هذا - أيضًا - في حديث أسيد عند الشيخين، وفي أحاديث: البراء، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وغيرهم
(1)
.
وعبد الله بن سعيد - في إسناد البزار - هو: أبو سعيد الأشج، وعقبة بن خالد هو: السكوني.
* وتقدّم
(2)
عند الشيخين من حديث عقبة بن عامر - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يومًا، فقال:(إني فرط لكم).
* وسيأتي
(3)
من حديث زيد بن أبي أوفى - رضى الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه أصحابه، فقال:(أبشروا، وقروا عينًا، فأنتم أول من يرد عليَّ الحوض)، وهو حديث ضعيف الإسناد.
349 -
[14] عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، فخطب، فقال للأنصار:(ألمْ تَكونُوا أذِلَّاءَ فأعزَّكمُ الله بي؟ ألمْ تكونُوا ضُلّالًا فهدَاكمُ الله بي؟ ألمْ تكونوا خائفينَ، فأمنَكُمُ الله بي؟ ألا تَرُدّونَ عَليّ)؟ قالوا: أي شئ نجيبك؟ قال: (تقولُونَ: ألمْ يَطرُدْكَ قومُكَ، فآوينَاك؟ ألمَ يُكذِبْكَ قومُكَ، فصدَّقنَاك)؟ نعدّد
(1)
انظر - مثلًا - الأحاديث رقم / 337، 341، 347، 348، 352، 364، وغيرها.
(2)
في فضائل: من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه، ورقمه / 39.
(3)
في فضائل: جماعة من الصحابة، ورقمه / 569.
عليهم. قال: فجثوا علي ركبهم، فقالوا: أموالنا، وأنفسنا لك، فنزلت:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
(1)
.
رواه: الطبراني في الأوسط
(2)
عن علي بن سعيد الرازي عن عبد المؤمن بن على عن عبد السلام بن حرب عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عنه به
…
وقال: (لم يرو هذا الحديث عن يزيد بن أبي زياد إلّا عبد السلام بن حرب، تفرد به عبد المؤمن بن على). وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(3)
، وقال:(رواه: الطبراني في الأوسط عن شيخه على بن سعيد بن بشير، وفيه لين، وبقية رجاله وثقوا) ا هـ. وعلى بن سعيد ضعيف، ويزيد بن أبي زياد هو: الهاشمي مولاهم، ضعيف، كبر فتغير، وصار يتلقن، ويجيب فيما ليس من حديثه، فوقعت المناكير في حديثه، ثم هو من أئمة الشيعة الكبار، ولم يقل أحد في الحديث: (فنزلت: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ
…
}) إلّا هو. والراوي عنه: عبد السلام بن حرب، قال فيه الحافظ في التقريب
(4)
: (تقة حافظ له مناكير). يرويه عنه عبد المؤمن بن على، وهو: الزعفراني، ترجم له ابن أبي حاتم
(5)
، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا، ونقل عن أبي كريب أنه أثنى عليه، وذكره ابن حبان في الثقات
(6)
، ولا يكفي هذا لعرفة حاله.
(1)
من الآية: (23)، من سورة: الشورى.
(2)
(4/ 515) ورقمه/ 3876.
(3)
(10/ 32).
(4)
(ص / 608) ت / 4095.
(5)
الجرح والتعديل (6/ 66) ت/ 348.
(6)
(8/ 417).
والخلاصة: أن الإسناد ضعيف، وقوله في المتن: (ثم نزلت: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ
…
}) منكر، والحديث دونها: حسن لغيره بشواهده المذكورة في هذا المبحث.
350 -
[15] عن عبد الله بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأنصار: (ألا ترضَونَ أنَّ كلَّ الناسِ دثَارٌ، وأنتُمْ شعَارٌ؟ ألا ترضونَ أنَّ النَّاسَ لَو سلَكُوا واديًا، وسلكتُمْ واديًا اتبعْتُ واديَكُمْ، وتركتُ النَّاسَ؟ فلَولا أن الله عز وجل سمَّاني مِنَ المهَاجِريْنَ
(1)
لأحببتُ) أنْ أكونَ امرءًا منَ الأنصَار)، قالوا: بلى، رضينا.
هذا الحديث أورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(2)
، وقال:(رواه: الطبراني، وفيه عبد الله بن جبير، قيل: إنه تابعي، وهو ثقة، وبقية رجاله ثقات) ا هـ، ولا أدري كيف بقية الإسناد؛ لأن أحاديث عبد الله بن جبير من المعجم الكبير لم تصل إلينا بعد - فيما أعلم -، ولم أره في المقدار الموجود من المعجم.
(1)
كل مَن هاجر من مكه إلى المدينة فهو من المهاجرين، والرسول صلى الله عليه وسلم هو سيدهم. قال الله - تعالى -:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} من الآية: (218)، من سورة: البقرة. وقال: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} من الآية (195)، من سورة: آل عمران. وقالَ: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} ، من الآية:(9)، من: الحشر.
(2)
(10/ 31).
ومتن الحديث ثابت من أوجه عدة عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت عددا منها في هذا المبحث، ولكن في لفظها:(ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار).
* وعن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار واديا سلكت وادي الأنصار)، فقال له سعد: صدقت.
هذا شطر من حديث، تقدم
(1)
في فضائل قريش، وهو حديث صحيح لغيره بشواهده.
351 -
[16] عن ابن عباس - رضى الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال - يوم حنين -: (يَا معشرَ الأنصارِ، أمَا ترضونَ أنْ يذهبَ النَّاسُ بالشَّاءِ، والبقَرِ، وتذهبونَ أنتُمْ بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إلى أبيَاتِكُم)؟ قالوا: رضينا.
رواه: الطبراني في الكبير
(2)
عن محمد بن جابان الجنديسابوري عن محمد بن سليمان - لوين - عن محمد بن جابر (هو: السحيمي اليمامي) عن سماك أبي زميل الحنفى عنه به
…
وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(3)
، وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه: محمد بن جابر السحيمى، وهو ضعيف) اهـ،
(1)
ورقمه / 244.
(2)
(12/ 152) ورقمه/ 12879.
(3)
(10/ 31).
وهو كما قال، فالإسناد: ضعيف، وأضيف: أني لم أقف على ترجمة لشيخ الطبراني: محمد بن جابان الجنديسابوري.
ومتن الحديث ثابت من حديث أنس بن مالك، ومن حديث عبد الله بن زيد - رضى الله عنهما - وغيرهما عند البخاري ومسلم.
352 -
[17] عن أُسيد بن حضير رضي الله عنه أنّ رجلًا من الأنصار قال: يا رسول الله، ألا تستعملني كما استعملت فلانًا؟ قال:(ستَلقَونَ بعدِي أَثَرَةً، فاصْبرُوا حتَّى تلقَوْني علَى الحَوْض).
جاء هذا الحديث من طريقين عن أسيد بن حضير
…
فرواه: البخاري
(1)
- وهذا لفظه - ومسلم
(2)
، والترمذي
(3)
، والنسائى
(4)
، والإمام
(1)
في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اصبروا حتى تلقوني على الحوض") 7/ 146 ورقمه / 3792 عن محمد بن بشار عن غندر (وهو: محمد بن جعفر)، وفي (كتاب: الفتن، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "سترون بعدي أمورا تنكرونها") 13/ 7 ورقمه / 7057 عن محمد بن عرعرة، كلاهما عن شعبة به
…
وحديث ابن عرعرة بنحو حديث غندر، مختصرا.
(2)
في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: الأمر بالصبر عند ظلم الولاة واستئثارهم) 3/ 1474، ورقمه / 1845 عن محمد بن بشار ومحمد بن المثنى، كلاهما عن غندر، وَعن يحيى بن حبيب بن الحارث عن خالد (قال: يعني ابن الحارث)، وَعن عبيد الله بن معاذ عن أبيه، ثلاثتهم عن شعبة به. وعن ابن المثنى رواه - أيضًا -: النسائي في السنن الكبرى (5/ 90) ورقمه / 8339.
(3)
في (كتاب: الفتن، باب: في الأثرة وما جاء فيه (4/ 418 ورقمه/ 2189 عن محمود بن غيلان عن أبى داود (وهو: الطيالسي) عن شعبة به، بنحوه.
(4)
في (كتاب: آداب القضاة، باب: ترك استعمال من يحرص على القضاء) 8/ =
أحمد
(1)
، والطبراني في الكبير
(2)
، ستتهم من طرق عن شعبة
(3)
عن قتادة عن أنس بن مالك عنه به
…
وليس للبخاري فيه عن محمد بن عرعرة قوله: (على الحوض).
ورواه: أبو يعلى
(4)
، والطبراني في الكبير
(5)
، كلاهما من طرق عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
(6)
عن محمد بن إسحاق عن حصين بن عبد
= 224 - 225 ورقمه / 5383 عن محمد بن عبد الأعلى عن خالد بن الحارث به، بنحوه.
(1)
(4/ 351) عن يزيد بن هارون، وَ (4/ 352) عن غندر، كلاهما عن شعبة به، بمثله. والحديث عن يزيد بن هارون رواه: ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 542) ورقمه / 19، ورواه أبو نعيم في المعرفة (2/ 254 - 255) ورقمه / 875 عن أبى بكر بن خلاد عن الحارث بن أبى أسامة عن يزيد به.
(2)
(1/ 204) ورقمه / 551 عن إدريس بن جعفر العطار، وَعن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري عن عفان بن مسلم، كلاهما عن شعبة به، بمثله. والحديث رواه - أيضًا -: النسائي في فضائل الصحابة (ص / 185) ورقمه / 219 بسنده عن حرمي بن عمارة عن شعبة به، بنحوه.
(3)
وكذا رواه: البغوي في المعجم (1/ 113 - 114) ورقمه / 80 بسنده عن حرمي بن عمارة، وابن بشكوال في الذيل على جزء بقي بن مخلد (ص / 94 - 95) ورقمه / 50 بسنده عن يزيد بن هارون، كلاهما عن شعبة به.
(4)
(2/ 243 - 244) ورقمه / 945 عن زحمويه عن يحيى بن زكريا بن أبى زائدة به، في قصة، مطولا.
وعنه: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 268 - 269) ورقمه / 7279.
(5)
(1/ 208 - 209) ورقمه / 568 عن الحسن بن على المعمري وَمسروق بن المرزبان، وَعن الفضل بن العباس الأصبهاني عن بشار بن موسى الخفاف، كلاهما عن يحيى بن زكريا بن أبى زائدة به، بنحوه.
(6)
وانظر: التأريخ الكبير للبخاري (8/ 439).
الرحمن عن محمود بن لبيد عن ابن شفيع عنه به، بنحوه، مطولًا، وفيه:(وأنتم فجزاكم الله خيرًا فإنكم ما علمتكم أعفة، صُبُر)، في قصة. ومحمد بن إسحاق هو: ابن يسار، صدوق إذا صرح بالتحدثَ، ولم يصرح به - فيما أعلم -؛ فالإسناد: ضعيف من هذا الوجه، حسن لغيره بمتابعاته، وشواهده الآتية.
ويشهد لقوله: (فإنكم ما علمتكم أعفة، صُبُر) ما سيأتي
(1)
من حديث أبي طلحة - رضى الله عنه - بنحوه، من طرق حسنة لغيرها. ويشهد لهما - أيضًا -: ما رواه عبد الرزاق
(2)
عن معمر عن الزهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأنصار أعفة صبر
…
) الحديث، وهو مرسل. وهذه الطرق تدل على أن هذا اللفظ باجتماع طرقه: حسن لغيره.
والحديث رواه - كذلك -: النسائي في الكبرى
(3)
، وفي الفضائل
(4)
،و ابن حبان في صحيحه
(5)
، كلاهما من طريق عاصم بن سويد بن عامر بن زيد بن جارية عن يحيى بن سعيد عن أنس به، بلفظ:(وأنتم معشر الأنصار فجزاكم الله أطيب الجزاء - أو قال: خيرًا - فإنكم ما علمت أعفة صُبُر، وسترون بعدي أثرة في الأمر، والقسم، واصبروا حتى تلقوني على الحوض)
…
فلم يذكروا اسيدًا في الإسناد. وعاصم بن سويد
(1)
برقم/ 428.
(2)
المصنف (11/ 55) ورقمه/ 19894.
(3)
(5/ 91) ورقمه/ 8345.
(4)
(ص/ 192) ورقمه/ 240.
(5)
الإحسان (16/ 265 - 266) ورقمه/ 7277.
ابن عامر قال ابن معين
(1)
: (لا أعرفه)، وقال ابن عدي
(2)
- معلقا -: (إنما لا يعرفه، لأنه رجل قليل الرواية جدًّا، ولعل جميع ما يرويه لا يبلغ خمسة أحاديث)، وقال أبو حاتم
(3)
: (شيخ محله الصدق، روى حديثين منكرين). وذكره ابن حبان في الثقات
(4)
، وقال ابن حجر
(5)
: (مقبول)، يعنى: إذا توبع، وقد كان. وخالف عبدُ الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عاصمَ بن سويد، فرواه عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أسيد به، بنحوه
…
رواه بإسناد صحيح: الشافعي في سننه
(6)
عنه - فهو وجه ثالث للحديث عن أسيد بن حضير -. وحديث عبد الوهاب بن عبد المجيد عن يحيى بن سعيد - وهو: الأنصاري - أشبه؛ ولا تعارض روايته برواية راوٍ مقل، لا يكاد أن يعرف.
353 -
[18] عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: (إنَّكُمْ ستلقونَ بعدِي أثرةً، فاصبرُوا حتَّى تلقَوني، وموعِدُّكُمُ الحَوْض).
(1)
كما في: تأريخ الدارمى عنه (ص / 165) ت / 592.
(2)
الكامل (5/ 239).
(3)
كما في: الجرح والتعديل (6/ 344) ت / 1903.
(4)
(7/ 359).
(5)
التقريب (ص / 472) ت / 3078.
(6)
(2/ 56 - 57) ورقمه / 405.
رواه: البخاري
(1)
- واللفظ له - عن محمد بن بشار، والإمام أحمد
(2)
، كلاهما (ابن بشار، والإمام أحمد) عن غندر عن شعبة عن هشام، ورواه: البخاري
(3)
، والإمام أحمد
(4)
،
(1)
في (كتاب: الصحابة، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اصبروا حتى تلقوني على الحوض") 7/ 146 ورقمه / 3793، ومن طريقه: البغوي في شرح السنة (14/ 172 - 173) ورقمه / 3973.
(2)
(20/ 146 - 147) ورقمه / 12730، وَ (20/ 158 - 159) ورقمه / 12749. وهو له في الموضع الأول بنحوه مختصرا، وفي الآخر بمثله. والحديث له - أيضًا - في الفضائل (2/ 805) ورقمه / 1449 وَ (2/ 808) ورقمه / 1458.
(3)
في: (كتاب: الجزية والموادعة، باب: ما أقطع النبي صلى الله عليه وسلم من البحرين (6/ 309 ورقمه / 3163 عن أحمد بن يونس (وهو: أحمد بن عبد الله بن يونس) عن زهير (يعني: ابن حرب)، وفي (كتاب: الشرب والمساقاة، باب: القطائع) 5/ 58 ورقمه / 2376 عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد، وفي الموضع المتقدم من (كتاب: الفضائل) 7/ 146 ورقمه / 3794 عن عبد الله بن محمد (وهو: المسندى) عن سفيان (وهو: ابن عيينة)، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد به، ومن طريقه في (كتاب: الفضائل) رواه: البغوي في شرح السنة (8/ 275 - 276) ورقمه / 2192. ومن طريق أخرى عن ابن زيد رواه: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 265 ورقمه / 7276)، ورواه: البيهقى في السنن الكبرى (6/ 143 - 144) بسنده عن سليمان بن حرب - كذلك -.
(4)
(19/ 138) ورقمه / 12085 عن سفيان (وهو: ابن عيينة)، وَ (20/ 130) ورقمه / 12706 عن أبى معاوية (وهو: محمد بن خازم)، وَ (20/ 243) ورقمه / 12885 عن يحيى (وهو: القطان)، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد به، بنحوه.
ومن طريق القطان رواه - أيضًا -: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 264 ورقمه / 7275). والحديث عن ابن عيينة رواه - أيضًا -: الحميدي في مسنده (2/ 503) ورقمه / 1195. ورواه: الآجري في الشريعة (4/ 1640) ورقمه / 1116 بسنده عن =
وأبو يعلى
(1)
، ثلاثتهم من طرق عن يحيى ابن سعيد الأنصاري، كلاهما (هشام، ويحيى) عنه به
…
وغندر هو: محمد بن جعفر، وهشام هو: ابن زيد بن أنس بن مالك.
354 -
[19] عن أبي قتادة الأنصاري - رضى الله عنه - قال لمعاوية: أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أمَا إنَّكُمْ ستَلقَونَ بعدي أثَرَة)، قال: فبما أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر.
رواه: الإمام أحمد
(2)
- وهذا مختصر من لفظه - عن عبد الرزاق
(3)
عن معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل عنه به
…
وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(4)
، وعزاه إليه، ثم قال:(وعبد الله بن محمد بن عقيل حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ضعفه: ابن عيينة
(5)
، وابن سعد
(6)
، وابن معين
(7)
،
= سفيان بن عيينة به - أيضًا -.
(1)
(6/ 326) ورقمه/ 3649 عن عبد الأعلى بن حماد النرسى عن حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد به، بنحوه.
(2)
(37/ 282) ورقمه/ 22591.
(3)
وهو في المصنف (11/ 60 - 61) ورقمه/ 19909، ورواه من طريقه - أيضًا -: البيهقى في الشعب (6/ 56) ورقمه/ 7488.
(4)
(10/ 31 - 32).
(5)
كما في الجرح والتعديل (5/ 154) ت/ 706، وانظر: تهذيب الكمال (16/ 81).
(6)
الطبقات الكبرى (القسم المتمم لتابعى أهل المدينة) ص/ 265.
(7)
كما في سؤالات ابن محرز له (1/ 182)، وتاريخ الدارمى عنه (ص/ 158) ت/ 555.
والإمام أحمد
(1)
، والجوزجاني
(2)
، ويعقوب بن سفيان
(3)
، وأبو حاتم
(4)
، والنسائي
(5)
، وابن حبان
(6)
، والدارقطنى
(7)
، وغيرهم. وقال ابن عيينة
(8)
: (رأيته يحدث نفسه، فحملته على أنه قد تغير)، وقال الحافظ
(9)
: (في حديثه لين، ويقال: تغير بأخرة). ويقال إنه تغير بأخرة؛ فالرواية فيها ضعف من هذا الوجه، وهى ثابتة من طرق عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها طرق أحاديث: عبد الله بن زيد، وأنس بن مالك، وأسيد بن حضير - رضى الله عنهم - عند البخاري، ومسلم، وغيرهما، الحديث بها: حسن لغيره.
355 -
[20] عن أبي أيوب الأنصاري - رضى الله عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ستُصِيبُكمْ بعدِي أثرةٌ، فاصْبرُوا حتَّى تَلْقَوْني).
رواه: الطبراني في الكبير
(10)
عن أحمد بن عمرو الخلال المكي عن يعقوب بن حميد بن كاسب عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن
(1)
العلل - رواية: عبد الله - (2/ 210) رقم النص / 2038.
(2)
أحوال الرجال (ص / 138) ت / 234.
(3)
كما في: تهذيب الكمال (16/ 81).
(4)
كما في: الجرح والتعديل (5/ 154) ت / 706.
(5)
كما في: تهذيب الكمال (16/ 84)
(6)
المجروحين (2/ 3).
(7)
العلل (1/ 174).
(8)
كما في تهذيب الكمال (16/ 81)
(9)
التقريب (ص/ 542) ت / 3617.
(10)
(4/ 122) ورقمه / 3861.
أنس بن مالك عنه به
…
وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(1)
، وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه: يعقوب بن حميد بن كاسب، وهو ضعيف، وقد وثق) اهـ، وهو كما قال، تكلم فيه، وله غرائب ومناكير. والراوي عنه لا أعرف حاله. ويحيى بن سعيد - في الإسناد - هو: الأنصاري. وللحديث طريق أخرى، رواها: الطبراني في الكبير
(2)
- أيضًا - عن محمد بن عبد الله الحضرمى عن أبي كريب عن مسعود بن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن أبي أيوب به، بمثله
…
وحبيب بن أبي ثابت كثير التدليس، وقد عنعن. والراوي عنه مسعود بن سليمان مجهول، رواه عنه: فردوس بن الأشعري، تقدم أن البخاري ترجم له في التأريخ الكبير، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وقال أبو حاتم:(شيخ)، وذكره ابن حبان في الثقات.
وخالفه: إسحاق بن سليمان الرازي، فرواه عن أبي سنان عن حبيب عن عباس به
…
هكذا، ولعلّ فيه سقطا، رواه الطبراني
(3)
عن الحضرمى عن أبي كريب عنه به. وأبو سنان هو: سعيد بن سنان الشيباني، له أوهام. ورواه في موضع آخر
(4)
بالسند نفسه إلى حبيب بن أبي ثابت قال: قدم أبو أيوب على معاوية
…
فذكر الحديث، والسند معضل من هذا الوجه.
(1)
(10/ 38).
(2)
(4/ 125 - 126) ورقمه / 3876.
(3)
في الكبير (4/ 126) ورقمه / 3877.
(4)
(4/ 118 - 119) ورقمه / 3852.
والحديث من طريقيه الأوليين صالح للارتقاء إلى درجة: الحسن لغيره - والله أعلم -. وأبو كريب هو: محمد بن العلاء. ثم إن للحديث شواهد خرجت عددًا منها في هذا المبحث: كأحاديث أنس بن مالك، وأسيد بن حضير، وعبد الله بن زيد - رضى الله عنهم جميعا -، وغيرها
(1)
.
356 -
[21] عن ذي اليدين رضي الله عنه قال: (يَا معشرَ الأنصَارِ، أليسَ أمرَكُمْ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ تصبرُوا حتَّى تَلقَوه).
رواه: الطبراني في الكبير
(2)
عن محمد بن عبد الله الحضرمى عن قطن بن نسير عن جعفر بن سليمان عن المعلى بن زياد القردوسى عن عبد العزيز بن صهيب عن رجل عنه به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وعزاه إليه، ثم قال:(وتابعيه لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ، وفيه جماعة لم يرو لهم البخاري: قطن، وجعفر، والمعلى، وشيخ الطبراني. وقطن بن نسير قال ابن أبي حاتم
(4)
: (سئل أبو زرعة عنه، فرأيته يحمل عليه، ثم ذكر أنه روى أحاديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مما أنكر عليه)، وحديثه هنا عن جعفر بن سليمان. وذكره ابن حبان في الثقات
(5)
، وأورده ابن عدي
(6)
،
(1)
انظر - مثلًا - الأحاديث ذوات الأرقام / 336، 337، 352.
(2)
(4/ 234) ورقمه/ 4226.
(3)
(10/ 38).
(4)
الجرح والتعديل (7/ 138) ت / 777.
(5)
(9/ 22).
(6)
الكامل (6/ 52).
والذهبي
(1)
في الضعفاء، قال ابن عدي:(كان يسرق الحديث، ويوصله)، وذكر له حديثًا أقر عبيد الله القواريري على بطلانه، وقال ابن حجر في التقريب
(2)
: (صدوق يخطئ).
والخلاصة أن الإسناد: ضعيف. والمتن ثابت من طرق عن النبي صلى الله عليه وسلم خرجت عددًا منها في هذا المبحث، فانظرها، والحديث بها: حسن لغيره - والله الموفق برحمته -.
357 -
[22] عن عبادة بن الصامت - رضى الله عنه - قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّهَا ستَكُونُ عليْكُمْ أثرَةٌ بعدِي)، ثم ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يصبروا.
هذا الحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وعزاه إلى الطبراني في الكبير، ثم قال:(وفيه راو لم يسم، وعطاء بن السائب اختلط) اهـ، وهو كما قال؛ فالسند: ضعيف، ولا أعرف كيف حال بقية سنده، لعدم وصول أحاديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه إلينا، فيما وصل من المعجم.
والحديث ورد من طرق عدة في هذا المبحث - أشرت إليها قريبًا -، كحديث أسيد، وأنس، وابن زيد، وغيرهم - رضى الله عنهم جميعًا -، وهو حديث ثابت - ولله الحمد -.
(1)
الديوان (ص/ 327) ت / 3451، والمغني (2/ 526) ت/ 5056، ويلحظ أنه عزا قول ابن عدي لابن معين، فهو وهم إن لم يكن تحريفًا - والله أعلم -.
(2)
(ص/802) ت/5591.
(3)
(10/ 38).
358 -
[23] عن عبد الله بن أبي أوفى - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَولا الهجرَةُ لَكنتُ امرءًا منَ الأنصَار).
هذا الحديث رواه: الطبراني في الأوسط
(1)
عن محمد بن أبي خيثمة عن أحمد بن سيار المروزي عن عبد الله بن عثمان عن أبي حمزة السكري عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي أوفى به
…
وقال: (لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلّا أبو حمزة السكري) اهـ. والحديث حسن بهذا الإسناد؛ فيه محمد، وهو: ابن أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب، لا بأس به
(2)
، وبقية رجاله ثقات. عبد الله بن عثمان هو: ابن جبلة، المعروف بعبدان. وأبو حمزة اسمه: محمد بن ميمون المروزي. وللحديث طرق مذكورة هنا، هو بها: صحيح لغيره.
359 -
[24] عن أُبَى بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَو لا الهجْرَةُ لَكنتُ امرءًا مِنَ الأنصَار).
رواه: الترمذي
(3)
عن محمد بن بشار، ورواه: الإمام أحمد
(4)
، كلاهما عن أبي عامر
(5)
(1)
(6/ 177) ورقمه / 5365.
(2)
انظر: تاريخ بغداد (1/ 303) ت / 172، وتأريخ الإسلام (حوادث 291 - 300 هـ) ص / 246.
(3)
في (كتاب: المناقب، باب: فضل الأنصار وقريش) (5/ 669 ورقمه / 3899.
(4)
(35/ 170) ورقمه / 21246.
(5)
الحديث من طرق عن أبي عامر رواه: الضياء في المختارة (3/ 386) ورقمه/ =
عن زهير بن محمد
(1)
عن عبد الله بن محمد بن عقيل
(2)
عن الطفيل بن أُبَيّ بن كعب عن أبيه به
…
زاد الإمام أحمد في لفظه: (ولو سلك الناس واديا - أو شعبا - لكنت مع الأنصار). والرواية من هذا الوجه فيها ضعف؛ لأن عبد الله بن محمد بن عقيل المختار أن في حديثه لينًا - وتقدمت ترجمته -. وزهير بن محمد هو: أبو المنذر التميمى، ثقة، رواية أهل الشام عنه فيها شيء
(3)
- وليس هذا منها -؛ لأن أبا عامر، وهو: عبد الملك بن عمرو العقدي، بصري
(4)
. والحديث أورده الألباني في صحيح سنن الترمذي
(5)
، وقال:(حسن صحيح) اهـ، يعني: بشواهده، فإنه كذلك، ثبت من حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه عند البخاري، ومسلم. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، وغيرهما. وقوله: (لو سلك الناس
…
) الحديث له شواهد عدة صحيحة، وتقدمت هنا.
والخلاصة: أن الحديث حسن لغيره بشواهده.
= 1180، وَ (3/ 386 - 387) ورقمه / 1182، 1183.
(1)
ورواه من طريق زهير - كذلك -: الإمام أحمد في الفضائل (2/ 797 - 798) ورقمه / 1428، وعبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على المسند (35/ 178) ورقمه/ 21257، والضياء في المختارة (3/ 386) ورقمه / 1181.
(2)
ورواه: عبد الله في زياداته على المسند (35/ 175 - 176) ورقمه / 21253، كلاهما من طريق هاشم بن الحارث عن عبيد الله بن عمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل به.
(3)
انظر: الكامل (3/ 217)، وتهذيب الكمال (9/ 414) ت/ 2017.
(4)
وتابعه: يحيى بن أبى كثير، روى حديثه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 541) ورقمه/ 11 عنه به
…
وابن أبى بكير هو: الكرماني، كوفي، نزل البصرة.
(5)
(3/ 246) ورقمه/ 3059، وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/ 367) رقم/ 1768.
360 -
[25] عن عباد بن بشير
(1)
الأنصاري - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا معشرَ الأنصَار، أنتُمُ الشِّعَار، والنَّاسُ الدِّثَار، لا أُوتَيَنَّ مِنْ قِبَلِكُم).
هذا الحديث أورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(2)
، وقال:(رواه الطبراني، وفيه من لم يرو عنه إلّا واحد، وبقية رجاله ثقات) اهـ. وأحاديث من اسمه عباد، من الصحابة لم تصل إلينا بعد من المعجم الكبير - فيما أعلم -، وكلام الهيثمي مشعر بضعف الإسناد. والحديث دون قوله:(لا أوتين من قبلكم) ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، ذكرت عددًا منها في هذا المبحث.
والحديث رواه: المزي
(3)
بسنده عن أبي بكر بن ريذة عن الطبراني عن على بن عبد العزيز وأبى مسلم الكشي، ورواه: أبو نعيم
(4)
عن فاروق
(1)
هكذا في مجمع الزوائد، وهكذا في المعجم الكبير للطبراني (كما أفاده المزي في تهذيبه 16/ 107)، قال:(هكذا وقع في هذه الرواية. وهكذا ترجم له أبو القاسم الطبراني: عباد بن بشير الأنصاري. وروى له هذا الحديث الواحد، كما سقناه من روايته، وقال بعده: "عباد بن بشر الأنصاري" - لم يزد -. و لم يذكر شيئًا من حديثه، ولا من أخباره. وذلك وهم لا شك فيه؛ فإن عباد بن بشر معروف بهذا الحديث) اهـ. ولم أر في الإصابة لابن حجر، وعددًا من الكتب المؤلفة في الصحابة من يسمى منهم: عباد بن بشير - بياء مثناة تحتيه، بعد الشين المعجمة -. والمشهور: عباد بن بشر، ترجمه في الإصابة (2/ 263) ت / 4455، وغيرها من كتب معرفة الصحابة - والله أعلم -.
(2)
(1/ 31).
(3)
تهذيب الكمال (14/ 106 - 107).
(4)
المعرفة (4/ 1928) ورقمه/ 4852.
الخطابي عن أو مسلم - وحده -، كلاهما عن حجاج بن المنهال، ورواه: ابن عبد البر
(1)
بسنده عن حرمى بن عمارة، كلاهما عن حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن ثابت عن عباد بن بشير به، بمثله
…
وللمزي: (عباد بن بشير) - كما مر -، ولأبي نعيم:(عباد بن بشر) - على الصواب -. وفي الإسناد: محمد بن إسحاق، وهو: ابن يسار، تقدم أنه مدلس مشهور، ولم يصرح بالتحديث. حدث بهذا عن حصين بن عبد الرحمن، وهو: ابن عمرو الأشهلي، لا بأس به
(2)
.
وعبد الرحمن بن ثابت هو: الأنصاري الأشهلى، ترجم له البخاري
(3)
، وقال:(من علماء الأنصار)، وترجم له ابن أبي حاتم
(4)
، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وقال الذهبي - وقد ذكره في الميزان
(5)
-: (وعنه: حصين الأشهلى فقط)، وقال ابن حجر
(6)
: (مجهول)؛ فالإسناد: ضعيف؛ لأجله، ولعنعنة ابن إسحاق. ولعل هذا الإسناد هو الذي قصده الهيثمي؛ لأن فيه بعض ما وصفه به. وفي إسناد ابن عبد البر - وحده -: حرمي بن
(1)
الاستيعاب (2/ 455 - 456).
(2)
انظر: الثقات لابن حبان (6/ 212)، والكاشف (1/ 338) ت / 1123، والتهذيب (2/ 380).
(3)
التأريخ الكبير (5/ 265) ت/ 857.
(4)
الجرح والتعديل (5/ 218) ت/ 1029.
(5)
(3/ 267) ت/ 4831.
(6)
التقريب (ص/ 572) ت/ 3846.
عمارة، وهو: أبو روح البصري، متكلم فيه، لكن قد احتج به الشيخان
(1)
.
والحديث دون قوله: (لا أوتين من قبلكم) صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، ذكرت عددًا منها في هذا المبحث، هو بها: حسن لغيره - والله الموفق -.
361 -
[26] عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (آيةُ الإيمانِ: حُبُّ الأنصَارِ، وآيةُ النِّفَاقِ: بُغْضُ الأنْصَار).
رواه: البخاري
(2)
- وهذا لفظه -، ومسلم
(3)
(1)
انظر: الضعفاء للعقيلى (1/ 270) ت/ 334، والميزان (1/ 473) ت/ 1784، والتقريب (ص/ 572) ت/ 3846.
(2)
في (كتاب: مناقب الأنصار، باب: حب الأنصار من الإيمان) 7/ 141 ورقمه/ 3784 عن مسلم بن إبراهيم (وهو: الأزدي)، وفي (باب: علامة الإيمان حب الأنصار، من كتاب: الإيمان) / ورقمه/ 17 عن أبي الوليد (وهو: الطالسي) كلاهما عن سفيان به.
ومن طريقه عن الأزدي رواه: البغوي في شرح السنة (14/ 168) ورقمه/ 3966، ومن طريق أبى الوليد رواه: البيهقى في شعب الإيمان (2/ 191) ورقمه/ 1510.
(3)
في (كتاب: الإيمان، باب: الدليل على أن حب الأنصار وعلى رضي الله عنهم من الإيمان (1/ 85 ورقمه/ 74 عن محمد بن المثني عن عبد الرحمن بن مهدي، ثم رواه عن يحيى بن حبيب الحارثى عن خالد (قال: يعني ابن الحارث) كلاهما عن شعبة به، بنحوه. ومن طريق ابن مهدي رواه - أيضًا -: النسائي في سننه الكبرى (5/ 88) ورقمه/ 8331، وفي الفضائل (ص/ 187) ورقمه/ 226.
والنسائى
(1)
، والإمام أحمد
(2)
، والبزار
(3)
، وأبو يعلى
(4)
، ستتهم من طرق عن شعبة
(5)
عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عنه به
…
إلّا أن في لفظ مسلم: (آية المنافق بغض الأنصار، وآية المؤمن حب الأنصار)، وفي لفظ الإمام أحمد عن محمد بن جعفر: (
…
وآية النفاق بغضهم).
ورواه: أبو يعلى
(6)
عن عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير عن كُرَيْد
(7)
بن رواحة العيشي عن شعبة عن أبي التياح عن أنس به، بلفظ:(حب الأنصار آية كل مؤمن، ومنافق. فمن أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم). وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(8)
، وقال:(في الصحيح بعضه، رواه: أبو يعلى، وفيه كريد بن رواحة، وهو ضعيف) اهـ، وهو كما قال، وينضاف أن له أحاديث مناكير، قاله
(1)
في (كتاب: الإيمان، باب: علامة الإيمان (8/ 116 ورقمه / 5019، عن إسماعيل بن مسعود عن خالد بن الحارث به، بنحوه.
