المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌127 - باب ما روي في قوله تعالى: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا} - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٧

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌109 - بَابُ صِيَانَةِ الْيَمِينِ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ عند البول والاستنجاء

- ‌110 - بَابُ ما رُوِي في النَّهْيِ عَنْ قَوْلِ: (أَهْرَقْتُ الْمَاءَ) بَدَلَ (أَبُولُ)

- ‌111 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ وَقْتَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ

- ‌112 - بَابُ ما رُوِي في الرخصة في ذلك للنساءِ

- ‌113 - بَابُ ترك رَدِّ السَّلَامِ عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ

- ‌114 - باب التبوأ للبول

- ‌115 - بَابُ التَّوَقِّي مِنَ الْبَوْلِ

- ‌116 - بَابُ التَّشْدِيدِ فِي الْبَوْلِ

- ‌117 - باب ما جاء أَنَّ أكثر عذاب القبر من البول

- ‌118 - ما رُوِي أَنَّ الْبَوْلَ أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ فِي الْقَبْرِ

- ‌119 - ما رُوِي في ضم سعد بن معاذ في قبره من أثر البول

- ‌120 - الاستبراء من الْبَوْلِ

- ‌121 - بَابُ الْوَتْرِ فِي الِاسْتِجْمَارِ

- ‌122 - بَابُ الِاسْتِنْجَاءِ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ

- ‌123 - بَابُ ما رُوِي في كَيْفِيَّةِ الِاسْتِجْمَارِ

- ‌124 - بَابُ ما رُوِي في الِاسْتِنْجَاءِ بِالتُّرَابِ والأعواد والنواة ونحوها

- ‌125 - باب الِاسْتِنْجَاء بِالْمَاءِ

- ‌126 - بَابُ وَضْعِ المَاءِ عِنْدَ الخَلاءِ

- ‌127 - بَابُ مَا رُوِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}

- ‌128 - باب ما رُوِي في اتباعهم الحجارة الماءَ

- ‌129 - باب ما رُوِي في الاستنجاء بالماء ثلاثا

- ‌130 - بَابُ ما رُوِي أنَّ إِنْقَاء الدُّبُرِ يَذْهَبُ بِالْبَاسُورِ

- ‌131 - باب ما رُوِي في أَنَّ الاستنجاء بالماء أطهر منه بالحجارة

- ‌132 - باب: ما رُوِي في الاستنجاء من الريح

- ‌133 - بَابُ مَا لَا يُسْتَنْجَى بِهِ

- ‌134 - بَاب: ما رُوِي أنَّ الرَّوْثَ وَالْعَظْمَ لَا يُطَهِّرَانِ

- ‌135 - بَابُ تَنْظِيفِ الْيَدَيْنِ بَعْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ

- ‌136 - بَابُ مَنْ بَالَ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً

الفصل: ‌127 - باب ما روي في قوله تعالى: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا}

‌127 - بَابُ مَا رُوِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}

837 -

حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:

◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَهْلِ قُبَاءٍ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108]، قَالَ: كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةُ» .

[الحكم]:

إسناد ضعيف، واستغربه الترمذي، وضعفه ابن العربي، وابن القطان، والنووي، وابن كثير، وابن الملقن، والألباني؛ لكنه صححه بشواهده.

[الفوائد]:

أولا: قال ابن المنذر: "الاستنجاء بالأحجار جائز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سَنَّهُ، والاستنجاء بالماء مستحب؛ لأن الله جل ذِكْرُهُ أثنى على فاعليه، قال الله: {لِمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم استنجى بالماء، ولو جَمَعَهُمَا فَاعِلٌ فبدأ بالحجارة، ثم أتبعه الماء كان حسنًا، وَأَيُّ ذلك فَعَلَ يجزيه"(الأوسط 1/ 481).

ثانيا: قال ابن عبد البر: "ولا خلاف أن قوله تعالى: {يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} نزلت في أهل قباء لاستنجائهم بالماء" (الاستذكار 2/

ص: 461

55).

[التخريج]:

[د 44 "واللفظ له" / ت 3350 / جه 359 / معل 44 / هق 516 / تمهيد (11/ 22) / جصاص (4/ 368) / بغت (4/ 96) / كما (32/ 502 - 503)].

[السند]:

أخرجه أبو داود - ومن طريق البيهقي في (الكبرى) - قال: حدثنا محمد بن العلاء أخبرنا معاوية بن هشام عن يونس بن الحارث عن إبراهيم بن أبي ميمونة عن أبي صالح عن أبي هريرة، به.

ومداره - عند الجميع - على محمد بن العلاء أبي كريب، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: يونس بن الحارث وهو الثقفي الطائفي، قال عنه الحافظ:"ضعيف"(التقريب 7902).

وبه ضعفه ابن القطان في (بيان الوهم والإيهام 4/ 105)، وابن كثير في (التفسير 4/ 213)، و (الأحكام الكبير 1/ 55)، والشوكاني في (فتح القدير 2/ 462) وغيرهم، كما سيأتي.

الثانية: إبراهيم بن أبي ميمونة، قال الحافظ:"مجهول الحال"(التقريب 264).

وبه ضعفه ابن القطان فقال: "وإبراهيم هذا مجهول الحال

، والجهل

ص: 462

بحال إبراهيم بن ميمونة، كاف في تعليل الخبر المذكور، فاعلم ذلك" (بيان الوهم والإيهام 4/ 105 - 106).

واعترض ابن دقيق العيد على ابن القطان في دعواه جهالته فقال: "إبراهيم هذا ذكره أبوحاتم ابن حبان في ثقات أتباع التابعين"(الإمام 3/ 82).

قلنا: قدمنا مرارًا، أَنَّ تفرد ابن حبان بذكر الراوي في (الثقات) لا يعتبر؛ لتساهله في توثيق المجاهيل.

وقال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه"(الجامع).

وبهما ضعفه النووي في (المجموع 2/ 99)، و (الإيجاز ص 205)، وابن الملقن في (البدر المنير 2/ 376، 377)، والألباني في (الإرواء 45).

ولذا قال الحافظ: "بسند ضعيف"(التلخيص الحبير 1/ 199)، ولكن قال في (الفتح 7/ 245):"بإسناد صحيح". ويظهر أنها تحريف، أو ذهول من الحافظ نفسه، والله أعلم.

وتعقبه الألباني فقال: "قول الحافظ في الفتح (إسناده صحيح) غير صحيح، ولو قال: حديث صحيح، كما صدرنا نحن تخريج الحديث لأصاب، لأنه وإن كان ضعيفًا بهذا السند فهو صحيح باعتبار شواهده"(الإرواء 1/ 85).

وقال ابن العربي: "هذا حديث لم يصح"(أحكام القرآن 1/ 585)، وتعقبه الألباني فقال:"وهذا إسراف ظاهر، فالحديث صحيح لا شك فيه، لما له من الشواهد، ولو قال: "إسناده لم يصح، لصدق" (صحيح سنن أبي داود 1/ 77).

وفي الإسناد أيضًا: معاوية بن هشام القصار؛ "صدوق له أوهام" كما في

ص: 463

(التقريب 6771).

وقال الألباني: "لكن الحديث له شواهد كثيرة يرقى به إلى درجة الصحيح"(صحيح سنن أبي داود 1/ 75).

قلنا: لكن تقييد هذا الوصف بأهل قباء دون غيرهم من الأنصار نظر؛ إذ إنَّ الراجح في قوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108]، أنه عنى به مسجد المدينة، ففي صحيح مسلم (1398) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْمَسْجِدَيْنِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى؟ قَالَ: فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصْبَاءَ، فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ، ثُمَّ قَالَ:«هُوَ مَسْجِدُكُمْ هَذَا» لِمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ.

ولهذا قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري - بعد ذكر الخلاف في ذلك -: "وَأَوْلَى القولين في ذلك عندي بالصواب قولُ من قال: هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لصحة الخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"(التفسير 11/ 685).

وقال الشوكاني - بعد ذكره بعض الأقوال في أَنَّ المراد هو مسجد قباء -: "ولا يخفاك أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد عَيَّنَ هذا المسجد الذي أُسِّسَ على التقوى، وجزم بأنه مسجده صلى الله عليه وسلم كما قَدَّمْنَا من الأحاديث الصحيحة، فلا يُقَاوِمُ ذلك قولُ فَرْدٍ من الصحابة ولا جماعة منهم ولا غيرهم ولا يصح لإيراده في مُقَابَلَةِ ما قد صَحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا فائدة في إيراد ما ورد في فضل الصلاة في مسجد قباء، فإن ذلك لا يستلزم كونه المسجد الذي أسس على التقوى". ثم ذكر حديث أبي هريرة هذا وغيره من أحاديث الباب، ثم قال: "ولا يخفاك أن بعض هذه الأحاديث ليس فيه تعيين مسجد قباء وأهله، وبعضها ضعيف، وبعضها لا تصريح فيه بأن المسجد الذي أسس على

ص: 464

التقوى هو مسجد قباء، وعلى كل حال لا تقاوم تلك الأحاديث المصرحة بأن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في صحتها وصراحتها" (فتح القدير 2/ 462 - 463).

وقال الآلوسي - بعد ذكر بعض أحاديث الباب -: "ورُوِي القول بنزولها في أهل قباء عن جماعة من الصحابة وغيرهم كابن عمر، وسهل الأنصاري، وعطاء، وغيرهم. وأما الأخبار الدالة على كون المراد بالمسجد المذكور في الآية مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فكثيرة أيضًا، وكذا الذاهبون إلى ذلك كثيرون أيضًا، والجمع فيما أرى بين الأخبار والأقوال متعذِّر، وليس عندي أحسن من التنقير عن حال تلك الروايات صحةً وضعفًا، فمتى ظهر قوة إحداهما على الأخرى عُوِّلَ على الأقوى"(روح المعاني 6/ 20).

قلنا: إن كان كذلك، فلا ريب في أَنَّ الأحاديث الواردة في كون المراد بالمسجد هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أصح، بل صحيحة من وجوه، أما الأحاديث الواردة في أهل قباء، فجلّها مناكير ومراسيل واهية، كما سيأتي بيانه مفصلا.

هذا ومن قَوَّى الحديثَ بمجموع طرقه وشواهده، وجَمَعَ بينه وبين ما ورد في (صحيح مسلم) وغيره؛ فله وجه معتبر، والله أعلم.

[تنبيه]:

عزاه السيوطي في (الدر المنثور 7/ 530) لتفسير أبي الشيخ وابن مردويه، والكتابان في عداد المفقود، ولم نقف على سنديهما في مصدر آخر.

* * *

ص: 465

رِوَايَةُ: شَهْرٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهُ قَالَ لِنَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ:«إِنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ، فَمَا هُوَ؟» قَالُوا: نَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ.

