الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
111 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ وَقْتَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ
716 -
حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:
◼ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يَخْرُجِ الرَّجُلَانِ يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ، كَاشِفَيْنِ عَنْ عَوْرَتِهِمَا يَتَحَدَّثَانِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تعالى يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ» .
• وَفِي رِوَايَةٍ 1 مُخْتَصَرَةٍ بِلَفْظِ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى الْمُتَغَوِّطَيْنِ أَنْ يَتَحَدَّثَا [على طوفهما]؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ» .
• وَفِي رِوَايَةٍ 2: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَيْنِ أَنْ يَقْعُدَا جَمِيعًا يَتَبَرَّزَا يَنْظُرُ أَحَدُهُمَا إِلَى عَوْرَةِ صَاحِبِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى يَمْقُتُ عَلَى هَذَا» .
[الحكم]:
ضعيف معلول، وأعله أبو حاتم الرازي، وأبو داود، وعبد الحق الإشبيلي، وابن القطان، وابن التركماني، وابن حجر.
[اللغة]:
قوله: (على طوفهما) أي على حاجتهما، قال ابن دقيق:"الطواف: الحدث من الطعام، يقال: أطاف، يطاف، أطيافا: إذا قضى حاجته"(الإمام 2/ 484)، وانظر:(النهاية في غريب الحديث 3/ 323).
[التخريج]:
[د 15 "واللفظ له" / كن 40 "والرواية الأولى له"، 41 / جه 344، 345، 346 / حم 11310 / خز 75 / حب 1418/ ك 567 - 569 / منذ 255 "والرواية الثانية له"، 289 / هق 488، 489 / هقغ 70 / كما (11/ 213) / حل (9/ 46) / خط (13/ 615) / ضح (2/ 310) / بغ 190 / مقرئ (الأربعون 10) / أَبُو بشر الدولابي (وهم 5/ 259) / نهي (إمام 2/ 484)]
[التحقيق]:
هذا الحديث مداره على يحيى بن أبي كثير، واختلف عليه:
فرواه عكرمة بن عمار عنه، واختلف عليه على عدة أوجه:
الوجه الأول: عن عكرمة عن يحيى عن هلال بن عياض عن أبي سعيد:
كذا أخرجه أحمد (11310). وأبو داود (15) - ومن طريقه البيهقي في (الكبرى 488)، والبغوي في (شرح السنة 190) -: عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة. والنسائي في الكبرى (41): عن عمرو بن علي. وابن خزيمة (75) - وعنه ابن المنذر في (الأوسط 289)، وعن ابن المنذر: ابن المقرئ في (الأربعون 10) -: عن محمد بن المثنى. وأبو نعيم في (الحلية 9/ 46): من طريق أبي عبيد. كلهم: عن عبد الرحمن بن مهدي.
ورواه ابن ماجه (344): عن الذهلي، عن عبد الله بن رجاء.
ورواه ابن المنذر في (الأوسط 255)، والخطيب في (موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 310): من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود.
والخطيب في (تاريخه 13/ 615): من طريق عبد الملك بن الصباح.
والخطيب في (موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 310): من طريق عمر بن يونس اليمامي.
خمستهم (ابن مهدي، وابن رجاء، وأبو حذيفة، وابن الصباح، وعمر): عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن عياض، عن أبي سعيد، به.
وتابع عكرمة على هذا الوجه: الأوزاعي، أخرجه الخطيب في (تاريخه 13/ 615) من طريق موسى بن محمد بن جعفر بن عرفة السمسار، عن علي بن يحيى بن الخليل العطار، عن أبي العباس الفضل بن موسى عن عبد الملك بن الصباح، عن الأوزاعي، به.
وحكاه أيضًا عن الأوزاعي، موسى بن هارون الحافظ، كما في (المستدرك للحاكم 570).
