الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من تواصل وتلاقٍ وتزاور.
كان الإمام أحمد إذا بلغه عن شخص صلاحاً أو زهداً أو قياماً بالحق أو اتباعاً للأمر سأل عنه، وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة، وأحب أن يعرف أحواله، وينطلق ليزوره، ولو بينهما مسافات شاسعة ثم يديم السؤال عليه.
وهكذا ـ أخي ـ كن على تعارف بالصالحين، وتلاق بأهل الإيمان، أدم السؤال على أهل الصلاح، فهؤلاء قد يشفعون لك.
أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة
المؤمن يشفع في أخيه، وهذه من أعظم ثمرات الأخوة، ومعرفة الصالحين المتقين ترقق القلوب.
إخوتاه ..
آداب الزيارة:
وللزيارة في الله آداب، منها:
(1)
رفع الكلفة بين الأخوين، فليس يلزم أن تذهب بهدية، وأن يعد لك صاحب البيت طعاما في المقابل، ليس هذا بشرط ولا ينبغي أن يكون.
من المواقف الطريفة التي تذكر في هذا الصدد، أنَّ رجلين ذهبا ليزورا سلمان الفارسي فقدم لهما خبزاً وملحاً، فلما أرادا أن يأكلا قالا: لو كان مع الخبز شيء من الزعتر.
فأخرج سلمان إناءً كان عنده يتوضأ فيه (مطهرته) فرهنها عند البقال، وأتى لهما بشيء من الزعتر فبعد أن أكلا قالا: الحمد لله رضينا بما رزقنا.
قال سلمان: لو رضيتم ما كانت مطهرتي مرهونة عند البقال.
إخوتاه ..
ومن الأدب أيضا أن
(2)
تحسن الضيافة لأخيك، فليس معنى أن تكون غير متكلف، أن تصطنع خلاف الحقيقة، فتكون في سعة وتظهر الضيق، هذا ليس من الجود
ولا الكرم، بل هي صفات البخلاء الأشحاء، بعض الإخوة سمع أنني دعوت إخوة لي وقدمت لهم خبزا وملحا، فقال: لأصنعن صنيعه، قلت: لا، أصنعها تربية أما أنت فلماذا تصنع ذلك؟!!
الشاهد أنَّك ينبغي أن تطعمه مما تطعم، جُدْ بما جاد الله به عليك.
وينبغي أن تتبادلا أطراف الحديث فيما يرضي الله تعالى، تذكره ويذكرك، تقابله بابتسامة جميلة، وكلمات عذبة، وتجلسه في أفضل مكان في بيتك، ولا يمل منه فإنَّه في عبادة إذا أصلح نيته.
أما الزائر فعليه بداية أن يصدق الله ويخلص النية في الزيارة، وعليه أن يراعي حرمات الدار فيغض الطرف والسمع، ولا بأس أن يصطحب هدية لمن يزوره إن استطاع، ويبش في وجهه، ويظهر اهتمامه به، ولا يطيل المكث بحيث يذهب الوقت سدى .. إلى غير ذلك من الآداب الحسنة.
إخوتاه ..
الزيارة في الله تدخل البهجة في القلوب، فتزاوروا ولا يستعظمن أحدكم أن يزور أخاه صغيرا كان أم كبيرا.
لما خرج الإمام أحمد من السجن، وأطلق سراحه بعد المحنة خشي أن يأتيه إسحاق بن راهويه فرحل إليه هو.
إنه يعرف قدر الزيارة في الله، وينزل الناس منازلهم، ويرى أن لقاءه به يبعث على السرور والبهجة، وأنَّ الشوق بلغ كل مبلغ فلتقطع الفيافي والفلوات، ولتجتاز الدروب الوعرة من أجل حبيبي في الله.
إخوتاه ..
على هذا الأمر اثبتوا، فإن دوام الوصال يداوي المرض العضال، وإنَّ الزيارة لحقٌ
للرجل المفضال، ولا تقعدن عن وصل أخيك وإن عانيت حر الفلاة وبرد الظلال، فإن لقاءه أحلى من السلسال وأعذب من الماء الزلال.