[الحكم]:

إسناده منكر.

[التخريج]:

[علقط 1604 معلقًا]

[السند]:

ذكره الدارقطني في (العلل) معلقا: عن عبيد الله بن تَمَّامٍ، عن داود، عن شهر، عن أبي هريرة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد منكر؛ عبيد الله بن تَمَّامٍ، ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وغيرهم، وقال الساجي:"كذاب يحدث بمناكير عن يونس وخالد، وابن أبي هند"، وقال ابن عدي:"في بعض رواياته مناكير، ولا يتابعه الثقات"، (لسان الميزان 5004).

قلنا: وهذا من مناكيره، فالمحفوظ عن داود بن أبي هند عن شهر مرسلًا. كذا رواه غير واحد عن داود، وسيأتي قريبًا.

وسئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: "يرويه داود بن أبي هند، واختلف عنه؛ فرواه عبيد الله بن تمام، عن داود، عن شهر، عن أبي هريرة.

وغيره يرويه، عن داود، عن شهر مرسلًا" (العلل 1604).

ص: 466

[تنبيه]:

عزاه السيوطي في (الدر المنثور 7/ 534) بنحو هذا اللفظ لتفسير ابن مردويه، وهو في عداد المفقود حتى الآن، ولم نقف على سنده في مصدر آخر.

* * *

ص: 467

838 -

حَدِيثُ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ:

◼ عَنْ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ حَدَّثَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ فِي الطُّهُورِ فِي قِصَّةِ مَسْجِدِكُمْ فَمَا هَذَا الطُّهُورُ الَّذِي تَطَهَّرُونَ بِهِ؟ » . قَالُوا: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَعْلَمُ شَيْئًا إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الْيَهُودِ فَكَانُوا يَغْسِلُونَ أَدْبَارَهُمْ مِنَ الْغَائِطِ فَغَسَلْنَا كَمَا غَسَلُوا.

[الحكم]:

إسناده ضعيف، وضعفه مغلطاي، وابن الملقن.

[التخريج]:

[حم 15485 "واللفظ له" / خز 88 / ك 563 / طب (17/ 140/ 348) / طس 5885 / طص 828 / طبر (11/ 690) / صحا 5322، 5323 / أسد (4/ 304) / درة (ص 173، 174) / مثير (جوزي 453)].

[السند]:

قال أحمد: حدثنا حسين بن محمد ثنا أبو أُوَيْسٍ ثنا شُرَحْبِيلُ عن عُوَيْمِ بن سَاعِدَةَ الأنصاري، به.

ومداره - عند الجميع - على أبي أُوَيْسٍ، عن شُرَحْبِيل، عن عُوَيْمِ بن سَاعِدَةَ، به.

قال الطبراني - عقبه -: "لا يُرْوى هذا الحديث عن عويم بن ساعدة إِلَّا بهذا الإسناد، تفرد به أبو أويس"(الأوسط 5885).

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه ثلاث علل:

الأولى: شرحبيل وهو ابن سعد أبو سعد الخطمي المدني؛ ضعفه ابن معين،

ص: 468

وأبو حاتم، وأبو زرعة (الجرح والتعديل 3/ 422)، كما ضعفه ابن سعد والنسائي وابن البرقي والدارقطني، واتهمه ابن أبي ذئب، وقال مالك: ليس بثقة"، وقال ابن عدي: "في عامة ما يرويه إنكار

، وهو إلى الضعف أقرب" (تهذيب التهذيب 4/ 321)، ومع ذلك ذكره ابن حبان في (الثقات 4/ 365)! ، بل وأبعد النجعة جدًّا في (مشاهير علماء الأمصار 555) حيث قال عنه: "وكان من المتقنين"! ، وقال الحافظ في (التقريب 2764): "صدوق اختلط بآخرة". فلم يصب كذلك.

وبه ضعَّف مغلطاي الحديثَ في (شرح ابن ماجه 1/ 249).

وقال ابن الملقن: "وفي صحته عندي وقفة؛ لأن في سنده: شرحبيل بن سعد"(البدر 2/ 379).

وقال الهيثمي: "رواه أحمد والطبراني في الثلاثة، وفيه شرحبيل بن سعد، ضعفه مالك وابن معين وأبو زرعة، ووثقه ابن حبان"(المجمع 1054).

الثانية: أبو أُوَيْسٍ: وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس المدني؛ مختلف فيه، والجمهور على تليينه منهم: ابن المديني وابن معين والنسائي وأبو حاتم وأبو زرعة والفلاس ويعقوب بن شيبة وابن عدي وغيرهم، انظر:(تهذيب التهذيب 5/ 281)، وقال الحافظ:"صدوق يهم"(التقريب 3412).

الثالثة: الانقطاع، لأنَّ شُرَحْبِيلَ بن سعد الأنصاري لم يسمع من عُوَيْمِ بن سَاعِدَةَ؛

قال مغلطاي - بعد أَنْ ذكر العلة الأولى وهي ضعف شرحبيل -: "الثاني انقطاع حديثه، وذلك أَنَّ عويمًا توفى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: في خلافة

ص: 469

عمر، وأيّامَّا كان فمتعذر سماعه منه؛ لأني لم أر له شيخًا مذكورًا في العلماء أقدم موتًا من زيد بن ثابت رضى الله عنه، وكانت وفاته أيام معاوية" (شرح ابن ماجه 1/ 249 - 250).

وقال الحافظ: "وفي سماعه من عويم بن ساعدة نظر؛ لأن عويما مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال في خلافة عمر رضي الله عنه"(التهذيب 4/ 322).

ولعل لذلك قال المزي في ترجمة عويم: "ورُوِي عن شرحبيل بن سعد عنه إن كان محفوظا"(تهذيب الكمال 22/ 467).

ومن ذلك يعلم أَنَّ تصحيح ابن خزيمة للحديث، وقول الحاكم:"إسناد صحيح"(المستدرك عقب رقم 562)؛ غير صحيح.

ولذا قال مغلطاي: "أما تصحيحه

، ففيه نظر" (شرح ابن ماجه 1/ 249).

ومع ذلك قال الألباني: "وهذا إسناد حسن"(صحيح سنن أبي داود 1/ 75)، و (الثمر المستطاب ص 539).

قلنا: كأن الشيخ تساهل فيه لكثرة شواهده، وإِلَّا فقد ضعَّف الشيخ أكثر من حديثٍ بشرحبيل بن سعد، ووهَّاه، انظر:(السلسلة الضعيفة 1784، 6514).

[تنبيه]:

عزاه السيوطي في (الدر المنثور 7/ 531) لتفسير ابن مردويه، وهو في عداد المفقود حتى الآن، ولم نقف على سنده في مصدر آخر.

* * *

ص: 470

839 -

حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ وَجَابِرِ وَأَنَسِ:

◼ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنهم: أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ [لمَّا] نَزَلَتْ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ [خيرًا] فَمَا طُهُورُكُمْ [هذا]؟ » قَالُوا: نَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، وَنَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَنَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ، قَالَ:«فَهُوَ ذَاكَ، فَعَلَيْكُمُوهُ» .

• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، وَنَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«فَهَلْ مَعَ ذَلِكَ غَيْرُهُ؟ » قَالُوا: لَا، غَيْرَ أَنَّ أَحَدَنَا إِذَا خَرَجَ مِنَ الْغَائِطِ أَحَبَّ أَنْ يَسْتَنْجِيَ بِالْمَاءِ، قَالَ:«فَهُوَ ذَلِكَ فَعَلَيْكُمُوهُ» .

[الحكم]:

إسنادُه ضعيف، وضعفه الدارقطني، وابن سيد الناس، وابن التركماني، ومغلطاي، والبوصيري، وابن حجر، والألباني. وأشار إلى ضعفه: أبو حاتم والجوزجاني.

[التخريج]:

تخريج السياق الأول: [جه 359 "واللفظ له" / ك 3329 "والزيادات له" / مشكل 4740 / طحق 182 / شعب 2492].

تخريج السياق الثاني: [ك 562 / جا 39 "واللفظ له" / منذ 320 / طش 730، 731 / شب (1/ 50) / حا (6/ 1882) / قط 174 / هق 518 / كر (38/ 229 - 230) / ضيا (6/ 218/2231) / صدف (ص 10 - 11)].

ص: 471

[السند]:

قال ابن ماجه (359): حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عُتْبَةُ بن أبي حكيم قال: حدثني طلحة بن نافع أبو سفيان، قال: حدثني أبو أيوب الأنصاري، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، به.

ورواه ابن الجارود (المنتقى 39) قال: أخبرنا عباس بن الوليد البيروتي، أَنَّ ابن شُعَيْبٍ، أخبره قال: أخبرني عتبة بن أبي حكيم الهمداني، عن طلحة بن نافع، به.

ومداره - عند الجميع - على عتبة بن أبي حكيم، به.

لكن لم يذكر أبا أيوب في بعض المصادر.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه: عتبة بن أبي حكيم، قال الحافظ:"صدوق يخطئ كثيرًا"(التقريب 4427).

وبه ضعفه الدارقطني، فقال عقبه:"عتبة بن أبي حكيم ليس بقوي"

(1)

.

وقال ابن سيد الناس: "وفيه عتبة بن أبي حكيم وهو ضعيف"(النفح الشذي 1/ 227).

وكذا ضعفه به ابن التركماني في (الجوهر النقي 1/ 105).

(1)

كذا أثبته محققو ط الرسالة، ولكنهم ذكروا أنها لم ترد في النسخ لديهم، وإنما أثبتوه من هامش إحدى النسخ، والمطبوع. وقد نقلها عن الدارقطني، ابن زريق في رسالة (من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن من الضعفاء والمتروكين والمجهولين 282).

ص: 472

قلنا: ويدل على خطئه وعدم ضبطه لهذا الحديث؛ أنه قال فيه: (حدثني طلحة بن نافع أبو سفيان، قال: حدثني أبو أيوب الأنصاري).

وطلحة لم يسمع من أبي أيوب شيئًا؛ كما قال أبو حاتم، فيما نقله ابنه عبد الرحمن ابن أبي حاتم قال:"سمعت أبي يقول: وذكر حديثًا رواه عتبة بن أبي حكيم، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، قال: حدثني أبو أيوب وأنس وجابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديثين. قال أبي: "لم يسمع أبو سفيان من أبي أيوب شيئًا، فأما جابر: فإن شعبة يقول: لم يسمع أبو سفيان من جابر إِلَّا أربعة أحاديث. قال أبي: وأما أنسك فإنه يحتمل، ويقال: إن أبا سفيان أخذ صحيفة جابر عن سليمان اليشكري" (المراسيل لابن أبي حاتم 359).

