الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول اللَّه، إن أبي تفوّت عليّ فزوجني ولم يشعرني. قال:«لا نكاح له، انكحي من شئت» . فنكحت أبا لبابة.
ومن طريق معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الحجبي، قال: كانت امرأة يقال لها خنساء بنت خذام تحت أنيس بن قتادة الأنصاري، فقتل عنها بأحد فزوجها أبوها رجلا، فقالت: يا رسول اللَّه، إن عم ولدي أحبّ إليّ، فجعل أمرها إليها.
11111- خنساء بنت رئاب
بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة، عمة جابر بن عبد اللَّه بن رئاب، كانت من المبايعات.
ذكرها ابن سعد، وقال: أمها إدام بنت حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، تزوّجها عامر بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد، ثم النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد.
11112- خنساء بنت عمرو
بن الشّريد «1» بن ثعلبة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمية الشاعرة المشهورة، اسمها تماضر، بمثناة فوقانية أوله وضاد معجمة- وفي ذلك يقول دريد بن الصمة حين رآها تهنأ إبلا لها ثم تجردت واغتسلت فأعجبته فخطبها، فأبت فقال فيها:
حيّوا تماضر واربعوا صحبي
…
وقفوا فإنّ وقوفكم حسبي
ما إن رأيت ولا سمعت به
…
كاليوم طالي أينق جرب
مبتذّلا تبدو محاسنه
…
يضع الهناء مواضع النّقب
أخناس قد هام الفؤاد بكم
…
واعتاده داء من الحبّ «2»
[الكامل]
(1) أسد الغابة ت 6883، الاستيعاب ت 3363.
(2)
ينظر البيت الأول في ديوان دريد بن الصمة وهو في ديوانه ص 43. وبعده:
أخناس قد هام الفؤادكم
…
وأصابه تبل من الحبّ
ومناسبة هذه الأبيات كما قال صاحب الأغاني 10/ 21، 22، مرّ دريد ابن الصمة بالخنساء بنت عمرو ابن الشريد وهي تهنأ بعيرا لها، وقد تبذلت حتى فرغت منه، ثمّ نضّت عنها ثيابها فاغتسلت ودريد بن الصمة يراها وهي لا تشعر به فأعجبته، فانصرف إلى رحلها وأنشأ يقول
…
ويروى البيت الأول في الوحشيات: 25: «حيّوا أمامة وانظروا» والّذي عليه جميع المصادر (تماضر) وهو ما يتناسب. أربعوا: الإرباع الاطمئنان والإقامة في المكان. وينظر الأعلام 2/ 399.
فبلغتها خطبته، فقالت: لا أدع بني عمي الطوال مثل عوالي الرماح، وأتزوّج شيخا، فلما بلغه ذلك قال من أبيات:
وقاك اللَّه يا ابنة آل عمرو
…
من الفتيان أمثالي ونفسي
وقالت إنّه شيخ كبير
…
وهل خبّرتها أنّي ابن أمس
[وقد علم المراضع في جمادى
…
إذا استعجلن عن حزّ بنهس]
[الوافر] إلى أن قال:
وأنّي لا أبيت بغير نحر
…
وأبدأ بالأرامل حين أمسى
وأنّي لا يهرّ الكلب ضيفي
…
ولا جاري يبيت خبيث نفس
فأجابته بأبيات.
قال أبو عمر: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم، فأسلمت معهم، فذكروا أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يستنشدها ويعجبه شعرها، وكانت تنشده، وهو يقول:«هيه يا خناس» ، ويومئ بيده.
قالوا: وكانت الخنساء تقول في أول أمرها البيتين أو الثلاثة حتى قتل أخوها شقيقها معاوية بن عمرو، وقتل أخوها لأبيها صخر، وكان أحبهما إليها، لأنه كان حليما جوادا محبوبا في العشيرة، كان غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي طعنة مرض منها حولا، ثم مات، فلما قتل أخواها أكثرت من الشعر، فمن قولها في صخر:
أعينيّ جودا ولا تجمدا
…
ألا تبكيان لصخر النّدى
ألا تبكيان الجريء الجميل
…
ألّا تبكيان الفتى السّيّدا
طويل النّجاد عظيم الرّماد
…
ساد عشيرته أمردا «1»
[المتقارب] ومن قولها فيه:
وإنّ صخرا لمولانا وسيّدنا
…
وإنّ صخرا إذا نشتو لنحّار
(1) البيت للخنساء ترثي أخاها صخرا كما في ديوانها ص 35 وبعده:
ألا تبكيان الجريء الجميل
…
ألا تبكيان الفتى السّيّدا
طويل النّجاد رفيع العماد
…
ساد عشيرته أمردا
تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (6883) ، والاستيعاب ترجمة رقم (3363) .
