الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روح باديس
ألقيت في الذكرى الثانية لوفاته أثناء حفلة فخمة أقيمت "بنادي المولودية" بالجزائر "العاصمة". ونشرت في العدد 187 - السنة الخامسة- السلسلة الثانية من البصائر بتاريخ 26 رجب الحرام عام 1371 للهجرة:
آن أن يهجر الكرى الأحرار
…
ويثور لحقهم ويغاروا
آن أن تكسر القيود بلاد!
…
ذل فيها ابنها وعز الجار
رب خطب قد ضم شملا شتيتا
…
رب ضربه انتفت أضرار
كل خطب وإن تناهى اشتدادا
…
فوقه في البلاء الاستعمار
أي صوت دعا البلاد فلبت
…
وتداعى كبارها والصغار؟
تلك- والله- روح باديس دبت
…
في بنيها كما تشب النار!!
روح باديس ثورة في دمانا
…
تتتنزى فيحدث الانفجار
روح باديس يقظة الروح إن
…
شعت تولى الدجى وشع النهار
روح باديس للجزائر روح
…
كيف تتثنى مضاءها الأخطار؟
روحها نفحة الحياة لشعب
…
عيل منه على الهوان اصطبار
كيف ينسى شعب الجزائر
…
باديس وباديس نجمه السيار؟
كيف ينسى شعب الجزائر
…
باديس وباديس سيفه البتار؟
كيف ينسى شعب الجزائز من
…
كان على حقه المضاع يغار؟
إن خلت منه أعين ما خلت من
…
ذكره ألسن ولا أفكار!!
أو يغب منه في ثرى القبر جسم
…
لم تغب منه في الثرى آثار
لو تأتي من المنايا فداء
…
أرخصت في افتدائه الأعمار
مات عبد الحميد بالكره منا
…
وبكته القلوب والأنظار
كل قلب لديه حزن عميق
…
كل عين بها دموع غزار
مات عبد الحميد لم يفده فاد،
…
ولا هابه الردى الجبار
مات لكن ما مات من كابن
…
باديس تباهي بمجده الإعصار
مات لكن جهاده الفذ
…
يحييه إذا ما عرا الأنام اندثار
مات لكن ما مات حتى بدت
…
من غرسه لبلاده أثمار
مات حرا وحسبه ذاك فخرا
…
لم يحم حوله مدى العمر عار
وحوى قبره من المجد بحرا
…
ما حوت مثل ما حواه البحار
يا ابن باديس ها هم اليوم
…
أبناء الحمى بل أبناؤك الأبرار
قد حداهم حب وشوق ملح
…
ووفاء يزينه إكبار!!
من رآهم يقل خضم من الناس
…
ترآءى أو جحفل جرار!!
حشدتهم ذكراك من كل صوب
…
ولقد يحشد الجموع اذكار
جلسوا خشعا لذكراك قد
…
غشى جلال جوههم ووقار
إنك اليوم بيننا تشهد الحفل
…
وإن لم تعلق بك الأبصار
مصغيا للتنشيد نشوان للآي
…
طروبا تهزك الأشعار
رفرفت روحك الحبيبة فرحى
…
فوقنا والملائك الأطهار
نم قريرا "عبد الحميد" فأبناؤك
…
جند الحمى بسيرك ساروا
نم قريرا ففي "الجزائر" أسد
…
بهم في الخطوب يحمى الذمار
نم قريرا "عبد الحميد" بمثواك
…
فمثواك فيه يرعى الحوار
نم قريرا فالقبر للحر خير
…
من حياة سادت بها الأشرار
نم قريرا فالقبر أوسع دارا
…
لامرئ لم تسعه في الأرض دار
نم قريرا فقد تعبت كثيرا
…
وتحرر فليس ثم إسار!!
يا فتى الضاد والحنيفية السمحة
…
يا ابن الألى على الظلم ثاروا
قم ففد أدبر الظلام وشعت
…
في سماء الجزائر الأنوار
قم فتى الضاد فالربيع تجلى
…
وشدت في الخمائل الأطيار
وصفا الجو وازدهى الروض
…
وافترت للقياك تبسم الأزهار
روح باديس في دمائك قد
…
ضحت ففيم الونى وفيم القرار؟
ثر على القيد في الحياة فقد
…
ثار عليه آباؤك الأحرار
لا تخف واشيا ولا كيد باغ!
…
إنما الخوف في الشعوب بوار
قم فما في الوجود غير فتى الضاد،
…
ومن كاده طواه الدمار!
إن ما شاده الهدى أبدا
…
يبقى وما شاده الهوى ينهار
جاهد الجهل والتفرق والجبن
…
فعقبى جهادك الانتصار