لكن موسى بن محمد بن جعفر السمسار، قال عنه ابن الفراء:"تكلموا فيه"(اللسان 8035). وشيخه علي بن يحيى بن الخليل، ترجم له الخطيب في (تاريخ بغداد 13/ 614) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
ثم إن المحفوظ عن الأوزاعي الإرسال، كما سيأتي.
الوجه الثاني: عن عكرمة، عن يحيى، عن عياض بن هلال، عن أبي سعيد:
رواه النسائي في (الكبرى 40)، وأَبُو بشر الدولابي - كما في (بيان الوهم 5/ 259) -، والحاكم في (المستدرك 567): من طريق القاسم بن يزيد الجرمي.
ورواه الحاكم أيضًا (567): من طريق موسى بن هارون، عن علي بن حرب، عن القاسم بن يزيد الجرمي، وزيد بن أبي الزرقاء.
ورواه الحاكم (568): من طريق عبد الصمد بن حسان المروذي.
ثلاثتهم: عن سفيان الثوري.
ورواه ابن ماجه (345)، والحاكم في (المستدرك 569) - وعنه البيهقي في (الكبرى 489)، و (الصغرى 70)، والمزي في (تهذيب الكمال 11/ 213) -: من طريق سلم بن إبراهيم الوراق.
ورواه ابن حبان (1418): من طريق إسماعيل بن سنان.
وحكاه الدارقطني في (العلل 2294) عن عبد الملك بن الصباح.
أربعتهم: (الثوري، وإسماعيل، وسلم، وابن الصباح): عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن هلال، عن أبي سعيد الخدري، به.
الوجه الثالث: عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد:
أخرجه ابن ماجه (346) قال: حدثنا محمد بن حميد.
وأخرجه القاضي أبو بكر محمد بن بدر
(1)
في كتاب "النهي" - كما في (الإمام لابن دقيق 2/ 484) -: عن عبد الصمد بن موسى القطان.
كلاهما: عن علي بن أبي بكر الأسفذني، عن سفيان الثوري، عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن عبد الله [زاد عبد الصمد: ابن أبي سرح]، عن أبي سعيد الخدري، به. بلفظ: «لا
(1)
تحرف في (الإمام) في هذا الموضع إلى (محمد بن إبراهيم وهو ابن زياد)، وجاء على الصواب في كلام ابن دقيق بعد ذلك، انظر:(الإمام 2/ 486).
يتحدث المتغوطان على طوفهما، فإن الله تعالى يمقت على ذلك».
وعلي بن أبي بكر، وثقه أبو حاتم وغيره، ولكن خالف رواية الجماعة عن الثوري.
ولذا قال محمد بن يحيى الذهلى: "الصواب عياض بن هلال"(سنن ابن ماجه 345).
وقال أبو حاتم: "عياض بن هلال الأنصاري، ويقال: هلال بن عياض، وعياض بن هلال أشبه"(الجرح والتعديل 2280).
وقال ابن حبان: "عياض بن هلال الأنصاري. يروي عن أبي سعيد الخدري. روى عنه يحيى بن أبي كثير، ومن زعم أنه هلال بن عياض فقد وهم"(الثقات 5/ 265).
وقال الحاكم: "وقد حكم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل في (التاريخ)
(1)
أنه عياض بن هلال الأنصاري، سمع أبا سعيد، سمع منه يحيى بن أبي كثير، قاله هشام ومَعْمَر وعلي بن المبارك وحرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير"، ونقل أيضًا عن موسى بن هارون الحافظ أنه قال: "وقد كان عبد الرحمن بن مهدي يحدث به عياض بن هلال ثم شك فيه، فقال: أو هلال بن عياض. رواه عن عبد الرحمن بن مهدي، علي ابن المديني وعبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن المثنى، فاتفقوا على عياض بن هلال، وهو الصواب" (المستدرك 1/ 514 - 515).
(1)
في (التاريخ الكبير 7/ 21): "عِياض بْن هِلال، الأَنصارِيُّ. عَنْ أَبي سَعِيد. رَوَى عَنه: يَحيى بْن أَبي كَثِير. وَقَالَ بعضُهم: هِلال بْن عِياض".اهـ. فلعل في النسخة المطبوعة سقط كالعادة، والله المستعان.