إخوتاه ..
ينبغي أن نتجاوز سفاسف الأمور، علينا أن نعلو بهممنا، وأن ندرأ بالحسنة السيئة.
تجد بعض الإخوة يقاطع أخاه لأنَّه لما مرض لم يزره، أو لما سافر لم يأت لتوديعه، ولم يكن في استقباله عندما عاد، أو أنَّه لم يجده بجانبه في محنة ألمت به، أو .. أو .. الخ.
هذا كله لا يهتم به إلا أصحاب الهمم السفلية، بل عليك أن تلتمس العذر لأخيك وتذكر مواطن إحسانه.
إخوتاه ..
سبيلك لصلات قوية يتلخص في كلمتين " كف الأذى وبذل الندى "(1) فعليك أن تكون كريما في صفاتك وأخلاقك ومعاملاتك، وأفضل ما تقوم به تجاه الناس أن تتقي الوقوع فيما يضرك، وأن تقابل أذاهم لك بالإحسان إليهم " فَإِذَاْ الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌ حَمِيمٌ "[فصلت/34]
إخوتاه
لابد من نية صادقة، لابد من ابتغاء وجه الله في كل تحركاتك، فإذا خرجت لزيارة أخيك في الله، وكان ذلك هو كل ما يدور بذهنك فاعلم أنَّ الله لن يضيعك.
(1) سيأتي مزيد بيان لهذه المسألة في السبب العاشر لتعميق أواصر الأخوة فالتمسه هناك.
خرج الإمام أحمد لزيارة إسحاق بن راهويه فلما بلغ الري دخل إلى المسجد فجاء مطر كأفواه القرب، فلما كان بعد العشاء، قالوا:"اخرج من المسجد إننا نريد أن نغلقه، فقال لهم: هذا بيت الله، وأنا عبد الله، فقيل: أيهما أحب إليك أن تخرج أو تجر رجلك ".
فقال الإمام أحمد: سلام.
يقول: فخرجت من المسجد والمطر والرعد والبرق فلا أدري أين أضع رجلي، ولا أين أتوجه، فإذا برجل قد خرج من داره، فقال: يا هذا أين تمر في هذا الوقت؟
قلت: والله لا أدري أين أمر.
فقال لي: أدخل، فدخلت، فأدخلني دارا، ونزع ثيابي، وأعطاني ثيابا جافة، فتطهرت للصلاة، وأدخلوني إلى بيت فيه كانون ولبود ومائدة منصوبة.
قالوا: كل، فأكلت معهم، فلما أكلنا ورفع الطعام قال لي الرجل: من أين أتيت؟
قلت: أنا من بغداد. قال: تعرف رجلا يقال له أحمد بن حنبل؟
فقلت: أنا أحمد بن حنبل. قال: وأنا إسحاق بن راهويه.
إخوتاه ..
إنها قصة عجيبة، انظر لما صدق الله في نيته، وأخلص لله طويته، يسر الله أمره، ورزقه من حيث لم يحتسب، وجمع بينه وبين مطلوبه بلا كلفة ولا مشقة، فاللهم ارزقنا الإخلاص واجعلنا من أهله.
حين تخرج لأخيك فانوِ أن تدخل السعادة عليه؛ فيسعد الله بذلك قلبك، نسأل الله أن يسعد قلوبنا.
وقد يتردد السؤال ولا بد أن يدور في ذهنك (لماذا .. ؟)
ويأتيك الجواب من ابن القيم رحمه الله في " الفوائد ":
يقول: " اجتماع الإخوان قسمان: اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت، فهذا مضرته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه أنَّه يفسد القلب ويضيع الوقت.
