المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌114 - باب التبوأ للبول - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٧

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌109 - بَابُ صِيَانَةِ الْيَمِينِ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ عند البول والاستنجاء

- ‌110 - بَابُ ما رُوِي في النَّهْيِ عَنْ قَوْلِ: (أَهْرَقْتُ الْمَاءَ) بَدَلَ (أَبُولُ)

- ‌111 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ وَقْتَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ

- ‌112 - بَابُ ما رُوِي في الرخصة في ذلك للنساءِ

- ‌113 - بَابُ ترك رَدِّ السَّلَامِ عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ

- ‌114 - باب التبوأ للبول

- ‌115 - بَابُ التَّوَقِّي مِنَ الْبَوْلِ

- ‌116 - بَابُ التَّشْدِيدِ فِي الْبَوْلِ

- ‌117 - باب ما جاء أَنَّ أكثر عذاب القبر من البول

- ‌118 - ما رُوِي أَنَّ الْبَوْلَ أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ فِي الْقَبْرِ

- ‌119 - ما رُوِي في ضم سعد بن معاذ في قبره من أثر البول

- ‌120 - الاستبراء من الْبَوْلِ

- ‌121 - بَابُ الْوَتْرِ فِي الِاسْتِجْمَارِ

- ‌122 - بَابُ الِاسْتِنْجَاءِ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ

- ‌123 - بَابُ ما رُوِي في كَيْفِيَّةِ الِاسْتِجْمَارِ

- ‌124 - بَابُ ما رُوِي في الِاسْتِنْجَاءِ بِالتُّرَابِ والأعواد والنواة ونحوها

- ‌125 - باب الِاسْتِنْجَاء بِالْمَاءِ

- ‌126 - بَابُ وَضْعِ المَاءِ عِنْدَ الخَلاءِ

- ‌127 - بَابُ مَا رُوِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}

- ‌128 - باب ما رُوِي في اتباعهم الحجارة الماءَ

- ‌129 - باب ما رُوِي في الاستنجاء بالماء ثلاثا

- ‌130 - بَابُ ما رُوِي أنَّ إِنْقَاء الدُّبُرِ يَذْهَبُ بِالْبَاسُورِ

- ‌131 - باب ما رُوِي في أَنَّ الاستنجاء بالماء أطهر منه بالحجارة

- ‌132 - باب: ما رُوِي في الاستنجاء من الريح

- ‌133 - بَابُ مَا لَا يُسْتَنْجَى بِهِ

- ‌134 - بَاب: ما رُوِي أنَّ الرَّوْثَ وَالْعَظْمَ لَا يُطَهِّرَانِ

- ‌135 - بَابُ تَنْظِيفِ الْيَدَيْنِ بَعْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ

- ‌136 - بَابُ مَنْ بَالَ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً

الفصل: ‌114 - باب التبوأ للبول

‌114 - باب التبوأ للبول

734 -

حَدِيثُ أَبِي مُوسَى: فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ:

◼ عَنْ أَبي التَّيَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ، قَالَ لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ الْبَصْرَةَ، فَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى، فَكَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى أَبِي مُوسَى يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو مُوسَى: إِنِّي كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَأَرَادَ أَنْ يَبُولَ، فَأَتَى دَمِثًا [يَعْنِي: مَكَانًا لَيِّنًا] 1 فِي أَصْلِ جِدَارٍ (جَنْبِ حَائِطٍ) فَبَالَ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:[«كَانَ بَنَو إِسْرَائِيلَ إِذَا بَالَ أَحَدُهُمْ، فَأَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ بَوْلِهِ تَتْبَعُهُ فَقَرَضَهُ بِالْمِقْرَاضَيْنِ». وَقَالَ] 2: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَبُولَ فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ مَوْضِعًا» .

[الحكم]:

ضعيف، وضعفه ابن المنذر، والبغوي، وعبد الحق الإشبيلي، والمنذري، والنووي، وابن كثير، والولي العراقي، وابن حجر، والشوكاني، والألباني.

[اللغة]:

قال أبو عبيد: "قوله: (دمث) يعني المكان اللين والسهل. وقوله: (فليرتد لبوله) يعني أَنْ يرتاد مكانا لينا منحدرا، ليس بصلب؛ فينتضخ عليه، أو مرتفعا؛ فيرجع إليه"(غريب الحديث 1/ 417).

[الفوائد]:

قال الخطابي: "فيه دليل على أَنَّ المستحب للبائل إذا كانت الأرض التي

(1)

في مطبوع المعجم الكبير: "أَبُو مُعَاوِيَةَ"، والصواب (معاوية)، كما في مصادر التخريج.

ص: 107

يريد القعود عليها صلبة أَنْ يأخذ حجرًا أو عودًا فيعالجها به ويثير ترابها ليصير دمثًا سهلًا فلا يرتد بوله عليه" (معالم السنن 1/ 10).

[التخريج]:

[د 3 "واللفظ له" / حم 19537 "والرواية والزيادة الثانية له ولغيره" 19568، 19714 "والزيادة الأولى له" / ك 6091 / طي 521 / ني 558 / هق 450، 451 / هقغ 63 / منذ 261 / طوسي 19 / هروي (1/ 417)].

[السند]:

أخرجه أبو داود (3) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، أخبرنا أبو التياح، قال: حدثني شيخ، فذكره.

ورواه أحمد (19537) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي التياح، حدثني رجل أسود طويل - قال: جعل أبو التياح ينعته - أنه قدم مع ابن عباس البصرة فكتب إلى أبي موسى .... فذكره.

ورواه أحمد (19568، 19714): عن بهز ووكيع، كلاهما عن شعبة، به.

ومداره عند الجميع على أبي التياح، عن شيخ، به.

أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة شيخ أبي التياح فإنه لم يسم.

ولذا قال ابن المنذر - عقب حديث أبي موسى المتقدم -: "وروينا عنه -

ص: 108

أي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ كَانَ يَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ كَمَا يَتَبَوَّأُ لِمَنْزِلِهِ» ، وفي الإسنادين جميعًا مقال" (الأوسط 1/ 446).

وقال الإشبيلي: "إسناد منقطع"(الأحكام الوسطى 1/ 127) وسماه منقطعًا لإبهام رواية، فهو كالمنقطع، الذي لم يذكر راويه أصلا، وهذا معروف مشهور في المصطلح.

وقال المنذري: "فيه مجهول"(مختصر سنن أبي داود 1/ 15).

وقال النووي: "وحديث الباب ضعيف؛ لأن فيه مجهولًا، وإنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر"(الإيجاز ص 102)، وكذا ضعفه في (المجموع 2/ 83)، وفي (خلاصة الأحكام 322).

وقال ابن كثير: "رواه أحمد، وأبو داود، وفي إسناده رجل لم يسم"(إرشاد الفقيه 1/ 56).

وبهذه العلة ضعفه: الولي العراقي كما في (فيض القدير 1/ 269)، والحافظ ابن حجر في (النكت على ابن الصلاح 1/ 443)، والشوكاني في (نيل الأوطار 1/ 111)، والألباني في (الضعيفة 2320)، و (ضعيف أبي داود 1).

ومع هذا قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"(المستدرك 5964).

ورمز السيوطي لحسنه في (الجامع الصغير 409، 507).

فتعقبه المناوي، فقال: "إن أراد لشواهده فمسلم وإن أراد لذاته فقد قال البغوي وغيره: حديث ضعيف

" (فيض القدير 1/ 269).

ص: 109

وقال الألباني متعقبا المناوي: "ولم أجد له شواهد؛ بل ولا شاهدًا يأخذ بعضده، فلست أدري ما هي الشواهد التي أشار إليها المناوي، ويؤيد ما ذكرته أنه لو كان له ما يقويه لما قال البغوي: حديث ضعيف"(الضعيفة 5/ 344)، وبنحوه في (ضعيف سنن أبي داود 1/ 10).

ثم أضاف رحمه الله نكتة لطيفة، فقال:"وفي جزم البغوي وغيره بضعف الحديث إشارة إلى أَنَّ كون الراوي المجهول في إسناد يرويه شعبة لا تزول به الجهالة عنه؛ خلافًا لقول الكوثري: شعبة بن الحجاج المعروف بالتشدد في روايته، والمعترف له بزوال الجهالة وصفًا عن رجال يكونون في سند روايته! "(الضعيفة 5/ 344 - 345).

[تنبيه]:

وقع الحديث عند ابن المنذر في (الأوسط 261) هكذا: حدثنا عبد الله بن أحمد، ثنا المقرئ، ثنا شعبة، عن أبي التياح، قال: لما قدم ابن عباس البصرة حدثوه بأشياء عن أبي موسى فكتب بها ابن عباس إلى أبي موسى، فكتب أبو موسى:

الحديث. كذا بإسقاط الواسطة بين أبي التياح وابن عباس.

وهذا لا شك خطأ ظاهر، فقد رواه أبو داود الطيالسي في (مسنده 521) - ومن طريقه الحاكم في (المستدرك 6091) -، ورواه أحمد في (المسند 19537) عن محمد بن جعفر، وفي (19568) عن بهز، وفي (19714) عن وكيع، والروياني في (مسنده 558) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي في (الكبرى 450) من طريق وهب بن جرير.