وقال الخطيب - بعد ذكر رواية من رواه عن عكرمة فقال (هلال بن عياض) -: "وهكذا رواه ابن العطار عن يحيى بن أبي كثير، وروى حرب بن شداد وعلي بن المبارك وهشام الدستوائي عن يحيى (عن عياض بن هلال) وهو أصح، والله أعلم"(موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 310).
وقال ابن خزيمة: "هذا الشيخ هو عياض بن هلال روى عنه يحيى بن أبي كثير غير حديث، وأحسب الوهم من عكرمة بن عمار حين قال: عن هلال بن عياض"(الصحيح).
وتعقبه الحافظ فقال: "وقول ابن خزيمة أَنَّ الوهم فيه من عكرمة، فيه نظر؛ لأن الأوزاعي سماه أيضًا في روايته عن يحيى بن أبي كثير عياض بن هلال مرة، وهلال بن عياض مرة، وكذا اختلف فيه بقية أصحاب يحيى بن أبي كثير فقال حرب وهشام وغيرهما: عياض، وقال ابن العطار: هلال، فالظاهر أَنَّ الاضطراب فيه من يحيى بن أبي كثير. وأما قول من قال فيه عياض بن عبد الله وابن أبي زهير فهذا خلاف آخر وقد جعل الإمام علي ابن المديني عياض بن أبي زهير غير عياض بن هلال فإنه قال عياض بن أبي زهير الفهري مجهول لم يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير وزيد بن أسلم. قلت: وهذا عندي الصواب؛ لأن عياض بن هلال أو هلال بن عياض أنصاري، وأما هذا فإنه فهري فأني يجتمعان"(التهذيب 8/ 203).
وقال في (التقريب 5281): "عياض بن هلال وقيل ابن أبي زهير الأنصاري وقال بعضهم هلال بن عياض وهو مرجوح".اهـ.
قلنا: وهذا الطريق ضعيف معلول بعدة علل:
الأولى: جهالة عياض بن هلال أو هلال بن عياض هذا، قال عنه الحافظ:
"مجهول"(التقريب 5281). وقال الذهبي: "لا يعرف، ما علمت روى عنه سوى يحيى بن أبي كثير"(الميزان 3/ 307).
الثانية: أَنَّ عكرمة بن عمار متكلم في روايته عن يحيى بن أبي كثير خاصة؛
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: "أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير ضعاف ليس بصحاح" قلت له: من عكرمة أو من يحيى؟ قال: "لا إِلَّا من عكرمة"(العلل - رواية عبد الله 3255). وقال في موضع آخر: "عكرمة بن عمار مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير"(العلل - رواية عبد الله 4492).
وقال علي ابن المديني: سألت يحيى القطان عن أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير، فضعفها، وقال:"ليست بصحاح"(علل أحاديث صحيح مسلم لابن عمار الشهيد ص 83)، و (الكامل لابن عدي 8/ 920).
وقال البخاري: "عكرمة بن عمار يغلط الكثير في أحاديث يحيى بن أبي كثير"(العلل الكبير للترمذي ص 241).
وقال أبو داود: "في حديثه عن يحيى بن أبي كثير اضطراب"(سؤالات الآجري 1/ 379).
ولذا قال الحافظ: "صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب"(التقريب 4672).
وقد خولف في سنده؛ وهذه هي:
العلة الثالثة: المخالفة؛ فقد رواه أبو داود - في رواية ابن الأعرابي وغيره، كما في (تحفة الأشراف 3/ 477/ 4397)، و (شرح ابن ماجه لمغلطاي 1/ 218) -: عن أبي سلمة التبوذكي، عن أبان بن يزيد العطار، عن
يحيى بن أبي كثير، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا بنحو حديث عكرمة.