(2)
(19/ 325 - 326) ورقمه / 12316 عن محمد بن جعفر، وَ (21/ 220) ورقمه / 13607 عن عفان (يعني: الصفار)، وَ (19/ 367) ورقمه / 12369 عن بهز (وهو: ابن أسد) ثلاثتهم عن شعبة به.
(3)
[52/ أ الأزهرية] عن محمد بن المثني عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة به.
(4)
(7/ 285 - 286) ورقمه/ 4308 عن أبى خيثمة زهير بن حرب وأبي سعيد القواريرى، كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي به، بمثله.
(5)
رواه عن شعبة - أيضًا -: أبو داود الطيالسي في مسنده (9/ 281) ورقمه / 2101.
(6)
(7/ 190 - 191) ورقمه / 4175.
(7)
بتقديم الراء على الدال، بلا هاء. - انظر: الإكمال (7/ 165)، وتبصير المنتبه (3/ 1189).
(8)
(10/ 39).
الذهبي
(1)
. وشيخ أبي يعلى ترجم له ابن أبي حاتم
(2)
، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في الثقات
(3)
، ولا يكفى هذا لمعرفة حاله. وحديث الجماعة عن شعبة أصح؛ لثقتهم، واجتماعهم.
وقوله: (فمن أحب الأنصار فبحبي أحبهم
…
) إلخ، ورد من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، رواه: الطبراني في الأوسط بسند حسن
(4)
. ونحوه للطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة، بإسناد ضعيف
(5)
، هما باجتماعهما، وبحديث معاوية: حسنان لغيرهما.
362 -
[27] عن البراء بن عازب - رضى الله عنه - قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الأنصارُ لا يُحبُّهمْ إلَّا مُؤمنٌ، ولا يُبغِضُهمْ إلَّا مُنَافِق. فمَنْ أحبَّهُمْ أحبَّهُ الله، ومنْ أبغضَهُمْ أبغضَهُ الله).
رواه: البخاري
(6)
- وهذا لفظه -، ومسلم
(7)
،
(1)
في الميزان (4/ 331) ت / 6959.
وانظر: الكامل (6/ 79)، والديوان (ص / 331) ت/ 3481، ولسان الميزان (4/ 487) ت / 1545.
(2)
الجرح والتعديل (6/ 54) ت / 285.
(3)
(8/ 421).
(4)
ورقمه/ 368.
(5)
ورقمه/ 369.
(6)
في (كتاب: مناقب الأنصار، باب: حب الأنصار من الإيمان) 7/ 141 ورقمه/ 3783 عن حجاج بن المنهال عن شعبة به.
(7)
في (كتاب: الإيمان، باب: الدليل على أن حب الأنصار وعلى - رضى الله =
والترمذي
(1)
، وابن ماجه
(2)
، والإمام أحمد
(3)
، كلهم من طرق عن شعبة عن عدي بن ثابت عنه به
…
وفي رواية مسلم: قال شعبة: قلت لعدي سمعته من البراء؟ قال: إياي حدّث. وقال الترمذي عقبه: (هذا حديث صحيح)
(4)
. ولابن ماجه: (من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله).
= عنهم - من الإيمان وعلاماته) 1/ 85 ورقمه/ 75 عن عبيد الله بن معاذ وزهر بن حرب، كلاهما عن معاذ (وهو: العنبري) عن شعبة به بمثله.
(1)
في (كتاب: المناقب، باب: فضل الأنصار وقريش) 5/ 669 ورقمه / 3905 عن بندار (يعني: محمد بن بشار) عن محمد بن جعفر عن شعبة به، بنحوه.
(2)
المقدمة (فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه رسلم -، فضل: الأنصار) 1/ 57 ورقمه/ 163 عن علي بن محمد وعمرو بن عبد الله، كلاهما عن وكيع عن شعبة به، بنحوه.
(3)
(30/ 459 - 460) ورقمه / 18500 عن بهز (يعني: ابن أسد)، وَ (30/ 542 - 541) ورقمه/ 18576 عن محمد بن جعفر، كلاهما عن شعبة به، بنحوه. وحديث ابن جعفر بمثله. والحديث عن محمد بن جعفر في الفضائل (2/ 807 - 808) ورقمه/ 1455.
والحديث رواه: الطيالسي في مسنده (3/ 99) ورقمه/ 728، وابن أبى شيبة في المصنف (7/ 540) ورقمه/ 4 عن شبابة (وهو: ابن سوار)، والنسائى في سننه الكبرى (5/ 88) ورقمه/ 8334 بسنده عن معاذ بن معاذ، وأبو القاسم البغوى في الجعديات (1/ 387) ورقمه/ 493 - ومن طريقه: البغوي في شرح السنة (14/ 169) ورقمه/ 3967 - ، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 261 - 262 ورقمه/ 7272) بسنده عن سليمان بن حرب والحوضى (وهو: حفص بن عمر)، وابن منده في الإيمان (2/ 608 - 609) ورقمه / 534 - 535 من طرق عدة، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 190 - 191) ورقمه/ 1509، وفي الأسماء والصفات (2/ 467) ورقمه / 1502 بسنده عن وهب بن جرير؛ والخطب البغدادي في تأريخه (2/ 241) بسنده عن عفان بن مسلم.
(4)
وانظر: صحيح سنن الترمذي للألباني (3/ 246) ورقمه/ 3061.
ورواه: الطبراني في الأوسط
(1)
بسنده عن مسعر بن كدام عن عدي بن ثابت عن البراء به، بنحوه
…
وقال: (لم يرو هذا الحديث عن مسعر إلّا الهيثم بن عدي تفرد به محمد بن عبد الكريم) اهـ. والهيثم بن عدي متهم، ليس بثقة
(2)
.
ورواه: ابن أبي شيبة في المصنف
(3)
عن وكيع عن ابن أبي ليلى عن عدي بن ثابت به، بلفظ:(أقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم)، يعني: الأنصار. وابن أبي ليلى هو: محمد بن عبد الرحمن.
وللحديث طريق أخرى عن شعبة، رواها الطبراني في الأوسط
(4)
عن أحمد عن محمد بن الليث عن محمد بن عرعرة عن شعبة عن أبي إسحاق عنه به، ولفظه:(لا يحب الأنصار إلّا مؤمن، ولا يبغضهم إلّا منافق)، قال الطبراني:(لم يرو هذا الحديث عن شعبة عن أبي إسحاق إلّا محمد بن عرعرة، تفرد به محمد بن الليث. والمشهور من حديث شعبة عن عدي بن ثابت) اهـ
…
ومحمد بن الليث هو: أبو الصباح، ذكره ابن حبان في الثقات
(5)
، وقال:(يخطئ، ويخالف) اهـ، وهذه أمارة من أمارات الضعفاء. وأبو إسحاق اسمه: عمرو بن عبد الله السبيعى، مدلس لم يصرح بالتحديث، واختلط بأخرة، ولكن سماع شعبة بن الحجاج منه قبل
(1)
(7/ 478 - 477) ورقمه/ 6942 عن محمد بن علي المروزي عن محمد بن عبد الكريم العبدي عن الهيثم بن عدي عن مسعر بن كدام به.
(2)
انظر: الجرح والتعديل (9/ 85) ت / 350، والميزان (5/ 449) ت/ 9311.
(3)
(7/ 541) ورقمه/ 9.
(4)
(2/ 188) ورقمه / 1339.
(5)
(9/ 135).
الاختلاط
(1)
. والمعروف: شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء، كما رواه الشيخان - وتقدم في صدر التخريج -، وهو ما اختاره الطبراني - فيما تقدم من قوله -، وبالله التوفيق.
363 -
[28] عن معاوية بن أبي سفيان - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (منْ أحبَّ الأنصَارَ أحبَّهُ الله عز وجل، ومَنْ أبغضَ الأنصارَ أبغضَهُ الله عز وجل).
رواه: الإمام أحمد
(2)
- وهذا لفظه -، وأبو يعلى
(3)
، والطبراني في الكبير
(4)
، ثلاثتهم من طريق يحيى بن سعيد
(5)
عن سعد بن إبراهيم عن الحكم بن ميناء عن يزيد بن جارية الأنصاري عنه به
…
وهذا إسناد رجاله ثقات عدا يزيد بن جارية - ويقال: زيد بن جارية، كما في رواية
(1)
كما في: هدي الساري (ص / 453).
(2)
(28/ 84 - 85) ورقمه / 16871، وَ (28/ 121) ورقمه / 16919 عن يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد به، وهو في الفضائل له - أيضًا - (2/ 804) ورقمه / 1447.
(3)
(13/ 357) ورقمه / 7368 عن مسروق بن المرزبان (هو: الكندى) عن ابن أبى زائدة (وهو: يحيى بن زكريا) عن يحيى بن سعيد به
…
ووقع في مسنده: (سعيد بن إبراهيم)، بدل:(سعد)، وهو تحريف، وقال فيه:(عن زيد بن جارية)، بدل:(يزيد).
(4)
(19/ 317 - 318) ورقمه / 718 عن إدريس بن جعفر العطار عن يزيد بن هارون، ثم ساقه عن يحيى بن أيوب العلاف عن سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن أيوب، كلاهما عن يحيى بن سعيد به.
(5)
وكذا رواه: الآجري في الشريعة (4/ 1642) ورقمه / 1126 بسنده عن يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد به.
أبي يعلى - لا أعلم أحدًا روى عنه غير الحكم بن ميناء
(1)
- وهو: الأنصاري، المدني -، قال النسائي
(2)
: (ثقة)، وذكره ابن حبان في الثقات
(3)
؛ فالحديث صحيح من هذا الوجه. وفي أحد إسنادي الطبراني: إدريس بن جعفر العطار، قدمت أنه متروك الحديث. والحديث ثابت من غير طريقه. ويحيى بن سعيد - في الإسناد - هو: ابن قيس الأنصاري. وسعد بن إبراهيم هو: ابن عبد الرحمن بن عوف.
364 -
[29] عن أبي هريرة - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يُبغِضُ الأنصارَ رجلٌ يؤمنُ باللهِ، واليومِ الآخِر).
رواه: مسلم
(4)
- وهذا لفظه -، والإمام أحمد
(5)
، كلاهما عن قتيبة بن سعيد
(6)
عن يعقوب بن عبد الرحمن القارئ عن سهيل عن أبيه عنه به
…
زاد الإمام أحمد: (ولَو لا الهِجرةُ لكنتُ امرءًا منَ الأنصارِ. ولَو سلكَ
(1)
وانظر: تهذيب الكمال (32/ 100).
(2)
كما في: الموضع المتقدم من تهذيب الكمال.
(3)
(4/ 246).
(4)
في (كتاب: الإيمان، باب: الدليل على أن حب الأنصار، وعلى - رضى الله عنهم - من الإيمان، وعلاماته) 1/ 86 ورقمه / 76.
(5)
(15/ 255) ورقمه / 1434.
(6)
الحديث عن قتيبة رواه - كذلك -: النسائي في السنن الكبرى (5/ 86) ورقمه / 8323، وفي الفضائل (ص / 184 - 185) ورقمه / 218، وهو من طريق ابن قتيبة - أيضًا - لابن منده في الإيمان (2/ 610) ورقمه / 539، بمثل لفظ الإمام أحمد.
الأنصارُ واديًا، أو شعبًا لسلكتُ واديَهَم، أو شعبهُم. الأنصارُ شِعَاري، والنَّاسُ دثَارِي). وسَهيل هو: ابن أبي صالح السمان.
ورواهَ: البزار
(1)
قال: وكتب إليّ حمزة بن مالك عن عمه سفيان بن حمزة
(2)
عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة به، بنحو لفظ الإمام أحمد، وزاد:(وإنكم ستلقون من بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)
…
وحمزة بن مالك هو: ابن حمزة بن فروة الأسلمى أبو صالح، ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل
(3)
، وأفاد أن أباه سمع منه، وروى عنه. وكثير بن زيد هو: أبو محمد الأسلمي ضعفه أبو حاتم، والنسائى، وغير هما - وتقدما -؛ فالإسناد: ضعيف، والمتن حسن لغيره بالطريق الأولى. وما زاده البزار حكمه كذلك؛ فإن له شواهد كثيرة - تقدمت -
(4)
.
365 -
[30] عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يُبغِضُ آية نصارَ رجُلٌ يُؤمِنُ باللهِ، واليومِ الآخِر).
(1)
[85/ ب] كوبريللّى.
(2)
وكذا رواه: ابن أبى عاصم في الآحاد (3/ 335) ورقمه / 1721 عن يعقوب بن حميد عن ابن أبى حازم، وسفيان بن حمزة، كلاهما عن كثير بن زيد به، بقوله:(الناس شعار، والأنصار دثار)، فحسب.
(3)
(3/ 216) ت/949.
(4)
انظر - مثلًا - الأحاديث / 336، 337، 341، 347، 352 وما بعده.
رواه: مسلم
(1)
- وهذا لفظه - بسنده عن أبي أسامة
(2)
وجرير
(3)
، وأبو يعلى
(4)
بسنده عن أبي أسامة - وحده -، ورواه: الإمام أحمد
(5)
بسنده عن سفيان، وعن
(6)
شعبة
(7)
، أربعتهم عن الأعمش عن أبي صالح عنه به
…
وللإمام أحمد عن عبد الرحمن عن سفيان مثله إلّا أنه قال: (
…
يؤمن بالله، ورسوله). وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(8)
، وعزاه إلى الإمام
(1)
في (كتاب: الإيمان، باب: الدليل على أن حب الأنصار وَعلي - رضى الله عنهم - من الإيمان وعلاماته) 1/ 86 ورقمه/ 77 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة، وَعن عثمان بن محمد بن أبي شيبة عن جرير، كلاهما عن الأعمش به.
(2)
الحديث من طريق أبي أسامة رواه - أيضًا -: ابن منده في الإيمان (4/ 609 - 610) ورقمه/ 538، وقال عقبه:(رواه: أبو عوانة، والسوري) اهـ.
(3)
والحديث من طريق جرير رواه - أيضًا -: ابن منده في الإيمان (4/ 609) ورقمه / 537.
(4)
(2/ 288 - 287) ورقمه / 1007 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبى أسامة به.
وهو في المصنف لابن أبي شيبة (7/ 543) ورقمه/ 24.
(5)
(17/ 402) ورقمه/ 11300 عن عبد الرحمن (وهو: ابن مهدى)، وَ (18/ 226) ورقمه / 11692، وَ (18/ 384) ورقمه / 11885 عن عبد الرزاق (وهو: ابن همام)، كلاهما عن سفيان به. وهو في الفضائل له (2/ 791) ورقمه / 1414، وسقط منه ذكر من حدثه عن سفيان!
(6)
(18/ 6) ورقمه/ 11407 عن محمد بن جعفر وَهاشم بن القاسم، (18/ 384) ورقمه/ 11885 عن هاشم - وحده -، كلاهما عن شعبة به. وهو في الفضائل (2/ 795) ورقمه/ 1422 عن ابن جعفر - وحده -.
(7)
والحديث من طريق شعبة رواه - أيضًا -: ابن منده في الإيمان (4/ 609) ورقمه/ 536.
(8)
(10/ 29).
أحمد، ثم قال:(بأسانيد، ورجال أكثرها رجال الصحيح) اهـ، ووهم رحمه الله في عده في الزوائد -؛ فقد رواه مسلم - كما تقدم -. وأبو أسامة هو: حماد بن أسامة، وجرير هو: ابن عبد الحميد، وسفيان هو: الثوري، والأعمش هو: سليمان بن مهران، وأبو صاع هو: ذكوان السمان. والأعمش صرح بالتحديث من طرق عن شعبة عنه، عند أبي داود الطيالسي
(1)
، والبيهقي في شعب الإيمان
(2)
، ثم حديثه من طريق شعبة عنه، وقد قال شعبة
(3)
: (كفيتكم تدليس ثلاثة
…
)، فذكر الأعمش منهم. قال ابن حجر
(4)
: (وهي قاعدة حسنة، تقبل أحاديث هؤلاء إذا كانت عن شعبة، ولو عنعنوها). فانتفت شبهة تدليسه. ثم إن الحديث من طريق الأعمش عن أبي صالح، وروايته عنه محمولة على الاتصال، حتى ولو عنعن
(5)
.
ورواه: الإمام أحمد
(6)
- أيضًا - عن حسن بن موسى عن حماد بن سلمة عن أفلح الأنصاري عن أبي سعيد به، بلفظ:(حب الأنصار إيمان، وبغضهم نفاق)
…
وأورده بهذا اللفظ الهيثمى في مجمع الزوائد
(7)
، وعزاه
(1)
المسند (9/ 290) ورقمه / 2182.
(2)
(2/ 190) ورقمه / 1508.
(3)
كما في: معرفة السنن للبيهقى (1/ 86).
(4)
النكت (2/ 631).
(5)
انظر: الميزان (2/ 414) ت / 3517.
(6)
(18/ 208) ورقمه / 11668، وهو في الفضائل له (2/ 792) ورقمه / 1417.
(7)
(10/ 29).
إليه، ثم قال:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ! وحماد بن سلمة لم يدرك أفلح الأنصاري. وأفلح هذا هو: أبو عبد الرحمن - مولى: أبي أيوب الأنصاري - مخضرم، عده الحافظ ابن حجر
(1)
في الطبقة الثانية، وذكر أنه مات سنة: ثلاث وستين
(2)
.
وحماد بن سلمة مات سنة: سبع وستين ومئة
(3)
، وقد أتت عليه ست وسبعون سنة
(4)
، فيكون مولده سنة: إحدى وتسعين! وذكره ابن حجر
(5)
في الطبقة الثامنة، وهي الوسطى من أتباع التابعين
(6)
.
ومما سبق يتضح أن الإسناد: ضعيف؛ لانقطاعه. وهو جيد في الشواهد، فهو: حسن لغيره بمتابعاته، وشواهده الذكورة هنا - والله أعلم -.
366 -
[31] عن عبد الله بن عباس - رضي الله تعالى عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يُبغِضُ الأنصارَ رجلٌ يُؤمِنُ باللهِ، واليومِ الآخِر).
(1)
التقريب (ص / 152) ت / 553.
(2)
وانظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (5/ 63)، وتهذيب الكمال (3/ 325) ت / 549.
(3)
انظر: تأريخ ابن زبر (1/ 384 - 386).
(4)
انظر: السير (7/ 453).
(5)
التقريب (ص / 268 - 269) ت /1507.
(6)
انظر: المرجع نفسه (ص / 82).
رواه: الترمذي
(1)
- وهذا لفظه -، والإمام أحمد
(2)
، وأبو يعلى
(3)
، ثلاتتهم من طرق عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عنه به
…
وللإمام أحمد مثله إلّا أنه قال: (
…
بالله، ورسوله - أو: إلّا لأبغضه الله، ورسوله -). قال الترمذي عقبه:(هذا حديث حسن صحيح) اهـ، وأورده الألباني في صحيح سنن الترمذي
(4)
، وقال:(صحيح). وحبيب بن أبي ثابت هو: الكوفي، مدلس، ولم يصرح بالتحديث - فيما أعلم -، فالإسناد: ضعيف، من طريقه.
وقد توبع حبيبٌ، تابعه: عدي بن ثابت، روى حديثه: الطبراني في الكبير
(5)
بسنده عن الأعمش عنه، وعن حبيب بن أبي ثابت، كلاهما عن سعيد به، وزاد في آخره:(ولا يحب ثقيف رجل يؤمن بالله، واليوم الآخر). والأعمش مدلس، لم يصرح بالتحديث - فيما أعلم -، وفي السند إليه نعيم بن حماد، وهو: الخزاعى، يخطئ كثيرًا، وروى أحاديث منكرة - وتقدم -، ولم أر في الحديث ما يخص ثقيف إلّا من طريقه، فهي زيادة
(1)
في (كتاب: المناقب، باب: في فضل الأنصار وقريش) 5/ 671 - 672 ورقمه / 3906 عن محمود بن غيلان عن بشر بن السرى وَالمؤمل (وهو: ابن إسماعيل)، كلاهما عن سفيان (وهو: الثوري) به.
(2)
(5/ 27) ورقمه / 2818 عن عبد الرحمن (يعني: ابن مهدى) عن سفيان به، بنحوه، أطول منه.
(3)
(6/ 91) ورقمه / 2698 عن موسى (وهو: ابن عبد الرحمن بن مهدي) عن أبيه به، بمثل حديث الإمام أحمد عنه.
(4)
(3/ 247) رقم / 3066.
(5)
(12/ 14) ورقمه / 12339 عن يحيى بن عثمان بن صالح عن نعيم بن حماد عن جرير (يعني: ابن عبد الحميد) عن الأعمش به، مطولا.
منكرة. والراوي عن نعيم بن حماد: يحيى بن عثمان بن صالح، لين الحديث
(1)
، والحديث بدون الزيادة: حسن لغيره، من طريقيه - والله تعالى أعلم -.
ورواه: ابن أبي شيبة في المصنف
(2)
، والنسائى
(3)
عن محمد بن آدم بن سليمان ومحمد بن العلاء، ثلاثتهم عن أبي معاوية عن الأعمش به، بمثله هنا، دون الزيادة في آخره
…
وسنداهما: صحيحان. وأبو معاوية هو: محمد بن خازم.
367 -
[32] عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منْ أحبَّ الأنصَارَ أحبَّهُ الله، ومَنْ أبغضَ الأنصارَ أبغضَهُ الله).
هذا الحديث رواه عن أبي هريرة: أبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن سيرين.
فأما حديث أبي سلمة فرواه: الإمام أحمد
(4)
- وهذا لفظه -،
(1)
وانظر: مجمع الزوائد (10/ 72).
(2)
(7/ 543) ورقمه / 23.
(3)
في السنن الكبرى (5/ 88) ورقمه / 8333، وفي الفضائل (ص / 188) ورقمه / 228.
(4)
(16/ 303) ورقمه / 10508 عن يزيد (رهو: ابن هارون)، وَ (16/ 481) ورقمه / 10820 عن محمد بن عبيد، كلاهما عن محمد بن عمرو به. ورواه في الفضائل (2/ 793) ورقمه / 1418 عن حسن عن حماد عن محمد بن عمرو به. وهو له - =
والبزار
(1)
، وأبو يعلى
(2)
، ثلاثتهم من طرق عن محمد بن عمرو عنه به
…
وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(3)
، وعزاه إلى أبي يعلى، ثم قال:(وإسناده جيد، ورواه: البزار، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ، وهو كما قال. وفاته عزوه إلى الامام أحمد. والحديث حسن إسنادا، صحيح لغيره متنًا، بشواهده الواردة هنا.
وأما حديث ابن سيرين فرواه: البزار
(4)
عن محمد بن الحصين عن السكن بن إسماعيل عن الحسن بن ذكوان عنه به، بقوله:(من أحب الأنصار أحبه الله)، فحسب. قال البزار:(وهذا الحديث لا نعلم رواه عن محمد بن سيرين إلّا الحسن بن ذكوان، ولا نعلم رواه عن الحسن إلّا السكن، ولم نسمعه إلّا من محمد بن حصين. وقد كان عند غيره) اهـ. والحسن بن ذكوان هو: أبو سلمة البصري، قدري له مناكير
(5)
، قال الإمام أحمد
(6)
: (أحاديثه أباطيل) ا هـ. وكان يدلس - أيضا -
(7)
.
= أيضًا - (2/ 809) ورقمه/ 1459 عن محمد بن عبيد.
(1)
[64/ ب - 65 أ كوبريللّي] عن محمد بن بشار عن عبد الوهاب (وهو: ابن عبد المجيد)، ورواه [67/ ب] عن محمد بن بشار عن يزيد بن هارون، ورواه (كما في: كشف الأستار 3/ 300 ورقمه/ 2793) عن محمد بن بشار عن عمر بن أبى خليفة، كلهم عن محمد بن عمرو به، بمثله.
(2)
(13/ 356) ورقمه/ 7367 عن مسروق بن المرزبان عن ابن أبى زائدة (وهو: يحيى بن زكريا) عن محمد بن عمرو به، بمثله.
(3)
(10/ 39).
(4)
[299/ ب] الأزهرية.
(5)
انظر: الجرح (3/ 13) ت/ 43، وتهذيب الكمال (6/ 145) ت/ 1229.
(6)
كما في: الضعفاء لابن الجوزي (1/ 201) ت/ 816.
(7)
انظر: التقريب (ص/ 237) ت / 1250.
368 -
[33] عن سهل بن سعد - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اسْتَحدثُوا الإسْلامَ بِحُبِّ الأنصَارِ؛ فإنَّهُ لا يُحِبُّهمْ إلَّا مُؤمِنٌ، ولا يُبغضُهُمْ إلَّا مُنَافِق).
رواه: الطبراني في الكَبير
(1)
عن أحمد بن عمرو الخلال المكي عن يعقوب بن حميد عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده به
…
وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(2)
، وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه: عبد المهيمن بن عباس، وهو ضعيف) اهـ، وهو كما قال. والراوي عنه: يعقوب بن حميد هو: ابن كاسب المدني، ضعيف، ذو مناكير وغرائب. وشيخ الطبراني: أحمد بن عمرو الخلال لا أعرف كيف حاله - وتقدموا جميعًا -.
والحديث: حسن لغيره بالشواهد المخرجة في هذا المبحث عدا قوله فِي أوله: (استحدثوا الإسلام بحب الأنصار)، فإنه غريب منكر، لم أره إلّا بهذا الإسناد - والله أعلم -.
369 -
[34] عن سعد بن عبادة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذَا الحيَّ منَ الأنصارِ مِحْنَةٌ: حُبُهُمْ إيمانٌ، وبُغضُهمْ نِفَاق).
(1)
(6/ 123) ورقمه/ 5710.
(2)
(10/ 40).
هذا الحديث مدار أسانيده على حماد بن زيد
…
رواه: الإمام أحمد
(1)
عن يونس، وعن
(2)
عفان، والبزار
(3)
عن محمد بن موسى الحرشي، والطبراني في الكبير
(4)
بسنده عن مسدد، وسليمان بن حرب خمستهم عنه عن عبد الرحمن بن أبي شميلة - قال يونس في حديثه: عن رجل ردّه إلى سعيد الصراف -، وقال عفان في حديثه: عن رجل عن سعيد الصراف - أو هو: سعيد الصراف -، قال عفان: وقد حدثنا به مرة وليس فيه شك أملاه عليّ أولًا على الصحة. وقال مسدد، وسليمان بن حرب، ومحمد بن موسى: عن سعيد الصراف - دون شك -
(5)
عن إسحاق بن سعد بن عبادة عنه به
…
وجوّد الساعاتي
(6)
إسناد الإمام أحمد، وسعيد الصراف مدني، مستور
(7)
، وذكره ابن حبان في ثقاته
(8)
- ولم يتابع فيما أعلم - وهو واسع القاعدة في التوثيق. وشيخه: إسحاق بن سعد بن عبادة، لم يرو عنه إلا
(1)
(37/ 128) ورقمه/ 22462.
(2)
(31/ 266 - 265) ورقمه/ 23847
…
وعن عفان رواه - أيضًا -: ابن أبى شيبة في المصنف (7/ 541) ورقمه/10، وفي سنده تحريف واضح.
(3)
(9/ 189 - 190) ورقمه/ 3736.
(4)
(6/ 20) ورقمه/ 5377 عن معاذ بن المثني عن مسدد، وعن يوسف بن يعقوب القاضى عن سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن زيد به، بمثله. ومن طريقه رواه: المزى في تهذيب الكمال (11/ 127).
(5)
وهو أول.
(6)
بلوغ الأماني (22/ 174).
(7)
انظر: التاريخ الكبير (3/ 484) ت/ 1618، والجرح والتعديل (4/ 77) ت/ 333، والتقريب (ص/ 312) ت/ 2440.
(8)
(6/ 357).
هو، قال الذهبي
(1)
: (له رواية، ولا يكاد يعرف)، وقال ابن حجر
(2)
: (مستور، مقل). وعبد الرحمن بن أبي شميلة هو: الأنصاري المدني، روى عنه اثنان
(3)
، قال ابن المديني
(4)
: (لا أعلم أحدا روى عنه غيرهما)، وذكره البخاري
(5)
، وابن أبي حاتم
(6)
، و لم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في الثقات
(7)
، وحاله كحال من تقدما عليه
…
فالحديث: ضعيف بهذا اللفظ.
والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(8)
، وعزاه إلى الإمام أحمد، والطبراني، والبزار
(9)
، وقال: (وفي رجال أحمد راوٍ لم يسم، وأسقطه الآخران
(10)
، ورجالهما، وبقية رجال أحمد ثقات) ا هـ.
وبيان أن حب الأنصار إيمان، وبغضهم نفاق ثبت من طرق عدة عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت عددًا منها هنا، فالحديث دون قوله:(إن هذا الحي من الأنصار محنة): صحيح لغيره. وفي الإسناد:
(1)
الميزان (1/ 192) ت/ 759، وانظر الديوان (ص/ 27) ت/ 333.
(2)
التقريب (ص/ 128) ت/ 358.
(3)
انظر: طبقة تلاميذه في تهذيب الكمال (17/ 175).
(4)
كما في المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.
(5)
التأريخ الكبير (5/ 296) ت/ 968.
(6)
الجرح والتعديل (5/ 244) ت/ 1164.
(7)
(7/ 97).
(8)
(10/ 28).
(9)
لم أقف عليه في المقدار الموجود من مسند البزار.
(10)
إن كانت رواية البزار كالطبراني فلم يسقطاه، ولكن صرحا باسمه - على حسب ما وقع لهما - وتقدم ما عند الطبراني.
يونس، هو: ابن محمد المؤدب، وعفان هو: ابن مسلم الصفار، ومسدد هو: ابن مسرهد.
370 -
[35] عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: (جعلَ اللهُ حُبَّنًا إيمَانًا، وبُغضَنا نِفَاقَا).
هذا الحديث أورَده الهيثمي في مجمع الزوائد
(1)
، وقال: (رواه: الطبراني، وفيه أبان بن بشير بن النعمان، و لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، إلا أن ابن حبان
(2)
قال في أبي محمد بشير بن أبان قال فيه: "بشير بن النعمان"، فزاد في نسبه النعمان - والله أعلم -) اهـ. وأحاديث النعمان بن بشير رضي الله عنه لم تصل إلينا بعد من المعجم الكبير - فيما أعلم -.
* وفي الباب المتقدم أحاديث جماعة من الصحابة، منها أحاديث أخرجها الشيخان
(3)
. وانظر ما تقدم
(4)
من حديثي أبي سعيد، وابن عباس رضي الله عنهما.
371 -
[36] عن أنس رضي الله عنه قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم النساء، والصبيان
(5)
مقبلين - قال: حسبت أنه قال: من
(1)
(10/ 34 - 35).
(2)
انظر: الثقات (8/ 151).
(3)
انظر الحديث رقم / 361، وما بعده.
(4)
برقم / 341، 366.
(5)
- بكسر الصاد، هذه اللغة المشهورة. وحكى ابن دريد ضمها - جمع صبي، وهو: الطفل من لدن يولد إلى أن يفطم. ذكرًا كان، أو أنثى. انظر: شرح النووي على =
عرس -، فقام النبي صلى الله عليه وسلم مُمْثِلا
(1)
، فقال: (اللّهمَّ أنتُمْ مِنْ أحَبِّ النَّاسِ
(2)
إِليّ) - قالها ثلاث مرار -.
رواه: البخاري
(3)
- واللفظ له - من طريق عبد الوارث
(4)
، ومسلم
(5)
من طريق ابن علية
(6)
، وعنه
(7)
:
= صحيح مسلم (3/ 194)، وفيض القدير (2/ 594) رقم / 2321، ولسان العرب (حرف: الواو والياء من المعتل، فصل: الصاد المهملة) 14/ 450.
(1)
- بضم أوله، وسكون ثانيه، وكسر المثلثة. ويقال:(ممثَّلًا) بفتح الميم الثانية، وتشديد المثلثة - أي: قائمًا منتصبًا، مكلفًا نفسه ذلك. - انظر: لسان العرب (حرف: اللام، فصل: الميم) 11/ 614، وشرح النووي (16/ 67 - 68)، والفتح (7/ 142)، و (9/ 157).
(2)
على سبيل الإجمال، أي: مجموعكم أحب إليّ من مجموع غيركم، فلا يعارض ما ورد في حق أبي بكر رضي الله عنه أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. - انظر: ما ورد في فضائل أبى بكر رضي الله عنه في هذه الرسالة، والفتح (7/ 142).
(3)
في (كتاب: مناقب الأنصار، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: "أنتم أحب الناس إليّ") 7/ 142 ورقمه / 3785 عن أبي معمر (يعني: عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج)، وَفي (كتاب: النكاح، باب: ذهاب النساء والصبيان إلى العرس) 9/ 156 ورقمه / 5180 عن عبد الرحمن بن المبارك (وهو: العيشي)، كلاهما عن عبد الوارث به.
(4)
ورواه: ابن عدي في الكامل (6/ 137) بسنده عن عبد الصمد به، مختصرا.
(5)
في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: في فضائل الأنصار) 4/ 1948 ورقمه / 2508 عن أبى بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، كلاهما عن ابن علية به، بنحوه.
(6)
وكذا رواه: ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 540) ورقمه / عن ابن علية به، بنحوه.
(7)
أعني: عن ابن علية.
الإمام أحمد
(1)
، كلاهما (عبد الوارث، وابن علية) عن عبد العزيز بن صهيب عنه به
…
إلّا أن في حديث ابن علية أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قالها مرتين. وللبخاري فيه عن عبد الرحمن بن المبارك: (فقام ممتنًا
(2)
، فقال
…
).
ورواه: الإمام أحمد
(3)
عن عبد الصمد عن محمد بن ثابت عن أبيه، ورواه - مرة -
(4)
، ورواه: أبو يعلى
(5)
عن زهير، كلاهما عن حماد
(6)
، كلاهما (ثابت، وحماد) عن ثابت عن أنس به، بلفظ: (والله إني
(1)
(20/ 190 - 191) ورقمه / 12797.
(2)
- بضم الميم، بعدها ميم ساكنة، ومثناة مفتوحة، ونون ثقيلة، بعدها ألف - أي: قام قيامًا قويًا، مأخوذ من المنة - بضم الميم - وهي: القوة. - انظر: الفتح (9/ 157).
(3)
(19/ 498) ورقمه/ 12522.
(4)
(21/ 436) ورقمه / 14043.
(5)
(6/ 230) ورقمه / 3517 عن زهير (وهو: ابن حرب) عن عفان (وهو: الصفار) عن حماد به، بنحوه.
