الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث: القواعد الأساسيّة لاكتساب الأخلاق
مقدّمة
…
مقدّمة:
هذه شذرات أكتبها لتكون بمثابة قواعد في باب الأخلاق، ليست مرتّبة ترتيباً موضوعياً، وإِنما سجلتها بحسب ما أملاه عليّ الموقف أو الحالة التي أشهدها ويشهدها غيري، من تعاملي مع الناس ومن تعامل الناس بعضهم مع بعض، فكتبتُ ما أملته عليّ تلك الأحوال، دون النظر إلى موافقة كلامي لكلامٍ سابقٍ لغيري أو عدمه أو النظر إلى أنّ سواي قد قال مثل ذلك القول..
وإنما أردت من هذا استثمار ظروف الحياة لتطبيق قواعدِ حُسْن الخُلُق، خروجاً من النظريّة إلى التطبيق.
ولا يخفى على المسلم العاقل أن هذه القواعد والمنطلقات، الواجبُ أن تؤخذ في ضوء هدايات كتاب الله تعالى وسنّة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لا يَضِل من استمسك بهما، وما عدا ذلك فلا عصمة له من الخطأ.
القواعد والمنطلقات الأخلاقية:
1-
عامِل الناس بمثل مَا تحب أن يعاملوك به، كما في الحديث الصحيح: "
…
وليأت إلى الناس الذي يحبّ أن يُؤتى إليه" 1.
2-
أحِبّ للناس ما تحب لنفسك واكره لهم ما تَكْرهُ لها.
3-
لا يَسُوغُ لك أن تتخذ ظروفك سبباً أو عُذراً لك في الإساءة للآخرين مهما كنت معذوراً عند نفسك.
1 مضى تخريجه في الحاشية السابقة.
4-
إِذا أردت تهذيب نفسك فيُمكنُك مخالطة الناس: فما كرهت منهم من أَخلاق فابتعد عنه؛ فإنهم يَكْرهون منك ما تَكرهُ منهم.
5-
لا تَكْتفِ بنقْدِ أَخلاق الآخرين وتنسَ نفسك، بل اشتغل بنقد نفسك أولاً، لأنك مكلف بها أولاً، ثم اشتغل في إِصلاح الآخرين.
6-
لا تقبل من نفسك ما تذم به الآخرين؛ فإنه عيب شنيع عند الله تعالى وعند الناس.
7-
لا يكنْ همّك الاشتغالَ بإِصلاح أعمالك الظاهرة فقط، بل اعتن أيضاً بإصلاح نفسك ودوافِعها في القيام بالأعمال الصالحة.
8-
لا تغتر -وأنت تعمل لله- بما تلقاه في الطريق من مدح الناس؛ فما أكثر من خُدِعَ بذلك، وما أكثر من شغلته الوسيلة عن الغاية أو صرفته عنها.
9-
لا تغتر ببعض الطرق الخادعة التي يُظن أنها سبيلٌ لتهذيب النفس وإصلاحها، ولكن انظر إلى طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه من العلماء المحققين، وقد قال محمد بن سلام البيكندي:"كل طريق لم يمش فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي ظلام وسالكها لا يأمن العطب".
10-
تذكّرْ أنّ عليك واجباتٍ؛ كما أن لك حقوقاً، ولْيكن همّك البحثَ عمّا عليك من واجبات وأداءَها؛ فذلك شرط لتحصيل حقوقك.
11-
إذا أَساءَ إليك أحدٌ، فلا تتخذ ذلك سبباً للإساءة إليه، وإذا أخطأ أحد في حقّك فلا يكن ذلك سبباً في أن تخطئ في حقّه.
12-
لا تُضَحِّ بأَدبِك في سبيل تأديب ولدِك، أو لا تُفْسِد أدبَك في سبيل تأديب ولدك.
