المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌117 - باب ما جاء أن أكثر عذاب القبر من البول - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٧

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌109 - بَابُ صِيَانَةِ الْيَمِينِ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ عند البول والاستنجاء

- ‌110 - بَابُ ما رُوِي في النَّهْيِ عَنْ قَوْلِ: (أَهْرَقْتُ الْمَاءَ) بَدَلَ (أَبُولُ)

- ‌111 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ وَقْتَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ

- ‌112 - بَابُ ما رُوِي في الرخصة في ذلك للنساءِ

- ‌113 - بَابُ ترك رَدِّ السَّلَامِ عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ

- ‌114 - باب التبوأ للبول

- ‌115 - بَابُ التَّوَقِّي مِنَ الْبَوْلِ

- ‌116 - بَابُ التَّشْدِيدِ فِي الْبَوْلِ

- ‌117 - باب ما جاء أَنَّ أكثر عذاب القبر من البول

- ‌118 - ما رُوِي أَنَّ الْبَوْلَ أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ فِي الْقَبْرِ

- ‌119 - ما رُوِي في ضم سعد بن معاذ في قبره من أثر البول

- ‌120 - الاستبراء من الْبَوْلِ

- ‌121 - بَابُ الْوَتْرِ فِي الِاسْتِجْمَارِ

- ‌122 - بَابُ الِاسْتِنْجَاءِ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ

- ‌123 - بَابُ ما رُوِي في كَيْفِيَّةِ الِاسْتِجْمَارِ

- ‌124 - بَابُ ما رُوِي في الِاسْتِنْجَاءِ بِالتُّرَابِ والأعواد والنواة ونحوها

- ‌125 - باب الِاسْتِنْجَاء بِالْمَاءِ

- ‌126 - بَابُ وَضْعِ المَاءِ عِنْدَ الخَلاءِ

- ‌127 - بَابُ مَا رُوِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}

- ‌128 - باب ما رُوِي في اتباعهم الحجارة الماءَ

- ‌129 - باب ما رُوِي في الاستنجاء بالماء ثلاثا

- ‌130 - بَابُ ما رُوِي أنَّ إِنْقَاء الدُّبُرِ يَذْهَبُ بِالْبَاسُورِ

- ‌131 - باب ما رُوِي في أَنَّ الاستنجاء بالماء أطهر منه بالحجارة

- ‌132 - باب: ما رُوِي في الاستنجاء من الريح

- ‌133 - بَابُ مَا لَا يُسْتَنْجَى بِهِ

- ‌134 - بَاب: ما رُوِي أنَّ الرَّوْثَ وَالْعَظْمَ لَا يُطَهِّرَانِ

- ‌135 - بَابُ تَنْظِيفِ الْيَدَيْنِ بَعْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ

- ‌136 - بَابُ مَنْ بَالَ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً

الفصل: ‌117 - باب ما جاء أن أكثر عذاب القبر من البول

‌117 - باب ما جاء أَنَّ أكثر عذاب القبر من البول

774 -

حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:

◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ (في) الْبَوْلِ» .

[الحكم]:

مختلف فيه: فصححه البخاري، وابن خزيمة، والحاكم - وأقره المنذري -، وابن حزم، وعبد الحق الإشبيلي، ومغلطاي، وابن كثير، وابن الملقن، والبوصيري، وابن حجر، وابن قطلوبغا، والسيوطي، وأحمد شاكر، والألباني. وحسنه الجورقاني، والضياء المقدسي، والعجلوني.

وأعله بالوقف: أبو حاتم الرازي.

واختلف قول الدارقطني فيه: فصححه في "السنن"، وأعله في "العلل" - وأقره ابن عبد الهادي -.

والراجح: أنه صحيح.