وقال الجوزجاني: "عتبة بن أبي حكيم غير محمود في الحديث يروي عن أبي سفيان طلحة بن نافع حديثًا يجمع فيه جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم نجد منها عند الأعمش ولا عند غيره مجموعة"(أحوال الرجال 309).

وبهاتين العلتين أعله مغلطاي، ثم قال:"وحديث الباب يقضي له السماع منهم لكنه على لسان ضعيف؛ لهذا لم يعتبره أبو حاتم"(شرح ابن ماجه 1/ 247).

وقال البوصيري: "هذا إسناد ضعيف؛ عتبة بن أبي حكيم ضعيف، وطلحة لم يدرك أبا أيوب"(مصباح الزجاجة 1/ 53).

وقال الحافظ: "إسناده ضعيف"(التلخيص الحبير 1/ 324).

ومع ذلك قال الحاكم: "هذا حديث كبير صحيح في كتاب الطهارة، فإن محمد بن شُعَيْبِ بن شابور، وَعُتْبَةَ بن أبي حكيم من أئمة أهل الشام، والشيخان إنما أخذا مُخَّ الروايات، ومثل هذا الحديث لا يُتْرَكُ له، قال

ص: 473

إبراهيم بن يعقوب: محمد بن شعيب أَعْرَفُ الناس بحديث الشاميين، وله شاهد بإسناد صحيح"! (المستدرك عقب رقم 562)، ويعني بالشاهد حديث عويم السابق، وتقدم ما فيه.

وقال النووي: "إسناد صحيح إلا أن فيه عتبة بن أبي حكيم وقد اختلفوا في توثيقه فوثقه الجمهور ولم يُبَيِّنْ من ضَعَّفَهُ سبب ضَعْفِهِ، والجرح لا يُقْبَلُ إلا مفسرًا فيظهر الاحتجاج بهذه الرواية"(المجموع 2/ 99).

وتعقبه الألباني فقال: "وفي هذا الكلام نظر

، الظاهر أَنَّ عدد الموثقين مثل عدد المضعفين سواء، وبذلك يتبين خطأ القول بأنه وثقه الجمهور، ولو قيل: ضعفه الجمهور لكان أقرب إلى الصواب

، ومما سبق يتبين بوضوح أَنَّ الجمهور على تضعيف عتبة بن أبي حكيم، وأن ضعفه مفسر مبين، فضعفه هو الذي ينبغي اعتماده في ترجمته" (الضعيفة 1031).

ومع ذلك قال الزيلعي: "وسنده حسن وعتبة بن أبي حكيم فيه مقال

" (نصب الراية 1/ 219)!.

[تنبيه]:

عزاه السيوطي في (الدر المنثور 7/ 531) لتفسير ابن مردويه، ولا يزال الكتاب في عداد المفقود، ولم نجد سنده في مصدر آخر.

* * *

ص: 474

رواية:

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ أَنَسٍ وَجَابِرٍ:

قَالُوا: لَا شَيْءَ، إِلَّا أَنَّا نَتَوَضَّأُ مِنَ الْحَدَثِ، وَنَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، قَالَ:«فَهَلْ مَعَ ذَلِكُمْ غَيْرُهُ؟» قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا أَنَّا كُنَّا إِذَا خَرَجْنَا مِنَ الْغَائِطِ اسْتَنْجَيْنَا بِاللِّيفِ وَالشِّيحِ، فَنَجِدُ لِذَلِكَ مضَاءً مِنْهُ، فَتَطَهَّرْنَا بِالْمَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هُوَ ذَلِكَ، فَعَلَيْكُمُوهُ» .

[الحكم]:

ضعيف جدًّا بِهذا اللفظ.

[التخريج]:

[طش 729 "واللفظ له" / شب (1/ 50)]

[السند]:

قال الطبراني: حدثنا أبو يزيد الْقَرَاطِيسِيُّ ثنا عبد الله بن عبد الحكم ثنا مَسْلَمَةُ بن علي عن عُتْبَةَ بن أبي حكيم عن طلحة بن نافع عن أنس بن مالك وجابر بن عبد الله، به.

ورواه ابن شبة في (تاريخ المدينة): من طريق مَسْلَمَة بْن عَلِيٍّ، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه مسلمة بن علي الخشني، وهو "متروك" كما في (التقريب 6662).

وقد خالفه كلُّ من رواه عن عتبة بن أبي حكيم، منهم صدقة بن خالد ومحمد بن شعيب وبقية بن الوليد؛ فلم يذكروا الليف والشيح، كما تقدم في الرواية السابقة.

* * *

ص: 475

840 -

حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ:

◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ، فَقَالَ:«مَا هَذَا الطُّهُورُ الَّذِي أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْكُمْ بِهِ؟ » فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا خَرَجَ مِنَّا رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ مِنَ الْغَائِطِ إِلَّا غَسَلَ دُبُرَهُ (فَرْجَهُ) - أَوْ قَالَ: مَقْعَدَتَهُ -، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«فَفِي (هو) هَذَا» .

[الحكم]:

إسنادُه ضعيفٌ، وضعفه العراقي، والهيثمي.

[التخريج]:

[ك 684 "واللفظ له" / طب (11/ 67/ 11065) "والروايتان له" / هق 517 / هقغ 56 / هقع 872 / شب (1/ 49)]

[السند]:

قال الحاكم: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن خالد بن خَلِيٍّ، ثنا أحمد بن خالد الوهبي، ثنا محمد بن إسحاق، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، به.

ومداره - عند الجميع - على محمد بن إسحاق، عن الأعمش، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: عنعنة ابن إسحاق؛ وهو مشهور بالتدليس ولم يصرح بالتحديث.

ولذا قال الهيثمي: "رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن إِلَّا أَنَّ ابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه"(المجمع 1055).

ص: 476

الثانية: عنعنة الأعمش عن مجاهد فلم يسمع منه إِلَّا قليلًا، قال يعقوب بن شيبة في مسنده:"ليس يصح للأعمش عن مجاهد إِلَّا أحاديث يسيرة، قلت لعلي ابن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إِلَّا ما قال: سمعت، هي نحو من عشرة، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: في أحاديث الأعمش عن مجاهد، قال أبو بكر بن عياش عنه: حدثنيه ليث عن مجاهد"(تهذيب التهذيب 386).

قلنا: وأبو يحيى القتات، وليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيفان، فلمّا لم يصرح الأعمش بسماعه من مجاهد في هذا الحديث، فاحتمل أَنْ يكون أخذه بواسطة أحد هذين الضعيفين، والله أعلم.

ومع ذلك قال الحاكم - عقبه -: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".

وتعقبه ابن الملقن فقال: "قلت: في إسناده ابن إسحاق وعنعنه"(البدر المنير 2/ 382).

قلنا: وأمر آخر يتعقب به على الحاكم أَنَّ مسلمًا إنما روى لابن إسحاق مقرونًا بغيره.

[تنبيه]:

عزاه السيوطي في (الدر المنثور 7/ 530) لتفسير أبي الشيخ وابن مردويه، وهما في عداد المفقود، ولم نقف على سنديهما في مصدر آخر.

* * *

ص: 477

رِوَايَةُ: نَزَلَتْ فِي بَنِي عَمْرٍو:

• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: {فيه رجال يحبون أَنْ يتطهروا، والله يحب المتطهرين} قَالَ: «نَزَلَتْ فِي بَنِي عَمْرٍو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الأَنْصَارِ، كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ» .

[الحكم]:

إسناده تالف.

[التخريج]:

[ضحة (ق 24)]

[السند]:

رواه عبد الملك بن حبيب في (الواضحة في السنن)، قال: حدثني الحنفي، عن ابن أخي الزُّهْرِيّ، عن عمه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد تالف؛ الحنفي شيخ عبد الملك بن حبيب: هو حبيب بن أبي حبيب المصري كاتب مالك، قال الحافظ:"متروك، كذبه أبو داود وجماعة"(التقريب 1087).

* * *

ص: 478

841 -

حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ وحده:

◼ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تعالى فِيهِمْ: {رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} ؟ قَالَ: «كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ، وَكَانُوا لَا يَنَامُونَ اللَّيْلَ كُلَّهُ» .

[الحكم]:

إسناده ضعيفٌ، وضعفه الهيثمي، والبوصيري، وابن حجر.

[التخريج]:

[ك 685 / طب (4/ 179/ 4070) / مش 12 "واللفظ له" / حا (6/ 1883)].

[السند]:

أخرجه ابن أبي شيبة في (مسنده) - ومن طريقه الطبراني والحاكم - قال: نا عبد الرحيم بن سليمان، عن واصل بن السائب الرقاشي، عن عطاء بن أبي رَبَاحٍ، [و]

(1)

عن أبي سورة، عن عمه أبي أيوب الأنصاري، به.

ورواه ابن أبي حاتم في (التفسير 6/ 1883) قال: حدثنا أبي، ثنا ضرار بن صرد، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن واصل بن السائب الرَّقَاشِيِّ، عن أبي سورة، عن عمه أبي أيوب الأنصاري، به.

(1)

سقط حرف الواو، من مطبوع مسند ابن أبي شيبة، و (إتحاف الخيرة)، فجاء الإسناد هكذا:[عطاء بن أبي رباح، عن أبي سورة]، وهو خطأ، والصواب [عن عطاء بن أبي رباح، وعن أبي سورة] كما في (المطالب 3620)، وكذا رواه من طريقه الطبراني والحاكم.

ص: 479

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: واصل بن السائب الرقاشي؛ "ضعيف" كما في (التقريب 7383).

وبه ضعفه الهيثمي في (المجمع 1061)، والحافظ في (إتحاف المهرة 4/ 390).

الثانية: الانقطاع؛ لأن أبا سورة لم يسمع من أبي أيوب؛ فقد سأل الترمذيُّ البخاريَّ: أبو سورة ما اسمه؟ فقال البخاري: "لا أدري ما يُصْنَع به؟ عنده مناكير ولا يعرف له سماع من أبي أيوب"(العلل الكبير 20).

وأبو سَوْرَة: "ضعيف" كما في (التقريب 8154)، وبه ضعفه البوصيري في (الإتحاف 6/ 217)، والحافظ في (المطالب 14/ 486).

ولكنه متابع بعطاء. غير أَنَّ عطاء بن أبي رَبَاح - فيما يظهر - أيضًا: لم يسمع من أبي أيوب؛ فبين وفاتيهما ما يقرب من أربع وستين سنة، ولم نقف على أي رواية لعطاء عن أبي أيوب إِلَّا في هذا الحديث.

بل ويحتمل أَنْ يكون المراد من السياق عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس عطاء عن أبي أيوب، ولعل لهذا لم يذكر عطاء في رواية ابن أبي حاتم، وقد رُوِي عن عطاء مرسلًا، من غير هذا الوجه، وسيأتي قريبًا. والله أعلم.