ستتهم: (الطيالسي، ووكيع، وغندر، وبهز، وابن مهدي، ووهب)،

ص: 110

رووه عن شعبة بإثبات الواسطة.

وتوبع شعبة على إثبات الواسطة كما رواه أبو داود (3) - ومن طريقه البيهقي في (الكبرى 450) - من طريق حماد بن سلمة، عن أبي التياح، قال: حدثني شيخ، قال لما قدم عبد الله بن عباس البصرة

فذكره.

ويظهر لنا أَنَّ السقط من الناسخ أو الطابع؛ لأن السند بدون هذا الرجل المبهم صحيح، فلا يتوافق حينئذ مع قول ابن المنذر عقبه:"في إسناده مقال". والله أعلم.

الثاني:

وقع في متن الحديث في (مسند أبي داود الطيالسي 521) - وقد رواه عن شعبة عن أبي التياح -: "قال أبو سعيد: فإذا أراد أحدكم أَنْ يبول فليرتد لبوله".

كذا ولا يوجد في السند من يكنى (أبو سعيد)، فيظهر أَنَّ (أبو سعيد) هذه مقحمة خطأ من الناسخ، كما أشار بذلك محققو مسند الطيالسي.

ومما يدل على ذلك، أَنَّ الحاكم رواه في (المستدرك 6091) من طريق أبي داود الطيالسي بسنده، بدونها. والله أعلم.

* * *

ص: 111

735 -

حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، مُرْسَلًا:

◼ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الجَهضَميِّ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَتَبَوَّأُ

لِبَوْلِهِ كَمَا يَتَبَوَّأُ لِمَنْزِلِهِ».

[الحكم]:

مرسل ضعيف، وضعفه أبو زرعة، وابن المنذر، والعراقي، والألباني.

[الفوائد]:

قال المناوي في معناه: "أي يطلب موضعًا يصلح له كما يطلب موضعًا يصلح للسكنى يقال تبوأ منزلًا أي اتخذه فالمراد اتخاذ محل يصلح للبول فيه. وفيه: أنه يندب لقاضي الحاجة أَنْ يتحرى أرضا لينة من نحو تراب أو رمل لئلَّا يعود عليه الرشاش فينجسه فإذا لم يجد إِلَّا صلبة لينها بنحو عود. وفيه: أنه لا بأس بذكر لفظ البول وترك الكناية عنه"(فيض القدير 5/ 200).

[التخريج]:

[سعد (1/ 330) "واللفظ له" / حث 64 / عد (5/ 484) / قا (2/ 185) / صمند (إصا 7/ 34) / صحا (4798، 4799) / متفق 1417 / الحربي (إصا 7/ 34)]

[السند]:

رواه ابن سعد في (الطبقات 1/ 330) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، أخبرنا سعيد بن زيد، أخبرنا واصل، عن يحيى بن عبيد الجهضمي، عن أبيه، به.

ص: 112

ورواه الحارث بن أسامة في (مسنده) - ومن طريقه أبو نعيم في (معرفة الصحابة 4798)، والخطيب في (المتفق والمفترق) - قال: حدثنا يحيى بن إسحاق ثنا سعيد بن زيد عن واصل - مولى أبي عُيَيْنَةَ - عن يحيى بن عبيد عن أبيه، به.

وكذا رواه ابن قانع في (الصحابة): عن بشر بن موسى عن يحيى بن إسحاق، عن سعيد، به

(1)

.

ورواه ابن عدي في (الكامل 5/ 484): من طريق أبي عاصم، عن سعيد بن زيد، به.

ورواه أبو نعيم في (معرفة الصحابة 4799): من طريق هناد بن السري، عن وكيع، عن سعيد بن زيد، به.

وعلقه أبو نعيم في (معرفة الصحابة عقب رقم 4799): عن أبي داود (الطيالسي) عن سعيد بن زيد، به.

وعزاه الحافظ في (الإصابة 7/ 34) لإِبراهيم الحربي، وابن مَنْدَهْ، من طريق واصل مولى أبي عُيَيْنَةَ، به.

فمداره عند الجميع: على سعيد بن زيد، عن واصل - مولى أبي عُيَيْنَةَ -، عن يحيى بن عبيد، عن أبيه، به.

(1)

إلا أنه سقط من مطبوع "معجم الصحابة" لابن قانع - تبعًا لأصله (ق 108/ أ) -: "واصل"، من سنده، والصواب إثباته. كذا ذكره الحافظ من معجم ابن قانع في موضعين في (الإصابة 5/ 326، 7/ 34). ثم إن الحديث مشهور عن سعيد بن زيد عن واصل عن يحيى بن عبيد.

ص: 113

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ لعلل ثلاث: هي جهالة حال يحيى بن عبيد وأبيه، وإرساله.

