المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ المطلب الثالث: ما ورد في فضائل أهل بيعتي العقبة - الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - جـ ٣

[سعود بن عيد الصاعدي]

فهرس الكتاب

- ‌المبحث السابع ما ورد في فضائل الأنصار ولم يشركهم فيه أحد

- ‌المطلب الأول: ما ورد في فضائلهم على وجه العموم

- ‌ المطلب الثاني: ما ورد في أي دورهم خير

- ‌ المطلب الثالث: ما ورد في فضائل أهل بيعتي العقبة

- ‌المبحث الثامن ما ورد في فضائل أهل الصُّفّة

- ‌المبحث التاسع ما ورد في فضائل غفار، وأسلم، وجهينة، ومزينة، وغيرهم - سوى ما تقدم

- ‌المبحث العاشر ما ورد في فضائل الأزد

- ‌المبحث الحادي عشر ما ورد في فضل أسلم - سوى ما تقدم

- ‌المبحث الثاني عشر ما ورد في فضائل الأشعريين

- ‌المبحث الثالث عشر ما ورد في فضائل البجليين

- ‌ المطلب الأول: ما ورد في فضائلهم على وجه العموم

- ‌ المطلب الثاني: ما ورد في فضائل الأحمسيين منهم على وجه الخصوص

- ‌المبحث الرابع عشر ما ورد في فضائل بني تميم

- ‌ المطلب الأول: ما ورد في فضائلهم على وجه العموم

- ‌ المطلب الثاني: ما ورد في فضائل بلعنبر(1)منهم - على وجه الخصوص

- ‌ المطلب الثالث: ما ورد في فضائل بني سعد منهم - على وجه الخصوص

- ‌المبحث الخامس عشر ما ورد في فضائل ثقيف

- ‌المبحث السادس عشر ما ورد في فضائل جهينة - سوى ما تقدم

- ‌المبحث السابع عشر ما ورد في فضائل حمير

- ‌المبحث الثامن عشر ما ورد في فضائل دوس

- ‌المبحث التاسع ما ورد في فضائل بني الديلم

- ‌المبحث العشرون ما ورد في فضائل طيء

- ‌المبحث الحادي والعشرون ما ورد في فضائل بني عامر

- ‌المبحث الثاني والعشرون ما ورد في فضائل عبد القيس(1)، من ربيعة - وفيه فضل: بني ضبيعة(2)بن ربيعة

- ‌المبحث الثالث والعشرون ما ورد في فضائل عنزة

- ‌المبحث الرابع والعشرون ما ورد فضائل لخم(1)، وجُذام

- ‌المبحث الخامس والعشرون ما ورد في فضائل عَرب مُضر

- ‌المبحث السادس والعشرون ما ورد في فضائل بني المنتفق

- ‌المبحث السابع والعشرون ما ورد فضائل بني ناجية

- ‌المبحث الثامن والعشرون ما ورد في فضائل بني النخع

- ‌المبحث التاسع والعشرون الأحاديث الواردة في فضل جمعٍ من القبائل والطوائف

- ‌الفصل الثالث الأحاديث الواردة في فضائلهم حسب البلاد

- ‌المبحث الأول ما ورد في فضائل أهل الحبشة

- ‌المبحث الثاني ما ورد في فضائل أهل الحجاز وأهل اليمن

- ‌ المطلب الأول: ما ورد في فضلهم جميعا

- ‌ المطلب الثاني: ما ورد في فضائل أهل اليمن وقبائلهم خصوصا

- ‌المبحث الثالث في فضائل أهل عُمَان (ومنهم: ازدشنوءة، وأسلم)

- ‌المبحث الرابع ما ورد في فضائل وفد جنّ نَصِيبين

الفصل: ‌ المطلب الثالث: ما ورد في فضائل أهل بيعتي العقبة

*‌

‌ المطلب الثالث: ما ورد في فضائل أهل بيعتي العقبة

443 -

445 - [106 - 108] عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين، يتّبع الناس في منارلهم بعُكاظ

(1)

، ومَجنة

(2)

، وفي المواسم بمنى، يقول:(منْ يُؤويْنِي؟ منْ يَنصُرُني؟ حثى أُبلِّغَ رسالةَ ربِّي، ولهُ الجنَّة)، وذكر مبايعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم على أمور ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال:(وَلكمْ الجنَّة)، قال جابر: فقمنا إليه، فبايعناه، فأخذ علينا، وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة.