[التخريج]:

[جه 352 "واللفظ له ولغيره" / حم 8331 "والرواية له ولغيره"، 9033، 9059 / ك 666 / ش 1315 / مش (الأحكام الوسطى للإشبيلي 1/ 228) / بز 9201 / منذ 686 / مشكل 5192، 5193 / قط 465 /

ص: 238

هق 4196 / هقب 120 / عيل (أعمش - إمام 3/ 389) / معقر 1196 / جر 352، 353 / أصبهان (1/ 439) / عف (خلال 245)، (ضياء 376) / كرغي (ص 338 - 339) / فصيب (ق 219/أ) / محلى (1/ 178) / طيل 348]

[السند]:

أخرجه أحمد (9033، 9059)، وابن أبي شيبة في (المصنف) - وعنه ابن ماجه - قالا: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به.

ورواه أحمد في (المسند 8331) قال: حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، به.

ومداره عند الجميع على أبي عَوَانَةَ عن الأَعْمَش عن أبي صالح، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات، رجال الشيخين.

ولذا صححه جماعة من أئمة الحديث:

فصححه الإمام البخاري، قال الترمذي: قلت له - أي للبخاري - فحديث أبي عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة في هذا كيف هو؟ قال: "هذا حديث صحيح"(العلل الكبير رقم 37).

وكذا صححه ابن خزيمة، فيما حكاه عنه الحافظ في (الفتح 1/ 318)

(1)

.

(1)

ولكن لم نقف على الحديث في المطبوع من صحيحه، ولا ذكره الحافظ في (الإتحاف 18059)، ولكن ذكر العيني في (عمدة القاري 3/ 119) أَنَّ ابن خزيمة رواه في "صحيحه"، فالله أعلم.

ص: 239

وقال الدارقطني عقبه: "صحيح"(السنن طبعة دار المعرفة 1/ 128)

(1)

.

وقال الحاكم بإثره: "حديث صحيح على شرط الشيخين، ولا أعرف له علة ولم يخرجاه، وله شاهد من حديث أبي يحيى القتات"(المستدرك). ووافقه الحافظ المنذري فقال: "وهو كما قال"(الترغيب والترهيب 1/ 84).

وكذا صححه ابن حزم حيث ذكره في (المحلى 1/ 178) محتجا به، فهو صحيح على شرطه في أول كتابه

(2)

.

وكذا ذكره عبد الحق الإشبيلي في (الأحكام الوسطى 1/ 228) ساكتا عنه، فهو صحيح على شرطه أيضًا.

وقال الجَوْرَقاني: "حديث حسن مشهور"(الأباطيل 348).

وقال الضياء المقدسي: "إسناده حسن"(السنن والأحكام 1/ 55).

وقال مغلطاي: "هذا حديث صحيح الإسناد"(شرح ابن ماجه 1/ 229).

وقال ابن كثير: "رواه أحمد وابن ماجه بإسناد صحيح، وأعل أبو حاتم رفعه"(إرشاد الفقيه 1/ 57).

وقال ابن الملقن: "والحق ما قاله الحاكم والضياء المقدسي، فإن إسناده حسن؛ بل صحيح كما ذكرناه بطرقه"(البدر المنير 2/ 325).

(1)

ولم يثبت هذا التعليق محققو طبعة الرسالة، وهذا الحكم مخالف لحكم الدارقطني في (العلل)، حيث أعله بالوقف، وسيأتي قريبًا.

(2)

حيث قال: "وليعلم من قرأ كتابنا هذا أننا لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند، ولا خالفنا إلا خبرًا ضعيفًا فبينا ضعفه، أو منسوخًا فأوضحنا نسخه. وما توفيقنا إلا بالله تعالى"(المحلى 1/ 2).

ص: 240

وقال البوصيري: "هذا إسناد صحيح رجاله عن آخرهم محتج بهم في الصحيحين"(مصباح الزجاجة 1/ 51).

وقال الحافظ ابن حجر: "صحيح الإسناد"(بلوغ المرام 103).

وصحح إسناده ابن قطلوبغا في (تخريج أحاديث أصول البزدوي ص 59).

ورمز لصحته السيوطي في (جامعه الصغير 1382).

وحسن العجلوني في (كشف الخفاء 526).

وصححه الشيخ أحمد شاكر في (تعليقه على المسند 8313)، والألباني في (الإرواء 1/ 311).