والحديث رواه - أيضًا -: ابن أبي شيبة في المصنف (544/ 7) ورقمه / 31 - ومن طريقه: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 259 - 260 ورقمه / 7270) - بسنده عن شعبة عن هشام بن زيد، ورواه: النسائي في سننه الكبرى (5/ 87) ورقمه/ 8328، وفي الفضائل (ص/ 186) ورقمه / 223، والبغوي في شرح السنة (14/ 177) ورقمه / 3977 من حديث علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر عن حميد، كلاهما (هشام، وحميد) عن أنس به، بنحوه، ومعناه.
(6)
الحديث من طريق حماد رواه - كذلك -: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 10/ 172 ورقمه/ 4329)، والحاكم في المستدرك (4/ 80)
…
قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه) اهـ، وسكت الذهبي في التلخيص (4/ 80) عنه.
لأحبكم)، هذا لفظ الإمام أحمد، وحديث أبي يعلى نحوه. ومحمد بن ثابت هو: ابن أسلم، قال ابن معين
(1)
: (ليس بشيء)، وقال مرة
(2)
: (ليس بقوي)، وقال البخاري
(3)
: (فيه نظر)، وقال أبو حاتم الرازي
(4)
: (منكر الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به)
(5)
. وهو متابع. وحماد هو: ابن سلمة. وزهير هو: ابن حرب.
والإسناد: صالح أن يكون حسنًا لغيره؛ بمتابعاته، وشواهد الحديث الكثيرة.
372 -
[37] عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعها صبي لها، فكلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:(وَالَّذِي نفْسِي بيدِهِ، إنَّكُمْ أحَبُّ النَّاسِ إِليّ) - مرتين -.
هذا الحديث رواه: الشيخان - أبو عبد الله البخاري
(6)
، ومسلم بن
(1)
التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 507).
(2)
كما في: الجرح والتعديل (7/ 217) ت/ 1203.
(3)
التأريخ الكبير (1/ 50) ت / 103.
(4)
كما في: الموضع المتقدم نفسه، من الجرح والتعديل.
(5)
وانظر: الديوان (ص / 344) ت / 3623، والتقريب (ص/ 830) ت / 5804.
(6)
في (كتاب: مناقب الأنصار، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: "أنتم أحب الناس إليَّ") 7/ 142 ورقمه/ 3786 عن يعقوب بن إبراهيم بن كثير عن بهز بن أسد - وهذا لفظه -، وفي (كتاب: النكاح، باب: ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس) 9/ 244 ورقمه / 5234 عن محمد بن بشار عن غندر (وهو: محمد بن جعفر)، وفي (كتاب: الأيمان والنذور، باب: كيف كانت يمين النبي - صلى الله عليه =
الحجاج -
(1)
، والإمام أحمد
(2)
، وأبو بكر البزار
(3)
، كلهم من طرق عن شعبة عن هشام بن زيد عنه به
…
ولأبي عبد الله البخاري من حديث وهب بن جرير: أن امرأة من الأنصار أتت النبي صلى الله عليه وسلم معها أولاد لها
(4)
، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي
= وسلم -) 11/ 534 ورقمه / 6645 عن إسحاق (هو: ابن راهويه) عن وهب بن جرير، ثلاثتهم عن شعبة به.
(1)
في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل الأنصار رضي الله عنهم) 4/ 1948 - 1949 ورقمه / 2509 عن محمد بن بشار وابن المثنى، كلاهما عن غندر به، بنحوه. ثم ساقه عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب ويحيى بن حبيب عن خالد بن الحارث، ثلاثتهم عن ابن إدريس عن شعبة به، وقال:(بهذا الإسناد) - يعني: المتقدم -. والحديث في مصنف ابن أبي شيبة (12/ 166، ورواه من طريقه - أيضًا -: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 259 - 261 ورقمه / 7270).
والحديث رواه - أيضًا -: أبو داود في مسنده (8/ 275) ورقمه / 2067، والنسائي في سننه الكبرى (5/ 87 - 88) ورقمه / 8329 عن محمد بن عبد الأعلى عن خالد (يعني: ابن الحارث)، و (5/ 88) ورقمه / 8330، وفي الفضائل (ص / 186 - 187) ورقمه / 225 عن أبي كريب عن ابن إدريس، كلاهما (خالد، وابن إدريس) عن شعبة به. ووقع في الموضع الثاني من السنن الكبرى، والفضائل:(عن ابن إدريس عن هشام عن هشام بن زيد)، بدلًا من:(عن شعبة عن هشام بن زيد)، والذي يظهر أنه تحريف، يوضحه ما في تحفة الأشراف (1/ 420) ورقمه / 1634، وما في رواية الجماعة عن ابن إدريس - والله أعلم -.
(2)
(19/ 317 - 316) ورقمه / 12305 عن محمد بن جعفر وعفان (يعني: ابن مسلم)، كلاهما عن شعبة. ورواه (21/ 267) ورقمه / 13711 عن عفان - وحده -. وهو له في الفضائل (2/ 808) ورقمه / 1457 عن ابن جعفر به.
(3)
[11/ أ كوبريللي] عن محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر عن شعبة به.
(4)
قال ابن حجر في الفتح (11/ 538): (لم أقف على اسمها، ولا على أسماء =
بيده إنكم لأحب الناس إليّ)، قالها ثلاث مرات، ومثله لمسلم من حديث غندر. وللإمام أحمد من حديث ابن جعفر عن شعبة:(فخلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وفيه أنه قال مقولته ثلاث مرات.
373 -
[38] عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم، وهو معصوب الرأس. قال: فتلقاه الأنصار، ونساؤهم، وأبناؤهم، فإذا هو بوجوه الأنصار، فقال:(وَالّذي نفسِي بيده إنِّي لأُحِبُّكُم). وقال: (إنَّ الأنصَارَ قدْ قضَوا مَا عَليهِم، وَبقِي مَا عَليكُم؛ فَأحَسِنُوا إلى مُحْسِنهِم، وتجَاوزُوا عنْ مُسِيئِهِم).
هذا الحديث رواه: حميد بن أبي حميد الطويل عن أنس. ورواه عن حميد الطويل جماعة.
فرواه: الإمام أحمد
(1)
عن عبيدة بن حميد، ورواه
(2)
- أيضًا - عن ابن أبي عدي - واللفظ لفظه -، ورواه: أبو يعلى الموصلي
(3)
عن وهب عن خالد،
= ولدها)، وانظره:(7/ 142).
(1)
(20/ 278) ورقمه / 12950 بنحوه أخصر منه.
(2)
(20/ 289 - 390) ورقمه / 13137، وهو في الفضائل له (2/ 719 - 800) ورقمه / 1434.
(3)
(6/ 409) ورقمه / 3770، بنحوه.
ورواه
(1)
- أيضًا -: عن عبد الأعلى عن معتمر، أربعتهم عنه
(2)
به
…
ولأبي يعلى عن وهب: (فلقيه رجال من الأنصار)، وله عن عبد الأعلى:(فتلقته الأنصار بوجوههم، وفتيانهم). وإسناد الحديث: حسن. توفرت فيه شروطه، ومنها أن رجال أسانيده كلهم ثقات عدا عبيدة بن حميد، وهو: أبو عبد الرحمن الكوفي، قال ابن حجر:(صدوق نحوي، ربما أخطأ)، وحديثه عند البخاري، وغيره - وتقدم -. وحميد الطويل صرح بالتحديث عند أبي يعلى عن عبد الأعلى.
وصحح الحديث: ابن حبان
(3)
، والبغوي
(4)
. واسم ابن أبي عدي - شيخ الإمام أحمد، في أحد إسناديه -: محمد بن إبراهيم. ووهب - شيخ أبي يعلى، في أحد إسناديه - هو: ابن بقية الواسطي. حدث عن خالد، وهو: ابن عبد الله الواسطي. وعبد الأعلى هو: ابن حماد النرسي، ومعتمر هو: ابن سليمان.
(1)
(6/ 427) ورقمه / 3798، بنحوه
…
وعنه: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 261 ورقمه / 6271).
(2)
ورواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 252) عن محمد بن عبد الله الأنصاري، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 541)، ورقمه / 12 عن يزيد بن هارون، والنسائي في السنن الكبرى (5/ 87) ورقمه / 8326، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 256 ورقمه / 7266)، والبغوي في شرح السنة (14/ 177 - 178) ورقمه / 3977 كلهم من طريق علي بن حجر، ثلاثتهم (الأنصاري، ويزيد، وابن حجر) عن حميد به، بنحوه.
(3)
تقدمت الحوالة عليه.
(4)
تقدمت الحوالة عليه - أيضًا -.
374 -
[39] عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ ببعض المدينة، فإذا هو بجوار يضربن بدفهن، ويتغنين، ويقلن: نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار. فقال نبي الله: (اللهُ يعلَمُ إنِّي لأُحِبُّكُنّ).
رواه: ابن ماجه
(1)
- وهذا لفظه - عن هشام بن عمار عن عيسى بن يونس، والطبراني في الصغير
(2)
عن أبي جعفر أحمد بن النضر بن يحيى العسكري عن أبي خيثمة مصعب بن سعيد المصيصي عن سعيد بن يونس، كلاهما عن عوف الأعرابي عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن جده به
…
وللطبراني: (الله يعلم أن قلبي يحبكم)، وقال:(لم يروه عن عوف إلّا سعيد، تفرد به مصعب بن سعيد) اهـ، وقوله:(لم يروه عن عوف إلّا سعيد) محمول على ما علم
(3)
. وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه
(4)
: (هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات) ا هـ، وإسناد ابن ماجه حسن؛ فيه هشام بن عمار، وهو: السلمي، وثمامة بن عبد الله بن أنس، وهما صدوقان
(5)
. وشيخ شيخ الطبراني مصعب بن سعيد منكر الحديث، والحديث حسن من غير طريقه.
(1)
في (كتاب: النكاح، باب: الغناء والدف) 1/ 612 ورقمه / 1899.
(2)
(1/ 63) ورقمه / 72.
(3)
وانظر قول ابن عدي - الآتي -.
(4)
(1/ 334) رقم / 683.
(5)
انظر: تهذيب الكمال (4/ 405) ت / 854، والتقريب (ص / 189) ت / 861.
وللحديث طرق أخرى
…
رواها: أبو يعلى
(1)
عن سعيد عن رشيد عن ثابت عن أنس به، بنحوه، وفيه:(اللهم بارك فيهن)، بدل قوله:(الله يعلم إني لأحبكن).
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وعزاه إليه، ثم قال:(ورشيد هذا قال الذهبي: مجهول) ا هـ، وهو كما قال، وقول الذهبي في المغنيى
(3)
، وفي الميزان
(4)
. وأورده ابن عدي في الكامل
(5)
، قال: (رشيد أبو عبد الله الذريري
(6)
، مصري، حدث عن ثابت بأحاديث لم يتابع عليها .... ) اهـ، ثم ساق حديثه هذا عن أبي يعلى، وقرن به عبدان
(7)
، ثم قال: (ولرشيد عن ثابت غير هذا الحديث، وهذا إنما يروى عن عوف عن ثمامة عن أنس، رواه عن عوف: عيسى بن يونس، وابن أبي عدي، وعمر
(8)
بن النعمان، ومحمد بن إسحاق - صاحب: المغازي -) ا هـ. وثابت هو: ابن أسلم البناني، وسعيد هو: ابن أبي الربيع أشعث السمان. وعلى هذا، فإن
(1)
(6/ 134) ورقمه/ 3409.
(2)
(10/ 42).
(3)
(1/ 232) ت/ 2126.
(4)
(2/ 241) ت/ 2783.
(5)
(3/ 158 - 159).
(6)
هكذا
…
بالذال المعجمة، والياء المثناة التحتانية بعد الراء المهملة
…
وفي المغني للذهبي: (الزريري) - بالزاي -، وفي الميزان:(الزربري) - بالباء الموحدة بعد الراء المهملة، وقبلها زاي -، ولم أر من ضبطها بالحروف - والله أعلم -.
(7)
يعني: عبد الله بن أحمد الأهوازي.
(8)
هكذا في الكامل، ولعل الصواب:(عمرو) - بفتح العين المهملة -.
كان الحديث محفوظًا عن ثابت، فطريقه حسنة لغيرها بطريق ثمامة بن عبد الله - والله أعلم -.
375 -
376 - [40 - 41] عن سعيد بن زيد رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يُؤمِنُ بي مَنْ لا يُحِبُّ الأنصَار).
رواه: الإمام أحمد
(1)
عن هيثم بن خارجة
(2)
عن حفص بن ميسرة، وعن
(3)
عفان عن وهيب، كلاهما عن عبد الرحمن بن حرملة
(4)
عن أبي ثفال المُريّ
(5)
عن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب عن جدته عن أبيها به
…
وله عن عفان: (ولم يؤمن بي، ولم يؤمن بي من لا يحب
(1)
(6/ 182) ت / 10047، وَ (124/ 45) ورقمه / 27145.
(2)
وهو لعبد الله بن الإمام أحمد عن هيثم - أيضًا - (27/ 211) ورقمه / 16651.
(3)
(5/ 382)، وعفان هو: الصفار، ووهيب هو: ابن خالد. والحديث من طريق عفان رواه - أيضًا -: العقيلي في الضعفاء (1/ 177)، والدارقطني في السنن (1/ 73) ورقمه/ 8، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 43).
(4)
ورواه الدارقطني في سننه (1/ 72 - 73)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 43)، بسنديهما عن ابن أبي فديك عنه
…
واسم ابن أبي فديك: محمد بن إبراهيم.
(5)
ورواه: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على المسند (27/ 213) ورقمه / 16652 - ورواه من طريقه: المزي في تهذيب الكمال (9/ 46) - عن شيبان عن يزيد بن عياض عن أبي ثفال به، بنحوه
…
ويزيد بن عياض هو: أبو الحكم الليثي، ضعفه جماعة، وكذبه مالك، وغيره.
- انظر: الجرح والتعديل (9/ 282) ت / 1192، والتقريب (ص / 1081) ت / 7813، والكشف الحثيث (ص / 281) ت/ 844. وشيبان هو: ابن فروخ.
الأنصار)
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(1)
، وعزاه إليه، ثم أعله بضعف أبي ثفال المري. واسم أبي ثفال هذا: ثمامة بن وائل، قال البخاري
(2)
: (في حديثه نظر)، وقال في حديثه هذا:(لا يثبت)، وأورده العقيلي
(3)
، والذهبي
(4)
في الضعفاء، وقال ابن القطان
(5)
: (مجهول الحال)، وقال الذهبي في الميزان
(6)
: (ما هو بقوي، ولا إسناده يمضي)
(7)
، وكان قد ذكر حديثه هذا، وذكره ابن حجر في التقريب
(8)
، وقال:(مقبول)، يعني: إذا توبع، وإلّا فليّن الحديث - كما هو اصطلاحه - ولم أر من تابعه عليه من هذا الوجه. وشيخه: رباح بن عبد الرحمن هو: ابن أبي سفيان بن حويطب القرشي، ذكره ابن حبان في الثقات
(9)
- على عادته -، وقال ابن القطان
(10)
: (مجهول الحال). وقال ابن حجر
(11)
: (مقبول) اهـ، ويقال إن
(1)
(10/ 39).
(2)
كما في: الضعفاء للعقيلي (1/ 177) ت/ 222.
(3)
الموضع المتقدم نفسه، من الضعفاء.
(4)
الديوان (ص / 454) ت/ 4882.
(5)
بيان الوهم (3/ 314).
(6)
(6/ 182) ت / 10047.
(7)
وانظر: جامع الترمذي (1/ 38)، والعلل لابن أبي حاتم (1/ 52)، والتلخيص الحبير (1/ 85 - 86).
(8)
(ص/ 190) ت/ 864.
(9)
(6/ 307).
(10)
بيان الوهم (3/ 314).
(11)
التقريب (ص/ 317) ت/ 1884.
حديثه عن جدته مرسل
(1)
. وجدته هي: أسماء بنت سعيد بن زيد، جهّلها ابن القطان
(2)
، وذكرها الذهبي
(3)
في المجهولات، وقال:(تفرد عنها سبطها رباح)، وهى معدودة في الصحابة
(4)
، قال ابن حجر
(5)
: (وإن لم يثبت لها صحبة، فمثله لا يسأل عن حالها) اهـ. وعبد الرحمن بن حرملة - راويه عن أبي ثفال المري - هو: الأسلمي، ضُعّف، وقال ابن حجر:(صدوق ربما أخطأ)، واختلف عنه في سند الحديث .. فهكذا رواه حفص بن ميسرة، ووهيب بن خالد عنه. وتابعهما: يعقوب بن عبد الرحمن عند الدارقطني في سننه
(6)
، وَابن أبي فديك عند الدارقطني
(7)
، وبشر بن المفضل عند الدارقطني - أيضا -
(8)
، والآجري في الشريعة
(9)
. ورواه: أبو معشر عنه عن أبي ثفال عن رباح بن عبد الرحمن عن جدته قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكرته، فلم يقل فيه عن أبيها، رواه: الإمام أحمد
(10)
بسنده عنه به. وأبو معشر هو: يوسف بن يزيد البراء،
(1)
انظر: تهذيب الكمال (9/ 46) ت / 1845.
(2)
بيان الوهم (3/ 314).
(3)
الميزان (6/ 278) ت / 10932.
(4)
انظر: الإصابة (4/ 229) ت / 42.
(5)
التلخيص الحبير (1/ 86).
(6)
(1/ 73) ورقمه / 9.
(7)
(1/ 73) ورقمه / 5.
(8)
ورقمه / 7.
(9)
(4/ 1647) ورقمه / 1125.
(10)
(45/ 124 - 125) ورقمه / 27146 عن يونس (وهو: ابن محمد المؤدب) عن أبي معشر به.
وهو صدوق ربما أخطأ
(1)
. ورواه: الحاكم في المستدرك
(2)
بسنده عن عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير عن سليمان بن بلال عن أبي ثفال به، بمثل إسناد حديث أبي معشر، ونحو متنه
…
وسكت الحاكم، والذهبي في التلخيص
(3)
عنه، وفي السند: عبيد الله بن سعيد بن كثير، وهو ضعيف
(4)
…
فيحتمل - بناء على هذا - أن بعض رواته من مشايخ عبد الرحمن بن حرملة فيه يحدث به تارة كذا، وتارة كذا. ولكن لا شك أن طريق حفص بن ميسرة، ووهيب، ومن تابعهما أصح في سند الحديث، وهو الذي مال إليه: أبو حاتم
(5)
، وأبو زرعة
(6)
، والدارقطني
(7)
. أو لعل أسماء - إن ثبتت صحبتها - سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم ومن أبيها، فروته مرة هكذا، ومرة هكذا - والله أعلم - كما قاله الهيثمي
(8)
.
(1)
قاله الحافظ في: التقريب (ص/ 1097) ت/ 7951. وانظر: من كلام ابن معين في الرجال - رواية: ابن طهمان - (ص / 28) ت/ 2، وتهذيب الكمال (32/ 479) ت / 7165، وذكر أسماء من تكلم وهو موثق للذهبي (ص / 203) ت/ 387.
(2)
(4/ 60).
(3)
(4/ 60).
(4)
انظر: المجروحين (2/ 67)، والميزان (3/ 406) ت / 5365.
(5)
كما في: التلخيص الحبير (1/ 85).
(6)
كما في: المرجع المتقدم، الحوالة نفسها.
(7)
العلل (4/ 435) ورقمه / 678.
(8)
مجمع الزوائد (10/ 39 - 40).
ومما سبق يتبيّن أن إسناد الحديث ضعيف، وضعفه: أبو زرعة
(1)
، وابن حبان
(2)
، وابن القطان
(3)
. وليس كما قال الشيخ أحمد شاكر
(4)
رحمه الله: (إسناد جيد حسن).
وللحديث شاهد جيد من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه - ينميه: (ما آمن بي من لم يحبني، وما أحبني من لم يحب الأنصار)
…
رواه: الآجري في الشريعة
(5)
بسنده عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عنه به. حدث به عن يحيى: أيوب بن النجار، وهو: النخعى
(6)
، وهما مدلسان، لم يصرحا بالتحديث. وحدث به عن أيوب: محمود بن محمد الظفري، قال الدارقطني
(7)
: (ليس بالقوي، فيه نظر)، وذكره الذهبي في الضعفاء
(8)
. وهذا شاهد جيد لحديث سعيد بن زيد، وهما باجتماعهما: حسنان لغيرهما.
(1)
كما في: التلخيص الحبير (1/ 86).
(2)
كما في المرجع المتقدم، الحوالة نفسها.
(3)
بيان الوهم (3/ 313) ورقمه / 1062.
(4)
تعليقه على المسند (18/ 447 - 448) ورقمه / 27024.
(5)
(4/ 1651) ورقمه / 1132.
(6)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (3/ 499) ت/ 629، والتقريب (ص/ 161) ت / 632.
(7)
كما في: الميزان (5/ 204) ت / 8370.
(8)
المغني (2/ 647) ت / 6122.
والحديث رواه: الترمذي
(1)
، وابن ماجه
(2)
، والدارقطني
(3)
، وغيرهم من طرق عن أبي ثفال المري - منها طريق عبد الرحمن بن حرملة - خاليًا من ذكر الأنصار
…
ويحتمل أن يكون مختصرًا - والله أعلم -.
* وروى: مسلم من حديثى
(4)
: أبي هريرة، وأبي سعيد رضي الله عنهما مرفوعًا:(لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله، واليوم الآخر)، ومتن الحديث صالح للاعتضاد بهما، فهو: حسن لغيره.
* وفي أن حب الأنصار من الإيمان، وعلاماته أحاديث عدة، بغير هذا اللفظ، خرجتها في هذا المبحث - والله الموفق -.
377 -
[42] عن سهل بن سعد - رضى الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا صَلاةَ لمنْ لا يُحِبُّ الأنصَار).
رواه: ابن ماجه
(5)
عن عبد الرحمن بن إبراهيم عن ابن أبي فديك عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده به، مطولا، .. قال البوصيري
(6)
: (هذا إسناد ضعيف؛ لاتفاقهم على ضعف
(1)
(1/ 37 - 39) ورقمه/ 25.
(2)
(1/ 29) ورقمه/ 26.
(3)
(1/ 73) رقم/ 7، 9، 10.
(4)
تقدما - آنفًا - ورقماهما/ 364، 365.
(5)
في (كتاب: الطهارة وسننها، باب: ما جاء في التسمية في الوضوء) 1/ 140 ورقمه/ 450، وقال:(قال أبو الحسن بن سلمة عن أبي حاتم عن عبيس بن مرحوم العطار عن عبد المهيمن بن عباس).
(6)
مصباح الزجاج (1/ 111) ورقمه/ 166.
عبد الهيمن) اهـ، وعبد المهيمن تقدم أنه متفق على ضعفه. وتعقبه السندي في حاشيته على السنن
(1)
بقوله: الكن لم ينفرد به، فقد تابعه عليه ابن أخى عبد المهيمن، رواه: الطبراني في المعجم الكبير) اهـ. والحديث من طريق ابن أخى عبد المهيمن لم أره في المعجم الكبير. وفي المعجم الكبير
(2)
: عن عبد الرحمن بن معاوية العتبي المصري عن عبيد الله بن محمد بن المنكدري عن ابن أبي فديك عن أُبَي بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده به
…
فهكذا في إسناد الطبراني: (أبي بن عباس)، وتقدم في قول السندي:(ابن أخي عبد المهيمن)، وهو أخوه! وأُبي بن عباس هذا ضعفه ابن معين
(3)
، وقال الإمام أحمد
(4)
: (منكر الحديث)، وقال النسائي
(5)
، والدولابي
(6)
: (ليس بالقوي)، وقال ابن عدي
(7)
: (وهو يكتب حديثه، وهو فرد المتون والأسانيد)
…
فهو أحسن حالا من أخيه، نص عليه الذهبي في الميزان
(8)
. وشيخ الطبراني: عبد الرحمن بن معاوية لم أقف على ترجمة له، وشيخه عبيد الله بن محمد بن المنكدري ترجم له الذهبي في
(1)
(1/ 140).
(2)
(6/ 121) ورقمه/ 5699.
(3)
كما في: الكامل (1/ 420).
(4)
كما في: بحر الدم (ص/ 60) ت / 49.
(5)
الضعفاء (ص / 149) ت / 23.
(6)
كما في: تهذيب الكمال (2/ 259).
(7)
الكامل (1/ 421).
(8)
(1/ 78) ت / 273.
تأريخ الإسلام
(1)
، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا. ومما سبق يتضح أن الحديث من طريقه الأولى ضعيف جدًّا، وفي الأخرى من لا يحتج له، منكر الحديث.
والحديث رواه: الطبراني في الكبير
(2)
عن إبراهيم بن دحيم عن أبيه عن ابن أبي فديك عن عبد المهيمن به، وليس فيه الشاهد هنا، ولعله اختصر. كما رواه: الحاكم
(3)
، والبيهقى
(4)
، كلاهما من طريق الحسن بن علي بن بحر البربهاري عن أبيه عن عبد المهيمن به، وليس فيه الشاهد هنا - أيضًا -.
وفي باب حب الأنصار أحاديث بغير هذا اللفظ، خرجتها في هذا المبحث، وهو بهذا اللفظ حديث منكر.
378 -
[43] عن عيسى بن سبرة عن أبيه عن جده - رضى الله عنه - قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المنبر، فحمد الله عز وجل، وأثنى عليه، ثم قال:(لمْ يُؤمنْ بي مَنْ لمْ يَعرِفْ حقَّ الأنصَار).
(1)
حوادث (291 - 300 هـ) ص / 195.
(2)
(6/ 121) ورقمه / 5698.
(3)
المستدرك (1/ 269)، وقال:(لم يخرج هذا الحديث على شرطهما، فإنهما لم يخرجا عبد المهيمن)، وتعقبه الذهبي في التلخيص (1/ 269) بقوله:(عبد المهيمن واه).
(4)
السنن الكبرى (2/ 379).
هذا طرف حديث رواه: الطبراني في الكبير
(1)
، وفي الأوسط
(2)
عن أحمد (هو: ابن عبد الرحمن بن عقال الحراني) عن أبي جعفر (يعني: عبد الله بن محمد النفيلى)، وساقه في الكبير - أيضًا - عن محمد بن عبد الله الحضرمى عن شعيب بن سلمة الأنصاري، كلاهما عن يحيى
(3)
بن يزيد بن عبد الله بن أنيس عن عيسى بن سبرة به
…
قال في الأوسط: (لا يروى هذا الحديث عن ابن سبرة إلّا بهذا الإسناد) اهـ. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(4)
، وعزاه إلى الطبراني في الكبير، وقال:(وفيه: يحيى بن أبي يزيد بن عبد الله بن أنيس، ولم أر من ترجمه) اهـ، وتقدم في إسناد الطبراني أنه: يحيى بن يزيد بن عبد الله، وفيه تحريف، وقلب. والصحيح أنه: يحيى بن عبد الله بن يزيد بن أنيس، وهو صدوق
(5)
.
روى الحديث من طريقه على الصواب: ابن أبي عاصم في الآحاد
(6)
، والدولابي في الأسماء والكني
(7)
، وغيرهما
(8)
.
(1)
(22/ 296) ورقمه / 755.
(2)
(2/ 71) ورقمه / 1119.
(3)
وقع في المطبوع من الأوسط: (عيسى)، وهذا تحريف.
(4)
(1/ 228).
(5)
انظر: تهذيب الكمال (31/ 417) ت / 6867، والتقريب (ص / 1060) ت/ 7640.
(6)
(2/ 152) ورقمه / 873، وَ (3/ 338) ورقمه / 1725.
(7)
(1/ 36).
(8)
انظر: الإصابة (1/ 365) ت / 1891.
والحديث أورده الهيثمي - مرة أخرى - في مجمع الزوائد
(1)
، وعزاه إلى الطبراني في الأوسط، ثم قال:(وعيسى بن سبرة، وأبوه، وعيسى بن يزيد لم أر من ذكر أحدًا منهم) اهـ. وعيسى بن سبرة، وأبوه لم أقف على ترجمة لهما. وأبو سبرة - صحابي الحديث - مختلف في عينه، واسمه على عدة أقوال
(2)
، ولكن هذا لا يضر، وحديثه هذا ذكره الذهبي في تجريد الصحابة
(3)
، وقال:(وهو حديث منكر) اهـ. وأحمد بن عبد الرحمن في الإسناد الأول للطبراني ضعيف، ولكنه متابع.
379 -
[44] عن جابر بن عبد الله - رضى الله عنهما - قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أَحسَنتِ الأنْصَار) في قصة ذكرها.
هذا طرف من حديث رواه: البخاري
(4)
عن محمد بن يوسف
(5)
عن سفيان عن الأعمش، ورواه: مسلم
(6)
عن محمد بن المثني وابن بشار،
(1)
(1/ 228).
(2)
انظر: المواضع المتقدمة من: الآحاد، والأسماء والكني، والمعجم الكبير، والإصابة. وانظر: فتح الباب لابن منده (ص / 407) ت / 3640، وأسد الغابة (5/ 134) ت/ 5934.
(3)
(2/ 17).
(4)
في (باب: قول الله - تعالى -: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ}، من كتاب: فرض الخمس) 6/ 250 ورقمه/ 3115، وهو في الأَدب المفرَد (ص / 284) ورقمه/ 845.
(5)
هو: الفريابي، روى الحديث من طريقه - أيضًا -: أبو نعيم في المعرفة (4/ 2355 - 2354) ورقمه / 5785 عن الطبراني بسنده عنه به.
(6)
في (كتاب: الأدب، باب: النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب من الأسماء) 3/ 1683 من بعض طرق الحديث 2133.
ورواه: الإمام أحمد
(1)
، ثلاثتهم (المحمدان، والإمام أحمد) عن محمد بن جعفر - وقرن الإمام أحمد به: حجاجًا -، كلاهما (ابن جعفر، وحجاج) عن شعبة
(2)
عن قتادة، كلاهما (الأعمش، وقتادة) عن سالم بن أبي الجعد
(3)
عن جابر به، في قصة ذكرها
…
والأعمش هو: سليمان. وحجاج هو: ابن محمد المصيصي. وشعبة هو: ابن الحجاج. وقتادة هو: ابن دعامة.
والحديث رواه - أيضًا -: البخاري في الأدب المفرد
(4)
بسنده عن أبي عوانة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به
…
وأبو سفيان هو: طلحة بن نافع، مدلس لم يصرح بالتحديث - وتقدم -. واسم أبي عوانة: الوضاح بن عبد الله.
ورواه: الطحاوي في شرح معاني الآثار
(5)
بسنده عن ابن لهيعة عن أسامة بن زيد عن أبي الزبير المكي عن جابر به
…
وابن لهيعة ضعيف،
(1)
(22/ 90) ورقمه / 14183.
(2)
ورواه عن شعبة: الطالسي في مسنده (7/ 239) ورقمه / 1730
…
وكذا رواه: الطحاوى في شرح معاني الآثار (4/ 337 - 338) بسنده عن عبد الرحمن بن زياد عن شعبة عن حصين عن سالم به. ورواه: الحاكم في المستدرك (4/ 277) بسنده عن النضر بن شميل عن شعبة عن قتادة ومنصور وسليمان وحصين بن عبد الرحمن قالوا: سمعنا سالما
…
قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين) اهـ، ووافقه الذهبي في التلخيص (4/ 277) والحديث متفق عليه من حديث سالم - كما تقدم -.
(3)
رواه: ابن سعد في الطقبات الكبرى (1/ 106 - 107) عن محمد بن عبد الله الأسدي عن سفيان عن منصور عن سالم به، بلفظ:(قد أحسنت الأنصار).
(4)
(ص / 323) ورقمه / 964.
(5)
(4/ 340 - 341).
ومدلس لم يصرح بالتحديث. واسم أبي الزبير: محمد بن مسلم، مدلس، لم يصرح بالتحديث - أيضًا، وتقدما -. وأسامة بن زيد وهو: ابن أسلم الليثي مولاهم، قال الإمام أحمد
(1)
: (ليس بشئ)، وضعفه: أبو حاتم
(2)
، والنسائى
(3)
، والعقيلى
(4)
، وابن عدي
(5)
، وابن حجر
(6)
، وغيرهم
…
والطريقان: حسنتان لغيرهما، بطريق سالم بن أبي الجعد المتقدمة - والله الموفق -.
380 -
[45] عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قصة، يوم الفتح:(منْ دخلَ دارَ أبي سُفيانَ فهُو آمِن)، فقالت الأنصار بعضهم لبعض: أما الرجل فقد أدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته. وفي الحديث أن الوحي نزل، فلما انقضى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشَرَ الأنصَار
…
)، وفيه قال:(هاجرتُ إلى الله، وإليكُمْ، والمحيَا محَياكُمْ، والمماتُ ممَاتُكُم)، ثم قال لهم - وقد اعتذروا له -:(إن الله، ورسولَهُ يُصدِّقَانِكُم، ويَعذُرَانِكُم).
(1)
كما في: الجرح والتعديل (2/ 284 - 285). ت / 1031، وانظر: بحر الدم (ص / 62 - 63) ت / 57.
(2)
كما في: الجرح والتعديل (2/ 285).
(3)
الضعفاء (ص / 152) ت / 52.
(4)
الضعفاء (1/ 21) ت / 3.
(5)
الكامل (1/ 395).
(6)
التقريب (ص / 123) ت/ 317.
هذا الحديث رواه: ثابت البناني عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أنس. ورواه عن ثابت: سليمان بن المغيرة، وحماد بن سلمة، وسلام بن مسكين.
فأما حديث سليمان بن المغيرة فرواه: مسلم
(1)
- وهذا مختصر من لفظه - عن شيبان بن فروخ، ثم ساقه
(2)
عن عبد الله بن هشام عن بهز، ورواه: الإمام أحمد
(3)
عن هشام، ورواه: البزار
(4)
عن إبراهيم بن نصر عن موسى بن إسماعيل، أربعتهم (شيبان، وبهز، وهشام، وموسى) عنه
(5)
به
…
وبهز هو: ابن أسد، وهشام هو: ابن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي.
وأما حديث حماد بن سلمة فرواه: مسلم
(6)
- أيضًا - عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن يحيى بن حسان عنه
(7)
به، بمثله، سوى أحرف
(1)
في (كتاب: الجهاد والسير، باب: فتح مكة) 3/ 1405 - 1407 ورقمه / 1780.
(2)
(3/ 1407).
(3)
(16/ 553 - 555) ورقمه / 10948، بنحوه.
(4)
[260/ ب] الأزهرية.
(5)
ورواه: الطيالسي أبو داود في مسنده (10/ 320 - 321) ورقمه/ 2422 - ومن طريقه: البيهقي في الدلائل (5/ 55 - 56) - عن سليمان. ورواه: ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 471 - 473)، والنسائي في السنن الكبرى (6/ 382 - 383) ورقمه/ 11298، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 324)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 117)، وفي الدلائل (5/ 56 - 57)، كلهم من طرق عن سليمان به.