وإليك بيانها:

يحيى بن عبيد هذا: هو البصري الجهضمي، وقيل: الجهني، واختلف في والد عبيد، فقيل: ابن دحي، وقيل: ابن رحي، وقيل: ابن صيفي.

وأخطأ من ظن أنه المكي، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي، المترجم له في (تهذيب الكمال 19/ 253)، فهذا مكي وذاك بصري، فرق بينهم ابن معين في (تاريخه - رواية الدوري 540، 4473)، والبخاري في (التاريخ الكبير 8/ 293 ترجمة يحيى بن عبيد المكي، 6/ 8 ترجمة عبيد في البصريين)، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 6/ 7 ترجمة عبيد المكي، وترجمة عبيد عن أبيه روى عنه يحيى بن عبيد الجهضمي)، والخطيب في (المتفق 3/ 2051) فقال: يحيى بن عبيد أربعة؛ وذكر منهم: "يحيى بن عبيد مولى السائب، من أهل مكة، حدث عن أبيه، روى عنه ابن جُرَيْجٍ"، والآخر:"يحيى بن عبيد الجهضمي البصري، يحدث عن أبيه، وعن علقمة بن عبد الله المزني، روى عنه واصل مولى أبي عُيَيْنَةَ، وجرير بن حازم"، ثم ساق حديثه هذا.

وقال الحافظ ابن حجر: "عبيد بن رُحَيٍّ - بمهملتين مصغرًا - الجهضمي، ويُقال: الجهني، نزل البصرة، ويُقال في أَبيه: دُحَيٌّ بالدال بدل الراء، ومنهم من قال في أَبيه: صَيْفِي

". إلى أَنْ قال: "وقد ذكرت في تهذيب التهذيب أَنَّ مولى السائب المخزومي آخر غير هذا الذي اختلف في اسم أَبيه وفي نسبه، وإنِ اتُّفِقَ أَنَّ اسمهما واسمَ والديهما فيه أيضًا فالله أعلم"

ص: 114

(الإصابة 7/ 34).

وعليه: فيحيى بن عبيد وأبوه مجهولان، فلم يذكر في ترجمتيهما أكثر مما نقلنا، وإن كان البعض قد ذكر عبيد في الصحابة؛ لأجل هذه الرواية، وقد اختلف في سنده، كما سيأتي بيانه.

ولهذا قال أبو نعيم: "عبيد بن رحي الجهني مختلف في صحبته، وفي إسناد حديثه، وقيل: عبيد بن دحي أبو يحيى، سكن البصرة"(المعرفة 4/ 1909)، وتبعه ابن عبد البر في (الاستيعاب 3/ 1016) وابن الأثير في (أسد الغابة 3/ 532)، وغيرهم.

وصرح أبو زرعة بعدم صحبته، فقال:"ليس لوالد يحيى بن عبيد صحبة"(المراسيل 607).

وقال الولي العراقي: "يحيى بن عبيد وأبوه غير معروفين"، نقله عنه المناوي في (فيض القدير 5/ 200)، وأقره.

ولذا قال ابن المنذر - عقب حديث أبي موسى المتقدم -: "وروينا عنه - أي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ كَانَ يَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ كَمَا يَتَبَوَّأُ لِمَنْزِلِهِ»، وفي الإسنادين جميعًا مقال"(الأوسط 1/ 446).

وكذا ضعفه الألباني في (الضعيفة 2459).

هذا وقد اختلف في إسناد هذا الحديث على ثلاثة وجوه:

الوجه الأول: هو ما رواه الجماعة عن سعيد بن زيد عن واصل مولى أبي عُيَيْنَةَ عن يحيى بن عبيد عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. كما تقدم بيانه في السند.

ص: 115

الوجه الثاني:

رواه الطبراني في (الأوسط 3064) عن بشر بن موسى عن يحيى بن إسحاق السلحيني عن سعيد بن زيد عن واصل مولى أبي عُيَيْنَةَ عن يحيى بن عبيد عن أبيه عن أبي هريرة، به.

وقال أبو نعيم الأصبهاني: "ورواه ابن زيدان عن عمرو بن عاصم، عن حماد، وسعيد، ابني زيد، عن واصل، عن يحيى بن عبيد بن رحي، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله"(معرفة الصحابة 4/ 1909).

وقال ابن ناصر الدين: "ورواه عمرو بن عاصم، عن سعيد، به، إِلَّا أنه زاد بعد قوله: عن أبيه؛ عن أبي هريرة، به، وهذا أشبه، والله أعلم"(توضيح المشتبه 4/ 164).

قلنا: كذا قال، والوجه الأول أشبه، لاتفاق جماعة من الثقات الأثبات (كوكيع، ومسلم بن إبراهيم، وأبي عاصم النبيل، وأبي داود الطيالسي) كلهم عن سعيد بن زيد به بدون ذكر أبي هريرة.

