الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقراءة القرآن " (1)
وقصته مع الأعرابي الذي بال في المسجد، وترفقه به في إيضاح وجه الخطأ الذي ارتكبه (2) وهذا الذي ينبغي أن نكون عليه.
ثالثا: اختيار العبارات اللطيفة في إصلاح الأخطاء
.
إذا كنا ندرك أنَّ من البيان لسحراً، فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الأخطاء؟!
فمثلاً: حينما يخطئ إنسان فقل له: لو فعلت كذا، أو ما رأيك أن تفعل كذا؟ أو اقترح عليك هذا الفعل، أو أرأيت هذه الوجهة لو توليت إليها .. وغير ذلك من العبارات اللطيفة التي لا تعرف خشونة عبارات التعنيف، والتي لا تخلو من سباب وشتم وتعيير، يقول: أعدم سمعك؟ أزال عنك عقلك؟ أجننت؟ يا كذا
…
يا كذا إلى آخر ما ينبغي التنصل منه.
إخوتاه ..
لاشك أن البون شاسع بين اللطف والخشونة، بين الرقة والعنف، فلماذا لا ترق وتلطف بإخوانك؟!
كان صلى الله عليه وسلم يستخدم مثل هذه العبارات اللطيفة في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها " لو أنَّكم تطهرتم ليومكم هذا "(3).
وكان يقول صلى الله عليه وسلم: " ما على أحدكم إنْ وجد أنْ يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى
(1) تقدم تخريجه.
(2)
تقدمه تخريجه.
(3)
متفق عليه أخرجه البخاري (902) ك الجمعة، باب من أين تؤتى الجمعة وعلى من تجب. ومسلم (847) ك الجمعة، باب وجوب غسل الجمعة على كل بالغ من الرجال وبيان ما أمروا به.
ثوبي مهنته " (1)
ولما أراد كعب بن مالك أنْ يتصدق بماله كله لتكون من تمام توبته قال له صلى الله عليه وسلم: " أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك "(2) ولما أعتقت أمنا ميمونة بن الحارث رضي الله عنه جارية لها قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ـ " أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك ". (3)
إخوتاه ..
إنَّ هذه العبارات الجميلة تأثيرها ساحر، فهي تحمل في طيها مشاعر التقدير والاحترام مختلطة بالحب والشفقة، ومن ثمَّ يشعر من تحدثه بإنصافك له، وحينها تزول الغشاوة ويعترف بالخطأ.
واعلم أنَّ كل كلمة قاسية في العتاب لها مرادف من الكلمات الطيبة، قال الصينيون في مثل سائر عندهم: نقطة العسل تصيد من الذباب ما لا يصيد برميل من العلقم.
هذا وقع الكلمة الطيبة تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها، بخلاف الكلام المر الذي لا يستسيغه أحد.
(1) أخرجه أبو داود (1087) ك الصلاة، باب البس للجمعة. وابن ماجة (1095) ك إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة. وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامعة (5635) وصحيح أبى داود (989)
(2)
جزء من حديث كعب بن مالك الطويل. وهو متفق عليه أخرجه البخاري (4418) ك المغازي، باب حديث كعب بن مالك ومسلم (2769) ك التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه.
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري (2592) ك الهبة والتحريض عليها، باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها، ومسلم (999) ك الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الاقربين والزوج والأولاد والوالدين ولو كانوا مشركين.