هذا الحديث رواه: أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس، وعامر الشعبي، كلاهما عن جابر بن عبد الله.

فأما حديث أبي الزبير عنه فرواه: الإمام أحمد

(3)

- وهذا مختصر من لفظه -، ورواه: البزار

(4)

عن الحسين بن مهدي،

(1)

- بضم أوله، وفتح ثانيه، وبالظاء المعجمة - صحراء مستوية، لا علم بها، ولا جبل، من أشهر أسواق العرب يقوم صبح هلال ذي القعدة، عشرين يومًا. وهو شمال شرقي الطائف، على قرابة خمسة وثلاثين كيلا، في أسفل وادي ثرب، وأسفل وادي العرج، عندما يلتقيان هناك. - انظر: معجم ما استعجم (3/ 959)، ومعجم المعالم الجغرافية (ص/ 215).

(2)

- بفتح أوله، وثانيه، بعده نون مشددة - إحدى أسواق العرب في الجاهلية، على أميال يسيرة من مكة، بناحية مر الظهران، يقوم عشرة أيام بعد عكاظ. - انظر: المصدرين المتقدمين (4/ 959، 1117)، و (ص/ 282) - على التوالي -.

(3)

(22/ 346 - 347) ورقمه / 14456 مطولا.

(4)

كما في: كشف الأستار (2/ 307 - 308) ورقمه/ 1756.

ص: 199

كلاهما عن عبد الرزاق

(1)

عن معمر، ورواه: الإمام أحمد

(2)

- أيضًا - عن إسحاق بن عيسى عن يحيى بن سليم

(3)

، ورواه: البزار

(4)

- أيضًا - عن خالد بن يوسف بن خالد عن أبيه، ثلاثتهم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم

(5)

، ورواه: الطبراني في معاجمه الثلاثة

(6)

عن موسى بن هارون بن عبد الله الحمال عن محمد بن عمران بن أبي ليلى

(7)

عن معاوية بن عمار الدهني عن أبيه، كلاهما (ابن خثيم،

(1)

هو: ابن همام، ورواه من طريقه - أيضًا -: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 14/ 174 - 172 ورقمه / 6274)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 146).

(2)

(23/ 22 - 24) ورقمه / 14653، وَ (22/ 350) ورقمه / 14458 - إلا أنه في الموضع الثاني لم يسق اللفظ، قال:(فذكر الحديث) -.

(3)

ورواه: الفاكهى في أخبار مكة (4/ 231 - 232) ورقمه / 2539، والحاكم في المستدرك (2/ 624 - 625)، كلاهما من طريق محمد بن أبى عمر عن يحيى بن سليم به

قال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد .. ولم يخرجاه) اهـ، ووافقه الذهبي في التلخيص (2/ 625) والإسناد حسن - كما سيأتي -.

(4)

كما في: الموضع السابق، من كشف الأستار.

(5)

ورواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 217 - 219) عن داود العطار، وكذا رواه: الأزرقى في أخبار مكة (2/ 205 - 206)، والآجري في الشريعة (4/ 1659) ورقمه / 1140، والبيهقى في دلائل النبوة (2/ 442 - 443)، وفي السنن الكبرى (9/ 9)، كلهم من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، ورواه: الآجري في الشريعة (4/ 1658) ورقمه / 1139، ورواه البيهقى في الدلائل - أيضًا - (2/ 443 - 444) بسنده عن يحيى بن سليم، كلاهما عن ابن خثيم به.

(6)

الكبير (2/ 186) ورقمه / 1757 - مختصرا -، والأوسط (8/ 466 - 467) ورقمه/ 7964، و الصغير (2/ 379) ورقمه / 1049.

(7)

ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 322) من طريق جماعة عن محمد بن عمران

وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) اهـ، ووافقه الذهبي في التلخيص (3/ 322) وهو حسن - كما سيأتي -.

ص: 200

وعمار الدهني) عنه به

قال البزار: (وقد رواه غير واحد عن ابن خثيم، ولا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد) اهـ، وتقدم أن له طريقا أخرى - وسيأتي بيانها -. وقال الطبراني في الصغير - وقد ذكر غير الحديث، بالاسناد نفسه -:(لم يرو هذين الحديثين عن عمار إلّا ابنه معاوية. ولا عن معاوية إلّا محمد بن عمران، تفرد بهما موسى بن هارون) اهـ، وله في الأوسط نحوه، مختصرا. وإسناد الإمام أحمد عن عبد الرزاق على شرط مسلم

(1)

. وإسناد الطبراني حسن

(2)

؛ فيه: محمد بن عمران - وهو: ابن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى -

(3)

، ومعاوية بن عمار بن معاوية الدُّهني

(4)

، وأبو الزبير، ثلاثتهم صدوقون. وعمار والد معاوية ذكره العقيلى في الضعفاء

(5)

، وساق بسنده عن ابن المديني عن سفيان قال:(قطع بشر بن مروان عرقوبيه). فقلت: في أي شئ؟ قال: (في التشيع). وأبو الزبير صرح بالتحديث في إسناد الإمام أحمد عن إسحاق بن عيسى - وهو: ابن الطباع - عن يحيى بن سليم - وهو: الطائفي -، ويحيى هذا صدوق سيء الحفظ، وقد تابعه جماعة. وجاء تصريحه بالتحديث - أيضًا - من حديث داود العطار عن الأزرقى، والبيقهى في الدلائل - وتقدم -.

(1)

وانظر: مجمع الزوائد (6/ 46 - 48).

(2)

وانظر: مجمع الزوائد (6/ 48 - 49).

(3)

انظر: الجرح والتعديل (8/ 41) ت / 188، والتقريب (ص/ 885) ت/ 6237.

(4)

انظر: التاريخ لابن معين - رواية: الدورى - (2/ 573)، وتهذيب الكمال (28/ 202) ت/ 6062، والتقريب (ص/ 955) ت / 6814.

(5)

(3/ 323) ت/ 1341.

ص: 201

وفي أحد إسنادي البزار: يوسف بن خالد السميّ، وهو متروك، كذبه ابن معين. حدث به عنه: ابنه خالد، وهو ضعيف - وتقدما -، والحديث وارد من غير طريقهما. والحديث عزاه الحافظ في الفتح

(1)

إلى ابن عساكر، قال:(بإسناد حسن عن جابر).

وأما حديث عامر الشعبي عنه، فاختلف عنه فيه

فرواه: البزار

(2)

عن محمد بن معمر عن قبيصة، ورواه: أبو يعلى

(3)

- واللفظ له - عن أبي بكر عن معاوية بن هشام، كلاهما عن سفيان عن داود عنه عن جابر به، ولفظه: لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم النقباء من الأنصار، قال لهم:(تؤوني، وتمنعوني) قالوا: فما لنا؟ قال: (لكم الجنة)، هذا لفظ أبي يعلى، وللبزار نحوه، وقال:(لا نعلمه يروى عن الشعبي عن جابر إلّا بهذا الإسناد) ا هـ، وستأتي له طرق أخرى. ومعاوية بن هشام هو: القصار، صدوق له أوهام. وقبيصة هو: ابن عقبة، ليس بذاك القوي في حديث سفيان - وهو: الثوري -، شيخهما في الحديث - وتقدما -. ومحمد بن معمر هو: البحراني. وأبو بكر هو: محمد بن عبد الملك بن زنجويه. وداود هو: ابن أبي هند.

ورواه: الإمام أحمد

(4)

عن يحيى بن زكريا، ورواه:

(1)

(7/ 222).

(2)

كما في: كشف الأستار (2/ 307) ورقمه / 1755.

(3)

(3/ 405) ورقمه/ 1887.

(4)

(28/ 310) ورقمه / 17079 - ومن طريقه: البيهقي في دلائل النبوة (2/ 451) -.

