الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: نظرات حول أهمية الأخلاق الحميدة
1- موازَنةٌ بين حرص الناس على أموالهم وحرصهم على دينهم وأخلاقهم
.
…
1-
موازَنةٌ بين حرص الناس على أموالهم وحرصهم على دينهم وأخلاقهم
تأملت حرص الناس على الدنيا، وحرصهم على أموالهم، وحفاظهم عليها، مع غفلة أكثرهم عن أمر دينهم وخُلُقهم؛ فقلت:
لو حرص الناس على أخلاقهم مثل حرصهم على أموالهم، ولو حافظ الناس على أخلاقهم مثل حفاظهم على أموالهم لاختفت من المجتمع كثير من الأمراض الأخلاقية، ولصلحت أخلاق الناس، ولتوارثوا الأخلاق الحميدة والأعمال الفاضلة والعلم والدين كما يتوارثون الدنيا الفانية. إلا أنّه لم يُحدَّد فيها أنصبة الورثة ولا المورِّث -كما هو الحال بالنسبة للدنيا- بل لكل إنسان أن يأخذ من الأخلاق الحميدة والعلم والدين بقدر ما يشاء، وعمن يشاء، وذلك فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء!! فأين الوارثون لهذا الإرث العظيم؟!.
2- بين جمال الملابس وجمال الأخلاق
!!
إن الله الخالق الحكيم سبحانه قد اقتضت حكمتُهُ أن جَعَلَ للإنسان عورتين أو سوأتين، وسِتْرين، لكل سوأة سِتْرٌ.
أما العورتان: فعَوْرةُ الجسم، وعَوْرةُ النفْس.
وجعل للأولى سِتراً هو الملابس، وجعل للثانية سِتراً هو الخُلُق والسلوك الجميل.
وقد أَمَرَ الله تعالى بالسترين، ولكنه نبّه على الأهم منهما وهو الثاني،
لأن لباس الإنسان لا يغني عن أخلاقه الحميدة، ولهذا قال الله تعالى:
إن هذا النص القرآني عجيب في بيان هذا المعنى، وليس المجال هنا متسعاً للحديث عنه بتوسع، فينبغي للإنسان أن يتدبره.
لقد امتنّ الله سبحانه علينا باللباسين، وجعلهما من آياته التي يجب أن تُذكّرنا بالله، وأشار كتاب الله إلى أن هناك علاقة بين كشْف السوأة وبين الشيطان وأوليائه الذين يتولّونه ويتبعونه، إن الشيطان يأمر الإنسان بالوقوع في رذيلة كشْف عورة الجسد والوقوع في رذيلة كشْف عورة النفس عن طريق ارتكاب مساوئ الأخلاق!.
وقد نبّه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن الستر يكون في الدنيا ويكون في الآخرة، كما في الحديث الذي روته أمُّ سلمة رضي الله عنها، قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: "سبحان الله ما أُنزل الليلة من الفتن، وماذا فُتح من الخزائن. أيقظوا صواحبات الحُجَرِ، فرُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٍ في الآخرة" 2!!.
1 26-27: الأعراف: 7.
2 أخرجه البخاري: 3- العلم، 4- باب العِلم والعِظَة بالليل.