الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
103 - المَرُّوْذِيُّ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَجَّاجِ *
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ شَيْخُ الإِسْلَامِ، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَجَّاجِ المَرُّوْذِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ، وَصَاحِبُ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَكَانَ وَالِدُهُ خُوَارِزْمِيّاً، وَأُمُّهُ مَرُّوَذِيَّةً.
وُلِدَ: فِي حُدُوْدِ المائَتَيْنِ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَلَازَمَهُ، وَكَانَ أَجَلَّ أَصْحَابِهِ.
وَعَنْ: هَارُوْنَ بنِ مَعْرُوْفٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ المِنْهَالِ الضَّرِيْرِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ القَوَارِيْرِيِّ، وَسُرَيْجِ بنِ يُوْنُسَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَالعَبَّاسِ بنِ عَبْدِ العَظِيْمِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رِزْمَةَ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَلَاّلُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ الوَلِيْدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ العَطَّارُ، وَعَبْدُ اللهِ الخِرَقِيُّ وَالِدُ الفَقِيْهِ أَبِي القَاسِمِ، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَذَّاءُ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الخَلَاّلُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الرَّاشِدِيُّ، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ دَاوُدَ، يَقُوْلُ:
لَا أَعْلَمُ أَحَداً أَقْوَمَ بِأَمْرِ الإِسْلَامِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ المَرُّوْذِيِّ (1) .
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ صَدَقَةَ: مَا عَلِمْتُ أَحَداً أَذَبَّ عَنْ دِيْنِ اللهِ مِنَ المَرُّوْذِيِّ (2) .
(*) تاريخ بغداد: 4 / 423 - 425، طبقات الفقهاء: 170، طبقات الحنابلة: 1 / 56 - 63، المنتظم: 5 / 94 - 95، تذكرة الحفاظ: 2 / 631 - 633، عبر المؤلف: 2 / 54، الوافي بالوفيات: 7 / 393، شذرات الذهب: 2 / 166.
(1)
تاريخ بغداد: 4 / 423.
(2)
المصدر السابق.
قَالَ الخَلَاّلُ: سَمِعْتُ المَرُّوْذِيَّ، يَقُوْلُ:
كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ يَبْعَثُ بِيَّ فِي الحَاجَةِ، فَيَقُوْلُ: قُلْ مَا قُلْتُ، فَهُوَ عَلَى لِسَانِي، فَأَنَا قُلْتُهُ (1) .
قَالَ الخَلَاّلُ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ (2) إِلَى الغَزْوِ فَشَيَّعُوهُ إِلَى سَامَرَّاءَ، فَجَعَلَ يَرُدُّهُم فَلَا يرجِعُوْنَ.
قَالَ: فَحُزِرُوا فَإِذَا هُمْ بِسَامَرَّاءَ، سِوَى مَنْ رَجَعَ، نَحْو خَمْسِيْنَ أَلْفاً، فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ: احْمَدِ اللهَ فَهَذَا عَلَمٌ قَدْ نُشِرَ لَكَ.
فَبَكَى، وَقَالَ: لَيْسَ هَذَا العَلَمَ لِي، إِنَّمَا هُوَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ أَحْمَد (3) .
قَالَ الخَطِيْبُ فِي المَرُّوْذِيِّ: هُوَ المُقَدَّمُ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَدَ لِوَرَعِهِ وَفَضْلِهِ، وَكَانَ أَحْمَدُ يَأْنَسُ بِهِ، وَيَنْبَسِطُ إِلَيْهِ، وَهُوَ الَّذِي تَوَلَى إِغْمَاضَهُ لَمَّا مَاتَ، وَغَسَّلَهُ.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مَسَائِلَ كَثِيْرَةً (4) .
وَقِيْلَ لعَبْدِ الوَهَّابِ الوَرَّاقِ: إِنْ تَكَلَّمَ أَحَدٌ فِي أَبِي طَالِبٍ، وَالمَرُّوْذِيِّ، أَمَا البُعْدُ مِنْهُ أَفْضَلُ؟
قَالَ: نَعَمْ، مَنْ تَكَلَّمَ فِي أَصْحَابِ أَحْمَدَ فاتَّهِمْهُ ثُمَّ اتَّهِمْهُ، فَإِنَّ لَهُ خبئَةَ سَوْءٍ، وَإِنَّمَا يُرِيْدُ أَحْمَدَ.
الخَلَاّلُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَمْدُوْنَ، قَالَ المَرُّوْذِيُّ:
رَأَيْتُ كَأَنَّ القِيَامَةَ قَدْ قَامَتْ، وَالمَلَائِكَةَ حَوْلَ بَنِي آدَمَ، وَيَقُوْلُوْنَ: قَدْ أَفْلَحَ الزَّاهِدُوْنَ، اليَوْمَ فِي الدُّنْيَا، وَالنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: يَا أَحْمَدُ! هَلُمَّ إِلَى العَرْضِ عَلَى اللهِ.
قَالَ: فرَأَيْتُ أَحْمَدَ وَالمَرُّوْذِيَّ وَحْدَهُ خَلْفَهُ، وَقَدْ رُؤِي أَحْمَدُ رَاكِباً، فَقِيْلَ:
(1) انظر: المصدر السابق: 4 / 424.
(2)
في الأصل: " أبو عبد الله ". وهو خطأ. والصواب من " تاريخ بغداد "، وسياق الكلام يؤيده.
(3)
تاريخ بغداد: 4 / 424.