والقسم الثاني: اجتماع على التعاون على أسباب النجاة والتواصي على الحق والصبر، فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها "
ولذلك كانت مجالس السلف مجالس ذكر وموعظة، مجالس يزداد فيها الإيمان، وتتصل القلوب بالرحمن، انظر كيف كان السلف يلتقون لنحاكيهم:
" جاء سفيان الثوري إلى الفضيل بن عياض فتذاكرا وبكيا، وهذا هو الشاهد، جلس كل واحد يذكر الآخر حتى فاضت عيناهما.
فقال سفيان للفضيل: إنِّي لأرجو ألَاّ نكون جلسنا مجلسا أعظم بركة من هذا المجلس.
فقال الفضيل: ولكني أخاف أن لا نكون جلسنا مجلسا أضر علينا منه.
فقال سفيان: ولِمَ يا أبا علي؟
قال: ألست قصدت إلى أحسن حديث فحدثتني به، وقصدت أنا إلى أحسن حديث فحدثتك به، فتزينت لي وتزينت لك.
فبكى سفيان أشد من بكائه الأول، وقال: أحييتني أحياك الله ". أسأل الله تعالى أن يحيي قلوبنا.
إخوتاه ..
كن على فطرتك وسليقتك وأنت تلاقي أخاك.
قال بعض السلف: خير أصحابي من لا يتكلف لي، ولا أتحشم معه فأكون معه كما أكون وحدي.
فلا شك أنَّ التكلف سيورث نوعا من الرياء والتصنع، بل كن على سجيتك،
تذاكرا شيئا في الله، واغتنما الأوقات.
الزيارة تحفة النفس للنفس فلا تجعلها تافهة، لا تجعل بيتك مناخاً للبطالين الفارغين، لا تجعل لقاءك ملجأ المتعطلين، بل هي مجالس الفائدة والعلم وزيادة الإيمان والعمل الصالح، بل هي مجالس قدسية لا يعرفها القوم المسرفون.
قال صلى الله عليه وسلم: " لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي "(1)
ومما جاء في حفظ الصالحين لمجالسهم في الله ما روي عن عطاء السلمي أنَّه قال: كنت مع سفيان الثوري بمكة في المسجد الحرام، ونحن نتحدث، إذ قال لي سفيان: يا عطاء نحن جلوس والنَّهار يعمل عمله، قلت: إنَّا لفي خير إن شاء الله.
قال: أجل ولكننا نتلذذ به.
إخوتاه ..
أفضل الإخوان الذي ينبغي أن تحرص على مجالستهم، رجل مكَّنَك من نفسه حتى تزرع فيه خيرا، أو تصنع إليه معروفا، أو علمك حرفا، أو ساق إليك ما ينفعك في آخرتك.
فمثل هؤلاء هم خير عون لك على منفعتك وكمالك، فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك وربما أكثر.
فإن نعم الهدية ونعم العطية، الكلمة من الخير يسمعها الرجل المؤمن فيهديها لأخيه المؤمن.
(1) أخرجه الترمذي (2395) ك الزهد عن رسول الله، باب ما جاء في صحبة المؤمن.
وأبو داود (4832) ك الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، والإمام أحمد في مسنده (3/ 38)، وابن حبان في صحيحه (2/ 314) برقم (554)، (2/ 320) برقم (560) وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.
والحديث حسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (7341) ....
فحين تسمع كلمة من الخير فلا تحتفظ بها لنفسك، انفع غيرك بها، بلغها له، إنَّك أن تذكر أخاك بآية أو بكلمة صالحة أو بحديث أو بمقولة طيبة خير له من أن تعطيه من مالك الشيء الكثير، فهذا لا يقدر بمال.
إخوتاه ..
أضر الناس عليك من مكنك نفسه حتى تعصي الله فيه، فهذا يفتح باب الغيبة والنميمة، وهذا يدور بالأكاذيب والأباطيل، وهذا يعلمك الرياء والنفاق، وهذا يفتعل الكلام .. وهذا .. وذاك
هؤلاء هم الثقلاء، ومثل هؤلاء ينبغي أن تقطع صلتك به، إذا رأيته رده فإنَّهم أذى لك ولدينك.