* ومع هذا أعله بعض الأئمة النقاد بالوقف:

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث؛ رواه عفان، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ» . قال أبي: "هذا حديث باطل، يعني مرفوعًا"(العلل 1081).

وقال الدارقطني: "يرويه الأعمش، واختلف عنه؛ فأسنده أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفه ابن فضيل، فوقفه، ويشبه أَنْ يكون الموقوف أصح"(العلل 4/ 164)

(1)

.

وتبعه ابن عبد الهادي فقال: "وقد رُوِي موقوفًا، ويشبه أَنْ يكون أصح. قاله الدارقطني"(تنقيح التحقيق 1/ 156).

(1)

ومع هذا قال عقب الحديث في (السنن): "صحيح"، كما تقدم.

ص: 241

قلنا: ولا ندري لما قال أبو حاتم: إنّ رفعه باطل، والذي رفعه ثقة ثبت متقن، وهو أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، ولم يذكر الدارقطني مخالفًا له سوى محمد بن فضيل بن غزوان، وهو وإن كان من رجال الشيخين، إِلَّا أنه لم يوثقه كبير أحد، ولذا قال فيه الحافظ:"صدوق"(التقريب 6227).

فترجيح روايته على رواية أبي عوانة فيه نظر؛ كيف وقد توبع أبو عوانة؛ فقد قال ابن حزم في (المحلى 1/ 178): "ورويناه أيضًا من طريق أبي معاوية عن الأعمش بإسناده".

غير أننا لم نقف على رواية أبي معاوية هذه، ونخشى أَنْ يكون ذلك وهمًا من راويه، فقد نص البزار على تفرد أبي عوانة به فقال:"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، إِلَّا أبو عوانة"(المسند 16/ 119). وهو ظاهر صنيع أبي حاتم والدارقطني.

وعلى كلِّ حالٍ تبقى رواية أبي عوانة هي الأرجح، ولذا صحح الحديث جماعة من أهل العلم، ولم يلتفتوا لهذه العلة، على رأسهم أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري. والله تعالى أعلم، {وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِين} .

* * *

ص: 242

رِوَايَةُ: اسْتَنْزِهُوا:

• وَفِي رِوَايَةٍ: «اسْتَنْزِهُوا (تَنَزَّهُوا) مِنَ الْبَوْلِ؛ فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْهُ» .

[الحكم]:

حسن لغيره.

[التخريج]:

[قط 464 "واللفظ له" / مج 31 "والرواية له"]

[التحقيق]:

هذا الحديث له طريقان:

الأول:

رواه الدارقطني في (السنن 464) فقال: حدثنا عبد الباقي بن قانع، نا عبد الله بن محمد بن صالح السمرقندي، نا محمد بن الصباح السمان البصري، نا أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، به.

وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير محمد بن الصباح السمان، قال عنه الذهبي:"عن أزهر السمان لا يعرف، وخبره منكر"(الميزان 7692)، و (المغني 5630). وأقره الحافظ في (اللسان 6923).

قلنا: لم نقف له إِلَّا على هذا الحديث فلعل الذهبي قصد بقوله: "خبره منكر" هذا الخبر.

ولذا قال الألباني: "وهذا سند رجاله ثقات غير محمد بن الصباح هذا أورده الذهبي في الميزان فقال: بصري. عن أزهر السمان لا يعرف، وخبره منكر. وكأنه يعني هذا"(الإرواء 1/ 311).

ص: 243

وعبد الباقي بن قانع: قد تُكُلِّم فيه من جهة حفظه، انظر:(لسان الميزان 4538).

وقال الدارقطني بعد إخراجه: "الصواب مرسل". كذا في ط دار المعرفة (1/ 128)، ولم يثبته محققو ط الرسالة، فالله أعلم.

وقال ابن الملقن: "هَذَا الحَدِيث صَحِيح، وَله طرق كثيرات بِأَلْفَاظ مختلفات، وَفِي الْمَعْنى متفقات"، ثم ذكر هذا الطريق ولم يتكلم عليه، ثم ذكر طريق أبي عوانة المتقدم، (البدر المنير 2/ 323). فكأن صححه بمجموع طرقه.