وذلك يحصل غالباً بسبب الإخلاص وشدة الحماسة للإصلاح؛ ومن مظاهر هذا التصرف ربما تنحصر في أمرين: إما باستخدام وسيلة أو أسلوب في التأديب غير مشروعة، وإما بمجاوزة الحدّ في استخدام المشروع سواء في المقدار أو في وضْع المشروع من ذلك في غير موضعه!.
13-
ينبغي أَن تَعْلَم أَن أَقلَّ ما عليك أن تُعَامِل الناس به، العدلُ والإنصافُ من نفسك. وإذا احتاج الناس إلى قاضٍ يأخذ لهم الحق منك؛ فأنت رجل سوء.
14-
إذا أردتَ الاجتهاد في تحصيل الأخلاق الحميدة؛ فعليك أن تَعْلم فضلها وفوائدها في الدنيا والآخرة؛ لتعرف أَيَّ شيءٍ تطلب.
15-
تكاد نفسُك تكون كالمرآة، يَظهر فيها أخلاقُ مَنْ تُصَاحِبُ وأَفكارُ ما تقرأُ؛ فاختر الطيبَ من ذلك دائماً.
16-
بإمكانك التعرفُ على حقيقةِ أخلاقِك بالنظر إليها في الحالات الآتية:
- إذا خلوتَ. - وإذا غضبتَ. - وإذا احتجتَ.
- وإذا استغنيتَ. - وإذا قَدِرتَ.
17-
اعلمْ أن عليك أخلاقاً ينبغي أن تلتزم بها مع أعدائك، كما أن عليك أخلاقاً تلزمها تجاه أصدقائك.
18-
يجب أن تفعل الخير وتلتزم الأخلاق الفاضلة مع الناس، دون أن تشترط لنفسك شروطاً.
19-
لا تكتفِ بظنِّ صواب ما تَطْلُبه أو تفعله أو تؤمنُ به، إذا كان اليقينُ فيه مُمْكِناً، ولا تدفعِ اليقين بالظن بل العكس، واستعملْ هذا المنهجَ دائماً فيما تَمِيلُ إِليه نفسُك.
20-
إِذا ساءك تصرف أخيك تجاهك، فلا تُسَلِّمْ لِمَا يَهْجمُ على قَلْبك مباشرة من تخطئتِه ونقدِه والغضبِ منه، بل اتهمْ نفسك أولاً، وحاكمْها؛ فَلَعلَّك المخطئ، فإِن لم يظهرْ لك خطؤك، فالْتمس لأخيك عذراً، لعل له عذراً وأنت تلوم.
21-
لا تلتمس لنفسك الأعذارَ في الأَخطاءِ الصغيرة؛ فإِنها طريقٌ لما هو أكبر منها.
22-
لا تنظرْ لخطئك الصغير من حيث صغرُهُ، ولكن انسبه إلى دوافعه، تَظهرْ لك دلالته وحقيقته.
23-
لا يغررْك حسنُ أخلاقِك في الرخاء، حتى تُجرِّب نفسَك في أوقات الشدة والغضب وسائر الحالات التي تشتدُّ فيها الحاجةُ إلى الأخلاقِ الفاضلةِ، فإِن لم يَطَّرِدْ حسنُ أخلاقِك في تلك الأحوال فاعلمْ أنه ليس لك كبيرُ فَضْلٍ في وقتِ الرَّخاء.
24-
إِذا اشتدت الحاجة إلى خُلقِك الحميد في بعض الأحوال فلم يُوجدْ؛ فلسْتَ على كبيرِ شيء من الأخلاقِ الفاضلةِ.
25-
يَزْهدُ بعض الناس في الْتِزَام حسنِ الخلق والأدبِ مع أَخيهِ، بحجَّةِ أَنه أَخوهُ، ولَيْتَ شعْري مع مَنْ يَلْزمُهُ حسنُ الخلق إِذَنْ؟
26-
لا تتخذْ لك أخاً بشرط أَن لا يخطئَ، وإِذا أخطأَ أخوك مرَّةً، فأَنهَيْتَ ما بَيْنَكَ وبَيْنَهُ؛ فكأَنَّ شرطَك في أُخوّتِهِ أَنْ لا يخطئَ؛ فَلَنْ تجدَ لك أخاً إِذَنْ؛ وأَنتَ أَيضاً لا تصلُحُ للأُخوَّةِ بهذا الشرطِ؛ لأنك لَسْتَ معصوماً، كما أَنَّ غيرك ليس بمعصومٍ.
