الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لأسباب متعددة:
منها: غفلته عن موقعه وعن اللائق به، فيخطئ الكبير لنسيانه أنه كبير، ويخطئ العالم لنسيانه أنه عالم، ويخطئ الأستاذ لنسيانه أنه أستاذ، ويخطئ التلميذ لنسيانه أنه تلميذ، ويخطئ الأب لنسيانه أنه أب، ويخطئ الابن لنسيانه أنه ابن!! وهكذا بقية أفراد المجتمع كلهم! ولذلك قد ترى هؤلاء يحمّلون مسؤولية الخطأ على الآخرين المشاركين لهم في موقعهم؛ فالكبير يلوم في الخطأ الكبار، والعالم الذي قد وقع في الخطأ يوجّه اللوم إلى العلماء ويحمّلهم المسؤولية، والأستاذ يذكر في هذا الشأن الأساتذة والمربين، والتلميذ يذكر التلاميذ والأب يذكر الآباء، والابن يذكر الأبناء!! وما ذلك إلا لنسيان الإنسان موقعه ومكانه وموضع مسؤوليته!! فهل نتذكر هذه الحقيقة كي لا نقع في هذا الخطأِ؟!.
ومنها: استيلاء أسباب الخطأ على عقل العاقل وإيمان المؤمن فيغلبه مثلاً هواه أو شهوته الحيوانية، أو يقع في أسر الصحبة أو المجتمع من حوله فيخطئ بخطئهم أو يضل بضلالهم.
ومنها: غفلة الإنسان وعدم إدراكه لواجبه ومسؤوليته.
ومنها: أن يقع الإنسان في الخطأ عفواً من غير قصد.
…
إلى آخر الأسباب. والعاقل الحريص على الحق والصواب من تنبّه إلى هذه الأسباب وابتعد عنها. نسأله سبحانه أن يجنبنا أسباب الشقاء والهلاك.
4- الأخلاق الحميدة وعبادة الله تعالى
الأخلاق الحميدة جزء أساس من فطرة الله التي فطر الناس عليها. وهي جزء أساس كذلك من شرع الله وعبادته اللذين جاء بهما الإسلام.
وتعبّدنا لله بهذه الأخلاق جزء من تعبّدنا له بسائر العبادات، وفهمنا لهذه الأخلاق والتزامنا بها مرتبط بفهمنا والتزامنا لمعنى العبودية لله.
وشرف الطاعة في شرف المطاع؛ فمن يطيع الله تعالى ليس كمن يطيع سواه وهذا من أَعظم ما يحمل المرء على عبادة الله تعالى فلو تذكّر الإنسان -وهو يعبد الله سبحانه- أنه إنما يَعْبد مولاه في الدنيا وفي الآخرة، وأنه إنما يعبد قيوم السماوات والأرض، ورب كل شيء ومليكه، الذي له الخَلْق والأمر، وليس لأحد معه من ذلك شيء، وتذكّر سائر صفات المعبود الحق سبحانه لَعَلِمَ شرف هذه العبادة!! ولَعَلِمَ ضرورته لهذه العبادة!! ولَعَلِمَ أهمية هذه العبادة!! ولَعَلِمَ طبيعة هذه العبادة وطعْم هذه العبادة!. نسأل المولى عز وجل توفيقه وهدايته.
ونحن نرى الناس يغتبط أحدهم أنه أمره رئيسٌ ما أو ملك من ملوك الأرض أوكلّفه تكليفاً ما أو أذن له بلقاء معه، فتراه يفتخرُ بذلك ويُحِبّ أن يذكر هذا عند الناس أو يذكروا ذلك عنه، هذا مع أنّ الدائرة لم تتجاوز دائرة لقاء مخلوق بمخلوق آخر من خَلْق الله تعالى! أو أمْر عبْدٍ من عبيد الله لعبْد آخر من عبيده عز وجل!. ويالله ما أشدّ العَجَب!! ما بالنا إذن لا نفخر بطاعة الله الملك الحق المبين!! ما بالنا لا نفخر بطاعة ربّ كل شيء ومليكه!! ما بالنا لا نغتبط بالعبودية للخالق سبحانه ملك الدنيا والآخرة!!. ما بالنا لا نغتبط ولا نَسْعَد بصلتنا بمالك يوم الدين اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم!! اللهم مسامحتك!!
ولو عَلِمَ المرء ما في طاعة الله تعالى وعبادته من الخير له في الدنيا