الطريق الثاني:

أخرجه الدينوري في (المجالسة 31) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد الوراق، نا عفان بن مسلم الصفار، نا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به.

وهذ إسناد ضعيف؛ أحمد بن محمد بن يزيد الوراق، قال عنه الدارقطني:"ليس بالقوي"(سؤالات الحاكم 27).

ومع ضعفه فقد تفرد بزيادة: «تنزهوا من البول» ، فقد رواه جمع من الرواه عن عفان لم يذكر أحد منهم هذه الزيادة، كما تقدم في الرواية السابقة.

قلنا: وللحديث شواهد من حديث ابن عباس ومعاذ وأنس كما سيأتي قريبًا، والرواية السابقة أكبر شاهد لها، فنرى - والله أعلم - أَنَّ الحديث بهذا السياق، يرتقي بمجموع طرقه وشواهده إلى درجة الحسن لغيره.

* * *

ص: 244

775 -

حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ:

◼عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي (مِنَ) الْبَوْلِ، فَتَنَزَّهُوا (فَاسْتَنْزِهُوا) مِنَ الْبَوْلِ»

[الحكم]:

حسن بشواهده، وحسنه الدارقطني، والنووي، وابن الملقن، وابن حجر، ورمز لصحته السيوطي.

[التخريج]:

[ك 667 / بز 4907 "والروايتان له ولغيره" / حميد 642 "واللفظ له" / طب (11/ 79/11104)، (11/ 84/11120) / مشكل 5194 / قط 466 / هقع 4954 / هقب 121/ أصبهان (2/ 336)].

[التحقيق]:

له طريقان عن مجاهد عن ابن عباس:

الطريق الأول: عن أبي يحيى القَتَّات، عن مجاهد، عن ابن عباس:

أخرجه عبد بن حميد في (مسنده) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس، به.

ورواه البزار في (مسنده)، والطحاوي في (مشكل الآثار)، والحاكم في (المستدرك)، والدارقطني في (سننه)، والطبراني في (الكبير 11120)، وأبو نعيم الأصبهاني في (تاريخه) والبيهقي في (إثبات عذاب القبر، ومعرفة السنن والآثار): من طرق عن إسرائيل، عن أبي يحيى القَتَّات، عن مجاهد، عن ابن عباس، به.

وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير أبي يحيى القَتَّات، فقد ضعفه جمهور

ص: 245

النقاد، ولذا قال ابن حجر:"لين الحديث"(التقريب 8444).

ولكن يشهد لحديثه هذا ما تقدم من حديث أبي هريرة، وما يأتي من حديث معاذ وأنس، فالحديث بمجموع هذه الطرق حسنٌ.

ولعل لهذا قال الدارقطني - عقبه -: "إسناده لا بأس به"(السنن ط المعرفة 1/ 127)، وأقره ابن عبد الهادي في (تنقيح التحقيق 1/ 156).

ووجه الألباني قول الدارقطني بقوله: "كأنه يعني في الشواهد"(الإرواء 1/ 312).

وقال النووي: "حديث حسن"(الخلاصة 1/ 174). وقال في «شرح المهذب» : "هذا الحديث رواه عبد بن حميد شيخ البخاري ومسلم في مسنده من رواية ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد كلهم عدول ضابطون بشرط الصحيحين إِلَّا رجلًا واحدًا، وهو أبويحيى القتات فاختلفوا فيه، فجرحه الأكثرون ووثقه يحيى بن معين في رواية عنه وقد روى له مسلم في صحيحه، وله متابع على حديثه وشواهد يقتضي مجموعها حسنه وجواز الاحتجاج به"(المجموع 2/ 548). وأقره ابن الملقن فقال: "وهو كما قال"(البدر المنير 2/ 325).

وقال الهيثمي: "رواه البزار والطبراني في الكبير، وفيه أبو يحيى القتات وثقه يحيى بن معين في رواية، وضعفه الباقون"(المجمع 1026).

وقال البوصيري: "والقتات مختلف في توثيقه"(اتحاف الخيرة 1/ 282).