[تنبيه]:

عزاه السيوطي في (الدر المنثور 7/ 534) لتفسير ابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه، وغيرهم من المصادر المذكورة في التخريج، ولكن بلفظ:«كانوا يستنجون بالماء وكانوا لا ينامون الليل كله وهم على الجنابة» .

ص: 480

ولم نقف على زيادة «وهم على الجنابة» ، فيما وقفنا عليه من مصادر الحديث، والمصادر المذكورة مفقودة حتى الآن، سوى الجزء المطبوع من تفسير ابن المنذر، وليس فيه هذا الحديث، فالله أعلم.

* * *

ص: 481

842 -

حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ مُرْسَلًا:

◼ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا أَهْلَ قُبَاءٍ مَا هَذَا الثَّنَاءُ الَّذِي أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْكُمْ؟ » قَالُوا: مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ يَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ مِنَ الْخَلَاءِ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} .

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ قُبَاءٍ يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ، فَنَزَلَتْ:{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} .

[الحكم]:

إسناده ضعيف.

[التخريج]:

[ش 1642 "واللفظ له" / طبر (11/ 691) "والرواية له" / فتوح (1/ 14)].

[السند]:

قال ابن أبي شيبة: حدثنا حفص، عن داود بن أبي هند

(1)

، عن الشعبي، به.

وأخرجه الطبري من طريق حفص، عن داود، وابن أبي ليلى، عن الشعبي، به.

(1)

قال محقق المصنف محمد عوامة: "داود بن أبي هند": كذا في ش، وفي بقية النسخ: داود بن أبي ليلى، ولعل الصواب أن يكون عنهما، كما في تفسير الطبري، فإنه رواه من طريق حفص عن داود وابن أبي ليلى"اهـ.

قلنا: وهو كما قال، والله أعلم.

ص: 482

وأخرجه الطبري أيضًا، والبلاذري في (فتوح البلدان): من طريق وكيع عن (ابن أبي ليلى)

(1)

- وحده -، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، عدا ابن أبي ليلى؛ فالجمهور على تليينه، ولذا قال الحافظ:"صدوق سيء الحفظ جدًّا"(التقريب 6081)، ولكنه متابع بابن أبي هند.

وتبقى علة الحديث في الإرسال؛ فالشعبي من التابعين.

وقد أثنى بعض أهل العلم على مرسل الشعبي.

فقال علي ابن المديني: "مرسل الشعبي وسعيد بن المسيب أحب إِلَيَّ من داود بن الحصين عن عكرمة، عن ابن عباس"(شرح علل الترمذي 1/ 549).

وقال أبو داود: "مرسل الشعبي أحب إِلَيَّ من مرسل النخعي"(سؤالات الآجري لأبي داود 236).

وقال العجلي: "مرسل الشعبي صحيح لا يكاد يرسل إلا صحيحًا"(معرفة الثقات وغيرهم 823).

* * *

(1)

في مطبوع الطبري: "عن أبي ليلى"، لكن قال محققوه:"في ص، م، ت 1، ت 2، ف: (ابن) "اهـ. قلنا: وهو الصواب، كما عند البلاذري، وكان عليهم أن يثبتوه في الأصل، لاتفاق خمس نسخ على إثباته.

ص: 483

843 -

حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ جَعْفَر بن محمد، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ في أَهْلِ قُبَاءَ: {فيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} ، [كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ].

[الحكم]:

ضعيف؛ لإرساله.

[التخريج]:

[ش 1643 "واللفظ له" / شب (1/ 48) "والزيادة له"]

[السند]:

رواه ابن أبي شيبة في (مصنفه) قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر، عن أبيه؛ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ في أَهْلِ قُبَاءَ:{فيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} .

ورواه ابن شبة في (أخبار المدينة): عن فليح بن محمد، عن حاتم بن إسماعيل، به.

ورواه ابن شبة أيضًا: عن القعنبي، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن جعفر، عن أبيه، به. بذكر الزيادة.

جعفر: هو ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، إِلَّا أنه مرسل، فمحمد بن علي تابعي صغير.

* * *

ص: 484

844 -

حَدِيثُ الْحَسَنِ مُرْسَلًا:

◼ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا هَذَا الَّذِي ذَكَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ فِي أَمْرِ الطُّهُورِ فَأَثْنَى بِهِ عَلَيْكُمْ؟ » قَالُوا: نَغْسِلُ أَثَرَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ.

[الحكم]:

إسناده ضعيف لإرساله.

[التخريج]:

[طبر (11/ 692 - 693) / فتوح (1/ 14)]

[السند]:

قال الطبري: حدثني المثنى، قال: ثنا سُوَيْدُ بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن هشام بن حسان، قال: ثنا الحسن، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ لإرساله؛ فالحسن البصري تابعي مشهور.

وشيخ الطبري المثني بن إبراهيم الآملي؛ لم نجد له ترجمة، إِلَّا أنه متابع؛ فقد أخرجه البلاذري في (فتوح البلدان) عن محمد بن حاتم بن ميمون قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن هشام، به.

ومراسيل الحسن، قواها يحيى القطان وابن المديني وغيرهما، لكن قال ابن سيرين:"كان ههنا ثلاثة يصدقون كل من حدثهم، وذكر الحسن وأبا العالية ورجلًا آخر". ولذا قال الإمام أحمد: "وليس في المرسلات أضعف من مراسيل الحسن وعطاء بن أبي رَبَاح، فإنهما يأخذان عن كُلٍّ". انظر: (شرح علل الترمذي 1/ 536 - 539).

ص: 485

وقال الذهبي: "ومن أوهى المراسيل عندهم: مراسيل الحسن"(الموقظة ص 40).

وقال العراقي: "مراسيلُ الحسن عندهم شِبْهُ الريحِ"(شرح التبصرة والتذكرة ص 315).

* * *

ص: 486

845 -

حَدِيثُ قَتَادَةَ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، مَا هَذَا الطُّهُورُ الَّذِي أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْكُمْ فِيهِ؟ » قَالُوا: إِنَّا لنَسْتَطِيبُ بِالْمَاءِ إِذَا جِئْنَا مِنَ الْغَائِطِ.

• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَهْلَ قُبَاءٍ لِلْأَنْصَارِ إِنَّ اللَّه قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ فِي الطُّهُورِ، فَمَاذَا تَصْنَعُونَ؟ » قَالُوا: إِنَّا نَغْسِلُ أَثَرَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ.

[الحكم]:

إسناده ضعيف؛ لإرساله.

[التخريج]:

[عب (در 7/ 536) / تعب (1/ 288) "واللفظ له" / شب (1/ 47) "والرواية له" / طبر (11/ 688 - 689)]

[السند]:

أخرجه عبد الرزاق في (التفسير 1/ 288)، وفي (المصنف) - كما في (الدر المنثور) -: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، به.

ورواه الطبري في (التفسير 11/ 689) من طريق محمد بن ثور، عن مَعْمَر، به.

ورواه ابن شبة في (أخبار المدينة 1/ 47) قال: حدثنا (غُنْدَرٌ محمد بن جعفر)

(1)

قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به بلفظ الرواية.

(1)

وقع في المطبوع من (تاريخ المدينة): "حدثنا غندر بن محمد"، ولفظة (ابن) هذه مقحمة خطأ، فغندر هو محمد بن جعفر مشهور معروف.

ص: 487

ورواه الطبري في (التفسير 11/ 688) من طريق يزيد، عن سعيد، عن قتادة، به.

[التحقيق]:

هذ إسناد رجاله ثقات، إِلَّا أنه ضعيف؛ لإرساله، بل - على التحقيق - لإعضاله؛ فقتادة تابعي صغير.

وكان يحيى بن سعيد القطان لا يرى إرسال الزُّهْرِيّ وقتادة شيئًا، ويقول:"هو بمنزلة الريح"، ويقول:"هؤلاء قوم حفاظ كانوا إذا سمعوا الشيء علقوه"(المراسيل لابن أبي حاتم 1)، و (الجرح والتعديل 1/ 246).

وقال الذهبي: "ومِن أوهى المراسيل عندهم: مراسيلُ الحَسَن. وأوهى من ذلك: مراسيلُ الزُّهْرِيّ، وقتادة، وحُمَيد الطويل، من صغار التابعين. وغالب المحققين يعدون مراسيل هؤلاء معضلات ومنقطعات، فإنَّ غالب روايات هؤلاء عن تابعي كبير، عن صحابي. فالظن بمرسله أنه أسقط من إسناده اثنين"(الموقظة ص 40).

وقد قال الذهبي - عن مراسيل الزُّهْرِيّ -: "مراسيل الزُّهْرِيّ كالمعضل؛ لأنه يكون قد سقط منه اثنان، ولا يسوغ أَنْ نظن به أنه أسقط الصحابي فقط، ولو كان عنده عن صحابي لأوضحه، ولما عجز عن وصله، وله أَنْ يقول: عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن عدّ مرسل الزُّهْرِيّ كمرسل سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، ونحوهما، فإنه لم يدر ما يقول، نعم مرسله كمرسل قتادة، ونحوه"(سير أعلام النبلاء 5/ 339).

* * *

ص: 488

846 -

حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ:

◼ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا قَبْلَكَ أَهْلَ كِتَابٍ، وَإِنَّا نُؤْمَرُ بِغَسْلِ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ اللَّهَ قَدْ رَضِيَ عَنْكُمْ وأَثْنَى علَيْكُمْ وأَحَبَّكُمْ فَلَا تَدَعُوهُ» .

[الحكم]:

ضعيفٌ جدًّا.

[التخريج]:

[طس 9363]

[السند]:

قال الطبراني في (الأوسط): حدثنا هارون بن سليمان، نا زُهَيْرُ بن عَبَّادٍ، نا سَلَّامٌ الطويل، عن زيد العَمِّيِّ، عن أبي عثمان الأنصاري، عن ابن عمر، عن عبد الله بن سَلَامٍ، به.

وقال: "لا يُرْوى هذا الحديث عن ابن عمر، عن عبد الله بن سلام إلا بهذا الإسناد، تفرد به زهير بن عباد".

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيفٌ جدًّا؛ فيه ثلاث علل:

الأولى: سلام الطويل، قال فيه الحافظ:"متروك"(التقريب 2702).

وبه ضعفه الهيثمي فقال: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه سلام الطويل، وقد أجمعوا على ضعفه"(المجمع 1056).

الثانية: زيد بن الحواري العَمِّي، قال الحافظ:"ضعيف"(التقريب 2131).

ص: 489

الثالثة: أبو عثمان الأنصاري، قال الحافظ:"مقبول"(التقريب 8239).

