الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جعفر بن برقان، حدّثنا يزيد بن الأصمّ، قال: تلقيت عائشة من مكّة أنا وابن طلحة من أختها، وقد كنّا وقفنا على حائط من حيطان المدينة، فأصبنا منه، فبلغها ذلك، فأقبلت على ابن أختها تلومه، ثم أقبلت عليّ فوعظتني موعظة بليغة، ثم قالت: أما علمت أنّ اللَّه ساقك حتى جعلك في بيت من بيوت نبيّه، ذهبت واللَّه ميمونة ورمى بحبلك على غاربك، أما إنها كانت من أتقانا للَّه وأوصلنا للرّحم. وهذا سند صحيح.
وقال أيضا: حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا جعفر بن برقان، أخبرني ميمون بن مهران: سألت صفية بنت شيبة، فقالت: تزوّج رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ميمونة بسرف «1» وبنى بها في قبّة لها، وماتت بسرف، ودفنت في موضع قبّتنا، وكانت وفاة ميمونة سنة إحدى وخمسين.
ونقل ابن سعد عن الواقديّ أنها ماتت سنة إحدى وستين، قال: وهي آخر من مات من أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم. انتهى.
ولولا هذا الكلام الأخير لاحتمل أن يكون قوله وستين وهما من بعض الرّواة، ولكن دل أثر عائشة الّذي حكاه عنها يزيد بن الأصمّ أنّ عائشة ماتت قبل الستين بلا خلاف، والأثر المذكور صحيح، فهو أولى من قول الواقديّ.
وقد جزم يعقوب بن سفيان بأنها ماتت سنة تسع وأربعين، وقال غيره: ماتت سنة ثلاث وستين. وقيل: سنة ست وستين، وكلاهما غير ثابت. والأول أثبت.
11784- ميمونة بنت سعد
«2» :
ويقال سعيد: كانت تخدم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وروت عنه، روى عنها زياد وعثمان ابنا أبي سودة، وهلال بن أبي هلال، وأبو يزيد الضّبي، وآمنة بنت عمر بن عبد العزيز، وأيّوب بن خالد بن صفوان، وطارق بن عبد الرّحمن، وغيرهم.
روى لها أصحاب السّنن الأربعة، مما أخرج لها بعضهم ما رواه معاوية بن صالح، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة، وليست زوج النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنها قالت: يا رسول اللَّه، أفتنا عن بيت المقدس. قال: «أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلّوا فيه
…
» «3»
الحديث.
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 252 وقال رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(2)
أعلام النساء 5/ 140- الثقات 3/ 408- تجريد أسماء الصحابة 2/ 306- تقريب التهذيب 2/ 614- الكاشف 3/ 482- تهذيب التهذيب 12/ 545- تهذيب الكمال 3/ 1698- تلقيح فهوم أهل الأثر 377، 375- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 393- بقي بن مخلد 552، 435، 549.
(3)
أخرجه ابن ماجة 1/ 451 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب 196 ما جاء في الصلاة في مسجد بيت المسجد حديث رقم 1407 قال البوصيري في مصباح الزجاجة روى أبو داود بعضه وإسناد طريق بن ماجة صحيح ورجاله ثقات وهو أصح من طريق أبي داود وأحمد في المسند 6/ 463.
قال أبو عمر: ميمونة بنت سعد مولاة النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. روى عنها أبو يزيد الضّبيّ بن خالد حديثا مرفوعا في قبلة الصائم، وعتق ولد الزنا، وليس سنده بالقويّ، ثم قال: ميمونة أخرى حديثها عند أهل الشّام في فضل بيت المقدس، وإن أشد عذاب القبر في الغيبة والبول.
روى عنها زياد بن أبي سودة، والقاسم بن عبد الرّحمن.