27-
تربية ليس فيها العصا عند الحاجة إليها، تربيةٌ ناقصة. وتربية ليس فيها الإقناع عند الحاجة إليه، تربية ناقصة.
28-
تذكر وأنت تحمل العصا لتؤدب أولادك، أنك مؤدِّب ولست معذِّباً، ثم تذكر مسؤوليتك في نفسك تجاه الأخلاق التي حملت العصا لتُقيم غيرك عليها.
29-
ينبغي -في سبيل تحصيل الأخلاق الإسلامية- أن تفكر أولاً في فضلها.
فإن لم يدفعك ذلك للتحلّي بها؛ فتذكر عاقبتها في الدنيا والآخرة.
فإن لم يدفعك هذا للتحلّي بها؛ فتذكر شؤم تركها في الدنيا والآخرة.
فإن لم يدفعك هذا للتحلّي بها؛ فتذكر أنه لا خير في ذميم الأخلاق لا في الدنيا ولا في الآخرة.
فإن لم ينفعك ذلك؛ فاعلم أنه لا طِبّ فيك إلا بمراجعة فطرتك وإيمانك بالله ورجوعك إليه.
30-
كثير من الأخلاق الفاضلة النفس الإنسانية مفطورةٌ عليها وعلى حبها، فيمكن أن يتحلّى بها الإنسان إذا كانت فطرته سليمة لم
تتأثر بأسباب الانحراف عن ذلك.
والإيمان بالله يؤيد هذه الفطرة.
فإن انحرفت الفطرة فالإيمان بالله يقوّمها.
فإن عُدم الإيمان بالله مع الفطرة فلا طب، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
31-
كثير من السلوك الأخلاقية الفاضلة يؤيد فضلَها أكثرُ من أصل من أصول الأخلاق الفاضلة.
وهكذا ترى أنّك مطالَب بفعل كثير من السلوك الأخلاقي الحميد، وذلك بمقتضى أكثرِ من أصلٍ من أصول الأخلاق الفاضلة.
32-
الأخلاق الإسلامية فضائل أخلاقية كريمة، يعود نفعها - في الدنيا والآخرة - على المتحلي بها، وعلى من يتعامل معه لكن المهم تحقيق نية العبادة في فعلها.
33-
الأخلاق الإسلامية جملةٌ من الفضائل التي ينبغي أن يتحلّى بها الإنسان السوي في ظاهره -سلوكاً - وفي باطنه- إيماناً واعتقاداً، وشعوراً-.
وهي تختلف في درجات الطلب:
فمنها ما هو من أُسس الإيمان بالله ولوازمه.
ومنها ما هو من الواجبات.
ومنها ما هو من المَسْنونات والمُسْتحبّات.
34-
من العجيب أن يفخر الإنسان بما لا فخر فيه في الواقع وعند العقلاء!!.
35-
حين يَفْقد الإنسان الميزان الصحيح لتقويم الأشياء والحقائق فإنه يفخر بما لا فخر فيه -على مختلف مراحل عمره- حتى يكون آخر ما يفخر به في حال عجزه وكِبَرِه عصاه التي يتوكأ عليها!! إنه خطأ مؤسف حقاً!.. يدعو للتأمل والعجب والعبرة.
والعاقل من اعتبر بغيره.
36-
من أشد الأخطاء خطراً خطأ المخلصين إذا نسبوه للدين، أو ارتكبوه على أنه من الدين، لأن صاحب الخطأ في هذه الحال يؤيد خطأه -جهلاً- بالدين أو بالكتاب والسنة. ولو أنه أخطأ فقط ولم يَدَّع أن فعله من الإسلام، أو لم يَحْمله الآخرون على أنه كذلك، لكان أخفَّ بكثير.