وكذا رواه الأوزاعي مرسلًا؛ أخرجه الحاكم في (المستدرك 570) - وعنه البيهقي في (الكبرى 490) - قال: سمعت علي بن حمشاذ، يقول: سمعت موسى بن هارون، يقول: حدثناه محمد بن الصباح، ثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
وكذا أخرجه عبد الملك بن حبيب في "كتاب الواضحة"(ق 23/أ): عن صعصعة بن سلام الفقيه، عن الأوزاعي به مرسلًا.
ولذا رجح أبو حاتم المرسل، فقال - بعد ذكر رواية عكرمة الموصولة -:"ورواه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا". قال: "الصحيح في هذا المعنى حديث الأوزاعي، وحديث عكرمة وهم"(علل الحديث 88).
وقال أبو داود: "هذا لم يسنده إِلَّا عكرمة بن عمار، [وهو مرسل عندهم، وعكرمة في يحيى ليس بذاك] "(السنن عقب رقم 15)، وما بين المعقوفين استدركناه من (التحفة 3/ 477/4397)، و (شرح ابن ماجه لمغلطاي 1/ 218). ثم أسند رواية أبان المرسلة، كما تقدم.
وتبعه عبد الحق الإشبيلي فقال: "لم يسنده هذا الحديث غير عكرمة بن عمار، وقد اضطرب فيه"(الأحكام الوسطى 1/ 132).
وتعقبه ابن القطان قائلا: "لم يزد على هذا، وقد ترك ما هو علة في الحقيقة، وهو الجهل براويه عن أبي سعيد، وهو عياض بن بلال، أو هلال بن عياض"(بيان الوهم والإيهام 3/ 271)، وبنحوه في (بيان الوهم والإيهام 5/ 257 - 260) ولكن زاد علة أخرى، وهي الاضطراب على يحيى بن أبي كثير في سنده ومتنه؛ فقال: "وللحديث مع ذلك - يعني مع اضطراب
إسناده - علة أخرى وهي اضطراب متنه، وبيان ذلك: هو أَنَّ ابن مهدي رواه عن عكرمة بن عمار، فقال في لفظه ما تقدم من جعل الْمَقْت على التكشف والتحدث في حال قضاء الحاجة، ورواه بعضهم أيضًا فجعل المقت على التحدث فقط، ورواه بعضهم فجعل المقت على التكشف والنظر وفي نظري أَنَّ هذا قد كان يتكلف جمعه لو كان راوية معتمدًا،
…
واضطرابه دليل سوء حال راويه وقلة تحصيله فكيف وهو من لا يعرف" (بيان الوهم 5/ 259 بتصرف يسير)، وفي المطبوع سقط استدركناه من (الإمام لابن دقيق 2/ 487).
وبنحوه قال ابن التركماني في (الجوهر النقي 1/ 100)، والألباني في (ضعيف أبي داود 3) إِلَّا أنه هو وابن القطان صححا الحديث من حديث جابر، وسيأتي الكلام عليه قريبًا.
وأما الدارقطني فقال - بعد ذكر الخلاف فيه على يحيى -: "وأشبهها بالصواب حديث عياض بن هلال عن أبي سعيد"(العلل 2294)!.
كذا قال، وهو غريب؛ لأن هذا الوجه تفرد به عكرمة بن عمار، وهو ضعيف في يحيى، كما تقدم. والمرسل أصح وأقوى، فالأوزاعي وأبان من أصحاب يحيى الأثبات.
* ومع ما تقدم بيانه من علل هذا الحديث، قال الحاكم:"هذا حديث صحيح من حديث يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن هلال الأنصاري، وإنما أهملاه لخلاف بين أصحاب يحيى بن أبي كثير فيه، فقال بعضهم: هلال بن عياض"!!.
وحسنه النووي في (المجموع 2/ 88)، و (خلاصة الأحكام 356)، و (الإيجاز ص 132)!!.
* * *
717 -
حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
◼ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَغَوَّطَ الرَّجُلَانِ، فَلْيَتَوَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ، وَلَا [يجلسان] يَتَحَدَّثَانِ عَلَى طَوْفِهِمَا، فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ» .
