الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خُلق التعامل مع الناس:
إنّ خُلُق الإنسان في التعامل مع الناس يأتي تبعاً لخُلقه في تعامله مع الله؛ فإن المتأدبَ مع ربه لا يَسَعُهُ إلا التأدب مع خَلْقه؛ ولا يَسَعُهُ إلا اتّباعُ شَرْعِهِ وما أوجبه على عباده في معاملة بعضهم لبعض.
ولعل مِن المهم أن نتبينَ أنّ الأخلاق الحميدة الواجبة في معاملة الإنسان لأخيه الإنسان إنما يوجبها عليه ثلاثة أمورٍ هي:
الأول: حَقُّ الله وشَرْعه.
الثاني: حَقُّ أخيه الإنسان عليه -على اختلاف درجات هذه الحقوق-.
الثالث: مصلحة الإنسان ذاته في الدنيا وفي الآخرة، وما تقضي به مِن الإحسان إلى الناس والبعد عن إيذائهم.
أصول المعاملة مع الناس:
لعل أصول معاملة الإنسان للناس تتلخص فيما يلي:
- أنْ تكون علاقته بهم قائمة على أساس علاقته مع الله؛ فتكون علاقته بهم لله سبحانه.
- أن تكون علاقته بهم محكومةً بشرْع الله وما أوجبه على عباده بشأن العلاقة فيما بينهم.
وعندما تصبح العلائق بين الناس لله ومحكومةً بشرْع الله، فإنها تصبح خيراً وبركةً عليهم في الدنيا وفي الآخرة. وعندئذٍ تَظْهَرُ مكارم الأخلاق فيما بين الناس، وتَخْتَفي مساوئ الأخلاق لا محالة، فعلى سبيل المثال:
- يَسُودُ الحُبُّ فيما بينهم وتختفي الكراهية والحِقد.
- ويَسُودُ الاحترام المتبادَل ويختفي الازدراء المتبادَل.
- ويَسُودُ الوئام ويختفي الشِّجار.
- ويَسُودُ التعاون والتكافل، وتختفي الأنانيّة والتقاتل.
- ويَسُودُ الإنصاف مِن النفس واتّهامها، ويختفي تَبْرئةُ النفس واتّهام الآخرين.
- ويَسُودُ الخير، ويختفي الشر.
- ويَسُودُ العمل، ويَخْتفي الجَدَل.
- ويَسُودُ خُلُق الإحسان، ويختفي خُلُق الإساءة.
- ويَسُودُ خُلُق الإيثار، ويختفي خُلُق الأثرة.
- ويَسُودُ الصدق، ويختفي الكذب.
- ويَسُودُ العدل، ويختفي الظلم.
- ويَسُودُ خُلُق تَرْك المال الحرام، وتختفي أساليب جَمْع المال مِن أَوجُهِ الحرام.
- ويَسُودُ خُلُق إعطاء الحقوق، ويختفي العقوق ومنْع الحقوق.
- ويَسُودُ المعروف، وتَخْتفي المنكرات.
- ويَسُودُ خُلُق التطلُّع إلى الدار الآخرة، ويختفي خُلُق الشحّ والحرص على الدنيا الفانية.
وعندئذٍ يَسْعد الناس في دنياهم وفي أخراهم، ويكونون بَرَكةً في حياتهم وبعد مماتهم!.
وعندئذٍ تتبارك الأعمار والجهود، ويُوفَّر الوقتُ والمجهود، وتَقِلُّ الحاجة إلى الخصومة واللجاجة، وتَقِلُّ الحاجة إلى القضاة ورجال الشُّرطة!!.