(6)
الموضع المتقدم من صحيحه (3/ 1407 - 1408).
(7)
ورواه من طريق حماد - أيضًا -: إسحاق بن راهويه مسنده (ص / 299 - 300) ورقمه / 278، والدارقطني في سننه (3/ 60) ورقمه / 233.
يسيرة. وأما حديث سلام بن مسكين فرواه: أبو يعلى
(1)
عن هدبة عنه
(2)
به
…
وهدبة هو: ابن خالد.
381 -
[46] عن خولة بنت قيس الأنصارية، من بني النجار - رضى الله عنها - قالت: جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقلت: إنك تحدث أن لك يوم القيامة حوضًا ما بين كذا، وكذا. قال:(أجَلْ، وأحَبُّ النَّاسِ إليّ أنْ يَرْوَى مِنْهُ: قَومُك).
وهذا الحديث رواه: الإمام أحمد
(3)
- واللفظ له - عن حسين بن محمد عن جرير - قال: يعني: ابن حازم - عن يحيى بن سعيد عن يُحَنّس عنها به
…
وهذا حديث صحيح، ورجال إسناده رجال البخاري ومسلم عدا يحنس - وهو: ابن عبد الله المدني، فمن رجال سملم وحده
(4)
. قال الألباني
(5)
: (إسناده صحيح على شرط مسلم) اهـ. وحسين بن محمد هو: المروذي. ويحيى بن سعيد هو: الأنصاري.
(1)
(11/ 524 - 525) ورقمه / 6647.
(2)
ورواه عن سلام - أيضًا -: النسائي في السنن الكبرى (6/ 382 - 383) ورقمه / 11298، ورواه: الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 325) بسنده عن سلام - أيضًا -.
(3)
(45/ 296) ورقمه / 27316.
(4)
انظر: ما رقم له ابن حجر في التقريب (ص / 1047) ت/ 7543.
(5)
ظلال الجنة (2/ 311) رقم / 705.
وللحديث طريق أخرى عنه
…
رواها: الطبراني في الكبير
(1)
عن علي بن عبد العزيز عن عارم أبي النعمان عن حماد بن زيد عنه عن محمد بن يحيى بن حبان عن خولة به، بنحوه، أطول منه
…
والحديث صحيح - أيضًا - من هذا الوجه؛ ورجاله رجال البخاري، ومسلم عدا شيخ الطبراني: علي بن عبد العزيز، وهو: البغوي، ثقة. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وعزاه إلى الإمام أحمد، والطبراني، ثم قال:(ورجال أحمد رجال الصحيح)
(3)
.
والحديث رواه: الطبراني في الكبير
(4)
- أيضًا - عن محمد بن عبد الله الحضرمى عن أبي كريب، ثم ساقه عن الحسين بن إسحاق التستري عن الحسن بن على الحلواني، كلاهما عن زيد بن الحباب عن عيسى بن النعمان - من ولد رافع بن خديج - عن معاذ بن رفاعة بن رافع بن خديج عن خولة به، بنحوه، وفيه:(يا خولة، إن الله أعطاني الكوثر - وهو: نهر في الجنة - وما خلق أحب إلي من يرده من قومك)
…
وعيسى بن النعمان هو: ابن رفاعة، ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل
(5)
، وما عرّف من حاله إلّا أنه روى عنه معاذ بن رفاعة عن خولة، وأنه روى عنه
(1)
(24/ 231 - 232) ورقمه/ 589.
(2)
(10/ 361).
(3)
وانظر: البيان والتعريف (1/ 226)، وفيض القدير (2/ 518) رقم/ 2166.
(4)
(24/ 231) ورقمه/ 588.
(5)
(6/ 290) ت/ 1610.
ابنه محمد بن عيسى وَزيد بن الحباب. وذكره ابن حبان في الثقات
(1)
- ولم يتابع، فيما أعلم -. وهو مستور، وإسناده حسن لغيره. مما مرّ.
ورواه: ابن أبي عاصم في السنة
(2)
عن ابن حِسَاب
(3)
عن حماد بن زيد به
…
قال الألباني في ظلال الجنة
(4)
: (إسناده صحيح على شرط الشيخين إلَّا ابن حِساب - واسمه: محمد بن عبيد - فإنه من شيوخ مسلم وحده
(5)
) اهـ.
ورواه: أبو نعيم في المعرفة
(6)
عن الطبراني عن يحيى بن أيوب عن سعيد ابن أبي مريم عن محمد بن جعفر بن أبي كثير عن حرام بن عثمان عن عبد الرحمن الأعرج عن أسامة بن زيد به
…
وحرام هو: الأنصاري، المدني، شيعي، قال الإمام مالك
(7)
، ويحيى بن معين
(8)
: (ليس بثقة)، وقال الإمام الشافعي
(9)
وغيره: (الرواية عن حرامٍ حرام)، وقال الإمام أحمد
(10)
: (ترك
(1)
(5/ 215).
(2)
(2/ 310) ورقمه/ 705.
(3)
بكسر الحاء، وتخفيف السين المهملتين
…
- انظر: الإكمال (2/ 469)، والتقريب (ت/ 6155).
(4)
(2/ 310).
(5)
انظر ما رقم له به ابن حجر في التقريب (ص/ 875) ت/ 6155.
(6)
(2/ 679) ورقمه/ 1831 الوطن.
(7)
كما في: الضعفاء للعقيلى (1/ 320) ت/ 396، وانظره:(1/ 320).
(8)
كما في: المصدر المتقدم (1/ 320)، وانظر: سؤالات ابن الجنيد لابن معين (ص/ 339) ت / 276، وَ (ص / 408) ت/ 567.
(9)
كما في: الموضع المتقدم - آنفًا - من الضعفاء للعقيلي.
(10)
كما في: سؤالات أبى داود له (ص/ 362) ت/ 569.
الناس حديثه)، وقال البخاري
(1)
: (منكر الحديث) اهـ؛ فالإسناد: واه. والرواية ثابتة بغيره - والله الموفق -.
382 -
[47] عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله، إن لك حوضا؟ قال:(نعَمْ، وَأحبُّ منْ وردَهُ عَليَّ قومُك).
وهذا رواه: الإمام أحمد
(2)
- وهذا لفظه - عن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة
(3)
، ورواه: الطبراني في الكبير
(4)
عن عبيد بن غنام عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما (عبد الله، وأبو بكر) عن أبي خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عنها به
…
قال الطبراني: (هكذا رواه أبو خالد عن خولة بنت حكيم، والصواب: حديث حماد بن زيد) اهـ
(5)
، يعني عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن خولة بنت قيس - وتقدم آنفًا -
(6)
، وكذلك رواه جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد. واسم أبي خالد: سليمان بن حيان الكوفي، وهو صدوق، لكنه أُتي
(1)
الضعفاء الصغير (ص / 78) ت / 97.
(2)
(6/ 409 - 410).
(3)
وعن عبد الله بن محمد رواه - أيضًا -: عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على المسند (6/ 409 - 410).
(4)
(24/ 233) ورقمه/ 590.
(5)
وانظر: مجمع الزوائد (10/ 361).
(6)
ورقمه / 364.
من سوء حفظه، فيغلط، ويخطئ - وتقدم -
(1)
. ولم يتابعه أحد على قوله: خولة بنت حكيم، .. وهذا من غلطه، وخطئه.
والحديث عن أبي بكر بن أبي شيبة رواه - أيضًا -: ابن أبي عاصم في السنة
(2)
، قال الألباني
(3)
: (إسناده جيد، وهو على شرط مسلم) اهـ، ثم ذكر رواية الإمام أحمد، والطبراني في الكبير، وكلامه على الحديث، ثم قال:(وهو يشير بذلك إلى الرواية الآتية في الكتاب، وهي أصح) اهـ، يعني: حديث حماد بن زيد، وفيه: خولة بنت قيس، وقال في كلامه عليه:(وشذ أبو خالد الأحمر، فقال: عن خولة بنت حكيم. والمحفوظ: خولة بنت قيس) اهـ، وحديث أبي خالد خطأ، وغلط - كما مر -. وحديث خولة بنت قيس تقدم قبل هذا.
383 -
[48] عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزل حمزة بن عبد المطلب، فسأل امرأته خولة
(4)
، فقال:(أَثَمَّ أبُو عُمَارَة)؟ قالت: لا. وقد حدثني عنك أن لك حوضا. قال: (نعَم، وإن أحبَّ منْ يَرِدهُ عَليّ: قومُك).
(1)
وانظر: الكامل (3/ 281 - 283)، والتقريب (ص / 406) ت/ 2562.
(2)
(2/ 310) ورقمه/ 704.
(3)
ظلال الجنة (2/ 310، 311).
(4)
بنت قيس بن قهد الأنصارية، من بني ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. انظر: الطقبات الكبرى لابن سعد (3/ 8)، والإصابة (4/ 293) ت/ 375.
هذا الحديث رواه: البزار
(1)
، قال: وسمعت شيخًا من شيوخ البصرة يحدث عن عبد العزيز بن محمد عن حرام بن عثمان
(2)
عن عبد الرحمن الأعرج عن المسور بن مخرمة عن أسامة بن زيد، فذكره
…
وقال: (وقد روي هذا الكلام عن خولة من وجه آخر. وحرام بن عثمان لين الحديث، سكت أهل العلم بالنقل عن حديثه؛ لكثرة مناكير ما روى. وإنما ذكرنا هذا الحديث لأنا لا نعلم له مُخرِّجا) اهـ. وحرام بن عثمان هو: الأنصاري، المدني، قال الإمام مالك، ويحيى بن معين:(ليس بثقة)، وقال الإمام الشافعي، وغيره:(الرواية عن حرامٍ حرام)
…
وفيه أقوال أُخرى، سوى هذه، ولكن يكفى فيه أقوال أئمة المسلمين هؤلاء. ولم يسم البزار شيخه، وعبد العزيز هو: الدراوردي، وعبد الرحمن هو: ابن هرمز
…
والإسناد: ضعيف جدًّا. وتقدم الحديث قبله من مسند خولة رضي الله عنها، وهو المحفوظ.
384 -
[49] عن الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري رضي الله عنه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، وهو يبايع الناس على الهجرة، فقال: بايع هذا. قال: (وَمنْ هذَا)؟ قال: ابن عمى حوط بن يزيد - أو يزيد بن حوط -. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا أُبايعُكَ، إنَّ النَّاسَ يُهاجِرونَ إليكُمْ، ولا تُهَاجِرونَ إليهِم. والَّذي
(1)
(4/ 117 - 118)، ورقمه / 1289.
(2)
وكذا رواه من طريق حرام: بقي بن مخلد في ما روى في الحوض (ص / 81 - 82) ورقمه / 42.
نفسُ محمد صلى الله عليه وسلم بيده لا يُحبُّ رجُلٌ الأنصارَ حتى يلقَى الله - تباركَ، وتعَالى - إلَّا لَقيَ الله - تباركَ، وتعالى - وهُو يُحِبُّه، ولا يُبغِضُ الأنصَارَ حتَّى يلقَى اللهَ - تباركَ، وتعَالى - وهُو يُبغِضُه).
رواه: الإمام أحمد
(1)
- واللفظ له - عن يونس بن محمد، والطبراني في الكبير
(2)
عن الحسين بن إسحاق التستري، وعن
(3)
محمد بن عبد الله الحضرمي، كلاهما عن يحيى بن عبد الحميد الحماني
(4)
، كلاهما (يونس، ويحيى) عن عبد الرحمن بن الغسيل
(5)
عن حمزة بن أبي أسيد عنه به
…
وليس للطبراني عن الحضرمي قوله فيه: (والذي نفس محمد بيده
…
) الحديث. وله نحوه عن التستري مطولا. وعبد الرحمن بن الغسيل هو: عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري، تقدم أنه صدوق فيه
(1)
(24/ 303) ورقمه/ 15540. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 392 - 393).
(2)
(3/ 263 - 264) ورقمه/ 3356.
(3)
(4/ 46) ورقمه 3601/. ورواه عنه، وعن أبي جعفر محمد بن أحمد: أبو نعيم في المعرفة (2/ 700) ورقمه / 1877 الوطن.
(4)
ورواه عن يحيى الحماني - أيضًا -: البغوي في المعجم (2/ 57) ورقمه/ 446، و (2/ 199) ورقمه/ 552. وكذا رواه: ابن قانع في المعجم (1/ 178)، وأبو نعيم في المعرفة (1/ 107 - 108) ورقمه / 1، و (2/ 773) ورقمه / 2058 الوطن، كلهم من طرق عن الحماني به.
(5)
ورواه من طريق عن ابن الغسيل: الطحاوي في شرح المشكل (2636 - 2638)، ورواه: ابن قانع في المعجم (1/ 177 - 178). ورواه: البخاري في تأريخه الكبير (2/ 259) معلقًا، مختصرًا.
لين. وفي إسنادي الطبراني: يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو متهم بسرقة الحديث، والحديث وارد من غير طريقه.
وتوبع ابن الغسيل في بعض لفظه
…
فرواه: الإمام أحمد
(1)
، والطبراني في الكبير
(2)
، كلاهما من طريق محمد بن عمرو
(3)
عن سعد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي عن حمزة بن أبي أسيد عن الحارث به، بلفظ:(من أحب الأنصار أحبه الله حين يلقاه، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله حين يلقاه)
…
وهذا لفظ الإمام أحمد عن يزيد بن هارون. وللطبراني عن موسى بن هارون مثله إلّا أن فيه: (حتى يلقاه)، بدل قوله:(حين يلقاه)
(4)
، وله عن إدريس العطار مثل حديث يزيد بن هارون، وهذا أولى؛ فقد رواه: ابن حبان في صحيحه
(5)
بسنده عن يزيد بن هارون، وفيه:(يوم يلقاه). وسعد بن المنذر بن أبي حميد، ذكر المزي في تهذيب
(1)
(29/ 457) ورقمه / 17937، وَ (6/ 221) عن يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو به، وهو في الفضائل له - أيضًا - (2/ 807) ورقمه / 1454.
(2)
(3/ 264) ورقمه / 3358 عن إدريس بن جعفر العطار عن يزيد بن هارون، وَ (3/ 264) ورقمه / 3357 عن موسى بن هارون عن أبى بكر بن أبى شيبة عن محمد بن بشر (وهو: العبدي)، كلاهما عن محمد بن عمرو به.
وهو في المصنف لابن أبي شيبة (7/ 541) ورقمه / 6. وعنه عن إدريس رواه: أبو نعيم في المعرفة (2/ 773 - 774) ورقمه / 2060 الوطن، ومن طريق الطبراني عن العطار رواه: المزي في تهذيب الكمال (5/ 229).
(3)
ومن طريق محمد بن عمرو رواه - كذلك -: ابن فانع في المعجم (1/ 178)، ووقع فيه:(سعيد بن حميد)، مكان: سعد بن المنذر بن أبى حميد!
(4)
إن لم يك تحريفا.
(5)
الإحسان (16/ 262) ورقمه / 7273.
الكمال
(1)
فيمن روى عنه: اثنان، أحدهما محمد بن عمرو - الراوي عنه هنا -، وترجم له البخاري
(2)
، وابن أبي حاتم
(3)
، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات
(4)
- على عادته -. ومحمد بن عمرو - الراوي عنه - هو: ابن علقمة، له أوهام.
وتقدم
(5)
نحوه من رواية يزيد بن هارون، وغيره عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
وأحد شيخى الطبراني إلى الحارث بن زياد: إدريس بن جعفر العطار، وهو متروك. وجاء الحديث من غير طريقه - كما تقدم -.
والحديث صالح أن يكون حسنًا لغيره بطريقيه عن حمزة بن أبي أسيد - طريق: يونس عن ابن الغسيل، وطريق سعد بن المنذر، كلاهما عن حمزة -.
وما ورد فيه من جزاء حب الأنصار، وجزاء بغضهم ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أوجه عدة، خرجت بعضها في هذا البحث، وهو بها لا ينزل عن درجة: الحسن لغيره. وما ورد فيه من ذكر الهجرة لا أعرف ما يصلح أن يشهد له، وسيأتي - أيضًا - في حديث عن أبي أسيد رضي الله عنه وهو ذا:
(1)
(10/ 306) ت/2227.
(2)
التأريخ الكبير (4/ 64) ت/ 1174.
(3)
الجرح والتعديل (4/ 13) ت/ 410.
(4)
(6/ 378).
(5)
انظر الحديث ذي الرقم/ 367.
385 -
[50] عن أبي أُسيد الساعدي - رضى الله عنه - أن الناس جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لحفر الخندق يبايعونه على الهجرة، فلما فرغ قال:(يَا معشرَ الأنصَارِ، لا تُبايِعُونَ علَى الهجرةِ، إنَّما يُهاجِرُ النَّاسُ إليكُم. منْ لَقِي الله وهُو يُحِبُّ الأنصَارَ لَقِي الله وهُو يُحِبُّه، ومنْ لقِي الله وهُو يُبغضُ الأنصَارَ لَقِي الله وهُو يُبغضُه).
رواه: الطبراني في الكبير
(1)
عن جعفر بن سليمان النوفلي المدني عن إبراهيم بن المنذر عن ابن أبي فديك عن عبد المجيد بن سهيل
(2)
عن عبد الرحمن بن الغسيل عن مالك بن حمزة عنه به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وقال - وقد عزاه إليه -:(وفيه: عبد الحميد بن سهيل، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات) اهـ، ويبدو أن اسم عبد المجيد بن سهيل تحرف عليه إلى عبد الحميد، ولذا لم يعرفه، وهو: عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أشار المزي في تهذيب الكمال
(4)
إلى اختلاف في روايته عن عبد الرحمن بن الغسيل، وهو: عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة، يختلف فيه، وقال ابن حجر:(صدوق فيه لين)، وتقدم. يرويه عن مالك بن حمزة، وهو: ابن أبي أسيد، روى عنه أكثر من واحد
(5)
، وأورد له البخاري
(6)
حديثًا - غير هذا -، وقال: (لا
(1)
(19/ 267) ورقمه/ 591.
(2)
في المعجم: (سهل) - مكبرًا -، وهو تحريف.
(3)
(10/ 39 - 38).
(4)
(18/ 269) ت/ 3509.
(5)
انظر: طبقة تلاميذه في تهذيب الكمال (27/ 132) ت/ 5734.
(6)
كما في: تهذيب الكمال، الحوالة المتقدمة نفسها.
يتابع عليه). وذكره ابن حبان في الثقات في التابعين
(1)
، ثم أعاده في أتباعهم
(2)
، وعده الحافظ
(3)
في الطبقة السادسة، ولا يثبت لأصحابها لقاء أحد من الصحابة - كما نبه عليه في مقدمته
(4)
-، فعليه: السند منقطع. وفي السند - أيضًا - شيخ الطبراني: جعفر بن سليمان النوفلى، تقدم أن له ترجمة في تأريخ الإسلام للذهبي خالية من الجرح، والتعديل.
وهكذا روى الحديث: عبد المجيد بن سهيل عن عبد الرحمن بن الغسيل، وخالفه: يونس بن محمد المؤدب، فيما رواه الإمام أحمد عنه عن ابن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن الحارث بن زياد الساعدي رضي الله عنه به.
وهكذا رواه: الإمام أحمد، والطبراني في الكبير، وغيرهما من طريق سعد بن المنذر عن حمزة بن أبي أسيد به - كما تقدم -
(5)
…
وهذا أصح من حديث عبد المجيد بن سهيل عن ابن الغسيل.
386 -
[51] عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منْ أحبَّ الأنصَارَ فبِحُبِّي أحبَّهُم، ومَنْ أبغَضَ الأنصَارَ فبِبُغضِي أبغضَهُم).
(1)
(5/ 386).
(2)
(7/ 461).
(3)
التقريب (ص/ 914) ت/ 6472.
(4)
(ص/ 82).
(5)
تقدمت هاتان الروايتان في حديث الحارث، قبل هذا.
رواه: الطبراني في الكبير
(1)
بسنده عن معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن النعمان بن مرة الزرقي عن معاوية به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وعزاه إليه، ثم قال:(ورجاله رجال الصحيح غير النعمان بن مرة، وهو ثقة) اهـ. ومعاوية بن صالح هو: ابن حدير
(3)
الحضرمي، صدوق
(4)
. وبقية رجال الإسناد ثقات عدا حرملة بن يحيى، وهو: التجيبى، صدوق، من أروى الناس عن ابن وهب
(5)
- شيخه في هذا الحديث -؛ فالإسناد: حسن.
وورد مثل الحديث من حديث أبي سعيد الخدري، ومن حديث أنس بن مالك، وحديث أبي هريرة، بأسانيد ضعيفة، هي بمجموعها، وبما قبلها: حسنة لغيرها.
(1)
(19/ 341) ورقمه / 781 عن الحسين بن إسحاق التسترى عن حرملة بن يحيى (وهو: التجيبي) عن ابن وهب (يعني: عبد الله) عن معاوية بن صالح به. وهو في مسند الشاميين له (3/ 201) ورقمه/ 2082 سندًا، ومتنا.
(2)
(10/ 39).
(3)
بحاء مهملة، مضمومة، وفتح الدال المهملة، وسكون التحتية، فراء. - انظر: الإكمال (2/ 403)، والمغني (ص / 73).
(4)
انظر: الجرح والتعديل (8/ 382) ت / 1750، والتقريب (ص / 955) ت/ 6810.
(5)
انظر: التأريخ لابن معين - رواية: الدوري - (2/ 105)، والكامل لابن عدى (2/ 451 - 461)، والكاشف (1/ 317) ت/ 177، والتقريب (ص/ 229) ت/ 1185.
وخالف أبانُ المعلم معاوية بن صالح
…
فقد رواه: الطبراني في الأوسط
(1)
عن محمد بن حنيفة الواسطي عن عمه عن أبيه عن خلف بن خليفة عنه عن يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: كنا جلوسًا حول سرير معاوية
…
ثم ذكر الحديث. قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن أبان المعلم إلّا خلف بن خليفة، تفرد به محمد بن ماهان) اهـ. وخلف بن خليفة ليس به بأس
(2)
إلّا أنه اختلط
(3)
، ولا يدرى متى سمع منه من روى هذا الحديث عنه. وأبان المعلم لم أعرفه. ومحمد بن حنيفة الواسطي تقدم أنه ليس بالقوي. وعمه هو: أحمد بن محمد بن ماهان، مجهول
(4)
. وأبوه هو: صاحب القصب الواسطي، ترجم له ابن أبي حاتم
(5)
، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وذكر في ترجمة ابنه
(6)
أنّ أباه - أبا حاتم - لم يعرفه. ويحيى بن سعيد لم يسمع من معاوية، قال علي بن المديني في العلل
(7)
: (لا أعلمه سمع من صحابي غير أنس) اهـ. وأثبت الحاكم
(8)
سماعه عن غيره،
(1)
(7/ 93) ورقمه/ 6154.
(2)
انظر: التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 149)، وتهذيب الكمال (8/ 284) ت/ 1707، والكاشف (1/ 374) ت/ 1399.
(3)
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 313)، والتقريب (ص/ 299) ت/ 1741، والكواكب النيرات (ص/ 155) ت/ 20.
(4)
انظر: الجرح والتعديل (2/ 73) ت / 140، والديوان (ص/ 9) ت/ 94.
(5)
الجرح والتعديل (8/ 105) ت/ 450.
(6)
الحوالة المتقدمة نفسها إلى ترجمة أحمد بن محمد، من الجرح والتعديل.
(7)
كما في: التهذيب (11/ 223).
(8)
كما في السير (5/ 470)، وانظره (5/ 468).
ليس فيهم معاوية. وطريق معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن النعمان بن مرة أصح إسنادًا من طريق أبان المعلم - كما هو ظاهر -.
387 -
[52] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منْ أحبَّ الأنصَارَ فبِحُبِّي أحبَّهُمْ، ومنْ أبغضَ الأنصارَ فببُغضِي أبغَضَهُم).
هذا الحديث رواه: الطبراني في الأوسط
(1)
عن أحمد عن أحمد بن حاتم عن فضيل عن موسى بن عقبة عن صفوان عن سعيد بن المسيب عنه به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وقال - وقد عزاه إليه -:(ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن حاتم، وهو ثقة) اهـ. وفضيل - في الإسناد - هو: ابن سليمان النميري، ليس بالقوي، قال الآجري
(3)
: سمعت أبا داود يقول: (ذهب فضيل بن سليمان، والسمتي إلى موسى بن عقبة، واستعارا منه كتابًا، فلم يرداه) اهـ، وفضيل هنا حدث به عن موسى! وقال الحافظ في فضيل
(4)
: (صدوق له خطأ كثير). والإسناد: ضعيف. وأحمد - شيخ الطبراني - هو: ابن صالح المصري. وصفوان هو: ابن السليم المدني. وأحمد بن حاتم هو: ابن يزيد الطويل.
(1)
(2/ 6) ورقمه/ 1003.
(2)
(10/ 39).
(3)
سؤالاته لأبى داود (3/ 251).
(4)
(ص/ 785) ت/ 5462.
وروى الطبراني في الكبير من حديث معاوية بن أبي سفيان مثله، مرفوعا، وسنده حسن
(1)
. ومثله لأبي يعلى من حديث أنس بن مالك
(2)
، وللبزار في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري
(3)
، بإسنادين ضعيفين
…
الحديث بهما، وبما قبلهما: حسن لغيره - والله الموفق -.
388 -
[53] عن وائل بن حُجر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (منْ أحبَّ الأنصارَ فبِسَبَبِي، ومنْ أبغضَهُمْ فبِبُغضِي).
رواه: الطبراني في الكبير
(4)
، وفي الصغير
(5)
عن أبي هند يحيى بن عبد الله بن حجر بن عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي عن محمد بن حجر عن سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عبد الجبار بن وائل عن أمه أم يحيى عنه به، في حديث طويل
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(6)
، وعزاه إلى الطبراني - كما هنا -، ثم قال:(وفيه: محمد بن حجر، وهو ضعيف) اهـ. ومحمد بن حجر هذا هو: ابن عبد الجبار الحضرمي، قال البخاري
(7)
: (فيه
(1)
ورقمه / 368.
(2)
ورقمه / 343.
(3)
ورقمه / 323.
(4)
(22/ 46 - 49) ورقمه / 117.
(5)
(2/ 411 - 414) ورقمه / 1143.
(6)
(9/ 374 - 376).
(7)
التأريخ الكبير (1/ 69) ت / 164.
نظر)، وقال الذهبي
(1)
: (له مناكير). وشيخه سعيد بن عبد الجبار هو: الحضرمي، قال النسائي
(2)
: (ليس بالقوي)، وذكره ابن عدي في الكامل
(3)
، وقال:(وليس لسعيد بن عبد الجبار كثير حديث، إنما له عن أبيه عن جده أحاديث يسيرة، نحو الخمسة، أو الستة). وضعفه - أيضًا -: ابن الجوزي
(4)
، والذهبي
(5)
، وابن حجر
(6)
. وفي السند: أم يحيى لم أر ترجمة لها. وشيخ الطبراني: يحيى بن عبد الله، ذكره الذهبي في تأريخ الإسلام
(7)
، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا
…
والسند: ضعيف جدًّا؛ لحال محمد بن حجر الحضرمي. وفيه علل أخرى.
وفي الباب أحاديث خرجت عددا منها في هذا المبحث، بغير هذا اللفظ. وجاء نحو لفظه من حديث أبي سعيد، وفي سنده ضعفاء: الحسين بن الحسن بن عطية العوفي، وآباؤه، وغيرهم.
* عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (بغض بني هاشم، والأنصار كفر)
…
وهذا حديث موضوع، وتقدم
(8)
.
(1)
الميزان (4/ 431) ت / 7361.
(2)
الضعفاء والمتروكون (ص / 188) ت / 265.
(3)
(3/ 387).
(4)
الضعفاء والمتروكون (1/ 321) ت / 1412.
(5)
الديوان (ص / 160) ت / 1629، والمغني (1/ 262) ت / 2421.
(6)
التقريب (ص / 382) ت / 2357.
(7)
حوادث (291 - 300 هـ) ص / 322.
(8)
في فضائل: بني هاشم، ورقمه / 308.
389 -
[54] عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُوصيكُمْ بالأنصَارِ؛ فإنَّهُمْ كَرْشي، وعَيبَتي، وقَدْ قضَوا الَّذي عَليهِمْ، وَبَقِي الَّذِي لهُمْ، فاقبَلُوا مِنْ مُحسنهِمْ، وتجَاوزُوا عنْ مُسِيئهِم).
الحديث رواه عن أنس: قتادة، وهشام بن زيد، وثابت البناني، والحسن البصري، وحفص بن أخى أنس، والنعمان بن مرة الزرقي، رعلي بن زيد.
فأما حديث قتادة فرواه: البخاري
(1)
، ومسلم
(2)
، والترمذي
(3)
، والإمام أحمد
(4)
، والبزار
(5)
، وأبو يعلى
(6)
، خمستهم من طرق عن غندر،
(1)
في (كتاب: مناقب الأنصار، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اقبلوا من محسنهم، وتجازوا عن مسيئهم") 7/ 151 ورقمه / 3801 عن محمد بن بشار عن غندر (وهو: محمد بن جعفر) به، ومن طريق البخاري هذه رواه: البغوى في شرح السنة (14/ 171 - 172) ورقمه / 3972.
(2)
في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل الأنصار) 4/ 1949 ورقمه/ 2510 عن ابن بشار وابن المثنى، كلاهما عن غندر به، بنحوه. والحديث من طريق ابن المثني رواه - أيضًا -: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 255 ورقمه/ 7265).
(3)
في (كتاب: المناقب، باب: في فضل الأنصار وقريش) / 672 ورقمه/ 3907 عن ابن بشار به.
(4)
(20/ 194) ورقمه / 12802، وَ (21/ 355) ورقمه/ 13879 عن غندر به، بنحوه. وهو في الفضائل (2/ 810) ورقمه / 1464 سندا، ومتنا.
(5)
[152/ أ الأزهرية] عن محمد بن المثنى عن غندر به.
(6)
(5/ 351) ورقمه/ 2994 عن شيخي مسلم نفسيهما به، بنحوه.
ورواه - أيضًا -: أبو يعلى
(1)
من طريق حجاج، كلاهما عن شعبة
(2)
عنه به، وقرن الإمام أحمد بشعبة: حجاجًا - وهو: الأعور -
…
وللبخاري: (الأنصار كرشي، وعيبتي، والنَّاس سيكثرون، ويقلون
(3)
، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم)، وللبقية نحوه.
وأما حديث هشام بن زيد فرواه: البخاري
(4)
عن أبي على محمد بن يحيى
(5)
عن شاذان - أخى عبدان - عن أبيه عن شعبة
(6)
عنه به، واللفظ له
…
وشاذان هو: عبد العزيز بن عثمان، روى عنه أكثر من واحد
(7)
، وذكره ابن حبان في الثقات
(8)
، وقال ابن حجر
(9)
: (مقبول). وأبوه هو: عثمان بن جبلة الأزدي.
(1)
(5/ 476) ورقمه / 3208 عن أحمد (وهو: ابن إبراهيم الدورقي) عن حجاج به، بنحوه.
(2)
وكذلك رواه: البغوي في معجمه (1/ 114) ورقمه / 81 بإسناده عن حرمي بن عمارة عن شعبة به.
(3)
يعني: الأنصار.
(4)
في الموضع المتقدم (7/ 151) ورقمه / 3799.
(5)
وعن محمد بن يحيى رواه - أيضًا -: النسائي في السنن الكبرى (5/ 91) ورقمه / 8346، وفي الفضائل (ص / 192) ورقمه / 241.
(6)
الحديث من طريق أخرى عن شعبة رواه - أيضًا -: النسائي في السنن الكبرى (5/ 91) ورقمه / 8346، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 371).
(7)
انظر: تهذيب الكمال (18/ 173) ت / 3463.
(8)
(8/ 173).
(9)
التقريب (ص / 614) ت / 4140.
وأما حديث ثابت فرواه: الإمام أحمد
(1)
عن معمر عن عبد الرزاق
(2)
عنه به، بلفظ:(إن الأنصار عيبتي التي أويت إليها، فاقبلوا عن محسنهم، واعفوا عن مسيئهم، فإنهم قد أدوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم).
وأما حديث الحسن فرواه: البزار
(3)
عن عمرو بن على عن أبي عاصم عن سالم الخياط عنه به، بلفظ:(اقبلوا من محسني الأنصار، وتجازوا عن مسيئهم)، وقال:(لا نعلم رواه عن الحسن عن أنس إلا سالم) اهـ، وسالم هو: ابن عبد الله، ضعيف
(4)
، وهاه ابن معين
(5)
، والنسائى
(6)
. وأبو عاصم - الراوي عنه - هو: الضحاك النبيل.
وأما حديث حفص بن أخى أنس فرواه: البزار
(7)
- كذلك - عن الحسن بن عرفة عن خلف بن خليفة عنه به، بنحوه
…
وخلف صدوق، لكنه اختلط، وابن عرفة ليس من قدماء أصحابه
(8)
، وهو آخر من حدث
(1)
(20/ 92) ورقمه/ 12650. وهو في الفضائل (2/ 802) ورقمه/ 1440 سندًا ومتنا. وهو في مصنف عبد الرزاق (11/ 61 - 62) ورقمه / 19911.
(2)
وهو في مصنف عبد الرزاق (11/ 61 - 62) ورقمه/ 19911.
(3)
كما في: كشف الأستار (3/ 301) ورقمه/ 2797.
(4)
انظر: الجرح والتعديل (4/ 184) ت/ 799، والضعفاء للعقيلي (2/ 151) ت/ 652، والكامل لابن عدي (3/ 344)، والتقريب (ص/ 360) ت/ 2191.
(5)
كما في: تأريخ الدارمي عنه (ص/ 122) ت/ 380.
(6)
الضعفاء (ص/ 183) ت/ 232.
(7)
[57/ ب] الأزهرية.
(8)
انظر: التهذيب (3/ 151).
عنه
(1)
. وطريقه حسنة لغيرها. وحفص هو: ابن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة.
وأما حديث النعمان بن مرة فرواه: الطبراني في الأوسط
(2)
، وفي الصغير
(3)
بسنده عن زيد بن أخزم عن بشر بن عمر الزهراني عن حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عنه به
…
وقال: (لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصاري إلا حماد بن سلمة، ولا عن حماد إلّا بشر بن عمر) اهـ، ورجال الإسناد كلهم ثقات. وزيد بن أخزم هو: الطائي، البصري. وسئل الدارقطني
(4)
عنه من هذا الوجه عن أنس، فقال:(يرويه حماد بن سلمة، واختلف عنه. فرواه: بشر بن عمر عن حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد عن النعمان بن مرة عن أنس. وخالفه حماد [هكذا]، فرواه عن حماد عن يحيى بن سعيد عن أنس، وهو الصحيح) اهـ، وحديث يحيى عن أنس لم أقف عليه بعد - والله أعلم -.