وقال الحافظ: "وإسناده حسن ليس فيه غير أبي يحيى القتات وفيه لين"(التلخيص الحبير 1/ 188).

ورمز السيوطي لصحته كما في (الجامع الصغير 1/ 193).

ص: 246

وقد توبع القتات، كما في:

الطريق الثاني: عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عباس:

أخرجه الطبراني في (معجمه الكبير 11104) قال: حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا زيد بن الحريش، ثنا عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عباس، به.

وهذا إسناد واهٍ، ومتابعة واهية؛ فإن عبد الله بن خراش بن حوشب:"ضعيف وأطلق عليه ابن عمار الكذب"(التقريب 3293).

* * *

ص: 247

رِوَايَةُ: وَأَمَّا عَذَابُ الْقَبْرِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ - أَحْسَبُهُ قَالَ: وَنَفْثِهِ - وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا الَّذِي تَعَوَّذُ مِنْهُ قَالَ: «أَمَّا هَمْزُهُ فَالَّذِي يُوَسْوِسُهُ، وَأَمَّا نَفْثُهُ فَالشِّعْرُ، وَأَمَّا نَفْخُهُ فَمَا يُلْقِي مِنَ الشُّبَهِ» - يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ لِيَقْطَعَ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ أَوْ عَلَى الْإِنْسَانِ صَلَاتَهُ -، وَأَمَّا عَذَابُ الْقَبْرِ: فَكَانَ يَقُولُ: «أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي الْبَوْلِ» .

[الحكم]:

ضعيف، وضعفه الهيثمي، وابن حجر.

[التخريج]:

[بز 5208]

[السند]:

قال البزار: حدثنا إسحاق بن سليمان البغدادي، ثنا سعيد بن محمد الوَرَّاقُ، ثنا رِشْدِينُ بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:

فذكره.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: رِشْدِين بن كريب وهو "ضعيف"(التقريب 1943).

وبه ضعفه الهيثمي فقال: "رواه البزار وفيه رِشْدِين بن كريب وهو ضعيف"(المجمع 17454).

وتبعه ابن حجر فقال: "رِشْدِين ضعيف"(مختصر زوائد البزار 2/ 448).

الثانية: سعيد بن محمد الوراق، قال عنه ابن حجر:"ضعيف"(التقريب 2387).

* * *

ص: 248

776 -

حَدِيثُ أَنَسٍ: عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ:

◼ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَنَزَّهُوا مِنَ الْبَوْلِ؛ فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْهُ» .

[الحكم]:

حسن لشواهده، وحسنه الذهبي، وابن كثير، وابن الملقن، وصححه الألباني.

[التخريج]:

[قط 459 "واللفظ له" / علحا 42 معلقًا / تحقيق 410 / مظفر (حاجب ق 248/أ)].

[التحقيق]:

له طريقان عن أنس:

الطريق الأول:

أخرجه الدارقطني في (سننه) - ومن طريقه ابن الجوزي في (التحقيق) - قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا علي بن الجعد، عن أبي جعفر الرازي، عن قتادة، عن أنس، به.

وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أبي جعفر الرازي وهو عيسى ابن ماهان؛ فمختلف فيه، لخصه الحافظ بقوله:"صدوق سيء الحفظ"(التقريب 8019).

ولهذا قال الذهبي - عقب الحديث -: "سنده وسط"(تنقيح التحقيق 1/ 227).

وقال ابن كثير وابن الملقن: "رواهُ الدارَقُطْنيّ بإسنادٍ حَسَنٍ" (إرشاد الفقيه

ص: 249

1/ 57)، (تحفة المحتاج 1/ 217).

لكن قد اختلف علي أبي جعفر في سنده، فقد رُوِي عنه عن قتادة مرسلًا، كذا حكاه عنه الدارقطني في (العلل) وقال:"وقيل: عن أبي جعفر، عن قتادة، عن أنس، ولا يصح عنه. والمرسل هو الصواب"(العلل 2541).

وقال في (السنن) - عقب الحديث -: "المحفوظ مرسل"(السنن).

