الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فطغيت، وربما أعطى غيرك ليبتليه أيكفر أم يشكر؟!
فالحسود يسئ الظن بالله، ويسئ الأدب مع الله، وتراه متسخطاً لا يرى نعمة الله عليه، ولا يزري نفسه على ما خبت، بل غاية شغله النظر لنعم الله على عباده، ولذلك يفسد قلبه ودينه، ويقع في المهالك
اللهم سلم سلم.
والحسد يظهر في الأقوال والتصرفات، فإذا رأى أخوك أنك تحسده فإنه ينقطع عنك، ويبتعد وتسوء بينكما العلاقة فتنتهي الأخوة، وعلاج ذلك أن ترضى بما قسم الله لك، ولا تتطلع إلى ما في أيدي الناس، وأن تسأل الله من فضله، وأن تحب الخير للمسلمين.
(5) المماراة والمنافسة
.
من أشد الأسباب لإثارة نار الحقد بين الإخوان المماراة والمنافسة، وهذا بداية التقاطع؛ لأن التقاطع يقع أولاً بالأقوال ثم بالأبدان.
كان أبو أيوب اليقظان ميمون بن مهران الحكيم إمامَ أهل الجزيرة، وكان حميد السيرة، سديد السريرة، وعمل كاتبا لعمر بن عبد العزيز قال عنه ابنه: إنَّ أبى لم يبلغ ما بلغ إلا أنه يكره أن يعصى الله.
قيل له: يا أبا أيوب .. مالك لا تفارق أخا لك عن قلى.
قال: إني لا أماريه ولا أشاريه، وما بلغني عن أخ لي مكروه قط إلا كان إسقاط المكروه عنه أحب إليَّ من تحقيقه عليه، فإن قال:" لم أقل " أحب إلىَّ من ثمانية تشهد عليه.
إخوتاه ..
لماذا لا نتعامل بهذه النفسية؟ خاصة وأنَّ الفتن تتلاحق بنا في هذه الأيام، لماذا يكون من بعض الإخوة من يذهب للدعاة والشيوخ ويفسد ذات البين يقول له: استمع
لهذا الشريط فإنَّ الشيخ فلان قال عنك: كيت وكيت.
لا .. لا هذا ليس من دأب الإخوة إطلاقا، بل تأليف القلوب واجب، حتى أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حال التخاصم أن تنمى خيراً، ولا تقل إلا خيرا، وهذا الذي يسمونه بالكذب بين المتخاصمين.
تذهب لهذا فتقول له: إنَّ الرجل يقول: إنَّك رجل صالح، وطيب الأخلاق، وأنك على خير جم، وأنك
…
وأنك
…
وأنه يحبك، ويريد أن يتصالح معك، فما زلت تنمى الخير حتى تنشرح الصدور.
فمن يقول ذلك اليوم؟ للأسف الشديد كل يسعى لإشعال نار الفتنة، ونهاية المطاف ستحرقنا جميعا، لأننا كلنا في خندق واحد، فاللهم ألف بين قلوب المسلمين.
إخوتاه ..
لابد أن نحب ذلك، أن نرضى أن نسقط أقوال إخواننا إن اعتذروا عنها، أو زعموا أنهم لم يقولوها.
قال تعالى في قصة يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: " يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"[يوسف / 5].
وقال جلا وعلا: " وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا "[الإسراء / 53] ....
لذلك دائما ما أنصحك ـ حبيبي في الله ـ أن تقول قولا حسنا لا بل قل القول الأحسن، فالكلام قبيح وحسن وأحسن، والله يأمرك أن تتوخى في كلامك دائما القول الأحسن الذي لا يحتمل إلا وجها واحدا حتى لا ينزغ الشيطان؛ ذلك لأنَّ الله يعلم صنيع الشيطان في التفرقة بين عباده " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ "، كنت أقول: إن من محاسن إخوة التبليغ أنَّه عندما يقوم أحدهم ليلقى البيان تجد البقية جميعاً يلتمسون أن