الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقولهم واحداً. أهـ (1)
وهذا يعنى أن الأئمة إذا اختلفوا في مسألة، فماذا كان قصد كل واحد منهم؟ لا شك أن قصدهم إصابة الحق، فكلهم يبغي رضا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وهذا يكون في المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الاختلاف، لكن هذا لا يكون في مسائل العقيدة التي لا تقبل الخلاف.
فمثل هذه المسائل الخلافية يسعنا فيها الخلاف - اليوم - أما ما اتفقت فيه كلمتهم فلا يسوغ لنا الخلاف فيها.
(5) التعصب للأشخاص والآراء
.
التعصب مذموم وحرام إلا أن يكون ذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فلا يجوز أن تتعصب مطلقاً وعلى طول الخط لشخص من الأشخاص أو لرأى جماعة من الجماعات إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فالحق معهم أما غيرهم فلا.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: من كان متأسياً فليتأس بمن قد مات، فإنَّ الحي لا تؤمن عليه الفتنة.
فهؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً قال الله تعالى:" رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْه "[التوبة 100]
هؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز التعصب مطلقاً لشخص غير شخص النبي صلى الله عليه وسلم ولا لجماعة غير صحابته رضوان الله عليهم.
إن مبدأ الهدى فتح عين البصيرة في أقوال من يُساء الظن بهم، ومن يحسن الظن
(1) الموافقات (4/ 160).