الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شوق إلى صديق كريم
راسلت بها الأخ "بوزيدي" الطاهر بن بلقاسم عندما غادرنا بالجزائر وذهب إلى بلده "برج طولقة" بعد أن عاد من منفاه "بجنين بورزق " بجنوب وهران:
قضى الله أن نشقى بتفريق شملنا
…
فأسكنك الصحرا وأوطننا البحرا!
نفاك إليها قبل كرها فما اشتفى
…
فساقك طوعا نحوها كرة أخرى
فقل لي: أأرض "زاب" أرضتك موطنا
…
أم أنت بأرض "الزاب" لم تستط صبرا!؟
وهل بين أهل "البرح" ألفيت فتية
…
سراعا إلى ما يكسب الحمد والفخرا؟
وهل فيهم من كاتب يسحر النهى!
…
بآياته أو شاعر ينظم الدرا؟
وهل في شباب الزاب ذو وطنية
…
يرى نهضة الأوطان غايته الكبرى؟
وهل فيهم من صادق الود مخلص
…
لإخوانه لايعرف الختل والغدرا؟
فإنني لم أرض "لجزائر"موطنا
…
وحقك إلا مرغم النفس مضطرا
ولا ملكت قلبي بروعة حسنها
…
ولا بحرها الجذاب أنساني الصحرا
ولكن رأيت "الزاب" للضيم راضخا
…
ومستسلما للبغي قد ألف القهرا
تمكن منه الخوف حتى حسبته!
…
تجرد من إيمانه واكتسى كفرا
إلى أن رأينا "الزاب" للشيخ زوجة
…
تزوجها كرها ولم يعطها مهرا
تزوج منها لاهيا ما بحبها!
…
ويجعل بعد العسر من أمرنا يسرا
إذا ما شكت يوما له سوء عشرة
…
بما نالني من زهد آبائه عذرا
فكيف يطيق الحر فيه إقامه
…
أأمل فيه لو بقيت له خيرا
ففارقته والله يعلم أنني!
…
أحس لذكراه على كبدي جمرا
ولا سيما نشء به قد تركته
…
بربك يوما وهو يستعبد الحرا؟
فإن ناله مني جفاء فإن لي
…
وسوء خلال منه أوسعها نهرا
فصبرا لعل الله يجمع شملنا
…
ولكن ملا عندها ابتزه قسرا!