ثم إن يحيى بن إسحاق اختلف عليه: فرواه الحارث بن أسامة عنه عن سعيد بن زيد به كرواية الجماعة عن عبيد مرسلًا.

ورواه بشر بن موسى عن يحيى بن إسحاق، واختلف عليه، فرواه عنه الطبراني بسنده بذكر أبي هريرة، وخالفه ابن قانع فرواه عن بشر به بدونه، كرواية الجماعة.

الوجه الثالث:

أخرجه الحكيم الترمذي في (المنهيات 1/ 38) قال: حدثنا صالح بن عبد الله، حدثنا حماد بن زيد، عن واصل مولى أبي عُيَيْنَةَ، عن يحيى بن

ص: 116

عبيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.

وصالح بن عبد الله شيخ الحكيم الترمذي: هو الباهلي الترمذي، قال عنه الحافظ:"ثقة"(التقريب 2871).

وحماد بن زيد، إمام ثبت متفق عليه، أما أخاه سعيد فمتكلم في حفظه، ولذا قال الحافظ:"صدوق له أوهام"(التقريب 2312).

وقد حكي كذلك عن سعيد؛ فقد قال ابن أبي حاتم في (المراسيل 488): "سمعت أبا زرعة وذكر حديث وكيع عن سعيد ابن زيد عن واصل مولى أبي عُيَيْنَةَ عن يحيى بن عبيد قال: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ كَمَا يَتَبِوَّأُ أَحَدُكُمْ بَيْتَهُ)). فسمعت أبا زرعة يقول: "هذا مرسل يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم".

وهذا إن صح، فلا ريب في أَنَّ هذه الوجه هو أصح الوجوه، ولكن نخشى أَنْ يكون (عبيد) سقط من كلا السندين، فقد ذكره ابن أبي حاتم في ترجمة (عبيد). وقد أعاده على الصواب في (المراسيل 607)، وكذا ذكره في (العلل 87)، وهذا هو المشهور في الحديث.

على كلِّ حالٍ فمدار الطرق جميعًا على يحيى بن عبيد، وقد بينّا أنه مجهول، فالحديث على كل حال: ضعيف.

وقد ضعفه جماعة من أهل العلم، كما تقدم ذكرهم.

* * *

ص: 117

736 -

حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:

◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ كَمَا يَتَبَوَّأُ لِمَنْزِلِهِ» .

[الحكم]:

ضعيف، وضعفه ابن المنذر، وولي الدين العراقي، والسيوطي، والمناوي، والألباني.

[التخريج]:

[طس 3064 "واللفظ له" / أمالي القطيعي (إصا 7/ 35)].

[السند]:

أخرجه الطبراني في (الأوسط) قال: حدثنا بشر بن موسى، قال: نا يحيى بن إسحاق السيلحيني، قال: نا سعيد بن زيد، عن واصل مولى أبي عُيَيْنَةَ، عن يحيى بن عبيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.

وعزاه الحافظ في (الإصابة): للقطيعي في أماليه من هذا الوجه.

قال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن واصل مولى أبي عُيَيْنَةَ إِلَّا سعيد بن زيد، ويحيى، هو: يحيى بن عبيد بن دجي، لم يسند عبيد بن دجي، عن أبي هريرة إِلَّا هذا الحديث".

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ لجهالة حال يحيى بن عبيد وكذا أبيه، كما تقدم بيانه في الحديث السابق.

ولذا ضعف الحديث ابن المنذر فقال - عقب حديث أبي موسى المتقدم -: "وروينا عنه

- أي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ كَانَ يَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ كَمَا يَتَبَوَّأُ لِمَنْزِلِهِ» ، وفي

ص: 118

الإسنادين جميعًا مقال" (الأوسط 1/ 446).

وقال الولي العراقي: "يحيى بن عبيد وأبوه غير معروفين"(فيض القدير 5/ 200)، وأقره المناوي.

وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في الأوسط وهو من رواية يحيى بن عبيد بن دجي عن أبيه ولم أر من ذكرهما وبقية رجاله موثقون"(المجمع 996).

ورمز لضعفه السيوطي في (الجامع الصغير 6964).

وقال المناوي: "إسناده فيه مجهولان"(التيسير 2/ 270).

وكذا ضعفه الألباني في (الضعيفة 2459).

* * *

ص: 119

737 -

حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يرتاد ويَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ، كَمَا يَتَبَوَّأُ لِمَنْزِلِهِ» .

[الحكم]:

ضعيف.