وأقره: المنذري في (الترغيب والترهيب 1/ 84)، وابن عبد الهادي في (تنقيح التحقيق 1/ 157)، والزيلعي في (نصب الراية 1/ 128)، وابن حجر في (التلخيص الحبير 1/ 188).

قلنا: ولم نقف على هذه الرواية المرسلة، ولا ندري لما قال أَنَّ الوجه المتصل:"لا يصح عنه"، فإن رواته جميعًا ثقات، والله أعلم.

وعلى كلِّ حالٍ فالمتن يشهد له ما تقدم، وهو حسن لشواهده، لا سيما وله طرق أخرى عن أنس، كما في:

الطريق الثاني:

ذكره ابن أبي حاتم في (العلل 42) فقال: وسألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه حبان بن هلال، وحرمي، وإبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، عن ثمامة بن أنس، عن أنس: أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «استنزهوا من البول؛ فإن عامة عذاب القبر من البول» .

وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه معلق من ابن أبي حاتم إلى حبان وحرمي وإبراهيم، ولم نقف عليه متصلًا.

وقال أبو حاتم: حدثنا أبو سلمة به، عن حماد، عن ثمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم،

ص: 250

مرسل. وقال: "وهذا عندي أشبه"(علل الحديث 42).

كذا رجح أبو حاتم الرواية المرسلة مع تفرد أبي سلمة التبوذكي بها، وقد خالفه جماعة عن حماد، فروايتهم أولى بالصواب.

ولذا قال أبو زرعة: "المحفوظ عن حماد عن ثمامة عن أنس، وقصر أبو سلمة - يعني أرسله -"(علل الحديث 42).

وقال الألباني: "والمحفوظ الموصول كما قال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة، وسنده صحيح"(الإرواء 280).

الطريق الثالث:

أخرجه ابن المظفر كما في (الجزء الأول من حديثه عن حاجب بن أركين ق 248/أ) قال: أخبرنا حاجب

(1)

، قثنا أحمد بن الحسين بن عباد، قثنا عمار بن هارون، قثنا سلام بن أبي خبزة، قثنا علي بن زيد، عن أنس بن مالك، به.

وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ مسلسل بالعلل:

الأولى: سلام بن أبي خبزة، قال عنه ابن المديني:"يضع الحديث"، وَقال البُخاري:"ضعفه قُتَيْبَة جدًّا". وقال النَّسَائي والسَّاجِي: "متروك"، وقال النَّسَائي في التمييز:"ليس بثقة". وقال أبُو داود والدارقطني: "ضعيف". وقال أبو حاتم: "ليس بقوي وليس بكذاب"، وقال أبو زرعة:

(1)

هو حاجب بن مالك بن أركين، أَبُو الْعَبَّاس الفرغاني، أحد الثقات الحفاظ، انظر: ترجمته في (تاريخ بغداد 9/ 191)، و (سير أعلام النبلاء 14/ 258)، و (إرشاد القاصي والداني 337).

ص: 251

"منكر الحديث". وقال ابن عَدِي: "عامة ما يرويه لا يتابع عليه". انظر: (لسان الميزان 3528).

الثانية: على بن زيد، وهو ابن جدعان، وهو "ضعيف"(التقريب 4734).

الثالثة: عمار بن هارون وهو أبو ياسر المستملي، قال عنه الحافظ:"ضعيف"(التقريب 4835).

* * *

ص: 252

777 -

حَدِيثُ ثُمَامَةَ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا بِنَحْوِ رِوَايَةِ أَنَسٍ السَّابِقَةِ:«اسْتَنْزِهُوا مِنَ البَوْلِ؛ فإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ القَبْرِ مِنَ البَوْلِ» .

[الحكم]:

حسن لشواهده، وإسناده ضعيف لإرساله.

[التخريج]:

[علحا (1/ 461 - 462/ 42)].

[السند]:

قال ابن أبي حاتم في (العلل): قال أبي: حدثنا أبو سلمة عن حماد عن ثمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير أنه مرسل، وسبق الكلام عليه.

ومتنه يشهد له ما تقدم، فهو به حسن.