* * *

رِوَايَةُ شَهْرٍ مُطَوَّلَةً:

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى؛ مَسْجِدَ قُبَاءَ، فَقَامَ عَلَى بَابِهِ، فَقَالَ:«إِنَّ اللهَ قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ فِي الطَّهُورِ، فَمَا طَهُورُكُمْ؟» ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَهْلُ كِتابٍ، وَنَجِدُ الِاسْتِنْجَاءَ عَلَيْنَا بِالْمَاءِ، وَنَحْنُ نَفْعَلُهُ الْيَوْمَ، فَقَالَ:«إِنَّ اللهَ قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ فِي الطَّهُورِ، فَقَالَ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}» .

• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ: قدم علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ خَيْرًا يَا أَهْلَ قُبَاءَ، أَفَلا تُخْبِرُونِي؟!» فقلنا: يا رسولَ الله، علينا في التوراةِ الاستنجاءُ بالماءِ.

[الحكم]:

إسناده ضعيف معلول.

[التخريج]:

تخريج السياق الأول: [طب (14/ 333/ 14965) "واللفظ له" / صحا 661، 662]

تخريج السياق الثاني: [طب (14/ 332/ 14964) "واللفظ له" / شب (1/ 48) / طبر (11/ 690) / صحا 660]

ص: 490

[التحقيق]:

هذا الحديث مداره على سيار أبي الحكم عن شهر بن حوشب، وقد رُوِي عنه من عدة طرق؛

الطريق الأول: رواه مالك بن مغول عن سيار عن شهر، واختلف عليه في وصله وإرساله؛

فرواه سلمة بن رجاء عن مالك بن مغول عن سيار عن شهر عن محمد بن عبد الله بن سلام عن أبيه متصلًا.

أخرجه الطبراني في (الكبير) قَالَ: حدثنا العباسُ بن الفضلِ الأسفاطيُّ، قال: حدثنا رجاء ابن سلمةَ بنِ رجاءٍ، قال: حدثنا أبي. (ح)

وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا سلمة بن رجاء، عن مالك بن مِغْوَلٍ، قال: حدثنا سيار أبو الحكم، عن شهر بن حَوْشَبٍ، عن محمد بن عبد الله بن سلام، قال: قال أبي:

فذكره.

رواه أبو نُعَيْمٍ في (الصحابة 660): من طريق إبراهيم بن عبد الرحيم بن الحجاج الرقي، عن يعقوب بن حُمَيْدٍ به بلفظ الرواية الثانية.

وهذا إسناد ظاهره الحسن، إِلَّا أنه معلول بالمخالفة؛

فقد خالف سلمة بن رجاء: يحيى بن آدم، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو أسامة، وابن المبارك، وعنبسة بن عبد الواحد، ومحمد بن سابق، كلهم عن مالك بن مِغْوَلٍ عن سيار عن شهر عن محمد بن عبد الله بن سلام به دون ذكر أبيه. كما سيأتي في الحديث التالي.

ولذا قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول في حديث رواه الفريابي عن

ص: 491

مالك بن مِغْوَل، عن سَيَّارٍ أبي الحكم، عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد الله بن سلام، قال: قَدِمَ عَلَيْنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ....

ورواه سلمة بن رجاء، عن مالك بن مغول، عن سيار، عن شهر، عن محمد بن عبد الله بن سلام، قال: قال أبي: قَدِمَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

ورواه أبو خالد الأحمر، عن داود بن أبي هند، عن شهر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا.

فسمعت أبا زرعة يقول: "الصحيح عندنا - والله أعلم -: عن محمد بن عبد الله بن سلام قط؛ ليس فيه: عن أبيه"(علل الحديث 1/ 450).

وقال الدارقطني: "قال سيار أبو الحكم، عن شهر، عن محمد بن عبد الله بن سلام، واختلف عنه؛

فقال فيه سلمة بن رجاء: عن مالك بن مغول، عن سيار، عن شهر، عن محمد بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسله غيره" (العلل 1604).

فإن قيل: قد رُوِي عن يحيى بن آدم موصولًا، كرواية سلمة بن رجاء؛

فقد أخرجه ابن شبة في (أخبار المدينة 1/ 48) قال: حدثنا حسين بن عبد الأول قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا مالك بن مغول، به. موصولًا.

قلنا: هذه متابعة واهية جدًّا؛ حسين بن عبد الأول، قال ابن معين:"كذابي زماننا أربعة: الحسين بن عبد الأول، وأبو هشام الرفاعي، وحميد بن الربيع، والقاسم بن أبي شيبة"(تاريخ بغداد 9/ 28)، وقال أيضًا:"لم يكن بثقة"(سؤالات ابن الجنيد 794)،

ص: 492

وقال أبو حاتم: "تكلم الناس فيه"، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه، فقال:"روى أحاديث لا أدري ماهي، ولستُ أُحدِّث عنه، ولم يقرأ علينا حديثه"(الجرح والتعديل 3/ 59).

وقال الآجري: "سألت أبا داود عن حسين بن عبد الأول؟ فوهاه وضعفه"(سؤالات الآجري لأبي داود 579). وقال الحافظ: "ومن منكراته

"، وذكر له حديث منكرًا، (لسان الميزان 3/ 181).

وفي المقابل: وثقه العجلي في (كتابه 309)! ، وذكره ابن حبان في (الثقات 8/ 187)! . وهو مردود بجرح الأئمة السابق ذكرهم.

وهذا الحديث من مناكيره؛ فقد خالفه الإمام أحمد وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه؛ فرووه عن يحيى بن آدم، عن مالك بن مغول، عن سيار، عن شهر، عن محمد بن عبد الله بن سلام، به، مرسلًا، كما سيأتي.

ورواه ابن جرير الطبري في (التفسير 11/ 690)، والبغوي في (معجم الصحابة 42): عن أبي هشام الرفاعي، قال: ثنا يحيى بن آدم، قال: ثنا مالك بن مغول، عن سيار، عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد الله بن سلام، قال يحيى:"ولا أعلمه إلا عن أبيه" وذكر الحديث.

زاد البغوي: قال أبو هشام: "كتبته من أصل كتاب يحيى بن آدم، ليس فيه: عن أبيه".

وأكد ذلك البغوي فقال: "وحدث به الفريابي عن مالك بن مغول، عن سيار، عن شهر، عن محمد بن عبد الله بن سلام، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر أباه".

ص: 493

الطريق الثاني: عن يحيى بن أبي أُنَيْسَةَ، عن سيار أبي الحكم:

أخرجه الطبراني في (الكبير 13/ 333/ 14965) - ومن طريقه أبو نعيم في (معرفة الصحابة 662) - قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الله بن حماد الحضرمي، حدثنا عبد الرحمن بن محمد الْمُحَارِبِيُّ، عن يحيى بن أبي أُنَيْسَةَ، عن سَيَّارٍ أبي الحكم، عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، به.

وهذا إسناد تالف؛ فيه: يحيى بن أبي أُنَيْسَةَ؛ تركه غير واحد من الأئمة، ورمي بالكذب، ولذا قال الذهبي:"تالف"(الكاشف 6134)، وقصّر الحافظ فقال:"ضعيف"(التقريب 7508). وانظر: ترجمته في (تهذيب التهذيب 11/ 185).

وفيه: عبد الرحمن بن محمد المحاربي؛ وهو "لا بأس به، وكان يدلس" كما في (التقريب 3999). وقد عنعنه.

الطريق الثالث: عن زيد بن أبي أُنَيْسَةَ، عن سيار أبي الحكم، به:

أخرجه أبو نعيم في (معرفة الصحابة 661) قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا (الحسين)

(1)

بن محمد بن حماد، ثنا محمد بن وهب، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم

(2)

، عن زيد بن أبي أُنَيْسَةَ، عن سَيَّارٍ أبي الحكم، عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد الله بن سلام، قال:

(1)

تحرف في المطبوع إلى (الحسن)، والصواب المثبت، وهو الحسين بن محمد ابن حماد أبو عروبة الحراني الحافظ، روى أبو نعيم من طريق محمد بن إبراهيم - وهو ابن علي المقرئ الحافظ - عنه، غير ما حديث في كتبه.

(2)

هو خالد بن أبي يزيد أبو عبد الرحيم الحراني، ثقة من رجال مسلم.

ص: 494

سمعت أبي يقول: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، الحديث.

وهذا إسناد حسن إلى سيار، لأجل محمد بن وهب وهو ابن أبي كريمة الحراني، "صدوق" كما في (التقريب 6379)، وبقية رجاله ثقات.

ولكن خولف سيار فيه؛ خالفه قتادة وداود بن أبي هند؛ فروياه عن شهر مرسلًا؛

فأما رواية قتادة؛ فأخرجها الطبري في (التفسير 11/ 688) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، به.

وهذا إسناد رجاله ثقات؛ إلى شهر.

وأما رواية داود بن أبي هند؛ فأخرجها ابن شبة في (تاريخ المدينة 1/ 47) قال: حدثنا علي بن عاصم قال: أخبرني داود بن أبي هند قال: أخبرني شهر بن حوشب

بنحوه.

وجزم بهذا الوجه عن داود بن أبي هند الدارقطنيُّ في (العلل 1604).

فهذا المرسل أرجح، ويظهر أَنَّ الاضطراب فيه من شهر ففيه كلام معروف، ومثله لا يتحمل هذا الخلاف، والله أعلم.

[تنبيه]:

قال السيوطي في (الدر المنثور): "وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في تاريخه وابن جرير والبغوي في معجمه والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن محمد بن عبد الله بن سلام عن أبيه" (الدر

ص: 495

المنثور 7/ 532)، وتبعه الشوكاني في (فتح القدير 2/ 462).

قلنا: كذا قال، والحديث عند كل من ذكره - عدا الطبراني وأبا نعيم - عن محمد بن عبد الله بن سلام به مرسلًا، ليس فيه عن أبيه، وهو الحديث التالي.

* * *

ص: 496

847 -

حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا - يَعْنِي قُبَاءً - قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ خَيْرًا، أَفَلَا تُخْبِرُونِي» ، قَالَ: يَعْنِي قَوْلَهُ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} ، قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَجِدُهُ مَكْتُوبًا عَلَيْنَا فِي التَّوْرَاةِ: الِاسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ (قَالُوا: نَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ).

[الحكم]:

إسناده ضعيفٌ.

[التخريج]:

[حم 23833 "واللفظ له" / ش 1641 / مش 690 / تخ (1/ 18) "والرواية له" / فة (1/ 138) / طبر (11/ 689)، (11/ 693) / طحق 181 / قا (3/ 22) / صبغ 42 / صحا 659 / تاريخ البرقي (مغلطاي 1/ 253) / صمند (إصا 10/ 39) / سكن (بدر 2/ 383)]

[السند]:

قال أحمد: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا مالك - يعني ابن مغول -، قال: سمعت سيارًا أبا الحكم غير مرة، يحدث عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد الله بن سلام، به.