[التخريج]:

[حكيم (منهيات ص 38)]

[السند]:

أخرجه الحكيم الترمذي في (المنهيات ص 38) قال: حدثنا بذلك صالح بن عبد الله، حدثنا حماد بن زيد، عن واصل مولى أبي عُيَيْنَةَ، عن يحيى بن عبيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة يحيى بن عبيد - كما تقدم -، وإرساله.

قال ابن أبي حاتم في (المراسيل 488): "سمعت أبا زرعة وذكر حديث وكيع عن سعيد ابن زيد عن واصل مولى أبي عُيَيْنَةَ عن يحيى بن عبيد قال: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ كَمَا يَتَبِوَّأُ أَحَدُكُمْ بَيْتَهُ)). فسمعت أبا زرعة يقول: "هذا مرسل يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم".

ثم إن المشهور فيه: (عن يحيى بن عبيد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مرسل أيضًا، كما قد تقدم بيانه.

* * *

ص: 120

738 -

حَدِيثُ صَيْفِيٍّ:

◼ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:(([أَنَّهُ] كَانَ يَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ، كَمَا يَتَبَوَّأُ لِمَنْزِلِهِ)).

[الحكم]:

ضعيف، وضعفه ابن حجر.

[التخريج]:

[الصحابة لسعيد بن يعقوب الأصبهاني (مط 35/ 2) / مديني (صحابة - أسد 3/ 44) "والزيادة له"]

[السند]:

أخرجه سعيد بن يعقوب الأصبهاني في كتابه في "الصحابة" - كما في (المطالب العالية 35) - قال: حدثنا سهل بن الفرخان، ثنا ابن أبي السري، ثنا وكيع، عن سعيد بن زيد، عن واصل - مولى أبي عُيَيْنَةَ -، عن عبيد بن صيفي، عن أبيه، به.

وأخرجه أبو موسى المديني في (ذيل معرفة الصحابة) - كما في (أسد الغابة 3/ 44) -: بِإِسْنَادِهِ عن عبيد بْن صيفي، عن أبيه، به.

قال أَبُو موسى: "ذكره سَعِيد - يعني القرشي -، وقال: هو جد يحيى بن عبيد بن صيفي".

فيظهر أنه رواه من طريق سعيد بن يعقوب.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ وهو: الحسين بن المتوكل بن عبد الرحمن، أخو

ص: 121

محمد بن أبي السري، قال جعفر بن محمد القلانسي: سمعت محمد بن أبي السري يقول: "لا تكتبوا عن أخي فإنه كذاب"، وقال أبو داود:"ضعيف"، وقال أبو عروبة الحراني:"الحسين بن أبي السري خال أمي كذاب"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ ويغرب" (تهذيب الكمال 6/ 468 - 469). وقال الحافظ: "ضعيف" (التقريب 1343)، وقال الذهبي: "كذب" (الكاشف 1105).

وقد خولف فيه، وهذه هي العلة:

الثانية: المخالفة؛ حيث رواه هناد بن السري عن وكيع عن سعيد بن زيد عن واصل مولى أبي عُيَيْنَةَ عن يحيى بن عبيد عن أبيه به كما سبق. أخرجه أبو نعيم في (معرفة الصحابة 4799). وهذا أرجح بلا شك.

ولذا قال ابن حجر: "وهذا وهمٌ نشأ عَن سقط، وفي إسناده إلى وكيع ضعف، والصواب ما رواه يحيى بن إسحاق، عَن سعيد بن يزيد، عَن واصل، عَن يحيى بن عبيد، عَن أَبيه. هكذا أَخرجه ابن قانع والحارث في مسنده"(الإصابة 5/ 326).

* * *

ص: 122

739 -

حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ:

◼ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَبَوَّأُ لِلْبَوْلِ، كَمَا يَتَبَوَّأُ الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ مَنْزِلًا)).

• وفي رواية، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْتَادُ لِبَوْلِهِ، كَمَا يَرْتَادُ أَحَدُكُمْ لِصَلاتِهِ)).

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدًّا، وأشار لضعفه ابن عدي وابن حبان، وصرح بضعفه الألباني.

[التخريج]:

[عد (7/ 353) "واللفظ له" / مجر (2/ 63) "والرواية له"].

[السند]:

أخرجه ابن عدي في (الكامل) قال: حدثنا ابن صاعد، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا أبي، حدثنا عمر بن هارون، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، به.

وأخرجه ابن حبان في (المجروحين 2/ 64): أخبرناه إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس، قال: حدثنا حامد بن يحيى البلخي، قال: حدثنا عمر بن هارون البلخي، عن الأوزاعي، به. بلفظ الرواية.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه عمر بن هارون، قال الذهبي:"واهٍ، واتهمه بعضهم"(الكاشف 4118). وقال ابن حجر: "متروك"(التقريب 4979).