قلت: قد صرّح زياد بن أبي سودة بأن التي روى عنها ميمونة بنت سعد، فالظّاهر أنهما واحدة، وسبق ابن عبد البرّ إلى التفرقة بينهما أبو علي بن السّكن، فقال: ميمونة بنت سعد، مولاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رويت عنها أحاديث، ثم
ساق من طريق عكرمة بن عمار، عن طارق بن القاسم، عن ميمونة مولاة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال:«يا ميمونة، تعوّذي باللَّه من عذاب القبر» . قالت:
وإنه لحق؟ قال: «نعم، والغيبة والبول» «1» ،
من طريق أبي يزيد الضبي، عن ميمونة مولاة النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، قالت: سئل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عن ولد الزنا، فقال:«لا خير فيه»
…
الحديث.
قلت: وهذا أخرجه الزّهريّ من هذا الوجه.
ومن طريق أيّوب بن خالد، عن ميمونة بنت سعد خادم النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: «مثل الرافلة «2» في الزّينة كمثل الظّلمة لا نور فيها» «3» ،
ثم قال: ميمونة مولاة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم.
قلت: بنت سعد روي عنها حديث واحد في فضل بيت المقدس فيه نظر، ثم ساقه من
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 223. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42935 وعزاه للبيهقي في عذاب القبر عن ميمونة مولاة النبيّ صلى الله عليه وسلم.
(2)
الرّافلة: هي التي ترفل في ثوبها: أي تتبختر. النهاية 2/ 247.
(3)
أخرجه الترمذي في السنن 3/ 470 عن ميمونة بنت سعد
…
الحديث بلفظه في كتاب الرضاع (10) باب ما جاء في كراهية خروج النساء في الزينة (13) حديث رقم 1167 قال أبو عيسى هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث من قبل حفظه وهو صدوق. وقد رواه بعضهم عن موسى بن عبيدة ولم يرفعه. وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 424، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45041.
طريق عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه عثمان بن أبي سودة، عن ميمونة مولاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ قال: رواه سعيد بن عبد العزيز، عن ثور، عن زياد، عن ميمونة ليس بينهما عثمان بن سعد.
قلت: وقد أخرجه ابن مندة من الوجهين، وترجم لهما كما ترم ابن السّكن ميمونة مولاة النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن زاد عليه أنها روى عنها علي بن أبي طالب، ولم يسق روايته عنها، ثم ساق حديث عتق ولد الزنا لكون الرّاوي قال: عن ميمونة مولاة النّبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما في حديث التعوّذ من عذاب القبر من طريق طارق بن القاسم بن عبد الرّحمن، وفيه: عن ميمونة بنت حبيب، ثم ترجم لميمونة بنت سعد خادم النّبي صلى الله عليه وآله وسلم،
وأورد حديث محمد بن هلال، عن أبيه أنه سمع ميمونة بنت سعد قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من أجمع الصّوم من اللّيل فليصم
…
» الحديث.
ومن طريق أيّوب بن خالد، عن ميمونة بنت سعد- وكانت تخدم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حديث الرافلة في الزينة، فاتّفق ابن السّكن وابن مندة وأبو عمر على أنهما اثنتان، وخالفهم أبو نعيم، فقال: عندي أنهما واحدة. وصوّبه ابن الأثير، وبذلك صدر المزّي في التهذيب كلامه، ثم قال: وقيل: إنهما اثنتان.
قلت: قول ابن السّكن في الثانية وليست بنت سعد، مع أنه أورد لها حديث الصّلاة في بيت المقدس- يشعر بأنه لم يقع في رواية
…
أخرجه
…
فهذا يقوّي قول أبي نعيم إنهما واحدة.
ثم ذكر ابن مندة ميمونة ثالثة، فقالت: ميمونة، غير منسوبة،
روت عنها أميّة بنت عمر- أنها قالت: يا رسول اللَّه، أفتنا عن الصّدقة. قال:«إنّها حجاب من النّار» «1» . قالت:
«أفتنا عن ثمن الكلب. قال: «طعمة جاهليّة» . قالت: أفتنا عن عذاب القبر. قال: «من أمر البول» .
وأورده أبو نعيم، من طريق إسحاق بن زريق، عن عثمان بهذا السّند، فقال: عن ميمونة بنت سعد، وساق حديثا آخر لفظه: أفتنا عن السّرقة. فقال: «من أكلها ولم يعلم فقد شرك في إثمها وعارها» .
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 114 وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه.