الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" دعوه فلو قدر أو قال لو قضى أن يكون كان "(1) فانظر إلى تعلق القلب بالله، والرضا بقدره، وسكون القلب تحت مجارى الأقدار.
ولهذا انتبهوا فهذا أول درجات علو الهمة، " نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجل الرجل شعره إلا غبًا ". (2)
إخوتاه ..
لا تكونوا كهؤلاء الذين لا يهتمون إلا بالتلاوم والتعاتب، فإنَّ هذا مضيعة للوئام بين الأنام.
قال معاذ بن جبل: إذا كان لك أخ في الله فلا تماره.
ثانياً: أبعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ
.
المخطئ ـ أحيانا ـ لا يشعر بأنَّه مخطئ، فغالباً لا أحد يحب الخطأ، ولا يحب أن يخطئ، ومن كان هذا وصفه فمن العسير أن توجه له لوما مباشراً وعتاباً قاسياً، وهو يرى أنَّه مصيب.
فلابد أن يشعر أنَّه أخطأ حتى يبحث عن الصواب، فينبغي أن تتوخى ـ بدايةً ـ أن تزيل عنه الغشاوة ليبصر الخطأ.
(1) أخرجه الإمام أحمد (3/ 231) وابن حبان في صحيحه (16/ 145) برقم (7179)، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (5257).
(2)
أخرجه الترمذي (1765) ك اللباس عن رسول الله، باب ما جاء في النهي عن الترجل إلا غباً، وقال: حسن صحيح، والنسائي (5055) ك الزينة، باب الترجل غباً والإمام أحمد (4/ 86)، وأبو داود (4159) ك الترجل وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (501)، وصحيح الجامع (6870).
انظر لرسول الله في معاملته للفتى الذي جاءه يستأذنه في الزنا فأقبل القوم عليه فزجروه فأدناه صلى الله عليه وسلم، وبدأ يزيل عن عينه الغشاوة فيسأله أتحبه لأمك؟ لابنتك؟ لأختك؟ لعمتك؟ لخالتك؟ والشاب يقول كل مرة: لا جعلني الله فداءك فيجيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الناس يحبونه لأمهاتهم
…
لبناتهم
…
لأخواتهم
…
لعماتهم .... لخالاتهم، ثم وضع يده عليه وقال:" اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه ". فلم يكن بعد ذلك يلتفت إلى شئ من مثل هذا (1)
إخوتاه ..
لما تكلم الله تعالى في تأديب الزوجة جعل ذلك على ثلاثة مراحل " وَاللَاّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا "[النساء / 34].
فقال أهل العلم: إذا غلب على الظن أن الضرب لا يأتي بنتيجة حرم الضرب، لأنَّه من جنس الأذى المجرد، وهو حرام.
وانظر كيف قدم الله الموعظة الحسنة لإزالة الغيوم قبل أن يتدرج الأمر للتعنيف ليعلمنا هذا الدرس دائما في معاملاتنا.
إخوتاه
لابد من إزالة هذا الضباب لكن برفق ولين، وقد تقدم معنا قصته صلى الله عليه وسلم مع معاوية بن الحكم لما شمت العاطس في الصلاة بصوت عال، فما نهره ولا شتمه ولا وبخه بل قال له: " إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس إنَّما هو التسبيح والتكبير
(1) أخرجه الإمام أحمد (5/ 256)، والطبرانى في الكبير (8/ 162) برقم (7679)، (8/ 183) برقم (7759). وقال الهيثمى في المجمع (1/ 129): رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.