ورواه البخاري في (التاريخ الكبير 1/ 18) عن محمد بن يوسف الفريابي عن مالك بن مغول، به.

ومداره عند الجميع: على مالك - يعني ابن مغول - قال: سمعت سيار أبا الحكم عن شهر بن حوشب عن محمد بن عبد الله بن سلام، به.

ص: 497

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف معلول؛ فشهر بن حوشب؛ فيه كلام مشهور، وقد اختلف عليه فيه، كما تقدم بيانه في الحديث السابق.

ومحمد بن عبد الله بن سلام مختلف في صحبته وسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم؛

قال أبو حاتم: "له رؤية للنبي صلى الله عليه وسلم"(الجرح والتعديل 7/ 297).

وقال ابن حبان: "يقال إن له صحبة عداده في أهل المدينة"(الثقات 3/ 364).

وقال أبو نعيم: "له من النبي صلى الله عليه وسلم رؤية، مُخْتَلَفٌ في السماع منه"(معرفة الصحابة 1/ 176).

وقال ابن عبد البر: "له رؤية ورواية محفوظة

ويختلف في إسناد حديثه هذا، ومنهم من يجعله مرسلًا" (الاستيعاب 3/ 1374)، وتبعه ابن الأثير في (أسد الغابة 4750)، والحسيني في (الإكمال 1/ 377)، والحافظ في (تعجيل المنفعة 2/ 186).

وقال الحافظ: "ذكره البخاري في الصحابة

، وقال ابن شاهين: قال ابن أبي داود، روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثًا، وقال ابن مَنْدَهْ: رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه" (الإصابة 10/ 39).

وقال ابن الجوزي: "له رؤية ورواية واختلف في سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم"(تلقيح فهوم أهل الأثر ص 130).

وقال السخاوي: "صحابي"(التحفة اللطيفة 3961).

قلنا: نعم له صحبة على رأي الجمهور، في الاكتفاء في إثبات الصحبة بمجرد الرؤية ولو بدون تمييز، ولكن هل تعامل مراسيله عن النبي صلى الله عليه وسلم

ص: 498

معاملة مراسيل الصحابة الذين ثبت سماعهم من النبي صلى الله عليه وسلم في الجملة كابن عباس وعائشة؟

الجواب: لا، فإن الذي عليه المحققون من أهل العلم أَنَّ مراسيل هؤلاء - وإن أثبتوا لهم الصحبة - تعامل معاملة مراسيل كبار التابعين، انظر: تحرير هذه المسألة في (الإصابة 1/ 12 - 13)، و (فتح الباري 7/ 3 - 4) و (النكت على ابن الصلاح 2/ 540 - 541)، و (التقييد والإيضاح ص 70 - 71).

وعليه: فهذا الحديث ضعيف لإرساله، مع الكلام في شهر.

وقال ابن دقيق العيد: "والحديث مختلف في إسناده"(الإمام 2/ 543).

وقال الهيثمي: "رواه أحمد عن محمد بن عبد الله بن سَلَامٍ، ولم يقل: عن أبيه، كما قال الطبراني، وفيه شهر أيضًا"(المجمع 1058).

* * *

ص: 499

848 -

حَدِيثُ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ:

◼ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا الطُّهُورُ الَّذِي أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْكُمْ؟ » قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَغْسِلُ أَثَرَ الْغَائِطِ.

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} ، مَشَى رَسُولُ اللَّهِ إِلَى أَهْلِ ذَلِكَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ:«إِنِّي رَأَيْتُ اللَّهَ يُحْسِنُ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ فَمَا بَلَغَ مِنْ طُهُورِكُمْ؟ » قَالُوا: نَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ.

[الحكم]:

مرسل ضعيف.

[التخريج]:

[طبر (11/ 688) "واللفظ له" / شب (1/ 47) "والرواية له"]

[السند]:

قال الطبري في (التفسير): حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا هَمَّامُ بن يحيى، عن قتادة، عن شهر بن حوشب به مرسلًا.

وقال ابن شبة: حدثنا علي بن عاصم قال أخبرني داود بن أبي هند قال أخبرني شهر بن حوشب به مرسلًا.

وعلقه الدارقطني في (العلل 1604) جازما به عن داود بن أبي هند، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، الجمهور على تضعيفه، ثم إنه تابعي مشهور، فالحديث مرسل.

* * *

ص: 500

849 -

حَدِيثُ شَهْرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ:

◼ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا الطُّهُورُ الَّذِي أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْكُمْ؟ » ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَغْسِلُ أَثَرَ الْغَائِطِ.

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدًّا.

[التخريج]:

[تخ (1/ 18)]

[السند]:

قال البخاري في (تاريخه): وقال إسحاق: عن جرير، عن ليث، عن شهر، عن رجل من الأنصار، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه ليث بن أبي سليم؛ وهو ضعيف؛ كما تقدم مرارًا.

والرجل الأنصاري؛ يظهر - لنا - أنه ليس بصحابي وإلا لصرح به، فهو مجهول، وخبره مرسل.

وهذا وجه آخر من الاختلاف على شهر في هذا الحديث، فإن كان الليث حفظه، فيتأكد اضطراب شهر في هذا الحديث، كما استظهرناه فيما تقدم.

* * *

ص: 501

850 -

حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بْنِ سَلُولٍ:

◼ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بْنِ سَلُولٍ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ((يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، إِنَّ اللهَ قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ فِي الطُّهُورِ، فَكَيْفَ تَصْنَعُونَ؟ )) [قلنا: يَا رَسولَ اللهِ كانَ فِينَا أهلُ الكتابِ فكانَ أحدُهمْ إذا جاءً مِنْ الغائطِ غَسَلَ بالمَاءِ طَرَفَيْهِ، فَغَسَلْنَا، فقال: ((إِنَّ اللهَ أَحْسَنَ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ])) الْحَدِيثَ.

[الحكم]:

ضعيف جدًّا، واستغربه ابن مَنْدَهْ، وأعله أبو نعيم - وأقره ابن الملقن -، وابن الأثير، وضعفه ابن حجر.

[التخريج]:

[صحا 704 "واللفظ له" / صمند (إصا 10/ 35) "والزيادة له"، (أسد 5/ 95)]

[السند]:

قال أبو نعيم: أخبرنا الحسن بن منصور أبو القاسم الحمصي، فيما كَتَبَ إِلَيَّ سعيد بن عبد الرحمن التَّرْخُمِيُّ، ثنا جعفر بن عبد الله السَّالِمِيُّ، عن الربيع بن بدر، عن راشد الحِمَّانِيِّ، عن ثابت البُنَانِيِّ، عن محمد بن عبد الله بن أبي بن سلول، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ مسلسل بالعلل:

الأولى: الربيع بن بدر؛ "متروك" كما في (التقريب 1883).

الثانية: جعفر بن عبد الله السالمي؛ لم نقف له على ترجمة، لكن ضعفه

ص: 502

ابن حجر، فقال عقب الحديث: "قال ابن مَنْدَهْ: غريب لا يعرف إِلَّا من حديث جعفر بن عبد الله السالمي، عَن الربيع بن بدر، عَن راشد

(1)

. قلت: الثلاثة ضعفاء

(2)

" (الإصابة 10/ 36).

وقد أخطأ في اسم صحابي الحديث؛ فجعله عن محمد بن عبد الله بن أبي بن سلول - وهو مجهول، ولا يعرف له صحبة -، والصحيح عن محمد بن عبد الله بن سلام، كما تقدم.

قال أبو نعيم: "ومحمد بن عبد الله بن أبي بن سلول، وهو وهم لا يعرف لعبد الله بن أبي بن سلول ابن اسمه محمد

" ثم ذكر الحديث، وقال: "صوابه محمد بن عبد الله بن سلام، وقد تقدم، وهم فيه جعفر" (معرفة الصحابة 1/ 199)، وأقره ابن الملقن في (البدر المنير 2/ 383).

وقال ابن الأثير: "محمد بن عبد الله بن أبي بن سلول أخو عبد الله، مجهول، لا تعرف له صحبة"، وقال - عقب الحديث -:"هكذا، لا يعرف إلا من حديث جعفر السالمي، ووهم فيه، والصواب: محمد بن عبد الله بن سلام"(أسد الغابة 5/ 95).

* * *

(1)

تحرف في المطبوع من الإصابة إلى "جعفر"، والصحيح "راشد" كما يدل عليه السياق والإسناد.

(2)

وفي تضعيفه راشد؛ نظرٌ، وراشدٌ: هو ابن نجيح أبو محمد الحماني، قال عنه أبو حاتم:"صالح الحديث"(الجرح والتعديل 3/ 484)، وذكره ابن حبَّان في (الثقات 4/ 234) وقال:"ربما أخطأ"، وقال البزار:"ليس به بأس"(المسند عقب رقم 4148)، وذكره ابن خلفون في كتابه "الثقات"، كما في (إكمال تهذيب الكمال 4/ 308)، وقال الذهبي:"شَيْخٌ مقل من الرواية، ما علمت بِهِ بأسا، بل قد قَالَ بعضهم: صَدُوقٌ"(تاريخ الإسلام 3/ 860)، وقال الحافظ نفسه:"صدوق ربما أخطأ"(التقريب 1857).

ص: 503

851 -

حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ:

◼ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِأَهْلِ قُبَاءٍ: مَا هَذَا الطُّهُورُ الَّذِي خُصِّصْتُمْ بِهِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ} فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ {؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنَّا أَحَدٌ يَخْرُجُ مِنَ الْغَائِطِ إِلَّا غَسَلَ مَقْعَدَتَهُ.

[الحكم]:

إسنادُه تالف.

[التخريج]:

[عب (در 7/ 533)

(1)

/ طب (8/ 143/ 7555)"واللفظ له" / طس 3007]

[السند]:

أخرجه الطبراني في (كتابيه) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن يحيى بن العلاء، عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة، به.

وقال - عقبه -: "لا يُرْوى هذا الحديث عن أبي أمامة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الرزاق"(الأوسط).

[التحقيق]:

هذا إسناد تالف؛ يحيى بن العلاء وهو البجلي، اتهمه بالكذب: وكيع بن الجراح، وكذا قال الإمام أحمد:"كذاب يضع الحديث"، وقال يحيى بن

(1)

وهذا الحديث من الجزء الساقط من المصنف، ولكن عزاه له السيوطي، فالحمد لله.