37-
من الاستعداد لما يُنْتظر أو يتوقع في الغيب، بعد التوكل على الله، وأَخْذِ الأسباب المشروعة، توطينُ النفس على أسوأ الاحتمالات.. فإنّ ذلك مفيد جداً، لما فيه من التمهيد لقبول النفس لأقدار الله تعالى المؤلمة وتحمّلها.
ومن لا يوطن نفسه على ذلك فإنه لا يُقَدِّرُ -بعد الأخذ بالأسباب- إلا النجاح، وإلا الفوز وإلا السلامة، وإلا الظفر بما سعى له.. فإذا قدَّر الله عليه غير ما سعى له أو ظن أنه الخير فإنه ينتكس.. وتَمْرَضُ نفسه
…
ولا يُسلِّم لقَدَرِ الله فتكون خسارته محققةً مؤلمة!.
38-
ينبغي أن تتعلم الأخلاق الفاضلة وذلك بدراستها نظرياً من مصدرها الصحيح، والتعوّد عليها عملياً بتطبيقها ومحاسبة النفس عليها دائماً، ومصاحَبَةِ أَهلها.
39-
ولْتَعْلم أن الدراسة لها نظرياً وحدها لا تكفي، والتطبيق لها مرة واحدة أو مرتين أو وقتاً قصيراً في حياتك، لا يكفي أيضاً، بل لا بد من التطبيق المستمر والملازمة لها دائماً لتكون حقيقاً بوصفك بالأخلاق الفاضلة.
40-
ينبغي أن تعلم أن أَوْلى من يجب أن تتأدّب معه ربُّك الذي خلقك فأحسن خلقك وهداك ورزقك، وهو العليم بسرك وجهرك، وهو القادر على أخذك أو عقابك على سيئاتك إذا شاء!! فإنك إذا نظرت فعرفت أنه ربك ورب العالمين، وعرفت أنه هو وحده المحسن الحقيقي إليك، الذي يغمرك بإحسانه في كل لحظة، وعرفت أنه هو وحده المطلع على سرك وجهرك، وعرفت أنه هو وحدَه القادرُ عليك، علمتَ أنه هو المستحق أن تتأدب معه في سائر أحوالك، وأيقنت سوء أدبك معه عندما تتأدب فقط مع خلقه وتعكس الأمر في حقه!! وحقُّ الخالق أوجبُ من حق المخلوق.
41-
الكرم والصبر والحلم والرحمة، ونحوها من الأخلاق، لا تأتي دفعة واحدة، كما أنها لا تُدرك بسهولة، ولا تدرك في وقت قصير، بل تحتاج إلى وقت طويل، وإلى تدرج، ومِران وصبر وتضحية، ولكنها أخلاق ضرورية نفيسة، فتستحق أن يبذل فيها
الثمن، والله المستعان.
42-
قد يتعلم العاقل في مدرسة الحياة بعض ما يبعث الله به الرسل إلى الناس، ويدعونهم إليه، ويقنعونهم به!
43-
كن مع الناس كالنحل، الذي يقع على أحسن الزهور وأطهر الزروع؛ فيجتني منها ما يفيده، وما يخدم به الناس، ودع مساوءَهم وأخطاءهم، ولا تكن كالذباب، الذي يقع على أقذر الأشياء وينشرها في الناس ويؤذي بها الأحياء.
44-
صِنْفٌ من الناس يصوِّب نظره إلى عنصر الخير في الناس ويتعامل معهم على أساسه، وينشره فيهم، فهو كالنحل الذي لا يقع إلا على الزهور والرياحين الزاكية النظيفة؛ فيجتني منها ما ينفعه وينفع الآخرين.
