الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} 1.
-الصبر في مختلف مواضعه ومجالاته. -الكرم. -الحلم.
-الشعور بالأخوّة، وإعطاء حقوقها المتعددة. -العدل والإنصاف.
-التثبت. -إلى آخر تعاليم هذا الدين وأحكامه التي لا يَخيب المستمسك بها.
1 27 - 28: النور: 24.
ثانياً: الذوق والأدب في أخلاق النبيّ عليه الصلاة والسلام
…
ثانياً: الذوق والأدب في خلق النبي صلى الله عليه وسلم:
لقد كانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها ذوقاً رفيعاً وأدباً عالياً. والوثيقة الناطقة بهذا هي كتاب الله، القرآن الكريم، وحديث النبيّ، وسيرته، ولقد شَهِدَ له ربه عز وجل بهذا فقال في شأنه:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} 2، وقال عنه:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} 3.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما: أنه سئل عن صفةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، فقال: أَجَلْ، والله إنه لموصوفٌ في التوراة ببعض صِفتِه في القرآن {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} 4، وحِرْزاً للأمّيين، أنت عبدي ورسولي، سمّيتك المتوكّل، ليس بفظّ
2 4: القلم: 68.
3 159: آل عمران: 3.
4 45: الأحزاب: 33.
ولا غليظ، ولا سخّاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يَقبِضه الله حتى يُقيمَ به الملَّة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويَفتَح بها أعيناً عُمياً، وآذاناً صُمّاً، وقلوباً غُلْفاً"1!!.
وقال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} 2.
وقال صلى الله عليه وسلم:"إني لأقوم في الصلاة، وأريد أن أُطوِّل فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوَّز في صلاتي كراهية أن أَشُقَّ على أُمِّه" 3، وقال صلى الله عليه وسلم:"لو أنْ أَشُقَّ على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة" 4، وقال صلى الله عليه وسلم:"أيها الناس، إنكم مُنَفِّرون؛ فمن صلّى بالناس فلْيُخفِّف؛ فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة"5.
قال أنس رضي الله عنه: "خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: أفٍ قط، وما قال لشيء صنعته: لِمَ صنعتَه؟ ولا لشيء تركته: لِمَ تركته. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقاً، ولا مسست خَزّاً قَطُّ ولا حريراً ولا شيئاً كان أَلْيَنَ مِن كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاشممت مسكاً قط ولاعطراً كان أطيب مِن عَرَق" النبي صلى الله عليه وسلم6"!! وعند البخاري، عن أنس رضي الله عنه: "ما مسستُ حريراً ولا
1 البخاري المختصر برقم1013، ص220.
2 128: التوبة: 9.
3 البخاري المختصر برقم 420، ص108.
4 البخاري المختصر برقم 498، ص122.
5 البخاري المختصر برقم 79، ص42.
6 الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: حديث حسن صحيح.
ديباجاً أَلْيَنَ مِن كفِّ النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولا شَممتُ رِيحاً قَطُّ أو عَرْفاً قطُّ، أَطْيَبَ مِن رِيحِ أو عَرْفِ النبيّ صلى الله عليه وسلم"1!!.
ولك أن تتصوّر الذوق والأدب في حياة النبيّ صلى الله عليه وسلم -على سبيل المثال- في الجوانب الآتية:
-لينُ جانبه صلى الله عليه وسلم وتواضعه، ومباسطته للناس، وملاطفته وممازحته لهم.
-صِدْقه. -عفافه. -حياؤه. -مشاورته لأصحابه.
-إفشاؤه السلام، سواءٌ على الكبير والصغير، أَومَن يَعرف ومَن لا يَعرف.
-شكره للمعروف، وحفظه للجميل، وحسن العهد.
-طيب كلامه، وحُسْن فعاله، ولُطْف تصرفاته، وسموُّ مقاله.
-نظافته، وطهارته، وطيب رائحته.
-ابتعاده عن كل نقيصة من نقائص الأخلاق وخوارم العدالة والمروءة التي ربما لا يسلم منها بعض الحريصين على السموّ وتحاشي مساوئ الأخلاق!!.
- لقد كان على مكارم الأخلاق في أحواله كلها: في الرضا والغضب، والسرور والحزن، والرخاء والشدة، ومع الكبير والصغير، والقريب والبعيد، والصديق والعدو:
* لقد اجتمع فيه ما تفرق في الناس من الفضائل!
* لقد كان خلقه القرآن، يرضى لرضاه، ويغضب لغضبه!
* لقد كان على خلق عظيم صلى الله عليه وسلم وبذلك وصَفَه ربه عز وجل!.
فهو الأسوة الحسنة في أقواله وأفعاله وسائر أحواله لكل من رام أن يكون على الخلق القويم، ولكل من أراد أن يكون على الصراط المستقيم في الدنيا وفي الآخرة!.
1 البخاري المختصر برقم 1493، ص334.