الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الليلة الغراء
ألقيت بنادي الترقي في الحفلة التي أقامتها جمعية الشبيبة الإسلامية الجزائرية إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف ونشرت بالبصائر:
من ذا الذي قد أتى للعالمين هدى؟
…
ومن دعا للعلا والمجد مجتهدا؟
ومن تعرضت الدنيا إليه فلم
…
يقبل عليها ولم يمدد إليها يدا
ومن أتيحت له لذاتها فنائى
…
عنها، وفي طيبات العيش قد زهدا
ومن تصدى له الأعداء أجمعهم
…
فلم بخفهم ولم يرهب لهم عددا
ومن أقام على الأخلاق دولته
…
فمن سما خلقه فيها كمن عبدا
أساسها العدل والشورى دعامتها
…
وروحها الرحمة الكبرى هنا وغدا
لا غرو أن سعد المستمسكون بها
…
فكل راض بحكم الله قد سعدا
محمد ذاك ينبوع الكمالات من
…
في هذه الليلة الغراء قد ولدا
جاء الوجود فألفى الناس في عمه
…
والجهل فرقهم في دينهم بددا
والعرب في فتن أفنت جموعهم
…
غاراتهم ليس تخبو بينهم أبدا!
ودولتا فارس والروم أمعنتا
…
في ظلمهم، ونظام الكون قد فسدا
هذى من الشرق لا تنفك تبغتهم
…
في كل حين فتسبى المال والولدا!
وتلك من غرببهم تصلى لحومم
…
نارا لسيوف وصبر العرب قد نفدا
حتى أتت رحمات الله تنفذهم
…
فأشرق الكون مذ نجم الرسول بدا
والله يحيي بمفرد واحد وأمما؟
…
كالغيث يهمي الأرض والبلدا
دعا الأنام إلى التوحيد ينذرهم
…
عواقب الشر إن لم يمنحوه يدا
والعرب تعرفهم ما العرب إنهم
…
قوم أبوا أن يولوا أمرهم أحدا
وليس بالسهل توحيد لكلمتهم
…
من بعدما افترقوا رأيا ومعتقدا
لكنه لم يزل فيهم يقارع!
…
بقوة الحق لم يرهب لهم عددا
حتى أتو خضعا قد بايعوه على
…
أن يمنحوه بنيهم والنفوس فدى
ذاك الإباء الذي قد كان غطرسة
…
في العرب حوله إيمانهم رشدا
وذلك الخلف قد لانت ضراوته!
…
برحمة تخضع الشحناء واللددا
وأصبح الكون إخوانا وليس لهم
…
من غاية غير نشر الدين مطردا
فلم يزالوا ونشر الدين رائدهم
…
حتى، تآلف جند الله واتحدا!
ودعوة الحق إن لاقت مصادمة
…
وحاربتها نفوس أفعمت حسدا
لا بد أن تغمر الدنيا بأجمعها!
…
ويفتديها الذي بالأمس قد جحدا
يا أمة رضيت بالقيد صاغرة!
…
وضيعت مالها من سؤدد خلدا!
وملكت أمرها من ليس يرحمها
…
وأعرضت عن كتاب الله وهو هدى
هذا الذي غير التاريخ وجهته
…
دينا وفكرا وأخلاقا ومعتقدا
غيرتم دينه جهلا بقيمته!
…
وخنتم عهده من بعدما فقدا
كنتم جنودا له تحمون دعوته
…
فصرتم- بعد تقليد العدو- عدا
أضعتم ما به تعلون قدركم
…
وتصلحون من الأخلاق ما فسدا
فإن أردتم شفاء من شقاوتكم
…
فليس في غيره إصلاحكم أبدا!