الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أيها الطود
!
إن أعظم ما تبرر فيه عظمة الكون ويتجلى فيه جمال الطبيعة: البحر والصحراء والجبل.
وقد تقدم خلال قصائد هذا الديوان وصف البحر والصحراء.
وهذه قصيدة في عظمة الجبل خاطب فيها الشاعر جبل (الضاية) - بوسوى- من وراء قضبان المعتقل إبان حرب التحرير:
أيها الواقف المطل على
…
الدنيا برأس متوج بالإباء!
يتحدى الردى ويهزأ
…
بالإعصار والعاصفات والأنواء
لا يبالي صرف الليالي
…
ولا يحفل بالحادثاث والأرزاء
أيها الطود ليت لي منك ما
…
أوتيته من مناعة واعتلاء!
ليتني كنت- أيها الطود- حرا
…
من قيود قد حطمت كبريائي
ليتني كنت منك قطعة صخر
…
لا تحس الغرور في الأدعياء
وإذا ما الرياح مرت عليها
…
رمقتها بنظرة استهزاء!
ليتني كنت منك حبة رمل تتهادى في حلة من ضياء!
وتلاقي غذاءها من ندى
…
الفجر ومن صيب الحيا والهواء
وتغنى الأثير بالهمس لحنا
…
أزلي الأنغام والأصداء
ليتني كنت منك- يا طود-
…
جزءا مستقرا في القمة الشماء!
ليتني كنت لا أبالي بما يجري
…
حوالي من ضروب البلاء
أيها الطود أيها الجبل
…
الموحي جلال الخلود للشعراء
أيها المارد الذي يتحدى
…
كل هول بالتيه والخيلاء!
أيها القوة الكبيرة يا نبع
…
قصدي ويا معين غنائي
أنا في هذه الحياة شقي ضاق
…
ذرعا بما بها من شقاء
أنا فيها عبد لأطماع
…
نفسي مستذل لسلطة الأهواء
أنا نهب لكل داء ومرمى كل
…
سهم من نافذات القضاء
فامنحيني منك الثبات فآلام
…
جروحي قد مزقت أحشائي
وهبيني من قوة الروح ما
…
أسمو به فوق هذه الأدواء
من ذراك المنيعة ابثق النور
…
على التائهين في الظلماء
وتوالي الهتاف بالخطة المثلى
…
من الثائرين والأنبياء
لم تزل مبعث الرسالات والثورات
…
مثوى الأبطال والزعماء
أيها الطود قد بثثتك آلامي
…
فهل أنت سامع لندائي؟