45-
وصِنْفٌ آخر يصوِّب نظره إلى عنصر الشر في الناس وإلى الرذائل فيهم، ويتعامل معهم على أساسه، وينشره فيهم فيؤذي نفسه ويؤذي الآخرين، فهو كالذباب، الذي لا يقع إلا على أقذر الأشياء، وينشرها في الناس، ويؤذي بها الأحياء. فكن كالأول، تَسْعَدْ وتُسْعِدْ، ولا تكن كالثاني، تَشْقَ وتُشْقِ.
46-
يظن الحسود والنمام والمغتاب والفاحش البذيء، يظن هؤلاء جميعاً أنهم ينتقمون من الآخرين وينسون أنهم إنما يُلْحِقون الضرر بأنفسهم في الدنيا قبل الآخرة وفي العاجل قبل الآجل؛ إذ يعود عليهم ذلك الصنيع بأمراض النفس والبدن، وعذاب الدنيا وعذاب الآخرة.
47-
عاملِ الناس جميعاً معاملة أصدقائك، أو من تعرفه ويعرفك، فإني رأيت الناس يحترمون من يعرفونه ويخجلون منه، وربما لا يخجلون من الغريب والمجهول.
48-
الرئاسة لا يتكمّل بها إلاّ ناقص ولا تزيده إلا نقصاً.
49-
إذا أنت فكّرت في حال كثير ممن يَتعدى عليك بسوء أخلاقه، مَنَعَكَ من معاقبته الحالُ الأخلاقية التي هو فيها، ولم تطمع في معاقبته بأزيد من ذلك. وشاهدت فيه نعم الله عليك.
50-
بالخلق الحسن ينتشر الخلق الحسن في الناس، وبالخلق السيئ ينتشر الخلق السيئ.
51-
حسن الخلق غاية مقصودة لذاتها، وهو -في الوقت نفسه- وسيلة تربوية ناجحة؛ لأن الخلق الفاضل يكون سبباً لمثله عندما يَتعامل به الإنسان مع الناس، كما أن الخلق السيئ سبب لمثله عندما يَتعامل به المرء مع الناس.
52-
يظن بعضهم أن حسن الخلق يتأتى في الناس من طرف واحد، ويمكن أن يُعفَى منه الطرف الآخر، وهيهات!! فإن الحياة لا تستقيم بتأدب بعض الناس في مقابل سوء أدب من يَتعامل معهم، وإن حسن الخلق في هذه الحال لا يدوم، بل عندئذ لا بد أن يَغْلِبَ الأقوى، إما الأخلاق الحميدة أو الأخلاق السيئة.
ومن هنا تظهر أهمية المسؤولية على كل واحد من الناس قبل أن يعدها حقاً له يبحث عنه في الآخرين!!
53-
كم ودِدْتُ لو أقيمت نوادٍ، وندوات، لكمال العقول؛ إذ ذلك
أولى مما يقيمه الناس من نواد لكمال الأجسام.
1-
كم هو جميل لو اهتمت المدارس والمؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها - بما في ذلك الجامعات- بتربية العقول باستحداث مواد دراسية، وأساليب متنوعة خاصة بهذا الهدف. مثل مادة للحوار والمناظرة، يُعنى فيها بالجانب التطبيقي، أكثر مما يعنى بالجانب النظري، كأن تقام مناظرة دورية بين الطلاب، ويكون فيها تحكيم وجوائز وتشجيع!!
2-
اجتهدْ ألا تكون طفلاً؛ فقد رأيت أطفالاً كباراً يَبْلغ عمرُ بعضهم خمسين عاماً!!.
3-
إذا ذهب حظ النفس الدنيوي في العمل جاء الإخلاص، وإذا انضمّ إليه الصواب كَمُل النصاب.
4-
مَنْ حاسب نفسه، وحَكّم عقله تحرّز لسانه عن الكلام.
5-
ينبغي أن يفكر المقصر في تقصيره، وأن يفكر العامل في مُحْبطات عمله.