يقول ابن القيم: ويمر الرجل بمجلس قوم على خير فيسوؤه ما هم فيه من خير فيدخل بينهم، وحالهم يقول:" أميطوا أذى الطريق ".
هؤلاء عون للشيطان عليك، هؤلاء يساعدونك على العصيان، هؤلاء سيجرونك إلى وادي الخذلان، فعياذا بالله من هؤلاء الخلان.
إخوتاه ..
لا تضع وقتك مع أهل البطالة والفراغ، فإنَّهم لا يدركون أنَّ الوقت رأس مال السائرين إلى الله.
كان ابن الجوزي يستعد لأهل الفراغ المتلذذين بالزيارة، فيقول: أرصد لهم عند زيارتهم أعمالاً.
يقول في صيد الخاطر: إنَّ ناساً يحضرون لزيارتي وهم فارغون وبطالون، فإذا رددتهم أوغرت صدورهم، فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد (من الأوراق)
وبري الأقلام، وحزم الدفاتر.
فهذه الأشياء لابد منها، ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب، فيرصد مثل هذه الأعمال لأوقات زيارتهم حتى لا يضيع شيء من الوقت.
إخوتاه ......
أريدك إذا جاءك أخوك الذي تحبه في الله أن تصحبه إلى عالم تذكرون الله فيه، تقول له: اسمع هذه الآية، استمع لهذا الحديث، تعال بنا نتصفح سوياً هذا الكتاب .. الخ.
نسأل الله تعال أن يعلمنا ويرزقنا اغتنام أوقاتنا في مرضاته؛ فإنَّه لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم.
إخوتاه ..
عودوا أنفسكم أن تنووا خيرا ولا ترددوا في عمله مهما كانت الصعوبات.
فهذا صاحب لأبي جعفر المقرئ أتاه في يوم وحل وطين، ولم يمنعه ذلك من إتمام الزيارة، فقام الإمام وغسل عن رجليه الوحل والطين إكراماً.
وهذا آخر ذهب إلى الإمام أحمد فجلسا إلى ما شاء الله ثم انصرف، فما إنْ بلغ داره حتى وجد الإمام أحمد يدق عليه الباب.
فقال الرجل: خيرا يا أبا عبد الله، أليس كنت معك الساعة؟
قال: نعم ولكن قبل أن تأتيني كنت نويت أن آتيك، وإنِّي لا أحب أن أعود نفسي أن تنوي شيئا ثم لا تفي به.
إخوتاه ..
زوروا إخوانكم، واغتنموا هدي السلف، فلا تخرجوا من عند إخوانكم إلا وقد ازددتم علما أو خلقا أو إيمانا.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام زرت أحمد بن حنبل في بيته فأجلسني في صدر بيته وجلس دوني.
فقلت: يا أبا عبد الله، أليس يقال: صاحب البيت أحق بصدر بيته؟
فقال الإمام أحمد: نعم يقعد ويقعد من يريد.
قال: فقلت في نفسي خذ إليك يا أبا عبيدة فائدة.
قال: ثم قلت له: يا أبا عبد الله لو كنت آتيك على نحو ما تستحق لأتيتك كل يوم.
فقال الإمام أحمد: لا تقل هكذا، إنَّ لي إخواناً لا ألقاهم إلا في كل سنة مرة، أنا أوثق بمودتهم ممن يلقاني كل يوم.
فقلت: هذه أخرى يا أبا عبيد.
إخوتاه ..
تعلموا هذه الفائدة جيدا، ليس من شرط الزيارة أن أزورك كل يوم، فربما تكون أنت أحب إلي ممن أراه كل يوم، ومع ذلك أراك من السنة إلى السنة .....
نعم إن دوام الوصال مطلوب، لكن إن تقطعت السبل وناءت الديار واستحكمت الظروف وشغل كل واحد بأمور آخرته على وجه ما، فإن عدم التلاقي لا ينبغي أن يفهم على أنه دليل عدم المحبة والمودة.