ص: 202

الطبراني في الكبير

(1)

عن عبيد بن غنام عن أبي بكر بن أبي شيبة

(2)

عن عبد الرحيم بن سليمان، كلاهما عن مجالد عنه - أعني: عامرًا - عن أبي مسعود الأنصاري، بنحوه

ومجالد هو: ابن سعيد الهمداني، ليس بالقوي، يتلقن، ويرفع المراسيل، وتغير بأخرة، ولا يدرى متى سمع منه يحيى بن زكريا - وهو: ابن أبي زائدة - وتقدم -.

ورواه: الإمام أحمد

(3)

- أيضًا - عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه

(4)

، ورواه

(5)

- أيضًا - عن يحيى بن زكريا عن إسماعيل بن أبي خالد

(6)

، كلاهما عنه به، مرسلا، لم يذكر جابرًا، أو أبا مسعود

والاسنادان: صحيحان إليه؛ فهذا أصح شئ في حديثه، وطريقه مرتقية إلى درجة: الحسن لغيره بطريق أبي الزبير المتقدمة - والله الموفق -.

(1)

(17/ 256) ورقمه/ 710.

(2)

هو في مصنفه (8/ 587 - 589) ورقمه/ 2، ورواه عن ابن أبى شيبة - أيضًا -: عبد بن حميد في مسنده (المتخب ص/ 107 ورقمه/ 238).

(3)

(28/ 309 - 310) ورقمه / 17078، وهو في فضائل الصحابة له (2/ 922) ورقمه/ 1764 سندًا، ومتنا.

(4)

ورواه من طريق جماعة عن زكريا بن أبي زائدة: ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 9) والبيهقى في دلائل النبوة (2/ 450 - 451).

(5)

(28/ 311) ورقمه/ 17080.

(6)

ورواه: ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 588) ورقمه/ 3 عن ابن نمير، ورواه: الدولابى في الكنى (1/ 13) عن محمد بن منصور، ورواه: الفاكهي في أخبار مكة (4/ 233 - 232) ورقمه / 2540 عن محمد بن أبي عمر، كلاهما (محمد بن منصور، وابن أبي عمر) عن سفيان (وهو: ابن عيينة)، كلاهما (ابن نمير، وسفيان) عن ابن أبي خالد.

ص: 203

446 -

[109] عن عبادة بن الصامت - رضى الله عنه - قال - وقد ذكر بيعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم: (

وعلَى أنْ نَنْصُرَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم إذَا قَدمَ علينَا يثرِبَ، فنمنعُهُ مما نمنَعُ منهُ أنفسَنا، وأزواجَنا، وأبناءَنا، ولنَا الجنّة).

هذا الحديث رواه: الإمام أحمد

(1)

- وهذا مختصر من لفظه - عن الحكم بن نافع أبي اليمان عن إسماعيل بن عياش بن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إسماعيل بن عبيد الأنصاري عنه به

وفي الإسناد علل، الأولى: رواية إسماعيل بن عياش - وهو: الحمصى - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، - وهو: المكي -، وإسماعيل ضعيف إذا روى عن غير أهل بلده، وهذا منه. والثانية: إسماعيل بن عبيد هو: ابن رافع الزرقى، لم يرو عنه غير ابن خثيم - فيما أعلم، وتقدم -. والثالثة: أن إسماعيل بن عياش خولف في سياق إسناده، خالفه: زهير بن معاوية الجعفى، فيما رواه عمرو بن عثمان الرقي عنه

فقد رواه: البيهقي في الدلائل

(2)

بسنده عن عمرو بن عثمان عن زهير عن ابن خثيم عن إسماعيل عن أبيه عن عبادة

قال: عن أبيه عن عبادة. وعبيد الأنصاري - ويقال: عبيد الله - تقدم أنه قد ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وعمرو بن عثمان الرقي ضعفه جماعة، ووهاه النسائي، والأزدي. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال - وقد عزاه إلى الإمام أحمد -: (ولم يقل عن إسماعيل عن أبيه. ورواه: عبد الله فزاد عن أبيه. وكذلك الطبراني، ورجالهما ثقات إلا أن إسماعيل

(1)

(37/ 428 - 430) ورقمه/ 22769.

(2)

(2/ 451 - 452).