ص: 123

وقد عدّ هذا الحديث في مناكيره ابن عدي؛ حيث ذكره في ترجمته، بعد ذكر أقوال العلماء في تضعيفه. ثم قال - عقب الحديث -:"هذا الحديث بهذا الإسناد لا أعلم رواه عن الأوزاعي غير عمر بن هارون"(الكامل 5/ 31).

وتبعه ابن القيسراني في (الذخيرة 4029) وقال: "رواه عمر بن هارون البلخي عن الأوزاعي،

، وهو متروك الحديث".

وقال ابن حبان عنه: "وكان ممن يروي عن الثقات المعضلات ويدعى شيوخا لم يرهم، وكان ابن مهدي حسن الرأي فيه"، وذكر ابن معين تكذيبه وأنه ليس بشيء، ثم قال: "كان عمر بن هارون صاحب سنة وفضل وسخاء

، ولكن كان شأنه في الحديث ما وصفت وفي التعديل ما ذكرت والمناكير في روايته تدل على صحة ما قال يحيى بن معين فيه"، وذكر هذا الحديث.

وبه ضعفه أيضًا: الألباني في (الضعيفة 2459).

* * *

ص: 124

740 -

حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ:

◼ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ

الحديث».

[الحكم]:

إسناده ضعيف.

[التخريج]:

[فقط (أطراف 3456)]

[السند]:

رواه الدارقطني في (الأفراد)، وقال:"تفرد به محمد بن أبي السري عن حفص بن ميسرة، عن موسى بن عُقبة، عَن نافع، عن ابن عمر"(أطراف الغرائب والأفراد 3456).

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ محمد بن أبي السري العسقلاني؛ مختلف فيه، وثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم، وقال ابن حبان وغيره:"كان من الحفاظ"، وقال ابن عدي وغيره:"كان كثير الغلط"، وقال ابن حجر:"صدوق عارف له أوهام كثيرة"(التقريب 6263)، وانظر:(تهذيب التهذيب 9/ 425).

* * *

ص: 125

رِوَايَةُ: ارْتَادَ لِبَوْلِهِ:

• وفي رواية: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبُولَ ارْتَادَ لِبَوْلِهِ» .

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدًّا.

[التخريج]:

[فقط (أطراف 3442)]

[السند]:

رواه الدارقطني في (الأفراد)، وقال:"تفرد به محمد بن حرب النشائي عن إسماعيل بن يحيى، عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر"(أطراف الغرائب والأفراد 3442).

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فإسماعيل بن يحيى: هو ابن سلمة بن كهيل، قال عنه الحافظ:"متروك"(التقريب 493).

* * *

ص: 126

741 -

حَدِيثُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي قَنَانٍ:

◼ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي قَنَانٍ: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبُولَ، فَأَتَى عَزَازًا مِنَ الْأَرْضِ، أَخَذَ عُودًا فَنَكَتَ بِهِ حَتَّى يُثَرَّى، ثُمَّ يَبُولُ».

[الحكم]:

مرسل ضعيف؛ وأعله بالإرسال: البخاري، وأبو داود، وأبو حاتم، وابن حبان، والدارقطني، وعبد الحق الاشبيلي، وابن القطان، وابن عساكر، والذهبي، وابن حجر، وغيرهم كثير.

وضعف سنده مع الإرسال: ابن القطان، والذهبي، وابن حجر، والبوصيري، والسيوطي، والمناوي، والصنعاني، والألباني.

[اللغة]:

قوله (عَزَازًا)، قال ابن الأثير:" العَزاز: ما صَلُب من الأرض واشتدَّ وخَشُن"(النهاية في غريب الحديث والأثر 3/ 229).

[التخريج]:

[مد 1 / حث 65 / كر (25/ 131، 132)]

[السند]:

أخرجه أبو داود في (المراسيل 1) - ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 25/ 131) - قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا الوليد بن مسلم، أخبرنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن طلحة بن أبي قنان، به.

ورواه الحارث في "مسنده" - كما في (البغية 65)، ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 25/ 132) -: عن الحكم بن موسى، عن

ص: 127

الوليد بن مسلم، به.

ورواه ابن عساكر في (تاريخه 25/ 131) من طريق الخطيب بسنده عن الهيثم بن خارجة عن محمد بن شعيب بن شابور عن ابن أبي السائب، به.

فمداره عندهم: على الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن طلحة بن أبي قنان، به.

[التحقيق]:

هذا إسناده ضعيف، لإرساله وجهالة راويه؛ فطلحة بن أبي قنان هذا تابعي من الثالثة، كما في (التقريب 3032)، وهذا ظاهر من صنيع أبي داود؛ حيث ذكره في "المراسيل".