ص: 504

معين: "ليس بثقة"، وفي رواية:"ليس بشيء"، وقال عمرو بن علي والنسائي والدارقطني:"متروك الحديث"، وقال ابن حبان:"ينفرد عن الثقات بالمقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به"، وقال ابن عدي:"والضعف على رواياته وحديثه بين، وأحاديثه موضوعات"، وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة وأبو داود وغيرهم. انظر:(تهذيب الكمال 31/ 486 - 488). ولذا قال الذهبي: "تركوه"(الكاشف 6224)، وقال الحافظ:"رمي بالوضع"(التقريب 7618).

وليث بن أبي سليم وشهر بن حوشب؛ فيهما كلام مشهور.

واقتصر الهيثمي على إعلاله بشهر فقط؛ فقال: "رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وفيه شهر أيضًا"! (المجمع 1059).

* * *

ص: 505

852 -

حَدِيثُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ:

◼ عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رِجَالٌ مِنَّا إِذَا خَرَجُوا مِنَ الْغَائِطِ يَغْسِلُونَ أَثَرَ الْغَائِطِ فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةُ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}» .

• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ:«كَانُوا يَغْسِلُونَ أَدْبَارَهُمْ مِنَ الْغَائِطِ» .

[الحكم]:

إسناده تالف، وضعفه الهيثمي.

[التخريج]:

[طب (4/ 100/ 3793) "واللفظ له" / طبر (11/ 691) "والرواية له"]

[السند]:

قال الطبراني: حدثنا أحمد بن عمرو البزار، ثنا عمرو بن ملك الراسبي، ثنا محمد بن سليمان بن مسمول، حدثني أبو بكر بن أبي سبرة، عن شرحبيل بن سعد، قال: سمعت خزيمة بن ثابت، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد تالف؛ أبو بكر بن أبي سبرة، قال عنه الحافظ:"رموه بالوضع"(التقريب 7973).

وبه ضعف الهيثمي فقال: "رواه الطبراني، وفيه أبو بكر بن أبي سبرة وهو متروك"(المجمع 1060).

فإن قيل: قد توبع؛ فقد رواه الطبري من طريق إبراهيم بن محمد، عن

ص: 506

شرحبيل بن سعد

به.

قلنا: هذه متابعة لا تساوي فلسا، فإن إبراهيم هذا: هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك كذاب، كما تقدم بيانه مرارًا.

وشرحبيل بن سعد؛ ضعفه الجمهور، وقد تقدم قريبًا.

ومحمد بن سليمان بن مسمول؛ ضعيف أيضًا، انظر:(الميزان 7622).

وعمرو بن مالك الراسبي؛ لم نقف له على ترجمة.

[تنبيه]:

الحديث عزاه السيوطي في (الدر المنثور 7/ 534) لتفسير ابن مردويه، وهو مفقود حتى الآن، ولم نقف على إسناده في مصدرٍ آخر.

* * *

ص: 507

853 -

حَدِيثُ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةٍ:

◼ عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«أَنَّ هَذِه الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي أَهْلِ قُبَاءٍ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} وَكَانُوا يَغْسِلُونَ أَدْبَارَهُمْ بِالْمَاءِ» .

[الحكم]:

إسناده ضعيف.

[التخريج]:

[مردويه (در 7/ 535)]

[السند]:

أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" - كما في (الدر المنثور 7/ 535) -: من طريق يعقوب بن مجمع، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن مجمع بن جارية، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة حال يعقوب بن مجمع، فقد ترجم له ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 9/ 215)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال ابن حزم:"مجهول"(ذيل ميزان الاعتدال ص 210). وذكره ابن حبان في (الثقات 7/ 642) على قاعدته في توثيق المجاهيل، ولذا لين توثيقه الذهبي بقوله:"وثق"(الكاشف 6403).

وقال الحافظ: "مقبول"(التقريب 7832). أي حيث يتابع وإلا فلين.

هذا فضلًا عن بقية سنده الذي لم نقف عليه.

أما عبد الرحمن بن يزيد بن جارية الأنصاري: فثقة جليل، ويقال: ولد

ص: 508

على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، انظر:(تهذيب التهذيب 6/ 299).

ومجمع بن جارية الأوسي الأنصاري، صحابي جليل، أحد مَن جمع القرآن.

* * *

ص: 509

854 -

حَدِيثُ شَيْخٍ مِنْ بَنِي النُّعْمَانِ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي النُّعْمَانِ يُقَالُ لَهُ مُجَمِّعٌ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي آبَائِي {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَهُمْ آبَائِي وَهُمْ أَهْلُ قُبَاءٍ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا الَّذِي أَحْدَثْتُمْ فِيهِ فَقَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ؟ » قَالُوا: إِنَّا نَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ.

[الحكم]:

إسناده ضعيف.

[التخريج]:

[شب (1/ 47)].

[السند]:

قال ابن شبة: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا شيخ من بني النعمان يقال له: مُجَمِّعٌ

فذكره.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: الإرسال، لأنَّ مُجَمِّعًا النعماني ليس صحابيًا قطعا، فقد قال حماد بن سلمة:(حدثنا) وهو لا يدرك أحدًا من الصحابة.

الثانية: جهالة مجمع النعماني؛ فلم نقف له على ترجمة.

* * *

ص: 510

855 -

حَدِيثُ مُجَمِّعِ بْنِ يَعْقُوبَ:

◼ عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَمِّعٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ: «مَا هَذَا الطُّهُورُ الَّذِي أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْكُمْ؟ » قَالُوا: نَغْسِلُ الْأَدْبَارَ.

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدًّا؛ لإعضاله.

[التخريج]:

[ش 1640]

[السند]:

قال ابن أبي شيبة: حدثنا هشيم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن مُجَمِّعِ بن يعقوب بن مُجَمِّعٍ، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف لإعضاله؛ فمجمع بن يعقوب؛ من أتباع التابعين (التقريب 6490).

* * *

ص: 511

856 -

حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِعُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ: «مَا هَذَا الَّذِي أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْكُمْ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}؟ » قَالَ: نُوشِكُ أَنْ نَغْسِلَ الْأَدْبَارَ بِالْمَاءِ.

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدًّا.

[التخريج]:

[طبر (11/ 691 - 692)]

[السند]:

قال الطبري في (تفسيره): حدثني المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن عبد الحميد المدني، عن إبراهيم بن إسماعيل الأنصاري، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه علتان:

الأولى: إبراهيم بن إسماعيل، قال الحافظ:"ضعيف"(التقريب 148).

والثانية: الإعضال؛ لأن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع من أتباع التابعين.

والمثنى شيخ الطبري: هو ابن إبراهيم الآملي الطبري، لم نقف له على ترجمة بعد طول بحث، ولكن أَكْثَر عنه الطبري جدًّا، وصحح له ابن كثير غير ما حديث، وانظر:(معجم شيوخ الطبري 245).

* * *

ص: 512

857 -

حَدِيثُ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ بَدْءُ حَدِيثِ هَذِهِ الْآيَةِ فِي رِجَالٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَهْلِ قُبَاءٍ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} فَسَأَلَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: نَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ.

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدًّا.

[التخريج]:

[طبر (11/ 692)]

[السند]:

قال الطبري: حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الرحمن بن سعد، قال: أخبرنا أبو جعفر، عن حصين، عن موسى بن أبي كثير، به، مرسلًا.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ لإعضاله؛ فموسى بن أبي كثير؛ ذكره الحافظ في الطبقة السادسة (التقريب 7004). وهم الذين عاصروا صغارالتابعين، ولم يثبت لهم سماع أحد من الصحابة.

وعبد الرحمن بن سعد، قال الحافظ:"ضعيف"(التقريب 3873).

وأبو جعفر الرازي، قال الحافظ:"صدوق سيء الحفظ"(التقريب 8019).

وشيخ الطبري المثنى بن إبراهيم؛ لم نجد له ترجمة، كما تقدم.

* * *

ص: 513

858 -

حَدِيثُ عَطِيَّةَ الْعُوفِيِّ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ عَطِيَّةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} سَأَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا طُهُورُكُمْ هَذَا الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ؟ » قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنَّا نَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ لَمْ نَدَعْهُ، قَالَ:«فَلَا تَدَعُوهُ» .

[الحكم]:

مرسل ضعيف جدًّا.

[التخريج]:

[طبر (11/ 693)]

[السند]:

قال الطبري: حدثني أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا فُضَيْلُ بن مرزوق، عن عطية، به.

أبو أحمد: هو الزبيري.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه ثلاث علل:

الأولى: الإرسال؛ فعطية: هو ابن سعد بن جنادة العوفي، تابعي مشهور.

الثانية: ضعف عطية، قال عنه الذهبي:"ضعفوه"(الكاشف 3820). وقال الحافظ: "صدوق يخطئ كثيرًا وكان شيعيًّا مدلسًا"(التقريب 4616).

الثالثة: فضيل بن مرزوق، مختلف فيه، وثقه الثوري وابن عُيَيْنَةَ وابن معين وأثنى عليه أحمد وغيره، ولكن قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال:"صدوق، صالح الحديث، يهم كثيرًا، يكتب حديثه"،

ص: 514

قلت: يحتج به؟ قال: "لا". وقال النسائي: "ضعيف". وقال مسعود، عن الحاكم:"ليس هو من شرط الصحيح، وقد عيب على مسلم إخراجه لحديثه"، وقال ابن حبان في (الثقات):"يخطئ"، وقال في (المجروحين):"كان يخطئ على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات". انظر: (تهذيب التهذيب 8/ 299). ولذا قال الحافظ: "صدوق يهم"(التقريب 5437).

فالحديث مرسل ضعيف جدًّا.

* * *

ص: 515

859 -

حَدِيثُ عِبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ عِبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ أَهْلَ قِبَاء أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرُوا لَهُ الِاسْتِنْجَاءَ بِالْمَاءِ، فَقَالَ:«إِنَّ اللهَ قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فَدُومُوا {رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}» .

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدًّا.

[التخريج]:

[طحق 180 "واللفظ له"]

[السند]:

قال الطحاوي: حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثنا أبو حذيفة، عن سفيان، عن يونس بن ضباب، عن عبد الرحمن بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ مسلسل بالعلل:

الأولى: الإرسال؛ فعبد الله بن الحارث بن نوفل ليس بصحابي، قال العلائي:"ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأتي به فحنكه ودعا له، ذكره ابن عبد البر في الصحابة كذلك ولا صحبة له بل ولا رؤية وحديثه مرسل قطعا"(جامع التحصيل 1/ 208).

الثانية: يونس بن ضباب؛ لم نقف له على ترجمة، بل ولم نقف له على ذكر في غير هذا الحديث.

الثالثة: أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي؛ "صدوق سيء الحفظ وكان

ص: 516

يصحف" (التقريب 7010).