وأما حديث على بن زيد بن جدعان فرواه: الإمام أحمد
(5)
عن مؤمل، ورواه: أبو يعلى
(6)
(1)
كما في: تهذيب الكمال (8/ 286).
(2)
(2/ 263 - 264) ورقمه / 1466 عن أحمد (وهو: ابن محمد بن صدقة)، وَمحمد بن أبان (وهو: ابن عبد الله المديني) كلاهما عن زيد بن أخزم به.
(3)
(2/ 375) ورقمه / 1036 عن محمد بن مرداس أبى الفضل الشيرازي عن زيد به
…
وفي المطبوع: (زائدة)، وهو تحريف.
(4)
العلل [4/ 14 ب].
(5)
(21/ 165) ورقمه / 13528.
(6)
(7/ 73) ورقمه / 3998.
عن عبد الأعلى بن حماد النرسي
(1)
، كلاهما عن حماد بن سلمة
(2)
عنه به، ولفظه:(استوصوا بالأنصار خيرا - أو قال: معروفا -، اقبلوا عن محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم)
…
ولأبي يعلى: (خيرا، ومعروفا)، وابن جدعان ضعيف، ومؤمل هو: ابن إسماعيل البصري، نحوه، تابعه: عبد الأعلى بن حماد، وهو لا بأس به
(3)
…
والطريق: حسنة لغيرها بمتابعاتها، وشواهدها.
والحديث رواه - أيضًا -: الشافعي في السنن
(4)
، وفي المسند
(5)
بسنده عن ابن الغسيل عن رجل عن أنس به، بنحو حديث حميد عنه
…
وفي المسند قال: (عن رجل سماه)، وفي السنن:(عن رجل سماه، لا يحفظ محمد بن إدريس الشافعي الآن اسمه، وقال: وقال غير الجرجاني عن الحسن عن النني صلى الله عليه وسلم قال: "ما لم يكن فيه حد").
390 -
[55] عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: (أيُّهَا النَّاس، إنَّ النَّاسَ يكثُرُونَ، وَتَقِلُّ الأنصَارُ حتَّى
(1)
وهكذا رواه من طريق عبد الأعلى: الآجرى في الشريعة (4/ 1648 - 1649) ورقمه/ 1127.
(2)
وعن حماد رواه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 253). ورواه: الحميدي في مسنده (2/ 550) ورقمه / 1201 عن سفيان عن ابن جدعان به، بنحوه
…
وسفيان هو: ابن عيينة.
(3)
التقريب (ص / 561) ت / 3754.
(4)
(2/ 87 - 88) ورقمه/ 440.
(5)
(ص/ 280).
يكونُوا كالملحِ في الطَّعَامِ، فمَنْ وَلي مِنكُمْ أمرًا يَضُرُّ فيهِ أحدًا، أَو يَنْفعُهُ فليقْبَلْ منْ مُحسنِهمْ، ويَتجَاوزُ عنْ مُسيئهِم).
رواه: البخاري عن
(1)
إسماعيل بن أَبان، وعن
(2)
أبي نعيم، وعن
(3)
أحمد بن يعقوب - واللفظ له -، ورواه: الإمام أحمد
(4)
عن موسى بن داود، ورواه: البزار
(5)
عن ابن كرامة عن ابن موسى، ورواه: الطبراني في الكبير
(6)
عن العباس بن الفضل الأسفاطي، ومحمد بن محمد التمار، كلاهما عن أبي الوليد الطيالسي، ستتهم عن عبد الرحمن بن الغسيل
(7)
عن عكرمة عنه به
…
قال البزار: (رواه: البخاري، خلا من أوله إلى قوله: "فخرج، فجلس على منبره")، ثم قال:(قد روي نحوه من وجوه بألفاظ) اهـ، وللطبراني في حديثه: فكان آخر خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(8)
،
(1)
في (كتاب: الجمعة، باب: من قال في الخطبة بعد الثناء: "أما بعد") 2/ 469 ورقمه / 927، بنحوه.
(2)
في (كتاب: المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام) 6/ 726 ورقمه / 3628 - ومن طريقه: البغوي في شرح السنة (14/ 178) ورقمه / 3978 - بنحوه. وعن أبى عوانة رواه - أيضًا -: ابن أبى شيبة في المصنف (7/ 544) ورقمه / 28.
(3)
في (كتاب: مناقب الأنصار، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اقبلوا من محسنهم، وتجازوا عن مسيئهم") 7/ 151 ورقمه / 3800.
(4)
(4/ 384) ورقمه / 2629.
(5)
كما في كشف الأشار (3/ 301 - 302) ورقمه / 2798.
(6)
(11/ 209 - 210) ورقمه / 11684.
(7)
ورواه من طريق ابن الغسيل - أيضًا -: البيهقي في الدلائل (7/ 177).
(8)
(10/ 36 - 37).
وقال: (رواه: البزار عن ابن كرامة عن ابن موسى، ولم أعرف الآن أحماءهما
(1)
، وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ، ووهم في عده في الزوائد. وابن كرامة هو: محمد بن عثمان الكوفي، وابن موسى هو: عبيد الله العبسى. واسم أبي نعيم في سند البخاري: الفضل بن دكين، وابن الغسيل هو: عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة.
391 -
392 - [56 - 57] عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبًا، فحمد الله، وأثنى عليه، واستغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد، ثم قال:(إنَّكُمْ يَا معشرَ المهَاجِرِيْنَ، تَزِيدُونَ، وَإنَّ الأنصَارَ لا يزيدُونَ. وَإن الأنصَارَ عَيْبتي الَّتي أَويْتُ إليهَا، أكرِمُوا كَرِيمَهُم، وتَجاوزُوا عنْ مُسيئهم، فإنَّهُمْ قدْ قضَوا الَّذي عَلَيهِم، وبَقِيَ الَّذِي لهُم).
رواه: الإمام أحمد
(2)
عن عبد الرزاق
(3)
عن معمر، عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عنه به
…
وسنده صحيح على شرط الشيخين. وأورد الهيثمي في مجمع الزوائد
(4)
الحديث، وقال - وقد عزاه إلى الإمام أحمد -:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ، وعبد الرزاق هو: الصنعاني، ومعمر هو: ابن راشد.
(1)
كذا قال، ولعل مقصوده اسميهما، وأسماء أبائهما، ولذ قال:(أسماءهما). وإلّا فإن الأصح: (اسميهما).
(2)
(36/ 283) ورقمه / 21951.
(3)
وهو في: المصنف (11/ 63) ورقمه/ 19917.
(4)
(10/ 35)، و (10/ 35 - 36).
ورواه: الطبراني في الكبير
(1)
عن أحمد بن عمرو الخلال المكي عن محمد بن أبي عمر العدني عن عبد الرزاق به، وقال فيه: عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه - كعب بن مالك، بدل قوله: عن رجل - به، بنحوه، مختصرًا
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وعزاه إليه، ثم قال:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ، وهذا محل نظر؛ فابن أبي عمر انفرد مسلم بالرواية له
(3)
، وهو صدوق
(4)
، لكن قال أبو حاتم
(5)
: (وكان به غفلة، ورأيت عنده حديثًا موضوعًا حدث به عن ابن عيينة، وكان صدوقًا) اهـ. والراوي عنه: أحمد بن عمرو المكي، تقدم أني لم أر له ترجمة إلَّا في تأريخ الإسلام للذهبي، وهى ترجمة خالية من الجرح، والتعديل.
ولكنهما متابعان
…
فقد رواه: الطبراني في الكبير
(6)
- أيضًا - عن معاذ بن المثني عن مسدد عن حصين بن نمير عن سفيان بن حسين
(7)
عن الزهري به
…
وأورده الهيثمي
(8)
من هذا الوجه، وعزاه إليه، وقال مثل
(1)
(19/ 79) ورقمه / 159.
(2)
(10/ 37).
(3)
انظر: تهذيب الكمال (26/ 639، 640) ت / 5691.
(4)
انظر: الجرح والتعديل (8/ 124) ت / 560، والتهذيب (9/ 520)، وتقريبه (ص / 907) ت / 6431.
(5)
كما: الجرح والتعديل (8/ 124 - 125).
(6)
(19/ 79) ورقمه / 158.
(7)
وكذا رواه: البغوي في معجمه (5/ 107) ورقمه / 2007 بسنده عن إبراهيم بن صدقة عن سفيان بن حسين به.
(8)
مجمع الزوائد (10/ 37).
قوله المتقدم آنفا. وسفيان بن حسين هو: ابن حسن الواسطي، تقدم أنه ثقة إلّا أنه ليس بذاك في حديثه عن الزهري، لأنه سمع منه بالموسم، واختلطت عليه صحيفته عنه. ولكنه لم يتفرد بهذا الوجه عن الزهري - كما هو ظاهر -، فتتقوى طريقه بطريق معمر، من رواية محمد بن أبي عمر عن عبد الرزاق عنه. وحصين بن نمير هو: الواسطي، لا بأس به
(1)
، ومسدد هو: ابن مسرهد، ومحمد بن المثني هو: أبو المثني.
ومما سبق يتبين احتمال أن الحديث عند الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك من وجهين، وكأنّ صحابيه الذي لم يسم في الوجه الأول هو: كعب بن مالك، أبو عبد الرحمن، كما هو مصرح به في الوجه الثاني - والله تعالى أعلم -.
والحديث رواه - مرة -: الإمام أحمد
(2)
عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري أنه أخبره بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره
…
فقال: (عبد الله بن كعب)، بدل:(عبد الرحمن بن كعب) - فيما تقدم -. وهذا إسناد صحيح، الزهري روى عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وَعن عبد الله بن كعب بن مالك. واسم أبي اليمان: الحكم بن نافع. وشيخه هو: شعيب بن أبي حمزة.
(1)
التقريب (ص/ 255) ت/ 1398.
(2)
(25/ 478) ورقمه / 16075، وهو في الفضائل له - أيضًا - (2/ 790 - 791) ورقمه/ 1412. ورواه من طريقه: أبو نعيم في المعرفة (6/ 3142) ورقمه/ - 7234.
393 -
[58] عن أسيد بن حضير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأنصارُ كرشِي، وَعَيبَتي، وإنَّ النَّاسَ يكثُرونَ، وهُمْ يَقِلُّونَ، فاقبَلُوا منْ مُحسِنِهِم، وتَجاوزُوا عنْ مُسِيئِهم).
رواه: الطبراني في الكبير
(1)
عن أحمد بن زيد بن الحريش عن محمد بن معمر البحراني عن حرمي بن عمارة
(2)
عن شعبة عن قتادة عن أنس عنه به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وعزاه إليه، ثم قال:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ، وهو كما قال، إلّا أن في المسند عنعنة قتادة، وهو: ابن دعامة، لكن الراوي عنه: شعبة، وحديث قتادة يقبل من طريقه، ولو عنعن - وتقدم هذا -. وشيخ الطبراني: أبيد بن زيد بن الحريش، لم أقف على ترجمة له، لكن تابعه النسائي في السنن الكبرى
(4)
، بمثل حديثه
…
فهو حديث: صحيح من طريقه - والله تعالى أعلم -.
394 -
[59] عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بالناس، ثم أوصى بالناس خيرًا، ثم قال: (أمَّا بعدُ: يا معشرَ المهاجرينَ، إنَّكمْ قدْ أصبَحتُمْ تزيدونَ، وَأصبَحت الأنصَارُ علَى هيئتِهَا، لا تزيدُ علَى هيئتِهَا الَّتي هِي عليهَا اليَوم.
(1)
(1/ 204) ورقمه/ 552.
(2)
في المعجم: (
…
البحراني حرمي بن عمارة)، فسقطت منه صيغة الأداء.
(3)
(10/ 37).
(4)
(5/ 87) ورقمه / 8324.
والأنصارُ عَيْبَتى الَّتي أَوَيتُ إليهَا، فأكرِمُوا كِرَامَهُم، وتَجَاوزُوا عن مُسِيئِهِم).
رواه: البزار
(1)
عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عنها به
…
وقال: (لا نحفظه عن عائشة إلا عن محمد بن جعفر). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وعزاه إليه، ثم قال:(رواه: البزار، ورجاله رجال الصحيح) اهـ، ورجال إسناده رجال البخاري، ومسلم إلا محمد بن إسحاق انفرد مسلم بالرواية له، وهو صدوق إذا صرح بالتحديث، ولم يصرح به هنا - فيما أعلم -؛ فالسند: ضعيف. ومتن الحديث ثابت من طرق عدة عن النبي صلى الله عليه وسلم هو بها: حسن لغيره.
395 -
[60] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الأنصارَ عَيْبَتي الَّتي أويتُ إليهَا، فاقبَلُوا منْ مُحسِنِهم، وتَجاوزُوا عنْ مُسيئهم؛ فأنَّهُم قدْ أدُّوا الَّذي عَليْهِم، وبَقي الَّذي لَهُم).
رواه: الطبراني في الأوسط
(3)
عن إسحاق بن إبراهيم
(4)
عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت البناني عنه به
…
وقال: (لم يرو هذا الحديث عن
(1)
كما في: كشف الأستار (3/ 302) ورقمه / 2799.
(2)
(10/ 37).
(3)
(4/ 13) ورقمه / 3013.
(4)
والحديث من طريق إسحاق بن إبراهيم رواه - أيضًا -: البغوي في شرح السنة (14/ 171) ورقمه/ 3971.
ثابت البناني إلّا معمر). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(1)
، وعزاه إليه، ثم قال:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ. وإسحاق بن إبراهيم هو: الدبري، لم يرو له أحد من أصحاب الكتب الستة، روى عن عبد الرزاق - وهو: الصنعاني - بعد اختلاطه
(2)
، والحديت لم أره في المصنف. وثابت البناني لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه
(3)
، ومن هذا يتبين أن الإسناد: ضعيف. ومعمر فيه هو: ابن راشد. ومتن الحديث: حسن لغيره بشواهده - وهي كثيرة - خرجت عددًا منها في هذا البحث.
396 -
[61] عن أبي بكر - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الأنصار: (أقبَلُوا منْ مُحسنِهِم، وَتَجاوزُوا عنْ مُسيئِهم).
رواه: البزار
(4)
عن عبد الله بن شبيب، والطبراني في الكبير
(5)
عن العباس بن الفضل الأسفاطي، كلاهما عن عبد الجبار بن سعيد المساحقي
(6)
عن يحيى بن محمد بن عباد بن هانيء الشجري عن هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص عنه به،
(1)
(10/ 39).
(2)
انظر: الكواكب النيرات (ص/ 275).
(3)
انظر: المراسيل لابن أبى حاتم (ص/ 22) ت/ 65، وتحفة التحصيل (ص/ 151) ت/73.
(4)
(1/ 86 - 87) ورقمه/ 30، وَ (1/ 196) ورقمه/ 30 م.
(5)
(1/ 63) ورقمه/ 45.
(6)
نسبة إلى الجد. - انظر: الأنساب (5/ 283)، واللباب (3/ 206).
في قصة
…
قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ويحيى بن محمد بن أبي حكيم رجل من أهل المدينة، ليس به بأس، وما بعده، وما قبله يستغنى عن صفتهم بشهرتهم) اهـ، وقال في الموضع الثاني:(وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه، وإسناده حسن) اهـ. وسمى شيخ عبد الجبار بن سعيد: يحيى بن محمد بن أبي حكيم. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(1)
، وقال:(رواه: البزار، وحسن إسناده. والطبراني، ورجاله وثقوا، وفيهم خلاف) اهـ. وشيخ البزار: عبد الله بن شبيب، وهو: الربعي، مجمع على ضعفه، ومتابعه - شيخ الطبراني - لا أعرف حاله. وشيخهما عبد الجبار بن سعيد، أورده العقيلى في الضعفاء
(2)
، وقال:(في حديثه مناكير، وما لا يتابع عليه)، وذكر حديثه هذا، ثم قال:(الكلام يروى بإسناد أجود من هذا). وضعفه: الذهبي
(3)
، وابن حجر
(4)
، وغيرهما. وشيخه يحيى بن محمد بن الشجري ضعيف، وكان ضريرًا، يتلقن
(5)
. وشيخه هشام بن سعد ضعفه جماعة
(6)
،
(1)
(10/ 36).
(2)
(3/ 86) ت/ 10561.
(3)
الديوان (ص / 234) ت / 2371، والمغني (1/ 366) ت / 3459، وانظر: الميزان (3/ 247) ت / 4740.
(4)
انظر: لسان الميزان (3/ 388) ت / 1542.
(5)
انظر: الجرح والتعديل (9/ 185) ت / 766، والتهذيب (11/ 273)، وتقريبه (ص / 1065) ت / 7687.
(6)
انظر: التأريخ لابن معين - رواية: الدوري - (2/ 617)، والتهذيب (30 / =
وقال الحافظ
(1)
: (صدوق له أوهام). وأبو قبيل هو: حيى بن هانئ المعافري، وثقه ابن معين
(2)
، والإمام أحمد
(3)
، وأبو زرعة
(4)
، وقال أبو حاتم
(5)
: (صالح الحديث)، وضعفه ابن معين
(6)
- مرة -، وذكره ابن حبان في الثقات
(7)
، وقال:(وكان يخطئ)، وقال ابن حجر في التقريب
(8)
: (صدوق يهم) اهـ؛ فالإسناد: ضعيف، مسلسل بالضعفاء، ومتنه: حسن لغيره بالشواهد الذكورة في هذا المبحث - والله أعلم -.
= 204) ت/ 6577.
والحديث رواه - أيضًا - عن وكيع عن هشام: ابن أبى شيبة في المصنف (7/ 472) ورقمه/ 13 - وعنه: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 555) ورقمه/ 1198 - والإمام أحمد في فضائل الصحابة (1/ 90) ورقمه/ 59، ورواه ابن أبى عاصم - أيضًا - (2/ 555) ورقمه/ 1199 عن نصر بن على به، بنحو رواية أبى يعلى عنه، وجود الألباني إسناده.
(1)
التقريب (ص / 1021) ت / 7344.
والحديث رواه - أيضًا - عن وكيع عن هشام: ابن أبى شيبة في المصنف (7/ 472) ورقمه/ 13 - وعنه: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 555) ورقمه/ 1198 - والإمام أحمد في فضائل الصحابة (1/ 90) ورقمه/ 59، ورواه ابن أبي عاصم - أيضًا - (2/ 555) ورقمه/ 1199 عن نصر بن على به، بنحو رواية أبي يعلى عنه، وجود الألباني إسناده.
(2)
كما في: تأريخ الدارمي (ص/ 238) ت/ 923.
(3)
العلل - رواية: عبد الله - (2/ 480) رقم النص/ 3151.
(4)
كما في: الجرح والتعديل (3/ 275) ت / 1227.
(5)
كما في: المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.
(6)
كما في: إكمال مغلطاي 11/ 1307، أفاده: بشار عواد في تعليقه على تهذيب الكمال (7/ 493). والترجمة غير موجودة في طبعتي من الإكمال.
(7)
(4/ 178).
(8)
(ص / 282) ت / 1616.
397 -
[62] عن سعد بن أبي وقاص - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقبَلُوا مِنْ مُحْسِنِ الأنصَارِ، وَتَجَاوَزُوا عنْ مُسيْئِهِم).
رواه: البزار
(1)
عن عمر بن الخطاب السجستاني عن عمرو بن أبي سلمة عن صدقة بن عبد الله عن موسى بن عقبة عن عامر بن سعد عن أبيه به
…
وقال: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه: صدقة بن عبد الله السمين، وثقه دحيم، وأبو حاتم، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات) اهـ، والسمين قال الإمام أحمد
(3)
، والبخاري
(4)
: (ضعيف جدًّا)، وقال ابن حبان
(5)
: (كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يشتغل بروايته). والراوي عنه: عمرو بن أبي سلمة هو: التنيسى، قال ابن معين
(6)
: (ضعيف)، وضعفه - أيضًا -: أبو حاتم
(7)
،
(1)
(3/ 122) ورقمه / 1117.
(2)
(10/ 36).
(3)
العلل - رواية: عبد الله - (2/ 20) رقم النص / 1411. وانظره: (2/ 46) رقم النص / 1506.
(4)
الضعفاء الصغير (ص / 123) ت / 174.
(5)
المجروحين (1/ 374).
(6)
كما في: الجرح والتعديل (6/ 235) ت / 1304.
(7)
كما في: المصدر المتقدم (6/ 235 - 236).
والعقيلي
(1)
، والساجي
(2)
، والذهبي
(3)
، وقال ابن حجر
(4)
: (صدوق له أوهام)، والمختار في حاله ما ذهب إليه الجمهور
…
فالإسناد: ضعيف. وللحديث شواهد يصل بها إلى درجة: الحسن لغيره
…
كحديث أنس، وابن عباس، وسهل بن سعد، وأبي هريرة، وغيرهم - رضى الله عنهم -
(5)
.
398 -
[63] عن أبي سعد الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احْفَظُوا منْ مُحسنِهمْ، وتَجاوزُوا عنْ مُسيئِهم) - يعني: الأنصار -.
رواه: الطبراني في الكبير
(6)
عن أبي زرعة الدمشقى عن أبي مسهر عن محمد بن مهاجر عن أبيه مهاجر بن دينار عنه به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(7)
وعزاه إليه، ثم قال:(ورجاله ثقات) اهـ. وهو كما قال إلا أن مهاجر بن دينار ذكره البخاري
(8)
، وابن أبي حاتم
(9)
، ولم يذكرا
(1)
الضعفاء (3/ 272) ت/ 1279.
(2)
كما في: التهذيب (8/ 44).
(3)
الديوان (ص/ 303) ت/ 3182.
(4)
التقريب (ص/ 737) ت / 5078.
(5)
انظر الأحاديث/.
(6)
(22/ 3076 - 30) ورقمه/ 777. ورواه عنه: أبو نعيم في المعرفة (5/ 2910) ورقمه/ 6824.
(7)
(10/ 36).
(8)
التأريخ الكبير (7/ 380) ت/ 1641.
(9)
الجرح والتعديل (8/ 261) ت / 1186.
فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات
(1)
، ولا يكفيه هذا لمعرفة حاله، وقال الحافظ في التقريب
(2)
: (مقبول) - يعني: حيث يتابع، وإلا فلين الحديث، كما هو اصطلاحه - ولم أر من تابعه عليه من هذا الوجه، فسند الحديث: ضعيف من أجله. والمتن: حسن لغيره بشواهده. واسم أبي زرعة الدمشقى: عبد الرحمن بن عمرو، وأبو مسهر هو: عبد الأعلى بن مسهر.
399 -
[64] عن سعد بن زيد الأشهلي - رضى الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيُّهَا النَّاس، احفظُوني في هذَا الحَيِّ مِنَ الأنصَارِ، فإنَّهُمْ كرشي الَّتي آكلُ فِيْهَا، وَعَيبتي. اقبَلُوا مِنْ مُحسِنَهم، وتَجَاوزُوا عنْ مُسِيئِهم).
رواه: الطبراني في الكبير
(3)
عن إبراهيم بن دحيم الدمشقي عن أبيه
(4)
عن ابن أبي فديك عن ابن أبي حبيب عن زيد بن سعد عن أبيه به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(5)
، وقال - وقد عزاه إليه -:(وزيد بن سعد بن زيد الأشهلي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات) اهـ. وزيد بن سعد
(1)
(5/ 427).
(2)
(ص / 975) ت / 6974.
(3)
(6/ 33) ورقمه / 5425.
(4)
ورواه: أبو نعيم في المعرفة (3/ 1258) ورقمه / 3160، و (3/ 1286) ورقمه / 3230 الوطن. بسنده عن ابن أبي عاصم عن دحيم به.
(5)
(10/ 36).
ما عرفته أنا - أيضًا -
(1)
. وقول الهيثمي إن بقية رجاله ثقات محل نظر؛ لأن ابن أبي حبيب هو: إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي مولاهم، ضعيف الحديث، ضعفه: ابن معين
(2)
، والبخاري
(3)
، والترمذي
(4)
، والنسائى
(5)
، والساجي
(6)
، وأبو حاتم
(7)
، وابن عدي
(8)
، وقال ابن سعد
(9)
: (وكان قال الحديث)، وقال الدارقطني
(10)
: (متروك). وابن أبي فديك صدوق
(11)
.
فالإسناد: ضعيف، على أقل أحواله. وقوله:(التي آكل فيها)، بعد قوله:(فإنهم كرشي): منكر؛ تفرد به: إبراهيم بن إسماعيل. والحديث
(1)
له ذكر في شيوخ ابن أبى حبيب في تهذيب الكمال (2/ 42).
(2)
كما في: تهذيب الكمال (2/ 43).
(3)
التأريخ الكبير (1/ 271 - 272) ت/ 873، وعبارته:(منكر الحديث). وقال - مرة - كما في العلل الكبرى للترمذي (الترتيب 2/ 975): (ذاهب الحديث).
(4)
الجامع (4/ 51) إثر الحديث/ 1462، و (4/ 353 - 354) إثر الحديث/ 2075.
(5)
الضعفاء والمتروكون (ص/ 145) ت/ 2.
(6)
كما في: إكمال مغلطاي (1/ 178) ت/ 184.
(7)
كما في: الجرح والتعديل (1/ 83) ت / 196، وعبارته:(شيخ، ليس بقوي، يكتب حديثه، ولا يحتج به، منكر الحديث).
(8)
الكامل (1/ 223).
(9)
الطقبات الكبرى (5/ 412).
(10)
كما في: تهذيب الكمال (2/ 43).
(11)
انظر: تهذيب الكمال (24/ 485) ت/ 5068، والتقريب (ص/ 826) ت/ 5773.
بدونه: حسن لغيره؛ ثبت من طرق عدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، تقدم بعضها، وستأتي أخرى
(1)
.
400 -
403 - [65 - 68] عن سهل بن سعد - رضى الله عنه -: (أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أَوصَى أنْ يُحسَنَ إلى مُحْسنِ الأنصارِ، وَيُعفَى عنْ مُسيئِهِم).
رواه: أبو يعلى
(2)
- وَهذا لفظه -، و الطبراني في الأوسط
(3)
، وفي الكبير
(4)
عن أحمد بن يحيى الحلواني، كلاهما عن مصعب بن عبد الله الزبيري عن أبيه عن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي عنه به، في قصة
…
قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن قدامة بن إبراهيم إلا عبد الله بن مصعب، تفرد به ابنه مصعب) اهـ، وعبد الله بن مصعب الزبيري ضعيف. وشيخه قدامة بن إبراهيم، ترجم له البخاري
(5)
، وابن أبي حاتم
(6)
، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات
(7)
،
(1)
انظر - مثلًا - الأحاديث / 336، 389، 313، 311، 406.
(2)
(13/ 527) ورقمه / 7532، وعنه: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 276 ورقمه/ 7287).
(3)
(1/ 463) ورقمه/ 839.
(4)
(6/ 208) ورقمه / 6028.
(5)
التأريخ الكبير (7/ 178) ت / 798.
(6)
الجرح والتعديل (7/ 127) ت/ 726.
(7)
(7/ 340).
وقال الذهبي في الكاشف
(1)
: (وثق). ومثل هذا لا يكفي لمعرفة حاله. وأورده ابن حجر في التقريب
(2)
، وقال:(مقبول) - يعني: إذا توبع، وإلا فلين الحديث، كما اصطلاحه -، وقد توبع - كما سيأتي -.
ورواه: الطبراني في الكبير
(3)
عن عبدان بن أحمد عن أبي مصعب عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل عن أبيه عن سهل به، بنحوه، دون القصة
…
وأبو مصعب هو: عبد الله، تقدم بيان حاله آنفًا، وعبد المهيمن بن عباس مثله، ولعل الأول أخطأ فقال:" عن عبد المهيمن عن أبيه عن جده"، وابنه يرويه عنه عن قدامة بن إبراهيم عن سهل - كما تقدم -. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(4)
، وقال:(رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير، والأوسط بأسانيد، وفي أحدها عبد الله بن مصعب، وفي الآخر عبد المهيمن بن عباس، وكلاهما ضعيف) اهـ، وكل أسانيد الحديث فيها: عبد الله بن مصعب، فانتبه. وأورده في موضع آخر
(5)
، وعزاه إلى الطبراني في الكبير، بلفظ لم أره فيه: أن سهلًا دخل على الحجاج، وهو متكئ على يده، فقال له: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الأنصار: (أحسنوا إلى محسنهم، واعفوا عن مسيئهم)، فقال من يشهد لك؟ قال: (هذان، كنفيك: عبد الله بن جعفر، وإبراهيم بن محمد بن حاطب
(6)
). فقالا: نعم. وأعله بضعف عبد المهيمن بن عباس بن سهل.
(1)
(2/ 134) ت / 4556.
(2)
(ص/ 799) ت/ 5560.
(3)
(6/ 124) ورقمه/ 5719.
(4)
(10/ 36).
(5)
(10/ 37).
(6)
عده ابن حبان في الثقات (6/ 5) في أتباع التابعين. وانظر: التقريب (ص/ =
وللحديث شواهد يرتقى بها إلى درجة الصحيح لغيره
…
كأحاديث أنس، وابن عباس، وعبد الرحمن بن كعب عن رجل من الصحابة، وغيرهم - رضى الله عنهم -، وتقدمت
(1)
.
404 -
[69] عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (ألا إنَّ لكُلِّ نَبِيٍّ تَرْكَةً
(2)
، وضَيعَةً
(3)
؛ وإن تَرِكَتِي، وضَيعَتي: الأنصار، فَاحفَظُوَني فيْهِم).
رواه: الطبراني في الأوسط
(4)
عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة عن الوليد بن شجاع عن عبد الرحمن بن أبي الرجال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عنه به
…
وقال: (لم يرو هذا الحديث عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن إلا ابن أبي الرجال، تفرد به عمرو بن حفص الأنصاري). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(5)
، وقال - وقد عزاه إليه -:(وإسناده جيد) اهـ. ورجال الإسناد كلهم ثقات، عدا عبد الرحمن بن أبي الرجال، وثقه ابن
= 113) ت/ 233.
(1)
برقم/ 389 - 391، وانظر ما بعدها.
(2)
- بسكون الراء - أي: ما يخلفه وراءه. - نظر: النهاية (باب: التاء مع الراء) 1/ 188، ولسان العرب (حرف: الكاف، فصل: التاء) 10/ 405 - 406.
(3)
الضيعة في الأصل: ما يكون منه معاش الرجل، وكسبه. وأراد هنا تشبيههم بأولاد الرجل، يخاف عليهم الضياع، والأهمال من بعده. - نظر: لسان العرب (حرف: العين، فصل: الضاد المعجمة) 8/ 230 - 231.
(4)
(6/ 189) ورقمه / 5394.
(5)
(10/ 32).
معين
(1)
، والمفضل بن غسان
(2)
، والدارقطني
(3)
، وقال أبو حاتم
(4)
: (صالح)، وقال أبو داود
(5)
: (ليس به بأس)، ونحوه قال ابن عدي
(6)
، وقال الذهبي
(7)
: (مشهور صدوق، وثقه غير واحد)، وقال ابن حجر
(8)
: (صدوق ربما أخطأ)
…
والذي أميل إليه أن حديثه لا ينزل عن درجة الحسن - إن شاء الله -.
وثبت من طرق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الأنصار كرشي، وعيبتي، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم)
…
وورد مثل هذا - أو نحوه - في أحاديث كثيرة، كحديث أنس، وحديث أسيد بن حضير، وحديث سعد بن زيد - رضى الله عنهم -، وغيرهم، ذكرتها في هذا المبحث.
* عن أبي سعيد الخدري - رضى الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن كرشي الأنصار، فاعفوا عن مسيئهم، واقبلوا من محسنهم)
…
رواه: الترمذي في حديث فيه طول بسند ضعيف، تقدمت
(1)
التأريخ - رواية: الدورى - (2/ 347)، وتأريخ الدارمي عنه (ص / 91) ت / 236.
(2)
كما في: تهذيب الكمال (17/ 90) ت / 3813.
(3)
كما في: سؤالات البرقاني له (ص / 91) ت / 293.
(4)
كما في: الجرح والتعديل (5/ 282) ت / 1341.
(5)
كما في: سؤالات الآجري له (2/ 68) ت / 2486.
(6)
الكامل (4/ 286).
(7)
من تكلم فيه وهو موثق (ص / 119) ت / 207.
(8)
التقريب (ص / 577) ت / 3883.
دراسته في فضائل أهل البيت
(1)
، عند لفظ منه نصه:(ألا إن عيبتي التي آوي إليها: أهل بيتي). وللحديث شواهد هو بها: حسن لغيره.
405 -
[70] عن زيد بن أرقم - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللَّهمَّ اغفِرْ لِلأنصَارِ، وَلأَبنَاءِ الأنْصَار).
رواه: البخاري
(2)
- وهذا لفظه - بسنده عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، والطبراني في الكبير
(3)
بسنده عن محمد بن فليح
(4)
، كلاهما عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن أنس بن مالك عنه به
…
وعندهما: (وشك ابن الفضل في: "أبناء أبناء الأنصار")، وابن الفضل هو: الهاشمي.
وهكذا رواه: إبراهيم بن المنذر، وَمحمد بن إسحاق، كلاهما عن محمد بن فليح. وخالفهما: عمر بن حفص السدوسي، فرواه عن موسى بن هارون عن ابن فليح به، فجعله عن أنس عن عبد الله بن الأرقم، مكان
(1)
برقم /191.
(2)
في (كتاب: التفسير، باب:{وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} (8/ 518 ورقمه/ 4906 عن إسماعيل بن عبد الله عن إسماعيل بنَ إبراهيم بهَ.
(3)
(5/ 167 - 168) ورقمه/ 4972 عن مسعدة بن سعد العطار المكي عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن الحسن بن هارون بن سليمان الأصبهاني عن محمد بن إسحاق المسيبي، كلاهما عن محمد بن فليح (وهو: ابن غزوان) به، بمثله.
(4)
ورواه من طريق ابن فليح - أيضًا -: أبو نعيم في المعرفة (3/ 1170) ورقمه / 2967 الوطن.
زيد بن الأرقم. رواه: ابن قانع
(1)
عن عمر بن حفص به
…
وحديث الجماعة هو المحفوظ.
ورواه: مسلم
(2)
، والإمام أحمد
(3)
، والبزار
(4)
، والطبراني في الكبير
(5)
، أربعتهم من طرق عن شعبة، ورواه: الطبراني - وحده - في الكبير
(6)
بسنده عن الحجاج بن الحجاج، كلاهما عن قتادة، ورواه: الترمذي
(7)
، والبزار
(8)
،
(1)
المعجم (2/ 78).
(2)
في (كتاب: فضائل الصحابة) باب: من فضائل الأنصار - رضى الله عنهم - (4/ 1948 ورقمه / 2506 عن محمد بن المثني عن محمد بن جعفر وَعبد الرحمن بن مهدى، ثم رواه عن يحيى بن حبيب عن خالد (قال: يعني ابن الحارث)، ثلاثتهم عن شعبة به.