وقال البخاري: "طَلحَة بْن أَبي قَنان عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، مُرسلٌ"(التاريخ الكبير 4/ 347). يشير إلى هذا الحديث.

وممن نص على إرساله أيضًا: ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 4/ 476) وأحاله على أبيه، وابن حبان في (الثقات 6/ 488)، والدارقطني في (المؤتلف والمختلف 4/ 1882)، وابن ماكولا (الإكمال 7/ 77)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق 25/ 131)، وعبد الحق الاشبيلي في (الأحكام الوسطى 1/ 126)، وابن القطان (الوهم والإيهام 3/ 41، 5/ 657)، وابن دقيق العيد في (الإمام 2/ 449)، والمزي في (تهذيب الكمال 13/ 431)، والذهبي في (الميزان 3/ 342)، وأبو زرعة العراقي في (تحفة التحصيل ص 159)، وابن حجر في (الإصابة 5/ 460).

ثم إنه مجهول، لا يعرف إِلَّا بهذا الحديث؛

قال الخطيب: "وليس يُرْوى عن طلحة بن أبي قنان سوى هذا الحديث

ص: 128

والله أعلم". نقله عنه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 25/ 132)، وأقره.

وقال ابن القطان - متعقبا عبد الحق في اقتصاره على إعلال الحديث بالإرسال -: "ولم يذكر له علة إِلَّا الإرسال، وطلحة هذا لا يعرف بغير هذا"(بيان الوهم والإيهام 3/ 41)، وقال في موضع آخر:" .. ولم يبين أَنَّ طلحة بن أبي قنان مجهول"(بيان الوهم 5/ 657).

وقال الذهبي: "طلحة بن أبي قنان، أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أراد أَنْ يبول .... ، ولا يدرى من طلحة. تفرد عنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب"(ميزان الاعتدال 2/ 342).

وقال الحافظ ابن حجر: "مجهول أرسل حديثًا"(التقريب 3032).

ولذا رمز لضعفه السيوطي في (الجامع الصغير 6546)

(1)

.

وبهاتين العلتين أعله المناوي في (فيض القدير 5/ 94)، و (التيسير 2/ 236).

وقال الشيخ الألباني: "هذا إسناد مرسل ضعيف؛ فإن طلحة هذا مجهول لا يدري من هو؛

كما في الميزان والتقريب، وصنيع ابن حبان يشعر بأن الحديث معضل؛ لأنه ذكر طلحة في أتباع التابعين من (ثقاته) والله أعلم" (الضعيفة 5742).

وأما البوصيري فأعله بعلة أخرى؛ فقال: "هذا الإسناد ضعيف؛ لتدليس الوليد بن مسلم"(إتحاف الخيرة 1/ 274).

(1)

كذا في النسخة المطبوعة، ووقع في نسخة الصنعاني أنه رمز لصحته، ولذا قال:"والعجب أَنَّ المصنف رمز عليه بالصحة فيما رأيناه فيما قوبل على خطه"(التنوير 8/ 319). قلنا: لعله تصحف على ناسخه.

ص: 129

وفيه نظر؛ من وجهين:

الأول: أَنَّ الوليد صرح بالتحديث عند أبي داود في (المراسيل).

الثاني: أَنَّ الوليد متابع، كما عند ابن عساكر في (تاريخه)، فليست العلة في تدليس الوليد، إنما علة الحديث ما ذكرنا، والله الموفق.

* * *

ص: 130

742 -

حديث في النهي عَنِ البَوْلِ فِي العَزَاز:

◼ حَدِيثُ: «أَنَّهُ [صلى الله عليه وسلم] نَهى عَنِ البَوْلِ فِي العَزَاز لِئَلَّا يتَرشَّشَ عَلَيْهِ» .

[الحكم]:

لا أصل له.

[التخريج والتحقيق]:

هذا الحديث ذكره هكذا ابن الأثير في (النهاية في غريب الحديث والأثر 3/ 229)، وتبعه ابن منظور في (لسان العرب 5/ 376) والزيادة ما بين المعقوفين له.

تاج العروس (15/ 222)

وَقَالَ أَبُو عَمْرُو فِي مسايِلِ الْوَادي: أبعَدُها سَيْلاً الرَّحَبَةُ، ثمّ الشُّعْبَة، ثمّ التَّلْعَة، ثمّ المِذْنَب ثمّ العَزازَة. وَفِي الحَدِيث: أنّه نَهَى عَن البَوْل فِي العَزاز لِئَلَّا يترشَّشَ عَلَيْهِ

تاج العروس (15/ 222)

وقال أبو عمرو في مسايل الوادي).

وفي الحديث: أنه نهى عن البول في العزاز لئلا يترشش عليه

قلنا: ولم نقف له على إسناد.

* * *

ص: 131