[الحكم]:
إسناده ضعيف معلول، وأعله أبو حاتم، والدارقطني، ومغلطاي، وابن حجر.
[اللغة]:
على طوفِهِما: أي على حاجتهما أي عند الغَائِط، طاف الرَّجلُ طوفًا إذا أحدث (الفائق 2/ 330)، (النهاية في غريب الحديث 3/ 323).
[التخريج]:
[ابن السكن (وهم 5/ 260)، (إتحاف 3122) "واللفظ له" / عيل (كثير - إمام 2/ 490) "والزيادة له"]
[السند]:
أخرجه أبو علي ابن السكن - كما في (بيان الوهم والإيهام 5/ 260)، و (إتحاف المهرة 3122) - قال: حدثني يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، حدثنا مسكين بن بكير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن - بن ثوبان -، عن جابر بن عبد الله، به.
وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في "مجموع حديث يحيى بن أبي كثير" - كما في (الإمام لابن دقيق 2/ 490) -: عن أبي محمد الهيثم بن خلف
الدوري، ومحمد بن محمد، والقاسم بن زكريا، قالوا: حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد منكر؛ فيه يحيى بن أبي كثير وهو مدلس وقد عنعن.
والراوي عن الأوزاعي: مسكين بن بكير، أثنى عليه أحمد وابن معين وغيرهما، لكن قال أحمد:"في حديثه خطأ"، وقال أبو أحمد:"كان كثير الوهم والخطأ"(تهذيب التهذيب 10/ 120). وقال فيه الحافظ: "صدوق يخطئ"(التقريب 6615).
وقد أخطأ في وصل هذا الحديث من هذا الوجه، والمحفوظ عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير به مرسلًا. وتابعه أبان بن يزيد العطار عن يحيى على الإرسال. وقد تقدم بيان ذلك في الرواية السابقة.
ولذا رجح الطريق المرسل: أبو حاتم الرازي في (العلل 88)، وأبو داود، كما في (تحفة الأشراف 3/ 477/ 4397).
وأما الدارقطني فقال - بعد ذكر طريق مسكين هذا -: "وقال غير مسكين: عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، مرسلًا. وأشبهها بالصواب حديث عياض بن هلال عن أبي سعيد"(العلل 2294)! .
ومع ذلك قال ابن السكن: "رواه أيضًا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن عياض عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأرجو أَنْ يكونا صحيحين"! ! (الوهم والإيهام 5/ 258).
وقال ابن القطان: "وليس فيه تصحيح حديث أبي سعيد الذي فَرغْنَا من تعليله، وإنما يعني أَنَّ القولين عن يحيى بن أبي كثير صحيحان، وصدق في
ذلك؛ صح عن يحيى بن أبي كثير أنه قال: عن محمد بن عبد الرحمن عن جابر، وأنه قال: عن عياض أو هلال بن عياض، عن أبي سعيد الخدري. ولا يمكن أَنْ يصحح ابن السكن حديث أبي سعيد أصلًا، ولو فعل، كان ذلك خطأ من القول وَإِنَّمَا يَصح من حَدِيث جَابر، وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَوْبَان ثِقَة، وَقد صَحَّ سَمَاعه من جَابر" (الوهم والإيهام 5/ 258).
وتبعه الشيخ الألباني فقال: "والآن وقد أوقفنا ابن القطان - جزاه الله خيرًا - على هذا السند الجيد من غير طريق عكرمة بن عمار، فقد وجب نقله من "ضعيف أبي داود"، إلى "صحيح أبي داود" ومن "ضعيف الجامع" إلى "صحيح الجامع"، و"ضعيف الترغيب" إلى "صحيح الترغيب"، و"ضعيف ابن ماجه" إلى "صحيح ابن ماجه"، ولفظه ولفظ أبي داود وغيرهما من طريق عكرمة نحو حديث الترجمة"(الصحيحة 3120).