أشمّ أبلج يأتمّ الهداة به
…
كأنّه علم في رأسه نار «1»
[البسيط] قال: وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها.
وذكر الزّبير بن بكّار، عن محمد بن الحسن المخزومي، وهو المعروف بابن زبالة، أحد المتروكين، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن أبي وجزة، عن أبيه، قال:
حضرت الخنساء بنت عمرو السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فذكر موعظتها لهم وتحريضهم على القتال، وعدم الفرار، وفيها: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لبنو أب واحد وأم واحدة، ما هجنت آباءكم، ولا فضحت أخوالكم، فلما أصبحوا باشروا القتال واحدا بعد واحد حتى قتلوا، وكل منهم أنشد قبل أن يستشهد رجزا، فأنشد الأول:
يا إخوتي إنّ العجوز النّاصحه
…
قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه
بمقالة ذات بيان واضحه
…
وإنّما تلقون عند الصّائحه
من آل ساسان كلابا نابحة
[الرجز] وأنشد الثاني:
إنّ العجوز ذات حزم وجلد
…
قد أمرتنا بالسداد والرّشد
نصيحة منها وبرّا بالولد
…
فباكروا الحرب حماة في العدد
[الرجز] وأنشد الثالث:
واللَّه لا نعصي العجوز حرفا
…
نصحا وبرّا صادقا ولطفا
فبادروا الحرب الضّروس زحفا
…
حتّى تلفّوا آل كسرى لفّا
[الرجز] وأنشد الرابع:
لست لخنساء ولا للأخرم
…
ولا لعمرو ذي السّناء الأقدم
(1) البيت للخنساء وهو في ديوانها ص 40 وبعده:
وإنّ صخرا لمقدام إذا ركبوا
…
وإن صخرا إذا جاعوا لعقّار
إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم
…
ماض على الهول خضمّ حضرمي «1» .
[الرجز] وكل من الأسانيد أطول من هذا، قال: فبلغها الخبر، فقالت: الحمد للَّه الّذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقرّ رحمته.
قالوا: وكان عمر بن الخطاب يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض.
قلت: ومن شعرها في أخيها:
ألا يا صخر لا أنساك حتّى
…
أفارق مهجتي ويشقّ رمسي
يذكّرني طلوع الشّمس صخرا
…
وأبكيه لكلّ غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي
…
على إخوانهم لقتلت نفسي
[الوافر] ومن شعرها فيه:
ألا يا صخر إن أبكيت عيني
…
فقد أضحكتني دهرا طويلا
ذكرتك في نساء معولات
…
وكنت أحقّ من أبدى العويلا
دفعت بك الجليل وأنت حيّ
…
ومن ذا يدفع الخطب الجليلا
إذا قبح البكاء على قتيل
…
رأيت بكاءك الحسن الجميلا «2»
[الوافر] ويقال إنها دخلت على عائشة وعليها صدار من شعر، فقالت لها: يا خنساء، هذا نهي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عنه، فقالت: ما علمت، ولكن هذا له قصة، زوّجني أبي رجلا مبذّرا فأذهب ماله، فأتيت إلى صخر فقسم ماله شطرين، فأعطاني شطرا خيارا، ثم فعل زوجي ذلك مرة أخرى، فقسم أخي ماله شطرين فأعطاني خبرهما، فقالت له امرأته: أما ترضي أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار، فقال:
واللَّه لا أمنحها شرارها
…
وهي الّتي أرحض عني عارها
ولو هلكت خرّقت خمارها
…
واتّخذت من شعر صدارها
[الرجز]
(1) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (3363) .
(2)
تنظر الأبيات في الديوان ص 82، وهذا الشعر قالته الخنساء تبكي أخاها معاوية لمّا قتله بنو مرّة، وزعم أبو عبيدة أنها قالت هذا الشعر في أخيها صخر لما دفن بأرض بني سليم عند جبل عسيب وهو من غرر مراثيها.