الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يصف الصحابة ومدى وضوح أمر المشاركة عندهم قال: "كان أحدهم يشق إزاره بينه وبين أخيه! "
المرتبة الثالثة: وهى أدنى مراتب الأخوة-:
أن ينزل أخاه منزلة عبده أو خادمه ليقوم بحاجته في فضلة ماله، فإذا سنحت له حاجة وكانت عند أخيه فضلة من حاجته أعطاه ابتداء ولم يحوجه إلى السؤال، فإن أحوجه إلى السؤال فهو غاية التقصير في حق الأخوة.
جاء فتح الموصلى إلى منزل لأخ له كان غائبًا فأمر أهله فأخرجت صندوقه ففتحه وأخذ حاجته. فأخبرت الجارية مولاها. فقال: إن صدقتِ فأنت حرة لوجه الله. سرورًا بما فعل.
قال علي بن الحسين رضى الله عنه لرجل: هل يدخل أحدكم يده في كم أخيه أو كيسه فيأخذ منه ما يريد بغير إذنه؟
قال: لا. قال: فلستم بإخوان.
* قال أحدهم: إذا طلبت من أخيك مالًا فقال: ماذا تصنع به؟ فقد ذهب حق الإخاء.
* أهدى أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد إخوانه رأس شاة، فبعثه الأخ إلى ثان، وبعثه الثاني إلى ثالث حتى عاد إلى الأول بعد أن تداوله سبعة.
* قال أبو سليمان الدارانى: إني لألقم اللقمة أخًا من إخوانى فأجد طعمها في حلقى!
* كان على مسروق دين ثقيل، وكان على أخيه خيثمة دين فذهب مسروق فقضى دين خيثمة وهو لا يعلم، وذهب خيثمة فقضى دين مسروق وهو لا يعلم.
(2) حق أخيك في نفسك
.
وهذه أيضا لها درجات، أدناها القيام بالحاجة عند السؤال والقدرة، ولكن مع
البشاشة والاستبشار.
وأعلاها أن تقدم قضاء حوائجه على قضاء حوائجك، وأن تنقذه مما يلم به من خطر ولو كان في ذلك حتفك.
وقد صور الله عز وجل هذا الحق الذى ساقه في كتابه الكريم عندما قال موسى عليه السلام {رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 25] ردًّا على قول بني إسرائيل له: {إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24].
ورُوى أن خليفة أمر بضرب رقاب ثلاثة من الصالحين فيهم أبو الحسين النوري، فتقدم أبو الحسين ليكون أول من تضرب عنقه. فعجب الخليفة لذلك وسأله عن سببه؟ فقال أبو الحسين: أحببت أن أوثر إخواني بالحياة في هذه اللحظات. فكان ذلك سببًا في نجاتهم جميعًا.
قضى ابن شبرمة حاجة كبيرة لبعض إخوانه. فجاءه بهدية فقال ابن شبرمة، ما هذا؟
قال أخوه: لما أسديته إليَّ.
قال ابن شبرمة: خذ مالك عافاك الله. إذا سألت أخاك حاجة فلم يجهد نفسه في قضائها فتوضأ للصلاة وكبر عليه أربع تكبيرات وعده في الموتى.
وكان الحسن يقول: إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا، وإن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا بالآخرة.
ولكن احذر أيها الأخ أن يدفعك حرصك على نفس أخيك أن ترغبه في ترك الجهاد حتى لا يمسه الضر، وتدبر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [آل عمران: 156].