الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيان من جبهة تحرير الجزائر
عن عزم الحكومة الفرنسية إعلان حالة الطوارئ في الجزائر *
ــ
عرضت الحكومة الفرنسية على البرلمان الفرنسي مشروعًا بقانون إعلان حالة الطوارئ في الجزائر، ويرمي القانون المقترح إلى قيام حالة حرب حقيقية تتجمّع فيها السلطات المدنية والعسكرية في يد واحدة، ويسمح فيها بإجراء الاعتقالات وتفتيش البيوت ليلًا ونهارًا وإغلاق المحال العامة وإلغاء حرية التنقل.
وتفيد البيانات التي أدلى بها وزير الداخلية الفرنسية أمام البرلمان الفرنسي عند تقديم مشروعه بأن الأمر لا ينحصر في تعزيز العمليات العسكرية ضد جيش التحرير الوطني الجزائري فحسب، بل يرمي إلى جعل الاضطهاد المسلّط على الشعب الأعزل أشد وأنكى، وإيجاد حالة استثنائية لإخماد صوت الشعب الجزائري بالقوة العسكرية.
ونرى من واجبنا إزاء خطورة التدابير التي طلبت الحكومة الفرنسية استصدارها من البرلمان الفرنسي- وتوقع تفاقم العمليات العسكرية ضد الوطنيين الجزائريين إثر صدورها- أن نُشَهِّر بالجراثم الجديدة التي تحاك حيالها ونكشف النقاب عن ألاعيب الدعاية الاستعمارية الفرنسية التي تزعم أن الأمن مستقرّ في الجزائر حيث لا يوجد في زعمها إلا حفنة من المشاغبين. في الوقت الذي تعد فيه الحكومة الفرنسية تدابير تعلن بها حالة الحرب ضد شعب كامل وتهيّئ بها حملة قمع عسكرية وبوليسية شاملة، سوف تفوق جميع ما اقترفه الاستعمار الفرنسي من فظائع في شمال أفريقيا إلى يومنا هذا.
لقد اختارت الحكومة الفرنسية سياسة الإرهاب التي لا مراعاة فيها للسكان العزّل، وتقصد بها القضاء على جيش التحرير الوطني الجزائري، وأن تغرق في بحر من الدماء رغائب الشعب الجزائري الوطنية.
* وُجد هذا البيان في أوراق الإمام بخطه.
إن الحكومة الفرنسية لتضلّ السبيل إذا كانت تعتقد أن الإرهاب وقوّة جيوشها وبوليسها تمكّنها من إقرار السيطرة الفرنسية والاستغلال الاستعماري بالجزائر.
لقد أثبتت الحوادث منذ أول نوفمبر 1954 أن شعبًا كاملًا متحدًا وعازمًا على الدفاع عن حقوقه يقاوم الاستعمار الفرنسي، وأن الاضطهاد مهما يكن وحشيًّا وشديدًا لن يؤدّي إلا إلى إذكاء روح المقاومة في الجماهير الجزائرية.
لذلك فإن جبهة تحرير الجزائر توجّه نداء للشعب الجزائري حتى يقضي على التدابير الجهنمية التي ينوي الاستعماريون اتخاذها ضده وذلك بتعزيز وحدته في العمل، فإن تلك الوحدة كفيلة بتحطيم القوّة الاستعمارية، وهي الردّ الوحيد على سياسة الإرهاب والدم المراق التي تنتهجها الحكومة الفرنسية.
وتتّجه جبهة تحرير الجزائر إلى جميع الديمقراطيين في العالم وإلى كل المنظمات الدولية والحكومات الحرّة للمساهمة في وقف الجرائم الجديدة التي يعدّها الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
وإن جبهة تحرير الجزائر تتجه إلى الشعب الفرنسي ورجاله الديمقراطيين لمقاومة التدابير الجديدة التي ستتخذ باسمه.