الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعري
!
ألقيت بالذكرى الألفية للمعري "بنادي المولودية" بالجزائر "العاصمة" ونشرت بالعدد 8 من البصائر في 3 ذي القعدة عام 1367 للهجرة.
عاش في دنياه محروما حريبا
…
وقضى أيامه فيها غريبا
ملهم أجدب فيها وله
…
نبع شعر يخصب المرعى الجديبا
عبر الشاطئ فيها ناصبا!
…
لم يدق من راحة فيها نصيبا
رفض الدنيا ولم يعبأ بها
…
فمضى منها كما جاء سليبا
لم يرد مالا ولا نسلا ولم
…
يتخذ زوجا ولم يعلق حبيبا
ضاق بالكون فلم تسكن به
…
نفسه واشتاق أن يلقى شعوبا
يا لها نفسا ترى الكون لها
…
ضيقا والقبر تلفيه رحيبا!
أي نفس تلكم النفس التي
…
كبحت أهواءها كبحا عجيبا
أي نفس تلكم النفس التي
…
تجد الراحة أن تلقي شعوبا
تلكم نفس المعري من غدا
…
بيننا اليوم بذكراه قريبا
تلك نفس الشاعر الفذ الذي
…
خلد الدهر له شعرا حلوبا
كان ذا قلب كبير ثائر!
…
في إهاب كاد أن يمحى شحوبا
كان كالبركان لا يلفظ من
…
فمه إلا زفيرا ولهيبا!
أبصر الدنيا ظلاما قاتما
…
ورآى للظلم سلطانا رهيبا
فانزوى في كوخه منفردا!
…
ساخرا بالكون مهتاجا غضوبا
ساخطا منقبضا لم يبتسم
…
أبدا يوما ولم يبصر طروبا
عافه كونا حقيرا مفعما!
…
بمساوي الناس مكتظا عيوبا
كان فخر الضاد كم ألبسها
…
من غوالي شعره ثوبا قشيبا
شعره فيه من الروعة ما
…
ينعش الروح وستهوى القلوبا
كان مرآة لما في عصره
…
بث من آرائه فيه ضروبا
وجلا الدنيا به واضحة
…
لم يغادر جانبا فيها معيبا
إيها الشاعر كم نال الأسى
…
منك في الدنيا وكم ذقت الكروبا
هل وجدت القبر منها منقذا
…
للذي يقضي بها العمر كئيبا؟
هل ببطن الأرض للشاعر ما
…
يمكن النفس وينسيها الخطوبا؟
هل به نوم لمن لم تكتحل
…
عينه بالنوم أنبئني مجيبا؟
نحن أنضاء الأسى يا ليتنا!
…
قد قطعنا هذه الدنيا وثوبا!