ص: 204

ابن عياش رواه عن الحجازيين، وروايته عنهم ضعيفة) اهـ. ورواية عبد الله لم أقف عليها. وأحاديث عبادة - رضى الله عنه - لم تزل في حكم المفقود من المعجم الكبير - فيما أعلم -. قال الحافظ في الفتح

(1)

- وقد ذكر الحديث عن الإمام أحمد، والطبراني -:(وعند الطبراني له طريق أخرى، وألفاظ قريبة من هذه. وقد وضح أن هذا هو الذي وقع في البيعة الأولى).

وجاء الحديث من طرق أخرى، ليس فيها الشاهد

منها طرق عند البخاري

(2)

. وتقدم للحديث شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند الإمام أحمد، والبزار، وغيرهما هو به: حسن لغيره.

448 -

447 - [110 - 111] عن كعب بن مالك رضي الله عنه، وكان كعب ممن شهد العقبة، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، قال: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين، وقد صلينا، وفقهنا

وذكر مواعدتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة، والبيعة، وقول الهيثم بن التيهان: يا رسول الله، إن بيننا، وبين الرجال حبالًا، وإنا قاطعوها - يعني: العهود - فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك، وتدعنا؟ قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: (بَلْ الدَّمُ الدَّمُ

(3)

،

(1)

(1/ 84).

(2)

رقم الحديث (18)، وانظر أطرافه.

(3)

أي: تطلبون بدمي، وأطلب بدمكم، ودمي ودمكم شيء واحد. - =

ص: 205

والهَدْمُ الهَدْمُ

(1)

. أنَا منكُمْ، وَأنتُمْ مِنِّي، أحاربُ منْ حاربتمْ، وأسالِمُ منْ سَالتُم). هذا الحديث رواه ابن إسحاق، واختلف عنه

فرواه: الإمام أحمد

(2)

- وهذا مختصر من لفظه - عن يعقوب عن أبيه، ورواه: الطبراني في الكبير

(3)

عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن محمد بن عبد الله بن نمير عن يونس بن بكير

(4)

، كلاهما عنه

(5)

عن معبد بن كعب بن مالك عن أخيه عبيد الله بن كعب عن أبيه به. وهكذا رواه: الفاكهى

(6)

بسنده عن زياد بن عبد الله والطبري في تأريخه

(7)

، وابن خزيمة

(8)

، وابن حبان في

= النهاية (باب: الدال مع الميم) 2/ 136.

(1)

يروى بسكون الدال، وفتحها

فهو بالسكون - وبالفتح أيضًا - أي: دماؤهم بينهم مهدرة. والمعنى: إن أهدر دمكم فقد أهدر دمي، لاستحكام الألفة بيننا. والهَدَمَ - بالتحريك -: القبر، يعني، أُقبر حيث تقبرون. وقيل: هو المنزل. أي: منزلي منزلكم. - انظر: المصدر المتقدم (باب: الهاء مع الدال) 5/ 251.

(2)

(25/ 89 - 97) ورقمه / 15798.

(3)

(19/ 87 - 91) ورقمه/ 174، مطولا.

(4)

رواه من طريق ابن بكير - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (3/ 441) - وعنه: البيهقى في الدلائل (2/ 444 - 449) -.

(5)

وهو: في السيرة لابن هشام (1/ 439 - 443).

(6)

أخبار مكة (4/ 234 - 237) ورقمه / 2542.

(7)

(2/ 3630 - 36)، وَ (2/ 364 - 365) - ووقع في الموضع الأول: عبد الله بن كعب، بدل: عبيد الله، وهو تحريف -.

(8)

(1/ 223) ورقمه / 429 - ووقع فيه: معبد بن كعب أن أباه كعبًا حدثه

فذكر بعضه، دون الشاهد -.

ص: 206

صحيحيهما

(1)

بأسانيدهم عن سلمة بن المفضل، ورواه الطبري - أيضًا - بسنده

(2)

عن يحيى بن سعيد، ثلاثتهم عن ابن إسحاق.