(4)
تاريخ بغداد: 4 / 423. والزيادة منه. وأضاف: " وأسند عنه أحاديث صالحة ".
إِلَى أَيْنَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟
قَالَ: إِلَى شَجَرَة طُوْبَى نَجْلُو أَبَا بَكْرٍ المَرُّوْذِيَّ (1) .
قَالَ الخَلَاّلُ: المَرُّوْذِيُّ أَوَّلُ أَصْحَابِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَأَوْرَعُهُم.
رَوَى عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ مَسَائِلَ مُشْبَعَةً كَثِيْرَةً، وَأَغْرَبَ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي دِقَاقِ المَسَائِلِ وَفِي الوَرَعِ، وَهُوَ الَّذِي غَمَّضَ أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَغَسَّلَهُ، وَلَمْ يَكُنْ أَبُو عَبْدِ اللهِ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَداً.
تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ: فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَكَانَ إِمَاماً فِي السُّنَّةِ، شَدِيْدَ الَاتِّبَاعِ، لَهُ جَلَالَةٌ عَجِيْبَةٌ بِبَغْدَادَ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القُرَشِيُّ (2) فِي كِتَابِهِ، عَنْ أَسَعْدَ بنِ رَوْحٍ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ مَعْمَرٍ، قَالَا:
أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ دُبَيْس بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَجَّاجِ المَرُّوْذِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَاّمٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى يُوْسُفَ: يَا يُوْسُفُ، مَنْ نَجَّاكَ مِنَ القَتْلِ إِذْ هَمَّ إِخْوَتُكَ بِقَتْلِكَ؟
قَالَ: أَنْتَ يَا رَبِّ.
قَالَ: فَمَنْ نَجَّاكَ مِنَ المَرْأَةِ إِذْ هَمَمْتَ بِهَا؟
قَالَ: أَنْتَ.
قَالَ: فَمَا بَالُكَ نَسِيْتَنِي، وَذَكَرْتَ مَخْلُوْقاً؟
قَالَ: يَا رَبِّ! كَلِمَةٌ تَكَلَّمَ بِهَا لِسَانِي، وَوَجَبَ قَلْبِي.
قَالَ: وَعِزَّتِي لأُخَلِّدَنَّكَ فِي السِّجْنِ سِنِيْنَ.
(1) انظر: تاريخ بغداد: 4 / 424 - 425.وفيه: " نلحق " بدلا من: " نجلو ".
(2)
هو: إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوي، الشيخ أبو إسحاق القرشي الدمشقي المعروف بابن؟ لدرجي، إمام المدرسة العزية قال عنه الذهبي في " مشيخته ": خ: ق 26: " ثقة مقرئ، خير، من بقايا الحنفية
…
وتوفي في صفر يوم قدومه من الحج بدمشق سنة إحدى وثمانين وستمئة، وله اثنان وثمانون عاما "
غَرِيْبٌ مَوْقُوْفٌ (1) .
أَنْبَأَنَا شَيْخُ الإِسْلَامِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عُمَرَ (2) : أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العَبَّاسِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الكَتَّانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَذَّاءُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَصْرَمَ، وَأَبُو بَكْرٍ المَرُّوْذِيُّ، قَالَا:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ نُوْحٍ - رَفِيْقُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (كُلُّ أُمَّةٍ بَعْضُهَا فِي الجَنَّةِ، وَبَعْضُهَا فِي النَّارِ، إِلَاّ هَذِهِ الأُمَّةَ فَإِنَّهَا كُلَّهَا فِي الجَنَّةِ (3)) .
وَمَاتَ سَنَةَ (75)(75) مَعَ المَرُّوْذِيِّ: أَحْمَدُ بنُ مُلاعِبٍ (4) ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَعْشَرٍ، وَأَبُو دَاوُدَ صَاحِبُ (السُّنَنِ (5)) ، وَأَبُو عَوْفٍ البُزُوْرِيُّ (6) ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ (7) ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَالِبٍ (8) - غُلَامُ
(1) أورده السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 20، ونسبه لابن أبي شيبة، وعبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ.
(2)
ترجمته في " مشيخة " الذهبي: خ: ق 75، وفيها:" عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن هبة الله ". وفاته سنة (677 هـ) .
(3)
رجاله ثقات، وأخرجه الطبراني في " الصغير " 1 / 232، والخطيب في " تاريخه " 3 / 322 من طريقين عن أبي بكر أحمد بن محمد بن حجاج بهذا الإسناد، قال الخطيب: قال لنا البرقاني: بلغني أن محمد بن نوح هذا جار أحمد بن حنبل، وأن أحمد بن حنبل قال لمن سأله عنه: اكتب عنه، فإنه ثقة، قال البرقاني: وقال الدارقطني: تفرد بهذا الحديث إسحاق الازرق، ولم يحدث به غير محمد بن نوح المضروب، وتفرد به عنه أبو بكر المروذي.
(4)
تقدمت ترجمته في الصفحة: (42)، برقم:(26) .
(5)
ستأتي ترجمته في الصفحة: (203)، برقم:(117) .
(6)
ترجمته في: المنتظم: 5 / 98.
(7)
ترجمته في: تذكرة الحفاظ: 2 / 633، في آخر ترجمة المروذي، وعبر المؤلف: 2 / 55، وشذرات الذهب: 2 / 168.
(8)
ستأتي ترجمته في الصفحة: (282)، برقم:(136) .