الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال صلى الله عليه وسلم " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا "(1).
إخوتاه ..
تذكروا أنَّ المخطئ يربط الخطأ بكرامته، فيدافع عنه كمن يدافع عن شرفه وكرامته، فإذا تركنا له مخرجاً سهلاً، وجعلنا له فرصة للعودة ما تغلقت عليه الأبواب.
قال تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم: "عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ "[التحريم / 3]، وكذلك استن.
خامسا: ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل
.
حاول أن تعرف كيف يفكر الآخرون، من أي قاعدة ينطلقون؟ فحينئذٍ تكون قد عثرت على نصف الحل، ضع نفسك موضع المخطئ، حاول أن تفكر من وجهة نظره هو، فكر في الخيارات الممكنة التي تتقبلها واختر له ما يناسبه.
وهذه الطريقة المثلى في الاعتذار عن الآخرين، وبها يسلم صدرك. وهي أمارة على حسن الظن فتأمل!!
سادسا: ما كان الرفق في شئ إلا زانه
.
فالله رفيق يحب الرفق، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فظاً، ولا غليظاً، ولا معنتاً، ولا متعنتا بل كان ـ بأبي هو وأمي ـ معلماً ميسراً.
والله ـ جلا وعلا ـ لا يضع رحمته إلا على رحيم، والمؤمن هين لين؛ لذلك قال
(1) تقدم تخريجه.
- صلى الله عليه وسلم -للأشج بن قيس: " إنَّ فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة "(1).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف إذا قيد انقاد، وإذا أنيخ على صخرة استناخ "(2)
وقال عمرو بن العاص:رضي الله عنه" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على شر القوم يتألفه بذلك، وكان يقبل بوجهه وحديثه علىَّ حتى ظننت أنى خير القوم (3).
وقال جرير بن عبد الله البجلي: " ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ". (4)
إخوتاه ..
إننا بحاجة لشيء من العطف على أخطاء الناس أو حتى حماقاتهم، نريد شيئاً من الود الحقيقي لهم، نبغي شيئاً من العناية غير المتصنعة باهتماماتهم وهمومهم.
فعندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس نجد أن هناك خيرا كثيرا، قد لا تراه العيون عند الوهلة الأولى، لكن ستكشف هذا النبع الخير فيهم حين يصفو لك حبهم ومودتهم وثقتهم، هذا في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك، إذا كان ذلك عن صدق وصفاء وإخلاص.
(1) أخرجه مسلم (25) ك الإيمان، باب الأمر بالأيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وشرائع الدين، والدعاء إليه، والسؤال عنه، وحفظه، وتبليغه من لم يبلغه.
(2)
أخرجه العقيلي في الضعفاء (214)، وابن المبارك في الزهد (130) والبغوي في شرح السنة. وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (936)، وصحيح الجامع (6669).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 181) وقال الهيثمى في المجمع (9/ 15): رواه الطبراني وإسناده حسن.
(4)
متفق عليه، أخرجه البخاري (2809) ك الجهاد والسير، باب من لا يثبت على الخيل. ومسلم (4523) ك فضائل الصحابة، باب من فضائل جرير بن عبد الله.