(3)
(32/ 47) ورقمه / 19292 عن سليمان بن داود، وَ (32/ 86) ورقمه / 19337 عن محمد بن جعفر، كلاهما عن شعبة به، بمثل لفظ البخارى. وهو في الفضائل له (2/ 797) ورقمه/ 1426. وهو فيه - أيضًا - (2/ 809) ورقمه / 1462 عن محمد بن جعفر - وحده - به. والحديث في مسند أبى داود الطيالسي (3/ 94) ورقمه / 680.
(4)
[ق/ 228] الكتاني.
(5)
(5/ 205) ورقمه / 5101 عن عثمان بن عمرو الضبي وأحمد بن إسماعيل البصري، كلاهما عن عمرو بن مرزوق (وهو: الباهلي) عن شعبة به، بمثل حديث البخاري - دون ذكر الشك -.
(6)
(5/ 205) ورقمه / 5102 عن الحسين بن إسحاق التستري عن عثمان بن أبى شيبة، وعن جعفر بن أحمد الشامي عن عمرو بن محمد بن الحسن، كلاهما عن محمد بن الحسن عن إبراهيم بن طهمان (وهو: الخراساني) عن الحجاج به، بمثله.
(7)
في (كتاب: المناقب، باب: في فضل الأنصار وقريش) 5/ 670 ورقمه / 3902 عن أحمد بن منيع (وهو: البغوي) عن هشيم به، وسيأتي لفظه.
(8)
[ق / 228 الكتاني] عن زياد بن أيوب عن هشيم به.
والطبراني في الكبير
(1)
، ثلاثتهم من طرق عن هشيم، ورواه: الإمام أحمد
(2)
بسنده عن حماد بن سلمة، ورواه: الإمام أحمد
(3)
، والبزار
(4)
بسنديهما عن شعبة، ثلاثتهم عن علي بن زيد بن جدعان، كلاهما (قتادة، وابن جدعان) عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم به، ولفظه:(اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار)، وهذا لفظ مسلم، والإمام أحمد من حديث شعبة. وللترمذي مثله، إلّا أنه قال:(اللهم اغفر للأنصار، ولذراري الأنصار، ولذراري ذراريهم)؛ وقال: (هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم) اهـ، وأورده الألباني
(5)
في صحيح سنن الترمذي، وقال:(صحيح). وللإمام أحمد من حديث حسن بن موسى، ويَزيد بن هارون، كلاهما عن حماد عن ابن جدعان مثل حديث مسلم، وزاد:(واغفر للأنصار، ولنساء أبناء الأنصار، ولنساء أبناء أبناء الأنصار)، ورواه: هشيم - كما تقدم عند الترمذي -، ومحمد بن جعفر - كما تقدم عند الإمام أحمد -، كلاهما عن ابن جدعان، فلم يذكراها
…
ولعلّ هذا
(1)
(5/ 205) ورقمه/ 5103 عن موسى بن هارون عن شجاع بن مخلد (وهو: أبو الفضل الطلاس) عن هشيم به، بمثل لفظ الترمذى. ووقع في مسنده: (هشيم بن علي بن زيد
…
)، وهو تحريف.
(2)
(32/ 53) ورقمه/ 19299 عن حسن بن موسى (وهو: الأشيب)، وَ (32/ 90) ورقمه/ 19343 عن يزيد (وهو: ابن هارون)، كلاهما عن حماد به، وسيأتي لفظه. وهو في الفضائل (2/ 793) ورقمه/ 1419.
(3)
(32/ 72) ورقمه/ 19322، وَ (32/ 86) ورقمه/ 19337، عن محمد بن جعفر، وَ (32/ 73) ورقمه/ 19323 عن بهز، كلاهما عن شعبة.
(4)
[ق/ 228 الكتاني] عن محمد بن معمر عن أبى داود عن شعبة به.
(5)
(3/ 246 - 247) ورقمه/ 3063.
الاختلاف في سياق لفظ الحديث من ابن جدعان؛ فإنه ضعيف - كما تقدم -.
وحماد بن سلمة اختلف عنه في سند الحديث على ثلاثة أوجه
…
فهكذا رواه: عنه حسن بن موسى، وهو: الأشيب. ورواه: الإمام أحمد
(1)
عن يزيد عنه عن ابن جدعان عن أبي بكر بن أنس - بدل: النضر بن أنس - به، بمثل حديث الحسن بن موسى. ورواه: الطبراني في الكبير
(2)
بسنده عن فهد بن عوف أبي ربيعة، وبسنده
(3)
عن هارون بن عبد الله البزار عن يزيد، كلاهما بمثل سند حديث الإمام أحمد، ومتنه.
ورواه: أبو بكر بن أبي شيبة
(4)
عن يزيد بن هارون عنه عن ثابت - بدل: ابن جدعان - عن أبي بكر بن أنس عن زيد به، بمثله
…
والمشهور أنه من حديث حماد عن ابن جدعان، والطريقان محفوظتان عن زيد بن أرقم، طريق النضر بن أنس، وطريق أبي بكر بن أنس.
406 -
[71] عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم استغفرَ للأنصَار)، قال: وأحسبه قال: (وَلِذَوارِي الأنصَارِ، ولِمَوالي الأنصَار)، لا أشك فيه.
(1)
(4/ 374) عن يزيد (وهو: ابن هارون) به.
(2)
(5/ 206 - 205) ورقمه/ 5104 عن حفص بن عمر بن الصباح الرقي عن فهد بن عوف به.
(3)
(5/ 206) ورقمه/ 5105 عن موسى بن هارون عن أبيه به.
(4)
المصنف (7/ 541 - 542) ورقمه/ 13، ومن طريقه: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 270 - 271 ورقمه/ 7281).
هذا الحديث رواه عن أنس: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وعطاء بن السائب، والنضر بن أنس، وقتادة، وأبو قلابة، وغيرهم.
فأما حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة فرواه: مسلم
(1)
- وهذا لفظه - عن أبي معن الرقاشي، ورواه: البزار
(2)
عن زيد بن أخزم، كلاهما عن عمر بن يونس، ورواه: الطبراني في الأوسط
(3)
عن أحمد (يعني: ابن زهير) عن الحسن عن عرفة بن على بن ثابت الجزري، كلاهما عن عكرمة بن عمار عنه به
…
قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن عكرمة بن عمار إلا على بن ثابت) اهـ، وهذا محمول على ما علمه! وعكرمة بن عمار هو: اليمامى، ثقة، إلّا أنه مدلس، وقد صرح بالتحديث في صحيح مسلم. واسم أبي معن الرقاشي: زيد بن يزيد، وعمر بن يونس هو: اليمامي.
ورواه: ابن حبان في صحيحه
(4)
بسنده عن عبد الله بن الرومي عن النضر بن محمد عن عكرمة به، بلفظ:(اللهم اغفر للأنصار، ولذراري الأنصار، ولذراري ذراريهم، ولموالي الأنصار)
…
وسنده حسن، فيه: عبد الله بن الرومي، وهو: عبد الله بن محمد اليماني، وهو صدوق
(5)
. والنضر بن محمد هو: ابن موسى الجرشي.
(1)
في (كتاب: فضائل الأنصار، باب: من فضائل الأنصار رضي الله عنهم) 4/ 1948 ورقمه/ 2507.
(2)
[55/ أ] الأزهرية.
(3)
(3/ 95) ورقمه/ 2190.
(4)
الإحسان (16/ 271 - 272) ورقمه/ 7282.
(5)
انظر: الجرح والتعديل (5/ 208) ت/ 982، وتأريخ بغداد (20/ 71) ت/ =
وأما حديث عطاء بن السائب فرواه: الترمذي
(1)
عن القاسم بن دينار الكوفي عن إسحاق بن منصور عن جعفر الأحمر عنه به، بلفظ:(اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، ولنساء الأنصار)
…
وقال: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه) اهـ، وإسناده لا بأس به إلا أن عطاء بن السائب اختلط، ولا أدري متى سمع منه جعفر الأحمر، وهو: ابن زياد. والحديث أورده الألباني في صحيح سنن الترمذي
(2)
، وصححه. وهو: حسن لغيره.
وأما حديث النضر بن أنس فرواه: الإمام أحمد
(3)
، والبزار
(4)
عن محمد بن عبد الرحيم، كلاهما عن يونس عن حرب بن ميمون عنه به، بلفظ:(اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأزواج الأنصار، ولذراري الأنصار. الأنصار كرشي، وعيبتي. ولو أن الناس أخذوا شعبا، وأخذت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار. ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار)، هذا لفظ الإمام أحمد، وليس للبزار فيه ذكر أزواج، وذراري الأنصار
…
وسنده حسن؛ حرب بن ميمون هو: الأنصاري، الأكبر، تقدم أنه وثقه الذهبي، وقال فيه ابن حجر:(صدوق).
= 5186، والتقريب (ص/ 544) ت/ 3628.
(1)
في (كتاب: المناقب، باب: فضل الأنصار وقريش) 5/ 672 ورقمه/ 3909.
(2)
(3/ 247) ورقمه/ 3068.
(3)
(20/ 49 - 48) ورقمه/ 12594 عن يونس (وهو: ابن محمد المؤدب) به.
(4)
[1/ ب] كوبريللي.
ورواه: الإمام أحمد
(1)
- مرة - عن بهز عن حماد عن إسحاق بن عبد الله وَثابت، كلاهما عن أنس بالطرف الأخير من حديث ميمون:(لولا الهجوة لكنت امرءا من الأنصار)
…
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم - كما في التعليق على المسند
(2)
-؛ بهز هو: ابن أسد، وحماد هو: ابن سلمة، وثابت هو: البناني.
وأما حديث قتادة، وأبي قلابة فرواه: الإمام أحمد
(3)
عن عبد الرزاق
(4)
عن معمر عن الزهري عن قتادة، ثم رواه
(5)
، من حديث معمر
(6)
عن أيوب عن أبي قلابة، كلاهما عن أنس به. وهو للبزار
(7)
عن زهير بن محمد عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة - وحده - عن أنس
…
وليس في حديثيهما قوله: (ولنساء الأنصار)، وهذا سند صحيح، ومعمر هو: ابن راشد، وأيوب هو: ابن أو تميمة السختياني، وأبو قلابة هو: عبد الله بن زيد، وقتادة هو: ابن دعامة
(8)
.
(1)
(20/ 299 - 300) ورقمه/ 12987، وهو في الفضائل له (2/ 794) ورقمه/ 1420.
(2)
(20/ 300).
(3)
(20/ 93 - 92) ورقمه/ 12651.
(4)
والحديث في مصنف عبد الرزاق (11/ 62 - 63) ورقمه/ 19913، 19914.
(5)
(20/ 93) ورقمه/ 12651 م.
(6)
ومن طريق معمر - أيضًا -: الآجري في الشريعة (4/ 1650) ورقمه/ 1129.
(7)
[107/ أ - ب] الأزهرية.
(8)
والحديث رواه: النسائي في السنن الكبرى (5/ 92) ورقمه/ 8350، وفي الفضائل (ص/ 194) ورقمه/ 245، رابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 269 - =
ورواه: أبو يعلى
(1)
عن محمد عن عبد الرزاق
(2)
عن معمر عن قتادة به
…
لم يذكر فيه: الزهري، ولعل الحديث عند معمر على الوجهين، ولكن في سند هذا الوجه: شيخ أبي يعلى، وهو: محمد بن مهدي، لم أعرفه.
وللحديث طريق سادسة عن أنس رواها: النسائي في فضائل الصحابة
(3)
عن علي بن حجر عن إسماعيل (يعني: ابن جعفر) عن حميد عنه به، بنحو حديث النضر بن أنس عنه
…
وسنده صحيح.
407 -
[72] عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللَّهمَّ اغفِرْ لِلأنصَارِ، وَلأبنَاءِ الأنصَارِ، وَلأبنَاءِ أبنَاء الأنصَارِ، ولأزوَاجهِم، وَلِذَرَارِيْهِم).
رواه: الطبراني في الأوسط
(4)
عن عثمان بن عبيد الله الطلحي عن جعفر بن حميد عن يعقوب القمي عن عيسى بن جارية عنه به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(5)
، وقال - وقد عزاه إليه -: (ورجاله ثقات، وفي
= 270 ورقمه/ 7280)، كلاهما من طرق عن يزيد بن زريع عن سعيد (وهو: ابن يزيد) عن قتادة به، بنحوه.
(1)
(5/ 376 - 377) ورقمه/ 3032.
(2)
والحديث في مصنف عبد الرزاق (11/ 62) ورقمه/ 19913. ورواه من طريقه - أيضًا -: الآجرى في الشريعة (4/ 1649) ورقمه/ 1128.
(3)
(ص/ 185) ورقمه/ 221.
(4)
(4/ 440) ورقمه/ 3742.
(5)
(10/ 40).
بعضهم خلاف) اهـ، وليس فيهم ثقة إلّا جعفر بن حميد، وهو: أبو محمد الكوفي، المعروف بزنبقة، وفي الإسناد شيخ الطبراني لم أقف على ترجمة له. ويعقوب القمي هو: ابن عبد الله الأشعري، مختلف فيه، فقال النسائي
(1)
: (ليس به بأس)، ووثقه الطبراني
(2)
، وذكره ابن حبان في الثقات
(3)
، وقال الدارقطني
(4)
: (ليس بالقوي)، وذكره ابن الجوزي
(5)
، والذهبي
(6)
في الضعفاء، وأورده الذهبي - أيضًا - فيمن تكلم فيه وهو موثق
(7)
، وقال:(صالح الحديث)، وقال ابن حجر في التقريب
(8)
: (صدوق يهم). وشيخه عيسى بن جارية هو: الأنصاري المدني، قال ابن معين
(9)
: (حديثه ليس بذاك)، وقال مرة
(10)
: (عنده مناكير)، وقال أبو داود
(11)
: (منكر الحديث)، وقال مرة
(12)
: (ما أعرفه، روى مناكير)
…
وضعفه -
(1)
كما في: تهذيب الكمال (32/ 345) ت/ 7093.
(2)
كما في: المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.
(3)
(7/ 645).
(4)
العلل (3/ 92).
(5)
الضعفاء (3/ 216) ت/ 3823.
(6)
انظر: الديوان (ص/ 445) ت/ 4774.
(7)
(ص / 202) ت/ 385، وانظر: المغني (2/ 758) ت/ 7192.
(8)
(ص/ 1088) ت/ 7876.
(9)
التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 462).
(10)
المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.
(11)
كما في: تهذيب الكمال (22/ 589).
(12)
كما في المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.
أيضًا -: النسائي
(1)
، والعقيلي
(2)
، وابن عدي
(3)
، والذهبي
(4)
، وابن حجر
(5)
، وغيرهم
…
فالحديث ضعيف إسنادًا من هذا الوجه.
وللحديث شواهد داون قوله فيه: (ولأزواجهم)، كحديث زيد بن أرقم، وحديث أنس بن مالك
(6)
، وغيرهما رضي الله عنهم، الحديث بها: حسن لغيره - إن شاء الله تعالى -. وأما قوله فيه: (ولأزواجهم) فقد ورد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه بلفظ: (ولنسائهم)، وسنده: صحيح؛ فهو به حسن لغيره - والله الموفق -.
408 -
[73] عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن الأنصار قالوا: يا رسول الله، ادع لنا بالمغفرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأنصارِ، ولأبناءِ الأنصار، ولأبناءِ أبناء الأنصَار)، وقد كانوا جاءوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فرحب بهم، وقال:(لَا تَسْألُوني اليومَ شيئًا إلَّا أَعطيتُكمُوه، ولا أسألُ لكُمْ شيئًا إلَّا أعْطِيْت).
(1)
الضعفاء (ص/ 216) ت/ 423.
(2)
الضعفاء (3/ 383) ت / 1421.
(3)
الكامل (5/ 248).
(4)
الديوان (ص / 311) ت/ 3270، والمغني (2/ 496) ت/ 4788، ونقل فيهما عن النسائي قال:(متروك).
(5)
التقريب (ص/ 766) ت/ 5323.
(6)
تقدما برقمي/ 405، 406.
هذا الحديث رواه عن أنس: ثابت البناني، وموسى بن أنس، وأبو بكر بن أنس، وقتادة، وعاصم الأحول، ومحمد بن سيرين، والمنيب بن عبد الله الأنصارى، خمستهم عنه.
فأما حديث ثابت فرواه: الإمام أحمد
(1)
- وهذا من لفظه -، والبزار
(2)
عن محمد بن رزق الله الكلوذاني، كلاهما عن أبي النضر عن المبارك عنه به
…
والمبارك هو: ابن فضالة، صدوق، لكنه يدلس، ويسوي، ولم يصرح بالتحديث
(3)
عمن رواه عنه، ومن فوقه - فيما أعلم -.
وللحديث عن ثابت طريق أخرى، رواها: البزار
(4)
عن عبد الله بن معاوية الجهني عن عبد العزيز بن مسلم عن يزيد بن أبي زياد
(5)
عنه به، بمثله
…
وقال: (ولا نعلم أسند يزيد بن أبي زياد عن ثابت عن أنس إلّا هذا الحديث، ولا نعلم رواه عن يزيد إلّا عبد العزيز بن مسلم) اهـ، ورجال إسناده كلهم ثقات عدا يزيد بن أبي زياد؛ فإنه ضعيف، كبر فتغير، وصار يتلقن. وطريقا الحديث عن ثابت البناني تجبر إحداهما
(1)
(19/ 406) ورقمه/ 12414، في قصة.
(2)
[81/ ب] الأزهرية.
(3)
وانظر: مجمع الزوائد (10/ 40). ورواه: أبو القاسم البغوي في الجعديات (2/ 1125 - 1126) ورقمه/ 3316 - ومن طريقه: البغوي في شرح السنة (14/ 169) ورقمه/ 3968 - عن هدبة (يعني: ابن خالد) عن المبارك به.
(4)
في الموضع المتقدم، من مسنده.
(5)
والحديث من طريق يزيد بن أبى زياد رواه - أيضًا -: النسائي في عمل اليوم والليلة (ص/ 378 - 279) ورقمه/ 314.
الأخرى، وبهما يرتقي حديثه إلى درجة: الحسن لغيره. واسم أبي النضر - راويه عن المبارك -: هاشم بن القاسم.
وأما حديث موسى بن أنس فرواه: الإمام أحمد
(1)
، ورواه - أيضًا -: البزار
(2)
عن عبد الوارث بن عبد الصمد، كلاهما عن عبد الصمد عن عبد الله بن أبي يزيد عنه به، بنحوه
…
وعبد الله بن أبي يزيد هو: المازني، المقرئ، ذكر المزي في تهذيب الكمال
(3)
فيمن روى عنه اثنين، وذكره ابن حبان في الثقات
(4)
، وقال ابن حجر في التقريب
(5)
: (مقبول)، يعني: حيث يتابع، وقد كان؛ فالإسناد: حسن لغيره من هذا الوجه. وموسى هو: ابن أنس بن مالك، وعبد الصمد هو: ابن عبد الوارث.
وأما حديث أبي بكر بن أنس فرواه: الإمام أحمد
(6)
- أيضًا - عن أبي سعيد عن شداد أبي طلحة عن عبيد الله بن أبي بكر عن أبيه به بنحوه، وزاد: قالوا: يا رسول الله، وأولادنا من غيرنا. قال:(وأولاد الأنصار)، قالوا: وموالينا. قال: (وموالي الأنصار)
…
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات
(1)
(20/ 442 - 443) ورقمه/ 13226، وهو في الفضائل له - أيضًا - (2/ 806) ورقمه/ 1451.
(2)
[110/ أ] الأزهرية.
(3)
(16/ 326).
(4)
(7/ 58).
(5)
) ص/ 559) ورقمه/ 3740.
(6)
(10/ 465 - 464) ورقمه/ 13268، وهو في الفضائل له (2/ 789 - 790) ورقمه / 1410، ورواه من طريقه: المزى في تهذيب الكمال (35/ 349).
غير شداد أبي طلحة، وهو: ابن سعيد، متكلم فيه
…
فوثقه ابن معين
(1)
، والإمام أحمد
(2)
، وغيرهما
(3)
. وقال البخاري
(4)
: (ضعفه عبد الصمد بن عبد الوارث)، وقال العقيلي
(5)
: (صدوق في حفظه بعض الشيء، ولا يتابع عليه)، وقال الدارقطني
(6)
: (يعتبر به)، وقال أبو أحمد الحاكم
(7)
: (ليس بالقوي عندهم)، وقال الذهبي في الميزان
(8)
: (صالح الحديث)، وخلص الحافظ في التقريب
(9)
إلى أنه صدوق يخطئ؛ ومنه: فإن طريقه فيها ضعف، وقد توبع من طرق - كما هو ظاهر -، فهي: حسنة لغيرها.
وأما حديث قتادة فرواه: البزار
(10)
عن عمرو بن علي عن يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة به، بنحوه، دون القصة
…
وقال: (وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن أنس غير عمرو بن علي. ولا نعرف هذا الحديث من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس، وإنما يُعرف عن معمر عن قتادة عن أنس) اهـ،
(1)
كما في: الجرح والتعديل (4/ 330) ت/ 1446.
(2)
العلل - رواية: عبد الله - (3/ 137) رقم النص/ 4599.
(3)
انظر: تأريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص/ 168) ت/ 525، والثقات لابن 310)، وإكمال مغلطاي (6/ 223) ت/ 2358.
(4)
التأريخ الكبير (4/ 227 - 228) ت/ 2607.
(5)
الضعفاء (2/ 185) ت/ 707.
(6)
كما في: سؤالات البرقاني له (ص/ 36) ت/ 220.
(7)
كما في: التهذيب (4/ 317).
(8)
(2/ 455) ت/ 3673.
(9)
(ص/ 432) ت/ 2770.
(10)
[97/ أ] الأزهرية.
ثم ساقه عن زهير بن محمد (يعني: ابن قُمير) عن عبد الرزاق عن معمر عنه به، بنحوه، دون القصة
…
وقال: (وهذا الحديث قد أنكروه على عمرو بن علي من حديث يزيد، وكان مقيمًا عليه إلى أن مات) اهـ. ورجال الإسنادين كلهم ثقات، وابن زريع عمن سعيد قبل تغيره -
(1)
والله أعلم -.
وأما حديث عاصم فرواه: البزار
(2)
عن محمد بن موسى القطان الواسطي عن عاصم بن على عن قيس بن الربيع عنه به، بنحوه، مختصرا
…
وقال: (وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عاصم إلّا قيس بن الربيع) اهـ. وقيس مختلف فيه، وقد تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به، ولا يُدرى أهذا من حديثه أم مما أدخل عليه، كما لا يُدرى متى سمع منه عاصم بن علي، وهو: ابن عاصم الواسطي، اتهمه ابن معين
(3)
، وقال ابن سعد
(4)
: (كان ثقة، وليس بالمعروف بالحديث، ويكثر الخطأ فيما حدث)، وقال أبو حاتم
(5)
، وابن حجر
(6)
: (صدوق)، زاد ابن حجر:(ربما وهم).
(1)
انظر: الكواكب (ص/ 195، 196).
(2)
[59/ أ] الأزهرية.
(3)
كما في: الكامل (5/ 234)، وتاريخ بغداد (12/ 249) ت، 6696.
(4)
الطبقات الكبرى (7/ 316).
(5)
كما في: الجرح والتعديل (6/ 348) ت/ 1920.
(6)
التقريب (ص/ 472) ت/ 3084.
وأما حديث ابن سيرين فرواه: الطبراني في الكبير
(1)
عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن عبيد بن يحيى القرشي عن محمد بن عمرو أبي سهل عنه به، بلفظ: (اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، وللكنائن
(2)
، والجيران)
…
ومحمد بن عمرو هو: الأنصاري، الواقفي، ضعيف، ضعفه: يحيى القطان
(3)
، وابن معين
(4)
، وابن نمير
(5)
، وابن عدي
(6)
، والذهبي
(7)
، وغيرهم. والراوي عنه: عبيد بن يحيى القرشي لم أعرفه.
ولكن تابعه: عبادة بن كليب الليثي عند ابن عدي في الكامل
(8)
…
وعبادة صدوق، له مناكير
(9)
؛ فالسند: ضعيف، منجبر بمتابعاته، وشواهده. وقوله في الحديث:(والجيران) يشهد له ما سيأتي عقبه في حديث رفاعة، فهو به: حسن لغيره.
(1)
(1/ 254 - 255) ورقمه/ 735.
(2)
جمع: كَنّة - بالفتح -: امرأة الابن، أو الأخ. وقيل: امرأة الأب، ونحوه. - انظر: المجموع المغيث (من باب: الكاف مع النون)(3/ 81)، ولسان العرب (حرف: النون، فصل: الكاف) 13/ 362.
(3)
كما في: الضعفاء للعقيلى (4/ 110) ت/ 1668.
(4)
التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 532).
(5)
كما في: الميزان (5/ 120) ت/ 8017.
(6)
الكامل (6/ 225).
(7)
الديوان (ص/ 368) ت / 3911.
(8)
(6/ 225).
(9)
انظر: الجرح والتعديل (7/ 45) ت/ 252، و تهذيب الكمال (14/ 266) ت/ 3148، والمغني (1/ 330) ت / 3088، والتقريب (ص / 480) ت/ 3137.
ولقوله: (وللكنائن) شاهد من حديث عبد الرحمن بن أبي صعصعة، رواه: أبو نعيم في المعرفة
(1)
بسنده عن الهيثم بن جميل عن عبد الله بن المثنى عن قيس بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، يرفعه:(اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، ولكنائن الأنصار)
…
وعبد الله بن المثنى هو: ابن عبد الله الأنصاري، ضعيف الحديث
(2)
. وقيس بن عبد الله لم أقف على ترجمة له.
وأما حديث المنيب بن عبد الله فرواه: الطبراني في الأوسط
(3)
، وفي الصغير
(4)
من طريق أحمد بن ثابت الجحدري عن محمد بن خالد بن عَثْمة
(5)
(1)
.
(2)
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 137) ت/ 2098، والتقريب (ص/ 540) ت/ 3596.
(3)
(7/ 27 - 28) ورقمه/ 6042 عن محمد بن يونس العُصْفري، وَ (2/ 294 - 295) ورقمه/ 1516 عن أحمد (يعني: ابن محمد بن صدقة) كلاهما عن أحمد بن ثابت به، بمثله.
(4)
(1/ 148) ورقمه/ 346 عن الحسن بن علي بن دلويه البغدادي عن أحمد بن ثابت به، بمثله.
(5)
بفتح العين، وسكون الثاء المعجمة - بثلاث -. - الإكمال (6/ 142).
والحديث رواه: ابن أبي عاصم في السنة (2/ 551) ورقمه/ 1189 عن الحسين بن علي وأحمد بن عثمان، كلاهما عن محمد بن خالد بن عثمة به، ورواه النسائي في خصائص علي (ص/ 28) ورقمه/ 9 بالسند نفسه عند البزار، وباختلاف في اللفظ، ولفظه سمعت رسول الله - صلى الله عليه رسلم - يوم الجحفة، وأخذ بيد علي، فخطب، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:(يا أيها الناس، إني وليكم). قالوا صدقت، يا رسول الله، ثم أخذ بيد علي، فرفعها، وقال: (هذا وليي، والمؤدي عني، وإن الله موال من =
عن عبد الله بن المنيب
(1)
عن أبيه به، بلفظ: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم اغفر للأنصار، ولأزواج الأنصار، وذراريهم)
…
قال في الأوسط: (لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن المنيب إلّا محمد بن خالد بن عثمة)، زاد في الصغير:(تفرد بن أحمد بن ثابت). ومحمد بن خالد بن عثمة صالح الحديث
(2)
، وقال الحافظ
(3)
: (صدوق يخطئ)، والمنيب بن عبد الله هو: ابن أبي أمامة الأنصاري، قال الذهبي
(4)
: (ما علمت عنه راويًا سوى ولده عبد الله)، وذكره ابن حبان في الثقات
(5)
، وقال ابن حجر
(6)
: (مقبول)
…
فالسند: ضعيف.
فكل طرق هذ الحديث ضعفها يسير، فالحديث بمجموعها، وشواهدها صالح لأن يرتقي إلى درجة: الحسن لغيره، دون ما نبهت على نكارته - والله الموفق -.
= والاه، ومعاد لمن عاداه)
…
هذا لفظ النسائي، ولابن أبى عاصم نحوه. ورواه النسائي مرة في الخصائص (ص/ 113 - 114) ورقمه/ 94 بسنده عن معن، وبسنده - أيضًا - (ص/ 114) ورقمه/ 95 عن ابن عثمة، كلاهما من موسى بن يعقوب به، بنحو اللفظ السابق.
(1)
والحديث من طريق ابن المنيب رواه - أيضًا -: الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 375).
(2)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (25/ 143) ت/ 5179.
(3)
التقريب (ص/ 840) ت/ 5884.
(4)
الميزان (5/ 317) ت / 8808.
(5)
(7/ 509).
(6)
التقريب (ص/ 974) ت/ 6967.
409 -
[74] عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهمَّ اغفرْ للأنصارِ، ولِذَرارِي الأنصارِ، ولذرارِي ذرارِيهِم، ولجِيرَانِهِم).
رواه: البزار
(1)
- وهذا لفظه -، والطبراني في الكبير
(2)
، كلاهما من طريق زيد بن الحباب عن هشام بن هارون المدني الأنصاري عن معاذ بن رفاعة عن أبيه به
…
وللطبراني: (اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولذراريهم، ولجيرانهم). قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن رفاعة بن رافع إلّا من هذا الوجه، بهذا الإسناد، وإسناده حسن) اهـ. وأورده تور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وقال - وقد عزاه إلى البزار، والطبراني -:(ورجالهما رجال الصحيح هشام بن هارون وهو ثقة) اهـ. وهشام بن هارون هذا لم أر أحدًا روى عنه غير زيد بن الحباب
(4)
، ترجم
(1)
(9/ 185) ورقمه/ 3734 عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، وَعن بشر بن آدم، كلاهما عن زيد بن الحباب (وهو: العكلي) به.
(2)
(5/ 41 - 42) ورقمه/ 4534 عن عبيد بن غنام عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعن إبراهيم بن هاشم البغوي عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة، كلاهما عن زيد به، بنحوه. والحديث في مصنف ابن أبي شيبة (7/ 544) ورقمه/ 27، وزاد فيه:(ولمواليهم). ورواه عنه: البغوي في معجمه (2/ 333) ورقمه/ 683 وقرن به: أحمد بن محمد القطان. ورواه من طريق ابن أبى شيبة - أيضًا -: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 272 ورقمه/ 7283). والحديث رواه من طرق أخرى عن زيد بن الحباب: المزي في تهذيبه (30/ 262 - 263).
(3)
(10/ 40).
(4)
وانظر: تهذيب الكمال (30/ 262) ت/ 6589.
له البخاري
(1)
، وابن أبي حاتم
(2)
، و لم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات
(3)
، وهو معروف بتوثيق المجاهيل - وهشام منهم -، وأورده الذهبي في الميزان
(4)
، وقال:(لا يعرف)، وقال ابن حجر
(5)
: (مجهول) اهـ.
ولم ينفرد بهذا الحديث
…
فقد رواه: الطبراني في الكبير
(6)
عن العباس بن الفضل الأسفاطي عن إبراهيم بن يحيى الشجري عن أبيه عن عبيد بن يحيى عن معاذ بن رفاعة به، بمثل حديثه من طريق هشام بن هارون، وزاد بعد قوله (ولأبناء الأنصار):(ولأبناء أبناء الأنصار)
…
والعباس بن الفضل لا أعرف حاله جرحًا، ولا تعديلًا. وإبراهيم بن يحيى هو: ابن محمد بن عباد الشجري
(7)
، هو وأبوه ضعيفان، وكان أبوه ضريرا يتلقن. وطريقا الحديث كل واحدة منهما صالحة لجبر الأخرى، فالحديث بهما: حسن لغيره.
والحديث دون قوله: (ولجيرانهم) حسن لغيره بشواهده المتعددة، المخرج بعضها في هذا المبحث. وقوله فيه:(ولجيرانهم) حسن لغيره من
(1)
التأريخ الكبير (8/ 198) ت/ 2691.
(2)
الجرح والتعديل (9/ 69) ت/ 266.
(3)
(7/ 569).
(4)
(5/ 430) ت/9245.
(5)
التقريب (ص/ 1023) ت/ 7356.
(6)
(5/ 41) ورقمه/ 4533.
(7)
انظر ترجمته في: الجرح والتعديل (2/ 147) ت/ 482، والتهذيب (1/ 176)، تقريبه (ص/ 118) ت/ 270.
الطريقين المتقدمتين، وتقدم ما يشهد لها من حديث أنس بن مالك - قبل هذا -، فانظره.
410 -
[75] عن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهمَّ اغفرْ للأنصارِ، ولأبناءِ الأنصارِ، ولأبناءِ أبناء الأنصَار).
رواه: الطبراني في الكبير
(1)
عن أحمد بن عمر البزار عن عمرو بن مالك الراسبي عن هشام بن عبد الله بن عكرمة عن صالح بن محمد بن زائدة عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وقال - وقد عزاه إليه -:(وفيه: صالح بن محمد بن زائدة، وهو ضعيف)، وهو كما قال، ضعفه: ابن معين
(3)
، وابن مهدي
(4)
، وابن المديني
(5)
، والبخاري
(6)
، وأبو حاتم
(7)
، وغيرهم
(8)
. والراوي عنه: هشام بن عبد الله بن عكرمة هو: المخزومي، قال ابن حبان
(9)
: (لا يعجبني
(1)
(4/ 85 - 86) ورقمه/ 3722.
(2)
(10/ 41).
(3)
التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 265).
(4)
كما في: الضعفاء للعقيلي (2/ 202) ت/ 729.
(5)
كما في: سؤالات ابن أبي شيبة له (ص/ 91) ت/ 86.
(6)
الضعفاء الصغير (ص/ 121) ت/ 168.
(7)
كما في: الجرح والتعديل (4/ 412) ت/ 1810.
(8)
انظر: الضعفاء لأبي زرعة (2/ 440) والكامل لابن عدي (4/ 58)، والضعفاء للدارقطني (ص/ 247) ت/ 290، والديوان (ص/ 192) ت/ 1930.
(9)
المجروحين (3/ 91).
الاحتجاج بخبره إذا انفرد)، وأورده ابن الجوزي
(1)
، والذهبي
(2)
في الضعفاء. يرويه عنه: عمرو بن مالك الراسبي، وهو ضعيف، ترك حديثه غير واحد، وله أحاديث سرقها عن قوم ثقات
(3)
. وعليه فالحديث: ضعيف إسنادًا من هذا الوجه، بإحسان الظن بعمرو بن مالك، وأن الحديث عنده رواية. ومتن الحديث: قد صح من طرق جماعة من الصحابة رضي الله عنهم خرجت عددًا من أحاديثهم هنا، فهو بها: حسن لغيره.