وخالفهم: جرير بن حازم، فيما رواه: الطبراني في الكبير

(3)

عن عبدان بن أحمد عن محمد بن يحيى القطعي عن وهب بن جرير

(4)

عنه عن ابن إسحاق عن معبد بن كعب عن أخيه قال: خرجنا من المدينة نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه. وعبيد الله بن كعب تابعى، لم يدرك زمن القصة

(5)

. وجرير بن حازم ثقة، له أوهام إذا حدث من حفظه - وتقدم -. وحديث الجماعة أصح من حديثه.

وحديث الجماعة عن ابن إسحاق أخرجه: ابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما - كما تقدم -، وحسنه الألباني

(6)

. وابن إسحاق صدوق، صرح بالتحديث (كما في السيرة لابن هشام)، وعند الإمام أحمد، وابن خزيمة في صحيحه، وعند غيرهما

(7)

. وشيخه: معبد بن كعب بن مالك

(1)

الإحسان (15/ 471 - 474) ورقمه / 7011.

(2)

(2/ 364 - 365).

(3)

(19/ 91) ورقمه / 175.

(4)

ومن طريق وهب رواه - كذلك -: البيهقي في الدلائل (2/ 449 - 450).

(5)

انظر: الثقات لابن حبان (5/ 73)، وذكر أسماء التابعين للدارقطني (2/ 159) ت/ 747.

(6)

تعليقه على صحيح ابن خزيمة (1/ 223).

(7)

وانظر: مجمع الزوائد (6/ 42 - 45).

ص: 207

روى عنه جماعة

(1)

، وأخرج له الشيخان في صحيحيهما

(2)

، ووثقه: العجلى

(3)

، وابن حبان

(4)

.

449 -

[112] عن عروة بن الزبير قال: (وكان أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العقبة أبو الهيثم بن التيهان

)، فذكر قوله المتقدم للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه صلى الله عليه وسلم قال له:(الدَّمُ الدَّم، والهَدْمُ الهَدْمُ).

رواه: الطبراني في الكبير

(5)

عن محمد بن عمرو بن خالد الحراني عن أبيه عن ابن لهيعة

(6)

عن أبي الأسود عنه به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(7)

، وقال - وقد عزاه إليه -:(هكذا مرسلًا، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف) اهـ

والحديث مرسل - كما قال -، وابن لهيعة ضعيف، ومدلس لم يصرح بالتحديث - فيما أعلم -. ومحمد بن عمرو - شيخ الطبراني - تقدم أن الذهبي ترجم له في تأريخ الإسلام، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا؛ فالإسناد: ضعيف. وهو صالح أن يكون حسنا لغيره بالحديث الذي قبله.

(1)

انظر: تهذيب الكمال (28/ 237).

(2)

انظر: المصدر المتقدم (28/ 236، 238).

(3)

تأريخ الثقات (ص / 433) ت / 1601.

(4)

الثقات (5/ 432).

(5)

(19/ 250) ورقمه / 566، مطولا.

(6)

ورواه البيهقي في الدلائل (2/ 454 - 455) بسنده عن ابن لهيعة به.

(7)

(6/ 47).

ص: 208

ورواه: البيهقى

(1)

في الدلائل بسنده عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة به

وموسى بن عقبة تابعي صغير، ثقة، مشهور.

* خلاصة: اشتمل هذا المبحث على مئة وثلاثين حديثًا، كلها موصولة إلًا واحدًا. منها اثنان وأربعون حديثًا صحيحًا - اتفق الشيخان على خمسة عشر حديثًا، وانفرد البخاري بسبعة، ومسلم بمثلها -. وأربعة أحاديث صحيحة لغيرها. وثمانية أحاديث حسنة. وواحد وخمسون حديثًا حسنًا لغيره - في ألفاظ بعضها ألفاظ منكرة، نبهت عليها في مواضعها -. وأربعة عشر حديثًا ضعيفًا. وخمسة أحاديث ضعيفة جدًّا. وحديثان منكران. وحديث موضوع. وثلاثة أحاديث لم أقف على أسانيدها. وذكرت ثلاثة أحاديث من خارج كتب نطاق البحث في الشواهد، ونحوها - والله تعالى الموفق برحمته -.

(1)

(2/ 453 - 455).

ص: 209