6-
أنت أعرف بنفسك؛ فلا تغتر بمدح الناس إذا مدحوك.
7-
أقصرُ الطرق لقضاء الحاجات، التوجه إلى الله تعالى.
8-
اتهمْ نفسك دائماً؛ فما أُتي كثير من الناس إلا من إحسانهم الظن بأنفسهم.
9-
إذا تعلَّقَتْ نفسك بشيء لِحظِّها، ولم تستطع تحويل نِيَّتها لله، فامنعها منه فلا دواء إلا ذلك. فإن استوى عندك -من أجل الله -تحصيله وتركه فقد انتصرت على هواك.
10-
الفارق بين الإنسان والحيوان، العلم إذا لازمه الإيمان والتطبيق.
11-
يبدو أن التعصب في نظر المتعصبين هو عدم التعصب؛ لأنه يتهمك بالتعصب إذا لم تتعصب معه!.
12-
ينبغي أن تَذْكر دائماً أنك لست أفضل كل الناس، ولست خير
كل الناس، ولست أعلم كل الناس، ولست أعقل كل الناس.
وهذا الشعور مهم للتحلي بعددٍ من مكارم الأخلاق والبعد عن عددٍ من مساوئ الأخلاق. وكم انحرف الإنسان بسبب توهمه أنه أفضل الناس وأصلح الناس وأعلم الناس وأعقلهم!.
66-
اُعذرِ الناس فيما فيه مجال للعذر، وعوّدْ نفسك هذا الخلق، فإنه من أهم معاني كرم النفس، ومن أهم معاني سماحة النفس، وإياك أن تعوّد نفسك التشنج والغضب والحساسية المفرطة من كل خطأ يقترفه الآخرون، ولا سيما في مجال حقوقك الشخصية، بل حاول دائماً إلى جانب الإحساس بالخطأ، أن تتفهم مواقف المخطئين وأعذارهم التي قد تكون معتبرة عقلاً وشرعاً.
67-
إذا أردت اكتساب الأخلاق الفاضلة والابتعاد عن الأخلاق السيئة فعليك باستعراض ما في القرآن الكريم؛ فما وجدتَ فيه من أوامر وتوجيهات إلهية فخذ به، وما وجدت فيه من نواهٍ فابتعد عنه.
وافعل مثل هذا بالنسبة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن فَعَل ذلك والتزم به في حياته فقد اكتسب الأخلاق الفاضلة، وابتعد عن مساوئ الأخلاق، وكان على هدى ونورٍ وبيّنة لا ريب معها أنه على الصراط المستقيم.
والخلاصة: تخلقْ بأخلاق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة تكن أحسن الناس خلقاً.
68-
يقول الإمام ابن حزم - رحمه الله تعالى-:
"من جَهِلَ معرفة الفضائل، فليعتمد على ما أمره الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه يحتوي على جميع الفضائل 1.
69-
الخاطرة والفكرة بداية التوجه والسلوك:
لا تستهن بالخاطرة والفكرة والأمنية، بل حاسب نفسك عليها، ناظراً في نوعها هل هي خاطرة حسنة أو سيئة؟ هل هي فكرة أو أمنية حسنة أو سيئة؟. فإن كانت حسنة نَمَّيتَها وإن كانت سيئة قضيتَ عليها بما يضادها. وإلا فإن معظم النار من مستصغر الشرر، وبداية الشر -في الغالب- خاطرة أو فكرة عنّت لصاحبها، كما أن الخير كذلك!!.
وتستطيع أن تتعرف على توجهات نفسك هل هي إلى الخير أم إلى الشر، بالتعرف على خواطرها وأفكارها وأمانيها....?
ولا تَرْضَ من نفسك إلا بأن يكون همّها وتوجُّهها في الظاهر والباطن نحو الخير.
70-
لنا في قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم غنى عن أقوالنا، ولكنها الخواطر.?
وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربّ العالمين.
1 الأخلاق والسير في مداواة النفوس، لابن حزم:79.