الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
118 - ما رُوِي أَنَّ الْبَوْلَ أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ فِي الْقَبْرِ
781 -
حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ:
◼ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«اتَّقُوا الْبَوْلَ؛ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ فِي الْقَبْرِ» .
[الحكم]:
منكر، وقال الألباني: موضوع.
[التخريج]:
[طب (8/ 157 / 7605، 7607) / طش 3439، 3441 / سعل 93 / حكيم 725]
[التحقيق]:
للحديث عدة طرق:
الطريق الأول:
رواه الطبراني في (معجمه الكبير 7607)، و (مسند الشاميين 3440) قال: حدثنا محمد بن عبد الله السراج العسكري، ثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، ثنا أيوب بن مدرك، عن مكحول، عن أبي أمامة، به.
وهذا إسناد تالف؛ مسلسل بالعلل:
الأولى والثانية: أيوب بن مدرك، قال ابن معين:"ليس بشيء، كذاب"،
وقال أبو حاتم والنسائي والدارقطني: "متروك"، وضعفه أبو زرعة والفسوي وابن عدي وغيرهم (اللسان 1/ 488)، ولذا قال الذهبي:"تركوه"(الديوان 530).
ثم إنه لم يسمع من مكحول شيئًا، بل ولم يره، قال البخاري في (التاريخ الكبير 1/ 423):"أَيوب بن مُدرِك، عن مكحول، مُرسلٌ". - أي: منقطع -، وقال ابن حبان:"يروي المناكير عن المشاهير، ويدعي شيوخا لم يرهم، ويزعم أنه سمع منهم، روى عن مكحول نسخة موضوعة، ولم يره"(المجروحين 1/ 185، 186).
العلة الثالثة: الانقطاع، فإن مكحول الشامي لم يسمع من أَبِي أُمَامَةَ، بل ولم يره، كما قال أبو حاتم في (المراسيل لابنه 791، 796، 789). ونفى سماعه من أبي أمامة أيضًا: الدارقطني في (السنن 1/ 405)، وأقره البيهقي في (السنن الكبرى 2/ 446)، وصرح به في موضع لاحق من (الكبرى 21/ 300).
الطريق الثاني:
أخرجه الطبراني في (الكبير 7605)، و (مسند الشاميين 3439) قال: حدثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا الهيثم بن حميد، عن رجل، عن مكحول، عن أبي أمامة، به.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه أربع علل:
الأولى: الانقطاع، بين مكحول الشامي وأَبِي أُمَامَةَ، كما تقدم بيانه.
الثانية: إبهام الرجل.
الثالثة والرابعة: بكر بن سهل، وقد ضعفه النسائي، وقال مسلمة: "تكلم
الناس فيه وضعفوه من أجل الحديث الذي حَدَّثَ به، عن سعيد بن كثير، عن يحيى بن أيوب، عن مجمع بن كعب، عن مسلمة بن مخلد رفعه:«أعروا النساء يلزمن الحجال» "، أما الذهبي فقال: "حمل الناس عنه وهو مقارب الحال". انظر: (لسان الميزان 2/ 345).
وقد أخطأ في سند هذا الحديث؛
فقد رواه ابن أبي عاصم في (الأوائل 93): عن دُحَيْم، عن عبد الله بن يوسف، عن الهيثم بن حميد قال: سمعت رجلًا - يحدث مكحولًا - عن أبي أمامة، به.
فجعل الحديث (عن رجل عن أبي أمامة)، ودُحَيْم: هو الحافظ عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي: "ثقة حافظ متقن"(التقريب). فهذا يدل على نكارة سند بكر بن سهل.
وهذا الإسناد ضعيف أيضًا؛ لإبهام راويه عن أبي أمامة.
الطريق الثالث:
رواه الحكيم الترمذي في (نوادر الأصول 723) قال: حدثنا عمر بن أبي عمر، قال: حدثنا سليمان ابن شرحبيل، قال: حدثنا بشر بن عونٍ، قال: حدثنا بكار بن تميم القرشي، عن مكحولٍ، عن أبي أمامة، به.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا، بشر بن عون، قال ابن حبان:"روى عن بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة نسخة فيها ستمائة حديث كلها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به بحال"(المجروحين 1/ 216). وقال الذهبي: "له نسخة باطلة، عن بكار بن تميم، عن مكحول"(ديوان الضعفاء 598). وذكر ابن طاهر في تكملة الإكمال: أَنَّ أحاديثه نسخة موضوعة (اللسان 1495).
وبكار بن تميم، قال أبو حاتم:"بكار بن تميم، وبشر مجهولان"(الجرح والتعديل 2/ 408).
وفيه أيضًا: الانقطاع بين مكحول وأبي أمامة، كما تقدم.
فالحديث من جميع طرقه واهٍ، ومتنه منكر جدًّا، ولذلك حكم عليه الألباني بالوضع (الضعيفة 1782).
ومع هذا كله، قال المنذري:"رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به"!! (الترغيب والرتهيب 1/ 86).
وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون"! (المجمع 1034).
ورمز لحسنه السيوطي في (جامعه الصغير)، كما في (التنوير 1/ 330)
(1)
.
وتبعهم المناوي فقال: "رمز المصنف - يعني السيوطي - لحسنه، وهو أعلى من ذلك، فقد قال المنذري: إسناده لا بأس به وقال الحافظ الهيتمي: رجاله موثقون"(فيض القدير 1/ 131).
وقد تعقبهم الشيخ الألباني، وفند أقوالهم، بكلام نافع مفيد، فراجعه إن شئت في (الضعيفة 1782).
* * *
(1)
وسقط من مطبوع (الجامع 131).