[تنبيه]:

عزاه السيوطي في (الدر المنثور 7/ 533) لعبد الرزاق في المصنف، وابن مردويه في "التفسير"، عَن عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل قَالَ: سَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أهل قبَاء فَقَالَ: «إِن الله قد أثنى عَلَيْكُم» فَقَالُوا: إِنَّا نستنجي بِالْمَاءِ، فَقَالَ:«إِنَّكُم قد أثنى عَلَيْكُم فدوموا» .

ولم نقف على سنديهما، أما عبد الرزاق، فلأجل الجزء المفقود من كتابه في أثناء كتاب الطهارة.

وأما ابن مردويه؛ فكتابه لا يزال في عداد المفقود بكامله. والله المستعان.

* * *

ص: 517

860 -

حَدِيثُ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيِّ:

◼ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ، نَزَلَتْ فِي نَاسٍ مِنْ أَهْلِ قُبَاءٍ كَانُوا يَغْسِلُونَ أَدْبَارَهُمْ مِنَ الْغَائِطِ:{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} .

[الحكم]:

إسناده تالف.

[التخريج]:

[شب (1/ 49)]

[السند]:

أخرجه ابن شبة في (أخبار المدينة 1/ 49) قال: حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: حدثنا يزيد بن عياض، عن الوليد بن أبي سَنْدَرٍ الأسلمي، عن يحيى بن سهل الأنصاري، عن أبيه، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد تالف؛ فيه يزيد بن عياض، وقد كذبه مالك وابن معين والنسائي وغيرهم، وقال بعضهم: يضع، وقال آخرون:"متروك"، انظر:(تهذيب التهذيب 11/ 308). ولذا قال الحافظ: "كذبه مالك وغيره"(التقريب 7761).

والوليد بن أبي سندر الأسلمي: هو أبو العباس الوليد بن سعيد بن أبي سندر، ويقال: ابن أبي سيار، قال أبو حاتم:"هو مجهول"(الجرح والتعديل 9/ 6)، وقال ابن سعد:"كَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ"(الطبقات 7/ 488)، وذكره ابن حبان في (الثقات 5/ 492) على قاعدته! .

ص: 518

وسهل هذا، ليس هو ابن سعد الأَنصارِيّ، بل هذا آخر، لا يعرف بغير هذا، أفرده الحافظ بترجمة في (الإصابة 4/ 512)، وتبعه السخاوي في (التحفة اللطيفة 1695)، واقتصرا فقط على ذكر هذا الحديث في ترجمته.

وابنه يحيى بن سهل، لم نعرفه.

ولكن في الرواة يحيى بن سهل بن أبي حثمة الأنصاري روى عن أبيه وروى عنه ابنه محمد، فيحتمل أنهما المقصودان هنا، والله أعلم.

* * *

ص: 519

861 -

حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:

◼ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ هُوَ مَسْجِدُ قُبَاءٍ، قَالَ اللهُ جَلَّ ثَنَاءَهُ: {فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108]» .

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدًّا.

[التخريج]:

[أخبار المدينة ليحيى بن الحسين (وفاء الوفا 3/ 17) / مصطفى 576]

[السند]:

رواه يحيى بن الحسين

(1)

العلوي في (أخبار المدينة) - كما في (وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودي 3/ 17)، ومن طريق أبو سعد الخركوشي في (شرف المصطفى 576) -: حدثنا بكر بن عبد الوهاب، أنبأنا عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، به.

(1)

كذا في مطبوع (وفاء الوفا) و (شرف المصطفى): "الحسين"، ولكن ذكره في (تهذيب الكمال 4/ 221) في تلاميذ بكر، فقال:"وأَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْن الْحَسَن بْن جَعْفَر بْن عُبَيد اللَّهِ بْن الحسين بْن علي ابن الحسين بْن علي بْن أَبي طذالب العلوي النسابة"، كذا قال (الحسن)، وكذا ذكره ابن تغري في (المنهل الصافي 4/ 187) وقال:"كان فقيها بأنسابه، وله كتاب في نسب أبي طالب، وكتاب في أخبار المدينة النبوية". وكذا ذكره السخاوي في (التحفة اللطيفة 953) في ترجمة حفيده (الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن)، وقال:"حفيد مؤلف أخبار المدينة الآتي"، ولكن للآسف الجزء الذي فيه الترجمة ساقط من كتاب السخاوي.

ص: 520

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ عيسى بن عبد الله: هو ابن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، كما هو مذكور في شيوخ بكر بن عبد الوهاب، من (التهذيب 4/ 220).

وعيسى هذا قال عنه أبو حاتم: "لم يكن بقوي الحديث"(الجرح والتعديل 6/ 280)، وقال الدارقطني:"متروك الحديث"، وقال ابن حبان:"يروي عن آبائه أشياء موضوعة"، ومع هذا ذكره ابن حبان في (الثقات) أيضًا وقال:"وفي حديثه بعض المناكير"، وقال أبو نعيم:"روى عن آبائه أحاديث مناكير، لا يكتب حديثه، لا شيء"، وقال ابن عدي:"حدثنا محمد بن الحسين عن عباد بن يعقوب عنه عن آبائه بأحاديث غير محفوظة. وحدثنا ابن هلال، عن ابن الضريس عنه بأحاديث مناكير، وله غير ما ذكرت مما لا يتابع عليه". انظر: (لسان الميزان 5934). وقال الذهبي: "عيسى واه"(تاريخ الإسلام 4/ 111).

وجده محمد بن عمر بن علي، لم يدرك جده علي بن أبي طالب، بينهما مفاوز، ولذا قال المزي:"روى عن جده علي بن أبي طالب مرسلًا"(تهذيب الكمال 16/ 173).

وأبعد النجعة جدًّا السمهودي فقال - عقبه -: "وعيسى بن عبد الله يظهر لي أنه عيسى بن عبد الله بن مالك وهو مقبول؛ فيكون جده حينئذ عبد الله بن مالك، وهو شيخ مقبول يروي عن علي وابن عمر؛ فالحديث حسن"! (وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى 3/ 17).

* * *

ص: 521

862 -

حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ:

◼ عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي هَذِهِ الآيَةِ {فيه رجال يحبون أَنْ يتطهروا} الآيَةُ، قَالَ: سَأَلَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ طَهُورِهِمُ الَّذِي أَثْنَى اللهُ بِهِ عَلَيْهِمْ، قَالُوا: كُنَّا نَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا جَاءَ اللهُ بِالْإِسْلَامِ لَمْ نَدَعْهُ، قَالَ:«فَلَا تَدَعُوهُ» .

[الحكم]:

لم نقف على سنده.

[التخريج والتحقيق]:

عزاه السيوطي في (الدر المنثور 7/ 535) لتفسير ابن مردويه، ولم نقف عليه، كون كتاب ابن مردويه لا يزال في عداد المفقود حتى الآن.

ولكن تفرد ابن مردويه بالحديث مؤذنٌ بضعفه، والله أعلم.

* * *

ص: 522

863 -

حَدِيثُ عَطَاءِ ابْنِ أَبِي رَبَاحٍ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ عَطَاءِ ابْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: أَحْدَثَ قَوْمٌ الْوَضُوءَ بِالْمَاءِ (وَضَوْءَ الِاسْتِنْجَاءِ) مِنْ أَهْلِ قُبَاءٍ، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ:{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} .

[الحكم]:

مرسل ضعيف جدًّا.

[التخريج]:

[طبر (11/ 693) "واللفظ له" / وكيع (تمهيد 13/ 263) "والرواية له"]

[السند]:

قال الطبري في (التفسير): حدثنا أحمد، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا طلحة بن عمرو، عن عطاء، به.

ورواه وكيع - كما في (التمهيد 13/ 263) -: عن طلحة بن عمرو عن عطاء، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ ففيه - مع إرساله - طلحة بن عمرو المكي، وهو "متروك"(التقريب 3030).

* * *

ص: 523

864 -

حَدِيثُ موسَى بن يَعقوبَ مُرْسَلًا:

◼ عَن موسَى بن يَعقوبَ، قال: بَلَغَني أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ: {فيه رِجالٌ يُحِبّونَ أَن يَتَطَهَّروا والله يُحِبُّ المُطَّهِّرينَ} قالَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مِنهُم عوَيمُ بن ساعِدَةَ» ، قالَ موسَى: وكانَ عوَيمٌ أَوَّلَ مَن غَسَلَ مَقعَدَتَهُ بِالماء فيما بَلَغَنا، والله أَعلَمُ.

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدًّا.

[التخريج]:

[سعد (3/ 425)]

[السند]:

قال ابن سعد في (الطبقات): أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيكٍ، عن موسى بن يعقوب، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه علتان:

الأولى: موسى بن يعقوب الزمعي، قال عنه الحافظ:"صدوق سيئ الحفظ "(التقريب 7026).

الثانية: الإعضال؛ لأن موسى هذا من أتباع التابعين.

* * *

ص: 524

865 -

حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ مُرْسَلًا:

◼ عن ابْن زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُوَضِّئُونَ سَفِلَتَهُمْ بِالْمَاءِ يَدْخُلُونَ النَّخْلَ، وَالْمَاءُ يَجْرِي، فَيَتَوَضِّئُونَ، فَأَثْنَى اللَّهُ بِذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ:{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} .

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدًّا.

[التخريج]:

[طبر (11/ 693)]

[السند]:

قال الطبري في (التفسير): حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ ابن زيد: هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، "ضعيف من الثامنة"(التقريب 3865). وهو الطبقة الوسطى من أتباع التابعين.

فابن زيد ضعيف من جهة، والحديث معضل من جهة أخرى.

* * *

ص: 525

866 -

حَدِيثُ أَبَانَ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {فيه رجال يحبون أَنْ يتطهروا والله يحب المتطهرين} ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ لَقَدْ أَثْنَى اللهُ عَلَيْكُمْ فِي الطُّهْرِ، فَمَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ » ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ مِنَ الْحَاجَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا، وَيَكْتُمُ ذَلِكَ بَعْضُنَا عَنْ بَعْضٍ.

قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اسْتَنْجُوا بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ وَأَطْهَرُ» .

[الحكم]:

مرسل واهٍ.

[التخريج]:

[ضحة (ق 24) "واللفظ له" / حبيب (موطأ 1/ 198 - 199)]

[السند]:

رواه عبد الملك بن حبيب في (الواضحة في السنن)، و (تفسير غريب الموطأ) قال: حدثني أسد بن موسى وغيره، عن السري بن يحيى، عن أبان بن أبي عياش، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فأبان بن أبي عياش تابعي من صغارهم، وهو:"متروك"(التقريب 142).

* * *

ص: 526