411 -
[76] عن عوف بن
(4)
سلمة الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهمَّ اغفرْ للأنصارِ، ولأبناءِ الأنصارِ، ولأبناء أبناءِ الأنصَارِ، ولِمَوَالي الأنصَار).
رواه: الطبراني في الكبير
(5)
عن إبراهيم بن دحيم الدمشقي عن أبيه، وَعن أبي مسلم الكشي عن سليمان بن داود الشاذكوني، كلاهما عن محمد بن إسماعيل عن ابن أبي فُدَيْك
(6)
عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي
(1)
الضعفاء (3/ 175) ت/ 3600.
(2)
الديوان (ص/ 419) ت/ 4471، والمغنى (2/ 711) ت/ 6753.
(3)
انظر: الجرح والتعديل (6/ 259) ت/ 1428، والديوان (ص/ 305) ت/ 3208.
(4)
وقع في المعجم: (أبي)، وهو تحريف.
(5)
(18/ 81 - 82) ورقمه/ 152.
(6)
ورواه: ابن قانع في المعجم (2/ 305) بسنده عن إبراهيم بن عرعرة، ورواه: أبو نعيم في المعرفة (4/ 2204 - 2205) ورقمه/ 5521 بسنده عن أبي مسلم عن =
حبيبة عن عوف بن سلمة بن عوف عن أبيه عن جده به
…
وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(1)
، وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه من لم أعرفهم) اهـ، ولعله يقصد عوف بن سلمة، وأباه؛ فإني لم أقف على ترجمة لأي منهما.
والحديث أورده ابن عبد البر في الاستيعاب
(2)
عن إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي حبيبة به، ثم قال:(إسناده كله ضعيف). كما أورده ابن حجر في الإصابة
(3)
، وعزاه إلى: البغوي، وابن السكن، وابن منده، وقال:(قال ابن السكن: ابن أبي حبيبة هو: إبراهيم - يعني: ابن إسماعيل - ليّن الحديث) اهـ. ومنه فالحديث: ضعيف إسنادا من هذا الوجه. ووقعت بعض طرقه من طريق الشاذكوني، وتقدم أنه هو متروك. والحديث وارد من غير طريقه.
والحديث عدا قوله فيه: (ولموالي الأنصار) ثبت من طرق كثيرة جدًّا خرجتها هنا. وقوله: (ولموالي الأنصار) ضعيف إسنادًا من هذا الوجه، وصح من حديث أنس عند مسلم - وتقدم -
(4)
، فهو به: حسن لغيره. ويحتمل أن يشهد له ما تقدم في حديث رفاعة بن رافع رضي الله عنه، فيرتقي إلى درجة: الحسن لغيره، ويؤيد هذا أن أتباع الأنصار منهم - كما سيأتي
= الشاذكوني، ثم ساقه، وابن الأثير في أسد الغابة (4/ 11) بسنديهما عن دحيم، كلاهما عن ابن أبي فديك به.
(1)
(10/ 41).
(2)
(3/ 131 - 132).
(3)
(3/ 42) ت/ 5098.
(4)
برقم/406.
في حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه
(1)
-، ومن أتباعهم: مواليهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم:(اللهم اغفر للأنصار)، في أحاديث كثيرة.
412 -
[77] عن عمرو بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رحمَ الله الأنصارَ، وأبناءَ الأنصارِ، وأبناءَ أبناءِ الأنصَار).
رواه: ابن ماجه
(2)
عن أبي بكر بن أبي شيبة عن خالد بن مخلد عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده به
…
وأورده البوصيري في زوائد ابن ماجه
(3)
، وقال:(هذا إسناد ضعيف؛ فيه: كثير بن عبد الله، وهو متهم) اهـ. وكثير بن عبد الله قليل الحديث، كذبه: الشافعي، وابن حبان، ووهاه الإمام أحمد، وغيره. وأبوه لا أعرف أحدًا روى عنه سوى ابنه، ترجم له البخاري، وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات - على عادته -، وهو معروف بالتساهل. وقال ابن حجر في التقريب:(مقبول) - يعني: إذا توبع، وإلا فلين الحديث، كما هو اصطلاحه -، ولم أر من تابعه على لفظه.
والمعروف في لفظ الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم اغفر للأنصار
…
)، بدل قول كثير بن عبد الله عن أبيه فيه: (رحم
(1)
برقم/416.
(2)
في المقدمة (فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل الأنصار) 1/ 58 ورقمه/ 165.
(3)
مصباح الزجاجة (1/ 66) ورقمه/ 61.
الله الأنصار
…
)، وقولهما هذا لم يتابعهما عليه أحد - فيما أعلم -، فهى لفظة منكرة. والحديث أورده الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه
(1)
، وقال:(ضعيف جدًّا بهذا اللفظ).
413 -
[78] عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهمَّ اغفرْ لِلأنصَارِ، وأبناءِ الأنصَارِ، ولموَالي الأنصَار).
هذا الحديث رواه: الطبراني في الأوسط
(2)
عن محمد بن جابان عن محمود بن غيلان عن يحيى بن آدم عن زهير عن جابر عن عدي بن ثابت عن البراء به
…
وقال: (لم يرو هذا الحديث عن جابر إلا زهير، تفرد به يحيى بن آدم) اهـ. وجابر هو: ابن يزيد الجعفي، متروك الحديث، متهم، ومدلس لم يصرح بالتحديث. ومحمد بن جابان - شيخ الطبراني - هو: الجنديسابوري
(3)
، لم أقف على ترجمة له. فالإسناد: واهٍ؛ لحال جابر. ومحمود هو: المروزي، ويحيى هو: القرشي. وزهير هو: ابن معاوية الجعفي.
(1)
(ص/ 13) رقم/ 30.
(2)
(8/ 104) ورقمه/ 7209.
(3)
كما في: طبقة تلاميذ محمود بن غيلان في تهذيب الكمال (27/ 307).
414 -
[79] عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (نزلت هذه الآية فينا: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا}
(1)
، بني سلمة، وبني حارثة، وما أحب أنها لم تنزل، والله يقول:{وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} .
رواه: البخاري
(2)
- وهذا لفظه - عن محمد بن يوسف، كما رواه: عن
(3)
على بن عبد الله، ورواه - أيضًا -: مسلم
(4)
عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وأحمد بن عبدة، أربعتهم عن سفيان بن عيينة
(5)
عن عمرو عنه به
…
وعمرو هو: ابن دينار.
415 -
[80] عن غيلان بن جرير قال: قلت لأنس رضي الله عنه: أرأيت اسم الأنصار
(6)
، كنتم تسمّون به، أم سماكم الله؟
(1)
من الآية: (122)، من سورة: آل عمران.
(2)
في (كتاب: المغازي، باب: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}) 7/ 413 ورقمه/ 4501.
(3)
في (كتاب: التفسير، باب: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا}) 8/ 73 ورقمه/ 4558.
(4)
في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل الأنصار رضي الله عنهم) 4/ 1948 ورقمه/ 2505.
(5)
الحديث رواه - أيضًا - من طريق سفيان بن عيينة: الطبرى في تفسيره (7/ 167) رقم/ 7728، 7729، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 277 ورقمه/ 7288)، والبيهقى في دلائل النبوة (3/ 221)، والبغوي في تفسيره (1/ 347)
…
وانظر: الدر المنثور للسيوطي (2/ 305).
(6)
جمع: (ناصر)، واللام فيه للعهد؛ أي: أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم =
قال: (بَلْ سَمّانَا الله)
(1)
.
رواه: البخاري
(2)
عن موسى بن إسماعيل
(3)
عن مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير به
…
وموسى بن إسماعيل هو: المنقري. ومهدي، وغيلان هما: المعوليان
(4)
، البصريان.
- وتقدم
(5)
من حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه عند الطبراني في معجمه الكبير، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مخاطبًا الأنصار في كلام فيه طول:( .. وسماكم بأحسن الأسماء: أنصار الله، وأنصار رسوله)، وإسناده ضعيف، وهو بذا: حسن لغيره - كما تقدم -.
=، وهم: الأوس، والخزرج، ابني حارثة بن ثعلبة، وحلفاؤهم، ومواليهم. وخصوا بهذا الاسم لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبي صلى الله عليه وسلم، ونصرهم له.
- انظر: التوضيح لابن الملقن (ص/ 408)، والفتح (1/ 81)، وَ (7/ 138).
(1)
كما في قوله - جل وعلا -: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} ، وقوله:{لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} ، من الآيتين:(100، 117)، من سورة: التوبة. وانظر: الآيتين (72، 74)، من سورة: الأنفال. وقال قتادة (كما في: الاستبصار ص/ 27) في قوله - تعالى - في سورة: الصف (من الآية: 14): {كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} : (قد كان ذلك - بحمد الله - جاءه سبعون رجلًا، فبايعوه عند العقبة، فنصروه، وأووَه، حتى أظهر الله دينه. ولم يسم حي من الناس باسم لم يكن لهم إلّا هم) اهـ.
(2)
في (كتاب: مناقب الأنصار، باب: مناقب الأنصار) 7/ 137 ورقمه/ 3776.
(3)
وكذا رواه: ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 7)، والانباه (ص/ 107) بسنده عن عفان، وموسى بن إسماعيل، كلاهما عن مهدي بن ميمون به.
(4)
المعولي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الواو، وفي آخرها اللام
…
نسبة إلى: معولة، وهو بطن من الأزد. - انظر: الأنساب (5/ 348).
(5)
ورقمه/ 346.
416 -
417 - [81 - 82] عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قالت الأنصار: يا رسول الله، لكل نبي أتباع، وإنا قد اتّبعناك، فادع الله أن يجعل أتباعنا
(1)
منا. فَدَعَا بِه.
رواه: البخاري
(2)
عن محمد بن بشار عن غندر - واللفظ له -، ورواه: الطبراني في الكبير
(3)
عن عثمان بن عمر الضبي عن عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة عنه به
…
ووقع في آخره عند البخاري: (فنميت ذلك إلى ابن أبي ليلى، فقال: قد زعم ذلك زيد) اهـ، والقائل هو: عمرو بن مرة. وابن أبي ليلى هو: عبد الرحمن
(4)
. والحديث رواه - أيضًا -: البخاري
(5)
عن آدم
(6)
، ورواه: الإمام أحمد
(7)
عن محمد بن جعفر
(8)
،
(1)
أي: من الحلفاء، والموالي
…
أي: يقال لهم: الأنصار؛ حتى تتناولهم الوصية بالإحسان إليهم، ونحو ذلك.
- انظر: الفتح (7/ 143).
(2)
في (كتاب: مناقب الأنصار، باب: أتباع الأنصار) 7/ 143 ورقمه/ 3787.
(3)
(5/ 169) ورقمه/ 4977، بنحوه.
(4)
الفتح (7/ 143).
(5)
في الموضع المتقدم من صحيحه (7/ 143) ورقمه/ 3788.
(6)
ورواه: الحاكم في المستدرك (4/ 85) بسنده عن آدم به، وقال:(صحيح الإسناد، ولم يخرجاه) اهـ، ووافقه الذهبي في التلخيص (4/ 85)! والحديث للبخاري عن آدم؟!
(7)
(32/ 85) ورقمه/ 19336.
(8)
ورواه: ابن أبى شيبة في المصنف (12/ 161) - وعنه: ابن أبى عاصم في الآحاد (3/ 368) ورقمه/ 1769 - عن محمد بن جعفر به.
كلاهما عن شعبة
(1)
عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة قال: (قالت الأنصار: يا رسول الله، إن لكل قوم أتباع، وإنا قد تبعناك، فادع الله عز وجل أن يجعل أتباعنا منا). قال: فدعا لهم أن يجعل أتباعهم منهم. قال: فنميت ذلك إلى ابن أبي ليلى، فقال: زعم ذلك زيد - يعني: ابن أرقم -
…
هذا لفظ الإمام أحمد، وللبخاري نحوه، وفيه: فقال: (اللهم اجعل أتباعهم منهم). قال عمرو: فذكرته لابن أبي ليلى، قال: قد زعم ذاك زيد. قال شعبة: أظنه زيد بن أرقم. اهـ. وأبو حمزة هو: طلحة بن يزيد الأنصاري، صحابي معروف، .. ولعل حديثه هذا مرسل صحابي - وهو حجة -. وآدم هو: ابن أبي إياس.
418 -
[83] عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (جمعَ القُرآنَ
(2)
علَى عهدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أربعةٌ، كلُّهمْ مِنَ الأنصَارِ
(3)
: أُبَيٌ، ومعاذُ بنُ جبَل، وأبُو زيدٍ
(4)
، وزيدُ بنُ ثَابِت).
(1)
ورواه عن شعبة: أبو داود الطيالسي في مسنده (3/ 93) ورقمه/ 675
…
وكذا رواه: البغوي في الجعديات (1/ 286) ورقمه/ 86 بسنده عن شعبة به.
(2)
أي: استظهره حفظا. - الفتح (7/ 159).
(3)
وقرأه جماعة من غير الأنصار، ومنهم: عبد الله بن مسعود، وسالم - مولى أبى حذيفة -، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وغيرهم. انظر: الاستيعاب (1/ 282)، و (3/ 224).
(4)
هو: أحد عمومة أنس - كما سيأتي -. قيل اسمه: أوس. وقيل هو: ثابت بن زيد. وقيل هو: سعد بن عبيد بن النعمان - وسيأتي حديثه عقب هذا، فانظره - وقال الواقدي هو: قيس بن السكن بن زعور بن حرام الأنصاري النجاري). قال الحافظ في الفتح (7/ 160): (ويرجحه: قول أنس: "أحد عمومتي"؛ فإنه من قبيلة بني حرام) اهـ.
- وانظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (5/ 10)، و (7/ 27)، و (3/ 513)، =
هذا الحديث رواه: البخاري
(1)
، والترمذي
(2)
، كلاهما عن محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد، ورواه: مسلم
(3)
عن محمد بن المثنى، ورواه: أبو يعلى
(4)
عن أحمد، كلاهما عن أبي داود، ورواه - أيضًا -
(5)
: عن عبيد الله عن خالد بن الحارث، ثلاثتهم عن شعبة
(6)
، ورواه: البخاري
(7)
- أيضًا - عن حفص بن عمر، ورواه: مسلم
(8)
عن أبي داود سليمان بن معبد عن عمرو بن عاصم، ورواه: أبو يعلى
(9)
عن هدبة بن خالد، ثلاثتهم (حفص، وعمرو، وهدبة) عن همام، كلاهما عن قتادة عنه به
…
قال عقب حديث شعبة: (قلت [يعني: قتادة]: من أبو زيد؟ قال: أحد
= والاستيعاب (3/ 223 - 224) والإصابة (2/ 31) ت/ 3176.
(1)
في (كتاب: مناقب الأنصار، باب: مناقب زيد بن ثابت رضي الله عنه) 7/ 159 ورقمه/ 3810.
(2)
في (باب: مناقب معاذ بن جبل .. ، من كتاب: المناقب) 5/ 625 ورقمه/ 3794.
(3)
في (باب: من فضائل أبي بن كعب، وجماعة من الأنصار - رضي الله تعالى عنهم -، من كتاب: فضائل الصحابة) 4/ 1914 ورقمه/ 2465.
(4)
(6/ 22) ورقمه/ 3255.
(5)
(5/ 467) ورقمه/ 3198.
(6)
ورواه: النسائي في الفضائل (ص/ 164) ورقمه/ 181 بسنده عن ابن إدريس عن شعبة به، بفضل أبى زيد - وحده -.
(7)
في (كتاب: فضائل القرآن، باب: القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) 8/ 663 ورقمه / 5003.
(8)
في الموضع المتقدم من كتاب الفضائل (4/ 1914 - 1915).
(9)
(5/ 258) ورقمه/ 2878، ومن طريقه: أبو نعيم في المعرفة (3/ 236 - 237) ورقمه/ 1323.
عمومتي). وقال البخاري عقب حديث همام: (تابعه الفضل عن حسين بن واقد عن ثمامة عن أنس). ويحيى - في أحد الإسنادين - هو: ابن سعيد القطان، وهمام هو: ابن يحيى العوذي. وقتادة هو: ابن دعامة. وأحمد هو: الدورقي. وأبو داود هو: الطيالسي. وعبيد الله هو: ابن عمر القواريري.
ورواه: البخاري
(1)
- أيضًا - عن معلى بن أسد عن عبد الله بن المثنى عن ثابت البناني، وثمامة
(2)
، كلاهما عن أنس قال:(مات النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد)
…
ذكر أبا الدرداء بدل: أُبي بن كعب. قال الإسماعيلي: (هذان الحديثان مختلفان، ولا يجوزان في الصحيح، مع تباينهما، بل الصحيح أحدهما). وجزم البيهقي بأن ذكر أبي الدرداء وهم، والصواب: أبي بن كعب، وقال الداودي: إلا أرى ذكر أبي الدرداء محفوظا) اهـ. وأجاب الحافظ بأن البخاري أشار إلى عدم الترجيح باستواء الطرفين. فطريق قتادة على شرطه، وقد وافقه عليها ثمامة - في إحدى الروايتين عنه -. وطريق ثابت - أيضًا - على شرطه، وقد وافقه عليها - أيضًا - ثمامة - في الرواية الأخرى -. وباحتمال أن يكون أنس حدث بهذا الحديث في وقتين، فذكره مرة: أبي بن كعب؛ ومرة بدله: أبا الدرداء. وبأن ابن أبي داود
(3)
روى من طريق محمد بن كعب القرظي
(1)
في الموضع المتقدم من فضائل القرآن (8/ 663) رقم/ 5004.
(2)
وكذا رواه: أبو نعيم في المعرفة (3/ 237) ورقمه/ 1324 بسنده عن الحسين بن واقد عن ثمامة به.
(3)
لم أر هذا الأثر في المقدار المطبوع من كتاب: المصاحف، لابن أبي داود.
قال: (جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة من الأنصار: معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وأبو أيوب الأنصاري)، قال:(وإسناده حسن، مع إرساله. وهو شاهد جيد لحديث عبد الله بن المثنى في ذكر أبي الرداء، وإن خالفه في العدد والمعدود). وبما رواه
(1)
- أيضًا -: من طريق الشعبي قال: (جمع الفرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة، منهم: أبو الدرداء، ومعاذ، وأبو زيد، وزيد بن ثابت). قال الحافظ: (وهؤلاء الأربعة هم الذين ذكروا في رواية عبد الله بن المثنى، وإسناده صحيح مع إرساله)، ثم قال:(فلله درّ البخاري، ما أكثر اطلاعه! وقد تبيّن بهذه الرواية المرسلة قوة رواية عبد الله بن المثنى، وأن لروايته أصلًا - والله أعلم -)
(2)
اهـ.
وجاء الحديث أطول من هذا، جاء بلفظ: (افتخر الحيان من الأنصار: الأودس، والخزرج، فقالت الأوس: "منا غسيل الملائكة: حنظلة بن الراهب، ومنا من اهتز له عرش الرحمن: سعد بن معاذ، ومنا من حمته الدبْر
(3)
: عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح، ومنا مَن أجيزت شهادته بشهادة رجلين: خزيمة بن ثابت". وقال الحزرجيون: "منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم: زيد بن ثابت، وأبو زيد، وأُبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل").
(1)
وهذا كالذي قبله، لم أره.
(2)
انظر في هذا: الفتح (8/ 669).
(3)
- بسكون الباء الموحدة -: ذكور النحل. - انظر: النهاية (باب: الدال مع الباء) 2/ 99، والاستيعاب (3/ 132)، وهدي الساري (ص/ 121).
رواه بهذا اللفظ: البزار
(1)
عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي
(2)
، وَعن
(3)
محمد بن يحيى وَيعقوب بن إبراهيم بن كثير، ورواه: أبو يعلى
(4)
عن محمد بن عبد الله الأزدي، ورواه: الطبراني في الكبير
(5)
عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن يحيى بن معين، خمستهم عن عبد الوهاب بن عطاء
(6)
عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عنه به
…
قال البزار: (الدَّبْر: هذه الزنابير الكبار، الحمر
(7)
)، وقال الطبراني في حديثه: قلت لأنس من أبو زيد؟ قال: (أحد عمومتي). وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(8)
، وقال:(في الصحيح منه الذين جمعوا القرآن فقط. رواه: أبو يعلى، والبزار، والطبراني، ورجالهم رجال الصحيح) اهـ. وعبد الوهاب بن عطاء هو: الخفاف
(1)
كما في كشف الأستار (3/ 303) ورقمه/ 2802.
(2)
ومن طريق الدورقي رواه - أيضًا -: ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 282).
(3)
[98/ ب - 99/ أ] الأزهرية.
(4)
(5/ 329 - 330) ورقمه/ 2953 - ومن طريقه: الضياء في المختارة (7/ 136 - 137) ورقمه/ 2570 - .
(5)
(4/ 10) ورقمه/ 3488 - ومن طريقه: الضياء في المختارة (7/ 138 - 139) ورقمه/ 2572 - .
(6)
ورواه: الحاكم في المستدرك (4/ 80) بسنده عن يحيى بن أبي طالب، ورواه: الضياء في المختارة (7/ 137 - 138) ورقمه/ 2571 بسنده عن إبراهيم بن سعيد، كلاهما عن عبد الوهاب بن عطاء به
…
قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) اهـ، ووافقه الذهبي في التلخيص (4/ 80)
…
والطرف الثاني من الحديث عند البخاري - كما تقدم -، ولإسناد الحاكم علة - سيأتي بيانها -.
(7)
ويقال: هي جماعة النحل، كما في: الموضعين المتقدمين من النهاية، وهدى الساري.
(8)
(10/ 41).
البصري، وثقه الجماعة
(1)
، وقال البخاري
(2)
، والنسائي
(3)
: (ليس بالقوي)، زاد البخاري:(عندهم، وهو يحتمل)، وقال مرة
(4)
: (كان يدلس عن ثور، وأقوام أحاديث مناكير) اهـ، لكنه من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة
(5)
، ثم هو مدلس، عده ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين
(6)
، وانتفت شبهة تدليسه بتصريحه بالتحديث عند البزار، وأبي يعلى. وسعيد بن أبي عروبة اختلط، وسماع عبد الوهاب بن عطاء منه قبل الاختلاط
(7)
، لكنه يدلس، ولم يصرح بالتحديث عن شيخه قتادة، وهو: ابن دعامة، وهو مدلس مثله، ولم يذكر سماعًا في حديثه هذا عن أنس
…
فالإسناد: ضعيف. وتقدم الطرف الثاني - في هذا الحديث - عند البخاري.
وروى هذا الطرف - أيضًا -: الطبراني في الأوسط
(8)
عن محمد بن يعقوب عن يعقوب بن إسحاق
(1)
انظر: التاريخ لابن معين - رواية: الدوري - (2/ 379) والثقات لابن حبان (7/ 133)، تهذيب الكمال (18/ 509) ت/ 3605.
(2)
الضعفاء الصغير (ص/ 156) ت/ 233.
(3)
الضعفاء (ص/ 208) ت/ 374.
(4)
كما في: التهذيب (6/ 452 - 453).
(5)
انظر: تأريخ بغداد (11/ 21) ت/ 5688، تهذيب الكمال (18/ 519) ت/ 3605.
(6)
انظر: تعريف أهل التقديس (ص/ 41) ت/ 85.
(7)
انظر: شرح العلل لابن رجب (2/ 744، 745 - 746)، والكواكب النيرات (ص/ 196).
(8)
(8/ 358 - 359) ورقمه / 7731.
عن معلى بن أسد
(1)
العمّي عن عبد الله ابن المثنى عن ثابت البناني وَثمامة عن أنس به
…
وقال: (لم يرو هذا الحديث عن ثمامة إلا عبد الله بن المثنى، ولا عن عبد الله إلا معلى بن راشد، تفرد به أبو يوسف) اهـ. وعبد الله بن المثنى هو: ابن عبد الله بن أنس بن مالك، وثقه غير واحد، وضعفه النسائي، والعقيلي، وغيرهما. وقال ابن حجر:(صدوق كثير الغلط)، وحديئه هذا جاء من طريقين - كما تقدم -، والإسناد: لا بأس به. وثمامة هو: ابن عبد الله بن أنس.
419 -
422 - [84 - 85] عن سعد بن عبيد رضي الله عنه قال: (جمعَ القُرآنُ ستَةٌ
(2)
منْ أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، كلُّهُمْ مِنَ الأنصَارِ: أُبَيُّ بنُ كعبٍ، ومعاذُ بنُ جبَلٍ، وزيدُ بنُ ثابِت، وأبو زَيدٍ، وسعدُ بنُ عُبَيد
(3)
).
(1)
وقع في المطبوع: (راشد)، وهو تحريف.
(2)
تقدم في حديث أنس: (جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة، كلهم من الأنصار
…
)، وقد أجاب بعض أهل العلم عن هذا الاختلاف، مع ما ثبت أن بعض المهاجرين جمعه - أيضًا - بأجوبة عدة
…
منها: أن العدد لا مفهوم له. أو أن المراد إثبات ذلك للخزرج دون الأوس - كما تقدم في بعض طرق حديث أنس، في المفاخرة. أو أن أنسًا إنما اقتصر على البعض - أحيانًا -؛ لتعلق غرضه بهم. - انظر: الفتح (8/ 667 - 668).
(3)
وهو: ابن النعمان، من الأوس (كما في: الإصابة 2/ 31 ت/ 3176). وتقدم في حديث المفاخرة أن أنسًا سمي فيه جماعة من الخزرج، ولعل هذا يؤيد أن العدد المذكور في الحديث لا مفهوم له، ذكره أنس من باب المقابلة للعدد المذكور في مفاخرة الأوس لهم - والله أعلم -. والحظ هنا أنه ما عد إلا خمسة؟
رواه: الطبراني في الكبير
(1)
عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن الثوري، وعن محمد بن عبد الله الحضرمي عن يحيى بن عبد الحميد عن قيس بن الربيع، كلاهما عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وقال - وقد عزاه إليه -:(وفي إسناده يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو ضعيف) اهـ. والحماني إنما هو في أحد إسنادي الطبراني إلى قيس بن مسلم - وهو: أبو عمرو الجدلي -، والحماني اتهم بسرقة الحديث. حدث به عن قيس بن الربيع، وهو: أبو محمد الأسدي، قدمت أنه تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به.
والإسناد الآخر حدث به إسحاق بن إبراهيم - وهو: الدبري - عن عبد الرزاق - وهو: ابن همام -. وعبد الرزاق اختلط
(3)
، وإسحاق سمع منه بعد اختلاطه، وله أحاديث عنه مستنكرة، وما كان صاحب حديث
(4)
. وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك سعد بن عبيد؛ لأن سعدًا مات بعد القادسية، زمن عمر بن الخطاب، سنة: ست عشرة
(5)
، وابن أبي ليلى ولد لست ليالٍ بقين من خلافة عمر
(6)
…
ومعلوم أن عمر رضي الله عنه مات في ذي
(1)
(6/ 54) ورقمه/ 5493.
(2)
(10/ 42).
(3)
انظر: الكواكب النيرات (ص/ 266) ت/ 34.
(4)
انظر: الميزان (1/ 181) ت/ 731، والكواكب النيرات (ص/ 266) ت/ 34، و (ص/ 275).
(5)
انظر: تأريخ خليفة (ص/ 133)، وتأريخ ابن زبر (1/ 101).
(6)
انظر: التأريخ الكبير للبخاري (5/ 368) ت / 1164، والمراسيل لابن أبي =
الحجة، سنة: ثلاث وعشرين
(1)
. ومما سبق يتبين أن إسناد الحماني إلى قيس بن مسلم: واه، وإسناد الدبري: ضعيف؛ لأنه سمع بأخرة من عبد الرزاق، ولأن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك سعد بن عبيد. والطريقان المتقدمتان يصلح كل واحد منهما لجبر الآخر، فالحديث بمجموعهما: حسن لغيره.
وتقدم في رواية لحديث أنس عند البخاري ذكر هولاء عدا سعد بن عبيد. وجاء في رواية أخرى للحديث عند البخاري - أيضًا - بذكر أبي الدرد اء، بدل: أُبي.
وروى الطبراني في الكبير
(2)
- أيضًا - مثله عن محمد بن عبد الله عن عثمان بن أبي شيبة عن هشيم عن داود بن أبي هند، وإسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة قال: جمع القرآن
…
فذكره. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وقال - وقد عزاه إليه -:(وهو منقطع، ولم يعد غير خمسة من الستة) اهـ
…
ورجال الإسناد ثقات، محمد بن عبد الله هو: الحضرمي. وعثمان هو: ابن محمد بن إبراهيم. وهشيم هو: ابن بشير. وقول الهيثمي: (وهو منقطع) صحيح؛ فداود بن أبي هند، وإسماعيل، وزكريا لم يدركوا زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من ذكروه في حديثهم. وتسميته لحديثهم بالمنقطع منهج لبعض المحدثين في حديث ضغار
= حاتم (ص/ 126) ت/ 214.
(1)
انظر: تاريخ خليفة (ص/ 152)، وتاريخ الطبري (4/ 190 وما بعدها).
(2)
(6/ 54) ورقمه/ 5492.
(3)
(10/ 42).
التابعين؛ لكونهم لم يلقوا من الصحابة إلا الواحد، والاثنين، وأكثر روايتهم عن التابعين
(1)
. فداود بن أبي هند تابعي صغير، عده ابن حجر في الطبقة الصغرى من التابعين، الذين رأوا الواحد والاثنين. والمشهور التسوية بين التابعين في اسم الإرسال
(2)
. وإسماعيل بن أبي خالد مثله - أيضًا -، أدرك ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(3)
، عده ابن حجر
(4)
في الطبقة الرابعة، وهى طبقة تلي الطبقة الوسطى من التابعين. وزكريا بن أبي زائدة عده ابن حجر
(5)
في الطبقة السادسة، وهى طبقة عاصر أصحابها الطبقة الخامسة - وهي الطبقة الصغرى من التابعين - لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة.
423 -
[86] عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا يَضُرُّ امرأةً نزلتْ بينَ بيتينِ منَ الأنصارِ أوْ نزلتْ بينَ أبَويهَا).
(1)
انظر: مقدمة ابن الصلاح، والتقييد (ص/ 56 - 57).
(2)
انظر: التقريب (ص/ 82)، (ص/ 309 ت/ 1826). وانظر: ذكر أسماء التابعين للدارقطني (1/ 131) ت/ 295، وتهذيب الكمال (8/ 462).
(3)
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 344)، و الجرح والتعديل (2/ 174) ت/ 589، وذكر أسماء التابعين (1/ 49) ت/ 1.
(4)
التقريب (ص/ 81)، و (ص/ 138 ت/ 442).
(5)
المصدر المتقدم (ص/ 82)، و (ص/ 338 ت/ 2033).
رواه: الإمام أحمد
(1)
، والبزار
(2)
عن يحيى بن حبيب، كلاهما عن روح بن عبادة عن هشام بن حسان عن هشام بن عروة عن أبيه عنها به
…
قال البزار: (لا نعلم أحدًا رواه هكذا إلا هشام بن حسان، ولا عنه إلا روح، ولا رواه ممن لا يرد عليه إلا أحمد، ويحيى، ورواه غيرهما فكذبوه فيه). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وعزاه إليهما، ثم قال:(ورجالهما رجال الصحيح) اهـ، والحديث صححه: الحاكم
(4)
، والساعاتي
(5)
، وهو كذلك.
424 -
[87] عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جَزاكمُ اللهُ معشرَ الأنصارِ خيرًا، ولا سِيَّمَا: آلَ عمروِ بنِ حَرامٍ
(6)
، وَسعدَ بنَ عُبَادَة).
(1)
(6/ 257) وهو في الفضائل له - أيضًا - (2/ 804 - 805) ورقمه/ 1448.
(2)
كما في: كشف الأستار (3/ 304 - 305) ورقمه/ 2806.
(3)
(10/ 40).
(4)
فقد رواه في المستدرك (4/ 83) بسنده عن أحمد بن مهران عن روح بن عبادة به
…
وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)، وسكت الذهبي في التلخيص (4/ 83) عنه.
وأحمد بن مهران لعله: ابن المنذر القطان، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 76) ت/ 160، وقال:(صدوق)، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 48)، وَ (8/ 52)، وقال الذهبي في الميزان (1/ 159) ت/ 635:(لا يعتمد عليه).
(5)
بلوغ الأماني (22/ 177).
(6)
المراد بآل عمرو: ولده عبد الله، وابنه جابر، وعماته، وأخواته. وأما عمرو بن حرام - جد جابر - فلم يدرك الإسلام. قاله ابن حجر في الإصابة (3/ 173 - 174) ت/ =
هذا الحديث رواه: البزار
(1)
- وهذا لفظه - عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي
(2)
، ورواه - أيضًا -: أبو يعلى
(3)
عن ابن أبي سمينة، وعن
(4)
أحمد بن الدورقي، ثلاثتهم عن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد عن أبيه عن عمرو بن دينار المكي عنه به، في قصة، وهذا مختصر من لفظه، ولأبي يعلى فيه:(جزى الله الأنصار عنا خيرا، ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة)
…
قال البزار: (لا نعلم رواه إلا جابر، ولا له إلا هذا الطريق، ولا أسند حبيب عن عمرو إلّا هذا) اهـ، ولا يضره هذا، والحديث: صحيح من طرقه. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(5)
، وقال:(رواه: أبو يعلى بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح غير إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وهو ثقة) اهـ، يعني: إسناد أحمد بن الدورقي - وهو: أحمد بن إبراهيم - فإن رجاله رجال مسلم.
والحديث رواه: الإمام أحمد
(6)
بسنده عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن جابر بأوله، مختصرا
…
وليس فيه الشاهد.
= 6837.
(1)
كما في: كشف الأستار (3/ 259 - 260) ورقمه/ 2707.
(2)
وكذا رواه: النسائي في الفضائل (ص/ 159 - 160) ورقمه/ 176 عن محمد بن عثمان عن إبراهيم بن حبيب به. ورواه عن محمد بن عثمان - أيضًا -: يحيى بن صاعد، رواه من طرق عنه: الأصبهاني في دلائل النبوة (2/ 418 - 420) رقم/ 35، والمزى في تهذيب الكمال (2/ 67 - 69).
(3)
(4/ 60 - 61) ورقمه/ 2079.
(4)
(4/ 61 - 62) ورقمه/ 2080،
(5)
(10/ 33).
(6)
(22/ 437) ورقمه/ 14581.
وانظر ما سيأتي
(1)
في فضائل سعد بن عبادة رضي الله عنه، من حديث قيس بن سعد بن عبادة.
425 -
[88] عن أنس بن مالك: أن ثابت بن قيس رضي الله عنهما خطب مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنا نمنعك مما نمنع منه أنفسنا، وأولادنا، فما لنا، يا رسول الله؟ قال:(لكُمُ الجنَّة). قالوا: رضينا.