إخوتاه ..
تعلموا هذه الفائدة أيضا وهذا الأدب من زيارة القاسم بن سلام للإمام أحمد ـ رحمهما الله ـ
يقول القاسم: فلما أردت القيام قام معي، فقلت: لا تفعل يا أبا عبد الله.
فقال: قال الشعبي: من تمام زيارة الزائر أن تمشي معه إلى باب الدار وتأخذ بركابه.
قال أبو عبيد: فقلت وهذه ثالثة. أهـ
نعم ينبغي أنْ يكون هذا الأدب عند التزاور، فكل ذلك يشرح الصدر، ويسعد القلب، ويلقي بذور المحبة والوئام.
إخوتاه ..
أريد أن أوصيكم ونفسي بشأن نوع خاص من الزيارة، ألا وهو زيارة المريض، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين.
إنَّ أخوف ما يخيفني ـ والله ـ هذا الحديث الذي يقشعر له جسدي، وهو قول الله تعالى في الحديث القدسي:" يا ابن آدم! مرضت فلم تعدني. قال: يا رب! كيف أعودك؟ وأنت رب العالمين. قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده. أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ ". (1)
كيف يكون الوجه أمام هذا العتاب؟ كيف يكون الجواب عند هذا اللوم؟
(1) أخرجه مسلم (2569) ك البر والصلة والآداب، باب فضل عيادة المريض .....
أخي الحبيب ..
انتبه فإنَّ التكاسل عن زيارة المريض تفريط في حق من حقوق الله، قال صلى الله عليه وسلم "ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة، ومن أتاه مصبحاً أتاه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي، وكان له خريف في الجنة "(1) فهل بعد ذلك تستغني عن أن تخوض في رحمة الله بعيادة المريض، ليكون ذلك سببا لغفران ذنوبك.
وعن علي بن أبي طالب موقوفا عليه قال: " إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة "(2)
إخوتاه ..
احرصوا على عيادة المرضى ولا تتكلفوا في ذلك.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني ليس براكب بغل ولا برذون. (3)
أي ذهب إليه صلى الله عليه وسلم ماشيا، والزيارة حق المسلم على أخيه المسلم، تكون كيفما
(1) أخرجه أبو داود (3098) ك الجنائز، باب في فضل العيادة على وضوء ـ واللفظ له ـ، والترمذي (969) ك الجنائز عن رسول الله، باب ما جاء في عيادة المريض وقال: حسن غريب، وابن ماجه (1442) ك ما جاء في الجنائز، باب ما جاء في ثواب من عاد مريضا، والإمام أحمد في مسنده (1/ 97) والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود (2655)، وصحيح الترمذي (775) وصحيح الجامع (5767).
(2)
أخرجه الإمام أحمد (1/ 81) ـ واللفظ له ـ، والحاكم في المستدرك (1/ 349)، وابن ماجه (1442) ك ما جاء في الجنائز، باب ما جاء في ثواب من عاد مريضا. وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (1367) وصحيح الجامع (3963)،وصحيح ابن ماجه (1183)
(3)
أخرجه البخاري (5664) ك المرضى، باب عيادة المريض راكبا وماشيا وردفا على الحمار .....
اتفق لكل مريض فقيرا كان أو غنيا.
ذهب الخليل بن أحمد لتلميذ له مرض، فسر التلميذ بزيارة شيخه واستقبله قائلا:" إنْ زرناك فلفضلك، وإن زرتنا فلك الفضل زائرًا ومزورًا ".
في مناقب الإمام أحمد أنَّ الإمام قال مرة لأبي بكر المروزي عن رجل فقير مريض: اذهب إليه وقل له: أي شيء تشتهي حتى نعمل لك، ودفع إليه طيبا وقال لي: طيبه.
نسأل الله تعالى أن يطيب قلوبنا بالخير.
قضاء الحوائج وتفقد الإخوان
ولم أر كالمعروف قط: أما مذاقه فحلو وأما وجهه فجميل