الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إخوتاه ..
انتبهوا لهذا الأمر جيداً، دع الناس يتوصلون إلى فكرتك ويقنعون بها أنفسهم دون أن تظهر ذلك لهم، فسوف يظن أنَّ الأمر من قبل نفسه فيذعن لفكرته أكثر من استجابته لنصحك إياه.
ثامنا: عندما تنقد اذكر جوانب الصواب
.
حتى يتقبل الآخرون نقدك المهذب وتصحيحك للخطأ أشعرهم بالإنصاف بأن تذكر خلال نقدك جوانب الصواب عندهم.
ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نعم الرجل عبد الله لو كان يصلى من الليل. قالت حفصة: فكان بعدُ لا ينام إلا قليلاً. (1).
عبد الله بن مسعود أخذ نفس الطريق لما قال له زياد: كيف يضيع العلم وقد وعته القلوب وحفظته الصدور.
قال: ثكلتك أمك يا زياد، إني لأظنك أفقه أهل المدينة.
إخوتاه ..
عندما يعمل إنسان عملاً فيحقق فيه نسبة نجاح 20 % فأثنِ عليه بهذا الصواب، ثمَّ اطلب منه تصحيح الخطأ ومجاوزة هذه النسبة.
انظر كيف ينظر الشخصان إلى كوب ماء امتلأ حتى النصف، يراه أحدهما أنَّه ناقص إلى النصف، والثاني يراه ممتلئًا حتى النصف.
(1) متفق عليه أخرجه البخاري (1122) ك الجمعة، باب فضل قيام الليل ومسلم (2479) ك فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن عمر.
في تفسير الأحلام لابن سيرين عندما جاء رجل يسأل عن تساقط أسنانه فقال المؤول: سيموت كل أبنائك فمرض الرجل، فسأل آخر فقال له: ستكون آخر أبنائك موتاً.
إخوتاه ..
امدح على قليل الصواب يكثر في الممدوح الصواب، انظر إلى محترفي السيرك عندما نجحوا في ترويض الحيوانات الضخمة والشرسة، ودربوها على أعمال تدعو للدهشة والاستغراب، وطريقتهم في ذلك أنَّهم يطلبون من هذا الحيوان عملاً معيناً فإذا حقق فيه نجاحا 5 % أعطوه قطعة لحم، وشدوا من أزره، دلالة على رضاهم عنه، ثم يكررون هذا الأمر فيزداد النجاح شيئاً فشيئاً حتى يتوصلوا إلى مقصودهم، فإذا نجحت هذه الطريقة مع الحيوانات فلماذا لا تنجح مع الإنسان وهو من أكثر مخلوقات الله ذكاء وقدرة على تفادى الأخطاء؟!!
إخوتاه
عندما تربى ولدك ليكون كاتباً جيداً، دربه أولاً على الكتابة، وتتبع جوانب الصواب مع مقالة الأول، ومع قليل من الثناء سيزداد الصواب، ويكثر حتى يحقق مرادك.
كذلك إذا أردت أن تقوم الليل وتوقظ ولدك لصلاة القيام قبل الفجر فتشجعه وتقول: ما شاء الله لقد أدركت لحظة جليلة يقول الله فيها: " هل من سائل " فلعلك دعوت لأبيك.
مثل هذا الصنيع سيشجعه ويبدأ في المداومة على القيام، والرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال:" رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء "(1) ذلك على سبيل المداعبة لا الأذى فتفطنوا، المقصود أنَّ قليل الصواب إذا
(1) أخرجه أبو داود (1308) ك الصلاة، باب قيام الليل ـ واللفظ له ـ، والنسائي (1610) ك قيام الليل وتطوع النهار، باب الترغيب في قيام الليل، وابن ماجه (1336) ك إقامة الصلاة، باب جاء فيمن أيقظ أهله، والإمام أحمد في مسنده (2/ 250) ـ وصححه الألباني رحمه الله في صحيح أبى داود (1160)، وصحيح ابن ماجة (1099).