* * *

ص: 253

778 -

حَدِيثُ مُعَاذٍ:

◼ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يَسْتَنْزِهُ مِنَ الْبَوْلِ، وَيَأْمُرُ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ، قَالَ مُعَاذٌ:«إِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ» .

[الحكم]:

إسناده ضعيف، وضعفه الهيثمي.

[التخريج]:

[طب (20/ 124/ 248)]

[السند]:

أخرجه الطبراني في (معجمه الكبير) قال: حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة، ثنا سعيد بن أبي مريم، (ح)

وحدثنا محمد بن رزيق بن جامع المصري، ثنا أبو الطاهر بن السرح قالا: ثنا رِشْدِين بن سعد، عن موسى بن أيوب، عن عبد الله بن حذيم، عن معاذ بن جبل، به.

وقال عقبه: "وقال ابن أبي مريم: عن حديث عبد الله بن حريث".

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه رِشْدِين بن سعد، قال عنه ابن حجر:"ضعيف، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة وقال ابن يونس كان صالحًا في دينه فأدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث"(التقريب 1942).

وعبد الله بن حذيم أو بن حريث، لم نجد له ترجمة.

قال الهيثمي: "رواه الطبراني في الكبير، وفيه رِشْدِين بن سعد ضعفه الأكثرون، وقال أحمد يحتمل حديثه في الرقائق، وفيه عبد الله بن حذيم ويقال ابن حريث عن معاذ ولم أر من ذكره"(المجمع 1033).

* * *

ص: 254

779 -

حَدِيثُ جَابِرٍ:

◼ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ أَكْثَرَ مَا تُبْتَلَى بِهِ هَذِهِ الْأُمَّةُ فِي قُبُورِهَا: الْبَوْلُ» .

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدًّا، وضعفه السيوطي.

[التخريج]:

[متفق (1/ 199)]

[السند]:

أخرجه الخطيب في (المتفق والمفترق): من طريق إبراهيم بن يزيد المكي، عن أبي الزبير، عن جابر، به

(1)

.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ إبراهيم بن يزيد وهو الخوزي، قال عنه الحافظ:"متروك الحديث"(التقريب 272).

وبه ضعفه السيوطي، فقال:"فيه إبراهيم بن يزيد الخوزي متروك"(جمع الجوامع 2/ 471)، (كنز العمال 26377).

* * *

(1)

وقد سقط من سنده في المطبوع تبعًا لأصله، ما بين شيخ الخطيب أحمد بن الحسين الجرشي إلى إبراهيم بن يزيد.

ص: 255

780 -

حَدِيثُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ:

◼ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اسْتَنْزِهُوا [مِنَ] الْبَوْلَ؛ فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ» .

[الحكم]:

حسن لغيره، وإسناده ضعيف لإرساله، وأعله بالإرسال ابن حجر.

[التخريج]:

[زهن 361 "واللفظ له" / سمع 296 والزيادة له / ص (كبير 4/ 453)، (حبير 1/ 188) / وصف 293]

[السند]:

أخرجه هناد في (الزهد) قال: حدثنا وكيع، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن، به.

ورواه ابن سمعون في (أماليه) من طريق وكيع، به.

ورواه سعيد بن منصور في (سننه) عن خالد بن عبد الله الواسطي. وعبد الملك بن حبيب في (وصف الجنة) من طريق حماد بن سلمة. كلاهما: عن يونس بن عبيد

(1)

عن الحسن، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، إِلَّا أنه ضعيف؛ لإرساله، فالحسن البصري تابعي

(1)

تحرف في مطبوع (وصف الفردوس) لابن حبيب، إلى:"يونس بن عبد الرحمن"، ولا يعرف في الرواة عن الحسن أحد بهذا الاسم، وكذا في شيوخ حماد، وإنما الوارد فيهما يونس بن عبيد، وكذا جاء على الصواب في (السنن) لسعيد بن منصور. والله أعلم.

ص: 256

مشهور، ومراسيله واهية عند فريق من العلماء.

قال ابن حجر: "رواته ثقات مع إرساله"(التلخيص الحبير 1/ 312).

ص: 257