هذا الحديث رواه: أبو يعلى
(2)
عن وهب عن خالد عن حميد عن أنس به
…
وهذا إسناد صحيح، ورجاله رجال الشيخين، عدا وهب - وهو: ابن بقية الواسطى - فمن رجال مسلم وحده
(3)
. رواه: الضياء المقدسي في المختارة
(4)
من طريق أبي يعلى. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(5)
، وقال - وقد عزاه إليه -:(ورجاله رجال الصحيح). ورواه: الحاكم في المستدرك
(6)
بسنده عن الحسن
(7)
بن سفيان عن وهب بن بقية به، وقال:(صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه) اهـ، ووافقه
(1)
ورقمه/1459.
(2)
(6/ 410) ورقمه/ 3772.
(3)
انظر: التقريب (ص/ 1043) ت/ 7519.
(4)
(6/ 16) ورقمه/ 1963.
(5)
(6/ 48).
(6)
(3/ 234).
(7)
في المطبوع: (الحسين)، وهو تحريف.
الذهبي في التلخيص
(1)
…
وعلمت أن وهبًا انفرد مسلم بالرواية له. والحسن بن سفيان لم يرو له أحد من أصحاب الكتب الستة
(2)
. والحديث عزاه ابن حجر في الإصابة
(3)
إلى ابن السكن في صحيحه
(4)
.
426 -
[89] عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن المهاجرين قالوا: يا رسول الله، ذهبت الأنصار بالأجر كله. قال:(لَا، مَا دَعَوْتُم لَهُم، وأَثْنَيْتُم عَلَيْهِم).
هذا الحديث رواه: أبو داود
(5)
عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن ثابت (هو: البناني) عن أنس به، وسكت عنه
…
وأورده الألباني في صحيح سنن أبي داود
(6)
، وقال:(صحيح) اهـ، وهو كما قال.
وللحديث عن عن حماد بن سلمة طريق أخرى، بغير هذا اللفظ، رواها: البزار
(7)
عن محمد بن معمر عن يحيى بن حماد عنه به، بلفظ: قالت المهاجرون: يا رسول الله، ذهبت الأنصار بالأجر كله، ما رأينا قومًا أحسن نوالًا لكثير، ولا أحسن مواساة في قليل منهم، ولقد كفونا المؤونة، وأشركونا في المهنأ. فقال:(أليس تثنون عليهم به، وتدعون لهم)؟ قالوا:
(1)
(3/ 234).
(2)
انظر ترجمته في السير (14/ 157).
(3)
(2/ 195) ت/ 904.
(4)
وانظر: السير (1/ 309).
(5)
في (باب: في شكر المعروف، من كتاب: الأدب) 5/ 158 ورقمه/ 4812.
(6)
(3/ 913) ورقمه/ 4027.
(7)
[92/ أ] الأزهرية.
بلى، قال:(فذاك بذاك). ومحمد بن معمر هو: البحراني، قد قدمت أنه لا بأس به. ويحيى بن حماد هو: ابن أبي زياد الشيباني مولاهم، وروى الضياء في المختارة
(1)
حديثه ذا من طريقين عنه به، إحداهما: طريق محمد بن معمر - المتقدم -. والأخرى: طريق الحسين بن مدرك، ولم أعرفه، إلا أن يكون الذي يروي عن علي بن أبي بكر، ترجم له ابن أبي حاتم
(2)
، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا.
وللحديث طريق أخرى عن أنس رواها: الترمذي
(3)
عن الحسين بن الحسن المروزي عن ابن أبي عدي عن حميد عنه به، بلفظ: لما قدم النبي - صلى الله عليه رسلم - المدينة أتاه المهاجرون، فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا قومًا أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم، لقد كفونا المؤونة، وأشركونا في المهنأ، حتى خفنا أن يذهبوا بالأجر كله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(لا، ما دعوتم الله لهم، وأثنيتم عليهم)، وقال:(هذا حديث صحيح حسن غريب من هذا الوجه) اهـ. وأورده الألباني في صحيح سنن الترمذي
(4)
، وقال:(صحيح) اهـ. والحسين بن الحسن صدوق
(5)
؛ فالحديث حسن بهذا
(1)
(5/ 47 - 48) ورقمه/ 1662، بنحوه.
(2)
الجرح (3/ 66) ت/ 299.
(3)
في (كتاب: صفة القيامة، باب - كذا دون ترجمة -) 4/ 563 - 564 ورقمه/ 2487.
(4)
(2/ 303 - 304) رقم/ 2020.
(5)
انظر: الجرح (3/ 49) ت/ 219، والتقريب (ص/ 246) ت/ 1324.
الإسناد، وقوله فيه:(لا مما دعوتم الله لهم، وأثنيتم عليهم) صحيح لغيره بإسناد أبي داود - المتقدم -.
وما تقدّم من قوله صلى الله عليه وسلم في حديث البزار: (أليس تثنون عليهم به، وتدعون لهم)؟ قالوا: بلى، فقال:(فذاك بذاك) أخشى أنه ليس بمحفوظ في الحديث؛ لأن موسى بن إسماعيل أحفظ من محمد بن معمر البحراني، وأوثق، ووافق إسماعيل في اللفظ المرفوع الحسينُ بن الحسن المروزي عن ابن أبي عدي - واسمه: محمد بن إبراهيم - عن حميد - وهو: الطويل - كما تقدم عند الترمذي. ومما يقوي ذلك: أنه إذا كان ثناء المهاجرين على الأنصار، ودعاؤهم لهم يكافئ صنيعهم، ويعادله فأين ثواب الله، وأجره لهم!
427 -
[90] عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كانت الأنصار إذا جدوا نخلهم، قسم الرجل ثمره قسمين، أحدهما أقل من الآخر، ثم يجعلون السعف مع أقلهما، ثم يخيرون المسلمين، فيأخذون أكبرهما، ويأخذ الأنصار أقلهما - من أجل السعف - حتى فتحت خيبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(قدْ وفيّتُمْ لنَا بِالَّذي كانَ عليكُمْ، فإنْ شئتُمْ أنْ تطيبَ أنفسُكُمْ بنصيبكُمْ منْ خيبرَ، وتطيبُ لكُمْ ثمَارُكمْ فعلتُم). فقالوا: إنه قد كان لكَ عَلينا شروط، ولنا عليك شرط بَأن لنا الجنة، فقد فعلنا الذي سألتنا على أن لنا شرطنا. قال:(فذَاكمْ لَكُم).
رواه: البزار
(1)
عن سعيد بن يحيى بن سعيد عن أبيه، وَعن يوسف بن موسى عن عبد الرحمن بن مغرا، كلاهما عن مجالد عن الشعبي عنه به
…
وقال: (لا نعلمه يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وقال:(رواه: البزار من طريقين، وفيهما مجالد، وفيه خلاف، وبقية رجال أحدهما رجال الصحيح) اهـ. ومجالد هو: ابن سعيد الهمداني، ضعيف، وقد تغير بأخرة، وكان يتلقن. ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مغرا من متأخري أصحابه
(3)
، فالإسناد: ضعيف.
* وتقدم - آنفا -
(4)
من حديث أنس، وقد ذكر خطبة ثابت بن قيس، مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وفيها قوله: فما لنا، يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:(لكم الجنة).
* وسيأتي من حديث جابر رضي الله عنه، وغيره
(5)
في قصة بيعة العقبة: (ولكم الجنة)
…
فقوله في الحديث: (فذاكم لكم) - يعني: الجنة - حسن لغيره بها. ولا أعلم لبقية الحديث ما يشهد - والله تعالى أعلم -.
(1)
كما في: كشف الأستار (3/ 300) ورقمه/ 2794.
(2)
(10/ 40).
(3)
انظر: الكواكب النيرات (ص/ 505).
(4)
برقم/ 425.
(5)
انظر ما ورد في فضل أهل بيعة العقبة، رقم/ 443 - 446.
428 -
429 - [91 - 92] عن أبي طلحة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقْرِيءْ قومَكَ السَّلامَ؛ فَإنَّهُمْ مَا علمْتُ أعِفَةً، صُبُر).
هذا الحَديث رَواه: الترمذي
(1)
- وهذا لفظه -، ورواه: الطبراني في الكبير
(2)
عن محمد بن صالح بن الوليد النرسي، وَزكريا بن يحيى الساجي، ثلاثتهم عن عبدة بن عبد الله الخزاعي، ورواه: البزار
(3)
عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، كلاهما عن أبي داود
(4)
وَعبد الصمد
(5)
- ولم يذكر البزار فيه: عبد الصمد، ولم يذكر الطبراني فيه: أبا داود -، ورواه: أبو يعلى
(6)
عن محمد بن أبي بكر المقدمي، وعن
(7)
هارون، كلاهما عن أبي داود - وحده -، كلاهما (أبو داود، وعبد الصمد) عن محمد بن ثابت
(1)
في (كتاب: المناقب، باب: فضل الأنصار وقريش) 5/ 670 - 671 ورقمه/ 3903.
(2)
(5/ 98) ورقمه/ 4710.
(3)
[85/أ] الأزهرية.
(4)
وهو: الطيالسي، والحديث في مسنده (8/ 273) ورقمه/ 2049. ورواه من طريقه - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (4/ 79)، وأبو نعيم في المعرفة (2/ 210) ورقمه/ 818، و (3/ 1147) ورقمه/ 2883 الوطن.
(5)
وهو: ابن عبد الوارث. روى الحديث من طريقه - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (4/ 79) وقال عقب الطريقين: (صحيح الإسناد، ولم يخرجاه) اهـ، ووافقه الذهبي في التلخيص (4/ 79)، وللإسناد علة - سيأتي التنبيه عليها -.
(6)
(3/ 13) ورقمه/ 1420.
(7)
(6/ 117) ورقمه/ 3389، وهارون هو: ابن عبد الله.
البناني
(1)
عن أبيه عن أنس بن مالك رضي الله عنه عنه به
…
قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب) اهـ. وفي الإسناد: محمد بن ثابت البناني، وهو ضعيف الحديث - وتقدم -. أورد الألباني حديثه هذا في ضعيف سنن الترمذي
(2)
، وقال:(ضعيف) اهـ.
ويُضاف: أن الحديث جاء من طريقي عبد الصمد، وأبي داود عنه، من غير ذكر أبي طلحة في الإسناد. فقد فرواه: الإمام أحمد
(3)
عن عبد الصمد، ورواه: البزار
(4)
عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي عن أبي داود، كلاهما عن محمد بن ثابت عن أبيه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي طلحة
…
فذكره، مثله. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(5)
، وعزاه إلى البزار - وحده -، ثم قال:(وفيه محمد بن ثابت البناني، وهو ضعيف) اهـ.
ولهذا احتمالات منها: أن محمد بن ثابت لم ينشط، فرواه عن أبيه عن أنس، لم يذكر أبا طلحة في الإسناد. ومنها أن يكون مرسل صحابي، وكلاهما لا يُعلّ الحديث، به. وعلّة الإسناد: محمد بن ثابت - كما تقدم -.
(1)
الحديث ذكره الدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد (الترتيب 5/ 108 - 109 رقم/ 4838)، وقال:(تفرد به: محمد بن ثابت عن أبيه عنه) اهـ، يعني: عن أنس
…
وسيأتي أن الحسن بن أبي جعفر تابعه، فرواه عن ثابت عن أنس.
(2)
(ص/ 522) ورقمه/ 819، وانظر: تعليقه على المشكاة (3/ 1759) ورقمه/ 6242.
(3)
(19/ 497) ورقمه/ 12521.
(4)
كما في: كشف الأستار (3/ 304) ورقمه/ 2804.
(5)
(10/ 41).
وقد توبع؛ فقد فرواه: الطبراني في الكبير
(1)
عن علي بن عبد العزيز عن مسلم بن إبراهيم عن الحسن بن أبي جعفر عن ثابت عن أنس عن أبي طلحة به، بمثله
…
وهذا إسناد رجاله ثقات، عدا الحسن بن أبي جعفر، وهو: أبو سعيد الجفري، ضعيف الحديث، ووهاه بعض النقاد - كما تقدم في ترجمته -. ولعل طريقا الحديث يصلح كل منهما لجبر الآخر، والحديث بمجموعهما: حسن لغيره - والله الموفق برحمته -.
والحديث رواه - أيضًا -: الشاشي في مسنده
(2)
عن علي بن عبد العزيز، وعن
(3)
محمد بن علي، ورواه: الروياني في مسنده
(4)
عن عمرو بن علي، ثلاثتهم عن مسلم بن إبراهيم به، بلفظ:(جزاكم الله يا معشر الأنصار خيرا، فإنكم ما علمت أعفة، صبر)
…
هذا لفظ الشاشي عن محمد بن علي، ووقع في حديثه عن علي بن عبد العزيز: (فلأنكم ما علمت
…
)، وللروياني:(جزاكم الله معشر الأنصار خيرا؛ فإنكم أعفة، صبر)
…
وطرفه الأول تفرد به الحسن بن أبي جعفر، وقد علمت حاله، ولا أعلم أحدًا تابعه على اللفظ. وعلي بن عبد العزيز - شيخ الطبراني، والشاشي - هو: البغوي. ومسلم بن إبراهيم - في إسناد الحديث - هو: أبو عمرو الأزدي. ومحمد بن علي - شيخ الشاشي - هو: ابن عبد الله، المعروف بحمدان. وعمرو بن علي هو: الصيرفي، الفلاس.
(1)
(5/ 98) ورقمه / 4709.
(2)
(3/ 15) ورقمه/ 1056.
(3)
(3/ 15) ورقمه/ 1057.
(4)
(2/ 159 - 158) ورقمه/ 985.
وتقدم
(1)
لقوله: (فإنهم ما علمت أعفة صبر) شاهد من حديث أسيد بن حضير رضي الله عنه ينميه: (إنكم ما علمتكم أعفة، صُبُر)، وإسناده ضعيف. ويشهد لهما - أيضًا -: ما رواه عبد الرزاق
(2)
عن معمر عن الزهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأنصار أعفة صبر
…
) الحديث، وهو مرسل. وهذه الطرق توكد أن هذا اللفظ باجتماع طرقه: حسن لغيره - والله ولي التوفيق -.
430 -
[93] عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منْ أخافَ هذَا الحيَّ مِنَ الأنصَارِ فقَدْ أخافَ مَا بينَ هذَيْن) - يعني: جنبيه -.
هذا الحديث رواه ثلاثة من أبناء جابر بن عبد الله عنه
…
فرواه: البزار
(3)
عن محمد بن معمر عن أبي داود عن طالب بن حبيب
(4)
عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله به، وهذا لفظه
…
وقال: (لا نعلمه يروى عن جابر إلّا بهذا الإسناد، وقد روى عن ابن جابر غير من ذكرنا) اهـ، وقوله فيما علم. وأفاد الهيثمي في مجمع الزوائد
(5)
أن رجاله رجال الصحيح غير طالب بن حبيب، قال:(وهو ثقة).
(1)
برقم/ 352.
(2)
المصنف (11/ 55) ورقمه/ 19894.
(3)
كما في: كشف الأستار (3/ 304) ورقمه/ 2805.
(4)
في الكشف: (طالب بن جبير)، وهو تحريف.
(5)
انظره (10/ 37 - 38).
وطالب بن حبيب هو: ابن عمرو الأنصاري، قال البخاري
(1)
: (فيه نظر) - وهذا جرح شديد -
(2)
، وأورده: العقيلي
(3)
، وابن عدي
(4)
، والذهبي
(5)
في الضعفاء. وذكره ابن حبان في الثقات
(6)
، وقال ابن حجر
(7)
: (صدوق يهم)
…
والمختار ما ذهب إليه الجمهور من أنه ضعيف الحديث. وبقية رجاله لا بأس بهم؛ محمد بن معمر هو: ابن ربعي الأنصاري، وأبو داود هو: ابن سليمان بن داود الطيالسي.
ورواه: الطبراني في الأوسط
(8)
عن أحمد عن أبي جعفر عن يحيى بن يزيد بن عبد الله بن أنيس
(9)
عن محمد بن جابر بن عبد الله به، مثله، وزاد: (ووضع كفيه على جنبيه
(10)
). وأحمد هو: ابن عبد الرحمن بن عقال
(1)
التأريخ الكبير (4/ 360) ت/ 3144، وانظر: تهذيب الكمال (13/ 353) ت/ 2956.
(2)
قال الذهبي رحمه الله في الموقظة (ص/ 83): (إذا قال: "فيه نظر" بمعنى أنه متهم، أو ليس بثقة. فهو عنده أسوأ حالًا من الضعيف) اهـ.
(3)
الضعفاء (2/ 231) ت/ 780.
(4)
الكامل (4/ 119).
(5)
الديوان (ص/ 199) ت/ 1995، والمغني (1/ 314) ت/ 2930، وقال فيهما:(واه).
(6)
(6/ 392).
(7)
التقريب (ص/ 462) ت/ 3024.
(8)
(2/ 54 - 55). ورقمه/ 1093، ورواه من طريقه هذه: المزي في تهذيب الكمال (24/ 570 - 571)، وأفاد أن أبا داود رواه في: فضائل الأنصار.
(9)
وكذا رواه: الإمام أحمد في الفضائل (2/ 794 - 795) ورقمه/ 1421. عن يحيى بن عبد الله به.
(10)
وقال في متنه من المطبوع (حبيبه)، بدل:(جنبيه)، والأول تحريف.
الحراني، قال أبو عروبة:(ليس بمؤتمن على دينه)، وبقية رجال الإسناد لا بأس هم، أبو جعفر هو: عبد الله بن محمد النفيلي، ويحيى بن يزيد هو: يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله.
ورواه
(1)
- أيضًا - عن محمد بن نصر الصائغ عن إبراهيم بن حمزة الزبيري عن موسى بن شيبة الأنصاري
(2)
عن ابن كليب عن محمود بن جابر وأخيه محمد به
…
، قال:(لا يروى هذا الحديث عن محمد، ومحمود ابني جابر إلّا بهذا الإسناد، تفرد به موسى بن شيبة) اهـ. ومحمود بن جابر غير معروف
(3)
، وموسى بن شيبة هو: ابن عمرو الأنصاري، قال الإمام أحمد
(4)
: (أحاديثه مناكير)، وقال أبو حاتم
(5)
: (صالح الحديث)، وأورده الذهبي في الديوان
(6)
، وفي المغني
(7)
، وقال ابن حجر في التقريب
(8)
- وقد ذكره تمييزًا -: (لين الحديث). وطرق الحديث المتقدمة صالحة للانجبار، فالحديث بمجموعها: حسن لغيره.
(1)
(6/ 143 - 144) ورقمه/ 5213.
(2)
وذكره البخاري في التاريخ الكبير (7/ 404) معلقًا عن أحمد بن حجاج عن موسى بن شيبة به.
(3)
انظر: التأريخ الكبير (7/ 404) ت/ 1767، والجرح والتعديل (8/ 291) ت/ 1337.
(4)
كما في: الجرح والتعديل (8/ 147) ت/ 664، وانظر: العلل - رواية: عبد الله - (3/ 116 - 117) رقم النص/ 4488، وبحر الدم (ص/ 411) ت/ 1031.
(5)
كما في: الجرح والتعديل، الحوالة المتقدمة نفسها.
(6)
(ص/ 401) ت/ 4283.
(7)
(2/ 684) ت/ 6497.
(8)
(ص/ 981) ت/ 7025.
431 -
[94] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل أيّدَني بِأشَدِّ العَرَبِ ألسُنًا، وأذْرُعًا: بني قِيْلَةَ
(1)
- الأوس، والخزرَج -).
رواه: الطبراني في الكبير
(2)
عن محمد بن عبد الله القرمطي
(3)
العدوي عن محمد بن عبد العزيز الماوردي عن زياد بن سهل عن بشر بن حجل عن عكرمة عنه به. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(4)
، وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه جماعة لم أعرفهم) اهـ، ولعله يعني: بشر بن حجل، ومن دونه؛ فإني لم أقف على ترجمة لأي منهم. لكن محمد بن عبد الله هو: ابن عامر بن عبد الله، له ذكر فقط في الأنساب للسمعاني
(5)
؛ فالإسناد: ضعيف؛ لجهالة رواته.
- وورد في عدد من الأحاديث الصحيحة في قصة الأنصار، وَالنبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، منها ما رواه: الإمام أحمد وغيره من حديث أبي سعيد رضي الله عنه، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:(ألا تجيبوني؟ ألا تقولون: أتيتنا طريدا فآويناك، وأتيتنا خائفا فأمناك).
(1)
يريد: الأوس، والخزرج - قبيلتي الأنصار -. وقيلة اسم أم لهم، وهى بنت كاهل.
قاله أبو موسى في المجموع المغيث (من باب: القاف مع الياء) 2/ 773.
(2)
(11/ 285) ورقمه/ 12014.
(3)
بكسر القاف، وسكون الراء وكسر الميم، وفي آخرها طاء
…
انظر: الأنساب (4/ 478).
(4)
(10/ 35).
(5)
(4/ 479).
وروى: البزار من حديث، عثمان بن عفان رضي الله عنه يرفعه - في حديث -: (
…
الذين آووني، ونصروني، وحموني)
(1)
.
432 -
[95] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أسلمتْ الملائكةُ طوعًا، وأسلمتْ الأنصارُ طوعًا، وأسلمتْ عبدُ القيسِ طوعًا).
رواه: الطبراني في الأوسط
(2)
عن علي بن سعيد الرازي عن عقبة بن سنان الفزاري عن محمد بن مروان العقيلي عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عنه به
…
وقال: (لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلّا محمد بن مروان، تفرد به عقبة بن سنان). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وقال:(رواه: الطبراني في الأوسط عن شيخه على بن سعيد بن بشير، وفيه لين، وبقية رجاله ثقات) اهـ. وعلي بن سعيد ضعيف، تفرد بأشياء هذا منها. شيخه عقبة بن سنان الفزاري لم أقف على ترجمة له. ومحمد بن مروان العقيلي هو: أبو بكر البصري، قال ابن معين
(4)
: (ليس به بأس)، وقال أبو داود
(5)
: (صدوق)، ووثقه - مرّة -
(6)
، وضعفه:
(1)
سيأتي في فضل: عدد من القبائل، برقم/ 524.
(2)
(4/ 574) ورقمه/ 3983.
(3)
(10/ 28).
(4)
كما في: تهذيب الكمال (26/ 389) ت/ 5595.
(5)
كما في: سؤالات الآجري له (3/ 80) ت/ 4155 الجامع.
(6)
كما في: الحوالة نفسها من المصدر المتقدم.
الإمام أحمد
(1)
، وأبو زرعة
(2)
، والعقيلي
(3)
، وذكره الذهبي في الديوان
(4)
والمغني
(5)
، وقال ابن حجر في التقريب
(6)
: (صدوق له أوهام). ومما تقدم يتبين أن الإسناد: ضعيف - والله تعالى أعلم -. وهشام بن حسان - في الإسناد - هو: القردوسي.
* وسيأتي
(7)
من حديث زيد بن علي عن بعض وفد عبد القيس يرفعه: (اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين)، رواه: الإمام أحمد، بإسناد صحيح.
* كما سيأتي
(8)
من حديث المنذر بن ساوى يرفعه: (أسلمت عبد القيس طوعا)، بإسناد ضعيف، فالجملة من طريقيها: حسنة لغيرها.
433 -
[96] عن حمرة بن جندب رضي الله عنه قال: (أمَّا بعدُ: فإنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم سمَّى خيلَنَا: خيلُ اللهِ، إذَا فَزْعنَا
(9)
).
(1)
العلل - رواية: عبد الله - (3/ 131) رقم النص / 4563.
(2)
كما في: الجرح والتعديل (8/ 86) ت / 361.
(3)
الضعفاء (4/ 133) ت / 1691.
(4)
(ص / 374) ت / 3970.
(5)
(2/ 631) ت / 5967.
(6)
(ص / 894) ت / 6322.
(7)
في فضائل: عبد القيس، ورقمه / 504.
(8)
برقم / 1753.
(9)
الفزع: - في الأصل -: الخوف، فوضع موضع الإغاثة، والنصر؛ لأنّ مَن شأنه الإغاثة: مراقب حذر.
- انظر: النهاية (باب: الفاء مع الزاي) 3/ 443، ولسان العرب (حرف: العين، =
رواه: أبو داود
(1)
عن محمد بن داود بن سفيان عن يحيى بن حسَّان عن سليمان بن موسى أبي داود عن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب عن خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عنه به
…
وسكت عنه.
وفي الإسناد خمس علل
…
الأولى: فيه شيخ أبي داود: محمد بن داود بن سفيان، لا أعرف أحدًا روى عنه غيره
(2)
، قال ابن حجر في التقريب
(3)
: (مقبول) - يعني: إذا توبع، وإلا فلين الحديث، كما هو اصطلاحه -، ولم أر له متابعا. والثانية: فيه سليمان بن موسى، وهو: الكوفي، فيه لين - كما تقدم -. والثالثة: فيه جعفر بن سعد بن سمرة، ليس هو بالقوي. والرابعة: شيخه خبيب بن سليمان مجهول. والخامسة: أبوه سليمان بن سمرة مستور - وتقدموا -
…
فالحديث ضعيف، وبهذا حكم عليه الألباني
(4)
، ولم أر ما يشهد له، ولا أعلم له طرقًا أخرى. ولعل أبا داود سكت عنه لوضوح ضعف الإسناد
(5)
.
= فصل: الفاء) 8/ 251 - 253. وانظر: عون المعبود (7/ 229).
(1)
في (كتاب الجهاد، باب: في النداء عند النفير: "يا خيل الله اركبي") 3/ 55 - 56 ورقمه/ 2560.
(2)
انظر: تسمية شيوخ أبي داود (ص / 238) ت / 302، وتهذيب الكمال (25/ 174) ت/ 5202.
(3)
(ص/843) ت / 5905.
(4)
ضعيف سنن أبي داود (ص/ 251) ورقمه/ 551.
(5)
انظر: النكت لابن حجر (1/ 440).
434 -
[97] عن ابن عباس رضي الله عنه قال: عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا من الأنصار، فلما دنا من منزله سمعه يتكلم في الداخل، فلما استأذن عليه دخل، فلم ير أحدًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:(سمعتُكَ تُكلِّمُ غيرَك)! فقال: يا رسول الله، لقد دخلتُ الداخل؛ اغتمامًا من كلام الناس مما بي من الحمى، فدخل عليّ رجل ما رأيت رجلا قط بعدك أكرم مجلسًا، ولا أحسن حديثًا. وقال: (ذاكَ جِبريل، وإنَّ مِنكُمْ لرِجَالًا لَو أن أحدَهُمْ يُقسِمُ علَى اللهَ لأبَرَّه
(1)
).
رواه: البزار
(2)
عن إبراهيم بن هانئ، والطبراني في الكبير
(3)
، وفي الأوسط
(4)
عن إبراهيم بن هاشم البغوي، كلاهما عن محمد بن عبد الوهاب الحارثي عن يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عنه به
…
قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد)، وقال الطبراني في الأوسط:(لا يروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، ولم يروه إلا محمد بن عبد الواهب). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(5)
، وعزاه إلى من ذُكر هنا، ثم قال:(وأسانيدهم حسنة) اهـ.
(1)
أي: لأبر قسمه، ولم يحنثه؛ لكرامنه عليه. ولأمضاه على الصدق، وجعله بارًا فيه، لا يحنث.
- انظر: جامع الأصول (9/ 93)، والنهاية (باب: الباء مع الراء) 1/ 117.
(2)
[ق/ 289] الكتاني.
(3)
(12/ 10) ورقمه / 12321.
(4)
(3/ 346 - 347) ورقمه / 2738.
(5)
(10/ 41).
ومحمد بن عبد الوهاب - أو عبد الواهب - ترجم له الخطيب البغدادي في تأريخه
(1)
، وسمى أباه:(عبد الوهاب)، وذكر أنه حدث بأحاديث باطلة، وغرائب. وشيخه يعقوب القمي، هو: ابن عبد الله الأشعري، ضعفه غير واحد، وقال ابن حجر:(صدوق يهم). يرويه عن جعفر بن أبي المغيرة، وهو: الخزاعي، القمي، روى عنه غير واحد
(2)
، ووثقه ابن حبان
(3)
، وابن شاهين
(4)
، وقال الذهبي
(5)
: (كان صدوقا)، وقال ابن حجر في التقريب
(6)
: (صدوق يهم). ونقل مغلطاي
(7)
عن ابن منده قال: (ليس بالقوي في سعيد بن جبير)، وسعيد بن جبير هو شيخه في حديثه هذا
…
فرجل لم يوثق إلا من متساهل، وضُعف في بعض مشايخه يوجب حاله تضعيفه فيمن ضعف فيه، على أقل تقدير، بخاصة إذا انفرد عنه بحديث - كما هنا -. والخلاصة: أن إسناد الحديث ضعيف.
* وقوله: (وإن منكم لرجالًا) منهم: أنس بن النضر، عم أنس بن مالك، قال لما كسرت الرُّبيع بنت النضر ثنية جارية، فطلبوا الأرش، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اتكسر ثنية الربيع، يا رسول الله! لا والذي بعثك بالحق، لا تُكسر ثنيتها. ثم إن القوم رضوا، وعفوا، فقال
(1)
(2/ 390) ت / 906.
(2)
انظر طبقة تلاميذه في تهذيب الكمال (5/ 113).
(3)
الثقات (6/ 134).
(4)
تأريخ أسماء الثقات (ص/ 87) ت / 160.
(5)
تأريخ الإسلام (حوادث: 121 - 130 هـ)، ص/ 63.
(6)
(ص/ 201) ت/ 968.
(7)
الإكمال (3/ 233) ت / 1009.
النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره)
…
رواه: البخاري، وغيره - وسيأتي في فضائل: أنس بن النضر رضي الله عنه
(1)
.
* ومنهم: البراء بن مالك، فعن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كم من أشعث، أغبر
…
لو أقسم على الله لأبره، منهم: البراء بن مالك)، رواه: الترمذي، وغيره، وهو حديث حسن - سيأتي
(2)
في فضل: البراء -.
435 -
[98] عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تمس ركبتي ركبته، فأتاه آتٍ، فالتقم أذنه، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثار الدم في أساريره، ثم قال: (هذَا رسولُ عامرِ بنِ الطُّفيْلِ يَتهدَّدُني، ويتهَدَّدُ منْ بإزَائي، فكفَانيه اللهُ بالبنينِ
(3)
منْ ولد إسماعِيلَ: بِابنَي قِيْلَة).
رواه: الطبرَاني في الكبير
(4)
، وفي الأوسطَ
(5)
بسنده عن هشام بن عمار عن عبد الله بن يزيد البكري عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه
(1)
ورقمه / 1279.
(2)
ورقمه / 1281.
(3)
وقع في المطبوع في الأوسط: (بابني)، وهو تحريف.
(4)
(3/ 246) ورقمه / 3299 عن أحمد بن المعلى الدمشقي، والحسين بن إسحاق التستري، كلاهما عن هشام بن عمار به.
(5)
(7/ 388 - 389) ورقمه / 6754 عن محمد بن أبي زرعة عن هشام به، بنحوه.
موسى بن طلحة عنه به
…
وقال في الكبير: قال هشام: (يعني: الأنصار)، ثم قال:(لا يروى هذا الحديث عن أبي واقد إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن عمار) اهـ. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(1)
، وعزاه إليه هنا، ثم قال: (
…
وفي إسنادهما: عبد الله بن يزيد البكري، وهو ضعيف) اهـ، وهو كما قال، قال أبو حاتم
(2)
: (ضعيف الحديث، ذاهب الحديث). وشيخه إسحاق بن يحيى بن طلحة متروك
(3)
. وهشام بن عمار - راويه عن عبد الله بن يزيد - كبر فصار يتلقن ما ليس من حديثه، فيحدث به، والذي يغلب على الظن أن: أحمد المعلى، والحسين بن إسحاق - شيخي الطبراني في الكبير -، وابن أبي زرعة - شيخ الطبراني في الأوسط - سمعوا منه بعد التغير
(4)
- والله أعلم - ..... والحديث ضعيف جدًّا؛ لما تقدم من حال إسحاق بن يحيى. وابن أبي زرعة شيخ الطبراني في الأوسط لا أعرف حاله - كما تقدم -، ولكنه متابع، وقد عرفت حال الإسناد.
* وفي تأييد النبي - صلى الله عليه رسلم - بالأنصار من الأوس، والخزرج أحاديث ثابتة، تقدمت في فضائلهم، فيها غنية عن هذا.
(1)
(10/ 35).
(2)
كما في: الجرح والتعديل (5/ 201) ت / 940. وانظر: الميزان (3/ 240) ت / 4700.
(3)
انظر: الضعفاء الصغير للبخاري (ص / 35) ت / 21، وتهذيب الكمال (2/ 489) ت/ 389، والكاشف (1/ 239) ت/ 327، والتقريب (ص / 133) ت/ 394.
(4)
انظر تعليق د. عبد القيوم عبد رب النبي على الكواكب النيرات (ص/ 431).
والأنصار يمانيون، قحطانيون، ولم يتفق أهل العلم بالنسب إلى نسبتهم إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام
(1)
.
* وتقدمت عدة أحاديث في فضائل الأنصار في المباحث: الثاني، والثالث، والخامس
…
ومنها: ما رواه: الإمام أحمد، والطبراني في الكبير من حديث عتبة بن عبدٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال - في حديث -: (
…
والحكم في الأنصار)، وهو حديث حسن
(2)
.
* وما رواه الإمام أحمد، والترمذي، وغيرهما من حديث أبي هريرة، يرفعه - في حديث -: (
…
والقضاء في الأنصار)، والصحيح وقفه على أبي هريرة
(3)
.
* وسيأتي
(4)
من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:(أتاكم أهل اليمن، كأنهم السحاب، هم خير من في الأرض). فقال رجل من الأنصار: إلّا نحن. فقال: (إلّا أنتم)
…
وهذا حديث حسن، رواه: الإمام أحمد، وغيره.
* ومن حديث عثمان يرفعه: (اللهم أعز الأنصار، الذين أقام الله بهم الدين، الذين آووني، ونصروني، وحموني، وهم أصحابي في الدنيا،
(1)
انظر: الانباه (ص/ 55، وما بعدها)، وانظر ما سيأتي في نسب قحطان (عند الحديث ذي الرقم/ 524).
(2)
تقدم في فضائل: قريش والأنصار، وغيرهم، برقم / 226.
(3)
تقدم في الموضع نفسه، برقم / 227.
(4)
في فضائل أهل اليمن، برقم / 544.
وشيعتي في الآخرة، وأول من يدخل الجنة من أمتي)
…
وسنده ضعيف، وانظره
(1)
.
(1)
سيأتي في فضائل جمع من القبائل، ورقمه/ 524.