الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هنا ولد الإسلام
نظمتها عند زيارتي للبقاع المقدسة سنة 1968م، وألقيتها في عرفات
في حفلة ضمت نخبة من الإخوان العلماء والأدباء والأصدقاء:
هنا ولد الإسلام وأنهزم الكفر
…
وتم لأنصار الحنيفية النصر
وأنزل قول الله: "أكملت دينكم"
…
فحق علينا "ما حيينا" له الشكر
هنا كل شبر منبع للسنا هنا
…
مواطيء جبريل إهنا "البيت والحجر"
هنا "زمزم" يروي الظماء هنا "الصفا"
…
"والمروة" يسعى في أديمها السفر
هنا "عرفات " ها هنا المجد كله
…
هنا حلت التقوى هنا ولد الفخر
هنا "غار ثور" حيث كان محمد
…
توارى ونسج العنكبوت له ستر
هنا "أحد" مثوى البطولة والفدى
…
هنا ملتقى النصر العظيم هنا "بدر"
هنا "مكة" حيث العلا حط رحله
…
هنا "يثرب" حيث البراءة والطهر!
وأي بلاد حازت الفضل مثلها
…
بلاد بها قد خط للمصطفى قبر؟
ولما تحدته قريش غدت له!
…
مهاجره والخير ينكره الشر!
فكانت له عند الملمات بلسما
…
وأنصاره قد كان أبناؤها الغر
وكانت له من عصبة السوء والأذى
…
حمى عاصما، والعسر يعقبه اليسر
وصارت له دارا يحف بها السنا
…
ويعرفها جبريل والآى والذكر
هنا عرفت دنيا الفضائل وانطوت
…
حياة من الآلام وانكشف الضر
وإن ضلام الليل ليس بدائم!
…
فلا بد من نور إذا طلع الفجر
هنا صارت الصحراء روضة جنة
…
فلا جد بها جدب ولا قفرها قفر
فمن أين للدنيا بمثل بلادنا
…
مآثرها لا يستطاع لها حصر!
معالم باتت للمعالي معالما
…
يعيش بها التقوى ويحيا بها الفكر
ومن ها هنا كان النبي محمد
…
يسير جند الله يقدمه النصر!
وقادته "سعد" و "زيد" و"خالد"
…
لهم هيبة تغنو لها البيض والسمر
وتخشاهم أعداؤهم فكأنهم
…
بغاث ترائ في السماء لها صقر
لقد آمنوا بالله وأعتصموا به
…
فما نابهم ضعف ولا خانهم صبر
إذا انتصروا يجنوا ثمار انتصارهم
…
مغانم أو ماتوا فحظهم الأجر
فيا أمتي هذا هو البلد الذي
…
به كنت في عز وكان لك الصدر
لأن به الإسلام أشرق نوره
…
ودانت له الدنيا وتم له الأمر
وهل بسوى الإسلام نجمك قد سما
…
وطابت لك الأيام وابتسم الدهر
وقبلتنا إما نصلي ومأمن
…
فلا خوف يعرو من أتاه ولا ذعر
وحج له فرض على كل مسلم
…
يؤدي به شكر ويرجى به ذخر
ويرقى به عند الإله منازل
…
ويروي به شوق ويمحى به وزر
فأين توارى ما لنا من مكارم!
…
وكيف تهاوى كله ذلك القدر؟
لقد كنت ذا قدر تسامى إلى السما
…
كأنك بدر كيف قد أفل البدر؟
تيقظت في العصر الذي نام أهله
…
وصرت لنوم حينما استيقظ العصر
وذو الجد يمضي ليله غير نائم
…
فكيف له بالنوم إن طلع الفجر
تنكبت نهج المصطفى وهو واضح
…
فحلت بك البلوى وحاق بك الخسر
وسرت بنهج ليس يهدى سلوكه!
…
إلى غاية لكنه للردى جسر
ولم تحفظي العهد الذي مذ نقضته
…
شقيت فلم يعصمك بر ولا بحر
وحدت عن الدين الحنيف وهديه
…
فلا نهيه نهى ولا أمره أمر
وأصبح ما قد كان قبل محرما
…
مباحا بقانون به حلت الخمر
وأصبح سوق للبغاء ميمم!
…
ونشأك في سوق البغاء هم التجر
فعودي إلى النبع الذي مذ هجرته
…
ظمئت فلا يرويك نبع ولا نهر
وذي فرصة العمر التي إن أضعتها
…
ولم تغنميها ضاع من يدك العمر
ألا جددي العهد الذي قد بدأته
…
بذا الوطن الغالي وعيشك مغبر
فأصبحت في عيش رغيد ونعمة
…
لواؤك خفاق وثغرك مفتر
فإن فعلي جددت ما ضاع من علا
…
وروضك بسام وربعك مخضر
ألا أيها الوفد الكريم تحية
…
وبورك منك الحج والعيد والنحر
وعشت إلى أن يصبح الدين سائدا
…
ويصبح من أنصاره البيض والحمر
وكل بلاد الله تحت لوائه!
…
وقانونه حر وأنت به بر!
فلا خير في الدنيا إذا هي أفقرت
…
من الدين والأخلاق وانتشر الكفر