قلنا: قد بينا أنه ليس بجيد، بل هو طريق منكر، لأجل عنعنة يحيى بن أبي كثير وهو مشهور بالتدليس، ومخالفة مسكين بن بكير للمحفوظ عن الأوزاعي وكذا عن يحيى بن أبي كثير.
ولذا قال مغلطاي - متعقبا ابن القطان -: "في تصحيحه هذا الحديث نظر؛ وذلك أَنَّ الدارقطني الذي نقل أبو الحسن كلامه ذكر طريق مسكين هذه ولم يصححها، وزعم أَنَّ أشبه الأقوال بالصواب حديث عياض بن هلال، فعلى هذا لا يُكتفى بجودة الطريق إذا ثبت عند الدارقطني تعليله، اللهم إلَّا لو لم تكن مذكورة عنده، كان يقال: أنه لم يرها، فأما عند الرواية فلا، والله أعلم"(شرح ابن ماجه 1/ 221).
وقال الحافظ - متعقبا ابن السكن وابن القطان -: "يحيى بن أبي كثير
مدلس، وقد اختلف عليه فيه مع ذلك" (إتحاف المهرة 3/ 325/ 3122).
وقال أيضًا: "وصححه ابن السكن، وابن القطان، وهو معلول"(بلوغ المرام ص 30).
* * *
718 -
حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:
◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَخْرُجِ اثْنَانِ إِلَى الْغَائِطِ فَيَجْلِسَانِ [يَتَحَدَّثَانِ] كَاشِفَيْنِ عَنْ عَوْرَتِهِمَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ» .
[الحكم]:
معلول، وأعله الدارقطني، وأشار إلى إعلاله الطبراني.
[التخريج]:
[كن 39 "واللفظ له" / طس 1264 "والزيادة له"]
[السند]:
قال النسائي في (الكبرى 39): أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عَقِيْلٍ، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.
ورواه الطبراني في (المعجم الأوسط 1264): عن أحمد بن محمد بن صدقة، عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عَقِيْلٍ، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد رجاله موثقون، كما قال الهيثمي في (المجمع 1021).
فعبيد بن عَقِيْلٍ: "صدوق" كما في (التقريب 4384). ولكن خالفه (الثوري وابن مهدي وعبد الله بن رجاء، وسلم الوراق، وإسماعيل بن سنان، وأبو حذيفة، وعمر بن يونس اليمامي، وغيرهم) فرووه عن عكرمة عن يحيى عن عياض بن هلال أو هلال بن عياض عن أبي سعيد.
فركب عبيد بن عَقِيْلٍ الجادة، فجعله عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
وأشار لذلك الطبراني فقال - عقبه -: "لم يرو هذا الحديث عن عكرمة، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة إِلَّا عبيد، ورواه سفيان الثوري وغيره: عن عكرمة بن عمار، عن عياض بن هلال، عن أبي سعيد الخدري".
ثم إن المحفوظ عن يحيى بن أبي كثير مرسلًا، كذا رواه أبان بن يزيد والأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير. ورجح الإرسال أبو حاتم وأبو داود وغيرهما، كما تقدم.
فالعجب من مغلطاي؛ إذ يقول: "قد وجدنا لهذا الحديث (طريقا) جيّدة لا يُطعن فيها، ذكرها أبو القاسم الطبراني في (الأوسط)
…
" فذكره، وقال: "ولم أر أحدًا من الأئمة تعرض لتعليلها، والله أعلم".
قلنا: قد ذكرها الدارقطني في (العلل 2294)، ثم قال:"وأَشبَهُها بالصَّواب حَديث عياض بن هِلال، عَن أَبي سعيد".
هذا فضلًا عن إشارة الطبراني رحمه الله.
* * *
719 -
حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ:
◼ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَحَدَّثَ الرَّجُلَانِ عَلَى طَوْفِهِمَا» .
[الحكم]:
ضعيف معلول، وضعفه ابن عدي، وابن طاهر المقدسي.
[التخريج]:
[عد (9/ 359)].
[السند]:
قال (ابن عدي): حدثنا ابن صاعد، حدثنا علي بن إبراهيم وأبو يحيى بن الهيثم قالا: حدثنا محمد بن أبي نعيم الواسطي، حدثنا أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ الْوَاسِطِيُّ؛ وهو مختلف فيه، وثقه أحمد بن سنان، وابن حبان، وقال أبو حاتم:"صدوق". وأما ابن معين فقال: "ليس بشيء"، وقال مرة:"أكذب الناس عفر من الأعفار". وقال الحافظ: "صدوق لكن طرحه ابن معين"(التقريب 6337).
والحديث ذكره ابن عدي في ترجمته مع جملة من حديثه، ثم قال:"ولمحمد بن أبي نعيم غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات"(الكامل 9/ 359).
قلنا: وقد خالفه أبوسلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي فرواه عن أبان عن يحيى مرسلًا. كذا رواه أبو داود، عن أبي سلمة، كما تقدم مرارًا، وسيأتي
هذا الوجه المرسل مفردًا.
وقال محمد بن طاهر المقدسي: "رواه محمد بن أبي نعيم الواسطي عن أبان عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه. ومحمد كذاب"(ذخيرة الحفاظ 5777).
* * *
720 -
حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ مُرْسَلًا:
◼ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا تَغَوَّطَ الرُّجُلانِ فَلْيَتَوَارَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ، وَلَا يَجْلِسَانِ يَتَحَدَّثَانِ عَنْ
(1)
طَوْفَيْهِمَا فَإِنَّ اللهَ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ».
[الحكم]:
ضعيف جدًّا؛ لإرساله.
[التخريج]:
[د (تحفة 4397) (مغلطاي 1/ 218) / ك 570 / هق 490 / ضحة (ق 23/ أ) "واللفظ له"]
[السند]:
رواه أبو داود - في رواية ابن الأعرابي وغيره، كما (تحفة الأشراف 3/ 477/ 4397)، و (شرح ابن ماجه لمغلطاي 1/ 218) -: عن أبي سلمة التبوذكي، حدثنا أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحو حديث عكرمة المتقدم.
ورواه الحاكم في (المستدرك 570) - وعنه البيهقي في (الكبرى 490) - قال: سمعت علي بن حمشاذ، يقول: سمعت موسى بن هارون، يقول: حدثناه محمد بن الصباح، ثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلًا. ولم يسق متنه.
ورواه عبد الملك بن حبيب في "كتاب الواضحة"(ق 23/أ): عن صعصعة بن سلام الفقيه، عن الأوزاعي، به.
(1)
كذا في مخطوطة الواضحة، ولعل الصواب:"على".
[التحقيق]:
هذا إسناد رجاله ثقات؛ إِلَّا أنه مرسل؛ فيحيى بن أبي كثير؛ من الخامسة، من صغار التابعين؛ ومراسيله من أوهى المراسيل، قال يحيى بن سعيد وعلي ابن المديني:"مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه الريح"(تهذيب الكمال 6/ 124، 31/ 509).
* * *
721 -
حَدِيثُ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ:
◼ عَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ رضي الله عنه: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ يَتَغَوَّطُ أَوْ يَبُولُ فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا، وَلَا يَسْتَقْبِلِ الرِّيحَ، وَلْيَتَمَسَّحْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَإِذَا خَرَجَ الرَّجُلَانِ جَمِيعًا فَلْيَتَفَرَّقَا، وَلَا يَجْلِسْ أَحَدُهُمَا قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ، وَلَا يَتَحَدَّثَانِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ» .
[الحكم]:
منكر بهذا التمام، كما قال الألباني، وضعفه ابن طَاهِر المقدسي، وابن الملقن، وابن حجر.
[التخريج]:
[طب (7/ 167/ 6624) / لا 168 "واللفظ له" / عيل (كثير - إمام 2/ 450 - 451)].
سيأتي تخريجه وتحقيقه برواياته في باب: "الاستنجاء ثلاثا".